يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم لكم قراءة كتاب نبذة مختصرة اجمالية عن الاسلام والاشارة سئل مهمات محاسنه. نبذة مختصرة اجمالية عن الاسلام. والاشارة الى مهمات محاسنه تأليف العلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى. الاسلام الذي هو استسلام لله بالتوحيد. باعتقاد كماله الذي لا غاية فوقه في الكمال. الذي متعلقه ما جاءت به الرسل من صفات المولى واثبات الصفات على الوجه اللائق بعظمة الله وكماله المطلق. والعلم اليقيني بانه الخالق الرازق المدبر لجميع الكائنات. دقيقها وجليلها علويها وسفليها. وانه لا يأتي الخير الا هو ولا يدفع الشر الا هو. وان النعم كلها من الله لا فرق بين الدينية والدنيوية لا بينما حصل بسبب او بغير سبب من العبد. فان الاسباب كلها بيد الله. ثم امتلاء القلب من تعظيم بسم الله والانابة اليه في كل الامور. والتأله والتعبد لله بما شرعه على السنة رسله وطاعته هو طاعة رسله خصوصا محمدا صلى الله عليه وسلم. الذي نحن مأمورون بالايمان به وبما جاء به جملة تفصيلا معرفة واعتقادا وعملا. هذا هو حقيقة دين الاسلام ومجمله. والعقائد والشرائع الظاهرة والباطنة المشروعة على لسان رسوله تفصيل لهذا الاصل. فهو دين الله الذي ليس له دين يدان به سواه من يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه. وهو الذي عليه جميع الانبياء والمرسلين. ومن تبعهم الى يوم الدين وقرره على لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. فاثبت ما جاءت به الرسل من الحق. وهيمن على جميع الكتب السابقة باثبات جميع ما فيها من الحق. ورد ما زيد فيها او نقص او حرف. ثم اكمل الله له الدين واتم عليه وعلى امته النعمة ورضي لهم الاسلام دينا. وهو الدين المشتمل على الايمان بجميع الرسل وما اوتوه من عند الله من عقائد وشرائع عامة. قال تعالى قولوا امنا بالله الى اخره اخرها فهو كما ترى قد تضمن جميع الايمان بكل رسول ارسله الله وبكل كتاب انزله الله وبكل حق كان ويكون الى ان تقوم الساعة. فلم يبق دين حق الا دخل فيه واشتمل عليه. ومن انه يأمر بالايمان بكل حق وصدق وبر وعدل وصواب. وبكل خير وصلاح واصلاح ورشاد واحسان وخلق جميل. وينهى عما يضاد ذلك. وان جميع محاسن ما عليه الامم قديما وحديثة قد دعا اليها وارشد لها وبينها باحسن عبارة واوضحها وقرب طريقها ان كل قبيح وشر قديما وحديثا قد نهى عنه وحذر وارشد الى الطرق المبعدة عنه. ومن اعظم محاسن سيني انه مبني على التوحيد الخالص والدين الخالص في الاعتقاد والاقوال والافعال. فمن اثار هذا التوحيد اخلاص العمل الظاهر والباطن لله في حقوق الله وحقوق خلقه. والاعتماد الكامل على الله في جلب المنزل نافع ودفع المضار لعلم الموحد انه المتفرد بالنفع والضر والعطاء والمنع. وان الخلق كلهم اعجز واقل من ان يعارضوا ارادة الله ومشيئته. ومن اثار هذا التوحيد نبذ الشرك والغلو في المخلوقين والا يرفع المخلوق فوق منزلته التي انزله الله بها. ولا يعطى من خصائص الربوبية والالهية شيئا لعلم الموحد انه لا مألوه ولا معبود بحق الا الله. وان الشرك بالله هو اظلم الظلم. واقبح ثم من محاسن هذا الدين ما يتبع هذا الاصل الجليل من الاوامر الجميلة الكفيلة بصلاح الدين والدنيا والاحوال كلها كالامر بالصلاة والزكاة والصدقة وانواع البذل في المشاريع الخيرية. والصيام والحج والعمرة والجهاد لمن عارض الحق ومنع الدعوة الى الدين الحق. والامر بكل معروف والنهي عن كل منكر. وبر الوالدين صلة الارحام والاحسان الى المماليك والجيران والاصحاب. وعموم الخلق. من بذل العلم والمال والجاه. وطلب العلوم من نافعة المتنوعة والعفو عن الناس واجابة الدعوة وعيادة المريض وتشييع الجنازة والسلام والتحية وردها بمثلها او احسن منها وتشميت العاطس واجابته ومحبة الله وخوفه ورجائه والانابة اليه في جميع النوائب والفزع اليه في كل المهمات والتوكل عليه والعمل بالاسباب النافعة والصبر على طاعة الله وعن معصية الله وعلى اقدار الله المؤلمة ابتغاء وجهه والشكر لله على نعمه وشكر من احسن اليك من الخلق ومحبة ما يحبه الله ورسوله. والحياء والعفة عن القبائح كلها. والعدل في الاحكام وفي المعاملات والحقوق وحسن الوفاء والاستيفاء. والوفاء بالعقود والعهود والامانات كلها. والصدقة ترك العضب والحقد والحسد. والحث على التواضع وعدم التكبر على الحق وعلى الخلق. وترك العجب والخيلاء ونهي النفس عن الهوى والرضا بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد نبيا وحسن الظن بالله والاكثار من بذكره اناء الليل والنهار. والتفكر فيما دعا الله عباده الى التفكر فيه. في اياته المسموعة واياته المشهودة والاستدلال به على مدلوله والعمل بمدلوله. وسن كل سنة حسنة والتحذير من ضدها والتوبة من جميع المعاصي والخروج من المظالم ونصر المظلومين وقمع الظالمين وغير ذلك من شرائط الظاهرة والباطنة التي بمجرد ما يتصورها صاحب اللب يجزم جزم لا ريب فيه ان من المشتمل عليها هو الدين الحق. وان كل ما عارضه فهو باطل. وانه هو الدين الصالح لكل زمان ومكان وانه لم يدخل ولن يدخل على الخلق نقص ولا ضرر في دينهم ولا دنياهم الا من تضييع هذا الدين الذي كفل كفالة صارمة ان من قام به استقامت اموره وصلحت احواله. وانه هو الدين الذي اصلحوا العقول والقلوب والاخلاق والاداب والتربية النافعة. ويحفظ من الانهيار الى الدمار والشقاء والواقع واكبر شاهد على هذا. وما من صلاح تسرب الى اي امة من الامم الا واصله ومنبعه هذا الدين القويم واذا اردت ان تعرف مقداره فزنه بالميزان الصحيح والعقل الرجيع بكل دين خالفه. تجد انه لا نسبة بينها وبين بوجه من الوجوه. ويكفي في هذا المقام ان تعرف ان الدين الاسلامي مشتمل على اخبار وشرائع. وان اخباره كلها ليس منها خبر واحد صحيح. قد اتى بما يخالف المعقولات والمحسوبة ومن ادعى خلاف هذا تبين فساد قوله بادنى تأمل. بل اخباره نوعان. نوع يشهد العقل بصحتها ومطابقتها للحق. ونوع لا يهتدي العقل الى تفصيلها. بل يحار فيها. وليس عنده ما يبطلها ويقدح فيها. وقد اظهر الباري تعالى في هذه الازمنة المتأخرة من اياته الكونية. ومن العلوم الكونية والاختراعات الباهرة ما هو من اكبر الادلة على ما اخبر الله به ورسوله من امور الغيب فلقد كان الكفار الملحدون ينكرون ما اخبر الله به ورسوله من الامور التي يستبعدونها على قدر المخلوقين فانكروا البأس بعدما كانوا ترابا ورفاتا. واستبعدوا الاسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم من المسجد في الحرام الى المسجد الاقصى في ليلة واحدة. واستبعدوا تنادي اهل الجنة واهل النار مع البعد السحيق. واستدعى عدوا كثيرا من امور الغيب استنادا الى مجرد عقولهم الفاسدة. ولم يزل الملحدون يستبعدون وينكرون كل ما لم يشاهدوا فاراهم الله في هذه الاوقات ما يكذبهم وينقض استبعاداتهم مما شاهدوه في الاخرة افاقوا في انفسهم. فاذا كان المخلوق الناقص من كل وجه ضعيف العلم ضعيف الارادة ضعيف القدرة ضعيف العمل قد علمه الله ما لم يكن يعلم من علوم الطبيعة والمادة. حتى تمكن الناس من الطيران في الهواء والغوص في لجج البحار والتخاطب من مشارق الارض ومغاربها وغير ذلك من المخترعات الحديثة. فكيف بمن هو على كل شيء قدير. الذي انقادت لقدرته عناصر العالم العلوي والسفلي. ونفذت مشيئته في الكائنات واحاط علمه بكل شيء. واظهر البراهين القاطعة والادلة الواضحة على صدق ما اخبر به واخبرت به رسله من ادلة عقلية ونقلية وفطرية وكونية. فبعدا للمكذبين ويل لكل اثيم يسمع ايات الله تتلى عليه ثم يصر مستكمرا كان لم يسمعها فبشره بعذاب وكذلك الشرائع والاوامر والنواهي. كلها على وفق الميزان الصحيح. لانها تضمنت الامر بكل كل خير نافع والنهي عن كل شر ضار. فما امر بشيء فقال العقل ليته نهى عنه. ولا نهى عن شيء فقال العقل ليته امر به. ولا اخبر بشيء فجاء على خلاف المحسوس المعقول. وما من علم صحيح ان يوجد في اي امة كانت الا وقد دعا اليه وارشد. ونبه الخلق على سلوك طريقه. وما من عمل صالح نافع الا وقد امر به وارشد اليه. وكلما ازدادت الجماعات او الافراد في القيام به على درجتهم وارتقوا في درج الكمال. ولقد خضعت ارباب العقول لهدايته وشرائعه واصلاحه بالكامل. ولقد حاول اعداؤه الانتقاد على بعض افراد الشرائع لفرط العداوة والهوى والتعصب بين بالبراهين الواضحة بطلان انتقاداتهم. وان الشرع مطلقا من دون قيد وشرط قد مشى على الصراط المستقيم تقييم اصولا وفروعا. وان كل امر خلصت مصلحته او كانت مصلحته ارجح من مضرته فقد امر به وما خلصت مفسدته او كانت المفسدة راجحة على المصلحة الا وقد نهى عنه. واعتبر هذا الاصل في القيادات والمعاملات والجنايات وغيرها تجدها شاهدة لهذا الاصل الشرعي المؤيد بالبراهين. ومن محاسن هذا الدين ما امر به من اداء الحقوق للاهل والاولاد والمماليك وحقوق الراعي والرعية بعضهم لبعض فكلها مطابقة للعدل والصلاح والاصلاح. وقد نبهنا على بعض هذا الحكم في كتابنا السؤال والجواب وكذلك المواريث وتفاصيلها الجميلة. والمعاملات الواسعة بين الناس. كلها مبنية على العدل والمصلحة ما من انتظام المشتمل على مصالح المعاش والميعاد. ومن محاسنه ما شرعه من الحدود على الجرائم بتنوعها وصفاتها بحسب الجرائم لما يحصل بها من تمام الرأي والزجر على اكمل وجه واعدله. ومن اجل لمحاسن هذا الدين انه احل كل طيب من المآكل والمشارب والملابس والمناكح والاقوال والافعال وحرم كل خبيث منها. وانه ما من طريق محرم يتوهم المتوهم ان الحاجة او الضرورة تدعو اليه الا وفي الطريق المباح غنية عنه وفسحة. مع ما اشتمل عليه المباح من المنفعة والخير. وبالجملة فقد بعث الله محمدا بالهدى ودين الحق. فكل علم نافع وعمل صالح فقد دعا اليه وجاء به. وظهر ذلك في اخلاقه الكريمة واخلاق امته القائمين بدينه. فكان في اخلاقه الجميلة المتنوعة واخلاق امته للقائمين بما جاء به علما وعملا. واثار هذا الدين في علومهم واخلاقهم وتربيتهم العالية. وما به الاولين والاخرين اكبر شاهد ودليل على كمال دينهم. الذي اوصلهم الى ما وصلوا اليه وما حصل النقص على المسلمين الا بتركهم لبعض دينهم. فحيث كان قيامهم بالدين تاما كانت احوالهم كلها مستقيمة وحيث ضعف قيامهم به حصل النقص بحسب ذلك. فهذا برهان على ان الصلاح يدور مع دينه الاسلام وجودا وعدما. فاصل الصلاح وفرعه وقيامه وتمامه. بسلوك دين الاسلام الذي هو الصراط المستقيم والحق المبين. وما سواه من كل دين يعارضه فهو منبع الشر والفساد والافساد للعقائد الاخلاق والاعمال والدين والدنيا. وحسبنا الله ونعم الوكيل. ولو لم يكن من محاسن هذا الدين الاسلامي الا هذا القرآن العظيم الذي هو روحه واساسه ومنبعه. الذي احتوى على ما لم يحتوي عليه كتاب طرق العالم منذ انشأ الله العالم حيث احتوى على كل علم نافع ومعارف صحيحة واخبار صادقة وعقائد جليلة واحكام جميلة واخلاق حميدة وصلاح واصلاح للدين والدنيا جميعا. وبلاغة عالية وغيوب صادقة مطابقة واحقاق لكل حق وابطال لكل باطل. لكفى به شرفا وفضلا وعلوا وارتفاعا. وهو الكتاب الذي لو جعلته جميع الامم امامها لقادها الى كل سعادة وفلاح ولمنعها من كل انهيار وشقاء. وليس هذا مجرد دعوة ومبالغة. بل هو اقل ما يقال عن القرآن ومن عنده ادنى فهم وانصاف اعترف بذلك بلا ريب. لانه مشتمل على جميع وجوه الاعجاز الذي وايات بينات وبراهين ساطعات. من جهة لفظه وحسن بلاغته واسلوبه العجيب. بحيث لا يقاربه اي كلام كان. ومن جهة ما فيه من علوم الغيب التي وقعت مطابقة للواقع في زمان النبوة وبعده او لا تزال تظهر حينا بعد حين. ومن جهة اتفاق معانيه وعدم الاختلاف. فلو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا. ومن جهة ما اشتمل عليه من العلوم الراقية الشرعية والتشريعية والكونية. ومن جهة ذات عجز الخلق عن معارضته ومناقضته وابداء خلاف ما اخبر به. مع التحدي التام للاولين والاخرين فلا تعارض الفاظه ولا معانيه. ومن جهة تحقيقه لامور كانت مجهولة للخلق من العلمية والتاريخية التي لم تكن موجودة في زمن البعثة. كما قرر ذلك حكماء هذه الامة في الازمنة الاخيرة فهو اكبر دليل وبرهان على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم. وان الدين الذي استمد منه هو دين الله حقا. الذي شرعه لعباده وجعله موصلا الى سعادة الدنيا والاخرة. وبالله التوفيق قال ذلك وكتبه الفقير الى الله من جميع الوجوه عبدالرحمن بن ناصر بن سعدي غفر الله له ولوالده وللمسلمين وصلى الله على محمد وعلى اله وصحبه وسلم. ونقله من خط المؤلف الفقير الى مولاه محمد بن سليمان بن عبدالعزيز ال بسام بتاريخ الثالث من ذي الحجة عام اثني عشر واربعمائة والف