المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الحديث الخامس والخمسون عن عائشة رضي الله عنها انها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ادرأوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم فان كان له مخرج فخلوا سبيله فان الامام ان يخطئ في العفو خير من ان يخطئ في العقوبة رواه الترمذي مرفوعا وموقوفا قال الشيخ السعدي رحمه الله في شرحه هذا الحديث يدل على ان تدرأ بالشبهات فاذا اشتبه امر الانسان علينا حاله ووقعت الاحتمالاتها على موجب الحد ام لا وهل هو عالم او جاهل وهل هو متأول معتقد حله ام لا وهل له عذر عقد او اعتقاد درئت عنه العقوبة لاننا لم نتحقق موجبها يقينا ولو تردد الامر بين الامرين فالخطأ في درء العقوبة عن فاعل سببها اهون من الخطأ في ايقاع العقوبة على من لم يفعل سببها فان رحمة الله سبقت غضبه وشريعته مبنية على اليسر والسهولة والاصل في دماء المعصومين وابدانهم واموالهم التحريم حتى نتحقق ما يبيح لنا شيئا من هذا وقد ذكر العلماء على هذا الاصل في ابواب الحدود امثلة كثيرة واكثرها موافق لهذا الحديث ومنها امثلة فيها نظر فان الاحتمال الذي يشبه الوهم والخيال لا عبرة به والميزان لفظ هذا الحديث فان وجدتم له او فان كان له مخرج فخلوا سبيله وفي هذا الحديث دليل على اصل وهو انه اذا تعارض مفسدتان تحقيقا او احتمالا راعين المفسدة الكبرى فدفعناها تخفيفا للشر والله اعلم