بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان شرح كتاب الملخص الفقهي من الفقه الاسلامي للدكتور صالح بن فوزان فوزان. الدرس الثالث والخمسون بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. ايها المستمعون الكرام انتهى بنا الحديث في الحلقة الى ما ينبغي ان يفعله ويقوله من مات له ميت فليكن ذلك موضوع حديثنا في هذه الحلقة قال الله تعالى وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون ان الصبر على اقدار الله المؤلمة من صفات الصالحين وهو واجب بالاجماع والصبر هو المنع والحبس اي حبس النفس عن الجزع وحبس اللسان عن التشكي وحبس الجوارح عن لطم الخدود وشق الجيوب فهو خلق فاضل يمنع عن فعل ما لا يحسن فعله ويحصل به صلاح العبد في دينه ويحصل به الثواب العظيم عند الله تعالى. قال الله تعالى انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب. وقال الله تعالى واصبروا ان الله مع الصابرين قال عليه الصلاة والسلام والصبر ضياء. والمصائب التي تجري على المؤمن فيها خير له. قال صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يصب منه ويقول عليه الصلاة والسلام فما يزال البلاء بالمؤمن حتى يمشي على الارض وليس عليه خطيئة وقال ان عظم الجزاء مع عظم البلاء. وان الله اذا احب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط وفي الصبر على موت الولد اجر كبير. ففي الصحيحين لا يموت لاحد من المسلمين ثلاثة من الولد فتمسه النار الا تحلة القسم وفي حديث اخر الا كانوا حجابا له من النار وفي الصحيحين ما من مسلم يتوفى له ثلاثة من الولد لم يبلغ الحنف الا ادخله الله الجنة وفي الصحيح يقول الله تعالى ما لعبدي المؤمن جزاء اذا قبضت صفيه من اهل الدنيا ثم احتسبه الا الجنة وفي قوله تعالى قالوا انا لله وانا اليه راجعون. دليل على مشروعية الاسترجاع عند المصيبة وفي الحديث الذي رواه احمد وابن ماجة وغيرهما عن الحسن مرفوعا. ما من مسلم ولا مسلمة يصاب بمصيبة فيذكرها وان طال عهدها فيحدث عند ذلك استرجاعا الا جدد الله له عند ذلك فاعطاه مثل اجرها يوم اصيب والانسان انما يثاب عند المصيبة اذا صبر فالاجر على صبره لا على المصيبة لان المصيبة ليست من كسبه وانما الذي من كسبه الصبر قوله تعالى انا لله اي عبيد له وملك له يفعل فينا ما يشاء وانا اليه راجعون يوم القيامة. فيجازي كلا بعمله. فالمؤمن يتسلى بهذه المقالة العظيمة عما اصابه ويعلم انه ملك لله عبد له يتصرف فيه بما يشاء ويعلم انه لا يضيع لديه مثقال ذرة يوم ويحدث ذلك اعترافه بانه عبد لله وراجع اليه ولهذا اخبر الله سبحانه وتعالى عن مصير هؤلاء بقوله اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة اي ثناء من عليهم واولئك هم المهتدون في الدنيا والاخرة. فهذه الكلمة العظيمة ابلغ علاج للمصاب وانفعه وعاجلا واجلا فانه اذا قالها مستحظرا لمعناها تسلى بها عن مصيبته واذا علم ان ما اصابه لم يكن ليخطئه وما اخطأه لم يكن ليصيبه هانت عليه المصيبة ثم يستحب ان يقول المصاب ايضا اللهم اجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها ففي صحيح مسلم وغيره عن ام سلمة رضي الله عنها مرفوعة ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول انا لله وانا اليه راجعون. اللهم اجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا الا اجره الله في مصيبته واخلف له خيرا منها ولا ينبغي للمصاب تغيير هيئته بان يلبس لباسا معينا لهذه المناسبة كالسواد فان هذا من عادات الكفار وليس هو من هدي الاسلام ولا يجوز اعلان الحداد على الميت ولا يجوز اعلان الحداد على الميت. ولا يجوز تعطيل الاعمال. ولا جعل ولا جعل علامة عليه ليعرف ولا ينبغي الجلوس للتعزية والاعلان عن ذلك في الصحف لان ذلك يخل بالصبر ويدل على الجزع ويحرم على المصاب تركه للزينة وتجنبه لها. قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله لا ريب ان السلف لم يكونوا يفعلون شيئا من ذلك. الا يجعلون علامة يعرف بها المصاب ايعزى ولم يكونوا يغيرون شيئا من زيهم قبل المصيبة ولا كانوا يتركون ما كانوا يعملونه قبلها فان ذلك يكن له مناف للصبر فكيف بهجر الزينة اياما والاثار صريحة في رد هذا القول انتهى كلامه ومن ذلك ما يفعله بعض الناس في هذا الزمان من القيام دقائق لروح الميت كما يقولون وبعضهم يقرأ الفاتحة لروح الميت كل ذلك من البدع المحدثة ويحرم الندب وهو تعداد محاسن الميت. لان ذلك يشبه التظلم من قضاء الله سبحانه وتعالى وفيه ايذاء للميت لانه ورد في الحديث انه يعذب بذلك ويوبخ وتحرم النياحة على الميت ولرفع الصوت بالندل ويحرم شق الثياب ولطم الخدود والصراخ. لما في الصحيحين ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية وفي الصحيحين ايضا انه صلى الله عليه وسلم برئ من والحالقة والشاقة والصادقة هي التي ترفع صوتها عند المصيبة والحالقة هي التي تحلق شعرها عند المصيبة. والشاقة هي التي تشق ثوبها عند المصيبة ومن ذلك اقامة المآتم وحفلات التأبين وغير ذلك من من العوائد الجاهلية المخالفة لهدي الاسلام. الواجب على المسلمين ان يقتدوا بنبيهم وهدي سلفهم الصالح ولا يغتر بالبدع المستحدثة والعادات المستوردة المخالفة لديننا ولا يبعد ان يدخل اه ولا يبعد ان يدخل اقامة المأتم في الندب المحرم والتأبين من والتأبين والاعلانات عن الميت في الصحف كل ذلك داخل في المنهي عنه وتخصيص مكان وزمان للتعزية هذا كله مما لا يجوز. فان هذا لم يكن معروفا عند المسلمين. العاملين بالكتاب والسنة من سلف هذه الامة وائمتها فالمشروع هو فالمشروع هو بداءة المصاب بالتعزية الشرعية لا ان المصاب يطلب التعزية ويجلس لها ويعطل العمل ويستحب الدعاء لاموات المسلمين والاستغفار لهم والتصدق عنهم. قال شيخ الاسلام ابن تيمية ائمة الاسلام متفقون على انتفاع الميت بدعاء الخلق له وبما يعمل عنه من البر وهذا مما يعلم بالاضطرار من دين الاسلام قد دل عليه الكتاب والسنة والاجماع. فمن خالف في ذلك كان من اهل البدع انتهى والميت قد انقطع عمله فينبغي الاحسان اليه بالدعاء له. قال صلى الله عليه وسلم اذا مات ابن ادم انقطع عمله الا من ثلاث صدقة جارية او علم ينتفع به او ولد صالح يدعو له. كما يجب الكف عن مساوئ الاموات وعدم ذكر مساوئهم لانهم قد افضوا الى ما عملوا الا اذا كان في ذكر مساوئ الميت مصلحة شرعية كالتحذير من بدعته اذا كان مبتدعا ويخشى من الاقتداء به فانه حينئذ يذكر ما فيه ايها المستمعون الكرام استودعكم الله الى الحلقة القادمة باذن الله تعالى. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته والحمد لله رب العالمين الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين