واقبل وادبر قال في اخر الامر ان هذا الا قول ان هذا الا قول البشر بعدما كاد ان يسلم قال انه قول البشر فقال الطحاوي رحمه الله فتوعده الله بسقر بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. اللهم اغفر لي ولشيخنا وللحاضرين. قال الامام احمد رحمه الله تعالى في كتابه اصول السنة والقرآن كلام الله وليس بمخلوق ولا يضعف ان يقال ليس بمخلوق. قال فان كلام الله ليس بمائل منه ولا ليس منه شيء مخلوق واياك ومناظرة من احدث فيه ومن قال باللفظ وغيره. ومن وقف فيه فقال لا ادري مخلوق او ليس بمخلوق وانما هو كلام الله فهذا صاحب بدعة مثل من قال هو مخلوق. وانما هو كلام الله ليس بمخلوق وهذه مثل ما قلت لكم مثل ما قلت لكم هي محل اجماع رؤية الله يوم القيامة هذه محل الاجماع ولكن اختلفوا هل رؤية الله يوم القيامة تكون عامة فيراه الكفار والايمان بالرؤية يوم القيامة كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من الاحاديث الصحاح وان النبي صلى الله عليه وسلم قد رأى ربه فانه مأثور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم صحيح. رواه قتادة عن عكرمة عن ابن عباس ورواه الحكم ابن ابان عن عكرمة عن ابن عباس ورواه علي ابن زيد عن يوسف ابن مهران عن ابن والحديث عندنا على ظاهره كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم. والكلام فيه بدعة ولكن نؤمن به كما جاء على ظاهره ولا نناظر فيه احدا الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين وبعد. فان اهل السنة والجماعة كما تعلمون يثبتون ما جاء من صفات الله تبارك وتعالى وآآ كثيرا ما تجدون من المتصنفين في هذا الباب يقدمون مسألتين مسألة الاستواء ومسألة القرآن ذلك لان من اثبت لله عز وجل الاستواء فانه لما سوى ذلك من الصفات اتت ومن لم ومن لم يثبت الاستواء فانه لا يثبت في الواقع صفة على طريقة اهل السنة والجماعة واما مسألة القرآن فان اهل السنة يتكلمون في اثبات انه كلام الله عز وجل كما هو الواقع وانه غير مخلوق لان في اثباته اثبات للشرع ولابد للمسلم ان يعتقد ان القرآن كلام الله عز وجل وليس بمخلوق من مخلوقاته وذلك من عدة اوجه عقلية ونقلية. اما الاوجه النقلية فهي كثيرة القرآن كله مليء قال الله يقول الله وقال ربك ومن جملة ذلك قوله جل وعلا وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله وهو انما يسمع القرآن من القارئ فدل ان القرآن كلام الله جل وعلا. ومما يدل على انه كلام الله عز وجل منقولا قوله تبارك وتعالى وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله وادعوا شهدائكم من دون الله ان كنتم صادقين. فقوله وادعوا شهدائكم من دون الله علمنا انه الله اذ لو كان كلام دونه لكان داخلا تحت هذا العموم ولم يقل ان كنتم في ريب ما نزلنا على عبدنا اتوا انتم بكلام مخلوق مثل كلامنا ومما يدل على ان القرآن كلام الله من حيث النقل ان فيلسوف قريش الوليد بن المغيرة لما فكر في شأن القرآن ودبر وتدبر وتأمل قال ساصليه سقر فعلمنا انه كلام رب البشر. واما الادلة العقلية في ان القرآن كلام الله عز وجل فهي كثيرة منها ان القرآن لو كان مخلوقا فالامر كما قال عبد الله بن المبارك رحمه الله كيف يقول المخلوق انني انا الله؟ هذا سؤال مهم لذلك كان غير جائز لافضل المخلوقات محمد صلى الله عليه وسلم ان يقول هذا الكلام ولا لعيسى ولا لموسى ولا لجبريل فكيف لمخلوق ان يقول انني انا الله ونحن نعلم علم اليقين ان القرآن مليء بالظمائر التي تدل على ظمير الخطاب ضمير المخاطب فالله يخاطب جل وعلا ويخبر عن نفسه ذلك قال الامام ابن المبارك رحمه الله انا لنسمع كلام اليهود والنصارى ونحكيه ولكن نستحي ان نحكي كلام الجهمية لان اليهود والنصارى يقولون الله كلم موسى وكلم عيسى وهم هؤلاء الجهمية يقولون الله ما كلم موسى طيب من الذي قال لموسى لما جاء عند الوادي المبارك عند الشجرة انني انا الله ثم العقل يدل على ان القرآن كلام الله جل في علاه ان الكلام من حيث هو الكلام من حيث هو لا يمكن ان يقوم بنفسه فالكلام اما ان يقوم في محل او يكون قائم بنفسه فنحن ندرك من جهة العقل ان الكلام صفة قائمة في الذوات فان قال قائل فان الله جل وعلا قادر على ان يخلق الصفات ذواتا نقول نعم هو قادر ولكن لما نحن نرى ان الله عز وجل نسب القرآن الى نفسه نجد ان هذه النسبة ليست نسبة خلق لانه لو كانت نسبة لو كانت النسبة نسبة خلق لما كان فرق بين كلام الله ورسول الله ومن هنا ننتبه ان الناس في الاظافات الى الله انقسموا الى قسمين والحق خلافهما فمنهم وهو عامة قول المعتزلة ان كل مضاف الى الله فهو اضافة تشريف يقولون كلام الله مثل رسول الله فالقرآن كلام الله مثل محمد رسول الله عندهم مخلوق من المخلوقات وعكسهم قوم زعموا ان كل مضاف الى الله هو عين المضاف او هو جزء من المضاف وهذا قول غلاة المتصوفة الحلولية او الاتحادية او اهل وحدة الوجود اما اهل السنة والجماعة فانهم يقولون المضاف الى الله تبارك وتعالى ينقسم الى ثلاثة اقسام من حيث التفصيل وقسمين من حيث الاجمال اما من حيث الاجمال فان المضاف الى الله ان كان عينا قائما بنفسه ثم اضيف الى الله فانه من باب اضافة التشريف وكيف نعلم ان المضاف اليه له عين قائمة الامر سهل اقطع الاظافة ثم انظر هل يمكنك الاشارة او هل يمكن الاشارة الى المضاف او لا يمكن فمثلا بيت الله اذا قطعناه عن الاظافة نقول هذا البيت العتيق رسول الله اذاه عن الاظافة نقول هذا الرسول عبد الله اذا قطعناه عن الاظافة نقول هذا العبد اذا نعرف اضافة الاعيان الى الله انها اظافة تشريف وقلق وايجاد وتدبير النوع الثاني ان يضاف الى الله جل وعلا ما لا يمكن ان يشار اليه بنفسه عندما نقطعه عن الاظافة فمثلا لو قال لنا قال علم الله نحن نقول القرآن من علم الله وما جاء به الرسل من علم الله والغيب من علم الله لكن لا يمكن ان نستطيع ان نشير الى شيء اسمه هذا العلم ونقول انه مخلوق ما يمكن هذا لان العلم ليس له وجود في الخارج حتى يمكن الاشارة اليه العلم يقوم الذوات وهكذا لما نقول وجه الله يد الله وهكذا مما نقول قدرة الله سمع الله بصر الله وهكذا لما نقول كلام الله فان قال قائل فان القرآن موجود في المصحف فنحن نشير اليه اشارة ونقول القرآن موجود في اصوات القراء. فنحن نشير الى اصواتهم اشارة فان قال قائل القرآن موجود في صدور الحفاظ فنحن نشير اليه اشارة قلنا نعم هذا حق قل فانت تشير الى ما هو مكتوب وتشير الى ما هو مسموع وتشير الى ما هو محفوظ الحفظ فعل العبد والمحفوظ كلام الرب القراءة فعل العبد والمقروء كلام الرب المكتوب كلام الرب والكتابة فعل العبد وهذا نظيره لو ان احدكم سئل انما الاعمال بالنيات قول من؟ يقول قول رسول الله صلى الله عليه وسلم مع ان اننا سمعنا هذا الكلام من صوته فلماذا قال انه كلام النبي صلى الله عليه وسلم؟ باعتبار انه الذي صدر منه هذا الكلام باعتبار انه منشد اذا الكلام ينسب الى من ينشئ ولا ينسب الى من ينقل ولهذا ينبغي علينا ان ندرك ان المضاف الى الله من الصفات هي اظافة الصفة للموصوف بقي القسم الثالث عند التفصيل وهو ان يضاف الى الله شيء لا يمكن ان يقوم ان يضاف الى الله شيء هو قائم في مضاف اخر يمكن قطعه وهذا لا يكون الا في المصادر اذا نستطيع ان نقول القسم الثالث اضافة المصادر الى الله. هل المراد لما نضيف المصدر الى الله امر يأمر امرا ما هو المصدر؟ الامر فاذا اضفنا الامر الى الله طيب الروح التي هي قائمة في نفس عيسى او في نفس ادم او في انفسنا. اذا اظيفت الى الله فنحن نقول ان هذه الارواح قامت في انفس على نية مشارة اليها اذا هذه اضافة تشريف كاظافة عين الصفة لما نقول نحن علم رسول الله من علم الله اذا ليس معنى ان هذا العلم صفة لله الذي هو صفة لرسول الله. فصفة رسول الله غير صفة الله. وهكذا لما نقول عن عيسى رح الله كما نقول عن ادم ونفخت فيه من روحي وكما نقول نحن ارواحنا من الله اذا هذه اضافة الخلق والتشريف والايجاب والمصدر اذا اضيف الى الله عز وجل ينبغي يا طلاب العلم ان تنتبهوا ان المصادر اذا اظيفت الى الله فتتأمل في سياقها وسباقها ولحاقها هل المراد من المصدر المضاف الى الله في هذا الموضع هو الفعل فذلك يكون صفة للرب جل وعلا هل مضاف من المصدر في هذا الموضع في هذا السياق في هذا اللحاق هو المفعول المفعول مخلوق الله جل وعلا اذا لا بد ان ندرك ان الامر الذي هو المصدر اذا اظيف الى الله جل وعلا الكلمة اذا اظيفت الى الله جل وعلا ننتبه الى هذه الاظافة لما اظاف الله كلمته لما قال عن عيسى روح عن عيسى رح الله وكلمته كما جاء في الحديث وكلمته القاها الى مريم اذا كلمته هذه اضيفت الى الله تبارك وتعالى ننظر الى السياق هل المضاف الى الله تبارك وتعالى هنا المقصود به فعله فيكون بما معنى الكلمة كلمة كن وكل فعل الرب عز وجل وقوله اذن كن قوله لما ننظر للسياق ونجد ان المقصود بالكلمة عيسى عليه الصلاة والسلام اذا نعلم ان المقصود به مفعوله مجعوله مقول قوله الاثر المترتب على قوله كن فيكون ولذلك يقول العلماء رحمهم الله ان من اسهل ما يرد على من يزعم ان القرآن مخلوق وان كلام الله مخلوق قول له ان الله خلق عيسى بقوله كن فيكون طيب قوله كن اي شيء خلق فلا بد انه يلجم او يزعم انه خلق كلمة كن بكلمة اخرى قبلها. ما هي؟ كن اخرى. طيب تتسلسل الى متى هذا يدلنا على ان كلام المعتزلة بان الاظافة اظافة تشريف كلام باطل. لذلك ايها الاخوة هذه المسألة مسألة عظيمة ظل فيها الطوائف واثبات ان القرآن كلام الله يعطينا علما بمنزلة هذا القرآن الذي قال عنه ابو بكر انه الصديق رضي الله عنه انه ليس كلامي ولا كلام انه ليس كلامي ولا كلام صاحبي انه كلام الله وكان عكرمة ابن ابي جهل رضي الله تعالى عنه بعدما اسلم عكرمة كان يأخذ المصحف ويضعه على وجهي ويقول كلام ربي منشور ربي ويقول خبيب رضي الله تعالى ان يقول خباب رضي الله تعالى عنه ما تقرب احد الى الله بمثل ما خرج منه ولذلك الله سبحانه وتعالى القرآن يقول عن القرآن كتاب احكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير من لدن اذا هو كلام الله جل وعلا. لذلك قال الامام احمد في بيان هذا الاصل العظيم والقرآن كلام الله القرآن ننتبه القرآن آآ مصدر يا اخوان القرآن مصدر والمصدر يطلق ويراد به بيطلق ويراد به المفعول وهذا الاسم القرآن يطلق ويراد به العلمية وهنا كلام الامام والقرآن كلام الله المقصود به الالمية وهو الموجود بين دفتيه من الفاتحة الى الناس هذا كلام الله عز وجل الموجود بين دفتين يقال له القرآن وهو الذي قال الله عنه ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوى فاشار بقول ان هذا القرآن بالعلمية ولكن قد يأتي القرآن مصدرا ويراد به القراءة. كقوله عز وجل ان قرآن الفجر كان مشهودا. اي قراءة الفجر ويمكن ان يقصد ان يكون المقصود بالقرآن المقروء كما يقول الانسان قرأت قرأت القرآن قرأت القرآن اي قرأت ايات من القرآن مقروءا. قال والقرآن كلام الله. هذه الاظافة الصف الى الموصوف لا يحتمل اضافة الكلام الى الله معنى اخر لان الكلام كما ذكرت لكم انما يقوم بالعين ولا يقوم بنفسه ولابد للمسلم ان يعتقد ان القرآن كلام الله وانه ليس بمخلوق. لذلك قال الامام احمد وليس بمخلوق لماذا نعتقد ان القرآن كلام الله ليس مخلوق؟ لان المبتدع من الجهمية والمعتزلة زعموا انه مخلوق كان المسلمون مجمعون مطبقون ان القرآن كلام الله. لا يخطر ببال احد منهم انه مخلوق حتى جاء الجهم ابن صفوان الترمذي وشيخ الجعد ابن درهم فزعموا للناس هذه المقالة الشنيعة التي قال عنها خالد ابن عبد الله القسري ايها الناس ان اه جهما ان جعدا يزعم ان الله لم يكلم موسى تكليما ولم يتخذ ابراهيم خليلا. وليس في السماء الاه. اذا لا بد للمسلم ان يقول القرآن كلام الله ليس بمخلوق وقد جاء رجل كما في كتاب الحيدة وغيره جاء رجل وقال القرآن شيء او ليس بشيء فتأملوا معي لهذه الاسئلة التي يراد من ورائها التظليل فان قال مسلم القرآن شيء؟ قال ان الله يقول الله خالق كل شيء فهذا ليس بحجة لذلك قال العلماء رحمهم الله ان الله تبارك وتعالى قال عن نفسه قل اي شيء اكبر شهادة فالله شيء هذا دليل واهي وبعضهم يقول كيف تقول القرآن ليس بمخلوق هل القرآن خالق وهذه وهذا يعني سؤال غلط سؤالنا المروءة المقصود من ورائه المغالطة لذلك ايها الاخوة ينبغي على الانسان ان يتفطن للاسئلة التي قال الله عنها لا تسألوا عنها شيئا تبدى لكم تسوء للاسئلة التي يراد من وراءها المغالطة يراد من وراءها تفرقة كلمة المسلمين يراد من ورايا تفرقة الكلمة في الدين الذي يقول لنا هل القرآن آآ خالق او مخلوق؟ نقول القرآن ليس بخالق ولا مخلوق القرآن صفة الخالق هذا مثل الذي يأتيك انت ويقول لك كلامك انت كلامك انت حجر ولا حديد تقول له كلامي انا لا حجر احد كلامي انا صفة من صفات والاسئلة الخاطئة لا ينبغي الرد عليها الا بالتفصيل يزيلوا التلبيس. قال ولا يضعف ان يقول القرآن ليس بمخلوق لماذا قال لا يضعف؟ لان هناك من الناس من كان يضعف عن هذا القول لماذا يضعف؟ يقول اه هل ثبت ان الصحابة تكلموا في هذه القضية يقول ان كان المقصود انهم تكلموا من حيث المنطوق فكلهم يقولون القرآن كلامه يقول اذا نقف على هذا نقول نعم كان يسعنا الوقوف قبل وجود الاختلاف اما وقد وجد النزاع فهنا انتبهوا لهذه القضية لما وجد النزاع في القرآن الان لا يسعنا الوقوف لماذا لا يسعنا الوقوف لان الامر اما ايجاب والشيء واما سلبه ما في طرف ثالث حتى انت تقول انا اقف في الطرف الثالث فاذا وقفت فالوقوف مع السلب والايجاب دليل على الجهل او دليل على عدم العلم او دليل على التلبيس لهذا نحن نقول القرآن اما ان يكون كلام الله او لا يكون كلام الله فان قال ليس بكلام الله كفر ثم يقول القائل ممن يكون مخلوقا او لا يكون مخلوق لانه صفة الخالق فما في طرف ثالث يجب ان تعتقد الان بعد وجود هذه الفتنة ان القرآن كلام الله ليس بمخلوق ولا تظعف لان الضعف ها هو نعي وعجز وجهل لان اثبات احد الامرين لازم مثل انسان يجيك يقول لك انت تعتقد ان الله موجود او ليس بالموجود الان ما يسعك السكوت وتقول والله السلف ما خاضوا في هذه القضية انا ما اريد ان اخوض لابد ان تعتقد ان الله عز وجل موجود بغض النظر هذه اللفظة ثبتت او ما ثبتت لكن المعنى ثابت عن الشغف بالتواتر وبالعقل فكذلك القرآن كلام الله ليس بمخلوق هذا يجب ان يكون الانسان فيه قويا لان الذي يقول انا لا اقول مخلوق ولا اقول ليس بمخلوق ماذا يثبت؟ يثبت طرفا ثالثا وليس ثم طرف ثالث في النقيظين النقيظان لا بد من اثبات احدهما ما في طرف ثالث وسلب النقيضين كالجمع بين النقيضين لا يمكن فاذا كانت العال عقلاء يعلمون ان الجمع بين النقيضين غير ممكن فالسلب بين النقيضين غير ممكن فحينئذ الوقوف على آآ من الجانبين في مسافة واحدة هذا يعني الجهل المركب قال فان كلام الله ليس بباء منه وليس منه شيء مخلوق هذه كلمة جميلة من ادلة اهل السنة يقول ابن طالب يقول ابو طالب المشكداني قال اتى رجل الامام احمد فقال يا ابا عبد الله ان في نفسي شيئا من القرآن فقال له ابو عبد الله انت مخلوق؟ قال نعم. قال وكلامك قال مخلوق قال الله مخلوق؟ قال لا. قال فكلامه لا يكون مخلوقا قال ابو طالب المشكداني فذهب الذي كنت اجده في نفسي لذلك قال الامام احمد فان كلام الله ليس ببائن منه ما معنى ليس ببين؟ ما في شيء ما هو شيء منفصل حتى تشير اليه انت اما وجود القرآن في المصحف فهذا وجود كتابي لان انواع الوجود مع الوجود اربع اما وجود حقيقي وهذا وجود العين الخارجي مثل وجودك ووجود مثل وجود السماء والارض وجود الملائكة وجود الرب جل وعلا هذه وجود عياني حقيقي ذاتي والنوع الثاني وجود ذهني خيالي علمي كما في خيالنا وعلمنا بوجود النقيض لكن ليس له حقيقة في الخارج كما في علمنا وخيارنا بالعنقاء لكن ليس له حقيقة في الخارج فهذا وجود خيالي ذهني علمي النوع الثالث ووجود لفظي وجود لفظي ومثل الانسان لما يقول زيد اذا او كلمة كلمة زيد نطق بها وليس كلمة زيد هو عين زيد لان عينه زيد وجود معيانين وكلمة زيد وجود لفظي والنوع الرابع هو الوجود الكتابي فالقرآن كلام الله عز وجل صفة قائمة بذاته سبحانه وتعالى ثم كونه موجودا في المصاحف هذا وجود كتابي او موجودا في الالسن فهذا وجود نطقي فلا وكان موجودا في الحفظ والاذهان فهذا وجود علمي. فلا ينبغي للانسان ان آآ يعني لا هذه الامور علينا ان نضبط قال فان كلام الله ليس ببائن منه كلام الله صفة من صفات اليس علم الله صفة من صفاته؟ القرآن من علم الله كمن قال الامام احمد رحمه الله لما تكلموا معه في الصفات قال ما تقولون في علم الله ان قالوا علم الله مخلوق معناه انه لم يكن عالما ثم علم وهذا كفر لا يختلف عليه اثنان ولا ينتطح عليهن عنزة اذا القرآن من علم الله كما قال عز وجل انزله بعلمه والقرآن نزل وفيه علم الله جل وعلا كما قال ابن عباس وغيره قال فان كلام الله ليس بباين منه وليس منه شيء مخلوق. نعم. الله جل وعلا بصفاته الخالق لا يكون هو جل وعلا لا يكون هو جل وعلا شيء منه مخلوق ولا يكون هو جل وعلا محلا لان يحل فيه المخلوقات. تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. فصفات الله تبارك وتعالى كل صفات له جل وعلا. لا يجوز ان يقال ان الله اتصف بها بعد ان لم يكن. لان هذا يعني انه مخلوق الله جل وعلا اجلي بصفاته وابدي بصفاته سبحانه وتعالى هذا ما يتعلق النسبة للقرآن وانه كلام الله عز وجل ثم قال الامام واياك ومناظرة من احدث فيه في الواقع كلنا نقرأ التحذيرات الشديدة من كلام السلف عن المناظرات وعن خصومات في الدين ولكن مع الاسف نجد ان اكثر الناس قد وقد فتنوا بالمناظرات وبالخصومات في الدين. وهذا من اخطر ما يكون. هذه مسألة عقدية من اصول الاعتقاد ومع ذلك الامام احمد ينهى الناس عن الخصومة والمناظرة فيه فكيف بمسائل احدثها الناس اليوم ليست من اصول السنة يحدثون مسائل ثم يوالون ويعادون عليها ويخاصمون عليها هذا من اعجب ما يكون قال رحمه الله واياك ومناظرة من احدث في اي كان واما هؤلاء الذين احدثوا في القرآن فانهم طوائف كثر كل واحد منهم له مقولة في القرآن مخالف للاخر بل كل طائفة تكفر الاخرى لاجل ما احدثوا في مسألة القرآن من الاقوال المتناقضة ثم قال رحمه الله ومن قال باللفظ وغيره يعني حتى لا تناظر اللفظية ولا تتكلم في مسألة اللفظ ما المقصود بكلمة ومن قال باللفظ وغيره المقصود باللفظية قوم كانوا يقولون القرآن كلام الله والفاظنا مخلوقة وكان مقصودهم من ذلك تلبيس على العامة والوصول الى حقيقة قولهم ان القرآن مخلوق ولما سمع بعض الناس هذه المقالة عن الامام احمد وانه ينهى عن اللفظ زعم ان قراءته وان صوته بالقرآن ليس بمخلوق فالامام احمد انكر على من قال بان لفظي بالقرآن مخلوق وانكر على من قال لفظي بالقرآن ليس بمخلوق ما هو الجمع اذا؟ الجمع ما نبه عليه امام المسلمين وامير المؤمنين في الحديث ابو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري في رسالته خلق افعال العباد وكذلك الامام الدارمي في رسالته الرد على الجهمية وكذلك الامام جمع من الائمة لهم اه رد في هذه المسألة عن اللفظية وغيره والاختصار ان نقول في هذه المسألة ان اللفظ مصدر وقد مر معنا اليوم ان المصدر عند العرب عند الاطلاق يحتمل معنى الفعل ويحتمل معنى المفعول اللفظ والكتابة قراءة هذه المصادر اذا قال انسان كتبت كتابا فاما ان يكون قوله كتابا مؤكد لفعله فيكون بمعنى الفعل فكأنه قال كتبت كتبت وهذا يأتي المصدر بمعنى الفهم واما ان يكون المقصود بالمصدر المفعول. كتبت الكتاب الكتاب مصدر المقصود منه المكتوب المشار اليه امامه اذا هذا ليس فعله هذا مفعوله فنحن حينما نتكلم باللفظ او بالكتاب او بالقراءة ينبغي ان ننظر ما المراد ان كان المراد من المصدر فعلنا وحركاتنا وكتابتنا وحفظنا فلا شك ان هذه مضافات الينا. افعال اضيفت الينا ونحن مخلوقون في افعالنا مخلوقة واما ان يكون المقصود من كلمة اللفظ الملفو الذي هو المقروء الذي هو المكتوب الذي هو المحفوظ فالمحفوظ والمقروء والمكتوب والملفوظ كلام الله عز وجل ولا ريب. وقد ذكرت لكم مثالا بحديث انما الاعمال بالنية قلته بصوتي وهو كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم. فاللفظ لفظي والملفوظ كلام الرسول صلى الله عليه وسلم فكذلك لما نقرأ القرآن نحن نقول فلان قراءته جميلة فنتكلم عن فعله والقرآن جميل في كل وقت ما له علاقة بصوت فلان ولا فلان نقول هذا المصحف جميل الخط فالجميل الخط صفة للفعل الكاتب وليس لكلام الله عز وجل فكلام الله حيثما يكتب فهو جميل اذا ومن قال باللفظ ان يقول ان لفظي بالقرآن مخلوق فهذا من المبتدعة وهكذا الذي يجمل ويقول لفظي بالقرآن ليس بمخلوق لان الكلمات المجملة لا يجوز القول بها وانما كان يقول بها من يريد توصل الى بدعته ويريد التوصل للقول بان القرآن مخلوق وقد ذكرت في رسالتي القرآن الكريم ومنزلته بين السلف المجلد الاول المسألة هذي مسألة القرآن واللفظ والواقفة بالتفصيل لمن اراد الرجوع اليه فانه موجود في بعض المواقع قال رحمه الله من وقف في فقال لا ادري امخلوق او ليس بمخلوق وانما هو كلام الله فهو صاحب بدعة مثل من قال هو مخلوق وانما هو كلام الله الواقفة ايها الاخوة طوائف متعددة سواء كانوا في باب القرآن او كانوا في باب الصفات او كانوا في باب الايمان او كانوا في باب القدر ايا كانوا فالمقصود ان الواقفة هنا المقصود بهم الواقفة في القرآن وهم قوم يقولون القرآن كلام الله ويقفون وهؤلاء ينقسمون الى قسمين قسم منهم وقفوا عن جهل فهؤلاء يقال لهم اتبعوا العلماء واتركوا عنكم الجهل وادعاء العلم فانهما لا يجتمعان وقسم منهم توقفوا فقالوا اقروا كلام الله وانما ارادوا من وراء ذلك الوصول الى انه مخلوق وهذا هو معنى قول الامام ومن وقف فيه يعني انه لا يناظر ولا يجادل ويترك فقالادي امخلوق او ليس بمخلوق وانما هو كلام الله قال الامام فهو اي الواقف في هذه المسألة صاحب بدعة لماذا الواقي وفي الخلاص لانه اتى بشيء فيه جمع للنقيضين او رفع للنقيضين هذا لا يمكن اتى بشيء لا يمكن القرآن اما ان يكون كلام الله ليس بمخلوق او يكون كلام الله مخلوق ولا يمكن الثاني ان يتعين الاول في القسمة العقلية فالمتوقف فيه مبتدع ولا ريب حاله كحال بان القرآن مخلوق ولهذا قال رحمه الله تعالى وانما هو كلام الله وليس بمخلوق هذا ما يقرره علماء اهل السنة قاطبة وليس هو من مقولات امام اهل السنة فحسب. قال رحمه الله الايمان بالرؤية يوم القيامة نسأل الله جل وعلا ان يرزقنا واياكم رؤية ربنا جل في علاه في غير ضراء مضرة ولا فتنة مظلة فايمان ايها الاخوة مر معنا انه معناه في اللغة الاقرار وقد اخطأ من اه فسر الايمان بالتصديق المجرد اما لو فسر الايمان بالتصديق وزايدا معه معنى اخر فهذا لا بأس به الايمان بالرؤية المقصود بالرؤية هنا الاقرار بان الله جل وعلا يرى يوم القيامة هنا ننتبه الى ان مسألة الرؤية لها عدة جهات نكتبها حتى نضبطها. الجهة الاولى ان العلماء من الصحابة ومن بعدهم مجمعون ان الله تبارك وتعالى لا يرى في الدنيا في الارض اين انت فهذه مسألة اجماعية دل عليها النص قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم واعلموا انكم لن تروا ربكم حتى تموتوا قال الله عز وجل لموسى لما قال ربي ارني اذلك لن تراني ما قال لا اوراق؟ قال لن تراني. لو قال لا ارى لما كان يمكن رؤيته ابدا لكن لما قال لن تراني يعني الان في الدنيا الجهة الثانية اتفقا واجمع العلماء من اهل السنة ومن تبعهم ان الله تبارك وتعالى يرى يوم القيامة يراه المؤمنون في الجنة الجهة الثالثة امكانية رؤية الله عز وجل بالقلب وهي الرؤية المنامية هل يمكن او لا حكاه شيخ الاسلام عن الامام احمد وغيره واما كون الرؤية القلبية والمنامية ثابتة للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم فهذا مما لا شك فيه اذا اصول المسألة اصول مسألة الرؤية متفق عليه ان الله لا يرى في الدنيا ان الله يرى يوم القيامة ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه في المنام قلبا وهل يراه غيره؟ هذه الجهة الرابعة هذه اربعة مشاهد فان قال قائل انتم تقولون مسائل الاعتقاد لا اختلاف فيها. فكيف اختلف الصحابة في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه نقول مسائل الاعتقاد لا خلاف فيها. وانما قد يقع الاختلاف بين العلماء في افراد مشاريع الاعتقاد التابعة للاصل العام ولنظرب على هذا مثال انتم الان لو سألكم سائل المسلمون في الجنة او في النار ماذا تقولون الجنة قاطعا. نعم. والكفار في النار قطعا اذا اصل المسألة متقررة عندنا لكن لو يأتي انسان ويسألكم عن شخص معين قد تختلف الانظار شخص يقول اذا شهد له اهل الصلاح والتقى فانه في الجنة والاخر يقول لا والله. نرجو له ولا نشهد له. اذا قد نختلف في الاعيان مع اتفاقنا في العموم فكون اهل السنة اتفقوا ان الله لا يرى في الدنيا هذا حق اما رؤية النبي ليلة المعراج فهي رؤية فوق عند العرش وليس في الدنيا هنا وايضا هي رؤية مختلف فيها للفرق مثل ما لو قال القائل الان المؤمنون يرون الله؟ نقول نعم. طيب اذا قال لنا قائل فلان هل يرى الله؟ يقول الله اعلم قد يختلف انظارنا اليه من حيث الافراد. اذا هذه مسألة متعلقة بمسألة عقدية متفق عليها اه قال رحمه الله والايمان بالرؤية يوم القيامة والمنافقون والمؤمنون هذا قول قال به بعض الناس واما قوله جل وعلا كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون فقالوا يعني بعد ذلك والنصوص دالة على ان المنافقين يرون الله عز وجل ثم يحجب عنه وان المؤمنين يرون الله يوم القيامة ويرونه في في الجنة قال كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في الاحاديث الصحاح رؤية الله ثابتة في القرآن وفي السنة اما في القرآن يقول الله جل وعلا للذين احسنوا الحسنى وزيادة الحسنى باتفاق المفسرين الجنة. طيب ما هي الزيادة اذا كانوا اعطوا الجنة ما الذي بقي؟ لم يبقى الا رؤية رؤية الله جل وعلا. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم الزيادة النظر الى وجه الله كما في مسلم ويقول الله سبحانه وتعالى وجوه يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة الاولى ناظرة باخت الصاد والثانية ناظرة لاخت الطاء فكسبت النظارة لانها تنظر الى وجه الله عز وجل ومن اصلح الادلة من القرآن على ان الله عز وجل يرى يوم القيامة يراه المؤمنون قوله جل وعلا كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون قال الامام ابو عبد الله محمد بن ادريس الشافعي متوفى سنة مئتين وستة قال لما حجب اعداءه علمنا انه لياءه يرونه وهنا الامام ذكر ان حديث الرؤيا ثابتة عن عدة عن عدة صحابة وعن ومن عدة طرق قال وان النبي صلى الله عليه وسلم قد دعا ربه فانه مأثور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم صحيح رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربى لم يختلف فيه العلماء لا الصحابة ولا من بعده هي مسألة اتفاقية ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه ولكن اختلفوا في نوع هذه الرؤية وهذا كما ذكرت لكم ليس مسألة عقدية وانما هم يتفقون ان ما ثبت من رؤية النبي صلى الله عليه وسلم هذه ثابتة ولكن اختلفوا في كيفية هذه الرؤية. هل هي رؤية كانت في المنام او كان المقصود بهذه الرؤية رؤية قلب او كان المقصود بهذه الرؤية رؤية نور الله عز وجل الذي هو الحجاب او رأى ربه جل في علاه انتبهوا الى هذه المسائل. فالذي قاله ابن عباس وغيره من الصحابة ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه يعني عيانا وكما ذكرت لكم لو ثبت هذا فان هذا خارج محل النساء واما حديث ابي ذر نور انا اراه او نور اني اراه اي انما رأيت نور الله عز وجل ويحتمل ان يكون المقصود بالنور هو النور الذي يكون من حجابه جل وعلا او يكون النور من نور وجهه جل وعلا وعلى كل حال النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه؟ نعم هل رأى نور الله؟ هذا ثابت في حديث ابي ذر. قال رأيت نورا او وهل رأى وجه الله حقيقة هذا ينقل عن ابن عباس والذي انكرته عائشة رضي الله عنها قال به الاكثر من الصحابة قال وما ان محمدا رأى ربه يعني احيانا فقد اعظم على الله الفري اذا الله جل وعلا يرى يوم القيامة نعم والنبي رأى ربه نعم هذا اصل من الاصول لابد ان نعتقد ان النبي في شرارة لكن هل رأوا بعيني؟ هل رأوا في المنام؟ هل رأى نورها لمسألة اخرى؟ قال فانه مأثور على رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم ذكر اسانيد هذه الرؤية قال قد رواه قتادة عن عكرمة عن ابن عباس اعتاد عليك ابن عباس هذا اسناده صحيح ولا ريب ورواه الحكم بن ابان عن ابن عباس ورواه علي بن زيد عن يوسف بن مروان عن ابن عباس والحديث عندنا على ظاهره يعني ما يحتاج الى تأوي نقول ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم والكلام فيه بدعة. لا ينبغي لنا ان نتكلم حول هذه المسألة حتى نخوض فيه خوض المبتدعة الذين يقولون اذا رأى ربه يلزم منه كذا وكذا ولذا رآه لزم منه كذا وكذا. هذه كلها من كلام اهل البدع. قال ولكن نؤمن به كما جاء على ظاهره ولا ناظروا فيه احدا اسأل الله تبارك وتعالى