المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الصدق في الاقوال والافعال وجميع الاحوال قد امر الله بالصدق ومدح الصادقين واخبر ان الصدق ينفع اهله في الدنيا والاخرة وان لهم المغفرة والاجر العظيم قال تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين والذي جاء بالصدق وصدق به اولئك هم المتقون فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم والايات في مدح الصدق كثيرة جدا والصدق يهدي الى كل بر وخير كما ان الكذب يهدي الى كل شر وفجور والصادق حبيب الى الله حبيب الى عباد الله معتبر في شرف دينه ودنياه بل عنوان الشرف والاعتبار وعلو المنزلة الصدق وللصدق فوائد عظيمة منها هذه الامور العظيمة التي اشرنا اليها من امتثال امر الله وحصول الاجر والثواب العظيم والمغفرة وان الصادق ينتفع بصدقه في الدنيا والاخرة وانه يدعو الى البر والبر يهدي الى الجنة ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا في اعلى الدرجات وارفع المقامات ومن عرف تحريه للصدق ارتفع مقامه عند الخلق كما كان مرتفعا عند الخالق واطمأن الناس لاقواله وافعاله وصار له مرتبة عالية في الشرف وحسن الاعتبار والثناء الجميل وامن الناس من بوائقه ومكرهه وغدره ففي جميع المقامات الدينية والدنيوية لا تجد الصادق الا في الذروة العليا ان كان في مقام الافتاء والتعليم والارشاد لم يعدل الناس بقوله لقول احد واطمئنوا الى ارشاداته وتعليمه وتفهيمه لانه مؤسس على الصدق وان شهد شهادة عامة او شهادة خاصة ثبتت الاحكام بشهادته وان اخبر بخبر خاص او عام وثق الناس لخبره وعظموه واحترموه حتى لو اخطأ في شيء من ذلك لوجدوا له محملا صالحا وان عامل الناس معاملة دنيوية ببيع او شراء او ايجارة او تجارة او حق من الحقوق الكبيرة والصغيرة تسابق الناس الى معاملته واطمأنوا لذلك غير مرتابين وحسبك بهذا الخلق الذي يخضع لحسنه وكماله الباء الرجال ويعترف بكماله اهل الفضل والكمال فهو من جملة البراهين على صدق الرسول وكمال ما جاء به من هذا الدين القيم الذي هذا الخلق العظيم من اخلاقه وكل اخلاقه على هذا النمط والله اعلم