لله دره ما عقله ونحن نقول انا اذا وثقنا بحبنا في الله ولله لاشخاص لا يظرنا انقطاعهم عنا ولا يظر اقوال الوشاة فيهم عنا او لهم عنا فالعاقل يتفقد ترك الجفاء حسن التعهد في هذا الحديث من الفوائد حسن التعهد للغلام اليهودي فكيف باخيك المسلم الذي اخيته في الله تبارك وتعالى قال الامام البخاري رحمه الله باب حسن العهد من الايمان الحمد لله رب العالمين احمده سبحانه جعل المؤمنين اخوة في الدين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اخى بين المهاجرين والانصار صلى الله عليه وعلى اله وصحبه الابرار ومن سار على دربه واختفى اثره الى يوم القرار وبعد فهذه كلمة في اهمية تعاهد الاخوة كلنا نعلم ان الانسان بحاجة الى اخيه وان المسلم بحاجة الى اخيه المسلم وان الله سبحانه وتعالى جعل بين المؤمنين رباط الاخوة فقال سبحانه انما المؤمنون اخوة والنبي صلى الله عليه وسلم قال كما عند البخاري ومسلم من حديث ابي هريرة كونوا عباد الله اخوانا المسلم واخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره ثم اشار بيده الى صدره قال التقوى ها هنا التقوى ها هنا التقوى ها هنا بحسب امرئ من الشر ان يحقر اخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه وتعهد الاخوة من الايمان فقد جاء في حديث عائشة رضي الله عنها عند الحاكم بسند حسن كما قال الامام الالباني رحمه الله ان حسن العهد من الايمان هذا الحديث يدلنا على اهمية ان نتعاهد اخوتنا فان اخاك الذي اخيته في الله تبارك وتعالى ربما مرض فتسأل عنه ربما انه افتقر فتعينه ربما انه اغتنى وتذكره ربما انه صار غريبا فتأنسه ربما ان اخاك صار مشغولا فانت تذكره بالله جل وعلا قال الامام ابو حاتم البستي رحمه الله تعالى والبشر مجبولون على اخلاق متباينة وشيم مختلفة فكل واحد يحب اتباع مساعدته وترك مباعدته كل واف كل واحد يحب اتباع مساعدتي وترك مباعدتي فمتى رام من اخيه ضد ما وطن نفسه عليه قلاة واذا تبين له منه خلاف ما اظمر عليه قلبه ملة ومن الملال يكون الاستثقال ومن الاستثقال يكون البغض ومن البغض تهيج العداوة والاشتغال هذا بمن نعته للعاقل حمق وهذا كلام نفيس يدلنا على اهمية ان يتعاهد الاخوان بعضهم بعضا وان يدرك المرء ان طبايع الناس متنوعة فهذا يشغله شيء ما فانت تذكره وهذا غفل فانت ترغبه وهذا مريض فانت تدعو له وتطببه وهكذا وقد جاء في حديث انس ان النبي صلى الله عليه وسلم اخى بين المهاجرين والانصار وكان ممن اخى بين سلمان وابي الدرداء واخى بين عوف بن مالك وبين الصعب ابن جثام وكان سلمان يعاهد اخاه ابا الدرداء وجاء عن انس من فعل النبي صلى الله عليه وسلم ان غلاما يهوديا كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم غلام ويهودي يختم النبي صلى الله عليه وسلم فمرظ فاتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوده قال الشراح فيه من الفوائد حسن العهد من الايمان فبوب بالحديث الذي ليس على شرطه عند الحاكم واورد تحته حديثا على شرطه من حديث عائشة رضي الله عنها قالت ما غرت على احد من ازواج النبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجته وما بي ان اكون ادركتها وما ذاك الا لكثرة ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم لها وان كان ليذبح الشاة فيتتبع بها صدائق خديجة فيهديها لهن قال الامام ابو حاتم رحمه الله الواجب على العاقل الا يغفل عن مؤاخاة الاخوان واعداد به اياهم للنوائب والحدثان لان من تعزى عن موضع سلوته باخيه عند الهموم والغموم كان عقله الى التقديح اقرب ومن النماء انقص قال معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه ما احب الدنيا او ما احب الحياة الا لصوم الهواجر يعني الصيف وقيام الليالي الشاتية ومحادثة الاخوان قال محمد ابن واسع رحمه الله لم يبقى من العيش الا ثلاث الصلاة في الجماعة يرزق فضلها وتكفى سهوها وكفاف من معاش ليست لاحد من الناس عليك فيه منة ولا لله عليك فيه تبعة واخ محسن العشرة زغت قومك يعني وان تركك قومك يبقى هو معك هذا دليل على حسن العهد ومن اللذات ما قاله بعض العلماء محادثة الاخوان وحسن عهدهم فان كان في الله كانت لذة وعبادة وان كانت آآ المحادثة والمعاهدة للدنيا كانت لذة وقتية وما المرء الا باخوانه كما نقبض الكف بالمعصم ولا خير في الكف مقطوعة ولا خير في الساعد الاجنبي قال الامام ابو حاتم رحمه الله الواجب على العاقل الا يعد في الادواء اخاء من لم يواته الظراء ولم يشاركه في السراء ورب اخي اخاء خير من اخي ولادتي وهذا مشاهد بعض الاخوة احب الى الانسان من اخوته لامه وابيه وما ذاك الا لانه يجده في الضراء معينا وفي السراء يجده مذكرا ومؤانسا وفي السفر يجده مؤلفا معينا واذا غاب تذكره واذا تأخر اثره ولذلك قال الامام ابو حاتم رحمه الله ومن ومن اتم ومن اتم ما يحفظ الاخوة تفقد الرجل لامور من يوده تفقد الرجل لامور من يوده فيسأل عنه وعن ابيه وعن اهله واولاده عنا اخوانه وعن اصحابه ولا يقبل قول الواشين فيه ويذمهم لما يعلم من اليقين عنه بل اذا بلغه منه شيء يستوثق منه اولا ولا يجعل بينه وبينه وسائط يشوشون علي ويريدون افساد الود بينه وبينه والود الصحيح هو الذي لا يميل الى نفع ولا يفسده منع والمودة امن كما ان البغظاء خوف والعاقل لا يؤاخي الا من خالفه على الهوى واعانه على الرأي ووافق سره على نيته لان خير الاخوان من لم يناقش كما ان خير الثناء ما كان على افواه الاخيار فمتى ما اخى المرء من لم يصافه بالوفاء فحينئذ يجد مضرة ذلك فينبغي على المرء ان نتعاهد اخوان ولقد احسن العباس ابن عبيد ابن يعيش حيث يقول كم من اخ لك لم يلده ابوك واخ ابوه ابوك قد يجفوك صافي الكرام اذا اردت اخاءهم واعلم بان اخ الحفاظ اخوك اي اللي يحافظ الود ويتعاهده كم اخوة لك لم يلدك ابوهم وكانما اباهم ولدوك لو كنت تحملهم على مكروهة تخشى الحتوف بها لما خذلوك. واقارب لو ابصروك معلقا بنياط بك ثم ثم ما نصروك الناس ما استغنيت كنت اخا لهم واذا افتقرت اليهم فضحوك والامر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم الناس كابل مئة لا لا تكاد تجد فيها راحلة في حال السراء يجد الانسان مئات الناس حوله فاذا ما وقع في ظر لم يجد حوله من المئة الا واحدا قال ايوب السختياني رحمه الله قال يزيدني حرصا على الحج لقاء اخوان لي لا القاهم بغير الموسم ولذلك قال الامام ابو حاتم رحمه الله الواجب على العاقل ان يعلم ان الغرض من المؤاخاة ليس الاجتماع والمؤاكلة والمشاربة ليس هذا هو المقصود ولكن المقصود بارك الله فيكم ورعاكم الله ان نتعاهد اخواننا في الله ولله لا ينبغي لمن قدر ان يمنع اخاه شيئا يحتاج اليه ليجبر به مصيبته او يفرج به كربته ان يمنعه من ذلك بل عليه ان يبادر قال يونس ابن عبيد وقد اصيب بمصيبة فقيل له صاحبك ابن عوف لم يأتك اي في تلك المصيبة فقال انا اذا وثقنا بمودة اخينا لم يضره الا يأتينا مع الاخوان ويراعي محوها ان بدت منه ولا يجب ان يستضعف الجفوة اليسيرة لان من استصغر الصغيرة يوشك ان يجمع اليه صغيرا. فاذا الصغير كبير بل يبلغ مجهوده في محوها لانه لا خير بالصدق الا مع الوفاء لا خير في الصداقة الا مع الوفاء كما لا خير في الفقه الا مع الورع وان من اخرق الخرق التماس المرء الاخوان بغير وفاء لذلك قال محمد بن محمد البكري احذر مودة ماذق خلط المرارة بالحلاوة يحصي الذنوب عليك ايام الصداقة للعداوة وقال محمد ابن ابراهيم البصري لا يغرنك صديق ابدا لك في المنظر حتى تخبره كم صديق كنت منه في عمى؟ غرني منه زمانا من ظرف كان يلقاني بوجه طلق وكلام كالاي ينثره فاذا فتشته عن غيبه لم اجد ذاك لود يظمره فدعي الاخوان الا كل من يضمر الود كما قد يظهره. فاذا فزت بمن يجمع ذا فاجعله لك ذخرا تظهر وهذه وصية عظيمة قال الامام ابن ابن ابي حاتم رحمه الله عن سعيد ابن المسيب قال وضع عمر ابن الخطاب رضي الله عنه للناس ثمانية عشر كلمة كلها حكم وفيها قال ما كافأت من يعصي الله فيك بمثل ان تطيع الله فيه وظع امر اخيك على احسنه. حتى يأتيك منه ما يغلبك هذه كلمات من امير المؤمنين عمر رضي الله تعالى عنه ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يجعلنا ممن يصفون بهذا الخلق العظيم حسن التعاهد للاخوة والاخوة والذين يسألون عن اخوانهم اذا انقطعوا ويعينونهم اذا احتاجوا ويزورونهم اذا مرضوا ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يجعلنا اخوتنا في الله ولله وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والحمد لله رب العالمين