ان مثل عيسى عند الله كمثل ادم طلقه من تراب ثم قال له كن فيكون ان مثل خلق عيسى عند الله كمثل خلق ادم من تراب من غير اب ولا ام وانما قال الله له كن بشرا فكان كما اراد الله فكيف يزعمون انه اله بحجة انه خلق من غير اب وهم يقرون بان ادم بشر مع انه خلق من غير اب ولا ام بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال الله تعالى اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ربنا امنا بما انزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين وقال الحواريون كذلك ربنا امنا بما انزلت من الانجيل واتبعنا عيسى فاجعلنا مع الشاهدين بالحق الذين امنوا بك وبرسولك ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين ومكر الكافرون من بني اسرائيل قايدوا سعوا في قتل عيسى فمكروا الله بهم فتركهم في ضلالهم والقى شبه عيسى على رجل اخر والله خير الماكرين لانه لا اشد من مكره تعالى باعدائه اذا على الانسان ان يحذر مكر الله والحذر من مكر الله ان لا يكون الانسان على معصية ولا يقصر في حق الله تعالى بل يعمل الانسان بالترقي بالتوبة والعبودية فمن مجد الله تعالى انك تقيم على المعصية والله يمدك بالنعم حتى اذا اخذك اخذك اخذ عزيز مقتدر اذ قال الله يا عيسى اني متوفيك ورافعك الي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا الى يوم القيامة ثم الي مرجعكم فاحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون ومكر الله بهم ايضا حين قال مخاطبا عيسى يا عيسى اني قابضك من غير موت ورافع بدنك وروحك الي ومنزهك من رجس الذين كفروا بك ومبعدك عنهم وجاعل الذين اتبعوك على الدين الحق ومنه الايمان بمحمد صلى الله عليه وسلم فوق الذين كفروا بك الى يوم القيامة بالبرهان والعزة ثم الي وحدي رجوعكم يوم القيامة فاحكم بينكم بالحق فيما كنتم فيه تختلفون فاما الذين كفروا فاعذبهم عذابا شديدا في الدنيا والاخرة وما لهم من ناصر فاما الذين كفروا بك وبالحق الذي جئتهم به فاعذبهم عذابا شديدا. في الدنيا بالقتل او والاثر والذل وغيرها وفي الاخرة بعذاب النار وما لهم من ناصرين يدفعون عنهم العذاب واما الذين امنوا وعملوا الصالحات كي يوفيهم اجورهم والله لا يحب الظالمين واما الذين امنوا بك وبالحق الذي جئتهم به وعملوا الصالحات من صلاة وزكاة وصيام وصلة وغيرها فان الله يعطيهم ثواب اعمالهم تامة لا ينقص منها شيئا وهذا الحديث عن اتباع المسيح قبل بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي بشر به المسيح نفسه والله لا يحب الظالمين ومن ومن اعظم الظلم الشرك بالله تعالى وتكذيب رسله ذلك نتلوه عليك من الايات والذكر الحكيم ذلك الذي نقرأه عليك من خبر عيسى من العلامات الواضحات الدالة على صحة ما انزل اليك وهو ذكر للمتقين. محكم لا يأتيه الباطل الحق من ربك فلا تكن من الممترين. الحق الذي لا شك فيه في شأن عيسى هو الذي نزل عليك من ربك فلا تكن من الشاكين المترددين بل عليك الثبات على ما انت عليه من الحق فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندعو ابناءنا وابناءكم ونساءنا ونسائكم وانفسنا وانفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين فمن جادلك ايها الرسول من نصارى نجران في امر عيسى زاعما انه ليس عبدا لله من بعد ما جاءك من العلم الصحيح في شأنه فقل لهم تعالوا ننادي للحضور ابناءنا وابناءكم ونساءنا ونسائكم وانفسنا وانفسكم ونجتمع كلنا ثم نتضرع الى الله بالدعاء ان ينزل لعنته على الكاذبين منا ومنكم من فوائد الايات من كمال قدرته تعالى انه يعاقب من يمكر بدينه وباوليائه فيمكر بهم كما يمكرون بيان المعتقد الصحيح الواجب في شأن عيسى وبيان موافقته للعقد فهو ليس بدعا في في الخلقة. فادم المخلوق من غير اب ولا ام اشد غرابة والجميع يؤمن ببشريته مشروعية المباهلة بين زعيم على الصفة التي وردت بها الاية الكريمة نعم طبعا الصفة التي وردت في المؤمنين والكافرين هذه الصفة الموجودة نسأل الله تعالى ان يرحمنا ويرحم المسلمين اجمعين هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته