ان العلم بالتحريم شرط لكونها معصية يعاقبها اللقاء يعاقب الله الفاعل عليها فمن لم يعلم بان هذا محرم وفعله فانه لا لا يقال انه اذنب. لا يقال انه اذنب وعصى من في اقطارها وما عنده من العدد العدد والعدد لان الله لا مغارب له وقد قهر العباد واخذ بنواصيهم فلا تتحرك دابة الا باذنه ولا تسكن الا باذنه وان يخدر الحق وانه كما يلزم القيام بحق الله كذلك يجب القيام بحقوق الخلق خصوصا الاقربين منهم بل القيام بحقوقهم هو من حق الله الذي امر الله به. وتأمل كيف افتتح هذه قوله تعالى ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر الايتين كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصا على الخلق مجتهدا في هدايته وكان يحزن اذا لم يهتدوا قال الله تعالى ولا يحزن لكن هنا في فرق بين العلم بالتحريم وبين العلم بالعقوبة. فلو علم انسان ان هذا محرم ولم يعلم ما عقوبته فان عدم علمه بالعقوبة ليس رادعا ولا رافعا للعقوبة. فرق بين الامرين نعم قول الله تعالى يا ايها الذين امنوا لا يحل لكم ان ترثوا النساء كرها الايات كانوا في الجاهلية اذا مات احد مع زوجته رأى قريبه اخيه كاخيه وابن عمه يحويهما انه احق بزوجته من كل احد وحماها عن غيره احبت او كرهت فان احبها تزوجها على صداق يحبه دونها وان لم يرضها عضلها فلا فلا يزوجها الا من يختاروه. وربما امتنع من تزويج الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فهذا هو المجلس الخامس من مجالس القراءة في كتاب تفسير القرآن العلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله بشير الكريم الرحمن وكنا قد وقفنا على سورة ال عمران من الاية التاسعة والثلاثين بعد المئة في قوله تعالى ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون ان كنتم مؤمنين الايات فنبدأ على بركة الله تعالى والقراءة مع الشيخ يوسف جاسم العينات. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولمشايخه وللمسلمين والمسلمات يا رب العالمين. قال الامام العلامة وعبد الرحمن ابن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون ان كنتم مؤمنين الايات. يقول تعالى لعباده المؤمنين ومقويا لعزائمهم ومنهضا لهم ولا تهنوا ولا تحزنوا اي ولا تهنوا وتضعفوا في ابدانكم ولا تحزنوا في قلوب عندما اصابتكم المصيبة وابتليتم بهذه بهذه البلوى فان الحزن في القلوب والوهن على الابدان زيادة مصيبة عليكم. وعون وعون وعون لعدوكم عليكم بل شجعوا قلوبكم وصبروها وادفعوا عنها الحزن وتصلبوا على قتال عدوكم. وذكر تعالى انه لا ينبغي ولا بهم الوهن والحزن وهم الاعلون في الايمان ورجاء نصر الله وثوابه. فالمؤمن مبتغي ما وعده الله من الثواب الدنيوي والاخروي لا ينبغي له له ذلك ولهذا قال تعالى وانتم الاعلون ان كنتم مؤمنين. ثم سلاهم بما حصل لهم من الهزيمة وبين الحكم وبين الحكم العظيمة المترتبة على ذلك فقال ان يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله فانتم وهم قد تساوتم في القرح ولكنكم ترجون ما من الله ما الا يرضون كما قال تعالى ان تكونوا تألمون فانهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون ومن الحكم في ذلك ان هذه الدار يعطي الله منها المؤمن والكافر والبر والفاجر فيداول الله الايام بين الناس يوم لهذه الطائفة ويوم للطائفة الاخرى لان هذه الدار الدنيا منقضية فانية وهذا بخلاف الدار الاخرة فانها خالصة للذين امنوا وليعلم الله الذين امنوا هذا ايضا من الحكم انه يبتلي الله عباده بالعزيمة والابتلاء ليتبين المؤمن من المنافق. لانه لو استمر النصر للمؤمنين في جميع وقائعي لدخل في الاسلام من لا يريده. فاذا حصل في بعض الوقائع بعض انواع الابتلاء تبين المؤمن تبين المؤمن حقيقة الذي بعض انواع الابتلاء تبين المؤمن حقيقة حقيقة الذي يرغب في الاسلام في الضراء والسراء واليسر والعسر. ممن ليس كذلك ويتخذ شهداء وهذا ايضا من بعض الحكم لان الشهادة عند الله من ارفع المنازل ولا سبيل لنيلها الا بما يحصل من وجود اسبابها فهذا من رحمته لعباده المؤمنين ان قيض لهم من الاسباب ما تكرهه النفوس لينيلهم ما يحبون من المنازل العالية والنعيم المقيم. وليعلم الله الذين امنوا هذا العلم هو علم مشاهدة. والله جل وعلا يؤاخذ عباده على العلم الواقع هذا المقصود وليعلم الله الذين امنوا اي علم وقوع. اما العلم المحض الذي هو عند الله عز وجل فهذا لا يؤاخذ الله عليها وقدره تبارك وتعالى وتقديره واقع على العلم المحض. واما المؤاخذة فهي مبنية على علم على الوقوع العلم الواقعي الذي يقع من العباد. اذا هناك علم مطلق وهو علم الله عز وجل اشياء قبل وقوعها هذا ليس عليه مؤاخذة. هذا هو التقدير. ثم علم المشاهدة والوقوع هذا الذي عليه اخذه وفيه الامر والنهي. نعم. قال تعالى والله لا يحب الظالمين الذين ظلموا انفسهم وتقاعدوا عن القتال في سبيله وكان في هذا تعريضا بذنب بالمنافقين وانهم مبغوضون مبغوضون لله. ولهذا ثبتهم عن القتال في سبيله ولو ارادوا الخروج لاعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم ظبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين وليمحص الله الذين امنوا وهذا ايضا من الحكم ان الله يمحص بذلك المؤمنين من ذنوبهم وعيوبهم يدل ذلك على الشهادة والقتال في سبيل الله تكفر الذنوب وتزيل العيوب وليمحص الله ايضا المؤمنين من غيرهم من المنافقين فيتخلصون منهم ويعرفون ويعرفون المؤمن من ومن الحكم اذا انه يقدر ذلك ليمحق الكافرين ان يكون سببا لمحقهم واستئصاله بالعقوبة. فانهم اذا انتصروا بغوا وازدادوا طغيانا الى يستحقون به المعاجلة بالعقوبة رحمة بعباده المؤمنين ثم قال تعالى ام حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا من منكم ويعلم الصابرين. هذا استفهام انكاري اي لا تظنوا ولا يخطر ببالكم ان تدخلوا الجنة من دون مشقة واحتمال مكانه في سبيل الله وابتغاء مرضاته فان الجنة اعلى المطالب وافضل ما به يتنافس المتنافسون وكلما عظم المطلوب وعظمت وسيلته والعمل الموصل اليه فلا يوصل الى الراحة الا فلا يوصل الى الراحة الا بترك الراحة ولا يدرك النعيم الا بترك النعيم. ولكن مكاره الدنيا التي تصيب العبد في سبيل الله عند توطين النفس وتمرينها عليها ومعرفة ما تؤول اليه وتنقلب عند ارباب البصائر منحا. يسرون بها ولا يسرون بها ولا يبالون بها ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ثم وبخهم تعالى على عدم صبرهم بامر كانوا يتمنونه ويودون حصونه فقال الموت من قبل ان تلقوه. وذلك ان كثيرا من الصحابة رضي الله عنهم ممن فاته بدر يتمنون ان يحضرهم الله ان يحضرهم الله ان ان يحضرهم الله مشهدا يبذلون فيه جهدهم. قال قال الله تعالى لهم فقد رأيتموه اي رأيتم ما تمنيتم باعينكم وانتم تنظرون فما فما بالكم وترك الصبر؟ هذه حالة لا تليق ولا تحسن. خصوصا لمن تمنى ذلك وحصل له ما تمنى فان الواجب عليه بذل الجهد الوسع في ذلك وفي هذه الاية دليل على انه لا لا يكره تمني الشهادة ووجه الدلالة على ان الله تعالى اقرهم على امنيتهم ولم ينكر عليهم وان ما انكر عليهم عدم العمل بمقتضاها والله اعلم يعني تمني الشهادة محمود بدليل نص الحديث من تمنى الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وان مات على فراشه نعم. ثم قال تعالى وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل وبكم الايات يقول تعالى وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل واي ليس ببدع من الرسل بل هو من جنس الرسل الذي الذين قبلهم وظيفتهم تبليغ رسالة ربهم وتنفيذ اوامره ليسوا بمخلدين وليس بقاؤهم شرطا في امتثال اوامر الله بل الواجب على الامم عبادة ربهم في كل وقت في كل حال ولهذا قال افإن مات او قتل انقلبتم على اعقابكم. لترك ما جاءكم به من ايمان او جهاد او غير ذلك. قال الله تعالى ومن ينقلب عناقبيه فلن يضر الله شيئا انما يضر نفسه والا فالله تعالى غني عنه وسيقيم دينه ويعز عباده المؤمنين. نسأل الله ان يجعلنا من لبنات البناء في هذه الامة. الله يعز دينه بمن شاء. الله يعز دينه بمن شاء ولكن الشأن هل نحن من هؤلاء الذين يعز الله بهم الدين او لا؟ هذا الذي ينبغي ان يسعى اليه كل مسلم مسلم نعم. قال رحمه الله فلما وبخ تعالى منقلب على عقبيه مدح من ثبت مع رسوله وامتثل من ربه فقال وسيجزي الله الشاكرين والشكر لا يكون الا بالقيام بعبودية الله تعالى في كل حال. وفي هذه الاية الكريمة ارشاد من الله تعالى لعباده ان يكونوا بحالة لا يزعزعهم عن من ايمانهم او عن بعض لوازمه فاقد رئيس ولو عظم. وما ذاك الا بالاستعداد في كل امر من امور الدين بعدة اناس من اهل الكفاءة فيه فاذا فقد احد قام به غيره وان يكون عموم المؤمنين قصدهم اقامة دين الله والجهاد عنه بحسب الامكان لا يكون لهم قصد في رئيس دون رئيس فبهذه الحال تتب لهم يستتب لهم امرهم وتستقيم امورهم. وفي هذه الاية ايضا اعظم دليل على فضيلة الصديق الاكبر ابي بكر الذين قاتلوا المرتدين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم لانهم هم سادات الشاكرين. ثم اخبر تعالى ان النفوس جميعها معلقة ناجاني هذا باذن الله وقدره وقضائه فمن فمن حكم عليه فمن حكم عليه بالقدر ان يموت مات ولا بغير ولو بغير سبب. ومن اراد من الاسباب كل سبب لم يضره ذلك قبل بلوغ اجله وذلك ان الله قضاه وقدره وكتبه الى اجر مسمى اذا جاء اجلهم فلا تأخرون عنه ساعة ولا يستقدمون. ثم اخبر تعالى انه يعطي الناس من ثواب الدنيا والاخرة ما تعلقت به ارادتهم فقال ومن يرد ثواب الدنيا نؤتيه منها ومن يرد ثواب الاخرة نؤته منها. قال الله تعالى كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا. انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض اكبر درجات واكبر تفضيلا وسنجزي الشاكرين ولم يذكر جزاءهم ليدل ذلك على كثرته وعظمته وليعلم ان وليعلم ان ان الجزاء على قدر الشكر قلة وكثرة وحسنا. قال تعالى الايات هذا تسمية للمؤمنين على الاقتداء بهم والفعل والفعل كفعلهم. وان هذا امر قد كان متقدما لم تزل سنة الله جارية بذلك فقال وكأي من نبي اي وكم من نبي قاتل معه ربيون كثير اي جماعات كثيرون من اتباعهم الذين قد قد ربتهم الانبياء بالايمان والاعمال الصالحة فاصابهم قتل وغير ذلك فما وهنوا لما اصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا اي ما ضعفت قلوبهم ولا وهنت ابدانهم ولا استكانوا اي ذلوا اي ذلوا لعدوهم بل صبروا وثبتوا وشجعوا انفسهم. ولهذا قال والله يحب الصابرين. هنا وكأين من نبي بمعنى من نبي كثير من الانبياء هذا معناه نعم وكم هنا للتكثير وليس للتقليل؟ نعم. ثم ذكر قولهما فقال وما كان قولهم اي في تلك المواطن الصعبة الا قالوا ربنا الا ان قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا والاسراف هو مجاوزة الحد الى ما ما حرم. علموا ان الذنوب والاسراف من اعظم بالخذلان وان التخلي منها من اسباب النصر فسألوا ربهم مغفرتها ثم انهم لم يتكلوا على ما بذلوا جهدهم به من الصبر. بل اعتمدوا على الله وسألوه ان يثبت اقدامهم وعند ملاقاة بعد ذلك ثلاثين وان ينصرهم عليهم فجمعوا بين الصبر وترك ضده والتوبة والاستغفار والاستنصار بربهم لا جرم ان الله نصرهم وجعل لهم العاقبة في والاخرة ولهذا قال فاتاهم الله ثواب الدنيا من النصر والظفر والغنيمة وحسن ثواب الاخرة وهو الفوز برضا ربهم والنعيم المقيم الذي قد سلم من جميع منكدات وما ذاك الا انهم احسنوا له الاعمال فجازاهم باحسن الجزاء. فلهذا قال والله يحب المحسنات في عبادة الخالق ومعاملة ومن الاحسان ان يفعل عند جهاد الاعداء كفعل هؤلاء اي اي ان يفعل عند جهاد الاعداء كفعل هؤلاء المؤمنين. ثم قال تعالى يا ايها الذين امنوا ان تطيعوا الذين كفروا يردوكم على اعقابكم فتنقلبوا خاسئين الايات. وهذا نهي من الله للمؤمنين ان يطيعوا الكافرين بالمنافقين والمشركين فان اذا اطاعوهم لم يريدوا لهم الا الشر وهم قصدهم وهم قصدهم ردهم الى الكفر الذي عاقبته الخيبة والخسران. ثم اخبر ان مولاه مناصرهم ففي ثم اخبر انه مولاهم وناصرهم ففيه اخبار لهم بذلك وبشارة. بانه يتولى امورهم بلطفه ويعصمهم من انواع الشرور من ضمن ذلك الحثونهم على اتخاذه وحده وليا وناصرا من دون كل احد. فمن ولايته ونصره لهم انه وعدهم انه سيلقي في قلوب اعدائهم من الكافرين وهو الخوف العظيم الذي يمنعه من كثير من كثير من مقاصدهم. وقد فعل تعالى وذلك ان المشركين بعدما انصرفوا من وقعة احد تشاوروا بينهم وقالوا كيف تنصرف بعد ان قتلنا منهم من قتلنا وهزمناهم ولم نستأصلهم فهموا بذلك فالقى الله الرعب في قلوبهم فانصرفوا خائبين ولا شك ان هذا من اعظم النصر انه قد تقدم ان نصر الله لعباده المؤمنين لا يخرج عن احد امرين اما ان يقطع طرفا ممن كفر او يكبتهم فينقلبوا خائبين. وهذا من الثاني ثم ذكر السبب الموجب لالقاء الرعب في قلوب الكافرين فقال بسبب ما اتخذوا من دونه من الانداد والاصنام التي اتخذوها بحسب اهوائهم واراداتهم الفاسدة من غير حجة ولا برهان. وانقطعوا من ولاية واحد الرحمن فمن ثم كان فمن ثم كان المشرك مر من المؤمنين لا يعتمد على ركن وسيق وليس له ملجأ عند كل شدة وضيق. هذا حاله في الدنيا واما في الاخرة فاشد واعظم. ولهذا قال لو رآهم النار وان مستقرهم الذين الذي يأوون اليه وليس لهم عنها خلود وبئس مسوى الظالمين بسبب ظلمهم وعدوانهم صارت النار يعني في احد انتصر الكفار في اخر الامر ولكن الواحد يتعجب ان المنتصر يذهب ويأخذ الاموال ويقتل الذراري والنسوان ولكن الله عز وجل صرفهم عن المدينة وهربوا والقى في قلوبهم الرعب هذا من تدبير الله عز وجل لاهل الايمان ولو تأمل الانسان القرن الماضي القرن الماضي القرن التاسع عشر في العالم الاسلامي يرى العجب العجاب من التاريخ لا يوجد بقعة من بقعة من رقعة الاسلام الا وهي تحت سيطرة الاحتلال الغاشم الغربي. اما البرتغال قال واما الطليان واما البريطانيين واما الفرنساويين لكن الله عز وجل عصم مكة والمدينة ما هو المانع؟ لا يوجد قوة لا يوجد الا رعب القاه الله في قلوبهم وصرفهم عنها بس والا عقليا ما يمكن. عقليا يقول ان هؤلاء الصليبيين كانوا يريدون تنصير المسلمين. كان الواجب عليهم ان يهجموا الى اصل الديار الاسلام ومأرز الاسلام مكة والمدينة ويهدموها. لكن الله صرفهم عنها وتأملوا معي الى هولاكو خرج من بلاد الصين واباد المسلمين بلدة بلدة حتى اذا وصل الى العراق والشام بدال ما يتوجه الى مكة والمدينة نتوجه الى مصر من الذي صرفه عن مكة؟ رب العالمين جل في علاه الله سبحانه وتعالى ينصر من ينصره. كيف شاء سبحانه وتعالى ثم قال تعالى ولقد صدقكم الله وعده اذ تحسونهم باذنها الاية ايها لقد صدقكم الله وعده بالنصر فنصركم عليهم حتى ولوكم اكتافهم وطفقتم فيهم قتلا حتى صرتم سببا لانفسكم وعونا لاعدائكم عليكم. فلما حصل منكم الفشل وهو الضعف والخور وتنازعتم الامر الذي فيه ترك امر الله بالابتلاء وعدم الاختلاف فاختلفتم. فمن قال نقيم في مركزنا الذي جعلنا فيه النبي صلى الله عليه وسلم ومن قال ما مقامنا فيه وقد انهزم العدو ولم يبق محظور فعصيتم الرسول وتركتم امره من بعد ما اراكم الله ما تحبون وهو وهو انخبال اعدائكم لان الواجب على من انعم الله عليه ما احب اعظم ومن غيره فالواجب في هذه الحالة خصوصا وفي غيرها عموما امتثال امر الله ورسوله. منكم من يريد الدنيا وهم الذين اوجب لهم ذلك ما اوجب. ومنكم من تريد الاخرة وهم الذين لزموا امر رسول الله وثبتوا حين حيث امروا. وهذا فيه ان الصحابة بشر. وانهم ليسوا بمعصومين العصمة في مجموعهم رظوان الله تعالى عليهم. نعم. قال ثم صرفكم عنهم اي بعدما اي بعدما وجدت هذه الامور منكم صلاة وجوهكم عنهم فصار الوجه يعدو منكم ابتلاء من الله لكم امتحانا. ليتبين المؤمن من الكافر والطائع من العاصي وليكفر وليكفر الله عنكم بهذه مصيبة ما صدر منكم فلهذا قال ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين اي ذو فضل عظيم عليهم حيث من عليهم الاسلام وهداهم لشرائعه واعف عنهم سيئاتهم واثابهم على مصيباتهم وان فضله على المؤمنين انه لا يقدر عليهم خيرا ولا مصيبة الا كان خيرا لهم ان اصابتهم سراء فشكر جزاهم جزاء الشاكرين وان اصابتهم ضراء فصبروا جزاهم جزاء الصابرين. قال تعالى اذ تصعدون ولا تنوون على احد والرسول يدعوكم في اخرى هما الايتين يذكرهم تعالى حالهم في وقت انهزامهم ويعاتبهم على ذلك فقال اذ تصعدون اي تجدون في الهرب ولا تلوون على احد اي لا يلوي احد منكم على احد ولا ينظر اليه بل ليس لكم هم الا الفرار والنجاة من عن القتال. والحال انه ليس عليكم خطر كبير اذ لستم اخر الناس مما يلي الاعداء ويباشر بل الرسول يدعوكم في اخراكم اي مما يلي القوم يقول الي عباد الله فلم تلتفتوا اليه ولا عرجتم عليه فالفرار نفسه موجب ودعوة الرسول الموجبة لتقديمه على النفس اعظم لوا بتخلفكم عنها فاثابكم اي جزاكم على فعلكم ظما بغم اي غما يتبعه ظم غم بفوات النصر وفوات الغنيمة وغم بانهزامكم وغم انساكم كل غم وهو سماعكم ان محمدا صلى الله عليه وسلم قد قتل وغم رابع وهو انهم سمعوا ان الكفار توجهوا الى ذراريهم ونسائهم في المدينة. فصارت قوموا اربعة لذلك قال الله عز وجل فاثابكم غما بغم اي غما من وراء غم غما بعده غم نعم قال ان الله بلطفه وحسن نظره لعباده جعل استماع هذه الامور لعباده المؤمنين خيرا لهم فقال لكي لا تحزنوا على ما فاتكم من النص والظفر ولا ما اصابكم من الهزيمة والقتل اذا تحققتم ان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقتل هانت عليكم تلك المصيبات واغتبتم بوجوده المسلي عن كل مصيبة ومحنة فلله ما في ضمن البلايا اوى المحن من الاسرار والحكم وكل هذا صادر علمه وكمال خبرته باعمالكم وظواهركم وبواطنكم ولهذا قال قم بما تعملون ويحتمل ان معنى قوله لكي لا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما اصابكم يعني انه قدر ذلك الغم والمصيبة عليكم لكي تتوطن نفوسكم وتمرنوا على الصبر على المصيبات ويخف عليكم تحمل المشقات. قال ثم انزل عليكم من بعد الغم الذي اصابكم امنة يرشى طائفة منكم ولا شك ان هذا رحمة بهم واحسان وتثبيت لقلوبهم وزيادة طمأنينة. لان الخائف لا يأتيه النعاس لما في قلبه من الخوف اذا الخوف عن القلب امكن ان يأتيه النعاس وهذه الطائفة التي انعم الله عليها بالنعاس هم المؤمنون الذين ليس لهم الا اقامة دين الله ورضا الله ورسوله ومصلحة اخوانهم المسلمين واما طائفة اخرى الذين قد همتهم انفسهم فليس لهم هم في غيرها لنفاقهم او ضعف ايمانهم. فلهذا لم يصبهم من النعاس ما اصاب غيرهم يقولون هلا من الذنب من شيء وهذا استفهام انكاري اي ما لنا من الامر اي النصر والظهور شيء فاساءوا الظن بربهم وبدينه وبنبيه وظنوا ان الله لا يتم امرا سنونه وان هذه الهزيمة هي الفيصلة والقاضية على دين الله. الامر يشمل الامر فجميع الاشياء بقضاء الله وقدره وعاقبتها والنصر والظفر لاوليائه واهل طاعته وان جرى عليهم ما جرى يخفون يعني المنافقين في انفسهم ما لا يبدون لك ثم بين الامر الذي يخونه فقالون لو كان لنا من الامر شيء اي لو كان لنا في هذه الواقعة رأي ومشورة ما قتلناها هنا. وهذا انكار منهم وتجريب بقدر الله وتسفيه من امر رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأي اصحابه وتزكية منهم فرد الله عليهم بقوله قل لو كنتم في بيوتكم التي هي ابعد شيء عن مضان القتل لبرز الذين كتب عليهم القتل الى مضاجعهم فالاسباب وان عظمت انما تنفع اذا لم يعارضها القدر والقضاء فاذا عارضها القدر لم تنفع شيئا. بل لابد ان يمضي الله ما ان يمضي الله ما كتب في اللوح المحفوظ من الموت والحياة وايمان وضعف ايمان وليمحص ما في قلوبكم من وساوس الشيطان ما تأثر عنها وما وما تأثر عنها من صفات غير الحميدة. والله عليم بذات الصدور اي ما فيها من وما كنته فاقتضى علمه وحكمته انقذ من الاسباب ما به تظهر مخبئات الصدور وسرائر الامور. الله عز وجل ما كتبه في اللوح المحفوظ من التي لا اختيار فيها للعبد لابد ان يكون. لابد ان يكون مثل الواننا واشكالنا واجالنا وصحتنا وعافيتنا واما ما كتبه الله عز وجل من اعمالنا فهذا ليس اجبارا كما يفهمه الجهلة وانما هذا علم كتبه جل وعلا وعلم اننا نختاره ارادة وطوعا. نعم. ثم قال تعالى ان الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان الاية تعالى عن حال الذين انهزموا يوم احد وما الذي اوجب لهم او انه من تسبيل الشيطان وانه تسلط عليهم بعض ذنوبهم فهم الذين ادخلوه على انفسهم ومكروا بما فعلهم من المعاصي لانها لانها مركبة ومدخلة كيف؟ نعم لانها مركبة احسن الله اليكم لانها مركبة وموصلة فلو اعتصموا يعني المصيبة مركبة من امرين استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا. فهي مركبة ومدخلة من جهة ابليس. استطاع ان يدخل عليهم بسبب ذنوبهم. نعم. احسن الله اليكم قال لانها مركبة ومدخنة فلا يعتصموا بطاعة ربهم لما كان له عليهم من سلطان قال تعالى الخطائين بما يوفقهم له من التوبة والاستغفار والمصائب المكفرة. حليم لا يعادل من عصاه بل يستأني به ويدعوه الى الانابة اليه والاقبال عليه ثمان ذهب واناب قبل منه وصيره كأنه لم يجري لم يجري منه ذنب ولم يصدر عنه عيب فلله الحمد على احسانه. قال تعالى يا ايها الذين امنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لاخوانهم اذا ضربوا في الارض الايات ينهى تعالى عباده المؤمنين يشابه الكافرين الذين لا يؤمنون بربهم ولا بقضائهم وقدرهم غنويه منها وعن مشابهاتهم في كل شيء. وفي هذا الامر الخاص وهم انهم يقولون لاخوانهم في الدنيا وفي النسب اذا ضربوا في الارض ان سافروا للتجارة وكانوا غزى. اي غزاة ثم وعليهم قتل او موت يعرضون القدر ويقولون لو كان عندنا لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا. وهذا كذب منهم فقد قال تعالى قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل الى مضاجعهم ولكن هذا التكذيب لم يفدهم الا ان الله يجعل هذا القول وهذا وهذه العقيدة العقيدة حسرة في قلوبهم تزداد مصيبتهم واما المؤمنون فانهم يعلمون ان ذلك بقدر الله فيؤمنون ويسلمون فيهدي الله قلوبهم ويثبتها ويخفف بذلك عنهم مصيبة قال اللهم رد عليهم والله يحيي ويميت اي هو المتفرد بذلك فلا يغني حذر عن قدر. والله بما تعملون بصير فيجازيكم باعمالكم تكذيبكم ثم اخبرت على ان القتل في سبيله او الموت فيه ليس فيه نقص ولا محظور وانما هو مما ينبغي ان يتنافس فيه المتنافسون انه سبب وموصل وموصل الى لانه سبب مبطل وموصل الى مغفرة الله ورحمته. وذلك خير مما يجمع وذلك خير مما يجمع اهل الدنيا من وان الخلق ايضا اذا مات وان قتلوا باي حالة كانت فانما مرجعه الى الله وماله اليه فيجازي كلا بعمله فاين الفرار الا وما للخلق عاصم الا الاعتصام بحبل الله. قال تعالى اي برحمة الله واصحابك من الله عليك ان النذت لهم جانبك وخططت لهم جناحك وترقرت وترققت وترققت عليهم وحزنت لهم وحسنت لهم خلقك فاجتمعوا عليك واحبوك وامتثلوا امرك ولو كنت فظا اي سيء الخلق غليظ القلب قاسيا اي قاسي انفضوا من حولك لان هذا ينفرهم ويبغضهم لمن قام به هذا الخلق السيء. فالاخلاق الحسنة من الرئيس في الدين تنجذب الناس الى دين الله وترادبهم فيه مع ما لصاحبه من المدح والثواب الخاص والاخلاق السيئة من الرئيس في الدين تنفر الناس عن الدين وتبغضهم اليه. مع ما لصاحبها من الذنب والعقاب والعقاب الخاص فهذا الرسول المعصوم يقول الله له ما يقول فكيف بغيره؟ اليس من الاوجب الواجبات واهم المهمات الاقتداء باخلاقه الكريمة ومعاماة الناس بما يعاملهم به صلى الله عليه وسلم من اللين وحسن الخلق والتأليف امتثالا لامر الله وجذبا لعباد الله لدين الله. يعني الانسان الداعية ان يتقدم للناس بالخلق قبل القول. ان يكون على خلق عظيم. حتى ان الاعداء النبي صلى الله عليه وسلم وان لم يتابعوه لخلقه. نعم. قال ثم امره تعالى بان يعفو عنهم ما صدر منهم من التقصير في حقه صلى الله عليه وسلم في التقصير في حق الله فيجمع بين العفو والاحسان وشاورهم في الامر اي الامور التي تحتاج الى استشارة ونظر وفكر فان في الاستشارة من الفوائد والمصالح الدينية الدنيوي ما لا يمكن حصره. منها ان المساواة من العبادات من العبادات المتقرب بها الى الله. ومنها ان فيها تسميح لخواطرهم وازالة لما يصير يقول في القلوب عند الحوادث فان من له الامر على الناس اذا جمع اذا جمع اهل الرأي والفضل وشاورهم في حادثة من الحوادث اطمئن اطمئن اطمأن نفوسهم واحبوه وعلموا انه ليس يستبد عليهم وانما ينظر الى المصلحة الكلية العامة للجميع فبذلوا جهدهم ومقدورهم في طاعته لعلمهم بسعيهم في مصالح العموم بخلاف من ليس كذلك فانه لا فانه لا يكادون يحبونه محبة صادقة ولا يطيعونه وان اطاعوه فطاعة غير تامة ومنها ان في تنور تنور الابكار بسبب ومنها ان في الاستشارة تنور الافكار بسبب اعمالها فيما وضعت له فصار في ذلك زيادة للعقول ومنها ما تنتجه الاستشارة من الرأي المصيب فان المشاور لا يكاد يخطئ في فعله وان اخطأ او لم يتم او لم يتم له مطلوب فليس بملوم فاذا كان الله يقول لرسوله صلى الله عليه وسلم وهو اكمل الناس عقلا واغزرهم علما وافضلهم رؤيا وشاولهم في الامر فكيف بغيره؟ ثم قال تعالى فاذا عزمت امر من الامور بعد الاستشارة فيه ان كان يحتاج الى استجارة الى استشارة فتوكل على الله اي اعتمد على حول الله وقوته متبريا من حولك وقوتك ان الله يحب المتوكلين عليه اللاجئين اليه. قال تعالى ان ينصركم الله فلا غالب لكم الاية. اي ان يمددكم الله فلا غالب لكم فلو اجتمع عليكم ويكلكم الى انفسكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده؟ فلابد ان تنخذلوا ولو اعانكم جميع الخلق. وبضمن ذلك الامر بالاستنصال بالله والاعتماد عليه واتي من الحول والقوة لهذا قال وعلى الله فليتوكل المؤمنون تقدم المعمول تقدم المعمول يؤذن بالحصر. اي على الله توكل لا على غيره لانه قد علم انه لانه قد علم انه هو الناصب لانه قد علم انه هو الناصر وحده. فالاعتماد عليه توحيد محصل للمقصود والاعتماد على غيره غير نافع لصاحبه بل ضار وفي هذه الاية الامر بالتوكل على الله وحده وانه بحسب ايمان العبد يكون توكله ولا تقديم المعمول على الله فليتوكل المؤمنون تقديم المعمول دليل على قدر ايمان المتوكل. كلما كان ايمانه على الله اكثر كلما كان ايمانه اكثر كلما كان توكله على الله قليلا كان ايمانه قليلا. نعم. قال تعالى وما كان لنبي ان يغل. الاية الغلول هو الاتمان من الغنيمة والخيانة في كل مال يتولاه الانسان وهو محرم اجماعا بل هو من الكبائر كما تدل عليه هذه الاية الكريمة وغيروها من النصوص فاخبر الله على انه ما ينبغي ولا ينبغي ان يغل لان الغلول كما علمت من اعظم الذنوب وشر العيوب. وقد صان الله تعالى انبيائه عن كل ما يدنسه ويقدح فيهم وجعلهم افضل العالمين اخلاقا واطهرهم نفوسا وازكاهم واطيبهم ونزههم عن كل عيب وجعلهم محل رسالته ومعدن حكمته. الله اعلم حيث رسالته بمجرد علم العبد الواحد منهم يجزم بسلامتهم من كل امر يقدح فيهم ولا يحتاج الى دليل على ما قيل فيهم من اعدائهم ان معرفتهم بنبوتهم مستلزم لدفع ذلك ولذلك اتى بصيغة يمتنع معها وجود الفعل منهم فقال وما كان لنبي ان يضل ان يمتنع عن ان يمتنع ذلك ويستحيل على من اختارهم الله لنبوته ثم ذكر الوعيد على من غلى فقال ومن يغلو ليأتي بما غل يوم القيامة ان يأتي به حامله على ظهره حيوانا كان او متاعا وغير ذلك يعذب به يوم القيامة. ثم توفى كل نفس ما كسبت الغال وغيره كل يوفى اجره ووزره على مقدار كسبه. وهم لا يظلمون اي يزداد في سيئاتهم ولا يهضمون شيئا من حسناتهم. وتأمل حسن هذا الاحتراز في هذه الاية الكريمة لما ذكر عقوبة الغالي وانه يأتي يوم القيامة ما ولما اراد ان يذكر ان يذكر توفيته وجزاؤه وكان اقتصاره على الغالي يوهم بالمفهوم ان غيره من انواع العاملين قد لا يوفون اتى بنقد عام جامع له ولغيره قال تعالى انه لا من كان قصده رضوان ربه والعمل على ما يرضيه كمن ليس كذلك ممن هو مكب على المعاصي مسخط لربه اذان لا يستويان في حكم الله الله وفي فطر عباد الله افمن كانوا مؤمنا كمن كان فسقا لا يستوون لهذا قال هنا هم درجات عند الله اي كلها ولا متفاوتون في درجاتهم ومنازلهم بحسب تفاوتهم في اعمالهم فالمتبعون رضوان الله يسعون في نيل الدرجات العالية والمنازل والغرفات فيعطيهم الله من فضله وجوده على قدر اعمالهم والمتبعون سخط الله يسعون في النجوع في الدرجات الى اسفل سافلين. كل كل على حسب عمله والله بصير باعمالهم لا يخفى عليه منها شيء. بل قد علمها واثبت فمن نظر الى ادم ومن بعده من الانبياء قال الاصل عدم التعدد. ومن نظر الى فعل النبي صلى الله عليه وسلم قال الاصل هو تعدد اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم. ولكن هذا يختلف من حال الى حال. نعم في النواحي المحفوظ ووكل ملائكته وكل ملائكته ويحفظوها ويضبطوها. قال تعالى لقد من الله على المؤمنين اذ بعن فيهم رسولا امتن الله بها على عباده اكبر يعني بالأصناف وهي الإمتنان عليهم بهذا الرسول الكريم الذي انقذهم الله به من الضلالة وعصمهم به من الهلكة فقال لقد من الله على من انفسهم يعرفون نسبه وحاله ولسانه من قومهم وقبيلتهم ناصحا لهم مشفقا عليهم يتلو عليهم ايات الله يعلمهم الفاظها ومعانيها وازكيه من الشرك والمعاصي والرداء لوسائل مساوئ الاخلاق ويعلمه الكتاب. اما جنس الكتاب الذي هو القرآن فيكون قوله يتلو عليهم ايات المراد به الايات الكونية المراد بالكتاب هنا الكتابة فيكون قد امتن عليهم بتعليم الكتاب والكتابة التي بها تدرك العلوم وتحفظ والحكمة هي السنة التي هي شقيقة القرآن او وضع الاشياء مواضعها ومعرفة شريعتها فجمع لهم بين تعليم الاحكام وما به تنفذ الاحكام. اينما جاءت كلمة الحكمة مقرونا بالايات او مقرونا بالكتاب فالمقصود بها السنة. قولا واحدا ولكن يدخل تحتها الحكمة والفهم والاستنباط نعم. قال فجمعناهم بين تعليم الاحكام وما به تنفذ الاحكام وبه تدرك فوائدها وثمراتها افاق بهذه الامور العظيمة جميع المخلوقين وكانوا من العلماء الربانية وان كانوا بعثة هذا الرسول لفظاء مبين. وان كانوا من قبل بعثة هذا الرسول لفظ غير مبين. لا يعرفون الطريق الموصل لربهم ولا يزكي النفوس ويطهرهم ما بل ما يزين لهم جهلهم فعلوه ولو ناقض ذلك عقول العالمين. قال تعالى اولما اصابتكم مصيبة قد اصابتهم مثليها قلتم انا هذا فقل هو من عند انفسكم الايات هذا تسليط من الله تعالى لعباده اصابهم وما اصابهم يوم احد وقتل منهم نحو سبعين فقال الله انهم قد اصبت منهم مثليها يوم بدر فقتلتم سبعين من كبارهم واسرتم سبعين. فليهن صبروا المصيبة عليكم مع انكم لا تستوون لا تستوون انتم وهم فان قتلاكم في الجنة وقتلاهم في النار قلتم ان هذا اي من اين اصابنا ما اصابنا الزمن قل هو من عند وهزمنا قل هو من عند انفسكم حين تنازعتم وعصيتم من بعد ما اراكم ما تحبون فعودوا على انفسكم واحذروا من اسباب مرضية الله على كل شيء قدير. فاياكم وسوء الظن بالله فانه قادر على نصركم ولكن ولكن له ولكن له اتم الحكمة في ابتلائكم ومصيبتكم ذلك ولو شاء الله ان تقوى منهم ولكن ليبلغ بعضكم ببعض ثم اخبر ان ما اصابهم يوم التقى الجمعان جمع المسلمين وجمع المشركين في احد من القتل والهزيمة انه باذنه وقضائه وقدره لا لا مرد له ولابد من وقوعه والامر القدري اذا نفذ لم يبقى الا التسليم له وانه قدره لحكم عظيمة وفوائد جسيمة وان ليتبين بذلك المؤمن المنافق الذين لما امروا بغتالهم وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله ذبا عن دين الله وحماية له مطلبا لمرضاة الله او اتبعوا عن وبلدكم ان لم يكن لكم نية صالحة فابوا ذلك واعتذروا بان قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم اي لو نعلم انكم يصير بينكم وبينهم قتال لاتبعناه وهم كذبة في ذلك قد علموا وتيقنوا وعلم كل احد ان هؤلاء المشركون قد ملؤوا من الحنق والغيظ على المؤمنين بما اصابه منهم انهم قد بذلوا اموالهم وجمعوا ما يقدرون عليهم يرجع ايه والعدد واقبلوا في جيش عظيم قاصدين المؤمنين في بلدهم متحرقين على قتالهم فمن كانت هذه قالوا كيف يتصور انه لا يصير بينهم وبين المؤمنين قتال؟ خصوصا وقد خرج المسلمون من المدينة وبرزوا لهم هذا من المستحيل ولكن المنافقين ظنوا ان هذا العذر يروج يرد على المؤمنين قال تعالى هم للكفر يومئذ اي في تلك الحال التي تركوا فيها الخروج من المعلومين اقرب منهم للايمان يقولون باخواهم ما ليس في قلوبهم وهذا وهذه خاصة المنافقين يظهرون بكلامهم وفعالهم ما يبطنون ضده في قلوبهم وسرائرهم. ومنه قولهم لو نعلم قتالا لاتبع فانهم قد علموا وقوع القتال ويستدلوا بهذه الاية على قاعدة ارتكاب اخف المفسدتين لدفع لهما وفعل ادنى المصلحتين لان المنافقين امر ان يقاتلوا في الدين فان لم يفعلوا فالمدافعة عن العيال والاوطان. والله اعلم بما يكتمون فيبديه عباده المؤمنين ويعاقبهم عليه. ثم قال تعالى لله ميراث السماوات والارض والسبب الغائي سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة. نعم ثم ذكر ثانيا ان هذا الذي بيد العباد كلها ترجع الى الله ورثها تعالى وخير الوارثين فلا معنى للمخل بشيء وهو زائل عنك منتقل الى غيرك ثم ذكر السبب الذين قالوا لاخوانهم وقعدو لو اطاعونا ما قتلوا اي جمعوا بين التخلف عن الجهاد وبين الاعتراض والتكثيف قضاء الله وقدره قال الله ردا عليهم قل اي دافعوا عن انفسكم الموتى ان كنتم صادقين انهم لو اطاعوكم ما قتلوا لا تقدرون على ذلك ولا تستطيعونه في هذه الايات دليل على ان العبد قد يكون فيه خصلة كفر وخصلة ايمان وقد يكون الى احداهما اقرب منه الى الاخرى بارك الله فيك. القراءة مع الشيخ عبد السلام سعيد اه سورة ال عمران فيها الحديث عن غزوة احد. وسورة التوبة فيها الحديث عن غزوة حنين وعن غزوة اه آآ تبوك وفي سورة الاحزاب آآ فيها الحديث عن عن غزوة الاحزاب. وفي سورة الفتح فيها قصة الفتح والصلح الحديبية كذلك في سورة محمد صلى الله عليه وسلم. نعم قال رحمه الله تعالى وقول الله تعالى ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله اموات وامواتا بل احياء عند ربهم يرزقون الايات هذه الايات الكريمات فيها فضل الشهداء كرامتهم ومن من الله عليهم به من فضله واحسانه وفي ظمنها تسلية الاحياء عن قتلاهم وتعزيتهم وتنشيطهم بالقتال في سبيل الله والتعرض للشهادة فقال ولا الذين قتلوا في سبيل الله اي في جهاد اعداء الدين قاصدين بذلك الى كلمة الله. اي لا يخطر ببالك وحسبانك انهم ماتوا وفقدوا وذهبت عنهم لذة الحياة الدنيا والتمتع بزهرتها الذي يحذر. الذي يحذر من فوات الذي يحذر من فوات من جبن عن وزهد بالشهادة بل قد حصل لهم اعظم مما يتنافس فيه المتنافسون فهم احياء عند ربهم في دار كرامته ولفظ عند ربهم يقتظعون ودرجتهم وقربهم من ربهم يرزقون من انواع النعيم الذي لا يعلم وصفه الا من انعم به عليهم مرتبطين بذلك وقد قرت به عيون وفرحت به نفوس وذلك لحسن ولكثرته وعظمته وكمال اللذة في الوصول اليه وعدم المنغص جمع الله لهم بين نعيم البدن بالرزق ونعيم القلب والروح بالفرح بما اتاهم به من فضله فتم له النعيم والسرور. وجعلوا يستبشرون الذين لم يحقوا بهم من خلف من يبشر بعضهم بعضا باصول اخوانهم الذين لم يحقوا بهم وانهم سينالون ما نالوا الا خوف عليهم ولا هم يحزنون ان يستبشرون وبزوال المحظور عنهم وعن اخوانهم المستلزمين كمال السرور يستبشرون بنعمة من الله وفضل ان يهنئ بعضهم بعضا باعظم مهنىء باعظم مهنئ به وهو نعمة ربهم واحسانه وان الله لا يضيع اجر المحسنين بل ينميه ويشكره ويزيده من فضله ما لا يصل اليه سعيهم. وفي هذه الايات اثبات نعيم البرزخ الشهداء في اعلى مكان عند ربهم وفيه تلاقي ارواح اهل الخير وزيارة بعضهم بعضا وتبشير بعضهم بعضا قوله تعالى الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما اصابهم القمح الايات لما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من احد الى المدينة وسمع ان ابا سفيان ومعهم المشركين من رجوع المدينة ندب اصحابه الى الخروج استجابة لله ولرسوله وطاعة الله ولرسوله فوصلوا الى حمضان الاسد جاءهم من جاءهم وقال لهم ان الناس قد جمعوا لكم وهموا باستئصالكم تخويفا لهم وتريبا فلم يزدهم ذلك الا ايمانا بالله واتكال عليه وقالوا حسبنا الله فينا كل ما اهمنا ونعم الوكيل المفوض اليه تدبير عباده. والقائم بمصالحهم. فانقلبوا اي رجعوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء ثم جاء الخبر والمشركين وجاء الخبر المشركين ان الرسول صلى الله عليه وسلم واصحابه قد خرجوا اليكم وندم من تخلف منه فالقى الله الربع في قلوبهم واستمروا راجعين الى مكة ورجع المؤمنون بنعمة من الله وفضل حيث من عليهم بالتوفيق. حيث من عليهم بالتوفيق للخروج بهذه الحالة والاتكال على ربه ثم انه قد كتب ولهم اجر غزاة تامة فبسبب احسان بطاعة ربهم وتقواهم عن معصيتهم وتقواهم عن معصيتهم لهم اجر عظيم وهذا فضل الله عليهم ثم قال تعالى انما ذلكم الشيطان يخوف اوليائه اي ان ترهيب من رهب من المشركين وقال انهم جمعوا لكم داع من دعاة الشيطان خوف من الذين عدم ايمانهم او ضعف فلا تخافوهم وخافوني كنتم مؤمنين اي فلا تخافوا المشركين اولياء الشيطان فان نواصيهم بيد الله لا يتصرفون الا بقدره بل خافوا الله الذي ينصر اولياءه الخائفين له مستجيبين لدعوته وفي هذه الايات وجوب الخوف من الله وحده وانه من لوازم الايمان ايمان العبد يكون خوفه من الله والخوف المحمود ما حجز العبد عن محارم الله الذين يسارعون في الكفر من شدة رغبتهم فيه وحرصهم عليه. انهم لن يضروا الله شيئا فالله ناصر دينه ومؤيد رسوله ومنفذ امره من دونهم لا تباليهم ولا تحفل بهم. انما يضرون ويسعون في ظلم انفسهم بفوات الايمان في الدنيا وحصول على بلادهم في الاخرى ومن هوانهم على الله وسقوطهم من عينه وارادة الا اجعل له نصيبا في الاخرة من ثواب خذلهم فلم يوفقهم لما وفق اليه اولياءه. ومن اراد به خيرا عدلا منه وحكمة لعلمه بانهم غير زاكين على الهدى ولا قابلين الرشاد لفساد اخلاقهم وسوء قصدهم. ثم اخبر ان الذين اختاروا الكفر عن الايمان ورغبوا فيه رغبة ان بدل ما يحب من المالين في شراء ما يحب من السلع لن يضر الله شيئا بل ضرر فعلهم يعودوا على انفسهم ولهذا قال ولهم عذاب اليم وكيف يضرون الله واشد الزود في الايمان ورغبوا كل رغبة بالكفر بالرحمن فالله غني عنهم وقد قيض لدينه من عباده الابرار الاستياء سواهم واعد له ممن ارتضاه لنصرته من البصر والعقول وذوي الالباب من الرجال قال الله تعالى قل امنوا به او لا تؤمنوا ان الذين اوتوا العلم من قبله اذا يتلى عليهم يخرون للاذقان سجدا الايات ولا يحسبن الذين كفروا انما نولي لهم خير لانفسهم الاية اي ولا يظن الذين كفروا بربهم ونابذوا دينهم وحاربوا رسله ان تركنا اياهم في هذه في هذه الحياة الدنيا وعدم استئصالنا لهم واملاءنا لهم خير لانفسهم ومحبة منا لهم. كلا ليس الامر كما زعموا وانما ذلك لشر يريده الله في زيادة عذابنا وعقوبة الى عذابهم ولهذا قال انما نولي لهم ليزداد كفرا وان يزدادوا اثما ولهم عذاب مهين. فالله تعالى يملي للظالم حتى ازداد طعن ويتراجع فكفرانه حتى اذا اخذوا اخذه اخذه اخذ عزيز مقتدر فليحذر الظالمون من الاهمال ولا يظنوا ان يفوتوا ان يفوتوا المتعال سبحانه قوله تعالى ما كان الله ليذر المؤمنين على ما انتم عليه الاية اي ما كان من حكمة الله ان يترك المؤمنين على ما انتم عليه من اختلاط وعدم التمييز حتى يميز من الطيب والمؤمن من الصادق والصادق من الكاذب على الغيب الذي يعلمه من عباده فاقتضت حكمته الباهرة يبتلي عباده ويفتنون به بما يتميز ويفتنهم بما به يتميز الخبيث من الطيب من انواع الابتلاء فارسل الله رسل الاوامر بطاعته والانقياد لهم والايمان بهما على الايمان والتقوى الاجر العظيم فقسم الناس بحسب اتباعهم للرسل قسمين على ذلك الثواب والعقاب وليظهر عدله وفضله وحكمته لخلقه. ولا يحسبن الذين يبخلون بما اتاهم الله من فضله الاية ولا يظن الذين يبخلون ان يمنعون ما عنده مما اتاهم الله من فضله من المال والجاه والعلم وغير ذلك ما منحهم الله واحسن اليهم به. وامرهم ببذل ما لا يضرهم منه فبخلوا بذلك وامسكوا وظنوا به على عيبه وظنوا به على عباد الله وظنوا انه خير لهم. بل هو شر له في دينهم ودنياهم اجلهم واجلهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ان يجعلوا ما بخلوا به طوقا على في اعناقهم ويعذبون به كما ورد في الحديث الصحيح ان البخيل يمثل له ما له. ان البخيل يمثل له ما له يوم القيامة شجاعا اقرع له زبيبتان يأخذ بلهزمته يقول انا مالك انا كنزك وتلى رسول الله صلى الله عليه وسلم استاق ذلك هذه الاية فهؤلاء حسبوا ان بخلهم نافعهم ووجد عليه فانقلب عليهم انقلب عليهم وصار من اعظم مضارهم وسبب عقابهم طبعا هذا اذا كان البخل وصل الى مرتبة منع معها الزكاة نعم قوله تعالى ولله ميراث السماوات والارض وتعالى مالك الملك وترد جميع الاملاك الى وترد جميع الاملاك الى مالك وينقلب العباد من الدنيا ما معهم درهم ولدنا غير ذلك من المال قال تعالى انا نحن نرث الاضاون عليها والينا يرجعون وتأمل كيف ذكر السبب الابتدائي والسبب الغائي والموجبة كل واحد منهما العبد بما اعطاه الله اولا ان الذي عنده وفي يده فضل من الله ونعمة ليس ملكا للعبد. بل لولا فضل الله عليه واحسانه ولم يصل اليه منه شيء فمنعه ذلك منع لفضل الله واحسانه ولانه احسانه موجب للاحسان الى عبيده. كما قال تعالى واحسن كما احسن الله اليك وان تحقق ان ما بيده فضل من الله لم يمنع الفضل الذي لا يضره بل ينفعه في قلبه وماله وزيادة ايمانه وحفظه من الافات. السبب الابتدائي ثم ذكر ثالثا السبب الجزائية فقال والله بما تعملون خبير فاذا كان خبيرا باعمالكم جميعا ويستلزم ذلك الجزاء الحسن على الخيرات والعقوبات على الشر لم يتخلف من في قلبه مثقال ذرة من ايمان مع نفاق الذي يجزي يجزي به الثواب ولا يرضى بالامساك الذي به العقاب لقد سمع الله قول الذين قالوا ان الله فقير ونحن اغنياء الايتين. يخبر تعالى عن قول هؤلاء المتمردين الذين قالوا اخبر عن اقبح من قالة واشنعها واسمجها اخبر انه قد سمع ما قالوا وانه سيكتبه ويحفظه من اثمع افعالهم الشنيعة واوقاتهم الانبياء الناصحين وانه سيعاقب وعلى ذلك اشد العقوبة وانه يقال لهم بدل قولهم ان الله ونحن اغنياء ذوقوا عذاب الحريق المحرق النافذ من البدن عذابهم ليس ظلما من الله لهم فانه ليس بظلام للعبيد فانه منزه عن ذلك وانما ذلك بما قدمت ايديه من المخازن والقبائح التي اوجبت استحقاقهم العذاب وحرمانهم من الثواب وقد ذكر المفسرون ان هذه الاية نزلت في قول اليهود تكلموا بذلك وذكروا منهم فان حاصبن عاشوراء من رؤساء علماء اليهود في المدينة وانه لما سمع قول الله تعالى من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا وقوله تعالى قرضا حسنا قال على وجه التكبر والتجرهم هذه المقالة تقبحه الله فذكرها الله عنهم واخبر انه ليس ببدع من شنائعهم بل قد سبق لهم من الشناعم ونظير ذلك وقتهم الانبياء بغير حق. وهذا قيد يراد به انهم تجرأوا على قتلهما عليهم بشناعته لا جهلا وضلالا بل تمردا وعنادا قوله تعالى الذين قالوا ان الله عهد الينا الا نؤمن الرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار الايتين. يخبر تعالى نهار هؤلاء المفترين بل ان الله عهد الينا ان يتقدم الينا واوصانا لا نؤمن بالرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار. فجمعوا بين الكذب على الله وحصر اية الرسل ما قالوه من هذا المبين وانهم ان لم يؤمنوا برسول لم يأتيهم بقربان تأكله النار فهم في ذلك مطيعون لربهم ملتزمون عهده. وقد علم ان كل رسول يرسله الله تعالى يؤيدهم الاية والبراهين ما على مثلها من البشر ولم يقصرها على ما قالوا ومع هذا فقد قالوا اذ كان لم يلتزموه وباطلا لم يعملوا به. ولهذا امر الله ان يقول له قل قد جاءكم رسل من قبله من بينات الدالة على الذي قلتم بان اتاكم بان اتاكم بقربان تاكلوه النار فلم يقف فلم قتلتموه ان كنتم صادقين في دعواكم الايمان برسول يأتيكم بقربان تأكله النار فقد تبين بهذا كذب وعنادهم وتناقضهم. ثم صلى رسوله صلى الله عليه وسلم فان كذبوك فقد كذب رسل من قبلك. اي هذه عادة الظالمين ودأمهم الكفر بالله وتكذيب رسل الله وليس تكذيب لرسول الله عن قصورهم عن قصور بما عن قصور بما اتوا به او عدم تبين حجة النقلية والزبر اي كتب مزمورة ما نزلت من السماء التي لا يمكن ان يأتي بها غير الرسل. والكتاب المنين للاحكام الشرعية وبيان ما اشتملت عليه من محاسن عقليته ومنير وللاخبار الصادقة اذا كان هذا عادتهم في عدم الايمان بالرسل الذين هذا وصوا فلا يحزنك امرهم ولا يهمنك شأنهم ثم قال تعالى كل نفس ذائقة الموت وانما توفون اجوركم يوم القيامة الاية هذه الاية الكريمة فيها تزيد في الدنيا بفنائها وعدم تفتن بزخرفها وتخدع بغرورها وتغر بمحاسنها ثم هي منتقلة ومنتقل عنها الى دار القرار التي توفى فيها النفوس ما عملت في هذه الدار من خير ومن شر فمن زحزح يخرج عن النار وادخل الجنة فقد فاز اي حصى له الفوز العظيم بالنجاة من عذاب الاليم والوصول الى جنات النعيم التي فيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ومفهوم وفي هذه الاية لطيفة الى نعيم البرزخ وعذابه وان عاملين يجزون فيه بعض الجزاء ما عملوا هو يقدم لهم انموذج مما اسلفوا يفهم هذا من قوله وانما توفون اجوركم يوم القيامة اي توفيه او اي توفية اي توفية الاعمال التامة انما يكون يوم القيامة واما ما دون ذلك فيكون في البرزخ بل قد يكون قبل ذلك في الدنيا قوله تعالى ولنذيقنه من العذاب الادنى دون العذاب الاكبر. قوله تعالى لتبلونه في اموالكم وانفسكم ولا تسمعن من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم الاية يخبر تعالى ولما كان كثير من الناس يظلمون النساء ويضمونهن حقوقهن خصوصا الصداقة الذي يكون شيئا كثيرا ودفعة واحدة يشق دفعه لزوجته امرهم وحث ملائكته انه على ايتاء النساء صدقاتهن. اي مهورهن نحلة اي عنتك تملكة بالعقد لانه اضافه اليها واضاف التقضي التمليك انهم سيبتلون في اموالهم من النفقات الواجبة المستحبة ومن التعريظ لاتلافها في سبيل الله وفي انفسهم من التكليف باعباء التكاليف الثقيلة على كثير من الناس كالجهاد في سبيل الله والتعرض فيه للتعب والقتل والاسر والجراح وكان الامراض التي تصيبه في نفسه او في من يحب اذى كثيرا من الطعن فيكم وفي دينكم وكتابكم ورسولكم وفي اخباره لعباد المؤمنين بذلك عدة فوائد. منها ان حكمته تعالى تقتضي ذلك ليتميز المؤمن الصادق من غير ومنها انه تعالى يقدر عليهم هذه الامور اللي ما يريده بهم من الخير ليعلي درجتهم ويكفر سيئاتهم وبه ايقانهم فانه اذا اخبرهم بذلك وقع كما اخبر قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم الا ايمانا وتسليما ومنها انه اخبرهم بذلك تتوضأ نفوسهم على وقوع ذلك والصبر عليه اذا وقال انهم قد استعدوا لوقوعه فيهون عليهم حمله وتخف عليهم ويلجأون الى الصبر والتقوى ولهذا قال وان تصبروا وتتقوا وان تصبروا على ما نالكم هي مالكم وانفسكم من الابتلاء والامتحان على اذية الظالمين وتتقوا الله في ذلك وتتقوا الله افي ذلك الصبر بان تنووا به وجه الله والتقرب اليه ولم تتعدوا في صبركم حتى الشرعية من الصبر في موضع لا يحل لكم به احتمال بل وظيفتكم فيه الانتقاء من اعداء الله فان ذلك من عزم الامرين من الامور التي يعزم عليها وينافس فيها ولا يوفق لها الا اهل العزائم والهمم العالية. كما قال تعالى وها ان الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم قوله تعالى واذ اخذ الله ميثاق الذين اوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه الايتين. الميثاق والعهد هو العهد السقيل المؤكد وهذا الميثاق وحده الله تعالى على كل من اعطاه الله الكتب وعلمه العلم ان يبين للناس ما يحتاجون اليه مما علمه الله ولا يكتمهم ولا يكتمهم ذلك ويبخل عليهم به خصوصا اذا سألوه ووقع ما يوجب ذلك كما ان كل من عنده علم يجب عليه في تلك الحالة يبينه ويوضح الحق من الباطل. فاما الموفقون فقهوا بهذا اتم القيام وعلموا الناس مما علمهم الله ابتغاء مرضات ربهم وشفقة على الخلق وخوفا من اسم الكتمان واما الذين اوتوا الكتاب اليهود والنصارى ومن شابهم فنبذوا هذه العود والمواثيق وراء ظهورهم فكتموا الحق واظهروا الباطل. هذه الاية من اشد الايات في من يعلم علما ثم يكتمه. ويجلس في بيته ولا ينشره ولا ينثره واذا اخذ الله ميثاق الذين اوتوا الكتاب لتبيننه للناس وهي عامة في اليهود وغيرهم. نعم قال فكتموا الحق وظهروا الباطل تجرؤا على محارم الله وتهاونا بحقوق الله تعالى وحقوق الخلق واشتروا بذلك ثمنا قليلا وهو ما يحصل لهم ان حصل من بعض الرئاسات والاموال السفلة من المتبعين من سفلتهم المتبعين ومقدمين شهواتهما لقف بئس ما كانوا فبئس ما يشترون لانه اخس لانه اخس العوض والذي رغبوا عنه وهو بيان الحق الذي فيه سعادة الابدية والمصالح الدينية والدنيا اعظم المطالب اجلها فلم؟ فلم يختاروا الدني الخسيس النفيس الا لسوء حظهم اوانهم وكونهم لا يصلحون لغير ما خلقوا له ثم قال تعالى لا تحسبن الذين يفرحون بما اتوا اي من القبائل يحبون ان يحمدوا مما لم يفعلوا بالخير الذين لم يفعلوا هو الحق الذي لم يقولوا فجمعوا بين فعل الشرع وقوله والفرح بذلك ومحبة ان يحمدوا على فعل الخير الذي ما فعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذابين محل نجوة منه وسلامة بل قد استحقوا وسيصيرون اليه ولهذا قال ولهم عذاب اليم. ويدخل في الايات كلمة اهل الكتاب الذين فرحوا بما عندهم من العلم ولم يقلدوا للرسول وزعموا انهم هم الحقون في حالهم ومقالهم وكذلك كل من ابتدع بدعة قولية وفعلية وفرح بها ودعا فيها وزعم انه محق وغيره مبطل كما هو الواقع من اهل البدع. ودلت الايات مفهومه على ان من احب ان يحمد ويثنى عليه ما فعله من الخير واتباع حتى اذا لم يكن قصده بذلك الرياء والسمعة انه غير مذموم بل هذا هم من الامور المطلوبة التي اخبر الله انه يجزي بها المحسنين له انه يجزي بها المحسنين له الاعمال والاقوال وانه جازى بها خواص خلقه وسألوها منه كما قال ابراهيم عليه السلام واجعل لي لسان اسكن في الاخرين وقال سلام على نوح في العالمين كذلك نجزي المحسنين. وقد قال عباد الرحمن واجعلنا للمتقين اماما وهي من نعم البارئ على عبده ومنته التي تحتاج الى شكر الله قوله تعالى ولله ملك السماوات والارض والله على كل شيء قدير اي هو المالك للسموات والارض وما فيهما من سائر اصنام الخلق متصرفين بكمال القدرة وبديع الصنعة فلا يمتنع وحده ولا يعجزه احد. قوله تعالى ان في خلق السماوات والارض اختلاف الليل والنهار لايات يخبر تعالى ان في خلق السماوات والارض اختلاف الليل والنهار لايات اللي قلنا الباب في ضمن ذلك الحز والعباد على التفكر بها والتبصر باياتها وتدبر خلقها. وابهم قوله ايات ولم يقل عن المطلب الفلاني اشارة لكثرتها وذلك لان فيها من الايات العجيبة ما يبهر الناظرين ويقنع المتفكرين ويجذب افدة الصادقين وينبه العقول وينبه العقول النيرة على جميع المطالب ما تفصيل ما اثنت عليه فلا يمكن مخلوق ان يحصره ويحيط ببعضه. وفي الجملة فما فيها من العظمة والسعة وانتظام السير والحركة يدل على خالد على عظمة خالقها وعظمة سلطانه وشمول قدرته. وما فيها من الاحكام والاتقان وبديع الصنع ولطائف الفعل يدل على حكمة الله وانشاء في موضعها وسعة علمها وما فيها من المنافع للخلق يدل على سعة رحمة الله وعم فضله والشمول بره ووجوب شكره. وكل ذلك يدل على تعلق القلب بخالقها ومبدعها وبذل جهدها في مرضاته والا يشرك به سواهم من لا يملك لنفسه ولا لغير مثقال ذرة في الارض ولا في السماء وخص الله بالايات اولي الالباب وهم اهل العقول انه متبعون بها الناظرون اليها بعقولهم من بابصارهم ثم وصفه للالباني بانهم يذكرون الله في جميع احوال القيامة وقعودا وعلى جنوبهم ماذا يشمل جميع انواع الذكر بالقول وبالقلب في ذلك الصلاة قائما فإن لم يستطع فقاعدا فإن لم يستطع فعلى جنب يرى انهم يتفكرون في خلق السماوات والأرض ليستدلوا بها على المقصود منها ودل هذا على ان التفكر عبادة من صفات اولياء الله العارفين فاذا تفكروا بها عرفوا ان الله لم يخلق عبثا فيقولوا ربنا ما خلقت هذا باطل سبحانك عن كل ما لا يليق بجلالك بالحق وللحق بل خلقتها بل خلقتها مشتملة على الحق فقنا عذاب النار بان تعصمنا من السيئات توفقنا للاعمال الصالحات لننال بذلك النجاة من النار ويتضمن ذلك سؤال الجنة لانهم اذا وقاهم الله عذاب النار بهم دعوا الله باهم الامور عندهم ربنا انك من تدخل النار فقد اخزيته اي لحصوله على السخط من الله ومن ملائكته واوليائه وقوع الفضيحة التي لا نجاة منها ولا ولا منقذ منها ولهذا فقال وما للظالمين من انصار ينقذونهم من عذابه وفيه دلالة على انهم على انهم دخلوا ها بظلمهم. ربنا اننا سمعنا يناديه ينادي للايمان وهو محمد صلى الله عليه وسلم ان يدعو الناس اليه ويرغبهم فيه في اصول وفروعه فامنا واجبناه مبادرة وسارعنا اليه وفي هذا اخبار الله عليهم وتبجح بنعمته وتوسل اليه بذلك ان يغفر ذنوبهم ويكفر سيئاتهم لان الحسنات يذهبن السيئات. والذي من عليهم بالايمان سيمن عليهم بالامان التام وتوفنا مع الابراهيمية جعل التوفيق لفعل الخير وترك الشر الذي به يكون العبد من الابراج والاستمرار عليه والثبات الى الممات في هذه اية اشارة الى جواز التوسل بالاعمال الصالحة ربنا اننا سمعنا مناديا ينادي للايمان فامنا ربنا فاغفر لنا فقدموا ايمانهم طلبا لمغفرة الله عز وجل. نعم ولما ذكروا توفيق الله اياهم للايمان وتوسلهم به الى تمام النعمة وسألوه الثواب على ذلك وان ينجز لهم ما وعدهم به على السنة الرسل من النصر والظهور في الدنيا ومن الفوز رضوان الله وجنته في الاخرة فانه تعالى لا يخلف الميعاد. فاجاب الله تعالى دعاءهم وقبل تضرعهم. فلهذا قال فاستجاب لهم ربهم اني لا اضيع من عامل منكم من تن انسى الاية اي اجاب الله دعاءهم دعاء العبادة ودعاء الطلب وقال اني لا اضيع من عامل منكم ذكرا واذهب الجميع سياقون ثواب اعمالهم كاملا موفرا اي كلكم على حد سواء ثواب العقاب فالذين هاجروا واخرجوا من ديارهم اوذوا في سبيل وقاتلوا وقتلوا فجمعوا بين الايمان والهجرة ومفارقة المحبوبات من الاوطان والاموال طلبا لمرضاة ربهم وجاهدوا في سبيل الله ليكفرن عنهم سيئاتهم وليدخلنهم الجنة تجري تحت من تحتها الانهار سواء من عند الله. الذي يعطي عبده الثواب الجزيل على العمل القليل والله عنده حسن ثواب فان طبن لكم عن شيء منه اي من الصداق نفسا ما ان سمحنا لكم عن رضا اختها باسقاط شيء منها وتأخيرها ومعاوضتها فكلوه هنيئا مريئا الى حرج عليكم بذلك ولا تبع سمعت ولا خطر على قلب البشر فمن اراد ذلك فليطلبوا من الله بطاعته والتقرب اليه بما يقدر عليه العبد. قوله تعالى لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد الايات هذه الاية هي التوهم مقصود منها التسلية عما يحصل للذين كفروا من متاع الدنيا وتنعموا فيها وتقلبوا في البلاد بانواع التجارات والمكاسب واللذات وانواع العز والغلبة في بعض الاوقات فانها هذا كله متاع قليل. ليس له ثبوت ولا بقاء بل يتمتعون به قليل ويعذبون به طويلا هذه اعلى حالة تكون للكافر وقد رأيت ما تؤول اليه واما المتقون لربهم يؤمنون به فمع ما يحصل لهم من العز في الدنيا ونعيمها لهم جنات الدين متاتا والنار خالدين فيها فلو قدر انهم في الدار الدنيا قد حصل لهم كل بؤس وشدة وعناء ومشقة. لكن هذا بالنسبة للنعيم المقيم والعيش السليم والسرور والحبور والبهجة نزرا يسير ومنحة ومنحة في صور محنة في صورة محنة ولهذا قال تعالى وما عند الله خير للابراج هم الذين برت قلوبهم فبرت اقوالهم وافعالهم فاثابهم البر الرحيم من بره اجرا عظيما وعطاء جسيما وفوزا دائما. وان من اهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما انزل اليكم وانزل اليهما الاية اي وان من اهل الكتاب طائفة موفقة والخير يؤمنون بالله ويبنون ما انزل اليكم وانزل اليهم وهذا الايمان نافع ولا كمن يؤمن بعض الرسل وكتب ولهذا لما كان ايمانهم عاما حقيقيا صار نافعا فهدت له خشية الله وخضوعا لجلاله الموجبة للقياد لاوامره ونواهيه والوقوف عند حدوده وهؤلاء اهل الكتاب والعلم وعلى الحقيقة كما قال تعالى انما يخشى الله من عباده العلماء خشية لله انهم لا يشترون بايات الله ثمن قليل فلا يقدمون الدنيا على الدين كما فعل اهل انحراف الذين يكتبون ما انزل الله ويشترون به ثمنا قليلا. وعلموا ان من اعظم خسران الرضا بالدون عن عن الدين والوقوف مع بعض حضور النفس السفلية وترك الحق الذي هو اكبر حظ وفوز في الدنيا والاخرة. فاثروا الحق وبينوه ودعوا اليه وحذروا عن الباطل الله على ذلك بان وعدهم الهجرة الجزيل والثواب الجميل واخبرهم بقربه وانه سريع الحساب فلا يستبطئون ما وعدهم الله. لان ما هو ات محقق حصوله فهو قريب ثم حض المؤمنين على ما يوصلهم الى الفلاح وهو الفوز وبالسعادة والنجاح وان الطريق الموصل الى ذلك لزوم الصبر الذي هو حبس النفس على ما تكره من ترك المعاصي ومن الصبر على المصائب الثقيلة على النفوس فامرا بالصبر على جميع ذلك. والمصابرة هي الملازمة والاستمرار على ذلك على الدعاء ومقاومة الاعداء في جميع الاحوال والمرابطة ولزوم المحل الذي يخاف بنصول العدو منه هو ان يراغي وعدهم ويمنعوهم من الوصول الى مقاصدهم لعلهم يفلحون يفوزون بالمحبوب الديني والدنيوي والاخروي وينجون من المكروه كذلك فعني من هذا انه ولا سبيل للفلاح بدون الصبر والمصابرة والمرابطة المذكورة فلم يفلح من افلح الا بها ولم يفت احدا الفلاح الا بالاخلال بها او ببعضها الله الموفق ولا حول ولا قوة الا بالله. تم تفسير سورة ال عمران والحمد لله على نعمته ونسأله تمام النعمة. الحمد لله ما كان المؤمنون قد فتح الله عليهم بالتوحيد وعملوا بعلمهم ما صاروا مثل اليهود يعبدون البقرة الممثلات اشباهها ولما كانوا عارفين لقدر الله وقدر عباد الله ما عظموا اولياء الله وان كانوا من ال عمران. ولما صاروا على ذلك الله عليهم فما افتتنوا بالنساء ولما صاروا كذلك انعم الله عليهم بمائدة القرآن فلم يلتفتوا الى ما سواه من الموائد ثم انعم الله عليهم بالنعم فجاوزهم ولم يصيرهم من اهل الاعراف بل نثقلهم وبرأهم من النفاق جعلهم يتوبون اليه اذا اذنبوا كيونس. ثم اصبحوا يدعون الى الله كهود. ثم اصبحوا يصبرون على البلاء كيوسف وهكذا حتى ادخلهم في حجره جل في علاه الى اخر تجد ان ترتيب سور القرآن بديع جدا لا ان احد لماذا النساء بعد ال عمران؟ هناك الف حكمة في ترتيب السور. نعم. القراءة مع الشيخ طيب اكملت قال رحمه الله تعالى تفسير سورة النساء وهي مدينة بسم الله الرحمن الرحيم يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء الاية افتتحت يخاف منه الجور والظلم وعدم القيام بالواجب ولو كان مباحا انه لا ينبغي له ان يتعرض له بل يلزم السعة والعافية فان العافية خير ما اعطي العبد. ولهذا اختلف فالعلماء ايهما الاصل؟ التعدد او السنة ان ان الانسان لا يتعدد. اختلف العلماء على قولين مشهورين على هذه السورة بالامر بالتقوى والحث على عبادته والامر بصلة ارحام والحث على ذلك. وبين سبب الداء المدمن لكل من ذلك وان المدمن انه ربكم الذي خلقكم ورزقكم ورباكم بنعمه العظيمة التي من جولتها خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليناسبها فاسكن اليها وتتم بذلك النعمة ويحصل بها السرور وتعظيمكم حتى انكم اذا اردتم قضاء حاجتكم ومآربكم توسلتم بها بالسؤال بالله فيقول من يريد ذلك لغيري اسألك بالله ان تفعل الامر الفلاني. لعلمه بما قام في قلبه من تعظيم الله الداعي الا ان يرد من سأل بالله فكما عظمتموه بذلك فلتعظموه بعبادته وتقوى وكذلك الاخبار بانه رقيب اي مطلع على العباد في حال حركاتهم وسرهم وعلنهم وجميع الاحوال مراقبا لهم فيها مما يوجه مراقبته شدة الحياء منه تقواه في الاخبار بانه خلق من نفس واحدة باقطار الارض مع الرجوع الى اصل واحد ليعطف بعضهم على بعض ويرقق بعضهم على بعض. وقرن الامر بتقواه بالامر والنهي عن قطيعتها سورة بالامر بالتقوى وصلة الارحام والازواج ثم بعد ذلك فصل هذه الامور اتم تفصيله من اول السورة الى اخرها. فكانها مبنية على هذه الامور مذكورة مفصلة لما اجب مفصلة لما اجمل منها موضحة لما ابهم. الله اكبر وفي قوله وخلق منها زوجها تمي على مراعاة حق الازواج والزوجات والقيام به لكون الزوجات مخلوقات من الازواج فبينهما فبينهم وبينهن نسب واشد اتصال واوثق علاقة وقوله تعالى واتوا اليتامى اموالهم ولا يستبدوا الخبيث بالطيب ولا تأكلوا اموالهم الى اموالكم انه كان حبا كبيرا هذا اول ما اوصى الله تعالى به من حقوق الخلق في هذه السورة وهم اليتامى الذين فقدوا كافلين لهم وهم صغار ضعاف ولا يقومون بمصالحهم فامر الرؤوف الرحيم عباده ان يحسنوا اليهم والا يقربوا اموالهم الا بالتي هي احسن وان يؤتوا قال لهم اذا بلغوا ورشدوا كاملة مؤثرة والا يتبدلوا الخبيث بالطيب والا يتبدلوا الخبيث الذي هو اكل مال اليتيم بغير الحق بالطيب وهو الحلال الذي ما في حرج ولا تبعة ولا تأكلوا اموالهم الى اموالكم اي مع اموالكم وفيه تمويه لقبح اكل مالهم بهذه الحالة التي هي قد استغنى بها الانسان بما جعل الله له من الرزق في ماله فمن تجرأ على هذه حالته فقد اتى حبوبا كبيرا. اي اثما عظيما ووزرا جسيما ومن استبدال الخبيث بالطيب ان يخذل الولي من مال اليتيم جعل بدله من ماله الخسيس كولاية المؤتي على ماله وفيه الامر باصلاح مال اليتيم لان تمام ايتائهما له حفظه والقيام به بما يصلحه وينميه وعدم تعرض تعريضه للمخاوف والاخطار قوله تعالى وان خفتم الا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء الايات. ايها الاخوة الا تعدلوا يتامى النساء اللاتي تحت حجوركم وولايتكم وخفتم الا تقوموا بحقهم لعدم محبتكم لعدم محبتكم اياهن فاعدلوا الى غيرهن وانكحوا ما طاب لكم من النساء ما وقع عليهن اختياركم من ذوات الدين والمال والجمال حسب الناس بغير ذلك من الصفات الداعية الاكحل فاختاروا على نظركم ومن احسن ما يختار من ذلك صفة الدين كما قال النبي صلى الله عليه وسلم تلك المرأة لاربع لمالها ولجمالها ولحسبها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يمينك في هذه الاية انه ينبغي للانسان ان يختار قبل النكاح بل قد اباح له الشارع النظر الى من تريد تزويد تزويج تزودها ليكون على بصيرة من امره. ثم ذكر العدد الذي اباحه من النساء فقال مثنى وثلاثة وربع اي من احب من احب ان يأخذ واثنتين فليفعله ثلاثا فليفعله اربعا فليفعل ولا يزيد عليها. فلا يجوز زيادة على غير ما سمى الله تعالى اجمعا وذلك لان الرجل قد لا الطفل شهوته بالواحدة فابيح له واحدة بعد واحدة حتى تبلغ اربعا لان في الاربع غنية لكل احد الا ما ندر مع هذا فانما يباح له ذلك اذا امن على نفسه جور الظلم وثق القيام بالقيام بحقوقهن فان خاف شيئا من هذا فليقتصر على واحدة او على ملك يمينه فانه لا وعليه القسم في ملك اليمين ذلك اي الاقتصار على واحدة او ما ملكت اليمين ادنى الا تعول اي تظلموا. وفي هذا ان تعرض العبد للامر الذي وبه دليل على ان للمرأة تصرف في مالها ولو بالتبرع اذا كانت رشيدة فان لم تكن كذلك فليس لعطيتها حكم وانه ليس لوليها من الصداق شيء غير ما طابت به وفي قوله فانكحوا ما طاب لكم من النساء يدل على ان نكاح الخبيثة غير مأمور به بل منهي عنه كالمشركة وكالفاجرة كما قال تعالى اولا تنكحوا المشركات حتى يؤمنوا. وقال الزانية لا ينكحها الا زان او مشرك وقوله تعالى وقوله تعالى ولا تؤتوا الشفاء اموالكم التي جعل الله لكم قياما وارزقوهم فيها واكسوهم وقولوا لهم قولا معروفا اسفاه وجمع سفيه وهو من لا يفسد الاتصال في المال اما لعدم عقله كالمجنون رحمه الله لعدم رشده كالصغير وغير الرشيد. فنهى الله لولا ان يؤتوا هو هؤلاء اموالهم خشية افسادها واتلافها لان الله جعل الاموال قياما للعباد في مصالح دينهم هؤلاء لا يحسنون القيام عليها وحفظها. فامر الله الولي ان لا فامر الله الولي الا يؤتيهم اياها بل يرزقهم منها ويكسوهم ويبذل منها ما يتعلق حاجاتهم الدينية والدنيوية. وان يقولوا لهم قولا معروفا بان يعدوهم اذا طلبوا انهم سيتبعونها لهم بعد دارو الشهيد بعد رشدهم ونحو ذلك ويلطف لهم في الاقوال جبرا لخواطرهم وفي اضافته تعلم واني اشارة الى انه يجب عليهم ان يعملوا في هل السفهي ما يفعلونه في اموالهم من الحفظ والتصرف؟ وفي الاية دليل على ان نفقة المجنون والصغير والسفيه في ما لهم اذا كان لهم مال قوله وارزقوهم فيها واكسوهم يدل على ان قول الولي مقبول فيما يدعيه من النفقة الممكنة والكسوة لان الله جعله مؤتمرا على مالهم فلزم قبول قول الامين وفي قوله وارزقوهم فيها ولم يقل وارزقوهم منها فيه اشارة الى انه ينبغي الاتجار بمال اليتيم مال السفيه حتى لا يأتي اطعامه على انهائه نعم قوله تعالى وابتلوا اليتامى حتى اذا بلغوا النكاح لا يبتلاء والاختبار والامتحان وذلك بان يدفع لليتيم المقارب لرشد موكل رشده في شيء من ماله ويتصرف فيه التصرف اللائق يتبين بذلك رشده من سفهه. فان استمر غير محسن للتصرف لم يدفع اليه ما له بل هو باق على سفره ولو بلغ عمرا كثيرا فان فان تبين رشده وصلاحه وفي ما له وبلغ النكاح فادفعوا اليهم اموالهم كاملة موفرة ولا تأكلوها اسرافا اي مجاوزة للحد الحلال الذي اباحه الله لكم من اموالكم الى الحرام الذي عظمه الله عليكم من اموالهم وبدارنا يكبروا اي ولا تأكلا في حال صغرهم التي لا يمكنهم فيها اخذها منكم ولا منعوكم من اكلها تبادرون بذلك ان يكبروا يأخذوها منكم ويمنعوكم منها. وهذا من الامور الواقعة فيه من كثير من الاولياء الذين ليس عندهم خوف من الله ولا رحمة محبة للمولى عليهم ولا رحمة ومحبة للمولى عليهم يرون هذه الحالة حال فرصة ويغتنمونها ويتعجلون ما حرم الله عليهم فنهى الله تعالى عن هذه الحالة بخصوصها قوله تعالى للرجال نصيب ما ترك الوالدان والاقرب والنساء نصيب مما ترك الوالدان الاية كان الاعرابي في الجاهلية من جبريتهم وقسوتهم لا يورثون الضعفاء كالنساء والصبيان ويجعلون ميراث الرجال لانهم يزعم بزعمهم اهل الحرب والقتال والنهب والسلب. فاراد الرب الرحيم الحكيم ان ان يشرع ان يشرع لعباده شرعا يستوي فيه رجال ونساء وقيام وضعفاء ما قدم بين يدي ذلك امرا مجملا لتتوطن على ذلك النفوس. فيأتي التفصيل بعد الاجمال قد تشوقت له النفوس وزالت الوحشة التي من شوائب عادات القبيحة فقال للرجال نصيب وقسط وحصة مما ترك اي خلف الوالدان الاب والام والاقربون بخصوص وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والاقربون فكأنه قيل هل ذلك النصيب راجع الى العرف وان يرضخوا لهم ما يشاؤون او شيئا مقدرا فقال تعالى نصيبا مفروضا اي قدره العليم الحكيم وسيأتي ان شاء الله تعالى تقدير ذلك. وايضا فهنا توهم اخر لعل احدهم يتوهم ان النساء والويدان ليس لهم نصيب الا من المال الكثير. فازال ذلك بقوله مما قل منه او فتبارك الله احسن الحاكمين الله اكبر قوله تعالى واذا حضر القسمة للقربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه وقوا لهم قولا معروفا وهذا من احكام الله الحسنة الجليلة الجابرة فقال واذا القسمتان قسمة المواريث والقربى اي الاقارب غير الوارثين بقرينة قوله القسمة. لان الوارثين من المقسوم عليهم واليتامى والمساكين اي مستحقون من الفقراء فارزقوه منه ويعطوه ما تيسر من هذا المال الذي جاءكم بغير كد ولا تعب ولا عناء ولا نصب. فان نفوسهم اليهم وقلوبهم متعطلة فاجبروا خواطرهم بما لا يضركم وهو نافع ويؤخذ من المعنى ان كل من له تطلع وتشوف الى ما حضر بين يدي الانسان ينبغي له ان يعطيه منه ما تيسر كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول اذا جاء احدكم خادمه بطعامه فليجلسوا معه فان لم يجلسوا معه يناوله لقمة او لقمتين او كما قال وكان الصحابة رضي الله عنهم اذا بدأت باكورة اشجارهم اتوا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ونظر الى اصغر ونظر الى اصغر وليد عنده فاعطاه ذلك علما منه بشدة تشوفه لذلك. وهذا كله بامكان الاعطاء فان لم يمكن ذلك لكونه حق السفهائ او ثم اهم من ذلك فليقولوا لهم قولا معروفا. يردونهم ردا جميلا بقول حسن من غير فاحش ولا قبيح قوله تعالى ولا يخشى الذين لو تركوا من خلف ذرية ضعافا الايتين قيل ان هذا خطاب لمن يحضر من حضرة الموتى واجنف في وصية ان يأمره بالعين ولذلك ينبغي على الانسان ان يبتعد عن الطلاق قدر ما يقدر. ويعاشر بالمعروف والعجب من بعظ الناس اليوم انهم اصبحوا ينسون المعروف اصبح بعض الرجال اليوم مع الاسف مثل النساء يكبرن العشير صاروا هم يكبرون العشير في وصيته والمساواة فيها بدليل قوله وليقول قوله سدادا موفقا للقسط والمعروف وانهم وانهم يؤمرون وانهم من يريد الوصية على اولاده مما يحبون معاملة اولادهم بعدهم وقيل ان المراد بذلك اولياء السفهاء من المجانين والصغار والضعاف ان يعاملوهم في مصالحهم الدينية والدنيا بما يحبون ان يعامل به من بعدهم من ذريتهم الضعاف فليتقوا الله في ولايتهم لغيرهم ان يعاملوهم اي يعاملونهم بما تقوى الله من عدم اهانتهم والقيام عليهم والزامهم لتقوى الله. ولما امرهم بذلك ازدجر من اكلهم واليتامى وتوعد على ذلك اشد العذاب فقال ان الذين يأكلون الاموال انما ظلمنا بغير حق وهذا القيد يخرجهم به ما تقدم من جواز الاكل الفقير من جواز الاكل الفقير المعروف ومن جواز خلط طعامهم بطعام اليتامى فمن اكلها فانما ياكلون في بطونهم نارا اي فان الذي اكلوه نار تتأجج في اجوافهم وهم الذين ادخلوه في بطونهم وسيصلون سعيرا اي نارا محرقة توقيدة وهذا اعظم وعيد ورد في الذنوب يدل على شناعة اكل اموال اليتامى وقبحها وانها موجبة لدخول النار فدل ذلك انها من اكبر فدل ذلك على انها من اكبر الكبائر نسأل الله العافية. احسنت بارك الله فيك. قراءة مع الشيخ يوسف. يعني الانسان امل في تقسيم الله عز وجل للمواريث يتيقن ان هذا كلام الله عز وجل ودينه. البشر كلهم لو واجتمعوا وقلنا لهم انتم كلكم اجتمعوا واذكر لنا احكام المواريث في صفحة واحدة والله لا يستطيعون ولو بكلام ركيك لا يستطيعه اما رب العالمين جل وعلا قسم المواريث كلها في صفحة واحدة شيء عجب لا يمكن ان يكون هذا الا كلام رب الارباب جل في علاه. نعم قال رحمه الله تعالى في قوله تعالى يوصيكم الله في اولادكم للذكر مثل حظ الانثيين الايتين هذه الايات والاية هذه الايات والايات التي هي اخر السورة هن ايات المواريث المتضمنة لها فانها مع حديث عبد الله ابن عباس الثابت في صحيح البخاري الحقوا الفرائض باهيها كما بقي في رجل ذكر مشتملات على جل احكام الفرائض بل على جميعها كما سترى ذلك اي الا ميراث الجدات فانه يوم مذكور في ذلك لكنه قد ثبت في السنن عن المويا بن شعبة ومحمد بن مسلمة ان النبي صلى الله عليه وسلم اعطى الجدة السدس مع اجماع العلماء على ذلك. فقوله تعالى يوصيكم الله في اولادكم اي اولادكم يا معشر الوالدين عندكم قد وصاكم الله عليه لتقوم صالح الدنية والدنيوية فتعلمونهم وتؤدبونهم وتكفونهم عن المفاسد وتأمرهم بطاعة الله وملازمة التقوى على الدوام. كما قال تعالى يا ايها الذين امنوا قوا انفسكم واهليكم نارا وقودها الناس الحجارة تكون الاولاد عند والديهم موصى بهم فاما يقوم تجنن وصيتي فلهم الزين والثواب واما ان يضيعوها فيستحقوا بذلك الوعيد والعقاب وهذا مما يدل على ان الله الله تعالى ارحم بعباده من الوالدين من الوالدين حيث اوصى الوالدين مع كمال شفقتهم عليهم ثم ذكر كيفية الاثم فقال للذكر مثل حظ الانثيين اي لو نادوا استوديو ونواد للذكر مثل حظ الانثيين ان لم يكن معهم صاحب فرض او ما ابقت الفروض ويقتسمونه كذلك. وقد اجمع العلماء على ذلك وانه مع يا اولاد اسطبت ميراث لهم وليس لاولاد الابل شيء حيث كان اولاده واناثا. هذا مع اجتماع الذكور والاناث وهنا حالتان انفراد الذكور قد ذكره بقوله ثلاثا فاكثر فلهن ثلثا ما ترك وان كانت واحدة بنتا او بنت ابن فلها النصف وهذا اجماع. هنا قوله فالميراث لهم وليس لاولاد الابن شيء. وليس لاولاد الابن شيء هذا يدل هذه مسألة اجماعية هذا يدل على بطلان ما يسمونه بالوصية الواجبة نعم. قال رحمه الله الثلثين بعد الاجماع على ذلك فالجواب انه يستفاد من قوله ان كانت واحدة فلها النصف فينكم ذلك انه ان زادت عن واحدة انتقل الفرض عن النصف ولا ثم بعده الا الثلثاني ايضا فقوله للذكر مثل حظ الانثيين اذا خلف ابنا وبنتا فان الابن له وقد اقبل الله انه ما السماء وانه مثل حظ الانثيين فدل ذلك على ان للبنتين الثلثين وايضا فان البنت اذا اخذت الثلث مع اخيها وهو ضررا عليها من اختها فاخذها له مع اختها من باب اولى واحرى. وايضا فان قوله تعالى في اختيه فان كانت اثنتين فلهما الثلثان مما ترك نصب قال عمر سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الكلالة فظرب على صدري وقال يا عمر يكفيك اية الصيف نعم قال واذا استغرقت الشقيقات الشقيقات الثلثين تسقط الاخوات للاب كما كما تقدمت البنات وبنات الابن. وان كان اخوة اجام وانسانا فلذكر مثل حظ الانثيين فان قيل الثنتين فإذا كانت اختان الثنتان مع بعدهما يأخذان بعدهم احسن الله فإن كان وقتان الثنتان مع بعدهما يأخذان الثلثين والابنتان مع قربهما من باب اولى وحرى وقد اعطى النبي صلى الله عليه وسلم ابنتي سعد الثلثين كما في الصحيح بقي ان يقال فما الفائدة في قوله فوق اثنتين قيل الفائدة لذلك والله اعلم انه ليعلم ان الفضل الذي هو الثلثان لا يزيد بزيادة على الثنتين بل من الثنتين فصاعدا. وجلت الاية الكريمة انه اذا موزة بنت صلب واحدة وبنت ابن او بنات ابن فان البنت صلب النصف. ويبقى من الثلثين الذين فرضهما الذين فرضهما الله للبنات او ابن سنس فيعطى فيعطى بنت الابن او بنات الابن ولهذا يسمى هذا السدس تكملة الثلثين ومثل ذلك بنت الابن مع بنات الابن انزل منها وتدل الاية انه متى استغرق البنات او بنات الابل الثلثين انه يسقط من دونهن من من بنات الابن لان الله يفرض لهن الا الثلثين وقد تم فلو لم يسقطن لزم من ذلك لم ان يفرض لهن ازيد من الثلثين وهو خلاف النص وكل هذه الاحكام مجمع عليها ما بين علماء ولله الحمد ودل قوله مما ترك ان الوارثين يرثون كل من كل ما خلف الميت من عقار واثاث وذهب وفضة وغير ذلك حتى الدية لم تجبوا الا بعد موتهم وحتى الديون التي في الذمة. ثم ذكر ميراث الابوين فقال ولابويه اي ابوه وامه لكل واحد منهما السدس مما ترك ان كان له ولد اي ولد صلبنا وولد ابن ذكرا كان انثى واحدا او متعددا. فاما الامور فلا تزيد على السدس مع احد من الاولاد. واما الاب فمع الذكور منهم لا يستحق ازيد من السجود. فان كان الواد انثى او اناثا ولا يبقى بعد ولم يبق بعد الفرض شيء كابويه وابنتيه لم يبقى له تعصيب وان بقي بعد طرد البنت او البنات شيء اخذ الاب السدس فرضا والباقي تعصيبا لاننا الحقنا الفروض باهلها فما بقي فلأولى رجل ذكر وهو اولى من الاخ والعم وغيرهما فان لم يكن له ولد فورثه ابواه فالام والثلوث. ايها الباقي للاب لانه اضاف المال الى الاب والام اضافة واحدة لانه اضاف المال الى الاب والام اضافة واحدة ثم قدر نصيبا فدل ذلك على ان الباقي للابي وعلم من ذلك ان الاب مع عدم الاولاد لا فرض له بل يرث تعصيب بل يرث تعصيبني المال كله او ما ابقت القلوب. لكن لو اجتمع الاب وان يحدث ويعبر عنهما بالعمرة بالعمرة بالعمريتين بالعمري بالعمريتين فان الزوج او الزوجة يأخذ فرضه ثم تأخذ الام ثلث الباقي والاب الباقي قد دل ذلك وقد دل على ذلك قوله وورثه ابواه فلأمه ثلث اي ثلث ما ورثه الأب ونوه في هذين الساطين اما سدس في زوج وابي وام واب واما ربع في زوجة وام واب فلم تدل الاية على ارث الام ثلث المال كاملا مع عدم الاولاد حتى يقال ان هاتين قد استثنيتا من هذا ويوضح ويوضح ذلك ان الذي يأخذه الزوج وزوجته منزلة ما يأخذه الغرماء فيكون من رأس المال والباقي بين الابوين ولانا لو اعطينا الامة ثلث الماء اللازم زيادتها على الاب في مسألة الزوجة واخذ الاب في مسألة الزوجة زيادة عنها زيادة عنها نصف السدس. وهذا نظير له فان المعهود مساواة للاب او اخذه ضعف ما تأخذه اللوم فان كان له اخوة فيومه ستة اشقاء ولاب او لام ذكورا كانوا او اناثا وارثين او محجوبين بالاب او للجد لكن قد يقال ليس ظاهر قوله فان كان له اخوة شاملة لغير الوارثين. بدليل عدم تناولها للمحجوب بالنص فعلى هذا لا يحجبها لا لا يحجبها عن الثلث من الاخوة الى الاخوة الوارثون ويؤيده ان الحكمة في حجبهم لها عن الثلث لاجل ان يتوفر لهم شيء من المال وهو معدوم والله اعلم ولكن بشرط كونهم اثنين ويسكن على ذلك اتيان لفظ الاخوة بلفظ الجمع واجيب عن ذلك بان المقصود مجرد التعدد للجمع تصدق ذلك ويصدق ذلك باثنين وقد يطلق الجمع يراد به الاثنان كما في قوله تعالى وقال في في الاخوة او اخ او اخت فلكل واحد منهما السدس فان كانوا اكثر من ذلك فهم شركاء في الثلث الجمع والمراد به اثنان فاكثر فاكثروا بالاجماع. فعلى هذا لو خلف اما وابا واخوة كان يؤمي السدس والباقي اللاب فحجبوها عن الثلث مع بالاب اياهم الا على الاحتمال الاخر فان للام الثلث والباء والثلث والباقين الاب. ثم قال تعالى من بعد وصيته يوصى بها ما تعبدون من بعدي؟ قالوا نعبد الهك واله ابائك ابراهيم واسماعيل واسحاق الآية. وقال يوسف عليه السلام واتبعت ملة آدم ابراهيم واسحاق ويعقوب فسمى الله الجد وجد الابي ابى. فدل ذلك على ان الجد منزلة الاب ويرث ما يرثه الاب ويحجب من يحجبه واذا كان اي هذه الفروض اصطباء والموارث انما ترد ترد وتستحق وتستحق بعد نزع الديون التي على الميت لله او للادميين وبعد الاوصاف التي قد الميت بها بعد موته فالباقي عن ذلك هو التركة الذي يستحقه الورثة. وقد وقدم الوصية مع انها مؤخرة عند الاهتمام بشأنها لكون اخراجها شاقا عن الورث والا فالديون مقدمة عليها وتكون من رأس المال والوصية فانها تصح من الثلث فاقل الاجل الذي هو غير وارث واما غير ذلك فلا ينفذ فلا ينفذ الا باجازة ورثة. قال تعالى لحصن من الضلال ما الله به عليم لنقص العقول وعدم معرفتها وعدم معرفتها بما هو اللائق الاحسن في كل زمان ومكان فلا يدرون اي الاولاد او الوالدين انفع لهم واقرب لحصول مقاصدهم الدينية والدنيوية ونظرة واحدة الى عقول من يسمون انفسهم باهل العقول تدل على سفاهة العقول حتى ان احد من يزعم انه من عقلاء العالم يوصي بماله كله لكلبة ها فهذا اشبه ما يكون كلب يوصي لكلب. اين العقل؟ صدق الله. انهم الا كالانعام بل هم اضل والا يعقل الناس يموتون جوعا وهو يوصي لكلب او هرة لا تدرون ايهم اقرب لكم نفعا؟ نعم احسن الله اليكم ثم قال تعالى فريضة من الله ان الله كان عليما حكيما اي فرضها الله الذي قد احاط بكل شيء علما واحكم ما شرعه وقدر ما قدره على احسن في تقديم لا تستطيع العقول ان تقترح مثل احكامه الصالحة الموافقة لكل زمان ومكان وحال. ثم قال تعالى ولكم ايها الازواج نصف ما ترك ان لم يكن لهن نواد فان كان لهن نواد فلكم الربع مما تركن من بعد وصيته يوصين بها او دين ولهن الربع مما تركتم ان لم يكن لكم ولد. فان كان لكم ولد فلهن مما تركت من بعد وصية توصون بها او دين ويدخل في هذا مسمى الولد المشروط بوجوده او عدمه ولد صلب او ولد الابن الذكر والانثى الذي هو من الزوجة ومن غيره ويخرج عنه ولد البنات اجماعا. ثم قال تعالى اي من ام كما هي في بعض القراءات واجمع العلماء على ان المراد بالاخوة هنا الاخوة للام فاذا كان يورث ثلاثا اي ليس للميت والد ولا ولد اي لا اب والد ولا ابن ولا ابن ابن ولا بنت ولا بنت ابن وان نزلوا. وهذه هي الكاد كما فسرها بذلك ابو بكر الصديق رضي الله عنه. وقد حصل على ذلك الاتفاق ولله الحمد فلكل واحد منهما اي من الاخت من الاخ والاخت السدس فان كانوا اكثر من ذلك اي من واحد فهم شركاء في الثلث لا يزيدون على الثلث ولو زادوا عن اثنين ودل قنوطهم شركاء في الثلث ان ذكرهم وانثاهم سواء. لان لوطن الشريك يقصد تسمية ودل لفظ الكلالة على ان الفروع وان نزلوا الاصول روين عله يسقطون او يسقطون اولاد الام لان الله لم يورثهم لم يورثهم الا في الكلالة فلو لم يكن يورث كالة لم يرثوا منه شيئا اتفاقا الكلالة هو الرجل يموت ليس له اصل وارث ولا فرع وارث الكلال المقصود به رجل يموت ليس له اصل وارث ولا فرع وارث. نعم قال رحمه الله ودل قوله فهم شركاء في الثورة ان الاخوة الاشقاء يسقطون في مسألة المسماة بالحمارية وهي زوج زوج وام واخوة لام واخوة اشقاء للزوج النصف وللام ثلث وللاخوة وللاخوة للام الثلث. ويسقطون يشقون الله ضاعف الثلث للاخوة من الام فان شاركهم الاشقاء لكان جمعا لما والله لما فرق الله حكمه حكمه احسن الله اليكم. وايضا فان الاخوة اصحاب فروض واشقاء وعصبات وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم الحقوا الفرائض باهلها فما بقي في اليوم من رجل ذكر واهل الفروض هم الذين قدر الله انصابهم انصباءهم احسن الله في هذه المسألة لا يبقى بعدهم شيء فيسأل واشقاء هذا هو الصوم في ذلك؟ قد يقول قائل كيف يسقط الاخوة الاشقاء وهم اقرب من الاخوة لام نقول سقوطهم لحكمة والله جل وعلا علم قرب الاخوة من الام الاخوة لام من الانسان لذلك ورثهم بخلاف الاخوة الاشقاء نعم قال رحمه الله واما ميرات الاخوة والاخوات الاشقاء او لاب فمذكور في قوله يستترونك قل الله ممسككم بالكلالة الاية فان اخت واحدة شقيقة او لاب لها النصف لهما الثلثان والشقيقة واحدة مع الوقت للاب او الاخوات تأخذ النصف والباقي من الثنتين للاخت او اخوات الاب وهو الثلث تكملة تكملة الثلثين الاية يستفتون كقل الله يفتيكم اخر اية في النساء تسمى باية الصيف كما في صحيح الامام مسلم فهل يستفاد حكم الميراث القاسي المخالف للدين والمبعض والخنس والجد مع الاخوة لغير ام والعون والرد وذوي الارحام وبقية العصبة والاخوات لغير ام مع البنات او بنات الابن من القرآن ام لا؟ قيل نعم فيه تنبيهات واشارات دقيقة يعسو فهمها على غير المتأمل تدل على جميع المذكورات فاما القاتل مخالف الدين في عرف انهما غير وارثين من من بيان الحكمة الالهية في توزيع الماء على الورث بحسب قربهم ونفعهم الديني والدنيوي وقد اشار تعالى الى هذه الحكمة لا تدرون ايكم اقرب لكم نفعا وقد علم ان القاتل قد سعى الموروث باعظم الضرر فلا ينتهض ما فيه من موجب الارث ان يقاوم ضرر القتل الذي هو ضد النفع الذي رتب عليه الاثم فعلم من ذلك ان القتل اكبر مانع يمنع الميراث ويقطع الرحم الذي قال الله فيه مع انه قد استقرت القاعدة الشرعية ان من استعجل شيئا قبل اوانه عوقب بحرمانه. وبهذا ونحوه يعرف ان المخالف للموروث لا لا ارث له وذلك انه قد تعارض الموجب الذي هو تطنس بالموجب الموجب للارث والمانع هو الذي هو والمانع الذي هو المخالفة في الدين الموجبة من كل وجه فقوي المانع ومن ومنع موجب الارث الذي هو النسب ومنع موجب الارث الذي هو النسب فلم يعمل الموجب لقيام المانع يوضح ذلك ان الله تعالى قد جعل حقوق المسلمين اولى من حقوق الاقارب الكفار الدنيوية فاذا مات المسلم انتقل ماله الى من هو اولى واحق به فيكون قوله تعالى مقدمة على الاخوة النسبية المجردة. قال ابن القيم في وتأمل هذا المعنى في اية المواريث وتعليقه سبحانه بلفظ تزيدون المرأة كما في قوله تعالى ولكم نصف ما ترك ازواجهم اذان بان هذا التوارس انما وقع بزوجية مقتضية للتشاكل والتناسب والمؤمن والكافر لا تشاء كن بينهما ولا تناسبا فلا يقع بينهما التمارس. واسرار مفردات القرآن ومرتباته فوق عقول العالمين انتهى. قال واما فانه لا ولا يورثك اما كونه لا يورث فواضح لانه ليس له مال يورث عنه بل كل ما بل كل ما معه فهو لسيده لا يملك فانه لو ملك لكان لسيده وهو جبي من الميت. فيكون مثل قوله تعالى اذ ذكر مثل حظ الانثيين ولكم نصف وما ترك ازواجكم فلكل واحد منهما السدس ونحوها لمن يتأتى منه التملك واما الرقيق فلا يتأتى منه ذلك فعلم انه لا ميراث له. واما من بعضه حرم وبعضهم رقيب فانه تتبعض احكامه فما فيه من الحرية يستحق بها ما رتبه الله في المواريث. لكون ما فيه من الحرية قابلة للتملك وما فيه من الرقي فليس لذلك فاذا يكون بعض يرث ويورث ويحجب بقدر ما فيه من حرية. واذا كان العبد يكون محمودا ومذموما مثابا ومعاقبا بقدر ما فيه من واجبات لذلك فهذا كذلك. قال واما الخنثى فلا يخلو اما ان والمبعظ ينزل منزلة الحر في درجته فاذا كان المبعض اه ابنا ولكن بعضه حر فهو يأخذ نصف ما كان يأخذه الابن الحر نعم اي نعم اذا كان بعظه حر وبعظه عبد فانه ينزل منزلة الحر ثم يلصق على قدر تبعظه يعني مثال اشترى رجل عبدا مع اخر شراكة فاعتقه احدهم بنصيبه وبقي الاخر قال ما اعتق نعم احسن الله اليكم ثم قال رحمه الله واما الخنثى فلا يخلو اما ان يكون واضحا كنيته واضحا ذكوريته او انوثيته او مشكلة فان كان واضحا فالامر فيه واضح ان كان ذكرا فله حكم الذكور ويشمله النص الوارد فيهم. وان كانت انثى فلها حكم الاناث. وان كان مشكلا فان كان الذكر والانثى لا يختلف الاخوة للام فالامر فيه واضح وان كان يختلف وجهه بتقدير ذكوريته او بتقدير انوثيته لنا طريق للعلم بذلك لم نعطه اكثر التقديرين لاحتمال ظلم من معه ولم نعطه نقلا لاحتمال ظلمنا له فوجب التوسط بين الامرين وسلوك اعدل الطريقين. قال تعالى اعدلوا هو اقرب للتقوى فليس لنا طريق الى العدل في مثل هذا اكثر من هذا الطريق المذكور. ولا يكلف الله نفسا الا وسعها فاتقوا الله ما استطعتم. واما ميراث الجد مع الائمة اما اليوم اليوم يمكن ان يعلم الخنث المشكل بطريق الاطباء يفحصون يعلمون اي يعني الهرمونات اغلب والى ايهما اقرب؟ فحينئذ لا يبقى خنثى مشكل نعم الاخوة اشقاء او لاب او لام كما يحجبهم الاب وبيان ذلك ان الجد اب في غير موضع من القرآن لقوله تعالى اذ حضر يعقوب الموت وحسنة الدين فكانت هي تقول اه ان يجب عليك ان تشكر الله عز وجل على ما انعم عليك من جمال كان هو يقول ويجب عليك ان تصبري على الابتلاء الذي بلاك الله به. نعم هذا امر صحيح العلماء قد اجمعوا على ان الجدة حكمه حكم الاب عند عدمه في ميراثه مع الاولاد وغيره من بين الاخوة والاعمال وبنيهم وسائر احكام فينبغي ايضا ان ما حكمه وينبغي ايضا ان يكون حكمه حكمه في حجم ان يكون حكمه حكمه في حجب الاخوة لغير ام. يعني لذلك ابن عباس كان يقول جبل لزيد ها عجبا لزيد ينزله منزلة الاب ثم لا يعطيه ما يعطي الاب وكان مستعد على المباهلة. المسألتين الوحيدتين اللي اختلفوا العلماء من الصحابة في المواريث وما هتى. توريث الاخوة مع والصحيح ان الجد ينزل منزلة الاب فلا شيء للاخوة مع وجود الجد. لان الجد لو مات سيؤول المال الى الاخوة. فلماذا نعطيهم الان؟ هذا شيء. المسألة الثانية التي اختلف فيها السلف هي تقليل نسبة الام اذا كان هناك عدد من الاخوة لا يرثون. هل ينزلون قدرا وهم لا يرثون او لا مسألتان اختلف فيهما السلف من الصحابة رضوان الله عليهم. نعم. قال رحمه الله منزلة الاب واذا كان جد الاب مع ابن الاخ قد اتفق العلماء على انه يحجبه فلما لا يحجبه جدا جد الميت اخاه فليس مع من يورث الاخوة على الجد نص ولا اشارة ولازم بهم ولا قياس صحيح. واما مسائل العويد فانه يستفاد حكمها من القرآن وذلك ان الله تعالى قد فرض وقدر لاهل الموايت انصبا. وهم بين حالته ما ان يحجب ما يحجب بعضهم بعضا اولى فان حجب بعضهم بعضا فالمحجوم ساقط لا يزاحم ولا يستحق شيئا وان لم يحجب بعضهم وان لم يحجب بعضهم بعضا فلا يخلو اما الا تستدعي الفروض التركة او تستغرقها من غير زيادة ولا نقص. او تزيد الفروض على التركة. ففي الحالتين الاوليين كل يأخذ وفرضه كائن في الحياة الاخيرة وهي اذا زادت القروض على التركة فلا يخلو من حالين اما ان ننقص بعض الورس عن فرضه الذي فرضه الله له ونكب الباقين منهم فروضهم وهذا ترجيح بغير موجه وليس نقصان احدهم باولى من الاخر. فتعينت الحلثات وهو اننا نعطي كل واحد منهم بنصيب بقدر الامكان وان احاطط بينهم كديون الظلماء الزائدة على المال الغريم ولا طريق موصل الى ذلك الا بالعون فعلم من هذا ان العون في الارض قد بينه الله في كتابه بهذه الطريقة بعينها يمكن العول مثلا المسألة كانت من ستة. المسألة كانت من ستة فلما جمعنا الفروض صارت سبعة اذا المال على سبعة ويعطى كل واحد سهمه. هذا معنى العون. نعم. قال وبعكسه هذه الطريقة بينها يعلم الرد فان اهل الفروض اذا اذا لم تستغرق قروضه من التركة وبقي شيء ليس له مستحق من عاصم قريب ولا بعيد. فان رده على احدهم ترجيح غير موجه واعطاء غيرهم ممن ليس بقريب الميت كان يكون ميل وهو معرض لقوله فتعين ان يرد على اهل القروض بقدر قروضهم ولما كان الزوجان قرابة لم ويقضون من اقتضت حكمته وعدله وعدم توفيقه والله اعلم. احسنت بارك الله فيك. القراءة مع الشيخ عبد السلام. هنا ذكر قاعدة قال العلم بل علم بالتحريم شرط لكونها معصية معاقب عليها. هذه قاعدة مطردة تستحق الجيادة لم يستحق الزيادة على فرضه المقدر عند القائمين بعدم الرد الرد عليهم واما عن القول الصحيح ان حكم الزوجين حكم باقي الورثة في الرد فالدليل يكون شامل للجميع كما شملهم دليل العول. وبهذا يعلم ايضا ميراث ذوي الارحام فان الميت اذا لم يقلد صاحب فضل ولا عاصبا وبقي الامر زائرا بين الكون ماله لبيت المال لمنافع الاجانب. وبين كون ايمانه يرجع الى اقربائه المدنين بالواصل المجمع عليهم تعيان الثاني ويدل على ذلك قوله تعالى والارحام بعضهم اولى ببعضهم في كتاب الله فصرفوا لغيرهم ترك لمن هو اولى من غيره. فتعين توريث ذوي الارحام واذا تعين توريثهم فقد علم انه ليس له لهم نصيب مقدم بعيانهم في كتاب الله وان بينهم وبين الميت وسائط صاروا بسببها من الاقارب فينزلون منزلة من ادلوا به من تلك الوسائط والله اعلم يعني اه الخال ينزل منزلة الام وبنت البنت تنزل منزلة البنت. وابن البنت ينزل منزلة البنت وهكذا نعم. قال واما مرات بقية العصب كالبنوة والاخوة ومبانيهم والاعمال وبنيهم لاخيه فان النبي صلى الله عليه وسلم قال تعالى فاذا العقوبة خمس البنوة ثم الابوة ثم الاخوة بنوهم ثم العمومة وبنوهم ثم الولاء. ويقدم منهم نقم جهة فان كانوا في جهة واحدة فلا ازية فان كانوا ومنزلة واحدة فالاقوم هو الصغير فان تساووا من كل وجه اشتركوا والله اعلم واما كون الاخوات لغير لغير ام مع البنات او بنات الابن عصبات يأخذن ما عن فروضهن فلأنهن ليس في القرآن ما يدل على ان الاخوات يسقطن بالبنات. فاذا كان الامر كذلك وبقي شيء بعد اخذ البنات بردهن فانه يعطى للاخوات ولا اعدل ولا ولا يعدل عنهن الى عصبة ابعد منهن كابن الاخ والعم ومن هو ابعد منهم والله اعلم. قال تعالى تلك حدود الله ومن يطع الله يدخلون جنات تجريم تحت الانهار خالدين فيها الايتين. اي تلك التفاصيل التي ذكرها في المواريث حدود حدود الله التي يجب الوقوف معها. وعدم مجاوزتها ومعها في ذلك دليل على ان الوصية للوالدة منسوخة بتقديره تعالى انصبا الوارثين ثم قوله تعالى تلك حدود الله فالوصية نواة بزيادة على حقه يدخل في هذا مع قوله صلى الله عليه وسلم لا وصية لوارث ثم ذكر طاعة الله ورسوله من فوق ومعصيتهما عموما ليدخلا في العموم لزوم حدوده فرائض او ترك ذلك الوصية للوارث هذه المسألة خلافية بين الفقهاء والصحيح ان الوصية للوارث لا يجوز اذا كانت هذه الوصية بغير اذن الورثة ولغير معنى شرعي معتبر اما اذا كانت الوصية لمعنى المعتبر مثل كون الاب زوج ثلاثة من اولاده وبقي الرابع وهو على الموت. فوصى له بالثلث على الزواج ثم يشارك بقية الاخوة في المال الباقي فهذا امر واظح ان المعنى صحيح فينبغي على وراء ثاني يجيز وصية والدهم. اذا كانوا اذا كان الورثة لا يملكون ان يمنعوا والدهم من الوصية عد شرعا لا يملكون لانه يجوز للاب او للميت ان يوصي لمن ليس بوارث وليس للورثة الاعتراض فمن باب اولى الا يعترضوا اذا وصى والدهم لاحد الورثة لمعنى معتبر. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ثم ذكر طاعة الله ورسوله ومعصية الفرائض او ترك ذلك فقال ومن يطع الله ورسوله الذي اعظمه طاعة ما في التوحيد ثم الاوامر على اختلاف درجاتها واجتناب نهيه ما الذي يعظمه الشرك بالله ثم المعاصي على اختلاف طبقاتها يدخله جنات تجري من تحتها الانهار خالدين بها فمن ادى النوامر فلا بد له من دخول الجنة ونجاة من النار وذلك الفوز العظيم الذي حصل به النجاة من سخطه وعذاب والفوز بثوابه ورضوانه بالنعيم الذي لا يصفه الواصفون ومن يعص الله ورسوله الى اخره ويدخل باسم المعصية الكفر بما دونه من المعاصي فلا يكون فيها شبهة للخوارج القائمة بكفر اهل المعاصي ان الله تعالى رتب دخول الجنة على طاعته وطاعة رسوله ورتب دخول النار على معصيته فمن اطاعه طاعة تامة دخل الجنة بلا عذاب يدخل فيه الشرك كوب ما دونه دخل النار وخلد فيها ومن اجتمع فيه معصية وطاعة كان فيه من موجب الثواب والعقاب بحسب ما فيه من الطاعة والمعصية. وقد دلت النصوص وهو متواتر على ان الموحدين الذين معهم طاعة التوحيد غير مقلدين في النار فما معهم من التوحيد مانع لهم من الخلود فيها. قال تعالى واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا اربعة منكم الايتين اي النساء اللاتي يأتين الفاحشة اي ازدنا فاصفها بفاحشة لشناعتها وقبحها فاستشهدوا عليهن اربعة منكم اي من رجالكم ومن العدول فان شهدوا امسكونا في البيوت احبسوهن عن خروج موجب للريبة وايضا فان الحبس من جملة العقوبات حتى يتوفاهن الموت وان هذا منتهى الحبس او يجعل الله لهن سبيلا اي طريقا غير الحبس في البيوت فهذه الاية ليست منسوخة فانما هي مغياء مغيات الى ذلك الوقت. فكان الامر في اول الاسلام كذلك حتى جعل الله له وهو رجم المحصن والجلد غير وجلد غير المحصن. هذا على قول من قال ان المقصود بالفاحشة هنا الزنا. ومن قال من اهل العلم ان الاية ليست فانه يقول ان المقصود بالفاحشة هنا السحاق وهي ان تأتي المرأة المرأة فهذا حكمها انها تمنع من مثيلاتها من النساء فتكون الاية ليست في الزنا ولا في الزواني ولا في الزانيات نعم. قال وكذلك اللذان يأتيانها اي الفاحشة منكم يرجع للنساء فآذوهما بالقول والتوبيخ والتعيير والضرب الراجع عن هذه الفاحشة. فعلى هذا يكون رجال اذا فعلوا وفاحشة يؤذون والنساء يحبسن ويؤذين فالحبس غايته للموت والاذية نهايتها الى التوبة والاصلاح ولهذا قال فان تاب اي رجع عن الذنب الذي فعله وندم عليه وعزم على الا يعود واصلح العمل الدال على صيغ التوبة فاعرضوا عنهما اي عن اذاهما وكان توابا رحيما اي كثير التوبة على المذنبين الخطائين عظيم الرحمة والاحسان الذي الذي من احسانه يوفقهم للتوبة وقبلها منهم وسامحهم عما منهم كذلك في قوله اللذان يأتيانها منكم ذكر بعض المفسرين ان المقصود به عقوبة اللواط. نعم قال ويؤخذ من هاتين ان بينة الزنا لابد ان تكون اربعة رجال مؤمنين او من باب اولى واحرى الصراط عدالة من الله تعالى شدد في هذا في امر هذه سترا لعباده حتى انه لا يقول فيها النساء ولا مع الرجل وما ولا مع دون اربعة ولا بد من التصليح بالشهادة كما دلت على ذلك الاحاديث الصحيحة اليه هذه الاية ايما قال فاستشهدوا عليهن اربعة منكم مما يكتفي بذلك حتى قال فان شهدوا اي لابد من شهادة صريحة عن امر تشاهد عيانا من غير تعليم ولكن ويؤخذ منهما ان الاذية بالقنوافع والحبس قد شرعه الله تأجير الجنس في المعصية التي يحصل بها الزجر. قال تعالى انما التوبة على الله الذي يعمل مستوى بجهاز ثم يتوبون من قريب لآيتين. فأخبر هنا ان توبة مستحقة على الله حقا على نفسه كرما منه وجودا لمن عمل السوء اي المعاصي بجهاد اي جهالة منه لعاقبتها وايجابها سخط الله وعقابه وجهل وجهل منه لنظر الله ومراقبته الى وجهل منه بما تؤول اليه من نقص الايمان واعلامه فكن معاصي لله بهذا الاعتبار وان كان عاليا بالتحريم بل العلم وبالتحريم شرط لكونها معصية معاقبة معاقب عليها ثم يتوبون من قريب يحتمل ويكون المعنى ثم قبل معاناة الموت فان الله يقول وتوبة العبد اذا تاب قبل معاينة الموت ومن عذاب والعذاب قطعا. واما بعد حفر الموت فلا يقبل من العاصين توبة ولا من الكفار الرجوع كما قال تعالى عن فرعون فلما ادركه الغرق قال امنت انه لا اله الا الذي امنت به بنو اسرائيل وانا من المسلمين الاية وقال تعالى ايمانهم لما رأوا بأسنا سنة الله التي قد خلت في عباده. وقال هنا للذين يعملون السيئات اي المعاصي فيما دون الكفر حتى اذا حضر احدهم الوقت قال اني تبت الان ولا الذين يموتون وهم كفار اولئك اعتدنا لهم عذابا اليما وذلك ان التوبة في هذه توبة اضطرار لا تنفع صاحبها انما تنفع توبة انما تنفع توبة الاختيار ويحتمل ان يكون معنى قوله من قريب اي قريب من فعله للذنب الموجب يكون المعنى ان من بادر الى الاقلاع من حين صدور الذنب واناب الى الله وندم عليه فان الله يتوب عليه بخلاف من استمر على ذمه واصب على عيوبه حتى واسقة فانه يعثر عليه ايجاد التوبة التامة والغالب انه لا يوفق للتوبة ولا يؤثر لاسلامها كالذي يعمل الصوم على علم قائم ويقين متهاون بنظر الله اليه فانه يسد على نفسه باب الرحمة. نعم قد يوفق العبد عبد قد يوفق الله عبده المصر على الذنوب عن عبد ويقين للتوبة التي يمحو بها اما سلف من سيئاته وما تقدم من جناياته ولكن الرحمة والتوفيق للاول اقرب. ولهذا ختم الاية الاولى بقوله وكان الله حكيما فمن علمه انه يعلم صادق التوبة وكاذبها فيجازي كلا منهما بحسب ما استحق بحكمته ومن حكمته ان يوفق من اقتضت حكمته ورحمته وتوفيقا حتى تبذل له شيئا من ميراث قريبه او من صداقها وكان الرجل ايضا يعض يعضل زوجته التي يكون يكرهها ليذهب ببعض ما اتى بنى الله المؤمنين عن جميع هذه الاحوال الا حالتين اذا رضيت واختارت نكاح قريب زوجها الاول كما هو مفهوم قولها كرها واذا اتينا بفاحشة مبينة كزنا والكلام الفاحشي واذيتها لزوجها فانه في هذه الحال يجوز له ان يعدلها عقوبة لا على فعلها لتبتدئ منه اذا كان عطلا بالعدل. ثم قال بالمعروف ولا يشمل المعاشرات القولية والفعلية فعلى الزوجان عائشة زوجته بالمعروف من الصحبة الجميلة وكف الاذى وبذل الاحسان وحسن المعاملة ويدخل في ذلك النفقة والكسوة ونحوهما فيجب على الزوج لزوجته المعروف من مثله لمثلها في ذلك الزمان والمكان وهذا يتفاوت بتفاوت الاحوال. فان كرهتموهن فعسى ان تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا. ينبغي لكما يا ايها الازواج ان تمسكوا زوجاتكم مع الكراهية لو ان في ذلك خيرا كثيرا. من ذلك امتثالا لله وقبول وصيته التي بها سعادة الدنيا والاخرة منها ان اجباره نفسه ومع عدم محبته لها فيه مجاهدة النفس والتخلق بالاخلال الجميلة. وربما ان الكراهة تزول وتخلفها المحبة ما هو الواقع في ذلك؟ وربما رزق منها ولدا صالحا نفع والديه في الدنيا والاخرة. وربما ان يكون الانسان يكره امرأة فيطلقها فيبتلى باشد منها فيبتلى باشد منها ولذلك ينبغي للانسان ان لا يكون مطلقا كما هو حال بعض الناس. كلما تزوج وكره امرأة طلقها. يصبر هذا يذكرني بقصة ان احد الصالحين كان ذميم الخلقة رزقه الله زوجة جميلة حسنة الخلقة وهذا خطأ عظيم اذا رأيت من المرأة ما يدعوك الى التمسك بها دينا وخلقا فلا ينبغي ان تفارقها لاخلاق سيئة اخرى نعم قال وهذا كل مال كان في الامساك وعدم المحظور فان كان لا بد من الفراق وليس للامساك محل فليس الامساك بلازم بل متى اردتم استبدال زوج مكان تطليق زوجة وتزوج اخراي فلا جناح عليكم في ذلك ولا حرج ولكن اذا اتيتم احداهن المفارقة او التي زوجها قنطارا مالا كثيرا فلا تأخذوا منه وشيئا بل وفروه لهن ولا تمطروا ولا تمطلوا بهن وفي هذه الاية دلالة على اداب تحريم كثرة المهر مع ان الافضل واللائق التي جاء بالنبي صلى الله عليه وسلم في تخفيف المهر ووجه الدلالة ان الله اخبر عن امر يقع منهم ولم ينكروا عليه فدل على عدم تحريمه. لكن قد ينهى عن كثرة الصداقات منافسة دينية وعدم مصلحة تقاوم ثم قال اتأخذونه بهتانا واثما فان هذا لا يحل ولو تحل ولو تحيلتم عليه بانواع فان اسمه واضح. وقد بين حكمة ذلك بقوله وكيف تأخذونه وقد قضى بعضكم الى بعض واخذنا منكم ميثاقا غليظا وبيان ذلك نزود قبل من نكاح محرمة على الزوج ولم ترضى بحلها له الا بذلك المهر الذي يدفعه لها. فاذا دخل بها وافضى اليها وباشرع مباشرة التي كانت حراما قبل ذلك والتي لم ترضى ببذلها الا بذلك العوض فانه قد استوف قد استوفى المعوض فثبت عليه العوض فكيف يستوفي ثم بعد ذلك يرجع على العوظ. هذا من اعظم الظلم والجور وكذلك اخذ الله عن الازواج ميثاقا غليظا بالعقد والقيام بحقوقها ثم قال تعالى ولا تنكحوا ما نكح ابائكم من النساء الا ما قد سلف انه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا اي لا تتزوج من النساء ما تزوجهن اباؤكم اي ابو ان على انه كان فاحشة امرا قبيحا يفحشها ويعظم قبحه ومقتا من الله لكم ومن الخلق بل يمقت بسبب ذلك الابن اباه والاب ابنه مع الامر ببره ساء سبيلا بئس الطريق طريقا لمن سلكه لان هذا من عوائد الجاهلية التي جاء الاسلام بالتنزه عنها والبراءة منها قوله تعالى حرمت عليكم امهاتكم وبناتكم واخواتكم وعماتكم الايات هذه الايات الكريمات مشتملات على المحرمات بالنسب والمحرمات بالرضاء والمحرمات بالصهر والمحرمات الجمعية ونحال المحللات من النساء. فاما المحرمات فان سبهن السبع اللاتي ذكرهن الله الام يدخل فيها كل من لها عليه ولادة وان بعودة ويدخل في البنت ومن لها من لك عليها ولادة والاخوات لاب او لام. والعمة كل اخت لابيك او لجدك وان علا والخالة اوك كل اخت لامك واو جدتك وان علت وارثة ام لا وبنات الاخ وبنات الاخت اي وان نزلت. فهؤلاء هن المحرمات من النسب باجماع العلماء كما هو نص الاية الكريمة وما يدخل في قوله واحل لكما وراء ذلكم وذلك ببنت العمة والعم وبنت الخالة والخالة واما المحرمات بالرضاع فقد ذكر الله منهن الام والاخت وفي ذلك تحريم الام مع ان اللبن ليس لها انما هو لصاحب اللبن دل بتنبيهه لان صاحب اللبن يكون ابا للمرتضع. فاذا ثبتت الابوة والاموة ثبت ما هو فرع عنهما كاخواتهما واصولهما وفروعهما وقال صلى الله عليه وسلم يحرم من رضاءه ما يحرم من نسبه ينتشر والتهريب من جهته المرضعة ومن له اللبن كما ينتشر في الاقارب وفي الطفل المرتضع الى ذريته فقط لكن بشرط ان الرضاعة خمس رضعات في الحولين كما بينت السنة. واما المحرمات بالصير فهن اربع حلائل ولا اباء وان علوا حلائل الابناء وان نزلوا وارثين او امهات الزوجة وان علونا فهؤلاء الثلاث يحرمن بمجرد العقد والرابعة الراببة وهي بنت زوجته وان نزلت فهذه لا تحرم حتى يدخل ابي زوجها كما قال هنا ورباي بكم اللاتي في حجركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن الاية. وقد قال الجمهور ان قوله الاتي في حجوركم قيد خرج مخرج في الغالب لا مفهوم له فان الرميمة ستحرم ولو لم تكن في حجره ولكن للتغريد بذلك فائدتان. احدهما فيه التمييز على الحكمة في تحريم الربيبة وانها كانت منزلة البنت فمن المستقبح اباحتها والثانية فيه دلالة على جواز الخلوة بالربيبة. وانها بمنزلة من هي في حجره من بناته ونحوهن والله اعلم واما المحرمات بالجمع فقد ذكر الله الجمع فينبغي على الانسان ان يعامل ربيباته ان يعاملهن معاملة البنات هذه الفائدة من هذه الاشارة ولا خير في رجل لا يعامل ربيبته ربيبة بناته. نعم واما المحرمات بالجمع فقد ذكر الله بالجمع بين الاختين وحرمه وحرم النبي صلى الله عليه وسلم جمع بين المرأة والمرأة وعمتها وخالتها فكل امرأتين بينهما محرم لو قدر احدهما ذكرا والاخرى حرمت عليه فانه يحرم الجمع بينهما وذلك لما في ذلك من اسباب التقاطع بين الارحام ومن المحرمات في النكاح المحصنات من النساء ذوات الازواج فانه يحرم نكاحهن ما دون في ذمة الزوج حتى تبلغ وتنقضي عدتها الا ما ملكت ايمانكم ايس اي بالسب فاذا سبيت الكافرة ذات الزوج حلت للمسلمين بعد ان تستبرأ واما اذا بيعت الامة المزوجة او وهبت فانه لا نكاحها لان المالك الثاني نزل منزلة الاول ولقصة بريرة حين خيرها النبي صلى الله عليه وسلم. وقوله كتاب الله عليكم ما يلزمه واهتدوا به فان فيه شفاء يرى فيه تفصيل الحلال والحرام. ودخل في قوله واحل لكم ما وراء ذلك كلما لم يذكر في هذه الاية فانه حلال طيب في الحرام ليس له حد ولا حصر من الله تعالى ورحمة وتيسيرا للعباد. وقوله وان تبتغوا باموالكم اي تطلبوا من وقع عليه نظركم واختياركم الى الاتي اباحهن الله حالة كونكم محصنين اي مستعفين عن الزنا ومعفين نسائكم غير مسافحين والسحر سفح الماء في الحلال والحرام فان الفاعل ذلك لا يحصل زوجته لكونه وضع شهوته في الحرام فتضعف داعيته للحلال فلا يبقى محسنا لزوجته. وفيها دلالة على انه لا تزوج غير العفيف في قوله تعالى الزاني لا ينكح ذا الا زانية او مشركة والزانية لا ينكحها الا زان او مشرك. يعني هنا سؤال واحل لكم ما وراء قد يقول قائل لا يجوز للرجل ان يتزوج بين المرأة ان يجمع بين المرأة وعمتها وبين المرأة وخالتها والاية واحل لكم ما وراء ذلكم. المقصود واحل لكم ما وراء ذلك ذلكم مما لم يذكر لكم. وقد النبي صلى الله عليه وسلم تحريم الجمع بين المرأة وعمتها وبين المرأة وخالاتها. فالحصر موجود واحل لكم ما وراء ذلكم مما لم يذكر لكم لا من قبلنا ولا من قبل نبينا. نعم قوله تعالى فما استمتعتم به منهن اي من تزوج اي من تزوجتموهما اي من تزوجتموها فاتوهن اجورهن الى الجور في مقابلة الاستمتاع لهذا اذا دخل الزوج بزوجته تقر عليه صداقها فريضة اي اتيانكم اياهن اجورهن فرض فرضه الله عليكم. ليس بمنزلة التبرع الذي ان شاء الله ان شاء رده معنى قوله فريضة اي مقدرة قد قدرتموها فوجبت عليكم فلا تنقصوا منها شيئا. ولا جناح عليكم فيما فيما تراضيتم به من بعد الفريضة بزيادة من الزوج او اسقاط من الزوجة عن رضا وطيب نفس هذا قول كثير من المفسرين وقيل وقال كثير منهم انها نزلت في متعة النساء التي كانت حلالا في اول الاسلام ثم حرمها النبي صلى الله عليه وسلم وانه يؤمر بتوقيتها واجرها. ثم اذا انقضى الامد الذي بينهما فتراضي بعد الفريضة فلا حرج عليهما الله اعلم ان الله كان عليما حكيما اي كامل العلم وسواسعه كامل الحكمة فمن العلم وحكمته شرع لكما الشرائع وحد لكم هذه الحدود الفاصلة بين الحلال والحرام ثم قال تعالى ومن لم يستطع منكم قول زنا ومشقة كثيرة فيجوز له نكاح اي ماء المملوكات المؤمنات. وهذا بحسب ما يظهر الا فالله اعلم بالمؤمن الصادق من غيره فهو امور الدنيا مبنية على ظواهر الملوك واحكام الاخرة مبنية على ما في البواطن. اي ولو كنا اماما فانه كما يجب المهر للحرة فكذلك يجب للامة. ولكن لا يجوز نكاح الاماء الا اذا كن محصنات اي عفيفات عن الزنا غير مسافعات اي نيات علانية ولا متخذة تقدان اخلاء في السر. فالحاصل انه لا يجوز للحر المسلم نكاح امة الا باربعة شروط ذكرها الله الايمان بهن والعفة ظاهرا وباطنا. الايمان بهم يعني وجود الايمان فيهن. يعني كونها مؤمنة. نعم والعفة ظاهرا وباطنا وعدم استطاعته قول الحرة وخوف العنت فاذا تمت هذه الشروط جاز له نكاحهن ومع هذا فالصبر عن نكاحهن افضل لما فيه من تعريظ الاولاد للرق ولما فيه من الدناءة والعيب وهذا اذا انكر الصبر فان لم يمكن الصبر عن الحرام الا بنكاحهن وجب ذلك ولهذا قال وان تصبروا خير لكم والله غفور رحيم الذي يمكن تنصيفه والجلد فيكون عليهن خمسون جلدة واما الرجل فليس على الامام رجم لانه لا يتنصف. فعلى القول الاول اذا لم يتزوجن فليس عليهن حد انما عليهن تعذير يردعهن في الفاحشة والقول الثاني ان الامام غير المسلمات اذا فعلن فائشة ايضا عزل وختم هذه الاية بهذين الاسمين الكريمين الغفور والرحيم لكون هذه الاحكام رحمة بالعباد وكرما واحسانا اليهم فلم يضيق عليهم بل وسع غاية السعة ولعل في ذكر المغفرة بعد ذكر الحد اشارة الى ان الحدود كفارات. يغفر الله بها ذنوب عباده كما ورد ذلك في الحديث. وحكم العبد وحكم العبد الذكر في الحد حكم العبد الذكر. احسن الله اليك. وحكم العبد الذكر في الحد المذكور حكم الامة لعدم الفارق بينهما قوله تعالى يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم الايتين العظيمة من حيث الجسيمة حسن تربية لعباده المؤمنين وسهولة دينه فقال يريد الله لكم ولجميع ما تحتاجون الى بلاده من الحق والباطل والحلال والحرام. ويهديكم سر الذين من قبلك من الذين انعم الله عليهم واتباعهم في سيرهم حمدوا افعالهم كاملة وتوفيقهم التام فلذلك نفذ ما اراده ووضح لكم وبينه كما بين لمن قبلكم وهداكم هداية عظيمة في العلم والعمل عليكم ان يلطف يلطف بكم في احوالكم وما شرعه لكم حتى تتمكنوا من الوقوف على ما حده الله والاكتفاء بما حله فتقل ذنوبكم بسبب ما يسر الله عليكم فهذا من توبته على عباده ومن توبته عليهم انهم اذا اذنبوا فتح الله لهم ابواب الرحمة واوزع قلوبهم بالانابة اليه وتذلل بين يديه ثم يتوب عليهم ولما وفقهم له فله الحمد والشكر على ذلك. وقوله والله عليم حكيم لكامل العلم احكام الحكمة فمن علمه ان علمكم ما لم تكونوا تعلمون الاشياء والحدود ومن حكمته انه يتوب على من اتضحت حكمته ورحمته التوبة عليه. ويخذل من اقتضت حكمته وعله ان لا ان لا يصلح للتوبة وقوله والله يريد ان يتوب عليكم اي توبة تلم شعثكم وتجمع وتفرقكم وتقرب بعيدكم ويريد الذين يتبعون الشهوات يميلون معها حيثما يقدمون على ما فيه رضا محبوبهم ويعبدونهم ويعبدون اهواءهم من اصناف الكفرة والعاصين المقدمين لاهوانهم على طاعة ربهم فهؤلاء يريدون ان تميلوا ميلا عظيما اي تنحرفوا عن الصراط المستقيم الى صراط المغضوب عليهم والضالين ويريدون ان يصفوكم عن طاعة الرحمن الى طاعة الشيطان. وعن التزام حدود من من السعادة كلها في امتثال اوامره الى من الشقاوة كلها باتباعه فاذا عرفتم ان الله يأمركم بما فيه صلاحكم وفلاحكم ان هؤلاء المتبعين شهواتهم يأمرونكم بما فيه غاية الخسائر والشقاء فاختاروا لانفسكم اولى الداعيين وتخيروا احسن الطريقين. يريد الله ان يخفف عنكم البسهولة ما امركم به وما نهاكم عنه ثم مع حصول المشقة لبعض الشرع اباح لكم ما تقتضي حاجتكم كالميتة والدم ونحوها ونحوها المضطر وكتزوج الامة تلك الشروط السابقة وذلك لرحمته التامة واحسانه شامل علمه وحكمته بضعف الانسان من جميع الوجوه ضعف البنية وضعف الارادة وضعف العزيمة وضعف الايمان وضعف الصبر مناسب ذلك ان يخفف والله عنه ما يضعف ما يضعف عنه وما لا يطيقه ايمانه وصبره وقوته. يا ايها الذين امنوا لا كلوا اموالكم بينكم بالباطل الا ان تكون تجارة الاية ينهى تعالى عباده ان يكونوا اموالهم بينهم الباطل وهذا يشمل اكلها والسرقات واخذها بالقمل والمكاسب الرديئة لعله يدخل في ذلك اكل ما لنفسك على وجه البطر والاسراف. لان هذا من الباطل وليس من حقها ثم ان ثم انه لما حرم اكلها بالباطل اباح لهم اكلاب التجارات والمكاسب الخالية من المواعي المشتملة على الشروط من التراضي وغيره. ولا تقتلوا انفسكم الى اية لا يقتل بعضكم بعضا ولا يقتل الانسان نفسه ويدخل في ذلك لقاء نفس الاخطاء المفضية الى التلف والهلاك ان الله كان بكم رحيما ومن رحمة انه ومن رحمته انصانا نفوسكم واموالكم ونهاكم عن اضاعتها واتلافها ورتب على كما رتبه من الحدود وتأمل هذا الاجازة والجمع في قوله لا تأكلوا اموالكم ولا تقتلوا انفسكم. كيف شمل اموال غيرك ومال نفسك وقتل نفسك غيرك بعبارة اقصر من قوله لا يأكل بعضكم مال بعض ولا يقتل بعضكم بعضا. مع قصور هذه العبارة على مال الغير ونفس الغير مع ان طافت الاموال والانفس الى عموم المؤمنين فيه دلالته على ان المؤمنين فيه توادهم وتراحمهم وتعاطفهم ومصالحهم كالجسد الواحد. حيث كان الايمان يجمعهم على الدينية والدنيوية. ولما نهى عن اكل الاموال بالباطل التي فيها غاية الضر عليهم على الاكل ومن اخذ ومن اخذ ماله اباح لهم ما في مصلحة من انواع المكاسب والتجارة وانواع الحرف والايجارات فقال الا ان تكون تجارة عن تراضي منكما فانها مباحة لكم وشرط التراضي مع كونها تجارة لدلالة انه يشترط ان يكون العقد غير عقد الربا لان الربا ليس من التجارة بل مخالف لمقصودها وانه لابد ان يرضى كل من المتعاقدين ويأتي به اختيارا وبتمام الرضا ان يكون المعقود عليه معلوما لانه اذا لم يكن كذلك لا يتصور الرضا مقدورا على تسليمه لانه غير ان الغير مقدور عليه شبيه ببيع القمار فبيع الغر بجميع انواعه خال من الرضا فلا ينفذ عقده. وفيها انه تنعقد العقود بما دل من قول او فعل لان الله شرط الرضا باي طريقة باي طريق حصل الرضا انعقد به العقد. ثم ختم الايات بقوله ان الله كان بكم رحيمنا من رحمته ان عصم دماءكم واموالكم وصانها ونهاكم عن انتهاكها. ثم قال من يفعل ذلك يكره الاموال بالباطل وقتل نفوسه عدوانا وظلما الى جهل كان فسوف ينص له نار اي عظيمة كما يفيد التنكير وكان ذلك على الله يسيرا. ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما وهذا من فضل الله واحسانه على عباده المؤمنين وعدهم انهم اذا اتبعوا الكبائر الملهيات غفر لهم جميع الذنوب والسيئات وادخلهم مدخلا كريما كثيرا وهو الجنة المعتملة على ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ويدخل في ائتنام الكبائر فعل فعل الفرائض التي التي يكون تاركها مرتكبا كبيرة كالصلوات الجمعة ورمضان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم الصلوات الخمس والجمعة والجمعة رمضان الا رمضان مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر. واحسن ما حدث واحسن ما حدت به الكبائر ان الكبيرة ما فيه حد في الدنيا او وعيد في الاخرة او نفي ايمان او ترتيب لعنة او غضب قوله تعالى عن ان يتمنى بعضهم ما فضل الله به غيره من الامور الممكنة وغير الممكنة. فلا تتمنى النساء خصائص الرجال التي بها فضلهم الله والاصعب والفقر والنقص حالة الغنى والكمال لتمني مجردا لان هذا هو الحسد بعينه اياها ولانه يقتضي السخط على قدر الله والاخلاد للكسل والامان الباطلة التي لا يقتن بها عمل ولا كسب. وانما المحمود عمران ان يسعى العبد على فبقدرتهم ما ينفع من مصالح الدينية والدنيوية ويسأل الله تعالى من فضله فلا يتكل على نفسه ولا على غير ربه ولهذا قال تعالى مما اكتسبوا اي من اعمال منتجة المطلوبة للنساء نصيب مما اكتسبن فكل منهم لا يناله غير ما كسبه وتعب فيه. واسألوا الله من فضله من جميع مصالحكم في الدين والدنيا فهذا كمال العبد وعنوان سعادته فلا لا من يترك العمل او يتكل على نفسه غير مفتقرا لربه او يجمع بين الامرين فان هذا مخذول خاسر. وقوله ان الله كان بكل شيء علي مهيئ من يعلمه اهلا لذلك ويمنع من يعلمه غير مستحق ولكل جعلنا ما ترك الوالدان والاقربون الاية اي ولكل من الناس جعلنا موالي ان يتولونه ويتولاهم بالتعز والنصرة والمعاونة على الامور ترك الوالدان والاقربون هذا يشمل الفروع والحواشي هؤلاء الموالي من القرابة. ثم ذكر نوعا اخر من الموالي فقال والذين عقدت ايمانكم اي حال بما عقدتم معه من عقد المخالفة على النصرة والمساعدة والاشتراك بالاموال وغير ذلك. وكل هذا من نعم الله على عباده حيث كان الموالي يتعاونون بما لا عليه بعضهم مفردا قال تعالى فاتوا بنصيبا ايات والموالي نصيبهم الذي يجب القيام به من النصرة والمعاونة والمساعدة على غير معصية والميراث لاقارب للاقارب الادنين من الموالي. ان الله كان على كل شيء شهيدا. اي مطلع على كل شيء بعلمه جميع الامور وبصره لحركات عباده وسمعه لجميع اصواتهم قوله تعالى الرجال قوامون على النساء ما فضل الله بعضهم على بعض الا يخبر تعالى ان الرجال قوام على النساء اي قوام عليهن بالزامهن بحكم الله تعالى بالمحافظة على فرائضه المفاسد والرجال عليهم ان يلزموهن بذلك وقوام عليهم ايضا بالانفاق عليهن والكسوة والمسكن. ثم ذكر السبب الموجب لقيام الرجال عن النساء فقال بعضهم على بعضهم بما انفقوا من اموالهم وافضالهم عليهن فتفضيل الرجال عن النساء من وجوه متعددة من كون الولايات مختصة بالرجال النبوة والرسالة واختصاص بكثير من عباداتك الجهاد والاعياد والجمعة بما خصهم الله تعالى من العقل والرزانة والصبر والجلد الذي ليس للنساء مثله وكذلك خاصة بالنفقات على الزوجات بل وكثير من النفقات يختص بها الرجال ويتميزون عن النساء معنى هذا سر قوله بما انفقوا وحذف المفعول ليدل على علوم عموم النفقة لما من هذا كله ان الرجل كالوالي والسيد لامرأته وهي عنده عانية اسيرة خادمة فوظيفته ان يقوم مما استرعاه الله به. ووظيفة والقيام بطاعة ربها وطاعة زوجها فلهذا قال فالصالحات قانتات مطيعات لله تعالى حافظة للغيب مطيعات لازواجهن حتى في الغيب تحفظ بعلها بنفسها وما الف وذلك بحفظ الله لهن وتوفيقه لهن لا من انفسهن فان النفس امارة بالسوء ولكن من توكل على الله كفاه الله ما اهمه من امر ودنياه ومما يؤكد ان الرجل بالنسبة لامرأته كالوالي والسيد لامرأته ما جاء في القرآن. ماذا قالت امرأة العزيز؟ قال الف يا سيدها لدى الباب سيدها لدى الباب. لماذا قال سيدها؟ دليل ان المرأة يجب ان تنظر الى زوجها انه سيدها. نعم. ثم قال ولا تي تخافون يدفعون عن طاعة ازواجهن بان تعصيه بالقول او بالفعل فانه يؤدبها بالاسفل فالاسفل ببيان حكم الله تعالى في طاعة الزوج معصيته والترغيب في الطاعة وتغيب المعصية فان فذلك المطلوب والا فيجرها الزوج في مضجع بالا يضاجعها ولا يجامعها بمقدار ما يحصل به المقصود الا ضربها ضربا غير مبرح فان حصل المقصود بالواحد منها اذمروا واطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا فقد حصل لكم ما تحبون. فاتركوا معاتبتها على الامور الماضية والتنقيب عن العيوب التي يضر ذكرها ويحدث بسببه الشر وان الله كان عليا كبير اي له العلو المطلق بجميع الوجوه والاعتبارات. علو الذات وعلو القدر وعلو القهر الكبير الذي لا اكبر منه ولا جل ولا اعظم والصفات وان خفتم شراغبين حتى يكون كل منهما في الشق فبعثه حكى من اهله وحكى من اهلها لرجلين مكلفين مسلمين عدلين عاقلين يعرفان ما بين الزوجين ويعرفان الجمع والتفريغ وهذا مستفاد من لفظ الحكم لانه لا يصلح حكما الا من اتصل بتلك الصفات فينظران وما ما ينقم كل منهما على صاحبه ثم يلزمان كل منهما ما يجد فان لم يستطع ذلك قنع الزوج الاخر بالرضا بما تيسر من الرزق والخلق ومهما امكنهما الجمع والاصلاح فلا يعدل عنه فان وصلت حاله لانه لا يمكن اجتماع ما اصلحهما الا على وجه المعاداة والمقاطعة الله وريان التفريق بينهما اصلح وفرق بينهما لا يشترط رضا الزوج كما يدل عليه ان الله عليه ولهذا قال ان يريد اصلاحا يوفق الله بينهما بسبب الرأي ميمون والكلام الذي يجذب القلوب ويؤلف بين قرينين ان الله كان عليما خبيرا جميع ظواهر الباطن مطلع على خفايا الامور واسرارها من علمه فمن فمن علمه وخبره ان شرع لكم هذه الاحكام الجليلة والشرائع الجميلة احسنت بارك الله فيك نكتفي بهذا ان شاء الله غدا بعد صلاة العصر مباشرة وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين سبحان الله وبحمدك نشهد ان لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك شكر الله لكم