المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الحديث السابع والخمسون عن عبدالله بن عمرو وابي هريرة رضي الله عنهم انهما قالا قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم اذا حكم الحاكم فاجتهد واصاب فله اجران واذا حكم فاجتهد فاخطأ فله اجر واحد متفق عليه قال الشيخ السعدي رحمه الله في شرحه المراد بالحاكم هو الذي عنده من العلم ما يؤهله للقضاء وقد ذكر اهل العلم شروط القاضي فبعضهم بالغ فيها وبعضه مقتصر على العلم الذي يصلح به للفتوى وهو الاولى ففي هذا الحديث ان الجاهل لو حكم واصاب الحكم فانه ظالم اثم لانه لا يحل له الاقدام على الحكم وهو جاهل ودل على انه لابد للحاكم من الاجتهاد وهو نوعان اجتهاد في ادخال القضية التي وقع فيها التحاكم بالاحكام الشرعية واجتهاد في تنفيذ ذلك الحق على القريب والصديق وضدهما بحيث يكون الناس عنده في هذا الباب واحدا لا يفضل احدا على احد ولا يميله الهوى فمتى كان كذلك فهو مأجور على كل حال ان اصاب فله اجران وان اخطأ فله اجر واحد وخطؤه معفو عنه لانه بغير استطاعته والعدل كغيره معلق بالاستطاعة والفرق بين الحاكم المجتهد وبين صاحب الهوى ان صاحب الحق قد فعل ما امر به من حسن القصد والاجتهاد وهو مأمور في الظاهر باعتقاد ما قام عنده عليه دليله بخلاف صاحب الهوى فانه يتكلم بغير علم وبغير قصد للحق قاله شيخ الاسلام وفي هذا فضيلة الحاكم الذي على هذا الوصف وانه يغنم الاجر والثواب في كل قضية يحكم بها ولهذا كان القضاء من اعظم فروض الكفايات لان الحقوق بين الخلق كلها مضطرة للقاضي عند التنازع او الاشتباه وعليه ان يجاهد نفسه على تحقيق هذا الاجتهاد الذي تبرأ به ذمته وينال به الخير والاجر العظيم والله اعلم