اه احسن الله اليكم والحجاج يستعدون للعودة الى اوطانهم بعد ان من الله عليهم بقضاء هذه المناسك العظيمة. ما نصيحتكم وتوجيهكم لمن من الله عليه آآ هذا الركن العظيم وهو مستعد للعودة الى اهله الحمد لله رب العالمين وصلوات الله وسلامه على سيد الاولين والاخرين الذي بين مناسك الحج وجد واجتهد وامر الناس بتقوى الله جل وعلا واكد عليهم وارشدهم الى ما فيه الصلاح امورهم في دنياهم واخراهم وبين اثر هذا العمل وهو الحج ان الحج المبرور ليس له جزاء الا الجنة وان من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته امه او كيومه وامرا الحجاج الا يغادروا مكة الا بوداعه يقول ابن عباس رضي الله عنهما كما في الصحيح كان الناس ينفرون من كل وجه فامروا ان يكون اخر عهدهم للبيت بلفظ اخر الا انه خفف عن الحائض والنفساء بان تسافر بدون وداع فمن كان الى لم يسافر من مكة ويريد السفر فليتذكر ان الوداع واجب ثم نصيحتي لكل حاج بل ولكل مسلم لكن النصح من باب اولى للحجاج انت يطمع بان ذنوبهم قد غفرت فلا يستعيد امثال تلك السيئات ويسترجع تلك الخطايا والمخالفات فليحرصوا على الاحتفاظ باحوالهم وصيانة اعمالهم عن الافساد والخراب نصيحتي لكل واحد وقد تطوف بالبيت العتيق وقال فيما قال هذا مقام العائذ بك من النار وقال فينا قدومه الى هذا البيت العتيق لبيك لا شريك لك لبيك ينبغي ان يتجنب الشرك ويحذره فان الشرك لا بقاء للاعمال معه من مات على الشرك فقد حرم الله عليه الجنة انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة وماؤه النار وما للظالمين من انصار نصيحتي لكم ايها الحجاج وللمسلمين عامة ان تحاسبوا انفسكم باستمرار اذا امسى الواحد منا فليستذكر ما حصل في اليوم الذي انصرم ان وجد سيئات مساجد فليتب الى الله ويستغفره وليسأله العفو والمغفرة والرحمة وليعقد العزم على الا يكرر الذنوب ثم ينبغي ان يتذكر الامر الصلاة وعظيم قدرها قوة وجوبها وان الله ذكر انها تنهى عن الفحشاء والمنكر فان رأى انه يرتكب من قراءة فليعلم ان تقصير قات الصلاة لانها اذا كانت كاملة لا يتخلف اثرها كما يوجد من ذنوب من المصلين فسببه التقصير في الصلاة والصلاة ليس بس مجرد ان يقف الانسان ويكبر ويقرأ ويؤدي اركان الصلاة الظاهرة بل لا بد ان تكون الصلاة صلاة اجتمعت فيها افكار المرء انسان قد يصلي فلا يكون له من صلاته سوى العشر فهل اثره ومفعوله عمل لا يبقى منه الا العشر يساوي مفعوله اذا بقيت اجزاؤه كاملة ليحرص كل واحد على التقرب الى الله بنوافل العبادات ما عدا الفرائض فان في الحديث الصحيح القدسي قول الله جل وعلا وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترظته عليه ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به الى اخر الحديث ولا شك ان كل واحد منا يحب ان يحبه الله اذا فليأخذ بالاسباب حقوق الناس ينبغي ان يحرص المرء ان يتخلص منها ان حقوق الناس لا تكفرها الاعمال الصالحة جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم وعهد النبي كله عهد جهاد قائم وهو اشرف الجهاد فسأل النبي صلى الله عليه وسلم قال ارأيت يا رسول الله انما جاهدت في سبيل الله حتى قتلت مقبلا غير مدبر اتكفر عني خطاياي؟ قال نعم ادبر الرجلين انصرف فناداه وقال كيف قلت قال قلت كان فاعاد فقال نعم الا الدين فانه اخبرني به جبريل انفا ودينا مثال لبقية حقوق الناس حقوق الناس فيها مقاضاة فنحن بس في دنيانا على التخلص من الحقوق التي نقاضى فيها يوم القيامة وليتعاهد المرء نفسه في كل يوم اذا امسى ان يتوب الى الله فان الله يقول واني لغفار لمن تاب وان يستغفر نصيحتي للجميع ان يتعاهدوا انفسهم فاذا تذكروا البيت العتيق وما كان منهم من اعمال صالحة فليحمدوا الله الذي من عليهم بوصوله فكم من عشرات الملايين من المسلمين بل مئات الملايين يتمنون لو وصلوا الى بيت العتيق فانت ايها الحاج قد هيأ الله لك ذلك وفات في هذا العام مئات الملايين اشكر ربك الذي يسر لك فالامر كله منه جل وعلا والله المستعان