الاخ السائل في رسالته يقول انا في الثالثة والعشرين من عمري وقد ارتكبت اخطاء كثيرة آآ منذ بلوغ سن الخامسة عشرة وعد من ما شيئا بينه وبين الله سبحانه وتعالى ومن ضمن اخطائه ما ذكر بانه اخذ مبلغا من المال يعرف اصحاب هذا المبلغ واخذه بطريقة غير مشروعة وهو الان يصلي ويصوم يدعو الله تبارك وتعالى ويسأل هل تقبل صلاته وصومه؟ آآ يريد ارشاده فيما ذكر افيدونا افادكم الله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحابته ومن اهتدى بهديهم الى يوم الدين وضعك. فالانسان اذا اشرف على نفسه واساء وارتكب اخطاء اخطاء كثيرة وجرائم متعددة. ثم وتاب الى الله جل وعلا توبة نصوحا فان الله سبحانه عفو كريم. غفور رحيم قال في محكم التنزيل قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله. ان الله يغفر الذنوب جميعا. فالانسان اذا تاب ان كانت هذه الذنوب فيما بينه وبينه كالجرائم الاخلاقية وغيرها فالتوبة الصادقة تمحوها وان كانت في بينه وبين العباد من حقوق مالية. فعليه ان يرد الاموال الى اصحابها. ولا تبرأ نفسه زمته بالتوبة التي يقول فان من دلالة صدق التوبة اعطاء الحقوق الى اصحابها. فاعطاء الحقوق هو دليل التوبة اما ان كان معدنا لا شيء عنده فينوي ويعقد العزم على انه سيسعى ويطلب المال ان يوفي الحقوق اصحاب الحقوق حقوقهم. وهذا ينتج عنه ان شاء الله التوفيق. اما ما كان بينه من اساءات او جرائم اخلاقية في صغره او غير ذلك فهذه كلها في عفو الله. وقد قال الله جل وعلا ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. اما الحقوق المالية فقد ثبت ان النبي عليه الصلاة والسلام جاءه سائل فقال يا رسول الله ارأيت ان انا قاتلت في سبيل الله؟ وانا مقبل غير مدبر فقتلت وانا مقبل غير مدبر اتكفر عني خطاياي؟ قال نعم ثم لما ولى دعاه واستعاد كلامه فاعاد فقال نعم الا الدين. فدل على ان حقوق العباد لا تسقط بتوبة ولا بشهادة يموت في سبيل الله. تبقى حقوق العباد فيما بين العبد وبين الله. فان شاء الله اكراما وقدم عليه. فعل. وان جاء قاصه بحقوق الاخرين. واما ما يتعلق بالاخلاق فان الواجب على الاسر ان يحرصوا على اسرهم وينظموا مضادعهم ويفرقوا بين بينهم ولا ينسوا وتفقدهم في مراتبهم. فان الشيطان حريص ويسعى لافساد اخلاق الناس وعقائدهم والراعي المصلح هو الذي يتفقد رعيته. والمرأة في بيت زوجها راعية ال البيت ومن فيه والزوج في منزله راع على منزله ومن فيه. كما جاء في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري وغيره كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته الى اخر الحديث والله اعلم