امر فيه مصلحة خفية. فاما امر قد اتضح ان مصالح الدارين مربوطة به ومتعلقة به. فاي داع للاكراه واي موجب له ونظير هذا قوله تعالى وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر. اي هذا هذا الحق المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله القاعدة الثانية والخمسون اذا وضح الحق وبان لم يبق للمعارضة العلمية والعملية محل. وهذه قاعدة شرعية عقلية فطرية. قد وردت في القرآن وارشد اليها في مواضع كثيرة. وذلك انه من المعلوم ان محل المعارضات وموضع الاستنكارات وموضع التوقفات وقت المشاورات اذا كان الشيء فيه اشياء او احتمالات فترد عليه هذه الامور لانها الطريق الى البيان والتوضيح اما اذا كان الشيء لا يحتمل الا معنى واضحا. وقد تعينت المصلحة فالمجادلة والمعارضة من باب العبث. والمعارض هنا لا يلتفت لا يلتفت لاعتراضه لانه يشبه المكابر المنكر للمحسوسات قال تعالى لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي. يعني واذا تبين هذا من هذا لم يبقى للاكراه محل. لان الاكراه انما يكون على الذي قامت البراهين الواضحة على حقيقته. فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر. كقوله ليهلك من هلك عما بينة ويحيا من حي عن بين وقوله وشاوره في الامر اي في الامور التي تحتاج الى مشاورة ويطلب فيها وجه المصلحة. فاما امر قد تعينت مصلحته وظهر وجوبه فقال فيه فاذا عزمت فتوكل على الله. وقد كشفت الله هذا المعنى غاية الكشف في قوله. يجادلونك في الحق بعد ما تبين. اي فكل من جادل في الحق بعدما تبين علمه او طريق عمله فانه غالط شرعا وعقلا. وقال تعالى وما لكم الا تكونوا مما ذكر اسم الله عليه وقد فصل لكم وما عليكم. فلا ما هم على عدم التزام الاكل مما ذكر اسم الله عليه وذكر السبب لهذا اللوم وهو انه تعالى فصل لعباده كلما حرم عليهم كما يذكر تحريمه فانه حلال واضح ليس للتوقف عنه محل ولما ذكر تعالى الايات الدالة على وجوب الايمان وبخ ولام المتوقفين عنه بعد البيان فقال فما لهن لا يؤمنون بني عليه من القرآن لا يسجدون. ولما بين جلالة القرآن وانه اعلى الكلام واللغة قال تعالى فباي حديث بعد الله واياته يؤمنون. ولما ذكر عظيم نعمه الظاهرة والباطنة قال فبأي الاء ربك تتمارى؟ وقال وقال فماذا بعد الحق ان الضلال؟ وكذلك في ايات كثيرة يأمر سبحانه وتعالى وفي ايات كثيرة يأمر الله سبحانه وتعالى بمجادلة المكذبين وجدالهم بالتي هي احسن. حتى اذا وصل معهم الى حالة وضوح الحق التام وازالة الشبهة كلها انتقل من مجادلتهم الى الوعيد لهم بعقوبات الدنيا والاخرة. والايات في هذا المعنى الجليل كثيرة