يسأل عن الاحاديث التي وردت في الفتن عن النبي صلى الله عليه وسلم كيف يتقي المسلم هذه الفتن وهل ثمة ادعية يدعو بها الانسان يتحصن بها عن الفتن التي تصيب دينه ومعتقدة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الاولين والاخرين سيدنا ونبينا محمد وعلى اله وصحابته والتابعين لهم باحسان الى يوم الدين وبعد لقد بين النبي صلى الله عليه وسلم للناس كل ما يحتاجون اليه وما كانوا في ضرورة الى معرفته حتى ترك الناس على محجة طريق حجة بيظا ليلها كنهارها لا يزيع عنها الا هالك من تمسك بسنته صادقا هدي الى الصراط المستقيم يعلم من الله جل وعلا ما يؤول الامر اليه وانا ستعصي وانه ستعصف بالامة امور كثيرة وفتن متلاحمة ومتلاحقة وخلافات واختلافات وبين ان المخرج من ذلك كله التمسك بكتاب الله جل وعلا وسنة محمد صلى الله عليه وسلم ففيهما الهدى والنور الفتن منها فتنة المرء في ماله في ولده واهله وهذه تكفرها الاعمال ومنها الفتن المتلاطمة التي اخبر صلى الله عليه وسلم انها تموج كموج البحر وموج البحر اذا كان هائجا جرفت امورا كثيرة وما نحن ببعيد من هيجان البحر اثر الزلزال الذي حدث قبل مدة غير طويلة ما الذي خلف وراءه انه جاء بقدرة القادر على كل شيء فيه عظة وعبرة وفيه تحذير وانذار لمن القى السمع وهو شهيد اخبر صلوات الله وسلامه عليه عن الفتن انها تدع الحليم حيرانا وانهى تعصف بالناس كلما مرت فتنة بالمؤمن واجتازته سالما حمد الله خاف ان تكون المقبلة كاسحة له والمعصوم من عصمه الله الوقاية من هذه الامور الاخذ بحديث ابن عباس رضي الله عنهما الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم له وكان راكبا معه يا غلام احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك تعرف الى الله في الرخاء يعرفك في الشدة الاستعداد للفتن بتكرار التوبة النصوح وبأداء وفرائض الدين وتبوا بالتقرب الى الله مع ذلك بنوافل الطاعات وبالتبرأ من الحول والقوة الا بالله بالاعتراف العملي والقول من شدة احتياج العبد الى ربه وفقده للحول والقوة الا به باداء الحقوق الواجبة وبذل المعروف باغاثة الملهوف وتفريج كربة المكروب والتوسعة على عباد الله مما من به المولى جل وعلا من بفضله اتقاء هذه الفتقاء وهذه الفتن الخطيرة وهي في اخر الزمان تتلاحق كقطعة ليل متتابعة كلما مر ظلمة عاشتها اخرى وان كان على ايمان صحيح مقيما لشعائر الله دينه كافا لاذاه بازلا خيره كان حريا ان ينجو لكن عليه اذا كان من باذل الخير ان يتبرأ من عجبي بعمله وكلما رأى نفسه مجتهدا في عمل فليسأل ربه الا يصرفه وليحمد ربه فانه ما من نعمة واجل النعم نعمة الدين وهي من الله واستدامتها والاستزادة منها بالشكر للمنعم جل وعلا ينبغي للمسلم ان يعتني بالاذكار وبالمناسبة ارشد السامع والسائل الى ان يهتم بمطالعة كتب الاذكار كتب الادعية فمن الكتب المهمة الكتاب والاذكار للنووي وكتاب الوابل الصيب لابن القيم الكلم الطيب للشيخ الاسلامي ابن تيمية ومنها عدة الحصن الحصين لابن الجزري وعليه شرح للشوكاني اسمه توفت الذاكرين يقرأ الانسان ويطبق التطبيق العملي في لما يقرأ اقرأ حديث اذكار الصباح والمساء ثم يتعهد نفسه بمتابعتها في كل صباح ومساء لو ان الانسان اعتنى بنفسه في الاذكار ولن يخل بشيء منها لصار نفسه من كل شيء الا ما لا محالة من حصوله فانها نافعة من الاخطار البدنية والاخطار على المال والذرية واذا حدث شيء مما لا يسر فسببه التفريط في هذا الجانب ينظر المرء مدى تعظيمه لشعائر دين الله مدى اهتمامه بهذه العبادة الصلاة مدى وصيانته للسانه وسمعه وبصره وسائل جوارحه اما لا يرضاه الله جل وعلا مدى تخلقه بالاخلاق الاسلامية التي حث عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ازينته من ملبس وغير ذلك فان العصمة تحصل باذن الله بسبب القيام بالاعمال الصالحة فنسأل الله ان يكفينا شر الفتن فان زمننا هذا زمن تكثر فيه الفتن والمحفوظ من حفظه الله والله اعلم