والدي والعياذ بالله مبتلى بشرب المسكرات. وقد حاولت كثيرا في ان يتركها علما انه محافظ على الصلاة ولكن للاسف دون جدوى فما حكمه؟ وما حكم امثاله في مثل هذا الحال؟ وهل يجب علي اعتزاله ام لا الجواب مما لا شك فيه ان الخمر ام الخبائث وان مدمن الخمر امره عظيم وان الخمر لا يتأتى معها الفلاح لانها رجس من عمل الشيطان وجعل الله جل وعلا الفلاح مرتبا على اجتنابها. ومفهومه ان من لم يجتنبها بعيد من الفلاح ووالدك ما دام على الصفة التي ذكرت فان مسئوليتك نحوه كبيرة وان الواجب عليك اعظم فعليك ان تبذل جهدك لنصح وارشاده وتخويفه والا تيأس فان اليأس لا ينبغي للمسلم ان يجد اليه سبيلا ولا سيما بين ولد ووالده لما بينهما من العاصرة القوية والعلاقة المتينة و جهدك في اصلاحه وتقويمه وهدايته يحتاج منك الى صبر وهنا ولا شك ان الصبر مفتاح الفرج وما دام انه يصلي وانه محافظ على الصلاة فانه يرجى ان يعود الى الحمى وان يرجع الى الصراط السوي لان المحافظة على الصلاة سبب قوي في هداية المرء وتجنبه اسباب الشر والخطأ فاجتهد في تبيين الظرر وضد في شتى الحيل لعل الله جل وعلا ان يهديه على يدك فان الانسان واجب عليه ان يعتني بالناس عامة فكيف اذا كان الشخص قريبا منه فكيف اذا كان والده هو المحتاج او المحتاج للنصح والارشاد واما هل تعتزله فانه ان كان محتاجا لبرك وعطفك واحسانك فاجتهد في ذلك كله فان الله جل وعلا لما ذكر حقوق الوالدين قال في حقهما اذا كانا مشركين وان جاهداك على ان تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من اناب الي فصحبة الوالد بالمعروف ولو كان على منكرات امر مطلوب للمسلم لكن عليه الا يفتى في نصحه وارشاده وتوجيهه وارجو الله جل وعلا ان يهديه فان ادمان الخمر من اعظم اسباب البقاء الطويل في نار جهنم. نسأل الله السلامة منها. ونسأله الهداية لظالم المسلمين انه جواد كريم وصلى الله على سيدنا محمد واله وصحبه وسلم. احسن الله اليكم