وامام الصابرين واعظم المجاهدين واشرف المتواضعين. واكمل النبيين واقوى المتوكلين واعلى العابدين. وهكذا جمع خصال الفضل والخير قد جمعها الله فيه وتبوأ اكملها واعلاها المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله ومن كتاب عدة الصابرين اربعة واربعون وتسعمائة. قال الله تعالى والذين يصلون ما امر الله به ان يوصل. يدخل فيها هذا ظاهر الدين وباطنه. وحق الله وحق خلقه. فيصلون ما بينهم وبين الله بالقيام بحق عبوديته. والاجتهاد في تكميلها ظاهرا وباطنا وامرنا ان نصل ما بيننا وبين الوالدين ببرهم وبصلة الارحام. القيام بحق الجيران والاصحاب والعيال والمعاملين. وجميع المخالطين نأتي اليهم ما نحب ان يأتوه الينا وان نصل ما بيننا وبين الحفظة الكرام الكاتبين. بان نكرمهم ونستحي منهم فهذا كله مما امر الله به ان يوصل خمسة واربعون وتسعمائة. من اعظم ما يعين على الصبر ان يدرك العبد ما في الامور من الخير واللذة والكمال وما في المحظور من الشر والضرر اذا ادركهما كما ينبغي اضاف الى ذلك عزيمة صادقة وتوكلا على الله. ومما يعين على ذلك ان يعلم ان الصبر مصارعة داعي العقل وداعي الشهوة وكل متصارعين يريد ان يغلب احدهما الاخر اعين على ذلك واضعف الاخر فليسعى باضعاف دواعي الشهوة لاسباب معروفة وبتقوية داعي العقل انه لا يزال كذلك حتى يكون الحكم لداعي العقل ويضعف اعي الشهوة المهلك ستة واربعون وتسعمائة. الكمال الانساني في ثلاثة امور. علوم علوم يعرفها واعمال يعمل بها واحوال تترتب له على علومه واعماله وافضل العلم والعمل والحال. العلم بالله واسمائه وصفاته وافعاله. والعمل بمرضاته ترتب عليها من الاخلاق الجميلة والاوصاف الحميدة. فهذا اشرف ما في الدنيا وجزاؤه اشرف ما في الاخرة. سبعة واربعون تسعمئة ثبت ان الايمان نصفان نصف شكر ونصف صبر باعتبار ان الايمان اما فعل مأمور فهو الشكر او ترك محظور وذلك هو الصبر واما بان العبد بين امرين اما حصول محاب ومسار ووظيفته الشكر واما حصول مكاره ومضار فوظيفته الصبر فمن قام بهذين الامرين استكمل الايمان وقد ذكر عدة اعتبارات احسنها ما ذكرنا. ثمانية واربعون وتسعمائة ومما ينبغي ان يعلم ان كل خصلة من خصال الفضل فقد احل الله رسوله صلى الله عليه وسلم في اعلاها. وخصه بذروة سنانها. فهو سيد الشاكرين