ورد يحمل على انه لا اعتكاف افضل منه في هذه المسائل الثلاثة مثل ما يقال لما جاء عن ابن عباس لا ربا الا في النسيئة مع ان الربا يكون في النسيئة هو في الفضل بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما ما بعد فيقول الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى في كتابه بلوغ المرام من ادلة الاحكام باب الاعتكاف قيام رمضان الحديث الاخير قال وعن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه اله وسلم لا تشد الرحال الا الى ثلاثة مساجد. المسجد الحرام ومسجدي هذا المسجد الاقصى متفق عليه. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين ما بعد وهذا الحديث حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه يتعلق ببيان فضل هذه المساجد الثلاثة التي هي المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الاقصى فهي مفضلة على غيرها ومقدمة على غيرها وقد جاء هذا الحديث يدل على فضلها وانها لا تشد الرحال الا اليها وقوله صلى الله عليه وسلم لا تشد الرحال هذا خبر والمراد في الامر اي لا تشد الرحال. والخبر والامر اذا اوتي بالخبر بدلا منه يدل على تأكده وعلى ثبوته وانه كأنه شيء مستقر وانه لا يكون سواه ولا يحصل غيره. وهو نظير قول الله عز وجل فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال. في الحج الا ترفضوا ولا تفسقوا ولا تجازلوا فيدل على تأكد النهي وعلى تأكد الطلب الذي هو النهي قوله لا تشد الرحال الا يسافر لا يسافر الى الى بقع من اجل فضلها وميزتها والتقرب الى الله عز وجل بها بذات البقعة الا لهذه المساجد الثلاثة وهي المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الاقصى وقال لا تشد الرحال المراد بالرحال هو الرحل جمع رحل وهو ما يوضع على ظهر البعير الخشب او الخشبات التي آآ ترتب وتنظم بحيث تكون على ظهر البعير ويركب عليها الراكب او تحمل الاحمال عليها من اليمين ومن الشمال ومن الفوق ومن الاعلى ان هذا يقال له رحل وهو يكون خاص بالبعير وليس الامر بالنسبة للسفر خاصا بالبعير بل يجوز ان يكون على الخيل وان يكون على الحمير وان يكون ماشيا كل هذه يعني يحصل بها السفر يمكن الانسان يسافر على بعير وعلى بغل وعلى حمار وعلى فرس وعلى رجليه يمشي ولكنه ذكر هنا اشد الرحال وهو نص على الرحال لان الغالب هو استعمال الابل. الغالب في الاستعمال في السفر هو الابل. استعملوا اثقالكم الى بلدنا بدون مبالغة الا بشق الانفس يعني الابل هي في الغالب الحمل عليها وحملة قاري عليها وهي يعني اه اكبر يعني تلك الدواب التي هي بهيمة الانعام والتي يكون الحمل عليها والركوب عليها فلهذا نص على الرحال وانها لا شد الرحال والا فمثله السفر ماشيا او السفر على حمار او السفر على فرس او السفر على بغل ولكن الغالب الاستعمال هو الابل. فاذا التنصيص على ذكر الابل وذكر الرحال شد الرحال انما هو لكون الغالب هو استعمالها. من اشد رحال الله الى ثلاث مساجد يعني لا يسافر الى بلد من اجل بقعة مفظلة يعني يقصدها الانسان بفظلها ولميزتها الا المساجد ولم يأتي شيء يدل على خلاف ذلك اما السفر الى البلاد من اجل من اجل زيارة قريب او من اجل طلب علم او من اجل سياحة هذا شيء اخر ليس من هذا القبيل الذي فيه التقرب الى الله عز وجل ببقعة معينة يسافر اليها لفضلها لان الفضل ما حصل وما وجد اه يعني منصوصا عليه فيما يسوق السفر من اجله الا لهذه المساجد الثلاثة وهذه المساجد الثلاثة هي مساجد الانبياء. هي مساجد انبياء بناها انبياء فهي مميزة على غيرها ومفضلة على غيرها والمسجد الحرام هو خير هذه المساجد ويليه المسجد النبوي ثم المسجد الاقصى يليه المسجد النبوي ثم المسجد الاقصى فافضلها واعظم وكثرة الثواب والاجر فيها انما هو بنفس الحرام. ولهذا جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام ان الصلاة فيه بمئة الف بغيره من المساجد الصلاة فيه عن مئة الف وامام المسجد النبوي فالصلاة فيه بالف كما جاء بذلك الرسول حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال صلاة في مسجدي هذا خير من الف صلاة فيما سواه الا المسجد الحرام والمسجد الحرام يطلق اطلاقيه يطلق على المسجد الذي به الكعبة هو المحيط بالكعبة ويطلق على مكة كلها انها مسجد حرام وانها تضاعف فيها الاعمال الصالحة وتضاعف فيها الصلاة وليس وليس الامر مقصورا على ما يكون حول الكعبة ولكنه لا شك ان من يأتي الى الكعبة ويطوف بها ويصلي حولها هذا لا شك انه اولى وافضل ممن يفعل ذلك في اي مكان مكة. وهذا مثل الفرق بين الصف الاول والصف الاخير لان الكل فيه صلاة في المسجد ولكن الصف الاول له ميزة وله فظل والصف الاخير هو اقل ما يكون في صلاة المسجد ولهذا قال عليه الصلاة والسلام في صفوف الرجال اولها وشرها اخرها. عرفه الرجال اولها وشرها اخرها معنى هذا المسجد الحرام جاء اطلاقه ويراد به مكة مكة كلها كلها يقع في المسجد الحرام. ويدل على على ذلك قول الله عز وجل يا ايها الذين امنوا انما يشركون نجس فلا يقربوا مسيء الحرام المقصود بها شيء حرام مكة ليس المقصود مسجد الحرم المسجد اللي فيه الكعبة فان الكفر لا يدخلون مكة كلها ولا يجوز لهم دخولها وقد اطلق الله عليها المسجد الحرام اطلق الله عليها المسجد الحرام المسجد الحرام يراد به مكة كلها. وكذلك الحديث الذي فيه وكذلك قول الله عز وجل سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى لانه مبسوط يعني كمكة لان الرسول عليه الصلاة والسلام انما اسري به من بيت من بيوت مكة هنا المسجد وانما اسري به من بيت من بيوت مكة وهذا يدلنا على ان مكة كلها يقال لها المسجد الحرام واما الصلاة في اي مكان منها انها مضاعف. اما المسجد النبوي فان الصلاة فيه اما في المدينة فان المسجد النبوي هو الذي هو الذي اه يكون فيه التفضيل والصلاة فيه خير من الف صلاة ولا يكون بقية المدينة كالمسجد النبوي لان الرسول عليه السلام قال صلاة في مسجدي هذا صلاة في مسجدي اذا المسجد هو الذي يكون له الميزة وله الفضل وليست المدينة آآ آآ سائر المدينة مثل مثل المسجد لان هذه الفضيلة للمسجد وهذا بخلاف مكة فانها كلها يقال لها مسجد حرام. واما المسجد النبوي فان الصلاة فيه تضاعف بالف وتكون المضاعفة في المسجد الذي كان في زمانه صلى الله عليه وسلم وهو بقعة صغيرة من هذا المسجد وكل ما زيد واضيف والحق به او يلحق به كل ذلك يدخل تحت اسم المسجد النبوي وان لم يكن هو المسجد في زمانه لان الزيادة لها حكم نزيه. لان الزيادة لها حكم نزيه. المسجد اذا وسع فانه يقال له مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم وكل ما يدخل تحت بتوسعته وكل ما تحيطه في الاسوار والابواب فانه داخل تحت اسم مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم والصلاة فيهم داخلة تحت قوله صلاة في مسجدي هذا خير من الف صلاة فيما سواه وبما يدل على ان الزيادة لها حكم يزيد ان اه عمر وعثمان رضي الله تعالى عنهما وهما خليفتان راشدان زادا المسجد النبوي من جهة امان من جهة القبلية ومن المعلوم ان هذه الزيادة يكون فيها الامام وفيها صفوف الاول والصف الاول هو خير الصفوف ومع ذلك فانه لم يكن من جملة المسجد الذي كان في زمانه صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم وارضاهم لما زاد عمر وعثمان المسجد كانوا يصلون في الجهة الامامية التي هي ليست داخلة تحت اسم مسجده صلى الله عليه وسلم الذي كان في زمانه لان هذه الزيادة الامامية التي فيها الامام وفيها ستة صفوف او سبعة هذه ليست داخلة في مسجده صلى الله عليه وسلم ولكن الصلاة فيها مضاعفة الامام يصلي فيها والصفوف الاول والصفوف الاول كلها داخلة فيها فاذا الزيادة لها حكم المزيد و والصلاة في المدينة فيها انما هو خاص بالمسجد. وهذا بخلاف مكة وبالنسبة لمكة والمدينة كل منهما يقال له حرم وما حرمان الله عز وجل حرمهما فلا يصاد صيدهما ولا يقطع شجرهما ولا تلتقط لقطتهما للانشاد لتملك بعد سنة وانما تكون يعني تعرف دائما ولا تملك بعد سنة كغيرها من اللقطات. فاذا هذان الحرمان لهما ميزة لا يصاد الصيد ولا يقطع الشجر ولا تلتقط اللقطة وغير ذلك من الاحكام المتعلقة بتحريم هذين البلدين والحرمة انما هي خاصة بمكة والمدينة وهما الحرمان وليس لهما حرام ذلك واما ما يقال عن المسجد الاقصى انه ثالث الحرمين فهذا من الخطأ بل هو ثالث المسجدين لانه ليس هناك حرم المسجد الاقصى ليس حرما. القدس ليست حرم لا يصاد يصاد الصيد فيها ويقطع الشجر فيها ولا تعامل معاملة فكة والمدينة فاذا فاذا الخطأ ان يقال عن المسجد الاقصى ثالث الحرمين بل يقال ثالث المسجدين لان المساجد ثلاثة مفظلة ثلاث مساجد مفضلة واما التحريم الذي حصل لمكة والمدينة فلم يحصل للقدس والمسجد الاقصى وانما تحريم خاص لهاتين المدينة المقدستين المدينة حرم ومكة حرم والبيت المقدس ليس حرام وليس في الارض حرم الا هاتين البقعتين. اللذين هما اشرف البقاع. واشرف البقاع مكة ويليها المدينة الذين اشرفوا وقعتهم بعد مكة ومكة خير البقاع. ولهذا الرسول عليه الصلاة والسلام لما خرج منها واخرج منها قال اما انك احب بلاد الله الى الله ولولا انني اخرجت ما خرجت انك احب البلاد الى الله فمكة احب البلاد الى الله واما الحديث الذي يستدل به على تفضيل المدينة وهو حديث موضوع حديث باطل غير صحيح وهو ما ما ما ينسب الى النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان اللهم انك اخرجتني من احب البلاد اليك من احب البلاد الي يعني مكة فاسكني احب البلاد اليك يعني المدينة فهذا غير صحيح بان هذا باطل من حيث الاسناد وباطل من حيث المتن لان المتن فيه ان الاحب الى الله غير الاحب الى رسول الله وهذا غير صحيح فمحبة الله محبة الرسول عليه الصلاة والسلام تابعة لمحبة الله. وما كان احب الى الله فهو احب الى رسول الله. ولا يقال ان الاحب الى رسول الله غير الاحب احب الى رسول الله غير احب الى الله احب الى الله هو الاحب الى رسول الله فاذا الحديث الصحيح هو قوله اللهم انك اللهم انك احب البلاد الى الله وخاطب مكة ولولا انني اخرجت مخرج ولولا انني اخرجت ما خرجت فاذا هذا يدل على تفضيل هاتين البقعتين واما المسجد الاقصى فقيل له المسجد الاقصى لبعده عن مكة لان مكة هي افضل البقاع واقرب المساجد المفضلة اليها مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم. وابعد المساجد واقصى المساجد عن عن المسجد الحرام هو المسجد الاقصى يعني هذه المساجد الثلاثة المسجد الحرام هو افضلها ويليه المسجد النبوي وهو اقرب اليه والمسجد الاقصى هو ابعد ابعد اليه ابعد الى مكة لانه آآ لان المدينة هي التي آآ اقرب مكان اليه من الاماكن المفضلة والمسجد الاقصى هو الذي ليكونوا هو الذي يكون ابعدها واورد الحافظ ابن حجر رحمه الله هذا الحديث في كتاب الاعتكاف وقيام الليل ولعل ذلك ليبين ان الاعتكاف عندما يعني يراد الذهاب لبقعة من اجل الاعتكاف بها لفظلها انه يكون لهذه المساجد الثلاثة لكن لا يعني ان الاعتكاف لا يكون الا فيها فانه يكون فيها وفي غيرها وما ورد من الحديث الذي فيه لا اعتكاف الا للمساجد الثلاثة المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الاقصى هذا يحمل على انه لا اعتكاف افضل والاعتكاف افضل من هذه المسائل الثلاثة. ولا يعني ذلك قصر الاعتكاف عليها وانه لا يجوز ان يعتكف في مساجد الدنيا. بل يثبتك في مساجد كما قال الله عز وجل ولا تباشروهن وانتم عاقبون في المساجد. وانتم عاكفون في المساجد. فالناس يعتكفون في المساجد التي يجمع فيها يصلي فيها الجمعة وكذلك الذي يصلى فيها الجماعة وليس الامر مقصورا على هذه المساجد الثلاثة وما وكما جاء في الحديث الحج عرفة من الحج عرفة وغير عرفة لكن لما كانت عرفة يعني اعظم من غيرها واهم من غيرها نص عليها ولان الحج يفوت بفوات الوقوف فلهذا قال عليه الصلاة والسلام الحج عرفة وين كان الحج في طواف؟ فيه طواف افاضة وفيه احرام وفيه سعي وكل هذه اركان ولكن الركن الذي يعني يفوت بفواته الحج هو الوقوف بعرفة هو في الافاضة لا يفوت يمكن ان اذا ان يطاف ولو بعد سنة او بعد اقل او اكثر اذا كان بالافاضة اذا كان نسي او حصل فيه شيء فانه عليه ان يأتي به هنا بعد مدة لكن الوقوف بعرفة اذا انتهى خلاص ما في ما في حج هذه السنة ما فاته الوقوف فاته الحي. ما طلع الفجر عليه وهو لم يصل الى عرفة فانه لا حج له في هذه السنة. انتهى لان الحج هو عرفة وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة الدين نصيحة وغير نصيحة لكن هذا يدلنا على اهمية النصيحة يدلنا على اهمية النصيحة وعظيم شأنها وان شأنها عظيم فاذا يعني الاعتكاف افضل اعتكاف يكون في هذه المساجد الثلاثة وافضل اعتكاف في المسجد الحرام ثم في المسجد النبوي ثم المسجد الاقصى هذا افضل الاعتكاف لكنه لا يقتص الاعتكاف في هذه المساجد والحديث الذي ورد كما قلت لكم محمول على انه الاعتكاف الافضل والاعتكاف الذي لا يساوي الاعتكاف لان النشاط الاخرى ليست مثل هذه المساجد الثلاثة التي هي مساجد الانبياء والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم الهمكم الله الصواب وفقكم للحق. نفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين. سبحانك اللهم وبحمدك نشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك