اخيرا يقول هذا السائل احيانا يتقدم شاب صالح لخطبة البنت وتكون البنت صغيرة دون الخامسة عشرة اه فهل يحل لوليها ان يجبرها خاصة ان كثيرا من الفتيات يرفضن من يتقدم لهن بحجة انهن لم يعرفن اخلاقه ولم يحصل بينهم حب كما يزعمون وكما يسمعون في بعض اه المسلسلات وبعض القصص فهل يحق للولي ان يجبر ابنته في هذه الحالة اذا رأى رجلا مناسبا لها في دينه وخلقه افيد هنا افادكم الله المسألة فيها خلاف بين اهل العلم هل للاب ان يجبر ابنته على الزواج ممن لا تريد الصحيح انه لا يجوز له ذلك ما لم يعلم ان البنت تريد اناسا غير رطيبين وترغب شخصا منحرفا وقد تقدم لها كفؤ صالح تتوفر فيه متطلبات الزوجية من الشباب والقدرة على الانفاق وحسن الخلق ونحو ذلك ففي هذه الحالة اذا قارن ذلك رغبتها في منحرف جاز للوالد ان يجبرها اما فيما عدا ذلك فلا يجوز والمسألة فيها خلاف حتى فيما قلت بجوازه لكن نظرا لان المسألة فيها خلاف فقلت انه يجوز له ان يجبرها اذا علم مقاصدها وتقدم لها من تتوفر فيه متطلبات الزوجة وانتفت عنه منفرات الزوجة واما مطلقا فان النبي عليه الصلاة والسلام نهى ان تزوج البنت حتى تستأذن او الثيب حتى تستأمر والفرق بين الاستئمار والاستئذان ان البنت تخبر انه سيزوجها ابوها على فلان فاذا سكتت فقد اذنت ولذلك لما قيل له انها تستحي قال اذنها سكوتها او صماتها واما الثيب فلابد ان تأمر امرا تزويجها تسأل فان امرت والا تركت ومع ذلك فان الواجب على الاباء ان يعتنوا ايضا بتزويج بناتهم وان يلتمسوا لهن الرجال الاكفاء المتصفين بالصلاح والاستقامة الذين تتوفر فيهم الصفات التي ينبغي ان تكون البنت امانة عند مثلهم لان النساء ظعيفات عقل ودين ويتبعن من يتسلط عليهن فربما زوجت المرأة او البنت بزوج ظاهر امره مستور وباطنه سيء فيجرها الى السوء فيجب على اولياء البنات من اباء واخوة وامهات ان يبذلوا قصارى جهدهم في الاختيار والتحري والسؤال كما ان على المتزوجين ان يجتهدوا في طلب الزوجات الصالحات اللواتي يأمنونهن اذا غابوا ويفرحون بلقائهن و يرون عنهن اذا اجتمعوا بهن في ان خير كنز يكنزه المسلم او المؤمن المرأة الصالحة التي ان امرها اطاعته وان نظر اليها سرته وان غاب عنها حفظته في نفسها وماله والله اعلم. بارك الله فيكم