بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين اجمعين. نقل المصنف رحمه الله في باب وجوب صوم رمضان وبيان فضل الصيام وما يتعلق وعن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له له ما تقدم من ذنبه متفق عليه. وعنه رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا جاء فتحت ابواب الجنة وغلقت ابواب النار وصفدت الشياطين. متفق عليه وعنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته فان غبي عليكم فاكملوا عدة شعبان ثلاثين متفق عليه وهذا لفظ البخاري. وفي رواية لمسلم فان غم عليكم فصوموا ثلاثين يوما بسم الله الرحمن الرحيم قال رحمه الله تعالى وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من صام رمضان ايمانه واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. من صام رمضان ايمانا اي ايمانا بالله ورضا في فرضية الصوم عليه فليس كارها لفرضه ولا شاكا في ثوابه واجره. واحتسابا يعني احتسابا لاجله وثوابه. ففي قوله من صام رمضان ايمانا هذه علة باعثة. وقوله احتسابا هذه علة غائية غفر له يعني غفر الله له ما تقدم من ذنبه. والمغفرة هي ستر الذنب والتجاوز عنه. ففي هذا الحديث على فوائد منها اولا فضيلة صيام رمضان. ومنها ايضا ان هذا الثواب الذي رتبه النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث لا يحصل الا لمن استجمع هذين الوصفين وهما ان يصوم رمضان ايمانا بالله واحتسابا للاجر والثواب. اما الحديث الثاني وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم اذا جاء رمظان فتحت ابواب الجنة. اذا جاء رمضان فتحت ابواب الجنة. وانما تفتح ابواب الجنة لكثرة الاعمال الصالحة وترغيبا للعاملين في الازدياد من العمل الصالح. غلقت ابواب النار النيران لقلة المعاصي من اهل الايمان وصفدت الشياطين والمراد بالشياطين هنا المردة. ولهذا في الرواية الاخرى وصفدت مردة الشياطين. ومعنى صفدت مردة الشياطين اي اي كل فلا يصلون الى ما يصلون اليه في غيره من الاغواء. لان الشيطان حريص على اغواء بني ادم باظلالهم عن الحق وتثبيط وتثبيطهم عن الخير. ولهذا تجد ان الصالحين عندهم من الاقبال على طاعة الله عز وجل وحرصا عليها في رمضان اشد منه في غيره. اما الحديث الثالث وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم برؤيتهم. صوموا اي ابتدأوا الصيام لرؤيته يعني لرؤية هلال شهر رمضان. فاذا روي الهلال فانه والمراد بذلك اذا رآه من تثبت الرؤيا برؤيته اذا رآه من تثبت الرؤيا برؤيته بان يكون الراعي مسلما عاقلا بالغا موثوقا بخبره لامانته وبصره. يقول اذا رأيتم لرؤيتهم وافطروا لرؤيتهم. يعني اذا رأيتم هنا شوال فافطروا وهذا بدلالة السياق. وافطروا لرؤيته يعني لرؤيته شوال فان غم عليكم وفي رواية غبي عليكم ومعنى غمي عليكم يعني حال دون رؤية الهلال او قطر او ما اشبه ذلك مما يمنع رؤيته. فاكملوا عدة شعبان ثلاثين يوما. فلو فرض ان الناس تراءوا الهلال ليلة الثلاثين من شعبان ولم يرى الهلال بسبب سحاب او غبار او قتر فان الواجب ان عدة شعبان ثلاثين يوما. ففي هذا الحديث دليل على وجوب صوم رمضان عند رؤية هلاله. ويدل عليه ايضا قول الله عز وجل فمن شهد منكم الشهر فليصمه. وظاهر الحديث ان وجوب الصوم عام لجميع المسلمين بان الخطاب هنا لجميع المسلمين صوموا يعني ايها المسلمون. ولكن هذا اعني وجوب الصوم مع اتحاد المطالع واما اذا اختلفت المطالع فانه لا صيام ولهذا قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تختلف المطالع باتفاق اهل العلم والمعرفة. وعمل الناس الان ومنذ ازمنة على ان العبرة بالصوم والفطر من كان تحت ولاية واحدة فاذا كان البلد تحت ولاية واحدة ورؤي الهلال في جزء من اجزاء هذا البلد فان الواجب ان يصوموا واذا روي هلال شوال فان الواجب عليهم ان يفطروا. وفيه ايضا دليل على انه لا عبرة بالحساب لان النبي صلى الله عليه وسلم علق الحكم على الرؤيا فقال صوموا برؤيته وافطروا لرؤيته. والعمل بالحساب عمل بامر لم يعلق الشارع الحكم عليه. وايضا رؤية الهلال تسهل على كل احد فكل احد من عامة المسلمين وعلمائهم يتمكنوا من معرفة الهلال ومن رؤية الهلال بخلاف الحساب فانما به خواص الناس من اهل علم الهيئة والفلك. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد