الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فهذا هو المجلس الخامس من مجالس القراءة والتعليق على الكتاب القيم القواعد المثلى في اسماء الله وصفاته الحسنى للعلامة الشيخ محمد ابن صالح عثيمين رحمه الله تعالى وقد مر انه رحمه الله ذكر قواعد لاسماء الله تعالى ثم قواعد لصفات الله تبارك وتعالى ثم قواعد الاستدلال لاسماء والصفات كنا قد وقفنا على قوله رحمه الله اه اعلم ان بعظ اهل التأويل اورد على اهل السنة شبهة في نصوص من الكتاب والسنة في الصفات ادعى ان اهل السنة صرفوه عن ظاهرهم فنبدأ من حيث وقفنا ان شاء الله نسأل الله جل وعلا العون والتوفيق والسداد. نعم وقد انقسم النص ما يصح ثمانية وسبعين لا ما وقفنا على سبعة وتسعين اذا معناته تأخرنا لكن تظن اننا وقفنا على تمنية وسبعين حيل متأخرين طيب اذا تقرر هذا فالظاهر نصوص صفات ما يتبادر منها الى الذهن من المعنى اذا لا زلنا في قواعد الاستدلال القاعدة الرابعة ظاهر النصوص ما يتبادر منها الى الذهن من المعاني وقد بينا شرحنا هذه القاعدة فنكمل حيث وقفنا على قوله وقد انقسم الناس فيه الى ثلاثة اقسام فيه الظمير راجع الى نعم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا مشايخه وللمسلمين والمسلمات يا رب العالمين. قال الشيخ العلامة محمد صالح العثيمين عليه رحمة الله تعالى في كتاب القواعد المثلى صفات الله واسمائه الحسنى. وقد انقسم الناس فيه الى ثلاثة اقسام القسم الاول من جعلوا الظاهر المتبادر منها معنى كن حقا يليق بالله عز وجل وابقوا دلالتها على ذلك. وهؤلاء هم السلف الذين اجتمعوا على ما كان عليه النبي صلى الله وعليه وسلم واصحابه والذين لا يصدق لا قاب اهل السنة والجماعة الا عليهم وقد امرنا باتباعهم في كتاب الله عز وجل قال تعالى فان امنوا بمثل ما امنتم به وقال تعالى امنوا كما امن الناس. الناس يعني الصحابة وقال تعالى ومن يشاقق الرسول من بعدي ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين وهم الصحابة فهذه ثلاثة ادلة فهذه ثلاث ادلة صريحة دالة على وجوب اتباع السلف فيما اجمعوا عليه. نعم قال وقد اجمعوا على ذلك كما نقله ابن عبد البر فقال اهل السنة مجمعون على الاقرار بالصفات الواردة كلها في القرآن الكريم والسنة والايمان بها وحملها على الحقيقة لا على المجاز. الا انهم لا يكيفون شيئا من ذلك ولا دون فيه صفة محصورة انتهى. وقال القاضي ابو يعلى في كتاب ابطال التأويل لا يجوز رد هذه الاخبار ولا التشاغل تأويلها والواجب حملها على ظاهرها وانها صفات الله لا تشبه صفات سائر الموصوفين بها من الخلق ولا يعتق رجل التشبيه فيها لكن على ما ولكن على ما روي عن الامام احمد وسائر الائمة انتهى نقل ذلك عن ابن عبد البر نقل ذلك عن ابن عبد البر والقاضي نقبه. صلى الله عليه وسلم. نقل ذلك عن ابن عبد البر والقاضي شيخ الاسلام ابن تيمية في الفتوى والحموية من مجموع فتاوى لابن القاسم وهذا هو المذهب الحموية هي من اعظم الرسائل التي فيها الاثار السلفية الدالة على صحة المعتقد الذي نعتقده في العقيدة الواسطية الحموية هي عبارة عن نقولات عن الصحابة والتابعين وتابعي التابعين والائمة الى زمن آآ خير القرون فهي فعلا حمية للعقيدة السلفية فمن اراد ان يعرف عقيدة السلف فلينظر الى هذه الاقوال المنقولة بالاسانيد. نعم قال وهذا هو المذهب الصحيح والطريق القويم الحكيم. وذلك لوجهين الاول انه تطبيق تام لما دل عليه كتاب والسنة من وجوب الاخذ بما جاء فيهما من اسماء الله وصفاته. كما يعلم كما يعلم ذلك من تتبعه بعلم وانصاف. قال الثاني ان يقال ان الحق اما ان يكون فيما قاله السلف او فيما قاله غيرهم. والثاني باطل لانه يلزم منه ان يكون السلف من الصحابة والتابعين لهم باحسان تكلموا بالباطل تصريحا او ظاهرا. ولم يتكلموا مرة واحدة لا تصريحا ولا ظاهرا بالحق الذي يجب اعتقاده. وهذا يستلزم ان يكونوا اما جاهلين بالحق. واما عالمين به لكن لكن كتموه وكلاهما باطل وبطيان لازم يدل على الملزوم. فتعين ان يكون الحق فيما قاله السلف دون غيره طبعا هذا القول يلزم منه ان السلف عياذا بالله يكونوا جاهلين بالحق وهذا قول الفلاسفة واما عالمين به لكن كتموه وهذا قول الباطنية ان السلف كانوا عالمين لكنهم كتموا الحق وهذان القولان باطل وبطلان لازم يدل على بطلان الملزوم. هذه قاعدة ان بطلان اللازم يدل على بطلان الملزوم فتعين ان الحق فيما قاله السلف لا فيما سار اليه الخلف. نعم قال القسم الثاني من جعلوا الظاهر المتبادر من نصوص الصفات معنى باقيا لا يليق بالله. وهو التشبيه وابقوا دلالتها على ذلك وهؤلاء هم المشبهة ومذهبهم باطل محرم من عدة اوجه. الوجه الاول انه جناية على النصوص وتعقيد لها علم المراد بها فكيف يكون المراد بها التشبيه وقد قال الله تعالى ليس كمثله شيء الثاني ان العقل دل على مباينة الخالق للمخلوق في الذات والصفات. فكيف يحكم بدلالة النصوص على التشابه بينهما قال الثالث ان هذا المفهوم الذي فهمه المشبه من النصوص مخالف لما فهمه السلف منها فيكون باطلا لانه محدد والمحدث والبدع والضلالات لا سيما في الاعتقادات من ادل شيء على بطلانه كونه محدث فان العقيدة النقية التقي الصحيحة الصافية هي التي كان عليها السلف نعم فان قال المشبه انا لا اعقل من نزول الله ويده الا مثل ما لمخلوق من ذلك. والله تعالى لم يخاطبنا الا لا نعرفه ونعقله فجوابه من ثلاثة اوجه احدها ان الذي خاطبنا بذلك هو الذي قال عن نفسه ليس كمثله شيء ونهى عباده ان يضربوا له الامثال او يجعلوا له اندادا فقال فلا تضربوا لله مثال ان الله يعلم وانتم لا تعلمون. وقال فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. وكلامه تعالى كله حق يصدق بعضه بعضا ولا يتناقض. يقال له اذا كنت انت لا تعقل من النصوص الا التشبيه فان الله جل وعلا خلق السماوات والارض فهل انت تعقل من كلمة خلق وعمل انه يكون خلقه مثل خلق الانسان يحتاج الى شبل ويحتاج الى معول ويحتاج الى اسمنت ويحتاج الى هذه الاشياء فان قال لا ناقض نفسه وان قال نعم صار اضحوكة للعقلاء لان الله يخلق بقوله كن فيكون نعم قال رحمه الله ثانيها ان يقال له الست تعقل لله ذاتا لا تشبه الذوات؟ فسيقول بلى. فيقال له فلتعقل له تلتعقل له صفات لا تشبه الصفات. فان القول في الصفات كالقول في الذات. ومن فرق بينهما فقد تناقض قال ثالثها ان يقال الست تشاهد في المخلوقات ما يتفق في الاسماء ويختلف في الحقيقة والكيفية. وسيقول بلى فيقال له اذا اعطيت التباين بين المخلوقين في هذا فلماذا لا تعقله بين الخالق والمخلوق؟ مع ان بين الخالق والمخلوق اظهر واعظم. بل التماثل مستحيل بين الخالق والمخلوق كما سبق في القاعدة السادسة من قواعد الصفات يعني هؤلاء المشبهة يدركون ويتفقون مع العقلاء بان التشابه في الاسم لا يلزم منه التشابه في الكم والكيف هذه مسألة لابد ان يقروا بها والا ينادى عليهم بالجهل مثلا الان لو جاء انسان وقال لنا اننا نقول مخلوق كلمة الانسان مخلوق النبات مخلوق طيب والجماد مخلوق والملائكة مخلوقون الان كل واحد منا يدرك ان المخلوق ها هنا على وصف معين والمخلوق هناك على وصف معين والمخلوق هناك على وصف معين مع اشتراكهما في كون الكل مخلوقات لله تعالى اذا الاسم يدل على الاشتراك في المعنى الكلي ولهذا ايها الاخوة احفظوا هذه القاعدة ولا تنسوها الاسماء المطلقة بينها تشابه كلي لكنها عند الاظافة تكتسب خصائص المظاف اليه خلاص ما في تشابه فانت لما تقول الحياء معروف الحياء معروف وين ما تحط كلمة الحياة معروف وش معناها لكن اذا قلت حياة الله قطعا له معنى خاص اكتسب خصائص الذات المضافة اليها لما تقول حياته الملائكة حياة الانسان حياة البرزخ حياة الجنين حياة الجنة حياة النار حياة النبات حياة الجماد في اينما اضفت الكلمة اكتسبت خصائص المضاف والمعنى الكلي اصبح موجودا في الذهن غير موجود في الخارج. نعم احسن الله اليكم ثم قال رحمه الله القسم الثالث من جعل بمعنى المتبادر من نصوص الصفات معنى باطلا لا يليق بالله وهو التشبيه ثم انهم من اجل ذلك انكروا ما دلت عليه من المعنى اللائق بالله. قال وهم اهل التعطيل سواء كان فتعطيلهم عاما في الاسماء والصفات ام خاصا فيهما؟ او في احدهما؟ عاما في الاسماء والصفات كالجهمية ام خاصا فيهما الذين يعطلون الصفات دون الاسماء مثل المعتزلة او في احدهما يعني في الاسماء دون الصفات عما في الاسماء والصفات هذا حال الجهمية ام خاصا فيهما؟ يعني يؤول بعض الاسماء وبعض الصفات او في احدهما يوم اما الاسماء واما الصفات نعم قال فهؤلاء صرفوا النصوص عن ظاهرها الى معان عينوها بعقولهم واضطربوا في تعيينها اضطرابا كثيرا وسموا ذلك كتأويلا وهو في الحقيقة تحريف. شيخ يسميه تحريف وانا اسميه تخريف خرافات لانه لا يمكن ان يكون لها حقيقة في الواقع كل ما يقولونه انما هو من خرافات عقولهم هو تحريف بالنسبة للنصوص وبالنسبة الى ما يخرج من عقولهم هو خرافات ليس له حقيقة في الواقع نعم قال ومذهبهم باطل من وجوه احدهما انه جناية على النصوص. حيث جعلوها دالة على معنى باطل غير لائق بالله اي ولا مراد له. كيف يكون النصوص التي انزلها الله والنصوص التي يقولها رسول الله دال على باطل يحتاج الى تأويل. هل يعقل هذا الكلام وكلامهم وكلام علمائهم لا يدل على الباطل ولا يحتاج الى تأويل. هذا والله اذا لم يكن تخريفا فما هو التخريف اذا نعم قال الثاني انه صرف لكلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم عن ظاهره والله تعالى خاطب الناس بلسان عربي مبين ليعقلوا الكلام ويفهموه على ما يقتضيه هذا اللسان العربي. والنبي صلى الله عليه وسلم خاطبهم بافصح لسان البشر. فوجب حمل كلام الله ورسوله على ظاهره المفهوم بذلك اللسان العربي انه يجب ان يصان عن التكييف والتمثيل في حق الله عز وجل. هذا حال اهل السنة انهم يعني قظون النصوص ويصونون النصوص عن التكييف والتمثيل من جهة وعن التحريف والتعطيل من جهة اخرى ولذلك اعظم الناس تعظيما وتبجيلا وتوقيرا للنصوص هم اهل السنة اما اهل البدع لا يقيمون للنصوص وزنا نعم قال الثالث ان صرف كلام الله ورسوله عن ظاهره الى معنى يخالفه قول على الله بلا علم وهو محرم على الله بلا علم ثم هو قول متنازع فيه لان هذا يقول ان هذا النص يدل بعقلي على معنى كذا. الاخر يقول لا هو يدل على معنى اخر بعقلي انا والثالث يقول لا هو يدل على معنى ثالث بعقلي انا والفلسفي يقول لا يا ايها المعتزلي المعنى هو ما افهمه انا الان عقل من؟ الصواب في فهمه للنص عقل المعتزلي ولا الجهمي ولا الفلسفي ولا الاشعري ولا الماتريدي ولا الكلابي ولا السالمي ولا الهشامية هي المشبه عقل من هذا وحده دليل كافي هذا وحده دليل كاف على بطلان ما هم يخوضون فيه بعقولهم نعم قال لقوله تعالى قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم والبغي بغير الحق وان تشركوا وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وان تقولوا على الله ما لا تعلمون. وجعل القول على الله من اعظم انواع الكبائر في هذه الاية يعني الارتقاء من الادنى الى الاعلى كلها كبائر لكن القول على الله اعظم من الشرك ما وجهه لماذا القول على الله اعظم من الشرك لانه شرك وزيادة تحريف في دين الله عز وجل لانه شرك وزيادة تحريف لدين الله تبارك وتعالى نعم ولقوله سبحانه ولا تقفوا ما ليس لك به علم. ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك اولئك كان عنه مسؤولا. قال فالصالح لكلام الله تعالى ورسوله عن ظاهره الى مع من يخالفه. قد قفى ما ليس له وقال على الله ما لا يعلم من وجهين. الاول انه زعم انه ليس المراد بكلام الله ورسوله كما مع انه ظاهر الكلام الثاني انه زعم ان المراد به كذا لمعنى اخر لا يدل عليه ظاهر الكلام. واذا اكان من المعلوم ان تعيين احد ان تعيين احد المعنيين المتساويين في الاحتمال قول بلا عين. فما ظنك بتعيين معنى المرجوح المخالف لظاهر الكلام. مثال ذلك قوله تعالى لابليس ما منعك ان تسجد لما خلق اتوا بيديك فاذا صرف الكلام عن ظاهره وقال لم يرد باليدين اليدين اليدين الحقيقيتين وانما اراد كذا وكما قلنا له ما دليلك على ما نسيت وما دليلك على ما اثبت؟ ومن هنا لابد ان نفهم لو قال لنا قائل ما الفرق بين تحريف وبين التأويل هنا نحن نقول التعويل الذي قد يوجد في بعض كلام السلف هو اثبات ما اثبته الله ورسوله ونفي ما نفاه الله ورسوله بمعنى اخر واما التحريف فهو عكس مراد الله ورسوله. الله يثبت وهو ينفي الله ينفي وهو يثبت من هنا قلنا انه تحريف والتخريف الله يقول ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي هو يقول الله ليس له يد الله ليس له يد ينفي ما يثبته الله يقول معناها القدرة ولذلك هذا لا يقبل هذا لا يقبل هذا هو التحريف هذا هو التخريف. نعم قال فان اتى بدليل وانى له ذلك والا كان قائلا على الله بلا علم في نفيه واثباته قال الوجه الرابع في ابطال مذهب اهل التعطيل ان صرف نصوص الصفات عن ظاهرها مخالف لما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه وسيخ الامة وائمتها فيكون باطلا. لان الحق بلا ريب فيما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه وسلف امتي وائمتها. لهذا نرجئ هؤلاء المعطلة المحرفة ونعطيهم مهلة سنة كاملة على ان يأتوا بقول واحد عن السلف يقولون استوى يعني استولى بقول واحد عن السلف يقولون لان ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي اي بنعمتين. والله لن يجدوا ذلك الى قيام الساعة ونحن ننقل عن عشرات ومئات من الصحابة والتابعين وتبع التابعين والائمة الاربعة المرضيين ومن بعدهم انهم يثبتون هذه الاشياء فكيف لعاقل مسلم لبيب يدع قول هؤلاء السلف ويأخذ بقول هؤلاء الخلف نعم قال الوجه الخامس ان يقال للمعطر هل انت اعلم بالله من نفسه؟ فسيقول لا. ثم يقال له هل ما اخبر الله به عن نفسه صدق وحق فسيقول نعم ثم يقال له هل تعلم كلاما افصح وابين من كلام الله تعالى افسيقول لك ثم يقال له هل تظن ان الله سبحانه وتعالى اراد ان يعمي الحق على الخلق في هذه النصوص ليستخرجوه بعقولهم فسيقول لا الله يرحمه شيخ مشايخنا يحسن الظن بهم يقولون راح يقولون لا ولا ما رأيكم اني وقفت على نص لاحد ائمتهم وهو معبد الجهني وهذا متقدم في قرن الامام ابي حنيفة رحمه الله يقول ان هذا الحديث الذي حدث به نافع لا اقبله اسمعوا الان الكلام يقول ولو صح ان نافعا كان حفظ عن ابن عمر فانه اعرابي بوال على عقبه لا اقبله اسمع عشان تعرفون هذولا شلون يتكلمون عن السلف عياذا بالله ثم قال ولو ثبت عن ابن عمر وقاله رسول الله فاني اقول ما على هذا شهدت لك يا اخوان وين الدين؟ وين الايمان يا اخوان هذا احسن واحد فيهم هذا الذي يقول عنه ابو جعفر المنصور كلكم يأتي رويد كلكم يبغى صيد الا عمرو ابن عبيد هذا حال عمرو ابن عبيد اذا كان هذا حال امر ابن عبيد ازهدهم واعبدهم يقول مثل هذا الكلام عن السلف فكيف بالذين بعدهم فكيف بالذين بعدهم اقرأوا تفسير الكشاف للزمخشري في سورة الزمر عند قوله تعالى وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه يقول ما ثم قبضة ولا ثم بسط ولا ثم يدان كل ذلك على سبيل التخييل كلام غريب يا اخوان ثم يقال امام لا حول ولا قوة الا بالله. والله ايها الاخوة ان الكلام عن الفرق يمرظ القلب نعم احسن الله اليكم ثم قال هذا ما يقال له باعتبار ما جاء في القرآن. اما باعتبار ما جاء في السنة فيقال له هل انت اعلم بالله من رسوله صلى الله عليه وسلم فسيقول له ثم يقال له الما اخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الله صدق وحق كن فسيقول نعم ثم يقال له هل تعلم ان احدا من الناس افصح كلاما وابين من رسول الله صلى الله عليه وسلم فسيقول ثم يقال له هل تعلم ان احدا من الناس انصح لعباد الله من رسول الله صلى الله عليه وسلم فسيقول لا يقال له اذا كنت تقر بذلك فلماذا لا يكون عندك الاقدام والشجاعة في اثبات ما اثبته الله تعالى لنفسه اثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم على حقيقته وظاهره اللائق بالله. وكيف يكون عندك الاقدام والشجاعة في نفي حقيقتك اني تلك وصرفه الى معنى يخالف ظاهره بغير علم. وماذا يضيرك اذا اثبت لله تعالى ما اثبته في كتابه او سنة نبيه على الوجه اللائق على الوجه اللائق به. فاخذت بما جاء في الكتاب والسنة اثباتا ونفيا اليس هذا اسلم لك واقوم لجوابك اذا سألت يوم القيامة ماذا اجبتم المرسلين اوليس صرفك لهذه النصوص عن ظاهرها وتعيين معنى اخر مخاطرة منك. فلعل المراد يكون على تقدير جواز صرفها غير ما صرفتها اليه؟ هؤلاء اذا سئلوا يوم القيامة ماذا اجبتم المرسلين ما ندري ماذا سيقولون يقولون قدمنا عقولنا قدمنا فلسفتنا ذوقنا وجدنا فهمنا كلام ائمتنا ولذلك يعني يصدق فيهم قول من يقول من نبيك؟ يقول ها ها لا ادري اليس هو محمد صلى الله عليه وسلم؟ فيقول نعم والله يخشى عليه من هذا نسأل الله لنا ولكم الثبات. نعم قال رحمه الله وجهه السادس في ابطال مذهب اهل التعقيد انه يلزم عليه لوازم باطلة وبقيان اللازم يدل على بطلانه ايمان زوم هذه قاعدة لازم نحفظها بطلان لازم دليل على بطلان الملزوم اينما وجدت لازما باطلا هذا الدليل على ان الملزوم به مثلا لو قال لك قائل ان الله ليس بحي اذا لازمه انه ليس موجود واذا كان ليس موجود باطل اذا كونه ليس بحي باطل لان لازم الباطل باطل نعم قال فمن هذه اللوازم اولا ان اهل التعطيل لم يصرفوا نصوص الصفات عن ظاهرها الا حيث اعتقدوا انه مستلزم او موهم فيه الله تعالى بخلقه وتشبيه الله تعالى بخلقه كفر. لانه تكذيب لقوله تعالى ليس كمثله شيء قال نعيم بن حماد الخزاعي احد مشايخ البخاري رحمهما الله من شبه الله بخلقه فقد كفر. ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر وليس ما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيها انتهى. قال ومن المعلوم ان من ابطل الباطل ان يوجع الا ظاهر كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم تشبيها وكفرا او موهبا لذلك قال ثانيا ان كتاب الله تعالى الذي انزله تبيانا لكل شيء وهدى للناس وشفاء لما في الصدور ونورا مبينا. وفرقانا بين الحق والباطل يبين الله تعالى فيه ما يجب على العباد اعتقاده في اسمائه وصفاته. وانما جعل ذلك موكلا الى عقولهم يثبتون لله ما يشاؤون وينكرون ما لا يريدونه وهذا ظاهر بل هذا القول يدل على ان عدم ارسال الرسل كان احسن خل كل واحد بعقله يعرف ربه وهذا من يقول هذا الكلام الا من لا يقدر الله حق قدره ولا يعرف قدر الانبياء عليهم الصلاة والسلام. نعم. قال ثالثا ان النبي عامي ما الدليل على رحمة الله؟ يقول شوف يعفو عنا وعنه. وما ياخذ الكفار على ذنوبهم الان. هذا اعظم دليل على الرحمة لكن لو سألنا طلاب العلم ما الدليل على ارادة الله من جهة العقل؟ ما يعرف الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشد ان النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدون واصحابه وسلف خلفاءه الراشدين يعني معطوف على النبي واسم منصوب. صلى الله عليه وسلم. قال ثالثا النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدين واصحابه وسلف الامة وائمتها كانوا او مقصرين في معرفة وتبيين ما يجب لله تعالى من الصفات او يمتنع عليه او يجوز. اذ لم اذ لم يرد عنهم حرف واحد اذ لم يرد عنهم حرف واحد فيما ذهب اليه اهل التعطيل في صفات الله تعالى وسموه تأويلا. وحينئذ اما ان يكون النبي صلى الله عليه سلمه وخلفاؤه الراشدون وسلف الامة وائمتنا قاصرين. بجهلهم بذلك وعجزهم عن معرفته او مقصرين لعدم بيانهم للامة وكلا الامرين باطل قال راضيا ان كلام الله ورسوله ليس مرجعا للناس فيما يعتقدونه في ربهم والههم الذي معرفتهم به من اهم ما جاءت به الشرائع. بل هو وزبدة الرسالات وانما المرجع تلك العقول المضطربة المتناقضة. وما خالف هذا سبيله التكذيب ان وجدوا الى ذلك سبيلا او التحريف الذي يسمونه تأويلا ان لم يتمكنوا من تكذيبه قال خامسا انه يلزم منه جوازنا فيما اثبته الله ورسوله فيقال في قوله تعالى وجاء ربك ان انه لا يجيء وفي قوله صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا كل ليلة من السماء الدنيا انه لا ينزل لان اسناد المدين والنزول الى الله في مجاز عندهم واظهروا علامات المجاز عند القائلين به صحة نفيه ونفي ما اثبته الله ورسوله من اقواف وما اثبته الله ورسوله ومن افضل الباطل ولا يمكن الانفكاك عنه بتأويله الى امره. لانه ليس في السياق ما يدل عليه يعني هذا من اعظم الفروقات بين التأويل الذي اه هو صرف اللفظ عن معناه اللائق الى صرف اللفظ عن معناه الظاهر الراجح الى معنى مرجوع بدليل او قرينة وبين التحريف هذا المعنى الذي هو التحريف هو عكس الموجود. الموجود يثبت وهو ينفي. الموجود ينفي وهو يثبت اما صرف اللفظ معناه الظاهر الراجح الى المعنى المرجوح بدليل فهو قرينة المعنى مؤيدة المعنى مؤكدة المعنى وليست عكسه هذه مسألة مهمة لابد ان ننتبه لها. نعم قال ثم ان من اهل التعقيب من طرد قاعدته في جميع الصفات او تعدى الى الاسماء ايضا ومنهم من تناقل فاثبت بعض الصفات دون كالاشعرية والماتوريدية اثبتوا ما اثبتوه بحجة ان العقل يدل عليه. ونفوا ما نفوه بحجة ان العقل ينفيه او لا يجوز عليه طبعا المقصود بالاشعرية اتباعه بالحسن الاشعري في طوره الثاني وامل الماتوريدية فهم اتباع وبمنصور الماتوريدي رحمه الله وتجاوز عنهم. نعم قال فنقول لهم نفيكم لما نفيتموه بحجة ان العقل لا يدل عليه يمكن اثباته بالطريق العقلي. الذي اثبتتم به ما اثبتتموه كما هو ثابت بالدليل السمعي مثال ذلك انهما اثبتوا صفة الارادة ونفوا صفة الرحمة اثبتوا صفة الارادة لدلالة السمع والعقل عليها اما السمع فمنه قوله تعالى ولكن الله يفعل ما يريد. واما العقل فان اختلاف المخلوقات وتخصيص بعضها بما يختص به من ذاتنا ووصف دليل على الارادة ونفع الرحمة لانها تستلزم لين الراحم ورقته للمرحوم. وهذا محال في حق الله تعالى واولوا وحرفوا الادلة السمعية المثبتة للرحمة الى الفعل. واول ما حرفوا الادية السمعية المثبتة بالرحمة الى الفعل او ارادة الفعل. وفسر الرحيم بالمنعم او مريد الانعام. فنقول لهم الرحمة ثابتة لله تعالى السمعية وادلة وادلة وادلة ثبوتها اكثر عددا وتنوعا من من ادلة الارادة فقد وردت باسم الرحمن الرحيم والصفة مثلي وربك الغفور ذو الرحمة والفعل مثلي ويرحم من يشاء. بينما ان لم يأتي على وصف الاسمية ولم يأتي على وصف الوصفية وانما جاء فعله فكيف تثبتون صفة جاءت على صفة الفعل وتنفون الاسم والوصف والفعل الذي جاء في الرحمة؟ هذا من هذا من العجائب لمجرد ان عقولكم ما تقدر تثبتها نعم قال ويمكن اثباتها بالعقل فان النعم التي تتراغ على العباد من كل وجه والنقم التي تدفع عنهم في كل حين دالة على الرحمة لله عز وجل. وجلالتها على ذلك ابين واجلى من دلالة التخصيص على الارادة لظهور ذلك للخاص والعامة بخلاف دلالة التخصيص على الارادة فانه لا يظهر الا لافراد من الناس. يعني الان لو لو سألنا اي انسان ما يدركون المعنى ان التخصيص الموجود في كل ذات المميز عن الذات الاخرى دليل على الارادة. هذا المعنى خفي فكيف اثبتم الارادة بمعنى خفي لا يدركه طلاب العلم ونفيتم الرحمة التي يدركها العوام فظلا عن طلاب العلم هذا تناقض نعم قال واما نفيها بحجة انها تستلزم اللين والرقة فجوابه ان هذه الحجة لو كانت مستقيمة لامك نشر الارادة لمثلها فيقال الارادة ميل الارادة ميل المريد الى ما يرجو به حصول منفعة او دفع مضرة وهذا يستلزم الحاجة والله تعالى منزه عن ذلك. فان اجيب بان هذه ارادة المخلوق امكن الجواب بمثله في الرحمة بان الرحمة مستلزمة للنقص هي رحمة المخلوق بمثل ما يقولون نحاججهم قالوا الرحمة معناها لين القلب قلنا طيب واللي له ارادة ميل القلب الى المراد قال لا هذا في المخلوق قلنا هذاك اللين والرق هذاك في المخلوق ليش تتناقض قال لها انا اسبت لله الارادة اللائقة به. اثبت لله الرحمة اللائقة به. انتهت الاشكال نعم قال وبهذا تبين بطيان مذهب اهل التعقيل سواء كان التعقيلا عاما او خاصا مثل الجهمية والمعتزلة او خاصا مثل لا الاشاعرة والما تريدين والكلابية فان الاشاعر والكلابية والماتريدية وكذلك بعض الكرامية تعطيلهم خاص تعطيلهم خاص لبعض الاشياء نعم قال وبه علم ان طريقة الاشاعرة والماتوليدية في اسماء الله تعالى وصفاته وما احتجوا به لذلك لا تنتفعوا به لا تندفعوا به شبه المعتزلة والجهمية وذلك بوجهين احدهما انه طريق مبتدع لم يكن عليه النبي صلى الله عليه وسلم ولا سلف امتي وائمتها والبدعة لا تدفع بالبدعة وانما تدفع بالسنة وهذه قاعدة مضطربة ان البدعة تدفع بالسنة متى ما دفعت البدعة ببدعة ماذا تعرفون تنتج بدعة اخرى تنتج بدعة اخرى. نعم قال الثاني ان المعتزلة والجهمية يمكنهم من يحتجون لما نفوه عن الاشاعرة والماتريدية بمثل ما احتج به الاشاعرة والماتوليدية بما نفعوه على اهل السنة فيقول ولقد ابحتم لانفسكم نفي ما نفيتم من الصفات بما زعمتموه دليلا عقليا. واولتم دليله السمعي فلماذا تحرموها علينا نسيما نفيناه بما نراه دليلا عقليا ونؤول دليله السمعي. فلنا عقول كما ان لكم عقولا فان كانت عقولنا خاطئة فكيف كانت عقولكم صائبة؟ وان كانت عقولكم صائبة فكيف كانت عقولنا خاطئة ليس لكم حجة في الانكار علينا سوى مجرد التحكم سوى مجرد التحكم واتباع الهوى. لانه ليس عقل احد حجة على عقل الاخت وانما الحجة في النص وفي عقول وفهوم السلف الصالح رضوان الله عليهم. نعم. قال وهذه حجة دامغة والزام صحيح من الجهمية المعتزلة للاشعرية والماتوريدية ولا مدفع لذلك ولا محيص عنه الا بالرجوع لمذهب السلف الذين ودون الذين يطردون هذا الباب ويثبتون لله تعالى من الاسماء والصفات ما اثبته لنفسه في كتابه او على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم اثباتا لا تمثيل فيه ولا تكييف. وتنزيها لا تعطيل فيه ولا تحريف. ومن لم يجعل الله وله نورا فما له من نور تنبيه علوي مما سبق ان كل معطل ممثل وكل ممثل معطل. اما تعطيل المعطل فظاهر. واما تمثيله ولانه انما عطل لاعتقاده ان اثبات الصفات يستلزم التشبيه ومثل اولا وعطل ثانيا. كما انه عقيله مسه بالناقص. واما تمثيل ممثل فظاهر قال واما تعقيله فمن ثلاثة اوجه الاول انه ابطل نفس النص الذي اثبت به الصفة حيث جعله دالا على التمثيل مع انه لا داة فيه عليه وانما يدل على صفة تليق بالله عز وجل الثاني انه عطل كل نص يدل على نفي مواصلة الله لخلقه. الثالث انه الله تعالى عن كماله وواجبه حيث مثله بالمخلوق الناقص اعلم ان بعض اهل التأويل اورد على اهل السنة شبهة في نصوص من الكتاب والسنة بالصفات ادعى ان اهل السنة صرفوا عن ظاهرها ليوزن اهل السنة بالموافقة على التأويل او المداهنة فيه. يعني لان هذه القاعدة تدلنا على ان السلف اقرأوا النصوص على ظاهرها فبعض اهل البدع جمعوا بعض النصوص قالوا ها شوفوا هذه النصوص اولها السلف مثل ما يحكى عن الغزالي رحمه الله انه قال هذه نصوص كذا وكذا وكذا اولها الامام احمد فما انتم قائلون اذا نحن عندنا قاعدة مطردة نثبت ما اثبته الله ورسوله وننفي ما نفاه الله ورسوله وليس عندنا تناقض ولا تذبذب ما عندنا تأويل فان قالوا فما تقولون في نصوص كذا وكذا؟ اولت او زعم فيها التأويل او اذا قلتم بظاهرها يلزمكم كذا وكذا؟ فالجواب ما سيقوله الشيخ كل ما قالوه هو احد امرين اما ادعوا التأويل ولا يثبت واما ادعوا ان ظاهر المعنى كذا وكذا والظاهر لا يثبت اذا ما سبب ادعائهم؟ سبب ادعائهم تلوث العقول بجرثومة المنطق والفلسفة فلما تلوثت عقولهم بجرثومة المنطق والفلسفة صاروا ينظرون الى العمود المستقيم من النصوص الثابتة الى انها معوجة فالعيب ليس في النص العيب في عقول نعم وقال كيف تنكرون علينا تأويل ما اولناه مع ارتكابكم لمثله فيما اولتموه؟ ونحن نجيب بعون الله تعالى عن هذه الشبهة بجوابين مجمل ومفصل اما المجمل فيتلخص في شيئين احدهما اننا لا لا نسلم ان تفسير السلف لها صرف عن ظاهر فيها فان ظاهر الكلام ما يتبادر منه المعنى ما يتبادر منه من المعنى وهو يختلف بحسب السياق وما يضاف اليه فان الكلمات يختلف معناها بحسب تركيب الكلام والكلام مركب من كلمات وجمل يظهر معناها ويتعين بضم بعضها اما بعد ثانيهما اننا لو سلمنا ان تفسيرهم صرف لها عن ظاهرها فان لهم في ذلك دليلا من الكتاب والسنة اما متصلة واما منفصلة وليس لمجرد شبهات يزعمها يزعمها الصارف براهين يزعمها الصالح براهين وقطعيات يتوصل بها الى نفي ما اثبته الله لنفسه في كتابه او على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم. اذا نحن نقول في الجواب المجمل الاول ان اختلاف المعاني بين الكلمات لاختلاف التركيب وهذا امر لا ينكر وهذا لا يسمى تأويلا الثاني اننا لو سلمنا جدلا ان السلف صرفوا بعض المعاني عن ظاهرها الى معنى غير الظاهر او عن الراجح الى معنى المرجوع فان لهم دليلا من الكتاب والسنة وهذا الصرف وهذا الصرف مؤيد للمعنى الذي جاء في الكتاب مثبت وليس ناف فليس عند السلف ان شيئا اثبته الله هم ينفونه او شيء نفاه الله يثبته هذا لا وجود لها نعم وسيتبين الان من شبههم قال واما المفصل فعلى كل نص دعي ان السلف صرفوه عن ظاهره. وليمثل بالامثلة التالية فنبدأ بما حكاه ابو حامد الغزالي عن بعض الحنبلية انه قال الغزال يا ابو حامد صاحب احياء علوم آآ احياء العلوم هذا الرجل له عدة كتب في العقائد. منها قواعد العقائد ومع الاسف الشديد انه مر على اطوار فلسفي متصوف اشعري الى اخره لكنه رحمه الله في اخر الامر رجع الى عقيدة السلف هذا هو الصواب لكنه في كتابه قواعد العقائد في احياء علوم اه احياء العلوم يقول ان التأويل امر لا بد منه ويزعم ان الامام احمد اول كما سيأتي في كلامه. نعم. قال والممثل بما حكاه ابو حامد الغزالي وعن بعض الحنبلية انه قال ان احمد يتأول الا في ثلاثة اشياء. الحجر الاسود يمين الله في الارض. وقلوب العباد بين اصبعين من اصابع الرحمن واني اجد نفس الرحمن من قبل اليمن. نقله عنه شيخ الاسلام ابن تيمية من مجموع الفتاوى وقال هذه الحكاية كذب على احمد. اذا يكفي ما دام الحكاية كذب على احمد اذا ما ما في تأويل عن السلف نعم. قال المثال الاول الحجر الاسود يمين الله في الارض. والجواب عنه انه حديث باطل لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ابن الجوزي في العلم متناهية هذا حديث لا يصح. وقال ابن العربي حديث باطل فلا يلتفت اليه. وقال شيخ الاسلام ابن تيمية روي عن النبي صلى الله عليه باسناد لا يثبت انتهى. وعلى هذا فلا حاجة للخوض في معناه. عجب من هؤلاء الناس. القرآن والسنة ها لا يقبلونها نصوص ثابتة لا يقبلها ثم يعمدون الى نصوص موظوعة او مكذوبة او ظعيفة ويريدون ان يقعدوا القواعد بناء عليها تناقض عجيب هوى نعم قال لكن قال شيخ الاسلام ابن تيمية والمشهور يعني في هذا الاثر انما هو عن ابن عباس انه قال الحجر الاسود يمين الله في الارض فمن صافحه ربنا فكأنما صافح الله وقبل يمينه ومن تدبر اللفظ المنقولة تبين له انه لا اشكال فيه فانه قال يمين والله في الارض ولم يطلق ولم يطلق فيقول يمين الله وحكم اللفظ المقيد يخالف حكم المطلق ثم قال صافحه وقبله فكأنما صافح الله وقبل يمينه. وهذا صريح في ان المصافح لم يصافح من الله اصلا. ولكن شبه من يصافح الله فاول الحديث فاول الحديث واخره يبين ان الحجر ليس من صفات الله تعالى كما هو معلوم لكل عاقل انتهى ثم عندنا قاعدة وهي ان اي شيء يضاف الى الله اي شيء يضاف الى الله يمكن الاشارة اليها مفردة فهذه من باب اضافة التشريف مثل ما نقول ان عيشة كلمة الله هذا ما يحتاج الى تأويل مثل ما نقول عن النبي صلى الله عليه وسلم رسول الله تشريف بيت الله. طيب الحجر الاسود يمين الله في الارض. نشير اليه. اذا هذه ليست انما اضيف الى الله اضافة تشريف ومعنى يمين الله في الارض كما قال ابن فمن قبله فكأنما. اذا ما في ما فيها ان الحجر نفسه هو يمين الله هو يد الله ابدا لكنهم يقطعون النصوص مثل يقول فويل للمصلين ويسكت كمل الحديث الذي جاء عن ابن عباس وهو ثابت عن ابن عباس فكأنما صافح الله وقبله ولا يلزم من التشبيه ان يكون المشبه عين المشبه به. هذه قاعدة معلومة نعم احسن الله اليكم ثم قال المثال الثاني قلوب العباد بين الاصبعين من اصابع الرحمن والجواب ان ان هذا الحديث صحيح رواه مسلم في بالثاني من كتاب القدر عن عبد الله بن عمرو بن العاص انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ان قلوب بني ادم كل كلها باصبعين الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث يشاء. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك. وقد اخذ السلف اهل السنة بظاهر الحديث وقالوا ان لله تعالى اصابع حقيقة يثبتها له كما اثبتها له رسوله صلى الله عليه وسلم. ولا يلزم من كون قلوب بني ادم وبين اصبعين منها ان تكون اهل السنة يعتقدون ان الله عز وجل له اصابع لانه قال اصبعين من اصابع الرحم. اذا اصابع الرحمن اكثر من اصبعين. بدليل قال بين اصبعين من اصابع الرحمة. نعم قال ولا يلزم منك لقلوب بني ادم بين اصبعين منها ان تكون ممأسسا لها حتى يقال ان الحديث مهم للحلول فيجب صرفه عن ظاهره. فهذا مسخر بين السماء والارض وهو لا يمس السماء ولا الارض. ويقال بدر بين مكة والمدينة مع تباعد ما بينها وبينها. يعني هم ظنوا ان لما تقرأ الحديث قلوب العباد بين اصبعين من اصابع الرحمن يقلبهما كيف يشاء. ظنوا ان اصبعين من اصابع الله داخل جسمك غريب باي لغة ما اعرف بلغة الخرافة نعم قال فقلوا بني ادم كلها بين اصبعين من اصابع الرحمن حقيقة ولا يزود من ذلك وماسة ولا حلول قال المثال الثالث اني اجد نفس الرحمن من قبل اليمن. والجواب ان هذا الحديث رواه الامام احمد في المسند من حديث ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم الا ان الايمان يماني والحكمة والحكمة يمانية واجد نفس ربكم من قبل اليمن. قال في مجمع فوائد رجاله رجال الصحيح غير غير شبيب وهو ثقة اوتوا وكذا قال في التغييب عن سبيل ثقة من الثالثة. وقد روى البخاري نحوه في التاريخ الكبير وهذا الحديث على ظاهره والنفس فيه اسم مصدر نفس ينفس التنفس تنفس ينفس تنفيسا. تمام قال والنفس فيه اسم مصدر نفس ينفس تنفيسا مثل فرج يفرج تفريجا وفرج هكذا قال اهل اللغة كما في كما في النهاية القاموس ومقاييس اللغة قال في مقاييس والنفس كل شيء يفرج به عن مكروب فيكون معنى الحديث ان تنفيس الله تعالى عن المؤمنين يكون من اهل اني اجد نفس الرحمة ما قال نفس الرحمن وما قال نفس الرحمن ولما فهموا اني اجد نفس الرحمن ظنوا ان ان معناه ان الله عز وجل له نفس وانه يلزم منه ان يكون نفس الله في الارض طيب الان انتم سوء فهمكم ادى بكم الى هذا الان هو يقول اني اجد نفس الرحمن من قبل اليمن معناها ان هذا شيء لابد ان ترجع فيه لغة العرب ماذا يقصدون بكلمة نفس نفس ينفس تنفيسا وايضا نفس ينفس تنفيسا. اذا النفس هنا نفس مضاف اسم مضاف وفعله نفس نفس ينفس تنفيسا ونفسا اذا نفس المصدر مضاف الى الله عز وجل وهذا المضاف الى الله جاء من قبل اليمن اذا معنى هذا انه شيء يمكن الاشارة اليه هذي اضافة تشريف ما في اشكال نعم قال شيخ الاسلام ابن تيمية وهؤلاء هم الذين قاتلوا اهل الردة وفتحوا الامصار وبهم نفس الرحمن عن المؤمنين كربات انتهى من مجموع في اسلام ابن القاسم المثال الرابع قوله تعالى والجواب ان لاهل السنة بتفسيرها قولين احدهما انها بمعنى ارتفع الى السماء وهو الذي رجحه ابن جرير. قال في تفسيره بعد ان ذكر الخلاف واولى المعاني بقول جل ثناؤه ثم استوى الى السماء فسواهن على عليهن وارتفع فدبرهن بقدرته وخلقهن سبع سماوات انتهى وذكره اللغوي في تفسيره قول ابن عباس واكثر مفسر السلف وذلك تمسكا بظاهر استوى وتفويضا لعلم كيفية هذا الارتفاع لله عز وجل قال القول الثاني ان الاستواء هنا بمعنى القصد التام والى هذا القول ذهب ابن كثير في تفسير سورة البقرة والبغوي في تفسير سورة فصلت قال ابن كثير اي قصد الى السماء والاستواء ها هنا ضمن معنى القصد والاقبال انه عدي بالا وقال اي عمد الى السماء وهذا القول ليس صرفا للكلام عن ظاهره وذلك لان الفعل استوى اقترن بحرف يدل على الغاية والانتهاء. فانتقل الى يناسب الحرف المقترن به؟ الا ترى الى قوله تعالى تفجيرا حيث كان معناها يروى بها عباد الله لان الفعل يسرب اقترن بالباء فانتقى فانتقل الى معنى يناسبه وهو يروى والفعل يضم معنى يناسب معنى الحرف المتعلق به ليلتئم الكلام. يعني هم يقولون ثم استوى الى السماء مثل الرحمن على العرش استوى يا سبحان الله اين زعمهم انهم اهل لغة وانهم اهل فصاحة لا يفرقون بين استوى علا وبين استوى الى لا يفرقهم لم يختلف السلف ولا مفسر السلف ان استوى على بمعنى علا وارتفع. استوى على السماء على استوى على العرش على وارتفع واما استوى الى فبعضهم فسره بالمعنى المتضمن وبعضهم فسره بالمعنى الغير المتضمن وهذا التفسير جائز في اللغة اذا ما في تأويل نعم قال المثال الخامس والسادس قوله تعالى في سورة الحديد وهو معكم اينما كنتم. وقوله في سورة المجادلة ولا ولا اكثر الا هو معهم اينما كانوا. والجواب ان الكلام في هاتين الايتين حق على حقيقته وظاهره ولكن ما حقيقته وظاهره؟ ان يقال ان ظاهره وحقيقته ان الله تعالى مع خلقه معية تقتضي ان يكون مختلطا بهم او محالا في امكنتهم. كما هو قول الحلولية عياذا بالله. الحلولية هم اشهر من استدلوا بهاتين الايتين على والمعطلة استدلوا بهاتين الايتين على نفي علو الله عز وجل نعم او يقال ان ظاهره وحقيقته ان الله تعالى مع خلقه معية تقتضي ان يكون محيطا بهم علما وقدرة وسمعا وبصرا. وتدبيرا سلطانا وغير ذلك من معاني ربوبيته مع علوه على عرشه فوق جميع خلقه. ولا ريب ان القول الاول لا يقتضيه السياق ولا تدل عليه بوجه من الوجوه وذلك لان المعية هنا اضيفت الى الله عز وجل وهو اعظم واجل من ان يحيط به شيء من مخلوقاته ولان المعية في اللغة التي نزل بها القرآن لا تستلزم الاختلاط او المصاحبة في مكان وانما تدل على مطلق مصاحبة على مطلق المصاحبة ثم تفسروا في كل موضع بحسبه وتفسير معية الله تعالى لخلقه بما يقضي الحلول والاختلاط باطل من وجوه يعني حنا الان لما نقول شربت الشاي مع السكر معناها الحلول ما نستطيع الان نميز لما انت تقول جلست مع الطلاب في الدرس هذي معية صحبة ما هي معية حلول لما انت تقول ذهبت مع اه صاحبي الى مكة هذه معية صحبة لما تقول سرت مع القمر هذه معية حال اذا ما كل في كل موضع كلمة ماء له معنى نعم قال وتفسير معية الله تعالى لخلقه مما يقضيه الحلول والاختلاط باطل من وجوه. الاول انه مخالف لاجماع السلف. وما فسرها احد منهم بذلك بل كانوا مجمعين على انكاره. الثاني انه مناف لعلو الله تعالى الثابت في الكتاب والسنة والعقل والفطرة واجماع السلف. وما كان منافيا لما ثبت بدليل ان كان باطلا بما ثبت به ذلك المنافي. وعلى هذا فيكون تفسير معية الله لخلقه بالحول والاختلاط باطلا. بالكتاب والسنة والعقد والفطرة واجماع السلف الثالث انه مستلزم للوازم باطلة لا تليق بالله سبحانه وتعالى ولا يمكن لمن عرف الله تعالى وقدره حق قدره وعرف مدلول المعية في اللغة العربية التي نزل بها القرآن. ان يقول ان معية الله لخلقه تقتضي ان يكون مختلطا بهم او حالا في امكنتهم. فضلا عن ان تستلزم ذلك. ولا يقول ذلك الا جاهل لغة جاهل بعظمة الرب جل وعلا. فاذا تبين بطلان هذا القول تعين ان يكون الحق هو القول الثاني. وهو ان الله تعالى مع خلقه معي وهو ان الله تعالى مع خلقه معية تقتضي ان يكون محيطا بهم علما وقدرة وسمعا وبصرا وتدميرا وسلطانا وغير ذلك مما مع علوه على عرشه فوق جميع خلقه. وهذا هو ظاهر الايتين بلا ريب لانهما احق. ولا يكمل طاهر الحق الا حقا ولا يمكن ان يكون الباطل ظاهر القرآن ابدا قال شيخ الاسلام ابن تيمية في الفتوى الحموية من مجموع فتاواي ابن قاسم ثم هذه المعية تختلف احكامها بحسب الموارد فلما قال اعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها الى قوله وهو معكم اينما كنتم دل ظاهر الخطاب على ان حكم هذه المعية ومقتضاها انه مطلع عليكم شهيد عليكم ومهيمن عالم بكم. وهذا معنى قول السلف انه معهم بعلمه. انه معهم بعلمه خطابي وحقيقته وكذلك في قوله ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم الى قوله هو معهم اينما الاية؟ ولما ولما قال النبي صلى الله عليه وسلم لصاحبه في الغار لا تحزن ان الله معنا كان هذا ايضا حقا على ظاهره ودلت الحال على ان حكم هذه المعية هنا معية معية الاطلاع والنصر والتأييد انتهى ثم قال ثم قال فلفظ المعية قد استعمل بالكتاب والسنة في مواضع اقتضي في كل موضع امورا لا يقتضيها في الموضع الاخر. فاما ان تختلف دلالتها بحسب مواضع او تدل على قول مشترك بين جميع مواردها وان امتاز كل موضع بخاصية فعلى التقديرين ليس مقتضاها تكون ذات الرب عز وجل ليس مقتضاها ان تكون ذات الرب عز وجل مختلطة بالخلق حتى يقال قد صرفت عن ظاهرها انتهى. نعم لا يوجد كي صرف عن ظاهره نكمل ان شاء الله اه بعد الاذان ونخبركم عن الدورة في القواعد الحسان المتعلقة بتفسير القرآن الشيخ السعدي من الاحد ليس للذي غد اللي بعده وايضا تفسير الجلالين من اول رمظان حتى عشرين رمظان يمكنكم تأخذوا البوسترات معكم نعم الله اكبر الله اكبر الله اكبر الله الله اكبر اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان محمدا رسول الله اشهد ان محمدا رسول الله حي على الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح الله اكبر اكبر لا اله الا الله اللهم رب هذه دعوة والصلاة القائمات محمد ايها الاخوة بالنسبة للقول بالحلول لوازمه اه فاسدة كثيرة جدا اعظمها ان يكون الله محتاجا الى خلق السماوات والارض ليحل فيها اعظمها ان في ذلك عياذا بالله كونه في المحدث والمحدثات فيها القاذورات او ان يكون ذاته في ذات المخلوقات حالة فيكون بذلك لا تمايز بين الخالق والمخلوق كما هو قول اصحاب وحدة الوجود ابن عربي وامثاله او يكون لازمه ان الله ليس بموجود عياذا بالله وهذه كلها كافية في نفي الحلول. لان لازم الباطل يباطل. نعم احسن الله اليكم قال ويدل على انه ليس مقتضاها ان تكون ذات الرب عز وجل مختلطة بالخلق ان الله تعالى ذكرها في اية المجادلة بين ذكر عموم علمه في اول الاية واخرها فقال الم تر ان الله يعلم ما في السماوات وما في الارض ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو ثالثهم. ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم ايما كانوا. ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة ان الله بكل شيء عليم. فيكون ظاهر الاية ان مقتضى هذه المعية علمه بعباده. وانه لا يخفى ولا ينشئ من اعمالهم لا انه سبحانه مختلف بهم ولا انه معهم في الارض اما في اية الحديث فقد ذكرها الله تعالى مسبوقة بذكر استوائه على عرشه وعموم علمه. متلوة ببيان متلوة ببيان انه بصير بما يعمل العباد فقال هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش لما يرد في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم بينما كنتم والله وبما تعملون بصير. فيكون ظاهر الاية ان مقتضى هذه المعية علمه بعباده وبصره باعمالهم مع علوه عليهم على عرشه الى انه سبحانه مختلط بهم ولا انه معهم في الارض والا لكان اخر الاية مناقضا لاولها الدال على عدوه واستوائه على عرشه. فاذا تبين ذلك علمنا ان مقتضى كونه تعالى مع عباده انه يعلم احواله ويسمع اقوالهم. ويرى افعالهم ويدبر خشونهم فيحيي ويميت ويغني ويفهر ويؤتي الملك من يشاء. وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء الى غير ذلك مما تقتضيه هويته وكمال سلطانه لا يحجبه عن خلقه شيء. ومن كان هذا شأنه فهو مع خلقه حقيقة. ولو كان فوقهم على عرشه حقيقة قال شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة الواسطية المجموع فتاوى لابن قاسم في نص الكلام على المعية. قال وكل هذا الكلام الذي ذكره الله سبحانه بانه فوق العرش وانه معنا حق على حقيقته. لا يحتاج الى تحريف ولكن يصان وان يبذل كاذبة انتهى. وقال في الفتوى الحموية من المجموع المذكور ودماء الامر في ذلك ان الكتاب والسنة يحصل منهما كمال الهدى والنور. لمن تدبر كتاب الله وسنة نبيه وقصد اتباعه للحق واعوض ان تحني في الكلمة مواضعه والالحاد في اسماء الله تعالى واياته. ولا يحسب الحاسب ان شيئا من ذلك يناقض بعضه بعضا تتى مثل ان يقول القائل ما في الكتاب والسنة من ان الله فوق العرش يخالفه الظاهر من قوله وهو معكم. وقوله صلى الله عليه اذا قام احدكم الى الصلاة فان الله قبال وجهه ونحو ذلك فان هذا غلط وذلك ان الله معنا حقيقة وهو فوق العرش حقيقة كما جمع الله بينهما في قوله سبحانه وتعالى هو الذي خلق السماوات والارض وفي ستة ايام ثم استوى على العرش. يعني في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعبد فيها وهو اينما كنتم والله بما تعملون بصير فاخبر انه فوق العرش يعلم كل شيء وهو معنا اينما كان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الاول والله اينما كنا وهو معنا اينما كنا. فاخبر انه فوق العرش يعلم كل شيء وهو معنى اينما كنا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث والله فوق العرش وهو يعلم ما انتم عليه انتهى. واعلم ان تفسير المعية بظاهرها على الحقيقة اللائقة بالله تعالى لا بمناسبة علو الله تعالى بذاته على عرشه. وذلك من وجوه ثلاثة الاول ان الله تعالى جمع بينهما لنفسه في كتابه المبين المنزه يعني التناقض. وما جمع الله بينهما في كتابه فلا تناقض بينهما. وكل في القرآن تظن فيه التناقض فيما يبدو لك فتدبره حتى يتبين حتى يتبين لك. لقوله تعالى افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا. وان لم يتبين لك فعليك بطريق الذين يقولون اعلم ان القصور في علمك او في فهمك وان القرآن لا تناقض فيه والى هذا الوجه اشار شيخ الاسلام في قوله فيما سبق كما جمع الله بينهما وكذلك ابن القيم في مختصر الصواعق من موسمه في سياق كلامه عن المثال التاسع مما قيل انه مجاز. قال وقد اخبر الله انه مع خلقه مع كونه مستويا على عرشه وقرن وبين الامرين كما قال تعالى وذكر اية سورة الحديد. ثم قال فاخبر انه خلق السماوات والارض والنمس وعلى عرشه. وانه ما وخلقه يبصر اعمالهم من فوقه من فوق عرشه كما في حديث اوعى الله فوق العرش يرى ما انتم عليه فهو سبحانه لا يناقض معي ومعيته لا تبطلوا علوه بل كلاهما حق. كان الشيخ حافظ حكمي يقول في سلم الوصول وهو العلي في دنوه وهو القريب جل في علوه ما في تناقض ان هذه السماء مخلوقة وهي مخلوقة من مخلوقات الله كيف ما نظر اليه الانسان يراه فوقه ويراه امامه ويراه محيطا به ويراه قريبا وهو في اعلى ما يكون الله اجل من ذلك ايها الاخوة. الله اجل من ذلك سبحانه نعم قال الوجه الثاني ان حقيقة معنى المعية لا يناقض العلو والاستماع بينهما ممكن في حق المخلوق فانه يقال ما زلنا نسير والقمر معنا ولا يعد ذلك تناغما ولا يفهم منه احد ولا يفهم منه احد ان القمر نزلت الارض. فاذا كان هذا ممكنا في حق المخلوق ففي حق الخالق المحيط بكل اسماء علوه سبحانه من باب اولى. وذلك لان حقيقة المعية لا تستلزم لا تستلزم الاجتماع في المكان. والى هذا الوجه شيخ الاسلام ابن تيمية في الفتوى الحموية المجلد الخامس مجموع الفتاوى لابن قاسم حيث قال وذلك ان كلمة مع في اللغة اذا اطيقت فليس ظاهرها في اللغة في الى المقارنة المطلقة من غير وجوب مؤسس او من غير وجوب ماسة او محاباة عن يمين او شمال فاذا قيدت بمعنى من اذا قيدت بمعنى من المعاني دلت على المقارنة في ذلك المعنى فانه يقال ما زلنا نسير والقمر معنا او والنجم معنا. ويقال هذا المتاع معي لمجامعته لك وان كان فوق رأسك فالله مع خلقه حقيقة وهو فوق عرشه حقيقة انتهى وصدق رحمه الله تعالى فان من كان عالما بك مضطلعا عليك مهيمنا عليك يسمع ما تقول وما تفعل يدبر جميع امورك فهو معك حقيقة. وان كان فوق عرشه حقيقة لان المعية لا تستلزم الاستماع فيما كان الوجه الثالث انه لو فرض امتناع استماع المعية والعلو في حق المخلوق لم يأزم ان يكون ذلك ممتعا ممتنعا في حق الخالق الذي جمع لنفسه بينهما. ان الله تعالى فلا يماثله شيء من مخلوقاته كما قال تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. واذا هذا الوجه اشار شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة الفتاوى حيث قال وما ذكر في الكتاب والسنة من قربه ومعيته لا ينافي ما ذكر من علوه وفوقيته. فانه سبحانه ليس كمثله شيء في جميع وهو علي في دنوه قريب في علوه انتهى. يعني لو فرضنا التناقض في حق المخلوق كونه عاليا كونه مع لكن هذا لا يمكن ان يكون في حق الله. لان الله اجل من ذلك واعظم. هذا جواب تنزلي. والا فلا له نعم ها؟ دقيقتين دقيقتين طيب اقرأ قال تتمة انقسم الناس بمعية الله تعالى لخلقه ثلاثة اقسام. القسم الاول يقولون ان معية الله تعالى لخلقه مقتضاها العلم والاحاطة في المعية العامة ومع النصر والتأييد في المعية الخاصة مع ثبوت علوه بذاته واستوائه على عرشه. وهؤلاء هم السلف مذهبهم هو الحق كما سبق تقريره قال القسم بقولهم تجتمع الادلة ولولا قولهم لعدت الادلة متناقضة نعم القسم الثاني يقولون ان معية الله لخلقه مقتضاها ان يكون معهم في الارض معنى في علوه واستوائه على عرشه. وهؤلاء هم الحلولية من قدماء الجهمية وغيرهم ومذهبهم باطل منكر اجمع السلف على بطلانه وان كانه كما سبق. وهؤلاء قولهم يعني انكار استواء الله على العرش من جهة وانكار ان يكون هناك فرق بين معية الله لعموم خلقه وبين معية الله لخصوص خلقه. ما في فرق عندهم نعم قال القسم الثالث يقولون ان معية الله لخلقه مقتضاها ان يكون معهم في الارض مع ثبوت علوه فوق عرشه. ذكر هذا شيخ الاسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى وقد زعم هؤلاء انهم اخذوا بظاهر النصوص بالمعية والعلو وكذبوا في ذلك فضلوا فان نصوص المعية لا تقتضي ما ادعوهم الحلول انه باطل ولا يمكن ان يكون ظاهر كلام الله ورسوله باطلا. احسنت. نقبل ان شاء الله بعد الصلاة