واحق الناس ايضا بذلك هذا النبي محمد صلى الله عليه وسلم والذين امنوا به من هذه الامة والله ناصر المؤمنين به وحافظهم ودت طائفة من اهل الكتاب لو يضلونكم. وما يضلون الا انفسهم. وما يشعرون بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال الله تعالى اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ان هذا لهو القصص الحق وما من اله الا الله وان الله لهو العزيز الحكيم ان هذا الذي ذكرنا لك من شأن عيسى عليه السلام هو الخبر الحق الذي لا كذب فيه ولا شك وما من معبود بحق الا الله وحده وان الله لهو العزيز في ملكه الحكيم في تدبيره وامره وخلقه اذا ربنا جل جلاله هو العزيز الغالب وهو الحكيم في شرعه وفي تدبيره وفي امره وفي خلقه وان القصص التي قصها الله علينا في كتابه اعظم القصر واصح القصص وان هذه القصص فيها العبرة فعلى الانسان ان يقرأ قصص القرآن وان يعتبر بما فيها لاجل ان يعبر من مواطن الزلل الى مواطن النجاة فان تولوا فان الله عليم بالمفسدين فان اعرضوا عما جئت به ولم يتبعوك فذلك من فسادهم والله عليم بالمفسدين في الارض وسيجازيهم على ذلك قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا اربابا من دون الله فان تولوا فقولوا اشهدوا بانا مسلمون قل ايها الرسول تعالوا يا اهل الكتاب من اليهود والنصارى نجتمع على كلمة عدلا نستوي فيها جميعا ان نفرد الله بالعبادة فلا نعبد معه احدا سواه مهما كانت منزلته وعلت مكانته لا يتخذ بعضنا بعضا اربابا يعبدون ويطاعون من دون الله فان انصرفوا عن هذا الذي تدعوهم اليه من الحق والعدل فقولوا لهم ايها المؤمنون اشهدوا بانا مستسلمون لله بنطالون له تعالى بالطاعة يا اهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم وما انزلت التوراة والإنجيل الا من بعده افلا تعقلون يا اهل الكتاب لما تجي لما تجادلون في ملة ابراهيم عليه السلام اليهودي يزعم ان ابراهيم كان يهوديا والنصراني يزعم انه كان نصرانيا وانتم تعلمون ان اليهودية والنصرانية لم تظهر الا بعد موته بوقت طويل افلا تدركون بعقولكم بطلان قولكم وخطأ زعمكم ها انتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم كلمة حاجون فيما ليس لكم به علم والله يعلم وانتم لا تعلمون ها انتم يا اهل الكتاب جادلتم النبي صلى الله عليه وسلم فيما لكم به علم من امر دينكم وما انزل عليكم فلما تجادلون فيما ليس لكم به علم من امر ابراهيم ودينه مما ليس في كتبكم ولا جاءت به انبياؤكم والله يعلم حقائق الامور وبواطنها وانتم لا تعلمون ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين ما كان إبراهيم عليه السلام على الملة اليهودية ولا على النصرانية ولكن كان مائلا عن الاديان الباطلة مسلما لله تعالى ان اولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين امنوا والله ولي المؤمنين ان احق الناس بالانتساب الى ابراهيم هم الذين اتبعوا ما جاء به في زمانه يتمنى احبار من اهل الكتاب من اليهود والنصارى ان يضلوكم ايها المؤمنون عن الحق الذي هداكم الله له وما يضلون الا انفسهم لان سعيهم في اظلال المؤمنين يزيد في ظلالهم هم وما يعلمون عاقبة افعالهم يا اهل الكتاب لم تكفرون بايات الله؟ وانتم تشهدون يا اهل الكتاب من اليهود والنصارى لم تكفرون بايات الله التي انزلت عليكم وما فيها من دلالة على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وانتم تشهدون انه الحق الذي دلت عليه كتبكم من فوائد الايات ان الرسالات الالهية كلها اتفقت على كلمة عدل واحدة وهي توحيد الله تعالى والنهي عن الشرك اهمية العلم بالتاريخ لانه قد يكون من الحجج القوية التي ترد بها دعوى المبطلين احق الناس بابراهيم من كان على ملته وعقيدته واما مجرد دعوة الانتساب اليه مع مخالفته فلا تنفع دلت الايات على حرص كفرة اهل الكتاب على اظلال المؤمنين من هذه الامة حسدا من عند انفسهم وهؤلاء لم يفسدوا هذه الامة الا لعلمهم ان هذه الامة على الحق ولذلك ينبغي على امة الاسلام ان يجدوا بالعمل به بكتابهم وبسنة نبيهم وان يتعلم الانسان اللغة العربية ويتعلم القرآن والتفسير والحديث ومعاني الحديث ان يتعلم المرء الفقه فهذه العلوم الثلاثة التكفير والحديث والفقه هي اصول العلوم واهم العلوم وفقه اللغة العربية بوابة لفقه هذه العلوم جدوا بها واحفظوها وانو بها ان تحفظوا به هذا الدين وتعلموا هذا العلم وعلموه الناس واجتهدوا ان تكونوا حجة لله على الناس واجتهدوا ان توصلوا هذا العلم لامتي الدعوة والاجابة وان يبقى لكم عمل صالح تنتفعون به في حياتكم وبعد مماتكم فان الله قد خلقنا لاجل العلم والعمل فتعلموا واعملوا وعلموا هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته