والموفق يبحث عن هذين ما هذان؟ التوكل والاخذ بالاسباب نعم ويعلم انه لا يكون الا ما يريد ولا ينفعنا علمنا بذلك الا ان يريد سبحانه وتعالى ورجح قوم التوكل واخرون الاكتساب وثالث الاختلاف باختلاف الناس وهو المختار. انتقل الى مسألة اخرى في مسائل السلوك والعناية تزكية النفوس. هل الافضل التوكل ام الاكتساب؟ فيما يتعلق بارزاق العباد. ايش اقصد بالتوكل هنا الانقطاع للعبادة. والاكتساب الانشغال بطلب المعاش والارزاق والسعي في الحياة قال رجح قوم للتوكل واخرون الاكتساب. وثالث الاختلاف باختلاف الناس وهو المختار والصحيح ما يعني اشار اليه المصنف ان العبد يتقلب بين هذين المقامين. بل يزاوج بينهما فهو متوكل اخذ بالاسباب. اما متوكل بمعنى الانقطاع فهو تواكل كما سيأتي كلام المصنف في التحذير منه. وانه شيء من الاغترار الذي يعول فيه على ما يقع عنده غير ملتفت الى بذل الاسباب. واما الاكتساب فمعناه هو السعي والتحصيل. فهل الاكتساب قادح في تمام التوكل وهل صدق التوكل صفة ذم توجب عجزا واحتياجا الى الخلق ومن ثم قال ان المفضل والمختار عنده رحمه الله هل اختلافه باختلاف الناس وهو المختار. لما تصدق ابو بكر رضي الله عنه بكل ماله قال ماذا ابقيت لهم؟ قال ابقيت له الله ورسوله. طيب هل تعمم هذا وينصح عامة المسلمين بصنيع ابي بكر بان يقدم احدهم في مواضع النصرة للدين وخدمته وبذل المال له بهذا بالخروج من ماله وجعله فداء في سبيل الله هذا لا يقوى عليه كثير من الناس اخشى لو فعل لا لا اثر ذلك في دينه واستقامته فربما سخط وربما اثر في صدق تدينه ورأى ان هذا جلب عليه فسادا كنه سوءا في حياته. هذا المقصود هنا هل هذا ينفع لكل الناس بصدق التوكل؟ اما الاخذ بقدر من الاسباب هذا يتفاوت بتفاوت الاشخاص ومن ثم ومن ثم قيل ارادة التجريد مع داعية الاسباب شهوة خفية وسلوك الاسباب مع داعية التجريد انحطاط عن الذروة العلية. هذا من لطائف العبارات التي يصوغها القوم لانه اذا كان العبد في الظاهر متجردا متجرد يعني بالخلوة للعبادة في الظاهر متجرد الخلوة للعبادة لكن قلبه في السوق في طلب المعاش ومتعلق ويعني لا يزال يراوده كثير من هذا. انقطاعه ليس ها هنا خالصا قال ارادة التجريد مع داعية الاسباب شهوة خفية يعني لا يزال في داخله شيء ينازعه وعكسه عندما يكون سارقا للاسباب الموصلة الى البر والطاعات ومع ذلك تراوده نفسه وتطالبه بالترك والانقطاع الى النوافل وترك لذلك قال رحمه الله وسلوك الاسباب مع داعية التجريد انحطاط عن الذروة العلية فمتى اجتمع للعبد الامران عزم باطن وصدق في التوجه الاخلاص. واداء في الظاهر مستقيم كان هذا هو تمام الكمال بشأن العباد في استقامتهم بربهم عز وجل نعم وقد يأتي الشيطان باطراح جانب الله تعالى في سورة الاسباب. او بالكسل والتماهن في سورة التوكل. نعم. ذكر هنا الطرفان النقيضان في قضية الاسباب والتوكل قد يأتي الشيطان باقتراح جانب الله في صورة الاسباب. يعني ان يعتمد الانسان على الاسباب موهنا في قلبه صدق توكله على الله وكأن الرزق والمعاش والحياة والمطالب في الحياة مرتهنة ببذله الاسباب. فان بذل وسعى والا ظن انه يفوته حظه من الحياء والعكس الكسل والتماهم في صورة توكل. ويظن ان التوكل يقتضي ترك الاسباب والاسترخاء. ومد اليد وتكفف الناس وانتظار الصدقات ومساعدة الاخرين كل ذلك ليس وحده مما ينفرد به العبد في سلوكه نحو طاعة. نعم