كتاب الله واقاموا الصلاة وانفقوا. وانفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية. يرجون تجارة لن تبور ليوفيهم اجورهم ويزيدهم من فضله. انه غفور شكور. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم لكم قراءة كتاب خطب منوعة للشيخ رحمه الله خطبة في حث المسلمين على مساعدة المجاهدين بالدعاء وغيره. الحمدلله الذي ربط الاخوة الدينية بين المؤمنين فكانوا بذلك متحابين متناصرين. واشهد ان لا اله الا الله الملك الحق المبين. واشهد ان محمد محمدا عبده ورسوله سيد المرسلين وامام المتقين. اللهم صل وسلم وبارك على محمد واصحابه والتابعين لهم الى الى يوم الدين. اما بعد ايها الناس اتقوا الله فان تقواه سبب لحصول الخيرات. ودافعة للشرور والهلكات. عباد الله ان الله امركم بالجهاد بانفسكم واموالكم ومباراتكم واعمالكم واموالكم وخصوصا الجهاد الذي هو فرض عين وهو مثال المدافعة عن الوطن والدين. والمساعدة بما استطعتم لاخوانكم المجاهدين. قال صلى الله عليه وسلم من مات ولم يغزو ولم يحدث نفسه بغزو مات على شعبة من النفاق. ايها من قام بما يقدر عليه من الجهاد بنفسه وماله او قوله فقد تم ايمانه وبرأ من النفاق. فهذه الدول الكافرة الظالمة قد تكالبوا على اخوانكم المصريين اتباعهم والجزائريين وهاجموهم في عقر دارهم. وغرضهم لا قدر الله الاستيلاء على المسلمين واقطارهم يلقون عليهم القنابل المهلكة ليلا ونهارا. ويصبون عليهم العذاب والسلاح الفتاك سرا وجهارا. لا يرحمون النساء ولا الرجال قال ولا يرقون على الضعفاء ولا على الاطفال. ولا يبالون من وحشيتهم باهلاك الحرث والنسل والاموال. واخوانكم ولله الحمد قد صابروهم مصابرة الابطال. وصمدوا وثبتوا لهم ثبوت الجبال. مستعينين بالصبر الجميل والتوكل على بالعظمة والجلال. والله تعالى مولاهم وناصرهم. فنعم المولى ونعم النصير. والله سيخذل اعداءهم وهو على كل شيء شيء قدير. اخواني عار علينا الا نتأثر بمصائبهم. وعزيز علينا وجارح لقلوبنا ما اصابهم من لم يساعد بمباراته وماله فليساعد بتوجهه الى ربه واستنصاره. ومن فاتته مشاركتهم في جهادهم. فليقل بما عليه من المعونة بحسب اقتداره. قال صلى الله عليه وسلم انما تنصرون وترزقون بضعفائكم. وذلك توجههم الى الله واستنصاره ودعائه. ان الدعاء سلاح الاقوياء والضعفاء وملاذ الانبياء والاصفياء. وبه يستدفعون كل بلاء. قال تعالى وكاين من نبي قاتل معه ربيون كثير. فما وهنوا فما وهنوا ما اصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا. والله يحب الصابرين. وما كان قولهم الا ان قالوا ربهم نغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين. فاتاهم الله ثواب دنيا وحسن ثواب الاخرة. والله يحب المحسنين. فوصفهم بانهم جمعوا بين الصبر والثبات. والتضرع والدعاء جمع الله لهم بين خير الدنيا والاخرى. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر وغيره يجمع بين التحريض والعمل بنافع اسباب وبين التضرع والاستنصار بالملك الوهاب. فساعدوا رحمكم الله اخوانكم بالتضرع وكثرة الدعاء. واسألوا ربكم ان يدفع عنهم الاعداء والشرور والبلاء. اللهم من علينا بالتوبة النصوح من جميع المعاصي. واكفنا الاعداء بما شئت انت القوي الكافي. اللهم ان هؤلاء الكفرة قد اعتمدوا على قواتهم والعدد والعديد. وانت يا مولانا ملجأ المؤمنين عند كل طرد شديد. اللهم يا قوي يا عزيز يا فعال لما يريد. يا من بيده نواصي جميع العبيد. انصر الاسلام والمسلمين واخذل بقواتك اعداء الدين. اللهم ان المسلمين لا يعتمدون الا عليك ولا يلجأون الا اليك. ولا يدعون الا يرجون الا اياك. لا لهم ملاذ ومعاذ وناصر سواك. اللهم انك قلت في كتابك ان الله يدافع دافعوا عن الذين امنوا فادفع عنهم شرور الاعداء واكشف عنهم كل شر وبلاء فانك نعم النصير ونعم المولى. اللهم انصر عبادك المؤمنين واكشف عنهم شرور الاعداء الكافرين. واعنهم على عدوهم يا نعم المعين. ربنا عليك توكلنا انا واليك انبنا واليك المصير. ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا واغفر لنا انك على كل شيء قدير. خطبة تتعلق بالموقف الحاضر. الحمدلله فارج الكربات. وكاشف الهموم والغموم والشدائد. والحمد لله لمفزع اهل الارض والسماوات. واشهد ان لا اله الا الله كامل الاسماء والصفات. واشهد ان محمدا عبده ورسوله المصطفى على جميع البريات. اللهم صل وسلم على محمد وعلى اله واصحابه اولي الصبر الجميل والثبات. اما بعد ايها اتقوا الله وتوبوا اليه. وارجعوا في اموركم كلها اليه. اعتمدوا في مهماتكم وعولوا عليه. واعلموا ان الله قد وعد عاد ووعده الحق المبين. وكان حقا علينا نصر المؤمنين. فقوموا رحمكم الله بواجبات الايمان. ليتحقق لكم هذا الوعد من الملك الديان. اخواني قد علمتم كيف تداعت الامم الطاغية على القطر المصري بالبغي والعدوان وكيف ردهم الله بغيظهم لم ينالوا خيرا. بل منوا بالفشل والخيبة والخزي والخسران. جاءوا بجنود لا قبل لاحد بها وليس عندهم شك انه الاستئصال وانها القاضية. فقابلهم اخواننا المصريون بالشجاعة المتفوقة والصبر والثبات وسحقوا من الاعداء جموعا عظيمة في مواقع متعددات وفتكوا بهم ولله الحمد فتكا ذريعا وتكاتف الشعب جيش بالشجاعة والقوة جميعا. وصبروا لهم صبر الكرام معتمدين على قوة الملك العلام. فدفع الله عنهم شرور الاعداء والعدوان ولم يمكنوا الاعداء من الاستقرار في اي مكان. ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا. وكفى الله طاه المؤمنين القتال. وكان الله قويا عزيزا. من ذا الذي يتصور ان دولة صغيرة في عددها وعددها ولكنها ولله الحمد كبيرة في ايمانها وروحها ومعنوياتها. ان تثبت هذا الثبات الباهر لاكبر دول العالم. وان يردوا وهم على اعقابهم لم يكسبوا الا الخيبة والفشل والخزي والجرائم. اعظم النصر واكبره واحلاه ان يرجع العدو الطامع باغي لم ينل ما تمناه. سمى الله سلامة رسوله اذ مكر به الكفار نصرا عظيما. حيث قال الا تنصروه فقط الذي نصره الله اذ اخرجه الذين كفروا ثاني اثنين. اما تجمعت الاحزاب الكثيرة يوم الخندق؟ يريدون استئصال الرسول منين؟ فرجعوا خائبين خاسرين. فكان ذلك هزيمة للكفار وللمسلمين عزا ونصرا. وهذه القضية مثلها وفيها تذكار لها وبشرى. والله المسؤول المرجو ان يتم نعمه بتمام نصره. وان يؤيد المؤمنين بقوته وقهره اعانته فاعتمدوا على ربكم واكثروا من قولكم حسبنا الله ونعم الوكيل. بقلوب صادقة مملوءة بالثقة والطمأنينة واليقين. فقد امر الله عباده ان يلجأوا الى هذا الركن الوثيق. وان يعتمدوه في كل شدة وكرب وضيق. قال الله الله تعالى قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون. وقال ابن عباس حسبنا الله ونعم الوكيل. قالها ابراهيم حين القي في النار وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا ان الناس قد جمعوا لكم. والهجوا رحمكم الله بالتضرع والدعاء. وثقوا ان الله سيدفع عن المسلمين كل بلاء. فالمسلمون يد واحدة على من ناوأهم. وليس لهم الاعتماد الصادق على مولاهم. اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب ومسهل الصعاب. وهازم الاحزاب. اهزم الاعداء وانصر مسلمين عليهم. اللهم انا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم. اللهم ان الطغاة قد اعتمدوا على كثرتهم الهائلة وانت يا مولانا مولى المؤمنين وناصرهم ومعتمدهم عند الشدائد الشائكة. اللهم فرق جمعهم وشتت شملهم وابطل كيدهم وانزل بهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين. اللهم اعن المسلمين ولا تعن عليهم وانصرهم ولا انصر عليهم وكن معهم ولا تكن عليهم. لا رب لنا غيرك فنرجوه. ولا اله لنا سواك فندعوه. انت املنا اذا طاب من كل احد الامل. وانت قواتنا اذا ضعفت اسبابنا وانقطعت الحيل. عليك توكلنا واليك انبنا واليك المصير ولك خضعنا وبك انتصرنا وانت نعم المولى ونعم النصير. ربنا افرغ علينا صبرا وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين. خطبة تتعلق بذلك ايضا في فوائد التقوى. الحمد لله رب العالمين عاقبة للمتقين ولا عدوان الا على الظالمين. ونشهد ان لا اله الا الله الملك الحق المبين. ونشهد ان محمدا عبده ورسوله سيد المرسلين وامام المتقين. اللهم صل وسلم على محمد وعلى اله واصحابه والتابعين لهم الى يوم الدين. اما بعد ايها الناس اتقوا الله تعالى فانه من يتق الله يجعل له مخرجا من كل هم وغم و ومن يتق الله يجعل له من امره يسرا. فالمتقي ييسره الله لليسرى ويدفع عنه كل شر ومكروه ويسهل له اسباب النجاح من جميع الوجوه. ويعطيه من فضله العاجل والاجل فوق ما يؤمله ويرجوه. قال تعالى عاقبة للمتقين انه من يتق ويصبر فان الله لا يضيع اجر المحسنين. فان سألتم عن حقيقة التقوى والتي هي اثارها فهي استعمال العباد ما يقي من شرور الدنيا والاخرة. اما ما يقي من شرور الاخرة فقد علمتم ان مداره على ثلاثة امور اداء الفرائض والواجبات واجتناب المناهي والحرمات والصبر على المكاره والمصيبات. فمن قام بها سلم من العقاب واستحق جزيل الثواب. واما ما يقي من شرور الدنيا فانه ايضا يستمد من هذه الامور. ولكن على وجه البيان ايضاح فهو العمل بكل سبب موصل الى العز والرفعة والنجاح. والسعي بكل وسيلة تقي من الضرر والذل وتدعو الى الفلاح وسلوك طريق الحكمة في الوصول الى كل مقصود مع الجد والمثابرة والاستعانة بالملك المعبود. اعظم الاسباب للعز والرقي تحقيق الوحدة الدينية واجتماع القوة الظاهرة والباطنة. والروابط القوية. قال تعالى واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فالف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخوانا. وقال تعالى هو الذي ايدك بنصره مؤمنين والف بين قلوبهم لو انفقت ما في الارض جميعا ما الفت بين قلوبهم ولكن الله الف فبينهم انه عزيز حكيم. فانظر كيف بين تعالى تأييده لرسوله بامرين احدهما النصر السماوي الذي يثبت الله به قلوب المؤمنين. ويلقي الرعب والفشل في قلوب الكافرين. والثاني نصره بجمعه لقلوب المؤمنين. وانه الفها جمعها بحبله المتين وجعل همهم ومقاصدهم متجهة الى تحصيل مصالحهم الكلية والى دفع مضارهم العمومية خصوصية وحثهم تعالى على لزوم هذا الاتفاق. وحذرهم من الخلاف والتنازع والافتراق. قال تعالى يا ايها الذين امنوا واذا لقيتم فئة فاثبتوا. واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون. واطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم اصبروا ان الله مع الصابرين. فمتى شعر المسلمون بضرورتهم وحاجتهم الى هذا الاجتماع وعملوا بكل يعلمون انه طريق الى الخير والانتفاع واتفقوا على مدافعة الشرور وطغيان الاعداء. متى كانوا كذلك حقق الله لهم كل رجاء وايدهم الله وقواهم وحرسهم بحمايته. وحفظهم وحماهم ووفق امراءهم وسدد خطاهم. متى كان المسلمون على هذا الوصف كفاهم شر الاعداء وكيدهم في حال حربهم وفي حال الجنوح الى سلمهم. قال تعالى وان جنحوا للسلم نحلها وتوكل على الله انه هو السميع العليم. وان يريدوا ان يخدعوك فان حسبك الله هو الذي ايدك بنصر نصره وبالمؤمنين. اللهم اجمع كلمة المسلمين واجعلهم يدا واحدة على اعدائهم الكافرين. اللهم تفضل عليهم بتحقيق طريق التقوى واجعل لهم من حفظك وحمايتك السبب الاقوى. اللهم ادفع عنهم جميع الشرور وجنبهم العسر. ويسر لهم اللهم اعنهم ولا تعن عليهم. وانصرهم ولا تنصر عليهم. وامكر لهم ولا تمكر عليهم. وانصرهم على من بغى عليهم وكن معهم ولا تكن عليهم. اللهم ايدهم بعونك واعانتك وتوفيقك. وقوهم بروحك ورحمتك وتسديدك. اللهم اكفهم شرور اعداء ومكرهم واصرف عنهم كل مكروه واصلح امرهم. اللهم انا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم. اللهم اتم على المسلمين نعمتك بتمام نصرك. وفرق جموع المعتدين بقوتك وقهرك. ابطل كيد الكائدين بمنك ولطفك. يا خير مسؤولين ويا خير المعطين ويا ارحم الراحمين. اللهم رحمتك نرجو فلا تكلنا الى احد من خلقك يا رب عالمين. خطبة مدار الدين على الاخلاص والاحسان. الحمدلله الذي جعل الايمان داعيا الى الفضل والاحسان. واكبر ضابط قوي بين بني الانسان. واشهد ان لا اله الا الله الملك الديان. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. الذي امته للتعاضد والتعاون كل زمان. اللهم صل وسلم على محمد وعلى اله واصحابه والتابعين لهم باحسان اما بعد ايها الناس اتقوا الله تعالى فان تقوى الله مبنية على اصلين. الاخلاص في عبادة الله والاحسان المتنوع الى عباد الله. قال تعالى فاعبد الله مخلصا له الدين. الا لله الدين الخالص. وقال تعالى واحسنوا ان الله يحب المحسنين. هل جزاء الاحسان الا الاحسان؟ اي ما جزاء من احسن في عبادة الله بالاخلاص بها وتكميلها. واحسن الى الخلق بفعل المعروف الا ان يحسن الله جزاءه في الدنيا والاخرة. كما قال تعالى للذين احسنوا في هذه الدنيا حسنة ولدار الاخرة خير ولا نعم دار المتقين. وقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله كتب الاحسان على كل شيء اي فرض الله على عباده ان يحسنوا الى كل مخلوق بكل بر ومعروف. حتى في حال ازهاق النفوس. ولهذا قال فاذا قتلتم احسنوا القتلى واذا ذبحتم فاحسنوا الذبح. وليحد احدكم شفرته وليرح ذبيحته. ولما ذكر صلى الله عليه وسلم لاصحابه ان بغيا غفر الله لها حين سقت كلبا يلهث من العطش. قالوا يا رسول الله وان لنا في البهائم لاجرا. قال في كل كبد ان رطبت اجر. واخبر ان امرأة عذبت في هرة ربطتها حتى ماتت جوعا وعطشا. وقال من لا يرحم لا يرحم رحيمون يرحمهم الرحمن ارحموا اهل الارض يرحمكم اهل السماء. وقال من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة. ومن يسر على معسري يسر الله عليه في الدنيا والاخرة. ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والاخرة. والله في عون العبد ما كان العبد في عون اخيه. من كان في حاجة اخيه كان الله في حاجته. ومن مشى مع مظلوم حتى يثبت له حقه الله قدميه على الصراط يوم تزل الاقدام. ومن ذب عن عرض اخيه رد الله عن وجهه نار جهنم. اشفعوا تؤجروا ويقضي الله على لسان نبيه ما شاء. وقال ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا. ومن لم يهتم بامور المسلمين فليس منهم فمن كان مخلصا في عبادة الله محسنا الى عباد الله نال الثواب الجزيل. ومن كان بضد ذلك فعليه العقاب الوبيل ادخلك الله بنا وبكم سبيل المخلصين. وحشرنا في زمرة المحسنين ووفقنا للتعاون مع اخواننا المسلمين. اللهم اعز المسلمين وانصرهم واذل الكافرين المعتدين واخذلهم. اللهم ادفع عن المسلمين كل شر وبلاء. وقهم بقوتك كيد الاعداء. اللهم ايد رحمتك عبادك المؤمنين. وفرق بقهرك جموع الكافرين. والقي الرعب والفشل في قلوب المعتدين. اللهم منزل الكتاب ومجري وهازم الاحزاب. اهزم المعتدين وانصر المسلمين عليهم. اللهم انا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم. اللهم تعاضد المسلمين ونصيرهم بك يصولون وبك يقاتلون وعليك يتوكلون. اللهم كن معهم ولا تكن عليهم وانصرهم ولا تنصر عليهم واجعلهم العالين على من بغى عليهم يا ذا الجلال والاكرام. خطبة عن انسحاب الاعداء عن الاراضي المصرية الحمد لله الذي تفضل على المسلمين بنصره وخذل الكافرين المعتدين بقهره. ونشهد ان لا اله الا الله الذي لا مرد لامره ونشهد ان محمدا عبده ورسوله المصطفى وخليله ونبيه المجتبى. اللهم صل وسلم على محمد وعلى اله واصحابه هذه النجباء. وعلى التابعين لهم في العلم والعمل والتقى. اما بعد ايها الناس اتقوا الله واذكروا الاء الله واشكروا نعم الله. لا اله الا الله وحده انجز وعده ونصر عبده واعز جنده وهزم الاحزاب وحده. قال تعالى وكان حقا علينا نصر منين؟ ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين انهم لهم المنصورون. وان جندنا لهم الغالبون الحمد لله الذي جعل العاقبة الحسنة للمسلمين وجعل دائرة السوء على الكافرين. ولا يحيق المكر السيء الا باهله بغينا المعتدين. كم من باغ قسمه الله؟ وكم من معتد خذله الله؟ وكم من مظلوم مبتلى اعزه الله؟ لقد نصر الله اه المسلمين نصرا عظيما. وايدهم بمعونته. وكان الله عزيزا حكيما. ان في قضية المسلمين مع المعتدين لعبرة للمعتبرين وان فيها لنعما وايات للمتوسمين. قد كان لكم اية في فئتين التقتا. فئة تقاتل في في سبيل الله واخرى كافرة. يرونهم مثليهم رأي العين. والله يؤيد بنصره من يشاء افي ذلك لعبرة لاولي الابصار. كم لله على المسلمين في هذه القضية من نعم. وكم دفع الله عنهم فيها من شرور ونقم وكم حصل لهم فيها من قوة وعزة وارتقاء؟ وكم زال عنهم فيها من عوائق ومحن وشقاء؟ وكم رأيتم فيها لكيد واعمالهم من اضمحلال وحبوب. وكم كان فيها لمعنوياتهم من فشل وهبوط. هذه سنة الله في الطاغين الباغين وهذه عواقب السوء تدور على الكافرين. فعلينا معشر المسلمين ان نشكر الله بالقلب والجوارح واللسان. ونسأله وان يتم نعمته بتمام النصر ودفع العدوان. وعلينا ان نعرف واجبنا الذي فيه عزنا. وهو الالتئام والاتفاق. وان نتباعد اعما يضرنا من العداوة والافتراق؟ علينا ان نكون اخوانا متحابين. وعلى جميع مصالحنا متساعدين. علينا ان نعد اعدائنا كل ما نستطيعه من قوة معنوية ومادية لنفوز بالفلاح. وان نتعلم الرمي والتداريب النافعة والعمل بالسلاح فان ذلك من افضل الجهاد الذي يتم به النجاح حتى يكون منا رجال اقوياء عند اللقاء والكفاح. علينا الا ندع الترف افتك في اجسامنا ويضعف منا القلوب. ولا ندع الكسل يستولي علينا فيفوتنا كل مطلوب. فوالله ما خالط الكسل والترف قوما ولا ضعفهم ولا مجتمعين على مصالحهم الا فككهم وفرقهم. ولا اعزاء اقوياء الا اذلهم وضعفهم علينا ان نتجنب كل ما لا يجدي من المعاشرات الضارة واتباع الشهوات. ومن الاخلاد الى الكسل والتهاون والصلاة. قال الله تعالى فخلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات. فسوف يلقون غيا. اي هلال وشقاء في العاجل والاجل. اللهم اتم نعمتك بنصر المسلمين وخذلان الكافرين. اللهم انصر الاسلام والمسلمين. اللهم اللهم دمر اعداء الدين واجعل بأسك الذي لا يرد على القوم المجرمين. اللهم وفق المسلمين لكل عمل يصلحهم في دينهم ودنياهم دنياهم واعصمهم بحفظك عما يضرهم ويوجد شقائهم. انك جواد كريم رؤوف رحيم. خطبة في بعض اخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم. الحمد لله الذي من على المؤمنين اذ بعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم اياتهم ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين. واشهد ان لا اله الا الله الملك الحق المبين. واشهد ان محمدا عبده ورسوله سيد المرسلين وامام المتقين. اللهم صل وسلم على محمد وعلى اله وصحبه والتابعين لهم الى يوم الدين. اما بعد ايها الناس اتقوا الله تعالى بالايمان بالله ورسوله طاعة الله وطاعة رسوله. وتعرفوا اوصاف نبيكم الجليلة واقتدوا به في كل كبيرة وصغيرة. فقد كان صلى الله عليه وسلم كلما اكرم الخلق اخلاقا واعلاهم فضائل وادابا. امتاز بذلك قبل الرسالة وترقى درج الكمال بعدها في كل لحاله. وقد قال الله مقسما على خلقه وانك لعلى خلق عظيم. كان جامعا بين اللطف والتواضع والامانة وبين العزة والوقار والمهابة. من رآه بديهة هابه. ومن خالطه معرفة احبه. وجامعا بين الرأفة والرحمة والحياء وبين الشجاعة والحزم والمضاء. وكان على حلمه الواسع لا تأخذه في الله لومة لائمين. وكان اجود من الريح المرسلة يتتبع في ذلك المحتاجين وما فيه نفع وغناء ومصلحة للمسلمين. وكان اعظم الناس صبرا واحسنهم لله شكرا يحب البر ويأمر به ويكره العسر وينهى عنه. لا يرد موجودا ولا يتكلف مفقودا. ولا يمتنع من اللذات تنسكا ولا يتحراها تطرفا وتنعما. كان يكثر الوصية باليتامى والمساكين والنساء. ويتعطف على اقارب ويرحم الضعفاء. وكان يربي المؤمنين باداب القرآن. وبما اتاه الله من الخلق الذي فاق به كل انسان فبما رحمة من الله لنت لهم. ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك. الف الله به بين القلوب فكانوا بعد العداوة اخوانا. وعلى الحق والبر متساعدين اعوانا. وكان يشاور اصحابه في كل امر ويساوي بينهم في الاقبال والبشر يوقر كبيرهم ويرحم صغيرهم ويكرم غنيهم وفقيرهم ويعود مريضهم ويقبل هديتهم ويجيب دعوتهم ويكون معهم اذا جلسوا كاحدهم. فلما قرر لهم شرائع الاسلام ووضح لهم الحلال من الحرام واكمل الله له الدين واتم به النعمة على المؤمنين. وعلمهم من العلوم النافعة. ما لم يكونوا يعلمون. وارشدهم الى كل ما اليه يحتاجون. انزل الله عليه في اخر حياته عشية عرفة. اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم دين نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. وبعد ذلك بثلاثة اشهر قبضه الله اليه واختار له ما عنده. وقربه اليه بعدما ترك امته على المحجة البيضاء والشريعة الغراء لا يزيغ عنها الا هالك. ولا يتمسك بها الا كله مهتد ناسك. وقد تم كل ما بشر به وانذر. لا تزال ايات نبوته تتجدد وتتكرر. فجزاه الله عنا افضل ما جزى به نبيا عن امته. وجعلنا من اتباع شريعته وملته. خطبة في نفع العلاجات للامراض خصوصا الجدد التطعيم ضد الجدري. الحمد لله الذي جعل لكل داء دواء. ولكل مرض علاجا نافعا وشفاء. واشهد ان لا لا اله الا الله العليم الحكيم. وان محمدا عبده ورسوله الذي من الله عليه بالخلق العظيم. اللهم صل وسلم على محمد وعلى اله واصحابه. ومن تبعهم في هديه القويم. اما بعد ايها الناس اتقوا الله تعالى. فان التقوى توقي ما ايضر في الدنيا والاخرة. فمن اتقى ما يضره في دينه فعليه ان يتقي ما يضره في بدنه. وكما عليه ان يسعى في مصلحة في نفسه فعليه السعي في مصلحة اولاده وما يتصل به. وكما ان قوله تعالى والله يرزق من يشاء بغير حساب فينافي توقف الرزق على السعي والاكتساب. فكذلك قوله تعالى وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو لا ينافي ان الله جعل لشفاء الامراض علاجا واسبابا يحصل بها الشفاء. والعلاجات نوعان علاج للامراض بعد نزولها واستعمال ما يمنع وصولها قبل حلولها. وكما ان الامراض على اختلاف انواعها بقضاء وقدر فادويتها وعلاجاتها بقضاء وقدر. ولهذا لما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الادوية والعلاجات هل ترد من قضاء الله وقدره؟ فقال هي من قضاء الله وقدره. وقال عمر رضي الله عنه نفر من قدر الله الى قدر الله. وقال صلى الله عليه وسلم ما انزل الله من داء الا جعل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله. ومن انفع العلاجات علاج المرض الذي لابد لكل انسان منه في الغالب وهو الجدري. وكان في السابق قبل ان يترقى الطب يفتك بالناس فتكا ذريعا ولا يسلم منه احد الا النادر والنادر مرعوب منه كل وقت. لانه يدرك الكبير كما يدرك الصغير. وقد من الله تعالى في هذه الاوقات بعلاجه تلقيح ناجع وسهل مدافعته قبل نزوله بالسبب النافع. وقد بذلت الحكومة شكر الله سعيها في هذا وغيره كل مجهود وامرت وزارة الصحة فروعها في كل بلد بهذا العمل المحمود. وهذا دكتورنا حفظه الله قد استعد لهذا العمل المقصود بادروا الفرصة قبل الفوات. وحصنوا اولادكم وما يتصل بكم من الذكور والاناث. فالجدري اذا وقع ضرره خطير وعلاجه قبل نزوله بسيط ونفعه كبير. واي فائدة اعظم من علاج يمنع هذا المرض الثقيل. ويدفع اثاره الضارة تلقيح والتطعيم والتحويل. فكما انعم الله على العباد بالعافية وما ينميها من الاغذية. فقد انعم عليهم بما يزيل الامراض قد ويدافعها من الادوية فهو الجالب للنفع الدافع للمكاره والنقم. اسبل الله على المسلمين عافية الدنيا والدين. واتم عليهم نعمته بنصر المؤمنين. اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات. الاحياء منهم والاموات. انك يا مولانا سميع قريب مجيب الدعوات. خطبة في رابغ. الحمدلله الذي اكمل لنا الدين وجعل اتباعه هداة الى الحق مهتدين. واشهد ان لا لا اله الا الله الملك الحق المبين. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. امام المتقين وقائد المستقيمين. اللهم صل وسلم على محمد وعلى اله واصحابه والتابعين لهم الى يوم الدين. اما بعد ايها الناس اتقوا الله تعالى واعلموا ان الله هدى بكتابه وعلى لسان رسوله الى كل خير واصلاح. وحثهم على ما فيه السعادة والفلاح. فمن زعم من جهلة الماديين ان الاخذ بعقائد الدين واخلاقه واعماله رجعية وتأخر ورجوع الى الوراء. فقد برهن على جهله وسفهه بل على الجحد والكبر بما بعرض مجمل من هداية الدين. يعرف ان من خالفها فقد كان كابر العقل والحس والدين. فقد ثبت في العقل والفطرة حسن العدل والصدق. والانصاف والبر والاحسان والوفاء بالعهد. والنصيحة للخلق ورحمة الخلق خصوصا سكين ونصر المظلوم ومواساة اهل الحاجة والفاقة واداء الامانات ومقابلة الاحسان بالاحسان والاساءة بالعفو والصفح والصبر في مواضع الصبر والبذل في مواضع البذل والانتقام في مواضع الانتقام والحلم في مواضع الحلم والسكينة والوقار والرأفة والرفق والتؤدة وحسن الاخلاق وجميل المعاشرة مع الاقارب والاباعد وستر العورات واقالة والايثار عند الحاجات وتفريج الكربات. التعاون على انواع الخيرات والبر والشجاعة والسماحة والبصيرة والثبات والعزيمة والقوة في الحق والاصلاح بين الناس. والسعي في اصلاح ذات البين. وتعظيم من يستحق التعظيم واهانة من يستحق والاهانة وتنزيل الناس منازلهم واعطاء كل ذي حق حقه واخذ ما سهل على الخلق وطوعت به انفسهم من الاعمال والاحوال والاخلاق وارشاد ضالهم وتعليم جاهلهم واحتمال جفوتهم واستواء قريبهم وبعيدهم في الحق الى غير ذلك من شرائع العدل والخير في المعاملات والمناكحات والجنايات. وكذلك ما اودع في فطرهم من حسن شكره وعبادته وحده لا شريك له والتحذير عن اضاد المذكورات كلها. وكل هذه الامور قد عرف بالضرورة مجيء الكتاب والسنة بها هل العاقل محيط عن هذه الاخلاق والشرائع والاحكام السديدة؟ وما يخرج عنها الا من كان اضل سبيلا من البهائم. وهل يمكن اصلاح البشر الصلاح الحقيقي الا بهذه الامور. خطبة حين زادت الامطار وحصل فيها بعض الاضرار بالمساكن. الحمد الله الرحيم الحكيم اللطيف بعباده البر الكريم. واشهد ان لا اله الا الله المدبر لجميع الامور. الذي يبتلي عباده في المحاب والمكاره. والميسور والمعسور ليظهر بذلك الجازع الساخط من الشاكر المحتسب الصبور. واشهد ان محمد غدا عبده ورسوله الذي ارشد امته للشكر عند الرخاء والصبر والرضا بمر القضاء. اللهم صل وسلم على محمد وعلى اله واصحابه. الذين من اقتدى بهم فقد سعد واهتدى. ومن زاغ عن طريقهم فقد ضل ولقي الردى اما بعد ايها الناس اتقوا الله تعالى. فان اصل التقوى وفرعها الشكر لله عند السرور والرضا. الصبر على المكاره احتسابا للثواب ورضا المولى. فقد اولاكم ربكم نعما سابغة وايادي كثيرة شاملة. من اهمها هذا المطر والغيث الغزير وهذا الخير المتتابع الكثير. ولله حكمة ورحمة حيث ترتب عليه بشيء من اضرار المساكن والاموال قد اخبر انه لابد من ابتلاء العباد وتنوع الاحوال. قال تعالى ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع جوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات. وبشر الصابرين. الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون. اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك آآ اولئك هم المهتدون. فاخبر تعالى انه لابد ان يبتلى عباده بشيء من المذكورات. ليتبين الصابر من الجاز ويسعد الموفق بالصبر ويشقى الساخط. فهم اذا نزل عليهم شيء من هذه الامور انقسموا قسمين. فمن منهم سقط بما جرى وتبرم بالقدر والقضاء لم يستفد الا حبوط الاجر ونقص الثواب وتضاعفت عليه الحسرات وازداد به مصاب واما من صبر لحكم الله ورضي بقضاء الله واحتسب ثواب الله فليبشر بالخلف العاجل والثواب العظيم. فان الذي قدره حكيم عليم. وليحمد الله ان المصيبة كانت بالمال وليست في الدين ولا في الاعمار. قال صلى الله عليه وسلم ما من ابد تصيبه مصيبة فيقول ما امر الله ان لله وانا اليه راجعون. الا اجره الله في مصيبته اخلف له خيرا منها. مع ان استمرار المطر ودوامه احدث مع الناس الخوف والهم والقلق الكثير. فيرجى ان يكون ذلك خيرا لهم وزيادة وتطهير. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يصيب المؤمن من هم ولا غم ولا اذى. حتى الشوكة يشاكها الا كفر الله بها من خطاياه. كما يدخل في قوله تعالى ولنبلونكم بشيء من الخوف. فانه شامل لكل خوف من حصول مكروه او فوات محبوب جعلنا الله واياكم من الراضين بقضائه. المحتسبين لمر بلائه. الشاكرين له له على نعمائه واعاض المنتقصين رزقا عاجلا وثوابا اجلا وخلفا صالحا ووفقهم للصبر والاحتساب وعوضهم من فضله جزيل الثواب خطبة في شكر الوزير ابن سليمان على تعميم مياه الشرب على البلد. الحمدلله الذي يسر هذه الارزاق المتنوعة من طعام وشراب. واخرج لهم من ينابيع الارض العيون الطيبة العذاب. ووفق من شاء من عباده بالمنافع الشاملة والقيام بالمشاريع العظيمة العامة. فانفقوا لذلك نفائس الاموال. وقصدوا به وجه الكريم. اكرم الافضال واشهد ان لا اله الا الله الكبير المتعال. واشهد ان محمدا عبده ورسوله افضل الخلق في كل الخصال. اللهم صلي وسلم على محمد وعلى اله واصحابه خير صحب واشرف ال. اما بعد ايها الناس اتقوا الله تعالى واشكروه على فضله المديد. واكثروا من الثناء عليه. فانه الولي الحميد. ثم اشكروا بعد ذلك ارباب الهمم العالية. الساعين لنفع العباد بلادي بالمشاريع الغالية. هذا معالي الوزير السابق قد جد واجتهد في نفعكم بهذا الماء الغزير. وبذل لذلك من ما له الحر النفقات الجسيمة والخير الكثير. فعمم اهل البلاد كلهم الغني منهم والفقير. ويسره لهم وقربه اليهم حتى تناولوه عن كثب وسهولة. واوصله الى حاراتهم وبيوتهم حتى خفت عنهم بذلك المؤونة. وكانت ازمة الماء عظيمة. فحصل قتلهم المعونة. فشكره واجب على جميع اهل البلاد. والثناء على محاسنه وكرمه حق على الحاضر منهم والباد. فلله اذ بذل لهذا المشروع النفقات التي لا تضبطها الاقلام. وتفضل بها بسماحة واريحية وسرور واقدام. فلله في هذه الهمم! ما اجلها وارفعها واعلاها! وهذه المكارم والاخلاق! ما اوسعها وانفعها واجداها! فيا له من مشروع عظيم لا يقوم به الا عظماء الرجال. ويا له من نفع عميم لا يوفق له الا اهل الفضل والكمال. فلمثل هذا يعمل العاملون ولهذا الخير الغزير فليتنافس المتنافسون. هذه التجارة الرابحة التي لا تكسد ولا تبور. وهذا العمل العظيم المضاعف المشكور. وهذه الخيرات التي يتسلل نفعها ويدوم. وهذه المشاريع الجليلة المقربة للحي القيوم. فالحمد لله الذي جعل من رجال جلالة الملك امثال هؤلاء الرجال. وفي ظلال ملكه من يقوم بمثل هذه الاعمال. والحمد لله الذي وفقهم للاقتداء في الكرم والنوال. وهو الذي اعانهم وشجعهم على هذه الخصال. وهو الاصل والاساس لمثل هذه الاعمال. فله منا جزيل الشكر في كل الاوقات. وله منا الدعاء والتضرع الى فاطر الارض والسماوات. فنسأله ان يحسن جزاءه في الدنيا والاخرة. وان يتم عليه النعم الباطنة والظاهرة. وان يضاعف له الاجور والحسنات. ويجزل له الاجور والكرامات. ويرفعه في الدنيا والاخرة الى ارفع المقامات. ونسأله تعالى ان يفرج عنه كل كرب عظيم. ويوصله بفضله وكرمه الى جنات النعيم. ونشكر اذكر ولا ننسى جميل الامير الذي بذل ينبوع الماء للمسلمين. وتبرع بمائه ومحله رجاء فضل رب العالمين. فحقق الله له ما امله ورجاه وضاعف اجره واعطاه كل ما تمناه. ولاخينا ابراهيم نحو هذا المشروع سعي مشكور لا ينكر. وله اجتهاد كبير وخدمات طيبة تحمد وتشكر. فجزاه الله عنا خير الجزاء. واثابه على ما ابداه من التعب والعناء. وجعل حمل الجميع خالصا لوجه الكريم المولى. فان العمل الخالص هو الذي يدوم ويبقى. قال الله تعالى ان الذين يتلون كتابهم