الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وبعد فهذا هو المجلس الرابع من مجالس قراءتنا رسالة وصول السنة للامام احمد ابن حنبل رحمه الله تعالى كنا قد وقفنا على قوله رحمه الله الايمان قول وعمل اي من عقيدة اهل السنة والجماعة ان الايمان قول وعمل الايمان من حيث اللغة هو الاقرار والاذعان امن بكذا يعني اقر به وامنت له اي اقررت له فيما قال وفيما امر وفيما نهى واما تفسير الايمان بالتصديق لغة فهو قول جمع من اهل العلم لكن انكره شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وبين ان تفسير الايمان بالتصديق لغة مجردا بالتصديق هو من دخائل اهل الارجاع والصواب انه لا يعرف الايمان في اللغة بمعنى التصديق المجرد اي نعم تصديق مع الاقرار لا بأس تصديق مع الاذعان لا بأس تصديق مع العمل لا بأس لكن الكلمة المساوية للايمان في اللغة هو الاقرار اذا ما هو الايمان؟ الايمان في اللغة الاقراء طيب ما هو الايمان في الشرع الايمان في الشرع يمكن ان يفسر بما جاء في النصوص لو قال لنا قائل ما هو الايمان؟ قلنا الايمان ان تؤمن بالله وملائكتي وكتبه ورسله واليوم الاخر وقدر الله عز وجل وخيره خيره وشره اذا هذا هو الايمان من حيث المؤمن به من حيث المؤمن به من حيث اركان ايمانه. من حيث بيان اصوله واساسه اما الايمان من حيث تعريفي به اصطلاحا فان علماء الاعتقاد نظروا الى نصوص الشريعة فوجدوا ان الايمان هو اقرار بالقلب وقول باللسان وعمل بالجوارح والاركان يعني الاعضاء يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية لهذا قال الامام والايمان قول وعمل يزيد وينقص اذا تعريف الايمان مرة اخرى عند علماء الاعتقاد اقرار بالقلب وقول باللسان وعمل بالجوارح ويزيد بالطاعة وينقص بالمعصية هذا الايمان هو عمل قلبي الحب والخوف والرجاء والتوكل والانابة وهو عمل ظاهري كالركوع والسجود والقيام والصوم والحج وهو قول القلب فالقلب يقول انا احب الله القول يقول انا ارجو الله والقول القلب يقول انا اتوكل على الله وهو قول اللسان فاللسان يقول لا اله الا الله سبحان الله والحمد لله ونحو ذلك. اذا الايمان قول وعمل قول القلب وعمل القلب وقول اللسان وعمل الجوارح يزيد وينقص. يزيد بماذا بالطاعة وينقص بماذا بالمعصية كلما ازداد الانسان طاعة كلما ازداد ايمانا كلما نقص الطاعة نقص الايمان ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل ما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها الحديد قال الامام رحمه الله الايمان قول وعمل يزيد وينقص هذا من اصول اهل السنة والجماعة وبهذا ندرك ان من قال الايمان التصديق فقط او الايمان المعرفة فقط او الايمان القول فقط او الايمان هو التصديق والقول فقط ان هذا مخالف لعقيدة اهل السنة والجماعة ومن قال ان الايمان لا ينقص. فنقصانه كفر. فهذا مخالف لقول اهل السنة والجماعة والخوارج يزعمون ان الايمان لا ينقص ونقصانه كفر ولهذا كفروا اصحاب الكبائر قال الامام رحمه الله يزيد وينقص كما جاء في الخبر طبعا الاحاديث الدالة على زيادة ونقصان الايمان كثيرة من القرآن الكريم قول الله عز وجل اولئك هم المؤمنون حقا اذا هناك مؤمنون حق الايمان وهم اهل الكمال الذين وصفهم الله بقوله ليزداد الذين امنوا ايمانا والهدى هو درجة في الايمان والله يقول ويزداد الذين ليزداد الذين امنوا ايمانا وفي الاية الاخرى يزداد الذين اهتدوا وهدى والذين اهتدوا زادهم هدى اذن الزيادة واردة في الايات والاحاديث. اما النقصان النقصان جاء في القرآن الكريم بوصف وليقول الذين في قلوبهم مرض يعني نقص وهذا احد التفاسير وعليه يفسر قول النبي صلى الله عليه وسلم لما قال في شعب الايمان قال اعلاها لا اله الا الله والحياء شعبة من الايمان وادناها اماطة الاذى عن الطريق فذكر اعلاها وذكر ادناها وذكر واجباتها والامام رحمه الله استدل في الخبر الذي جاء عند ابي داود وغيره قال صلى الله عليه وسلم اكمل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا اكمل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا. اذا هناك اكمل وهناك كمال اذا لما كان هناك اكمل دل ان هناك انقص في مقابل الاكمل لا شك انه لما يكون اكمل هناك ما هو انقص ولما يكون كمال هناك نقصان ولهذا جاء في الحديث ما رأيت من ناقصات عقل ودين ناقصات عقل ودين اذا فيه نقصان الدين. ولذلك لما سألت المرأة ما نقصان دينها؟ النبي صلى الله عليه وسلم لم يرجع سبب نقصان الدين اليها وانما ارجع سبب نقصان الدين الى ترك العمل فقال صلى الله عليه وسلم اليست احداكن اذا حاضت تركت الصلاة فذاك نقصان دينها اذا ليس من يأتي بالطاعات فمن لا يأتي بالطاعات وان كان معذورا فكيف بمن ليس بمعذور قال رحمه الله ومن ترك الصلاة فقد كفر وهذا هو مذهب الامام احمد رحمه الله تعالى وهو قول جماهير اهل الحديث ان ترك الصلاة كفر وقد جاء فيه الحديث عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قال عليه الصلاة والسلام من ترك الصلاة فقد كفر وقال عليه الصلاة والسلام العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر وقال بين الرجل والشرك والكفر ترك الصلاة وقد جاء في القرآن الكريم فان تابوا واقاموا الصلاة فخلوا سبيل واتوا الزكاة فخلوا سبيلهم وفي الاية الاخرى فان تابوا واقاموا الصلاة فاخوانكم في الدين وقال الله جل وعلا فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون اذا كان الويه وهو واد في جهنم لمن سهى عن الصلاة فلم يؤديها في اوقاتها الواجبة فكيف بمن تركها بالكلية ولهذا قال العلماء رحمهم الله ان المضيعين للصلاة احيانا مهددون بالوعيد والتاركين لها بالكلية ينطبق عليهم قول الله ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين ومعنى الترك هنا من ترك الصلاة فقد كفر فسر بتفسيرين كلاهما وارد عن علماء اهل السنة الاول الترك بمعنى الانكار. من ترك الصلاة فقد كفر ما معنى الانكار؟ يعني انكر لماذا يكون الصلاة واجبا علينا؟ لكن هذا التأويل فيه نظر لان ترك اي فريضة كفر فلا معنى لتخصيص الصلاة بان تركه كفر على هذا التفسير والتفسير الثاني وهو الاقرب ان المقصود بترك الصلاة اي تركها بالكلية لا ظياعها وقتا عن وقت فيكون المراد من ترك الصلاة يعني بالكلية. مع اقراره بها فقد كفر فهذا يكون مثل الحديث من اقر بالزكاة ولم يؤدها فانه يعذب طيب لكن لو انكر الزكاة كفر كذلك الصلاة من اقر بالصلاة وترك كفر لكن لو انه انكر الصلاة كفر اجماعا طيب ما معنى كفر بالاتفاق ترك الصلاة كفر. لكن علماء اهل السنة اختلفوا في معنى الكفر هل هو كفر دون كفر ويكون من الكفر الاصغر وهو قول جماهير علماء السلف والخلف وقيل هو كفر اكبر وهو رواية عن الامام احمد رحمه الله. وهنا جاء نكرة فقد كفر فهي على صيغة الفعل يحتمل ان يكون كفر كفرا اصغر ويحتمل ان يكون كفر كفرا اكبر طيب لماذا جاء محتملا؟ لان التاركين للصلاة ليسوا على درجة واحدة فمنهم من يترك الصلاة فيكفر كفرا اكبر ومنهم من يترك الصلاة فيكفر كفرا اصغر من الذي يحكمه على الاعيان من التاركين للصلاة بانه كفار. الذي يحكم على ذلك هو الامام او الحاكم او القاضي او المفتي يأتي بفلان فيقرره فيستتيبه فان تاب والا فانه يحكم عليه بما يراه مناسبا بالكفر الاصغر او بالكفر الاكبر ولذلك الائمة الثلاث الشافعي ومالك وابو حنيفة ورواية عن الامام احمد ان المقصود بالكفر هنا الكفر الاصغر قال رحمه الله تعالى وليس من الاعمال شيء تركه كفر الا الصلاة من تركها فهو كافر وقد احل الله قتله ليس من الاعمال شيء تركه كفر يعني لا نسمي من ترك شيئا من الاعمال لا نسمي من ترك شيء من الاعمال انه كافر الا الصلاة. فمن تركه فانا نسميه كافرا يستتاب فان تاب والا احل الله قتله للحاكم ان يقيم عليه حد الردة او حد القتل طيب هل تارك الصلاة يقتل حدا؟ او يقتل ردة من قال ان ترك الصلاة كفر مخرج من الملة فانه يقول يقتل ردة ومن قال ان ترك الصلاة كفر اصغر فانه يقول انه يقتل حدا فكيف يقتل حدا وقد قال صلى الله عليه وسلم لا يحل دم امرئ مسلم الا باحدى ثلاث الزاني وقاتل النفس والتارك لدينه المفارق للجماعة قالوا ان المقصود هنا التارك لدينه المفارق للجماعة. لكن هذا ينطبق على الكفر الاكبر. ولهذا نقول الصواب من قولي العلماء ان من لم يصلي بالكلية فانه يكون كافرا كفرا اكبر قد خرج من الاسلام كما لو كفر او اشرك بالله عز وجل فالواجب على الحاكم المسلم والقاضي المشرف والمفتي المسلم ان يستتيبه فان تاب والا حكم فيه حكم الله عز وجل وحكم رسوله صلى الله عليه وسلم وليس من الاعمال شيء تركه كفر الا الصلاة طيب ترك الزكاة ترك الزكاة كبيرة من كبائر الذنوب لكن ليس كفرا وترك الصوم كبيرة من كبائر الذنوب لكن لا يسمى كفرا ترك الحج قول لاهل العلم انه يسمى ايضا كفر ومن اهل العلم من قال لا يسمى كفرا قال رحمه الله وخير هذه الامة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم ابو بكر الصديق الذي سبت صحبته في القرآن الكريم ثاني اثنين اذ هما في الغار اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا وثم عمر ابن الخطاب الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم ايه يا ابن الخطاب ما سلكت فجا الا وسلك الشيطان فجا اخر ثم عثمان ابن عفان الذي زوجه النبي صلى الله عليه وسلم ابنتيه فلما توفيت الثانية ما كان له عليه الصلاة والسلام من البنات شيء والا كان يزوجه ويقدم هؤلاء الثلاثة كما قدمهم اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اما في الخلافة هؤلاء الثلاثة بالاجماع مقدمون على الرابع وهو علي رضي الله تعالى عنه لماذا؟ لان الاجماع وقع على هذا. فقد بايع المهاجرون والانصار الذين اثنى الله عليهم في القرآن بايعوا ابا بكر وبمن فيهم علي وسلم ان وعمار ابن ياسر وابو ذر فلم يخالف احد في بيعة الصديق ثم بعد ابي بكر اوصى بالخلافة الى عمر فلم يخالف احد. لا علي ولا عمار ولا ابو ذر ولا غيره ثمان رضي الله تعالى عنه جعل الخلافة من بعده في هؤلاء النفر الستة علي رضي الله تعالى عنه وعثمان وعبد الرحمن ابن عوف و ابو عبيدة الزبير ابن العوام وطلحة ابن عبيد الله سعد ابن اه ابي وقاص. وهؤلاء الذين آآ جعل عمر رضي الله تعالى عنه الخلافة فيهم لم ينكر احد لان هؤلاء ليسوا اهل للخلافة. فكيف يجعل عمر الشأن فيه بما فيهم علي ولا عمار ولا سلمان ولا الحسن ولا الحسين ولا غيرهم ولا العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم فدل على انهم كلهم كانوا اهلا للخلافة عثمان رضي الله عنه وعلي رضي الله عنه عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه وطلحة رضي الله تعالى عنه والزبير بن العوام وسعد بن ابي وقاص رضي الله تعالى عنهم فلما مات عمر رضي الله عنه تنازل عبد الرحمن بن عوف عن الخلافة وقال اجعلوا الامر الي وانا لا اريد الخلاف فتنازل الزبير لعلي بن ابي طالب رضي الله عنه تنازل طلحة لعثمان بن عفان فبقي الامر دائرا بين عثمان وعلي فشاور عبدالرحمن بن عوف المهاجرين والانصار الرجال والنساء في بيوتهم فرآهم لا يعدلون عن عثمان فعلمنا ان عثمان الذي زوجه النبي صلى الله عليه وسلم بابنتي مقدم في الخلافة اجماعا وفي الفضل عند قول جماهير السلف واجماع الخلف وان كان بعض السلف قد خالف في تقديم علي في الفضل على عثمان لا في الخلافة. فهي مسألة فقهية ليست من مسائل الاعتقاد ثم بعد هؤلاء الثلاثة اصحاب الشورى الخمسة وهنا قال الخمسة ولم يقل الستة لان عثمان قد ذكر والا فهم ستة علي ابن ابي طالب وطلحة والزبير وعبد الرحمن ابن عوف وسعد ابن ابي وقاص وكلهم يصلح للخلاف ومما يدل على صلاحهم للخلافة اجماع الصحابة على اختيارهم مع ان عمر اختارهم ولم ينكر ذلك احد وكلهم امام اي يصلح لان يكون اماما ويذهب في ذلك الى حديث ابن عمر رضي الله عنه في رواية يعني قوله ويذهب وفي رواية ونذهب ونذهب في ذلك الى حديث ابن عمر. فاذا قلنا ونذهب يكون هذا من مكتوب الامام احمد واذا قلنا ويذهب فيكون هذا من الكاتب عند املاء الامام احمد كنا نعد ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي واصحابه متوافرون ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم نشكر وقد جاء عن محمد بن علي بن ابي طالب رضي الله تعالى عنه. محمد بن حنفية من اولاد علي وهو اخ للحسن والحسين لاب قال محمد بن الحنفية نسبة الى امه والا هو محمد بن علي رضي الله تعالى عنه قال قلت لابي يعني لعلي ابن ابي طالب يا ابتي من خير الناس؟ قال ابو بكر قال قلت ثم من؟ قال قلت ثم عمر قال محمد فخشيت ان يقول ثم عثمان فقلت ثم انت فقال انما ابوك رجل من المسلمين فهذا يدلنا على فضل هؤلاء الصحابة رظوان الله تعالى عليهم وانما يعرف الفضل لذوي الفضل اهل الفضل قال رحمه الله تعالى ثم من بعد اصحاب الشورى اهل بدر من المهاجرين. لماذا اهل بدر من المهاجرين مقدم ثم نبدر من الانصار لان الله جل في علاه لم يذكر في القرآن الصحابة الا قدم المهاجرين على الانصار. مثال ذلك قال تعالى في الاية رقم مية من سورة التوبة والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار وقال بعدها بايات لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والانصار وقال في سورة وقال في سورة آآ الشورى للفقراء المهاجرين. ثم قال بعدها والذين تبوأوا الدار والايمان وقال في اخر سورة اه الفتح محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم ثم ذكر مثالهم مثال المهاجرين وان مثلهم في التوراة كذلك ثم ذكر مثال الانصار ومثلهم في الانجيل اذا لماذا نقدم اه المهاجرين على الانصار؟ لان الله قدمهم طيب لماذا اهل بدر مقدم على بقية الصحابة لان الله عز وجل فظلهم وبين فظائلهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله ان الله اطلع على اهل بدر فقال اعملوا ما شئتم قد غفرت لكم قال ثم افظل الناس اه ثم اهل بدر من الانصار من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على قدر الهجرة والسابقة اولا فاولا اذا اهل بدر ثم بعد اهل بدر اهل بيعة الرظوان وهم الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم في صنع الحديبية. الذين ذكرهم الله بقوله لقد رضي الله عن المؤمنين. اذ يبايعونك تحت الشجرة وهم الف وخمسمائة نفس ثم بعد هؤلاء الالف والخمس مئة نفس واهل بدر ثلاث مئة وبظعة عشر رجل بعد هؤلاء كل من رأى النبي صلى الله عليه وسلم وامن به فهو صحابي ولو رآه لحظة فان الله عز وجل اقر عينه بالنبي صلى الله عليه وسلم حال كونه مسلما هذه مفخرة منقبة عظيمة لا يدرك اه احد من المتأخرين هذه الدرجة الخاصة لهؤلاء الذين رأوا النبي صلى الله عليه وسلم بابصارهم قال ثم افظل الناس بعد هؤلاء بعد الانصار المهاجرين والانصار بعد الصحابة اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني من حيث العموم القرن الذي بعث فيهم كل من صحبه سنة او شهرا او يوما او ساعة او رآه مؤمنا به فهو من اصحابه. له من الصحبة على قدر ما صحبه كانت سابقته معه وسمع منه ونظر اليه نظرة الناس اليوم يفتخرون بنظرة وبلمسة لملك من ملوك الدنيا وامير من امراء الدنيا وبعضهم يفتخر بصورة تصورها مع لاعب او مع فنان اذا كان هؤلاء يفتخرون بهذا ايفتخر لنتصور مع الرئيس الفلاني الا يحق لهؤلاء الصحابة الذين اسلموا وقد رأت اعينهم النبي صلى الله عليه وسلم ان يفتخروا بذلك؟ بلى والله جعل الله لهم الفخر بذلك وقد قال عليه الصلاة والسلام خير الناس قرني ثم الذين يليهم ثم الذين يلونهم قال رحمه الله تعالى فادناهم صحبة هو افضل من القرن الذين لم يروه اهل السنة والجماعة من اصولهم ان النبوة والرسالة اصطفاء من الله سبحانه وتعالى والصحبة اصطفاء من الله. فقد ادرك النبي صلى الله عليه وسلم اناس وكفروا واشركوا ونافقوا ولم يؤمنوا وتهودوا لكن الصحابة الذين امنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم اختارهم الله واصطفاهم فهؤلاء هم افضل من الذين جاءوا من بعد ولم يروا النبي صلى الله عليه وسلم ولو لقوا الله بجميع الاعمال يعني المتأخر مثل عمر ابن عبد العزيز عنده اعمال عظيمة حسن البصري عنده اعمال عظيمة زين العابدين علي بن حسين عنده اعمال عظيمة لكن هؤلاء لا يبلغون درجة الصحبة لان درجة الصحبة درجة لا يصل الا من اقر الله عينه برؤية النبي صلى الله عليه وسلم مع الامام قال كان هؤلاء الذين صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم ورأوه سمعوا منه. ومن رآه بعينه وامن به ولو ساعة افضل لصحبته من التابعين ولو عملوا كل اعمال الخير خلاصة هذا الكلام ان منزلة الصحابة لا تدرك الا لا تدرك الا لمن رأى النبي صلى الله عليه وسلم خاصة فهذه منقبة خاصة لهم نسأل الله الكريم ان يرزقنا اتباعهم ونكتفي بهذا القدر وصل اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين