المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله القاعدة السادسة والخمسون يرشد القرآن يرشد القرآن المسلمين الى الى قيام جميع مصالحهم. وانه اذا لم يمكن حصولها من الجميع فليشتغل بكل مصلحة من مصالحهم من يقوم بها ويوفر وقته عليه لتقوم مصالحهم وتكون وجهتهم جميعا واحدة وهذه من القواعد الجليلة ومن السياسة الشرعية. فان كثيرا من المصالح العامة الكلية لا يمكن اشتغال الناس كلهم بها. ولا يمكن فالطريق الى حصولها ما ارشده الله عباده اليه. قال تعالى في الجهاد والذي هو اعظم مصالح الدين والعلم. وما كان المؤمنون في روكا كافة. فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين. ولينذروا اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون. فامر ان يقوم بالجهاد طائفة كافية وبالعلم طائفة اخرى وان القائمة الجهاد تستدرك ما فاتها من العلم اذا رجعت وقال تعالى ولتكن منكم امة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وقال تعالى وتعاونوا على البر تقوى وقال تعالى فاتقوا الله ما استطعتم وقال تعالى. وامرهم شورى بينهم الى غير ذلك من الايات الدالة على هذا العصر الجليل قاعدة نافعة وبقيام كل منهم بمصلحة من المصالح تقوم المصالح كلها. لان كل فرد معمور ان يراعي المصالح الكلية ويكون سائرا في جميع اعماله اليها. فلو وفق المسلمون لسلوك هذه الطريق لاستقامت احوالهم وصلحت امورهم وغابت عنهم سرور كثيرة فالله المستعان