الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد نبدأ هذا المجلس في تعليقنا وقراءتنا لكتاب تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد وكنا قد وقفنا على الباب الثلاثين باب قول الله تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله ونبدأ على بركة الله ونسأله جل وعلا العلم النافع والعمل الصالح. نعم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولمشايخه وللمسلمين والمسلمات يا رب العالمين. قال الشيخ العلامة سليمان بن الشيخ عبدالله بن شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب في كتاب بتيسير العزيز الحميد باب قول الله تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله لما كانت محبة الله سبحانه هي اصل دين الاسلام الذي يدور عليه قطب راحاه فبكمالها يكمل الايمان وبنقصانها لا ينقص توحيد الانسان. نبه المصنف رحمه الله على وجوبها على الاعيان. ولهذا جاء في الحديث احبوا الله لما يغدوكم من نعمه رواه الترمذي والحاكم وفي حديث اخر احبوا الله بكل قلوبكم. وفي حديث معاذ بن جبل في حديث المنام واسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربني الى حبك. رواه احمد والترمذي وصححه. وما احسن ما قال ابن القيم في وصفها هي المنزلة التي يتنافس فيها والى عملها شمر السابقون. وعليها تفانى وعليها تفانى المحبون فهي قوت القلوب وغذاء الارواح وقرة العيون وهي الحياة التي من حرمها فهو من جملة الاموات والنور الذي من فقده ففي بحار الظلمات والشفاء الذي من عدمه حلت بقلبه جميع الاسقام واللذة التي من لم يظفر بها فعيشه كله هموم والام. وهي رح الايمان والاعمال والمقامات والاحوال التي متى خلت منها فهي كالجسد الذي لا روح فيه. تحمل اثقال السائلين الى بلاد لم الا بشق الانفس بالغيها وتوصلهم الى منازل لم يكونوا ابدا بدونها واصليها. وتبوأهم من مقاعد الصدق مقامات لم يكونوا لولا هي داخليها تالله لقد ذهب اهلها بشرف الدنيا والاخرة. وقد قضى الله تعالى يوم قدر مقادير الخلائق بمشيئته وحكمته البالغة ان المرء مع من احب فيا لها من نعمة على المحبين سابغة. تالله لقد سبق القوم للسعادة وهم على ظهور الفرش نائمون ولقد تقدموا الركب بمراحل وهم في مسيرهم واقفون. واجابوا مؤذن الشوق اذ نادى بهم حي على الفلاح نفوسهم في طلب الوصول الى محبوبهم. وكان بذلهم بالرضا والسماح. وواصلوا اليه المسير بالادلاج والغدو والرواح والله لقد حمدوا عند الوصول مسراهم وشكروا مولاهم على ما اعطاهم وانما يحمد القوم السرى عند الصباح واطال في اصفيها فراجعه في المدارج. يعني حقيقة محبة الله عز وجل اذا طغى في قلب الانسان وزاد فانه يدل على كمال الايمان لكن بشرط ان يكون معه الخوف والرجاء والله سبحانه وتعالى اعظم من يحب واجل من يحب يحب سبحانه وتعالى لكون مالك مالكنا ولكونه رازقنا ولكونه مدبر امورنا يحب سبحانه وتعالى لما يعطينا من النعم الليل والنهار ويدفع عنا النقم يرى منا البعد يتقرب الينا واذا رأى منا القرب يزداد قربا منا لا يغلق بابه عن السائلين ولا يخيب الراجين وهو سبحانه وتعالى ذو الجلال والاكرام يحب لذاته لكمال صفاته وجميل نعوته وما له من الجمال والجلال والبهاء بل لا جمال ولا جلال في الكون الا من جماله وجلاله سبحانه وتعالى فاذا كان الانسان بطبعه ونفسه يحب الجمال والجلال فليستيقن ان ما يرى من الجمال والجلال شيء لا يذكر في مقام جلال الله وجماله سبحانه وتعالى فيا ويح من تعلقت قلبه بالصور المتغيرة او تعلقت شواغف قلبه وسويداء قلبه بحب غير الله من مناصب زائلة واموال فانية الذي يحب الله عز وجل حبا حقيقيا لا يجعل في قلبه حبا الا حبا في الله يحب زوجته لله يحبوا اولاده لله يحب اصحابه لله يحب شركاؤه لله فيصبح حبه وبغضه كله لله اذا اراد الانسان ان يزداد ايمانا فعليه ان يزداد تأملا في محبته لله عز وجل ومهما نقل ومهما نقول في المحبة فانا والله لا نصل الى ما وصل اليه الواصلون في محبة الله عز وجل من الانبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام المحبة بالنسبة للايمان كما قال ابن القيم رحمه الله روح الايمان ولبه فانظر الى شغاف قلبك باي شيء قد تعلق حبك ببريق زائل من ذهب او فظة او صورة ذات جمال متغير عما قريب يتبدل الى شحوب وكحول او الى مناصب عن قريب تحول عنها او تحول عنك واما محبة الله فان بها ينال الانسان مراتب الصديقين يصل المرء الى درجة المتقين وهذا لا يمكن ان يتأتى الا بالعلم والعمل وبذل الجهد والتأمل نعم احسن الله اليكم ثم قال رحمه الله واعلم ان المحبة على قسمين مشتركة وخاصة فالمشتركة ثلاثة انواع احدها محبة كمحبة الجائع للطعام والظمآن للماء ونحو ذلك وهذه لا تستلزم التعظيم. الثاني محبة رحمة واشفاق كمحبة الوالد لولده الطفل وهذه ايضا لا تستلزم التعظيم. الثالث محبة انس. هاتان المحبتان محبة طبعية والمحبة الاشفاقية المحبتان لا يترتب عليه ما اثم ولا عقاب ولا ثواب لكن من خلص قلبه لمحبة الله جعلهما تابعين لمحبة الله حتى هذه الامور حتى هذه الامور يحبها ويجعل حبه اياها تبعا لمحبة الله عز وجل نعم قال الثالث محبة انس والف وهي محبة المشتركين في صناعة او علم او مرافقة او تجارة او سفر لبعضهم بعضا وكمحبة الاخوة بعضهم بعضا. فهذه الانواع الثلاثة التي تصلح للخلق. بعضهم من بعض ووجودها فيهم لا يكون شركا في محبة الله. ولهذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الحلوى والعسل. وكان يحب نساءه وعائشة احبهن اليه. وكان يحب اصحابه واحبهم اليه الصديق رضي الله عنه محبة الانس والالف سببه المشاركة في الصناعات والاعمال وهذه ايضا من جعلها لله وفي الله فانه يجعل قلبه خالصا في المحبة لله عز وجل وكون النبي صلى الله عليه وسلم يحب الحلوى والعسل يحب نساء اولاده هذه محبات طبعية واشفاقية يحب اصحابه محبة الفية ولكن لابد ان ندرك ان محبته صلى الله عليه وسلم لهذه الانواع الثلاثة المشتركة كان تابعة لمحبة الله فان قال قائل كيف يكون حبه نساءه تابعة لمحبة الله لان حبه لهن يزداد وينقص لبرهن وطاعتهن وهكذا حبه لاصحابه بحسب ما لهم من المنازل والدين وكونه عليه الصلاة والسلام يحب الحلوى والعسل يحب الطيب فذلك لانه كان بالنسبة اليه عليه الصلاة والسلام فيه قوة على البدن وقوة في النفس يؤدي بذلك طاعة الله عز وجل. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله القسم الثاني المحبة الخاصة التي لا تصلح الا لله. ومتى احب العبد بها غيره كان شركا لا يغفره الله وهي محبة العبودية المستلزمة للذل والخضوع والتعظيم وكمال الطاعة وايثاره على غيره فهذه المحبة لا يجوز تعلقها بغير الله اصلا كما حققه ابن القيم. وهي التي سوى المشركون بين الله تعالى وبين الهتهم فيها. كما قال في الاية التي ترجمها لها المصنف قال ابن كثير يذكر تعالى حال المشركين به في الدنيا وما لهم في الاخرة من العذاب والنكال حيث جعلوا لله اندادا اي امثالا ونظراء. يحبونهم به ويعبدونهم معه وهو الله الذي لا اله الا هو ولا ضد له ولا ند له ولا شريك له وقوله يحبه يحبونهم كحب الله ان يساوونهم بالله في المحبة والتعظيم. ولهذا يقولون لاندادهم وهم في النار وكسرها اي لا يكون العبد من اولياء الله ولا تحصل له ولاية الله ولاية الله الا بما ذكر. من المحب في الله والبغض في الله والموالاة في الله والمعاداة في الله. ذكر ان كنا لفي ضلال مبين اذ نسويكم برب العالمين. فهذا هو مساواتهم برب العالمين وهو العدل المذكور في قوله اما مساواتهم اه في الخلق والرزق وتدبير الامور فما كان احد من المشركين يساوون اصنامهم بالله في ذلك. وهذا القول رجحه شيخ الاسلام يعني هذه المحبة المحبة التعبدية محبة التعظيم والاجلال مع الخوف مع الرجا هذه المحبة التي صرفها لغير الله شرك فينبغي للانسان ان يحب حبا لغير الله عز وجل اذا كان من انواع الثلاث اما محبة طبعية او محبة اشفاق او محبة انس والف فاذا اراد ان يحورها الى محبة تابعة لله عز وجل في حب الانبياء لانهم يوصلون الى الله يحب العلما لانهم يدلون على الله يحبون المستقيمين لطاعتهم لله عز وجل فهذا هو الواجب اما ان الانسان يحب معبودا غير الله او ان شيئا غير الله كحبه لله من جهة التعظيم ومن جهة الخوف والرجاء فهذه هي المحبة الشركية التي اخبرنا الله عز وجل انها موجودة في قلوب المشركين. نعم احسن الله اليكم قال والثاني ان المعنى يحبون اندادهم كما يحب المؤمنون الله ثم بين ان ان محبة المؤمنين المؤمنين لله اشد من محبة اصحاب الانداد لاندادهم. قال شيخ الاسلام وهذا متناقض وهو باطل. فان المشركين لا يحبون انداد مثل محبة المؤمنين الله ودلت الاية على ان من احب شيئا كحب الله فقد اتخذه ندا لله وذلك هو الشرك الاكبر قاله المصنف. يعني الشيخ سليمان رحمه الله يرجح قول شيخ الاسلام ان المقصود من الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله ايش معناة الكاف هذه اي مثل حب الله نوعية المثلية هنا اي حب عبادة اي حب عبادة هذا المقصود هذا هو الراجح الذي رجحه شيخ الاسلام رجحه الشيخ سليمان وهو منطوق الاية اما القول ان الكفار يحبون اصنامهم كما المؤمنون يحبون الله فهذا القول متناقض. كيف؟ والله يقول والذين امنوا اشد حبا لله. يصير تناقض لكن نقول ان الكفار يحبون الانداد كحبهم لله تعبدا ورقة فوقعوا في الشرك والمؤمنون اشد حبا لله لماذا؟ لان حبهم التعبدي خالص لوجهة واحدة. وهو الله سبحانه وتعالى هذا وجهه. نعم قال وعلى وجوب افراد الله بالمحبة الخاصة التي هي غاية توحيد الالهية بل الخلق والامر والثواب والعقاب انما نشأ عن المحبة ولاجلها فهي الحق الذي خلقت به السماوات والارض وهي الحق الذي تضمنه الامر والنهي وهي سر التأله وتوحيدها هو شهادة ان لا اله الا الله وليس كما زعم المنكرون ان الاله هو الرب الخالق. فان المشركين كانوا مقرين بانه لا رب الا الله ولا خالق سواه ولم يكونوا مقرين بتوحيد الالهية الذي هو حقيقة لا اله الا الله. فان الاله هو الذي تألهه القلوب حبا وذلا وخوفا رجاء وتعظيما وطاعة اله بمعنى مألوه. اي محبوب معبود. واصله من التأله وهو التعبد الذي هو اخر مراتب فالمحبة حقيقة العبودية. اه اله بمعنى مألوه. لان صيغة فعال بمعنى مفعول تأتي فعال بمعنى مفعول تأتي من الناحية الصرفية فلما قال عز وجل االه مع الله اي امعبود مع الله وقال لا اله الا الله اي لا معبود حق الا الله نعم ودلت ايضا على ان المشركين يعرفون الله ويحبونه. وانما الذي اوجب كفرهم مساواتهم به الانداد في المحبة. فكيف بمن احب الانداد زاد حبا اكبر من حب الله فكيف بمن لم يحب الله اصلا ولم يحب الا الند وحده فالله المستعان. وقد سمعت باذني احد خطباء الظلالة يخطب الجمعة ويقول ان المريد مات فجاءه منكر نكير قال من ربك ما دينك؟ مني؟ قال انا ما اعرف الا النقشبندي قال انا احب النقشبندي يكفيني حب النخشبندي. وصل بهم الضلال الى هذه الدرجة. نسأل الله السلامة والعافية باسم الاسلام يدعون الى الشرك على المنابر نعم وقوله والذين امنوا اشد حبا لله. نتكلم عليها لتعلقها بما قبلها تكميلا للفائدة. وان لم يذكرها المصنف وفي فيها قولان احدهما وهو الصحيح ان المعنى والذين امنوا اشد حبا لله من محبة المشركين بالانداد لله. فان محبة فالمؤمنين خالصة ومحبة اصحاب الانداد قد ذهبت اندادهم قد قد ذهبت اندادهم بقسط منها والمحبة الخالصة اشد من المشتركة. نعم. ذهبت امدادهم بضم الدال فاعل هذا مثل الان تصور معي ان المسلم الموحد يعتقد ان الذي يحاسب العباد هو الله وحده يوم الميعاد المشرك يعتقد ان الله يحاسب يوم الميعاد وان اصنامه يحاسب يوم الميعاد. تأمل معي الان فاعتقاده في الحساب مشترك واعتقاد المؤمن في الحساب ها مفرد فايهما الان يكون اعظم؟ المفرد ولا المقسم المفرد فكذلك المحبة التي لم تنقسم تكون اعظم بخلاف المحبة التي تقسمت وتوزعت هذا من وجه وجه اخر ان المؤمن حينما افرد الله بالحب فايمانه سبب لمعرفته بالله عز وجل فمحبة الكافر ومعرفته بالله اقل من معرفة المؤمن. وبناء عليه حبه يكون اقل من حب المؤمن نعم احسن الله اليكم. قال والثاني والذين امنوا اشد حبا لله من حب اصحاب الانداد لاندادهم التي بقسط بقسط منها بقسط منها والمحبة الخالصة اشد من المشتركة قال والثاني والذين امنوا اشد حبا لله من حب اصحاب الانداد لاندادهم التي يحبونها من دون الله. قال ابن القيم والقولان مرتبان على القولين في في قوله يحبونهم كحب الله. وفي الاية دليل على ان الله لا يقبل من العمل الا ما كان خالصا. وان الشرك محبط للعمل للاعمال وان شرك اعمال القلوب كشرك الاعمال الظاهرة. هذه فائدة مهمة لان الحب عمل قلبي ورتب الله عز وجل عليه كفر الكافرين فعلمنا ان الكفر قد يكون بعمل قلبي كما يكون بعمل ظاهري. نعم. قال المصنف رحمه الله تعالى وقوله قل ان كان اباؤكم الى قوله احب اليكم من الله ورسوله. قال الشارح هذا امر من الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ان يتوعد من احب اهله وعشيرته امواله ومساكنه او احد هذه الاشياء على الله ورسوله وجهاد في سبيله. وقد خوطب بهذا المؤمنون في اخر الامر كما قال كما قاله والاسلام فقيل لهم ان كان اباؤكم وابناؤكم واخوانكم وازواجكم وعشيرتكم اموال اقترفتموها اي حصلتموها وتجارة تخشون كسادها اي رخصها وفوات وقت نفاقها عذاب الله والله لا يهدي القوم الفاسقين كيف تركت سطرين نعم وقت نفاقها. نعم. ومساكن ترضونها. ها هاي لحسنها وطيبها؟ ساقط ساقط عنك؟ نعم. ايه طيب ومساكن ترضونها اي لحسنها وطيبها احب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله تربصوا حتى يأتي الله بامره اي انتظروا ماذا يحل بكم من عذاب الله والله لا يهدي القوم الفاسقين عندي كلام؟ نعم. نعم احسن الله اليكم قال والله لا يهدي القوم الفاسقين اي الخارجين عن طاعة الله وهو تنبيه على ان من فعل ذلك فهو من الفاسقين. فهذا تشديد ووعيد عظيم ولا يخلص منه الا من صح ايمانه وخلص لله سره واعلانه. وعلى ان المحبة الصادقة تستلزم تقديم مراضي الله على هذه الثمانية كلها فكيف بمن اثر بعضها على الله ورسوله وجهاد في سبيله؟ آآ هذه الاية ايها الاخوة كان حريا بالمصنف رحمه الله ينبه على ان المحاب ثلاثة اقسام. محبة جائزة وهي الثلاثة الاول ومحبة محرمة وان لم تكن شركية ومحبة شركية صار الاقسام صارت الاقسام كم ثلاثة مباحة محرمة شركية انتبهوا الان المحبة الشركية هي المحبة التعبدية لغير الله عز وجل المحبة المحرمة هي ارتكاب المحظور او ترك الواجب خوفا خوفا على النفس او على المال او على العرض ها انتبه ارتكاب المحظور وترك الواجب لمجرد الخوف مو بالاكراه لمجرد الخوف فرق بين الاكراه والخوف ترى من يعرف الفرق بين الخوف والاكراه الخوف توقعه الاكراه يكون عن راسك انسان يقول له امش رح صل في المسجد قال لا ما اصلي في المسجد. ليش ؟ قال والله اخاف انه يكون واحد مزكوم ويصيبني الزكام هذا خوف هذا ما يجوز هذا محرم لكن ما هو شرك واضح انسان اعلنت الدولة ان الوباء منتشر لا سمح الله وانه ينبغي على الناس ان يلتزموا بيوتاتهم ولا يجتمع في الاماكن التجمعات الا للضرورة. قال انا ما اروح العمل. نقول ما في بأس هذا خوف طبعي فلا بد ان نفرق بين الخوف الطبعي المباح وبين الخوف المحرم وبين الخوف الشركي. خوف المحرم ليست شركا فسق اما الخوف الشركي المحبة الشركية اذا صرفت لغير الله ها شرك المحبة المحرمة هذي اذا صرفت لغير الله ما هم شرك هذا فسق لابد ان تنتبهوا لهذه القضية نعم. فاية اية قل ان كان اباؤكم اية التوبة نص في بيان نوع من انواع المحاب وهي المحبة المحرمة للامور المباحة المحبة المحرمة للامور المباحة اذا ادت الى ترك الواجب او ارتكاب المحظور نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فان قلت قد قال شيخ الاسلام ان كثيرا من المسلمين واكثرهم بهذه الصفة. قيل مراده ان كثيرا من المسلمين قد يكون ما ذكر احب اليه من الله ورسوله اي في ايثار ذلك على فعل امر الله وامر رسوله الذي ينشأ عن المحبة لا في الحب الذي يوجب قصد المحبوب قال له فان من ساوى بين الله وبين غيره في هذا الحب فهو مشرك. فكيف اذا كان غير الله احب اليه كما هو الواقع من عباد القبور. فانهم يحبون اندادهم اعظم من حب الله. وذلك ان اصل الحب يحتمل الشركة بخلاف الخلة. فانها لا تقبل الشركة اصلا. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحسن واسامة اللهم اني احبهما فاحبهما واحب من يحبهما. حديث صحيح واعلم ان هذه الاية شبيهة بقوله تعالى فلما والمدعون لمحبة الله طولبوا باقامة البينة. فجاءت هذه الاية ونحوها. فمن ادعى محبة الله وهو يحب ما ذكر على الله ورسوله الله عليه وسلم فهو كاذب كمن يدعي محبة الله وهو على غير طريق النبي صلى الله عليه وسلم فانه كاذب. اذ لو كان صادقا لكان متبعا له. قال مبارك بن فضالة عن الحسن انه قال كان ناس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون يا رسول الله انا نحب ربنا حبا شديدا. فاحب الله تعالى ان يجعل لحبه علما فانزل الله قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم لذلك بعض العلماء يسمي هذه الاية باية الابتلاء واية المحبة واية المحنة فمن ادعى حب الله فانه مطالب باقامة الدليل. ما هو الدليل اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم ظاهرا وباطنا. لا سبيل الى الوصول الى محبة الله الا باتباع رسوله لله صلى الله عليه وسلم اليهود زعموا محبة الله ولا لا ايش قالوا؟ نحن ابناء الله واحباءه احبائي نحبه يحبنا نعم قال وقد وقع لكثير من المدعين نوع بساط في دعوى المحبة اخرجهم الى شيء من الرعونة والدعاوى التي تنافي العبودية. ويدعي احدهم دعاوى تتجاوز حدود الانبياء ويطلبون من الله ما لا يصلح بكل وجه الا لله. وسبب هذا ضعف تحقيق المحبة التي هي محض العبودية بل ضعف العقل الذي به يعرف العبد حقيقته. ومدعي ذلك فيه شبه من اليهود والنصارى الذين قالوا نحن ابناء الله واحباؤه ذلك سببه سببه ارث توارثوه من اليهود والنصارى توارثوه من المجوس وعباد الاصنام والاوثان والفلاسفة فادعوا ان نحن ابناء الله واحباء اليهود والنصارى وهؤلاء قالوا نحن محبوبون عند الله رفع لنا القلم وصار احدهم يفعل ما يخالف العقل والشرع بزعم انه ولا اخاف ما تشركون به الا ان يشاء ربي شيئا. وسع ربي كل شيء علما. افلا تذكرون وكيف اخاف ما اشركتم ولا تخافون انكم اشركتم بالله ما لم ينزل به عليه آآ مثل ما يقول اخوانا المصريين بتاع ربنا يعني بتاع ربنا يسوي اللي يبيه هذا هذا من وين جبتوا هذا هذا مثل قول النصارى اليهود والنصارى نحن ابناء الله نعمل ما نريد ما في فرقة المؤدى واحد انا سمعت باذني احد الناس يقول يا اخي يعني في ناس مدللين عند الله يقول قلت يعني شنو المدلل اللي عنده؟ قال يا اخي وصلوا الى مرتبة يفعلون ما يشاؤون قال اليس انت الان اذا حبيت ابنك يفعل ما يريد؟ قلت والله اذا اذا فعل محرم اظربه على رأسي حتى لو كان حبيب لي ايش الكلام الباطل هذا تشبه الله بالانسان تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا نعم قال وشرط المحبة موافقة المحبوب فتحب ما يحب وتكره ما يكره وتبغض ما يبغض وذلك كمن يدعي ان الذنوب لا تضره. لكون الله يحبه تصر عليها او يدعي انه يصل الى حد في محبة الله تسقط عنه التكاليف. وكقول بعضهم اي مريد لي ترك في النار احدا انه بريء منه. فقال الاخر اي مريد لي ترك احدا من المؤمنين يدخل النار فانه منه بريء. ونحو ذلك من الدعاوى مع ان كثيرا من هذا ونحوه لا يصدر الا من كافر والعاقل يتنبه. والله احيانا مثل هذه الدعاوى لا تصدر عن كفار الكفار نعم قال وما هكذا كان سادات المحبين الانبياء والمرسلون والصحابة والتابعون فكن على حذر من ذلك فان كثيرا من من جهال المتصوفين التي وقع فيه وقد ينسب ذلك الى بعض المشايخ المشهورين وهو اما كذب عليهم واما خطأ منهم. فان العصمة منتفية عن غير الرسول صلى الله عليه وسلم. هذا كلام نفيس السطر الاخير هذا غلاة المتصوفة واصحاب الطرقية ينسبون الى بعض المشايخ مثل الجنيد ومثل الشيخ عبد القادر الجيلاني ينصبون اشياء لا اصل لها او يفهمون اشياء منهم خطأ فاحذروا نعم قال المصنف رحمه الله تعالى عن انس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من ولده ووالده والناس اجمعين اخرجه. قال السارح قوله لا يؤمن احدكم اي لا يحصل له الايمان الذي تبرأ به ذمته. ويستحق به دخول الجنة بلا عذاب حتى يكون الرسول احب اليه من اهله وولده والناس اجمعين بل لا يحصل له ذلك حتى يكون الرسول احب اليه من نفسه ايضا. كما في حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه قال للنبي صلى الله عليه وسلم لانت يا رسول الله احب الي من كل شيء الا نفسي. فقال والذي والذي نفسي بيده حتى اكون احب اليك من نفسك. فقال له عمر فانك الان والله احب الي من نفسي. فقال الان يا عمر رواه البخاري. فمن لم يأتي السؤال ما هو جيراد هذا الحديث في باب باب قوله تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله الذي يظهر لي والله اعلم وقد ذكرته في كتابنا اه بداية المبتدئ ونهاية بداية المفيد ونهاية المستفيد في شرع كتاب التوحيد. ان وجه ايراد هذا الحديث انه اذا كان ويجب على المسلم الذي يزعم انه مسلم ان يكون الرسول صلى الله عليه وسلم احب اليه من ولده وولده والناس اجمعين فكيف إنسان يزعم الإسلام ويحب اوثانا واصناما مثل حب الله هذا وجه الايران اذا كان حب الرسول صلى الله عليه وسلم يجب ان يكون فوق كل محبوب من المخلوقات فحب الله يجب ان يكون اعظم من كل حب في الوجود نعم قال فمن لم يكن كذلك فهو من اصحاب الكبائر اذا لم يكن كافرا. فانه لا يعهد في لسان الشرع نفي اسم مسمى امر الله به ورسوله الا اذا بعض واجباته فاما اذا كان الفعل مستحبا في العبادة لم ينفها لانتفاء المستحب. ولو صح هذا النفي عن جمهور المؤمنين اسم الايمان والصلاة والزكاة والحج ولو صح هذا لنفي عن جمهور المؤمنين اسم الايمان والصلاة والزكاة والحج وحب الله ورسوله. انهما من عمل الا وغيره افضل منه وليس احد يفعل افعال البر مثل ما فعلها النبي صلى الله عليه وسلم. بل ولا ابو بكر ولا عمر. فلو كان من لم يأت بكمالها المستحب يجوز نفي عنه لجاز ان ينفى عن جمهور المسلمين من الاولين والاخرين وهذا لا يقوله عاقل. هذه قاعدة مهمة لا يؤمن احدكم النفي الايمان لا يأتي في الكتاب والسنة على امر مستحب احفظها نفي الايمان لا يأتي في الكتاب والسنة على امر مستحب. وانما يأتي على امر واجب او على امر هو من اصل الامام نعم قال وعلى هذا فمن قال ان المنفي هو الكمال فان اراد انه نفي الكمال الواجب الذي يذم تاركه ويتعرض للعقوبة انت فقط صدق وان اراد انه نفي الكمال المستحب فهذا لم يقع قط في كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم قاله شيخ الاسلام. نعم واكثر الناس يدعي ان هذا ننتبه ان الايمان هنا عندنا اصل الايمان ثم الايمان الواجب ثم الايمان الكامل فان قال المقصود لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه نفي الكمال الواجب قلنا ما في بأس اذا قال نفي الكمال المستحب قلنا لا ما يصح هذا نعم قال واكثر الناس يدعي ان الرسول احب اليه مما ذكر. فلا بد من تصديق ذلك بالعمل والمتابعة له. والا فالمدعي كاذب فان القرآن ان المحبة التي في القلب تستلزم العمل الظاهر بحسبها. كما قال تعالى يحببكم الله. وقال تعالى ويقولون امنا بالله وبالرسول واطعنا ثم يتولى افريق منهم من بعد ذلك وما اولئك بالمؤمنين. الى قوله انما كان اقول المؤمنين اذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم ان يقولوا سمعنا واطعنا اولئك هم المفلحون. فنفى الايمان عمن تولى عن طاعة الرسول واخبر ان المؤمنين اذا دعوا الى الله ورسوله سمعوا واطاعوا فتبين ان هذا من لوازم الايمان والمحبة لكن كل مسلم لابد ان يكون محبا بقدر ما معه من الاسلام. كما ان كل مؤمن لابد ان يكون مسلما كل مسلم لا بد ان يكون مؤمنا وان لم يكن مؤمنا الايمان المطلق لان ذلك لا يحصل الا لخواص المؤمنين. فان الاستسلام لله حبته لا تتوقف على هذا الايمان الخاص. المعنى المطلق المقصود به الايمان الكامل التام ومطلق الايمان المقصود به الاسلام واضح الايمان المطلق المقصود به الايمان الكامل التام وعليه يحمل قوله تعالى اولئك هم المؤمنون حقا ومطلق الايمان يعني الاسلام نعم قال شيخ الاسلام وهذا الفرق يجده الانسان من نفسه ويعرفه من غيره فعامة الناس اذا اسلموا بعد كفر او ولدوا على الاسلام والتزموا شرائعه وكانوا من اهل الطاعة الله ورسوله وهم مسلمون ومعهم ايمان مجمل لكن دخول حقيقة الايمان الى قلوبهم يحصل شيئا فشيئا ان اعطاهم الله ذلك والا فكثير من الناس لا يصلون الى اليقين ولا الى الجهاد ولو شككوا لشكوا. ولو امروا بالجهاد لما جاهدوا وليسوا كفارا ولا منافقين بل ليس عندهم من علم القلب ومعرفته ويقينه ما يدرأ الريب ولا عندهم من قوة الحب لله ورسوله ما يقدمونه على الاهل والمال وهؤلاء ان عوفوا من المحنة وماتوا دخلوا الجنة. وان ابتلوا بمن يدخل عليهم شبهات توجب ريبهم. فان لم ينعم الله بما يزيل الريب والا صاروا مرتابين وانتقلوا الى نوع من النفاق انتهى كلامه. اذا خلاصة هذا ان انتفاء الايمان آآ ان كون الانسان يجب ان يحب النبي صلى الله عليه وسلم اعظم من كل شيء هذا واجب فاذا انتفى صار عنده الرسول صلى الله عليه وسلم محبوب مثل والده. هذا ينزل من مرتبة الايمان الواجب الى مرتبة الايمان الذي هو الاسلام ينزل فان لم يكن في قلبه حب للرسول صلى الله عليه وسلم انتفى عنه الايمان نعم قوله احب هو بالنصب خبر اكون. قوله والناس اجمعين هو من عطف العام على الخاص وهو كثير. وفي الحديث من الفوائد اذا كان هذا شأن ومحبة الرسول صلى الله عليه وسلم فما الظن بمحبة الله؟ وفيه ان الاعمال من الايمان لان المحبة عمل وقد نفي الايمان عمن لم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم احب فاليه مما ذكر فدل على ذلك وفيه ان نفي الايمان لا يدل على الخروج من الاسلام وفيه وجوب محبته صلى الله عليه وسلم على ما ذكر. ذكرهما المصنف الايمان لا يدل على الخروج من الاسلام خلافا لقول المرجئة وخلافا لقول الخوارج والمعتزلة نعم قال المصنف رحمه الله تعالى ولهما عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الايمان ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما وان يحب المرء لا يحبه الا لله وان يكره ان يعود في الكفر بعد اذ انقذه الله منه كما يكره ان يقذف في وفي رواية لا يجد احد حلاوة الايمان حتى الى اخره. قال السارح قوله ثلاث اي ثلاث خصال وجاز الابتداء بثلاث لان المضاف اليه منوي ينوي ولذلك جاء التنوين قوله من كن فيه اي وجدن وحصلن فهي تامة. قوله وجد بهن حلاوة الايمان. قال ابن ابي جمرة انما عبر بالحلاوة لان الله شبه الايمان بالشجرة في قوله ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة. قلت والشجرة لها ثمرة والثمرة لها حلاوة فكذلك شجرة الايمان. لابد لها من ثمرة ولابد لتلك الثمرة من حلاوة وقد الف العلامة الشيخ السعدي كتاب بعنوان شجرة الايمان وهو كتاب لطيف مفيد نافع نعم قال لكن قد يجدها المؤمن وقد لا يجدها وانما يجدها بما ذكر في الحديث قوله ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما احب منصوب لانه خبر يكون. قال البيضاوي المراد بالحب هنا الحب العقلي الذي هو ايثار ما يقتضي العقل السليم رجحانه. وان كان على خلافها والنفس كالمريض يعاف الدواء بطبعه. فينفر عنه ويميل اليه بمقتضى عقله فيهوى تناوله. فاذا تأمل المرء ان الشارع لا يأمر ولا ينهى الا بما فيه صلاح عاجل او خلاص اجل والعقل يقتضي رجحان جانب ذلك تمرن على الائتمار بامر بحيث يصير هواه تبعا له ويلتذ بذلك التذاذا عقليا. اذ الالتذاذ العقلي ادراك ما هو كمال وخير من حيث هو كذلك قلت وكلامه على قواعد الجهمية ونحوه من نفي محبة المؤمنين لربهم ومحبته لهم والحق خلاف ذلك بل المراد في الحديث ان يكون الله ورسوله عند العبد احب اليه مما سواهما حبا قلبيا كما في بعض الاحاديث احبوا الله بكل قلوبكم البيظاوي كما هو معروف على طريقة الماتوريدية في التفسير ولذلك ينبغي الحذر من آآ ما عنده من الاشعريات والماتوريديات نعم فيميل بكليته الى الله وحده حتى يكون حتى يكون وحده هو محبوبه ومعبوده. وانما يحب سواه لمحبته كما يحب الانبياء والمرسلين والملائكة والصالحين لما كان يحبهم ربه سبحانه. وذلك موجب لمحبة من؟ يعني لو قال لك قائل لماذا تحب الانبياء والمرسلين والملائكة والصالحين؟ فعندك سببان الاول ان الله يحبهم فانت حبك تبع لمحبة الله له والثاني ان هؤلاء هم منارات الهدى ومصابيح الدجى والذين يدلونك على الله فانت تحبهم لكونهم اسبابا للخير ومنها انهم اسباب موصلة الى محبة الله ويحبون من هاتين الجهتين. نعم قال وذلك موجب لمحبة ما يحبه سبحانه وكراهة ما يكره. وايثار مرضاته على ما سواه والسعي فيما يرضيه ما استطاع. وترك ما يكره فهذه علامات المحبة صادقتي ولوازمها واما مجرد ايثار ما يقتضي العقل السليم رجحانه وان كان على خلاف هوى النفس كالمريض يعاف الدواء بطبعه فينفر عنه الى اخره كلامه فهذا قد يكون في بعض الامور علامة على الحب ولازما له لا انه هو الحب. وقال شيخ الاسلام اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان هذه الثلاثة من كن في وجد حلاوة الايمان لان وجود الحلاوة للشيء يتبع المحبة له فمن احب شيء واشتهاه اذا حصل له مراده فانه يجد الحلاوة واللذة والسرور بذلك واللذة امر يحصل عقيب ادراك الملائم الذي هو المحبوب او المشتهى قال فحلاوة الايمان المتضمنة للذة والفرح تتبع كمال محبة العبد لله. وذلك بثلاثة امور تكميل هذه المحبة وتفريعها ودفع ضدها فتكملوها ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما فان محبة الله ورسوله لا يكتفى فيها باصل الحب. بل لا بد ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما. قلت ولا يكون كذلك الا اذا وافق ربه فيما يحبه وما يكرهه قال وتفريعها ان يحب المرء وتفريعها ان يحب المرء لا يحبه الا لله. قلت فان من احب مخلوقا لله لا لغرض اخر كان هذا من تمام حبه لله. فان محبة محبوب المحبوب من تمام محبة المحبوب. فاذا احب الله فاذا احب انبياء الله واولياءه لاجل قيامهم بمحبوبات الله لا لشيء اخر فقد احب لله لا لغيره. كيف تعلم انك تحب لله وتبغض لله كيف تعلم اذا اه ازداد حبك له لازدياد طاعته وايمانه ونقص بغضك لرجوعه الى الحق واتباعك فاعلم ان حبك وبغضك لله اما اذا زاد حبك له لوصله لك وقربه منك ويناسك به وقل حبك له لبعده عنك فهذا معناه ان هذا حب ليس لله. هذا حب لغرض النفس فلابد ان تجعل تمرين تجعل حبك لله وفي الله. ومن هنا قال الامام احمد ان هناك اناسا لا نراهم في العام الا مرة هم احب الينا من كثير ممن نجالسهم لان المحبة لله ما لها علاقة بالانس والقرب والبعد نعم قال ودفع ودفع ضدها ان يكره ضد الايمان كما يكره ان يقذف في النار. قلت وانما كره الضد لما دخل قلبه من محبة الله فانكشفت له بنور المحبة محاسن الاسلام. ورذائل الجهل والكفران وهذا هو المحب الذي يكون مع من احب. كما في الصحيحين عن انس ان رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم متى الساعة؟ قال ما اعددت لها؟ قال ما اعددت لها من كثير صلاة ولا صيام ولا صدقة ولكني احب الله ورسوله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انت مع من احببت. وفي رواية للبخاري فقلنا ونحن كذلك؟ قال نعم. قال انس ففرحنا يومئذ فرحا شديد الله اكبر والله يا ايها الاخوة انا اذا نظرنا الى اعمالنا لا نساوي شيئا في جناب في جنب الصحابة رضوان الله عليهم لكن نسأل الله ان يحشرنا معهم بحبنا اياهم. نعم. وقوله مما سواهما فيه جمع الضمير الرب سبحانه وضمير الرسول صلى الله عليه وسلم وقد انكره على الخطيب لما قال ومن يعصي ومن يعصهما فقد غوى. واحسن ما واحسن ما قيل فيه قولان احدهما ما قاله البيضاوي وغيره انه ثن الضمير هنا ايماء الى ان المعتبر هو المجموع المركب من المحبتين. لا كل واحدة فانها وحدها لاغية. وامر في حديث الخطيب اشعارا بان كل واحد من من العصيانين مستقل باستلزام الغواية. اذ العطف في تقدير التكرير والاصل استقلال كل من المعطوفين في الحكم قلت وهذا جواب بديع جدا. يعني هو جواب بديع وفي نفس الوقت هو جواب يطابق المعنى الواقعي لان محبة احدهما غير كافية لابد من محبة الله ورسوله اما عصيان الله غواية وعصيان الرسول غواية وليس عصيانهما معا غواية فرق بين الامرين ولذلك لما قال الخطيب ومن يعصيهما فقد غوى قال بئس آآ الخطيب انت او بئس اخ العشيرة ولما وهو قال ان يكون الله ورسوله احب اليهما. ها هنا لابد من الاثنين. وهناك كل واحدة من عصيانين سبب للضلالة فجاز الجمع بضمير واحد وهذا من بلاغة ما اوتيه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم من التنبه للألفاظ وبدائع الظمائر نعم الثاني قال الثالث احسن الله اليكم. قال الثاني حمل حديث الخطيب على الادب والاولى. وهذا على الجواز وجواب ثالث وهو ان هذا ورد على الاصل. وحديث الخطيب نار فيكون ارجح. قوله كما يكره كما يكره ان يقذف في النار ان يستوي عنده الامران. الالقاء في النار والعود في الكفر. قلت وفي الحديث من الفوائد ان الله تعالى فيحبه المؤمنون وهو تعالى يحبهم كما قال تعالى يحبهم ويحبونه. هذا فيه رد المؤولة فشاعروا الماتورودية والجهمية وغيرهم الذين يزعمون ان الله لا يحب ولا يحب تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا. الله يحب ويحب يحبهم ويحبونه نص القرآن نعم قال وفيه رد وفيه رد ما يظنه بعض الناس من انهم من ولد على الاسلام افضل ممن كان كافرا فاسلم. فمن اتصف بهذه الامور فهو افضل ممن لم يتصف مطلقة ولهذا كان السابقون الاولون افضل ممن ولد على الاسلام. وفيه رد على الغلاة الذين يتوهمون ان صدور الذنب من العبد نقص في حقه مطلقا والصواب انه ان لم يتب كان نقصا وان تاب فلا. ولهذا كان المهاجرون والانصار افضل هذه الامة وان كانوا في اول الامر كفارا. يعبدون الاصنام بالمنتقل من الى الهدى ومن السيئات الى الحسنات يضاعف له الثواب قاله شيخ الاسلام حاله آآ ابينا ادم من التعبد والتأله بعد اكله من الشجرة كان اكمل من حاله بالنسبة للتعبد والتأله في الجنة كان اكمل لانه في الجنة انما يأكل ويشرب ويستظل ولم يكن مشغولا بالتعب بالتعبد لله عز وجل لكن بعد ما اهبط صار مشتغلا بالتعبد والتأله لله عز وجل ليله ونهاره نعم قال وفيه رد على الغلاة الذين قال وفيه دليل على عداوة المشركين وبغضهم لان من ابغض شيئا ابغض من اتصف به فاذا كان يكره الكفر كما يكره ان يلقى في في النار فكذلك يكره من اتصف به. قوله وفي رواية لا يجد احد هذه الرواية اخرجها البخاري في صحيحه في الادب ولفظه لا يجد احد حلاوة الايمان حتى يحب المرء لا يحبه الا لله. وحتى ان يقذف في النار احب اليه من ان يرجع الى الكفر. بعد اذا انقذه الله منه وحتى يكون الله رسوله احب اليه مما سواهما قال المصنف رحمه الله تعالى وعن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال من احب في الله وابغض في الله ووالى في الله وعاد في الله فانما تنال ولاية الله وان يجد عبد طعم الايمان لا ينال ولاية الله. احسن الله بفتح الواو الولاية بفتح الواو الولاية بفتح الواو كالمحبة وزنا ومعنى والولاية بكسر الواو بمعنى الامارة وزنا ومعنى نعم احسن الله اليكم. قال فانما تنال ولاية الله بذلك. ولن يجد عبد طعم الايمان وان كثرت صلاته وصومه حتى يكون كذلك. وقد صارت عامة واخاة الناس على امر الدنيا وذلك لا يجدي على اهله شيئا رواه ابن جرير. قال الشارح هذا الاثر رواه ابن جرير بكماله كما قال المصنف واخرج وابي شيبة وابن ابي حاتم الجملة الاولى منه فقط قوله من احب في الله ان احب المسلمين والمؤمنين في الله قوله وابغض في الله ان يبغض الكفار والفاسقين في الله لمخالفتهم لربهم وان كانوا اقرب الناس اليه كما قال تعالى طب لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله له ولو كانوا ولو كانوا ابائهم او ابناءهم او اخوانهم او عشيرتهم الاية قوله ووالى في الله فهذا بيان للازم المحبة في الله وهو الموالاة. فيه اشارة الى انه لا يكفي بذلك مجرد الحب. بل لا بد مع ذلك من الموالاة التي هي لازم الحب وهي النصرة والاكرام والاحترام والكون مع المحبوبين باطلا وظاهرا قوله عاد في الله هذا بيان للازم البغض في الله وهو المعاداة فيه اي اظهار العداوة بالفعل. كالجهاد لاعداء الله والبراءة منهم والبعد عنهم باطلا وظاهرا اشارة الى انه لا يكفي مجرد بغض القلب بل لابد مع ذلك من الاتيان بلازمه. كما قال تعالى قد كانت لكم اسوة حسنة في إبراهيم والذين معه اذ قالوا لقومهم انا برآء منكم ومما تعبدون دون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء ابدا حتى تؤمنوا بالله وحده. فهذا علامة الصدق في البغض في الله. قوله فانما تنال ولاية الله بذلك يجوز فتح الواو وانه يجوز فتح الواو وكسرها لكن هذا من حيث الجواز اللغوي نعم لكن المشهور ان الولاية بالفتح معناها المحبة الولاية بالفتح معناها المحبة واما الولاية بالكسر فهي بمعنى الامارة نعم هنا المقصود فانما تنال ولاية الله اي محبة وليس الامارة التي تكون من الله فانه قد يتولى الامارة بامر كوني نعم قال كما روى الامام احمد والطبراني عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا يجد العبد صريح لا يجد العبد صريح الايمان حتى يحب الله ويبغض حتى يحب لله ويبغض لله فاذا احب لله وابغض لله فقد استحق الولاية لله. وفي حديث اخر اوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله عز وجل رواه الطبراني وغيره. وينبغي لمن احب شخصا في الله ان يأتيه في بيته فيخبره انه يحبه في الله. كما روى الامام احمد والضياء عن ابي ذر المرفوعة اذا احب احدكم صاحبه فليأته في منزله فليخبره انه يحبه لله. وفي حديث ابن عمر عند البيهقي في الشعب فانه يجد مثل الذي ان يجدوا له قوله ولن يجد عبد طعم الايمان الى اخره اي لا يجد عبد طعم الايمان وان كثرت صلاته وصومه حتى يحب الله حتى يحب في الله ويبغض في الله ويعاد في الله ويوالي في الله وهذا منتزع من حديث انس السابق. وفي حديث ابي امامة مرفوعا من احب لله وابغض لله واعطى لله ومنع لله فقد استكمل الايمان. رواه ابو داوود والعجب ممن يدعي محبة الله وهو على خلاف ذلك. وما احسن ما قال ابن القيم اتحب اعداء الحبيب وتدعي حبا له ما ذاك في امكاني قوله وقد صارت عامة مؤاخاة الناس على امر الدنيا وذلك لا يجدي على اهله شيئا. اي ان المؤاخاة على امر الدنيا لا يجدي على اهله شيئا اي لا ينفعهم اصلا بل يضرهم كما قال تعالى فهذا كله فهذا حال كل خلة ومحبة كانت في الدنيا على غير طاعة الله فانها تعود عداوة وندامة يوم القيامة بخلاف المحبة والخلة على طاعة الله. فانها من اعظم القربات كما جاء في حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله قال ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه. وفي الحديث القدسي الذي رواه مالك وابن حبان في صحيحه وجبت محبة للمتحابين في وللمتجالسين في وللمتزاولين في وللمتباذلين في. وهذا الكلام قاله ابن عباس رضي الله عنهما في اهل زمانه كيف لو رأى ما الناس فيه من المؤاخاة على الكفر والبدع والفسوق والعصيان ولكن هذا مصداق قوله عليه السلام بدأ الاسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ وفيه اشارة الى ان الامر قد تغير في زمن ابن عباس بحيث صار الامر الى هذا بالنسبة الى ما كان في زمن الخلفاء الراشدين فضلا عن زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد روى ابن ماجة عن ابن عمر انه قال لقد رأيتنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وما منا احد يرى انه احق بدينار ودرهمه من اخيه المسلم. وابلغ منه قوله تعالى ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة قول اثر ابن عمر يذكرني باثر عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنهم انه جاء رجل فقال يا ابا هريرة اني احبك في الله قال وتدري ما الحب في الله؟ قال لا قال ان ترى الذي في جيبك كالذي في جيبي هذه صعبة شوي ها الله المستعان هذا يؤكد اثر ابن عمر نعم قال فهذا كان حالهم في ذلك الوقت الطيب وهؤلاء هم المتحابون لجلال الله كما في الحديث القدسي يقول الله عز وجل اين المتحابين لجلالي اليوم اظلهم في ظلي. فهذه هي المحبة النافعة لا المحبة على الدنيا. وهي التي اوجبت لهم المواساة والايثار على الانفس وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. والله ذو الفضل العظيم. يعني وصلت المحبة بهم الى مرتبة الايثار اثروا آآ اخوانهم في الله المحتاجين على انفسهم في اموالهم دورهم في اراضيهم حتى في زوجاته كما جاء في قصة عبد الرحمن بن عوف واسعد ابن الزعر او سعد بن الربيع قال ان لي زوجة ان لي زوجتين آآ اختريه ما شئت وطلقها حتى اذا طهرت انكحتها. شيء عجب هذا من يصل اليه نعم قال المصنف رحمه الله وقال ابن عباس في قوله تعالى بهم الاسباب. قال المودة. قال الشارع هذا الاثر رواه عبد ابن حميد وابن مضري وابن ابي حاتم والحاكم وصححه. قوله قال المودة اي المحبة التي كانت بينهم في الدنيا تقطعت بهم وخانتهم احوج ما كانوا اليها وتبرأ وبعضهم من بعض كما قال تعالى عن ابراهيم الخليل عليه السلام انه قال لقومه انما اتخذتم من دون الله المودة بينكم في الحياة الدنيا. ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا. ومأواكم النار وما لكم من ناصرين وهذه الاية وان كانت نزلت في المشركين عباد الاوثان الذين يحبون اندادهم واوثانهم كحب الله فانها عامة. لان الاعتبار بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ولهذا قال قتادة وتقطعت بهم الاسباب قال اسباب الندامة يوم القيامة والاسباب المواصلة التي يتواصلون بها ويتحابون بها فصارت عداوة يوم القيامة يلعن بعضهم بعضا. رواه عبد ابن حميد وابن جرير فهذا حال من كانت مودته لغير الله فاحذر من ذلك؟ بل ان الاسباب تتقطع بالناس الذين اجتمعوا على غير الله في الدنيا تجد ناس شركاء اذا ما خسروا كل واحد يلعن الثاني يقول يلعن اليوم اللي شفتك فيه الله يلعنك ويلعن شكلك مدري ايش يعني شيء عجيب فكيف بالاخرة؟ اعظم من ذلك نعم احسن الله اليكم ثم قال رحمه الله تعالى باب قول الله تعالى انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه لا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين قال الخوف من افضل مقامات الدين واجلها. فلذلك نبه المصنف على وجوب اخلاصه لله تعالى. وقد ذكره الله تعالى في كتابه عن سادات المقربين من الملائكة والانبياء والصالحين قال الله تعالى يخافون ربهم من فوقهم. وقال الله تعالى مشفقون. وقال تعالى ان الذين هم من خشية ربهم مشفقون وقال تعالى حين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون احدا الا الله. وامر باخلاصه له فقال تعالى واياي فارهبون. وقال تعالى فلا تخشون. وقال تعالى افغير الله تتقون وهو على ثلاثة اقسام احدها خوف السر وهو ان يخاف من غير الله ان يصيبه بما يشاء من مرض او فقر او قتل ونحو ذلك. بقدرته ومشيئته سواء ادعى ان ذلك كرامة للمخوف بالشفاعة او على سبيل الاستقلال فهذا الخوف لا يجوز تعلقه بغير الله اصلا. لان هذا من لوازم الالهية فمن اتخذ مع الله ندا يخافه هذا الخوف فهو مشرك. هذا الخوف السر هو محبة التعبد يعني محبة التعبد لغير الله شرك خوف السر لغير الله شرك. نعم وهذا هو الذي كان المشركون يعتقدونه في اصنامهم والهاتهم ولهذا يخوفون بها اولياء الرحمن. كما خوفوا ابراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام فقال لهم كن سلطانا فاي الفريقين احق بالامن ان كنتم تعلمون. وقال قال عن قوم هود انهم قالوا له ان نقول الا اعتراك بعض الهتنا بسوء. قال اني اشهد الله واشهد من دونه فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون. وقال تعالى ويخوفونك بالذين من دونه. وهذا القسم هو الواقع اليوم وهذا القسم هو الواقع اليوم من عباد القبور فانهم يخافون الصالحين بل الطواغيت كما يخافون الله بل اشد. ولهذا اذا توجهت على احدهم ولهذا اذا توجهت على احدهم اليمين بالله اعطاك ما شئت من الايمان او صادقا. فان كانت اليمين بصاحب التربة لم يقدم لم يقدم على اليمين ان كان كاذبا. وما ذاك الا لان المدفون في التراب اخوف عنده من الله ولا ريب ان هذا ماء بل يقول بعضهم لو حلف بالله كاذب الله غفور رحيم بس اذا حلفت بالشيخ كاذب الشيخ ما راح يغفر لك راح يقصم ظهرك. طيب الشيخ ميت شلون يقسم ظهرك لا اله الا الله لا دين ولا عقل. نسأل الله السلامة والعافية نعم. قال ولا ريب ان هذا ما بلغ اليه شرك الاولين بل جهد ايمانهم اليمين بالله تعالى. وكذلك لو اصاب احدا منهم ظلم لم يطلب اشفه الا من المدفونين في التراب. واذا اراد ان يظلم احدا فاستعاذ بالله او ببيته لم يعذه ولو استعاذ بصاحب التربة او بتربته لم يقدم عليه احد. ولم يتعرض له حتى ان بعض الناس اخذ من التجار اموالا عظيمة ايام موسم الحج ثم بعد ايام اظهر الافلاس فقام عليه اهل الاموال لجأ الى قبر في جدة يقال له المظلوم فما تعرض له احد بمكروه خوفا من سر المظلوم. لا حول ولا نعم واشباه والدي رحمه الله انه مر في مكان كان يطلب العلم على قبر يزعم ان هذا القبر لاحد الاولياء حول هذا القبر دائرة اه متر اه ارتفاع الدائرة الحائط متر يقول اه في جميع الجهات حوالي اربعين متر ساحة ترابية فاضية والقبر في الوسط ثم الحائط داير مدار له باب مفتوح متر ارتفاعه يعني اي واحد يستطيع يقول الناس يأتون في قبل موسم الربيع يضعون امتعتهم في هذا المكان ويذهبون الى الجبال يغيبون الشهرين والثلاث والاربع ثم يرجعون يجدون متاعهم لا احد يسرق يخافون من هذا الشيخ المدفون هنا ولو ان احدهم وظع متاعه في المسجد لسرقوه شوفوا كيف كيف يتلاعب الشيطان بعقول الناس صار خوفهم من الميت الذي لو كان حيا والنصوص اربعة قتلوه وما يقدر يسوي شيء اسأل الله السلامة والعافية. نعم قال واشباه هذا من الكفر وهذا الخوف وهذا الخوف لا يكون العبد مسلما الا باخلاصه لله تعالى وافراده بذلك دون ما سواه. الثاني ان يترك الانسان ما يجب عليه من الجهاد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر بغير عذر الا الخوف من الناس. فهذا محرم وهو الذي نزلت فيه الاية المترجم لها وهو الذي جاء فيه الحديث ان الله تعالى يقول للعبد يوم القيامة ما منعك اذ رأيت المنكر ان ان لا تغيره. فيقول يا ربي خشيت الناس فيقول اياي كنت احق ان تخشى آآ رواه احمد. الثالث خوف وعيد الله الذي توعد به العصاة وهو الذي قال الله فيه. ذلك لمن؟ ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد. وقال من خاف مقام ربه جنتان. وقال تعالى في اهلنا مشفقين. وقال تعالى ويخافون يوما كان شره مستطيرا وهذا الخوف من اعلى مراتب الايمان ونسبة الاول اليه كنسبة الاسلام الى الاحسان وانما يكون محمودا اذا لم يوقع في القنوط واليأس من روح الله. ولهذا قال شيخ الاسلام ذو الخوف ما حجزك عن ما حجزك عن معاصي الله فما زاد على ذلك فهو غير محتاج اليه. وبقي قسم رابع وهو الخوف الطبيعي كالخوف من عدو وسبوع او غرق ونحو ذلك فهو لا لا يذم وهو الذي ذكره الله سبحانه عن موسى عليه الصلاة والسلام في قوله ضيفي يترقب. اذا تبين هذا فمعنى قوله تعالى انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه. اي يخوفكم اولياءه هو يوهمكم انهم ذو بأس وذو شدة. قال الله تعالى فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين اي فاذا سول لكم واوهمكم فتوكلوا على الله فانه كافيكم وناصركم عليهم كما قال تعالى اليس الله بكاف عدده يخوفونك بالذين من دونه الى قوله قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون. وقال قال تعالى قاله ابن كثير وقال ابن القيم ومن كيد عدو الله انه يخوف المؤمنين من جنده واولياءه لئلا يجاهدوهم ولا يأمروهم بمعروف ولا ينهوهم عن منكر فاخبر تعالى ان هذا من كيده وتخويفه ونهانا ان نخافهم قال والمعنى عند جميع المفسرين يخوفكم باوليائه قال قتادة يعظمهم في صدوركم. ولهذا قال فلا تخافوهم وخافوني كنتم مؤمنين. فكلما قوي ايمان العبد زال من قلبه خوف اولياء الشيطان. وكلما ضعف ايمان العبد قوي خوفه منهم. قلت فامر تعالى باخلاص هذا خوفي له واخبر ان ذلك شرط في الايمان فمن لم يأت به لم يأت بالايمان الواجب ففيه ان اخلاص الخوف لله من الفرائض. قال المصنف رحمه الله تعالى وقوله تعالى انما يعمر مساجد الله من امن بالله واليوم الاخر واقام الصلاة واتى الزكاة ولم يخش الا الله الاية. قال السارح لما نفى تبارك وتعالى عمارة المساجد عن المشركين بقوله تعالى ما كان للمشركين ان يعمروا مساجد الله اذ لا تنفعهم عمارتها مع الشرك كما قال تعالى منثورا. اثبت تعالى في هذه الاية عمارة المساجد بالعبادة لمؤمنين بالله تعالى واليوم الاخر. المقيمين صلاة المؤتي الى الزكاة الذين لا يخشون الذين لا يخشون الا الله ولا يخشون معه الها اخر كما قال تعالى ولا يخشون احدا الا الله وكفى بالله حسيبا. فهذه عمارة نافعة وهي الخالصة من الشرك فانه نار احرق الاعمال وقوله ولم يخش الا الله قال ابن عطية يريد خشية التعظيم والعبادة والطاعة. ولا محالة ان الانسان يخشى غيره ويخشى المحاذير الدنيوية ان يخشى في ذلك كله قضاء الله وتصريفه. قلت ولهذا قال ابن عباس في الاية لم لم يعبدوا لم يعبد الا الله فان الخوف كما قال ابن القيم عبودية القلب فلا يصلح الا لله كالذل والانابة والمحبة والتوكل والرجاء وغيرها من عبودية القلب وقوله فعسى فعسى اولئك ان يكونوا من المهتدين. قال ابن ابي طلحة عن ابن عباس يقول ان اولئك المهتدون كقوله عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا. وكل عسى في القرآن فهي واجبة. وتضمنت الاية ان من عمر المساجد قاعدة كل عسى في القرآن فهي واجبة. هذه قاعدة من ابن عباس قاعدة مطردة كل عسى في القرآن فهي واجبة من الله سبحانه وتعالى وآآ لم يخشى الا الله المقصود به الخشية التعبدية الخوف التعبدي والخشية التعبدية نعم قال وتضمنت الاية ان من عمر المساجد من المسلمين بالعبادة فهو من المؤمنين كما في حديث اذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالايمان. قال الله انما يعمر مساجد الله من امن بالله واليوم الاخر. رواه احمد والترمذي والحاكم قال المصنف رحمه الله تعالى وقوله ومن الناس من يقول الناس كعذاب الله. الاية. قال السارح قال ابن كثير. يقول تعالى مخبرا من قوم من الذين يدعون الايمان بالسنتهم ولم يثبت الايمان بقلوبهم بانهم اذا جاءتهم محنة في الدنيا اعتقدوا انها من نقمة الله بهم. فارتدوا عن الاسلام. وقال ابن عباس يعني فتنته ان يرتد عن اذا اوذي في الله وقال ابن القيم الناس اذا ارسل اليهم الرسل بين امرين اما ان يقول احدهم امنا واما ان لا يقول ذلك. بل يستمر على السيئات والكفر فمن قال امنا امتحنه ربه وابتلاه وفتنه. والفتنة الابتلاء والاختبار ليتبين الصادق من الكاذب ومن لم يقل امنا فلا يحسب انه يعجز الله ويفوته فيسبقه فمن امن بالرسل واطاعهم عاداه اعداؤهم واذوه فابتلي بما يؤلمه. ومن لم يؤمن بهم ولم يطعهم عوقب في الدنيا والاخرة. وحصل له ما يؤلمه. وكان هذا الالم اعظم وادوم وما من الم اتباعهم فلا بد من حصول الالم لكل نفس امنت او رغبت عن الايمان لكل لكن المؤمن يحصل له الالم في الدنيا ابتداء ثم تكون له العاقبة في الدنيا والاخرة والمعرض عن الايمان تحصل له اللذة ابتداء ثم ما يصير له الالم الدائم. والانسان لابد ان يعيش مع الناس والناس لهم ايرادات وتصورات فيطلبون منه ان يوافقهم عليها. وان لم يوافقهم اذوه وعذبوه وان وافقهم حصل له الاذى والعذاب تارة منهم وتارة من غيرهم. كمن عنده دين وتقى حل بين قوم هجان ظلمة ولا يتمكنون من الا بموافقته لهم او سكوته عنهم فان وافقهم او سكت عنهم سلم من شرهم في ابتداء ثم يتسلطون عليه بالاهانة والاذى اضعاف ما كان يخاف فهو ابتداء لو انكر عليهم وخالفهم. وان سلم منهم فلا بد ان يهان ويعاقب على يد غيرهم لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا فضلا عن غيره وان الله لو قدر لك رزقا اتاك ولو اجتهد الخلق كلهم في دفعه. وان ارادك بمنع لم يأتك مرادك ولو اجتمع الخلق فالحزم كل الحزم بما قالت ام المؤمنين رضي الله عنها لمعاوية من ارضى الله بسخط الناس كفاه الله مؤنة الناس. ومن ارضى الناس بسخط الله لم يغنوا وعنه من الله شيئا. فمن هداه الله والمه رشده ووقاه شر نفسه امتنع من الموافقة على فعل المحرم. وصبر على عداوتهم ثم تكون له العاقبة في والاخرة كما كانت للرسل واتباعهم. ثم اخبر عن حال الداخل في الايمان بلا بصيرة وانه اذا اوذي في الله جعل فتنة الناس له وهي اذاهم له ونيلهم اياه بالمكروه وهو الالم الذي لا بد ان ينال الرسل واتباعهم ممن خالفهم جعل ذلك في فراره منه وتركه السبب الذي يناله به بالله الذي فر منه المؤمنون بالايمان فالمؤمنون لكمال بصيرتهم فروا من الم عذاب الله للايمان وتحملوا ما فيه من الالم الزائل المفارق عن قرب وهذا من ضعف بصيرته فر من الم عذاب اعداء الرسل الى موافقتهم ومتابعتهم. ففر من الم عذابهم الى الم عذاب الله فجعل الم فتنة الناس في الفرار منه بمنزلة الم عذاب الله وغبن كل الغبن اذ استجار من الرمضاء بالنار وفر من الم ساعة الى الم الابد. واذا نصر الله جنده واولياءه قال اني كنت معكم والله عليم بمن طوى عليه صدره من النفاق انتهى قلت وانما حمل ضعيف البصيرة على ان جعل فتنة الناس كعذاب الله هو الخوف منهم ان ينالوه بما يكره بسبب الايمان بالله. وذلك من جملة الخوف من غير الله وهذا وجه مطابقة الاية للترجمة وفي الاية رد على المرجئة والكرامية وفيها الخوف على نفسك والاستعداد للبلاء اذ لابد منه مع سؤال الله العافية قال المصنف رحمه الله عن ابي سعيد رضي الله عنه مرفوعا ان من ضعف اليقين ان ترضي الناس بسخط الله وان تحمدهم على رزق الله وان تذمهم على ما لم يؤتك الله ان رزق الله لا يجره حرص حريص ولا يرده كراهية كاره قال السارح هذا الحديث رواه ابو نعيم في الحلية والبيهقية واعله بمحمد بن مروان السدي وقال ضعيف وفيه ايضا عطية العوفي واورده الذهبي في الضعفاء والمتروكين وقال ضعفوه وموسى ابن بلال قال الازدي ساقط قلت اسناده ضعيف ومعناه صحيح وتمامه وان الله بحكمته جعل الروح والفرح في الرضا واليقين وجعل الهم والحزن في الشك والسخط قوله ان من ضعف اليقين قال في المصباح والضعف بفتح الضاد في لغة تميم وبضمها في لغة قريش خلاف القوة والصحة واليقين والمراد به الايمان كله كما قال ابن مسعود اليقين الايمان كله والصبر نصف الايمان. رواه الطبراني بسند صحيح. ورواه ابو نعيم في الحلية. والبيهقي في الزهد من حديثه مرفوعا. ولا يثبت رفعه قاله الحافظ ويدخل في ذلك تحقيق الايمان بالقدر السابق كما في حديث ابن عباس مرفوعا فان استطعت ان تعمل بالرضا في اليقين فافعل وان لم تستطع فان في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا وفي رواية اخرى في اسنادها ضعف قلت يا رسول الله كيف اصنع باليقين؟ قال انت تعلم ان ما اصابك لم يكن ليخطئك ان تعلم ان ما بكى لم يكن ليخطئك وما اخطأك لم يكن ليصيبك قوله ان ترضي الناس بسخط الله اي تؤثر رضاهم على رضا الله فتوافقهم على ترك المأمور او فعل المحظور استجلابا لرضاهم فلولا ضعف اليقين لما فعلت ذلك ان من قوي يقينه علم ان الله وحده هو النافع الضار وانه لا معول الا على رضاه. وليس لسواه من الامر شيء كائنا ما كان. فلا يهاب احد ولا يخشاه لخوف ضرر يلحقه من جهته. كما قال تعالى ويخشونه ولا يخشون احدا الا الله وكفى بالله حسيبا قوله وان تحمدهم على رزق الله اي تحمدهم وتشكرهم على ما وصل اليك على ايديهم من رزق بان تضفيه اليهم. وتنسى المنعم المتفضل على الحقيقة وهو والله رب العالمين الذين الذي قدر هذا الرزق لك. واوصله اليك بلطفه ورحمته فانه لطيف لما يشاء وهو العليم الحكيم فاذا اراد امرا قيد له اسبابا ولا ينافي ذلك حديث من لا يشكر الناس لا يشكر الله. لان المراد هنا اضافة النعمة الى ونسيان الخالق والمراد بشكر الناس عدم كفر احسانهم ومجازاتهم على ذلك بما استطعت. فان لم تجد فجازهم بالدعاء قوله وان تذمهم على ما لم يؤتك الله. بين الفرق في نسبة النعم من الاسباب وهذا امر مخالف للنص نسبة النعم من الاسباب امر مخالف للنص لكن شكر الاسباب بالاحسان اليهم هذا امر مطلوب شرعا نعم قوله وان تذمهم على ما لم يؤتك الله اي اذا طلبتهم فشيئا فمنعوك ذممتهم على ذلك فلو علمت يقينا ان المتفرد بالعطاء والمنع هو الله وحده وان المخلوق مدبر كلهم في ايصاله اليك لقطعت العلائق عن الخلائق وتوجهت بقلبك الى الخالق تبارك وتعالى عن الخلائق هذا حقيقة حقيقة اه شهود الربوبية قطع العلايق عن الخلائق ان الانسان يدخل بعض الناس على بعض المسؤولين وما يوافقونه على ما يريد يخرج متضجر مذموم ينسى ان الله لو اراد هذا الامر لجعل سهل الامر علي الله لم يرد يجب على الانسان ان يقطع العلائق عن الخلائق نعم قال ولهذا قرر ذلك بقوله ان رزق الله لا يجره حرص حريص ولا يرده كراهية كاره. فلا ترضي الخلق بما يسخط الله ولا تحمدهم على رزق الله ولا تذمهم على ما لم يؤتك الله طلبا لحصول رزق من جهتهم فما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم. قال شيخ الاسلام اليقين يتضمن اليقين في القيام بامر الله وما اعد الله اهل طاعته ويتضمن اليقين بقدر الله وخلقه وتدبيره فاذا ارضيتهم بسخط الله لم تكن موقنا لا بوعده ولا برزقه. فانه انما يحمل الانسان على ذلك اما ميل الى ما في ايديهم في ترك القيام فيه بامر الله بما يرجوه منهم واما ضعف تصديقه بما وعد الله اهل طاعته من النصر والتأييد والثواب في الدنيا والاخرة. فانك اذا ارضيت الله نصرك ورزقك وكفاك مؤنتهم وارضاؤهم فيسخطه انما يكون خوفا منهم ورجاء لهم وذلك من ضعف اليقين. واذا لم يقدر لك ما تظن انهم يفعلونه معك فالامر في ذلك الى الله لا لهم فانه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن. فاذا ذممتهم على ما لم يقدر كان ذلك من ضعف يقينك فلا فلا تخف فلا تخفهم ولا ترجهم ولا تذم ولا ولا تذمهم من جهة نفسك وهواك ولكن من حمد الله ورسوله ولكن من حمده الله ورسوله منهم فهو المحمود ومن ذمه الله ورسوله فهو ولما قال بعض وفد ولما قال بعض وفد بني تميم اي محمد اعطني فان حمدي زين وذمي شين قال صلى الله عليه وسلم ذلك الله. وفي الحديث ان الايمان يزيد وينقص وان الاعمال داخلة في الايمان والا لم تكن في هذه الثلاث من ضعفه واضدادها من قوته. يعني الانسان ينبغي ان يدرك ان من ضعف اليقين ان الانسان يخاف الناس ويرجو الناس ويذم الناس على المنع والعطاء هذا من ضعف اليقين ولو فتشنا لوجدنا كلنا ذلك الرجل. نسأل الله السلامة والعافية حقيقة نحن بحاجة الى معالجة اليقين القلب لا ينبغي للعاقل ان يخاف وان يرجو ان يذم احدا من الخلق انما يجعل ذمه تابعا لذم الله ورسوله ومدحه تابعا لمدح الله ورسوله مو عشان اعطاك تمدحه عشان منعك تلت ذمة لا اذا خدم دين الله امدحه اذا لم يخدم دين الله ذمه ما تجعل ذمه ومدحه بناء على ما اعطاكم ما منعك هذا امر عجيب نعم. قال المصنف رحمه الله عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه وارضى عنه الناس. ومن يلتمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه واسخط عليه الناس. رواه ابن حبان في صحيحه. قال الشارح هذا الحديث رواه ابن حبان بهذا اللفظ الذي ذكره المصنف ورواه الترمذي عن رجل من اهل المدينة قال كتب معاوية عائشة ان اكتبي لي كتابا توصيني فيه ولا تكثري علي. فكتبت عائشة الى معاوية سلام عليك. اما بعد فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من التمس رضا الله بسخط الناس كفاه الله مؤنة الناس. ومن التمس رضا الناس بسخط الله وكله الله الى الناس والسلام عليك وهو ابو نعيم وغيره. قوله من التمس اي طلب قال شيخ الاسلام وكتبت عائشة الى معاوية وروي انها رفعته من ارض من ارضى الله بسخط الناس والله مؤنة الناس ومن ارضى الناس بسخط الله لم يغنوا عنه من الله شيئا. هذا لفظ المرفوع ولفظ الموقوف من ارضى الله بسخط الناس رضي الله عنه عنه الناس ومن ارضى الناس بسخط الله عاد حامده من الناس له ذاما. هذا لفظ المأثور عنها وهذا من اعظم الفقه في الدين والمأثور احق واصدق. فان من ارضى الله بسخطهم كان قد اتقاه. وكان عبده وكان عبده الصالح والله يتولى الصالحين وهو كاف عبده. ومن يتق الله يجعل له مخرجا. ويرزقه من حيث لا يحتسب الله يكفيه مؤنة الناس بلا ريب. واما كون الناس كلهم يرضون عنه فقد لا يحصل ذلك. لكن يرضون اذا سلموا من الاغراض. واذا تبين لهم والعاقبة ومن ارضى الناس بسخط الله لم يغنوا عنه من الله شيئا كالظالم الذي يعض على يديه واما كون حامده ينقلب ذاما فهذا يقع كثيرا ويحصل في العاقبة فان العاقبة للتقوى لا تحصل ابتداء عند اهوائهم. قلت وانما يحمل انسان على ارضاء الخلق بسخط للخالق هو الخوف منهم. فلو كان خوفه لله لما ارضاهم من سخطه فان العبيد فقراء عاجزون. لا قدرة لهم على نفع ولا ضر البتة. وما بهم من نعمة فمن الله. فكيف سنب الموحد المخلص ان يؤثر رضاهم على رضاء رب العالمين الذي له الملك كله وله الحمد كله وبيده الخير كله ومنه الخير كله واليه يرجع الامر كله لا اله الا هو العزيز الحكيم. سبحانه وقد اخبر تعالى ان ذلك من صفات المنافقين في قوله انهم قوم لا يفقهون. وما احسن ما قيل اذا صح منك الود يا غاية المنافق كل الذي فوق التراب تراب. قال ابن رجب فمن تحقق ان كل مخلوق فوق التراب فهو تراب فكيف يقدم طاعة من هو تراب على طاعة رب الارباب ام كيف يرضي التراب بسخط الملك الوهاب؟ ان هذا لشيء عجاب. وفي الحديث عقوبة من خاف الناس واثر رضاهم على رضا الله وان العقوبة قد تكون في الدين عياذا بالله من ذلك. فان المصيبة في الاديان اعظم من المصيبة في الاموال والابدان. وفيه شدة الخوف على على عقوبات الذنوب لا سيما في الدين فان كثيرا من الناس يفعل المعاصي ويستهين ويستهين بها ولا يرى اثرا لعقوبتها ولا يدري المسكين بماذا اصيب. فقد تكون عقوبته في قلبه. كما قال تعالى فاعقبهم نفاقا في قلوبهم الى يوم كونه بما اخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون. اللهم انا نعوذ برضاك من سخطك وبعفوك من عقوبتك وبك منك لا نحصي ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك. لا اله الا انت سبحانك سبحانك اللهم وبحمدك نشهد ان لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك جزاكم الله خيرا بارك الله فيك يا شيخ