رجل ارتكبا كبيرة وتاب الى الله توبة نصوحة ولكنه ستر نفسه ولم يعلم احد بذلك الا الله عز وجل ولم يقام عليه الحد في الدنيا. فهل اقامة الحد في الدنيا شرط لقبول التوبة والتطهر من دنس المعصية وما موقفه يوم القيامة؟ هل سيقام عليه حد العذاب؟ او يعذب بمقدار بمقدار ما اقترف؟ علما بانه تاب فتوبة نصوحة افيدونا بشيء من التفصيل مأجورين التوبة يمحو الله بها ما مضى من الذنوب الحد يكفر الله به السيئة اقامة الحج تكفيه والتوبة تكفير فاذا تاب توبة نصوحا كفر الله عنه الذنب وان لم يقم عليه الحد فحصل لها الستر والعافية والحمد لله. يقول النبي صلى الله عليه وسلم التوبة تجب ما قبلها. ويقول سبحانه قل يا عبادي الذين اسرفوا على المسلمين لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب يغفر الذنوب جميعا. انه هو الغفور الرحيم. اجمع العلماء رحمة الله عليهم على ان هذه الاية في التائبين قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم ذنوب ومعاصي او بالشرك. لا تقنطوا من رحمة الله. ينهاهم عن القنوط وهو اليأس من رحمة الله. ثم يقول ان الله يغفر الذنوب جميعا. يعني للتائبين فاذا تاب توبة نصوحا بالندم على الماضي والاقلاع من الذنب وتركه والعزم الصادق الا يعود فيه تعظيما لله قرابة فيما عنده وحذر من عقابه تاب الله عليه. ومهان الذنب ولا حاجة الى الحد يستر نفسه والحمد لله. لما جاء معجز النبي صلى الله عليه وسلم وقد زنا امره النبي بالتوبة فلم يزل يلح حتى اقام عليه النبي صلى الله عليه وسلم المقصود ان التوبة تكفي فالتوبة كفارة والحج كفارة فاذا من الله عليه بالتوبة في حياته وترى توبة صادقة بالندم والاقلاع والعزم الا يعود غفر الله له ذنبه السيئة وصار كمن لا ذنب له. الله. الحمد لله. الحمد لله. جزاكم الله خيرا. سماحة الشيخ