وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد بالمملكة العربية السعودية. تقدم يا ايها الذين كافة ولا تتبعوا خطوات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اسعد الله اوقاتكم حجاج بيت الله الحرام وعمرها بطاعته وذكره وشكره وحسن عبادته في هذه الحلقة سوف نتحدث عن موضوع شيق مهم انه موضوع التربية هذه اللفظة التي يكثر ذكرها في مناسبات عدة وهي لفظة مستمدة من مادة ربا يربو اي نشأ نشأه تنشئة متدرجة ولم يزل الناس يتحدثون عن التربية والترقي بالناشئة وتعليمهم شيئا فشيئا والحج مدرسة تربوية بحق. ايها ايها المشاهدون الكرام ايتها المشاهدات الكريمات حجاج بيت الله الحرام حج بيت الله الحرام مدرسة تربوية بمعنى الكلمة انه يخضع الحاج والحاجة لدروس عملية ايمانية متتابعة ان هو احسن استلهامها واستيعابها عاد بوجه جديد خلقا جديدا عاد نشأ جديدا بسبب ما تلقاه من دروس معبرة مؤثرة في هذه الايام القلائل مع ما يصاحب ذلك من توفيق الله اجابته لدعائه واما المقام الاول من مقامات التربية التي تحصل في هذا الحج فهو ما يتعلق بتقوى الله عز وجل فان الله تعالى قد ذكر تقواه في سياق ايات الحج في اكثر من من موضع فقال سبحانه وتعالى واتقوا الله واعلموا ان الله شديد العقاب وقال في اية بعدها وتزودوا فان خير الزاد التقوى واتقوني يا اولي الالباب وقال في اية فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه. ومن تأخر فلا اثم عليه لمن اتقى فقارئ ايات الحج في كتاب الله عز وجل يلحظ بشكل جلي كيف ان الله تعالى يذكر بقضية التقوى في ثنايا المناسك فلا ريب ان اعظم ما اكتسبته القلوب وقر بها تقوى الله عز وجل وهو ان يوجد في القلب حالة من التوقي والتحسس لمحارم الله عز وجل هذه الحالة تجعل بينه وبين عذاب الله وقاية بفعل اوامره واجتناب مناهيه ولهذا كانت التقوى هي وصية الله تعالى للاولين والاخرين فقد قال الله تعالى ولقد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم واياكم ان اتقوا الله تقوى الله عز وجل ثمرة عظيمة يثمرها هذا الموسم الشريف فاذا وجد الانسان في قلبه حافزا يحمله على طاعة الله عز وجل وحاجزا يمنعه من الوقوع في معصيته فقد حصل التقوى التي امر الله تعالى بها ورسوله وقد صور بعضهم هذه بابيات لطيفة فقال فيها خل الذنوب صغيرها وكبيرها ذاك التقى واصنع كماش فوق ارض الشوك يحذر ما يرى لا تحقرن صغيرة ان الجبال من الحصى وقد استمد هذا المعنى من جواب نبوي لمن سأل عن التقوى فقيل له هل مررت يوما بارض فيها شوك فقال السائل نعم. قال فكيف صنعت قال اشمر ولا ال. اي انه يرفع ثوبه وينتبه لموضع قدمه وكذلك المتقي لله عز وجل يتهيب ويخشى ان يقارف شيئا من معاصي الله عز وجل فحج بيت الله الحرام ينشئ هذا المعنى في القلب فيما يرى الانسان من المشاهد العظام ومن الايات البينات التي ذكرها الله تعالى فهذه واحدة من المنافع التي وعد الله تعالى بها حجاج بيته وقاصديه بقوله ليشهدوا منافع لهم ومن جوانب التربية العظيمة التي تحصل في هذا الحج هو تنمية الاخلاق وتربيتها تربية ايمانية فان من الناس من قد يعتني بجانب الاخلاق لكن بناء على قناعات فكرية وحسب اما الاخلاق في الاسلام فان مبناها على اسس دينية بحيث تتحول هذه الاخلاق الى قرب يتقرب بها العبد الى ربه عز وجل ومن تأمل في ثنايا الحج وجد ان الحاج يحتاج قدر كبير من التحلي بالاخلاق الفاضلة منها اولا الكرم فان الحاج يحتاج الى انفاق الاموال وبذلها رخيصة في سبيل الله فاذا هو فعل ذلك تخلص من هذه الافة الذميمة وهي الشح وصار هينا عليه ان يبذل المال في مصالحه المختلفة ومن الاخلاق التي ينميها الحاج في نفسه في هذا الموسم الصبر ذلك ان الحج لما يحصل فيه من اجتماع البشر والضيق في الاماكن وآآ التدافع والاثرة وغير ذلك يحمل صاحبه على التحلي بالصبر والتجمل به وعدم الاستعجال وآآ هضم نفسه في سبيل نفع غيره فهذا لا لا ريب انه مما اه ينشئ في النفس هذا الخلق الكريم فتتحول المشاق في نفس الحاج الى قرب واحتساب ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم للمرأة فان اجرك على قدر مشقتك ويجد الموفق في هذا الحج اه من الفرص لتنمية اخلاق اخرى ما لا يجده في غيره. فمثلا خلق الايثار يتجلى في هذا الموسم ما لا يتجلى في غيره فان الناس يتدافعون وكل منهم يريد ان يحظى بالمكان الاول ويكون فيهم الضعيف وذا الحاجة فاذا كان الانسان موفقا فانه يؤثر على نفسه ويفسح المجال لغيره ويرجو العوظ من ربه. فقد اثنى الله تعالى على بقوله ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة ومما يمكن ان يتحلى به الحاج في هذا الموسم في تربية الاخلاق الحلم وهو ان يتعود على كظم الغيظ والا يطلق لنفسه العنان بالانفعالات فيفوه بما لا يليق ذلك ان الله تعالى قد ربى عباده المؤمنين فقال فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في ايها الكرام ايتها الكريمات حجاج بيت الله الحرام ومن الامور العظيمة التي يتربى عليها الحاج في هذه الايام المعدودات في هذه الايام المعلومات ان يعمق في نفسه روح الطاعة والاتباع للنبي صلى الله عليه وسلم ذلك ان هذا الموسم موسم تعبدي كثير من مناسكه غير متعقلة فانتم تلاحظون مثلا ان الانسان يقبل حجرا ويرمي حجرا وان الانسان يتجاوز مشعرا الى غيره ليعود اليه. ولم يراعي الترتيب الجغرافي في ذلك وهو يعبر مزدلفة الى عرفة ليعود بعد ذلك الى المزدلفة وهو يطوف سبعا سبعا ويرمي بسبع ولا يعرف علة لهذا التسبيح كل ذلك يدل على ان الحج يعمق في نفس الحاج روح الاتباع والتعبد للنبي صلى الله عليه وسلم والا قابل النصوص بقول لم لماذا وعلى سبيل الاعتراض نعم ثم من الشرائع ما تكون آآ حكمته ظاهرة وطلبها مشروع لكن منها ما يكون في لسان الفقهاء تعبدي لا سبيل للعلم به وانما حكمته اظهار التعبد المحض لله رب العالمين في هذا الحج يقوم الانسان عدة اعمال يلحظ فيها التعبد المحض لله سبحانه وتعالى يروى ان امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقف امام الحجر الاسود فقال والله اني لاعلم انك حجر لا تنفع ولا تضر ولولا اني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك كما انه رضي الله عنه قال ايضا في مسألة الرمل قال ما الرمل؟ انما كان امر رأينا به المشركين وما الاضطباع وهو آآ وضع كشف المناكب وما الاضطباع ولكن شيء فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم فلنفعل اي انه رضي الله عنه تساءل في نفسه ولعله اراد ان يسمع الناس ان حكمة الرمل وحكمة الاضطباع كان لغرض معين في اصل مشروعيتها وهو ان النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين في عمرة القضية مما قالت قريش انه قد قدم عليكم اناس وهنتهم حمى يثرب اراد النبي صلى الله عليه وسلم ان ينفي عن اصحابه هذه الشائنة فامرهم بالاتباع وهو ان يظهروا مناكبهم اليمنى اثناء الطواف كناية عن النشاط. وامرهم بالرمل وهو الاسراع في المشي مع مقاربة الخطى مما يدل على الفتوة واذن لهم ان يستريحوا فيما قبل الركن اليماني حيث لا تراهم قريش تساءل عمر رضي الله عنه قال فيما الرمل وفيما الاضطباع وقد اطى الله الاسلام واهله ثم عاد قائلا ليسمع الناس شيء فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ندعه فدل ذلك على قوة الاتباع ومن الدروس المهمة ايها الكرام ونختم بها في باب التربية في هذا الحج تربية الامة بمجموعها على الاجتماع والائتلاف فان الناس اذا اتوا من اعراق شتى ولغات شتى والوان شتى وقاموا على صعيد واحد وصلوا خلف امام واحد فان ذلك في الحقيقة يربي في نفوسهم وحدة الامة والاعتصام بالله. وصلى الله على نبينا محمد وعلى على اله وصحبه اجمعين يا ايها الذين كافة ولا تتبعوا خطوات