قال الك حاجة قال اما اليك فلا واما الى الله فبلى فهذا من عظم الاخلاص وجبريل عليه السلام شديد القوى. قادر على ان يأخذ هذه النار يبعدها عن ابراهيم عليه السلام وان يطفئها بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان. شرح كتاب التوحيد للامام وجدد محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله الدهش التاسع والخمسون بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على قائد الغر المحجلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين مرحبا بكم ايها الاخوة والاخوات في درس من دروس التوحيد هذا الكتاب للامام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله ضيف اللقاح وفضيلة الشيخ صالح ابن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للافتاء. اهلا ومرحبا بالشيخ في هذا حياكم الله الله يبارك فيك. وقف بنا الدرس عند اه باب قوله تبارك وتعالى وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين باب قول الله تعالى وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين توكل هو تفويض الامور الى الله سبحانه وتعالى والاعتماد عليه وهو نوع من انواع العبادة لا يجوز التوكل على غير الله عز وجل ولكن التوكيل وهو تفويض التصرف الى بعض الناس لا بأس به هذا يقال له توكيل تفويض ولا يقال له توكل وقوله على الله فتوكلوا تقديم الجار والمجرور ويسمى بالمعمول على العامل المتعلق به وهو توكلوا يفيد الحصر فهذا من اساليب الحصر فقوله جل وعلا وعلى الله فتوكلوا اي فوضوا اموركم اليه لا الى غيره نعم قال تبارك وتعالى انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم يعني خابت وجلت قلوبهم يعني خافت عند ذكره سبحانه خوفا منه واجلالا له وتعظيما له سبحانه وتعالى وجلت قلوبهم فهذا حصر في صفات المؤمنين انها والتوكل على الله سبحانه وتعالى الذي هو نوع من انواع العبادة بل هو اعظمه وعلى الله اي لا على غيره فتوكلوا اي فوضوا اموركم اليه سبحانه وتعالى ان كنتم مؤمنين فدل على ان من توكل على غير الله وفوض اموره الى غير الله من قبر او حجر او شجر او مخلوق ان ذلك يتنافى مع الايمان مع الايمان بالله عز وجل نعم ما قال تبارك وتعالى يا ايها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين يا ايها النبي هذا خطاب لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم حسبك الله اي كافيك. الحسب معناه الكافي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين اي وحسب من اتبعك من المؤمنين فهو حسبك وحسب اتباعك من المؤمنين ودل على ان التوكل على الله جل وعلا من انواع الايمان وان من توكل على غيره فليس بمؤمن كالذين يتوكلون على المخلوقين وعلى الاشجار والاحجار والقبور والاضرحة وغير ذلك نعم. وقال تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه ومن يتوكل على الله فهو حسبه اي كافيه الحسب هو الكافي فهذا فيه فظل التوكل على الله عز وجل وان من توكل على الله كفاه ومن توكل على غيره وكله الله الى ذلك المتوكل عليه من المخلوقين وهو ضعيف لا يملك لنفسه شيئا فظلا عن ان يملك لغيره وفيه اخلاص التوكل على الله سبحانه وتعالى نعم عن ابن عباس قال حسبنا الله ونعم الوكيل قالها ابراهيم عليه السلام حين القي في النار وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا له ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا. رواه البخاري والنسائي. هذه الكلمة العظيمة حسبنا الله ونعم الوكيل قالها ابراهيم عليه السلام حين القي في النار لما اوقدوا له النار العظيمة ووضعوه في المنجنيق لا يقربونها من شدة حرها ووضعوه في المنجنيق عليه الصلاة والسلام ليقذفوه في النار فقال حسبنا الله ونعم الوكيل فقال الله جل وعلا لهذه النار يا نار كوني بردا وسلاما على ابراهيم فلم تضره هذه النار لان الله امرها ان تكون بردا وسلاما لم يقتصر على ان تكون بردا لو اقتصر على ان تكون بردا مات من شدة البرد ولكنه قال وسلاما على ابراهيم هذا نتيجة التوكل على الله سبحانه وتعالى تفويض الامور اليه يروى ان جبريل عليه السلام عرظ له وهو في الهوى لما قذفه المنجنيق عرض له ولكن قوة التوكل على الله جعلت ابراهيم يقول هذه الكلمة العظيمة ثم قال حسبنا الله ونعم الوكيل قال الله يا نار كوني بردا وسلاما على ابراهيم وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حينما قالوا له ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم وذلك بعد وقعة احد التي استشهد فيها كثير من المسلمين وحتى الرسول صلى الله عليه وسلم ناله منها ما ناله من كسر رباعيته وشجه صلى الله عليه وسلم على وجنته حتى سال منه الدم عليه الصلاة والسلام وهو يقول حسبنا الله ونعم الوكيل فرد الله كيد الكفار لما انصرف الكفار الى مكة قالوا ما فعلنا شيئا لو رجعنا عليهم فاستكملناهم يعنون الصحابة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته فارسلوا الى النبي صلى الله عليه وسلم رسولا يقول له انا راجعون اليكم فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم امر اصحابه الذين حظر الوقعة وفيهم الجراح امرهم بالخروج فخرجوا للقاء المشركين خرجوا لبقاء المشركين على ما فيهم من القرح ومن الاصابات خرجوا الى موضع يسمى حمراء الاسد ولما بلغ المشركين خروج المسلمين اصابهم الرعب وقالوا ما خرجوا الا وفيهم قوة اصابهم الرعب. نعم. فكفهم الله عن عن المسلمين وذهبوا الى مكة قائمين والحمد لله قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم قالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. لا يهمنا الناس الله كافينا سبحانه وتعالى والله غالب على امره لا يغلب ومن كفاه الله فلا احد يستطيع ان يضره بشيء هذا من قوة التوكل على الله سبحانه وتعالى ولكن مع بذل السبب الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقتصر على التوكل على الله وجلس في المدينة بل خرج خرج للقاء المشركين فجمع بين التوكل على الله مع بذل السبب فرد الله المشركين لم ينالوا خيرا كفى الله المؤمنين القتال نعم قال المؤلف رحمه الله تعالى في هذا الباب العظيم مسائل اه عديدة الاولى من هذه المسائل بان التوكل من الفرائض نعم لان الله جل وعلا حصره عليه فقال وعلى الله فتوكلوا فدل على ان هذا من الفرائض لانه نوع من انواع العبادة بل هو اعظم انواع العبادة نعم المسألة الثانية انه من شروط الايمان نعم ان التوكل من شروط الايمان لان الله قال وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين. وهذا شرط ان كنتم مؤمنين فتوكلوا على الله سبحانه فدل على ان الذي لا يتوكل على الله ليس بمؤمن. نعم. الثالثة تفسير اية الانفال انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم نعم اه يسألونك عن الانفال قل الانفال لله والرسول فاتقوا الله واصلحوا ذات بينكم واطيعوا الله ورسوله ان كنتم مؤمنين انما المؤمنون هذا حصر انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون. هذه من صفات المؤمنين الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم خافت. وهذه واحدة الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم. الثانية واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا الثالثة وهي عظيمة وعلى ربهم لا على غيره يتوكلون نعم خامسة تفسير اية الطلاق في قوله تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه. نعم ومن يتوكل على الله فهو حسبه اي كافيه ولا يحتاج الى غيره سبحانه وتعالى ويتوكل على الله فهو حسبه ان الله بالغ امره قد جعل الله لكل شيء قدرا نعم الاخيرة من المسائل في هذا الباب ونختم بها هذا الباب ايضا عظم شأن هذه الكلمة وانها قول ابراهيم عليه السلام ومحمد صلى الله عليه وسلم في الشدائد عظم هذه الكلمة حسبنا الله ونعم الوكيل وانها تقال في الشدائد لان ابراهيم قالها حينما القي في النار ومحمد صلى الله عليه وسلم واصحابه قالوها لما قيل لهم ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم قالوا لا يهمنا الناس واجتماعهم علينا لاننا متوكلون على الله عز وجل ونحن بذلنا اه على السبب الذي نقدر عليه وهو الخروج ولتلقي المشركين فلا يهمنا تهديد الناس ما دمنا متوكلين على الله مفوضين امورنا الى الله فكان ما تأملوه او ما املوه بربهم سبحانه وهو انه كف عنهم هذا العدو ورجعوا فانقلبوا بنعمة من الله هذا النتيجة وفضل لم يمسسهم سوء. واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم ثم قال جل وعلا انما ذلكم الشيطان. خوف اولياءه فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين. نعم. شكر الله لكم الشيخ صالح على ما بينتم لنا في هذه الدروس المهمة الذي يتابعها كثير من الاخوة والاخوات في اذاعة القرآن الكريم. من المملكة العربية السعودية آآ رفع الله ذكركم وجزاكم عنا وعن امة الاسلام خير الجزاء. تابعونا في الدروس القادمة ان شاء الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته