المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله ثمانية واربعون ومن اغاثة الله فان تسعة وعشرون وتسعمائة. القلوب ثلاثة صحيح وهو الذي قد سلم من كل شهوة تخالف امر الله ونهيه ومن كل شبهة تعارض خبره. فسلم من عبودية ما سواه وسلم من تحكيم غير رسوله. القلب الميت تضد هذا وهو الذي لا حياة به فلا يعرف ربه ولا يعبده بامره. والقلب الثالث قلب له حياة وبه علة ففيه من محبة الله والايمان به والاخلاص له. والتوكل عليه ما هو مادة حياته. وفيه من محبة الشهوات وايثارها والاخلاق الرذيلة فيما هو مادة عطبه وهو ممتحن بين هذين الداعيين. القلب الاول حي مخبت لين واع. والثاني يابس ميت ثالث مريض فاما الى السلامة واما الى العطب. وامراض القلوب ترجع كلها الى امراض الشبهات والشهوات. وحياة القلب واشراقه مادة كل خير فيه. وموته وظلمته مادة كل شر فيه. ولا يكون صحيحا حيا الا بمعرفة الحق وايثاره لا سعادة له ولا نعيم ولا صلاح حتى يكون الله وحده هو معبوده وغاية مطلوبه. ولا يتم له ذلك الا بزكاة قلبه وتوبته واستفراغه من جميع المواد الفاسدة والاخلاق الرذيلة. ولا يحصل له ذلك الا بمجاهدة نفسه الامارة بالسوء. ومحاسبة ومجاهدة شياطين الانس والجن. شياطين الانس بالاعراض ومقابلة الاساءة بالاحسان. وشياطين الجن بالاعتصام بالله منهم ومعرفة مكايدهم وطرقهم والتحرز منها. ثلاثون وتسعمائة. وتمام الكلام في مسائل المصائب والمحن تتبين باصول نافعة جامعة. الاول ان ما يصيب المؤمنين من الشرور دون ما يصيب الكافرين. الثاني ان ما يصيب مؤمنين مقرون بالرضا والاحتساب. فان فاتهم فمعولهم على الصبر وعلى الاحتساب. وذلك يخفف البلاء بلا ريب. الثالث ان المؤمن محمول عنه بحسب طاعته واخلاصه ووجود حقائق الايمان في قلبه. بحيث لو كان شيء منه على غيره لعجز عن حمله وهذا من دفع الله عن عبده المؤمن. الرابع ان محبة الله اذا تمكنت في القلب كان اذى المحب في رضا محبوبه مستحلا غير مسخوط. الخامس ان ما يصيب الكافر والفاجر من العز وتوابعه مقرون بضده. السادس ان ابتلاء الله لعبده المؤمن مم. كالدواء يستخرج منه الادواء التي لو بقيت فيه اهلكته او نقصت ثوابه. السابع ان ذلك من الامور اللازمة للبشر الثامن ان لله في ذلك حكما عظيمة معروفة. التاسع ان ذلك من الابتلاء والامتحان الذي يظهر به الصادق من الكاذب العاشر ان الانسان مدني بالطبع ولابد له من الاختلاط واختلاف التصورات والايرادات التي تنشأ عنها كثير من الاكدار والمؤمن مأمور ان يقوم بوظيفته فيها. وذلك مما يهون المصيبة. الحادي عشر ان البلاء الذي يصيب العبد لا يخرج عن اربعة اقسام اما ان يكون في نفسه او في ما له او في عرضه او في اهله ومن يحب. والناس مشتركون في حصولها فغير المؤمن التقي يلقى منها اعظم مما يلقى المؤمن كما هو مشاهد