بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين امين. نقل الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين في باب فضل الزهد في الدنيا. وعن انس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يتبع الميت ثلاث اهله وماله وعمله. فيرجع اثنان ويبقى واحد. يرجع اهله وماله ويبقى عمله. متفق عليه. وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بانعم اهل الدنيا من اهل النار يوم القيامة ويصبغ في النان صبغة ثم يقال يا ابن ادم هل رأيت خيرا قط ان مر بك نعيم قط فيقول لا والله يا رب ويؤتى باشد الناس بؤسا في الدنيا من اهل الجنة. فيصبغ صبغة في الجنة فيقال له يا ابن ادم هل رأيت بؤسا قط؟ هل مر بك شدة قط فيقول لا والله ما مر بي ما مر بي بؤس قط ولا رأيت شدة قط. رواه مسلم. بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى وعن انس لمالك رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يتبع الميت ثلاث اهله وماله وعمله. فيرجع اثنان ويبقى واحد يرجع اهله وماله ويبقى عمله قوله عليه الصلاة والسلام يتبع الميت ثلاث الاول اهله. فيتبعونه لتشييعه ودفنه والثاني وماله. يعني ما يملكه من الارقة وما على سرير النعش من مال ونحوه والثالث العمل فيرجع اثنان يرجع الاهل بعد دفنه وتشييعه. وكذلك ايضا يرجع المال ليقتسمه الورثة. ويبقى الثالث وهو ففي هذا الحديث دليل على فوائد منها الحث على الاستكثار من الاعمال الصالحة وان العمل الصالح هو الذي يبقى الانسان بعد موته وان الانسان ينبغي له ان يزهد في الدنيا والا تشغله الدنيا عما خلق لاجله من عبادة الله تعالى وطاعته ومنها ايضا الحث على حسن العمل. لان العمل مطلوب لكن حسن العمل هو الاهم. لان حسن العمل هو الذي عليه مدار القبول. وحسن العمل انما يكون بالاخلاص لله. والمتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلم وفيه ايضا دليل على ان العمل يكون مع الانسان في قبره يكون انيسا له ان كان عملا صالحا ويكون شؤما عليه ان كان عملا سيئا وقد اخرج الامام احمد وغيره من حديث البراء بن عازب الحديث الطويل في صفة سؤال الميت في قبره ان المؤمن يؤتى اليه برجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الرائحة فيقول له ابشر بالذي يسرك هذا يومك الذي توعد فيقول المؤمن له من انت فوجهك الذي يجيء بالخير فيقول انا عملك الصالح واما الكافر سيأتيه رجل قبيح المنظر قبيح الثياب منتن الرائحة. فيقول له ابشر بالذي يسوؤك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول من انت؟ فوجهك الذي يأتي بالشر فيقول انا عملك السيء. وهذا يدل على ان عمل الانسان ان كان صالحا كان انيسا له في قبره وان كان غير صالح كان شؤما عليه في قبره ويوم القيامة. اما الحديث الثاني حديث انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يؤتى بانعم اهل الدنيا يعني باكثرهم واشدهم تنعما ترفها بزينتها وزخرفها. يؤتى بانعم اهل الدنيا من اهل النار يوم القيامة. يعني بعد الجزاء والحساب فيصبغ صبغة في النار. اي يغمس غمسة في النار فيقال له يا ابن ادم هل رأيت خيرا قط هل مر بك نعيم قط؟ فيقول لا والله يا ربي انما يقول ذلك مع انه مر به نعيم في الدنيا لكن ما هو فيه من عذاب النار ينسى ويذهل فيذهله هذا العذاب وهذا الالم الذي هو فيه عما حصل له من نعيم الدنيا قال ويؤتى باشد اهل الدنيا بؤسا من اهل الجنة يوم القيامة. يعني باشدهم حاجة وفقرا فيقال له يا ابن ادم هل مر بك بؤس قط؟ هل رأيت شدة قط؟ فيقول لا والله يا ربي لان ما هو فيه من النعيم انساه ما حصل له من البؤس والشدة في الدنيا هذا الحديث يدل على ان العاقل ينبغي له ان ينظر الى المآل لا الى العاجل والحال. فان الانسان وان اصابته شدة في الدنيا وان اصابه بؤس في الدنيا فان هذا البؤس وهذه الشدة سوف يزول وينساه يوم يوم القيامة وفيه ايضا دليل على الحث على الاستكثار من طاعة الله عز وجل ومن الاعمال الصالحة حتى العاقبة الحميدة له يوم القيامة. لانه سينفعه هذا العمل. ولهذا قال الله تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه ليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى. وصلى الله على نبينا محمد