المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبد الرحمن ابن ناصر السعدي رحمه الله القاعدة الثالثة والخمسون. من قواعد القرآن انه يبين الاجر والثواب على قدر المشقة. في طريق العبادة ويبين مع ذلك ان لطريق العبادة من مننه واحسانه. وانه لا تنقص الاجر شيئا وانها لا تنقص الاجر شيئا وهذه القاعدة تبين من لطف الله واحسانه وحكمته الواسعة. ما هو اثر عظيم من اثار تعريفاته ونفحة عظيمة من نفحاته وانه ارحم الراحمين. قال تعالى كتب عليكم القتال وهو كن لكم. وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم. وعسى ان تحبون شيئا وهو شر لكم. والله يعلم وانتم لا تعلمون. فبين تعالى ان هذه العبادة العظيمة لعظم مصلحتها وكثرة فوائدها العامة والخاصة انه فرضها على العباد وان شقت عليهم وكرهتها نفوسهم. بما فيها من التعرض للاخطار وتلف النفوس والاموال. ولكن هذه المشقات بالنسبة الى ما ما تفضي اليه من الكرامات ليست بشيء. بل هي خير محض واحسان صرف من الله على عباده حيث قيض لهم هذه العبادات التي توصلهم الى منازل لولاها لم يكونوا واصليها. قال تعالى كونوا تألمون فانهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون. وقال تعالى ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات. وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون. وقال تعالى انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب. فكلما عظمت مشقة الصبر في فعل الطاعات وفي ترك المحرمات لقوة الداعي اليها توفى الصبر على المصيبات كان الاجر اعظم والثواب اكثر وفي الصبر على المصيبات كان الاجر اعظم والثواب اكثر قال الله تعالى في بيان لطفه في تسهيل العبادة الشاقة. اذ يغشيكم النعاس امنة منه وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الاقدام اذ يوحي ربك الى الملائكة اني معكم فثبتوا الذين امنوا. سالقي في قلوب الذين كفروا الرعب. فذكر منته على بتيسيره وتقديره لهذه الامور. التي جعلها الله تعالى مسهلة للعبادة مزيلة لمشقتها. محصلة لثمراتها. وقال تعالى الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الذين امنوا وكانوا يتقون. لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الاخرة. فالبشرى التي وعد الله بها اولياءه في الحياة الدنيا من اشرفها واجلها. انه ييسر لهم العبادات ويهون عليهم المشقة القربات وانه ييسرهم للخير ويعصمهم من الشر بايسر عمل. وقال تعالى اما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى. اي لكل حالة فيها تيسير اموره وتسهيلها قال تعالى من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة. ومن الحياة الطيبة التي يرزقونها ذوق حلاوة الطاعات واستحلاء المشقات في رضا الله تعالى. وهذه الاحوال كلها خير للمؤمن ان سهل الله له طريق العبادة وهونها حمد الله وشكره وانشقت على النفوس صبر واحتسب الخير في عنائها ومشقته ورجى في عنائها وفي مشقته ورجى عظيم الثواب وهذا المعنى في القرآن في اية متعددة. والله اعلم