بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد سورة ال عمران بسم الله الرحمن الرحيم الف لام ميم سورة ال عمران مدنية من مقاصد السورة الثبات على الاسلام بعد كماله وبيانه ورد شبهات اهل الكتاب وخاصة النصارى اقول نعم جاءت هذه السورة تحاكي سورة البقرة وكثير من الايات التي في سورة البقرة قد جاءت هنا في سياقة اخرى وسورة البقرة تشرح سورة الفاتحة وجاء الرد على اليهود في قرابة ثمانين اية وجاء في هذه السورة الرد على النصارى في قرابة ثمانين اية التفسير هي سورة مدنية سميت سورة ال عمران لذكر ال عمران فيها في الاية الثالثة والثلاثين من سورة الف لام ميم هذه الحروف المقطعة تقدم نظيرها في سورة البقرة وفيها اشارة الى عجز العرب عن الاتيان لمثل هذا القرآن مع انه مؤلف من مثل هذه الحروف التي بدأت بها السورة والتي يركبون منها كلاما اقول التحدي قائم والتحدي ليس خاصا بالعرب بل هو للعربي ولغير العرب وفي هذا انتصارا للقرآن وانه كلام العلي القهار فربنا قد قهر العباد ان يأتوا بمثله ولا يستطيع الانسان الذي خلق من تراب ان يبلغ كلامه كلام الكبير المتعلم الله لا اله الا هو الحي القيوم الله الذي لا اله يعبد بحق الا هو وحده دون سواه الحي حياة كاملة لا موت فيها ولا نقص القيوم الذي قام بنفسه فاستغنى عن جميع خلقه وبه قامت جميع المخلوقات فلا تستغني عنه في كل احوالها نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وانزل التوراة والانجيل من قبل هدى للناس وانزل الفرقان ان الذين كفروا بايات الله لهم عذاب شديد والله عزيز ذو انتقام نزل عليك ايها النبي القرآن بالصدق في الاخبار والعدل في الاحكام موافقا لما سبقه من الكتب الالهية فلا تعارض بينها وانزل التوراة على موسى والانجيل على عيسى من قبل تنزيل القرآن عليك وهذه الكتب الالهية كلها هداية وارشاد للناس الى ما فيه صلاح دينهم ودنياهم وانزل الفرقان الذي يعرف به الحق من الباطل والهدى من الضلال والذين كفروا بايات الله التي انزلها عليك لهم عذاب شديد والله عزيز لا يغالبه شيء ذو انتقام ممن كذب رسله وخالف امره لا اله الا هو ان الله لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء ان الله لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء قد احاط علمه بالاشياء كلها ظاهرها وباطنها وفي هذه الاية تخويف للعبد فربنا جل جلاله لا يخفى عليه شيء فانه عليم وانه مطلع وانه لطيف وانه خبير فهو يحاسب على الامور هو الذي يصوركم في الارحام كيف يشاء لا اله الا هو العزيز الحكيم هو الذي يخلقكم صورا شتى في بطون امهاتكم كيف يشاء من ذكر او انثى وحسن او قبيح وابيض او اسود لا معبود بحق غيره العزيز الذي لا يغالب الحكيم في خلقه وتدبيره وشرعه اقول لما بين ربنا جل جلاله مخوفا عباده في ترك امره قال هو الذي يصوركم في الارحام كيف يشاء ابادر لنا ربنا جل جلاله انه يعلم الاشياء حتى الخفية وحتى الاشياء المغطاة فمن ذلك انه يصور الاجنة وهي في بطون الامهات في ظلمات ثلاث فيجعل لها العينين والانف والفم لا اله الا هو العزيز الحكيم وربنا هو الخالق العزيز الحكيم الذي يعلم الاشياء ويقدر الاشياء ففي ذلك بيان لعلمه سبحانه وتعالى وفيه رد على النصارى الذين اتخذوا عيسى الها لهم بانه مخلوق وليس بخالق ثم قال تعالى هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منهم فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا وما يذكر الا اولو الالباب هو الذي انزل عليك ايها النبي القرآن منه ايات واضحة الدلالة لا لبس فيها هي اصل الكتاب ومعظمه وهي المرجع عند الاختلاف ومنه ايات اخر محتملة لاكثر من معنى يلتبس معناها على اكثر الناس فاما الذين في قلوبهم ميل عن الحق فيتركون المحكم ويأخذون بالمتشابه المحتمل يبتغون بذلك اثارة الشبهة واضلال الناس ويبتغون بذلك تأويلها باهوائهم على ما يوافق مذاهبهم الفاسدة ولا يعلم حقيقة معاني هذه الايات وعاقبتها التي تؤول اليها الا الله والراسخون في العلم المتمكنون منه يقولون امنا بالقرآن كله لانه كله من عند ربنا ويفسرون المتشابه بما احكم منه وما وما يتذكر ويتعظ الا اصحاب العقوق سليما اقول في هذه الاية الكريمة بيان ان اعظم الرحمات التي رحم الله بها العباد هو القرآن الكريم وهذا المعنى مع السياق مع الاية السابقة نأخذه من سورة مع سورة الرحمن. الرحمن علم القرآن خلق الانسان علمه البيان فلما بكى ربنا جل جلاله خلق الانسان اشار الى نعمة القرآن. فنعمة القرآن اعظم النعم على الاحياء ويستدر الانسان بالقرآن رحمات الله التي لا تنقطع ابدا فلما نشر الاجنة وخروجهم من الارحام نشر نعمة القرآن قال هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات فربنا جل جلاله يبين لنا عظم القرآن وقال عن القرآن منه ايات محكمات فثمة ايات واضحة المعنى واضحة الدلالة هن ام الكتاب هذا هو الاصل في الكتاب واكثر الكلاب الكتابة عظمى الكتاب واخر متشابهة ربنا جل جلاله وقد جعل بعض الايات في دلالتها تحتاج الى تدبر وتفكر وتفسير وضم القرين الى قرينه والمثل الى المثلين لاجل ان يبين اهل العلم من العامة لكن ما هو حال الناس؟ قال فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه تجد اولئك الذين زاقت قلوبهم عن الحق بسبب المعاصي يأتون الى الايات ليستدلوا ليأكلوا بها الدنيا فيأكلون الدنيا بالدين ورحم الله قراء الشام اذا اجازوا قارئا قالوا له لا تأكل الدنيا بالدين فقال فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه. لماذا؟ ابتغاء الفتنة تأتي الى بعض يأتي بالايات لاجل ان يثير فتنة او يعينا ظالما وبثغاء تأويله اي لاجل تأويل القرآن وحيله عن معناه الصحيح ثم بين ربنا ان الايات لا يعلم تأويلها الا الله والراسخون في العلم قال وما يعلم تأويله الا الله والراسخون فعل اي الراسخون في العلم الذين جمعوا بين العلم والعمل وصفت قلوبهم واعمالهم من المعاصي وساروا على هدي النبي صلى الله عليه وسلم مخلصين عاملين بالطاعة فهؤلاء ايضا يعلمون الايات وهم ايضا يقولون يقولون امنا به كل من عند ربنا اي المهجم المتشابه وما يذكر الا اولو الالباب. لا يتذكر هذا الا اصحاب العقول الذين صفت قلوبهم لطاعة الله وهؤلاء لما قال يقولون امنا به كل من عند ربنا وما يذكر الا اولو الالباب قال ربنا اي ويقولون ربنا لا تزغ قلوبنا ولذلك الانسان لما يعرف معنى الاية يجد لذة في قراءته فلما يقرأ ربنا يستبتر في قلبه ويقولون ربنا ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب وهؤلاء الراسخون يقولون ربنا لا تمل قلوبنا عن الحق بعد ان هديتنا اليه وسلمنا مما اصاب المنحرفين المائلين عن الحق وهب لنا رحمة واسعة من عندك. تهدي بها قلوبنا وتعصمنا من الضلالات انك يا ربنا الوهاب كثير العطاء. فربنا هو الوهاب كثير العطاء ربنا انك جامع الناس ليوم لا ريب فيه ان الله لا يصلح الميعاد وهنا ايضا ويقولون ربنا انك جامع الناس ليوم لا ريب فيه ان الله لا يخلف الميعاد. ربنا انك ستجمع الناس جميعا اليك لحسابهم في يوم لا شك فيه فهو ات لا محالة انك يا ربنا لا تخلف الميعاد من فوائد الايات اقام الله الحجة وقطع العذر عن الخلق بارسال الرسل وانزال الكتب التي تهدي للحق وتحذر من الباطل جمال علم الله تعالى واحاطته بخلقه فلا يغيب عنه شيء في الارض ولا في السماء سواء كان ظاهرا او خفيا من اصول اهل الايمان الرافقين في العلم ان يفسروا ما تشابه من الايات بما احكم منهم مشروعية دعاء الله مشروعية دعاء الله تعالى وسؤاله الثبات على الحق والرشد في الامر ولا سيما عند الفتن والاهواء وهذا ملمح جميل لان ربنا لما ذكر الذين زاغت قلوبهم ذكر دعاء اوليائه ربنا لا تزغ قلوبنا ولذلك نحن اذا رأينا من زاغ قلبه وزاغ عمله ندعو بهذا الدعاء نسأل الله ان يثبتنا واياكم على الصراط في الدنيا وعلى الصراط في الاخرة انه ولي ذلك والقادر عليه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته