المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الصبر هو الاساس الاكبر لكل خلق جميل والتنزه من كل خلق رذيل وهو حبس النفس على ما تكره على خلاف مرادها طلبا لرضا الله وثوابه ويدخل فيه الصبر على طاعة الله وعن معصيته وعلى اقدار الله المؤلمة فلا تتم هذه الامور الثلاثة التي تجمع الدين كله الا بالصبر فالطاعات خصوصا الطاعات الشاقة كالجهاد في سبيل الله والعبادات المستمرة كطلب العلم والمداومة على الاقوال النافعة والافعال النافعة لا تتم الا بالصبر عليها وتمرين النفس على الاستمرار عليها وملازمتها ومرابطتها واذا ضعف الصبر ضعفت هذه الافعال وربما انقطعت وكذلك كف النفس عن المعاصي وخصوصا المعاصي التي في النفس داع قوي اليها لا يتم الترك الا بالصبر والمصابرة على مخالفة الهوى وتحمل مرارته وكذلك المصائب حين تنزل بالعبد ويريد ان يقابلها بالرضا والشكر والحمد لله على ذلك لا يتم ذلك الا بالصبر واحتساب الاجر ومتى مرن العبد نفسه على الصبر ووطنها على تحمل المشاق والمصاعب وجد واجتهد في تكميل ذلك صار عاقبته الفلاح والنجاح وقل من جد في امر تطلبه واستصحب الصبر الا فاز بالظفر وقد امر الله بالصبر واثنى على الصابرين واخبر ان لهم المنازل العالية والكرامات الغالية بايات كثيرة من القرآن واخبر انهم يوفون اجرهم بغير حساب وحسبك من خلق يسهل على العبد مشقة الطاعات ويهون عليه ترك ما تهواه النفوس من المخالفات ويسليه عن المصيبات ويمد الاخلاق الجميلة كلها ويكون لها كالاساس للبنيان ومتى علم العبد ما في الطاعات من الخيرات العاجلة والاجلة وما في المعاصي من الاضرار العاجلة والاجلة وما في الصبر على المصائب من الثواب الجزيل والاجر الجميل سهل الصبر على النفس وربما اتت به منقادة مستحلية لثمراته واذا كان اهل الدنيا يهون عليهم الصبر على المشقات العظيمة لتحصيل حطامها فكيف لا يهون على المؤمن الموفق الصبر على ما يحبه الله لحصول ثمراته ومتى صبر العبد لله مخلصا في صبره كان الله معه فان الله مع الصابرين بالعون والتوفيق والتأييد والتسديد