المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله سبعة وخمسون ومن مفتاح دار السعادة سبعة وتسعون وتسعمائة. كمال الارادة بحسب كمال مرادها. وشرف العلم تابع لشرف وكان اشرف المعلومات العلم بالله وصفاته وافعاله واحكامه واكمل المرادات ارادة وجهه الاعلى والاخلاص له قولا وعملا طاهرا وباطنا فكان العلم بالله والارادة له هي غاية كمال العبد وسعادته ولا سبيل له الى هذا الا بالعلم الموروث عن محمد صلى الله عليه وسلم الذي هو الواسطة بين الله وبين عباده في تبليغ دينه. والطرق كلها مسدودة الا طريقه صلى الله عليه وسلم. فلهذا كان احقا على من يحب نجاة نفسه وسعادتها ان يجعل على هذين الاصلين مدار اقواله وافعاله. العلم النافع والعمل الصالح الهدى دين الحق ثمانية وتسعون وتسعمائة. كمال العبد ان يكون كاملا في نفسه مكملا لغيره. وكماله باصلاح قوتيه العلمية والعملية صلاح القوة العلمية بالايمان وصلاح القوة العملية بعمل الصالحات. وتكميله غيره بتعليمه اياه وصبره عليه وتوصيته بالصبر على العلم والعمل. وقد تتضمن ذلك ما دلت عليه سورة العصر. تسعة وتسعون وتسعمائة. مراتب العلم سماعه ثم عقله ثم تعاهده ثم تبليغه فقد تواترت النصوص ان افضل الاعمال الايمان. الايمان له ركنان. معرفة ما جاء به الرسول وعلمه وتصديقه بالقول والعمل والصديقية شجرة اصولها العلم وفروعها التصديق وثمرتها العمل الف. وقوع الذنب من العبد محفوف بجهلين اهلا بحقيقة الاسباب الصارفة عنه وجهل بحقيقة المفسدة المترتبة عليه. وكل واحد من الجهلين تحته جهالات كثيرة. فما عصي الله الا بجهل وبهذا فسر قوله تعالى انما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة. وتوبة العبد محفوفة توبتين من ربه توبة قبل وقوعها من العبد اذنا وتوفيقا وتوبة بعدها قبولا وانابة. قطاعات العباد كلها متقدمة عليها امنة الله بالتوفيق لها ثم منة بعدها بقبولها وحصول اثارها الجليلة واحد والف. اعظم الاسباب التي يحرم بها العبد خير الدنيا والاخرة. الغفلة المضادة للعلم والكسل المضاد للارادة والعزيمة. هذان اصل بلاء العبد وحرمانه منازل السعداء. وكمال بكمال البصيرة وقوة العزيمة اثنان وال العلم شجرة تثمر كل خلق جميل وعمل صالح ووصف محمود. والجهل ثمرة كن تثمر كل خلق رذيل وعمل خبيث ووصف ذميم. ثلاثة والف. العقل عقلان. عقل غريزي وهو ابو العلم ومربيه ومثمره وعقل مكتسب مستفاد وهو ولد العلم وثمرته ونتيجته. فاذا اجتمع فهو الكمال. والنقص بنقصانهما او نقصان احدهما اربعة والف. من قواعد الشرح انه يسامح الجاهل ما لا يسامح العالم. ومن قواعده ان من عظمت حسناته وارتفعت مقاماته بالعلم وثمراته اي يحتمل له ما لا يحتمل من غيره. واذا الحبيب اتى بذنب واحد جاءت محاسنه الف شفيعي. خمسة والف. الفكر هو احضار معرفتين في القلب ليثمر منهما معرفة ثالثة. كاستحضار الدنيا وصفاتها والاخرة وصفات ليثمر من ذلك ايهما احق بالايثار. استحضار الاخلاق والاعمال الصالحة والفاسدة. هل وجودها خير او عدمها؟ ثم يؤثر العاقل ان الامرين وهكذا والتفكر في القرآن نوعان تفكر فيه ليقع على مراد الرب وتفكر في معاني ما دعا عباده الى التفكر في واذا تأملت ما دعا سبحانه عباده الى التفكر فيه اوقعك على العلم به وباسمائه وصفاته ورحمته واحسانه وبره ورضاه وغضبه وثوابه وعقابه. فبهذا تعرف الى عباده وندبهم الى التفكر في آياته. ثم ذكر امثلة كثيرة واسعة تنطبق على هذا الاصلي الكبير ستة والف. قد علم ان رب العالمين احكم الحاكمين. والعالم بكل شيء والغني عن كل شيء. والقادر على كل شيء هل هذا شأنه لم تخرج افعاله واوامره قط عن الحكمة والرحمة وما يخفى على العباد من معاني حكمته في صنعه وابداعه وامره شرعي فيكفيهم فيه معرفته بالوجه العام ان تضمنته حكمة بالغة وان لم يعرفوا تفصيلها. وان ذلك من علم الغيب الذي استأثر الله به فيكفيهم في ذلك الاسناد الى الحكمة البالغة العاملة الشاملة التي علموا ما خفي منها بما ظهر لهم. وان الله بنى امور عباده على ان عرفهم معاني جلائل خلقه وامره دون دقائقهما وتفاصيلهما. هذا مضطرد في الاشياء اصولها وفروعها والف حاجة الناس الى الشريعة ضرورية فوق حاجتهم الى كل شيء. ولا نسبة لحاجتهم الى علم الطب اليها. فان الشريعة مبناها على تعريف مواقع رضا الله وسخطه في حركات العباد الاختيارية. والشرائع كلها مركوز حسنها في العقول. ولو وقعت على غير ما هي عليه فرجت عن الحكمة والمصلحة والرحمة. ثم ذكر لذلك امثلة من الشرائع الكبار كالصلاة والزكاة والصيام والحج وغيرها. وما فيها من المصالح والمنافع التي لا تعد ولا تحصى ثمانية والف. والاسماء الحسنى والصفات العلى مقتضية لاثارها من العبودية. والامر لاثارها من الخلق والتكوين. فلكل صفة عبودية خاصة هي من موجبات العلم بها والتحقق بمعرفتها. وهذا مضطرد في جميع انواع العبودية فعلم العبد بتفرد الرب بالضر والنفع والعطاء والمنع والخلق والرزق والاحياء والاماتة يثمر له التوكل عليه باطنا ولوازم التوكل ظاهرا. وهكذا بقية صفات علم العبد بها. يثمر من انواع العبودية ما يناسب ذلك تسعة والف. لما ذكر ان الفلاسفة طغوا بما علموه من علوم الطبيعة وجحدوا ما جاءت به الرسل. من توحيد الله وغيبه. قال والمقصود ان هؤلاء لما اوقفتهم افكارهم على العلم بما خفي على كثير من اسرار المخلوقات وطبائعها واسبابها ذهبوا بافكارهم عقولهم وتجاوزوا ما جاءت به الرسل وظنوا ان اصابتهم في الجميع سواء. وصار المقلد لهم في كفرهم اذا خطر له اشكال على مذهبه او دهمه ما لا حيلة له في دفعه من تناقضهم وفساد اصولهم يحسن الظن بهم ويقول لا شك ان علومهم مشتملة على حكمة والجواب عنه يعسر علي. واما الاعتراض عليهم فهو عندهم من المحال الذي لا يصدق به. وهذا من خدع الشيطان وتلبيسه بغروره لهؤلاء الجهال مقلدي اهل الضلال. كما لبس على ائمتهم بان اوهمهم ان كل ما قالوه صواب. كما ظهر من اصابتهم في الرياضات وبعض الطبيعيات فتركب من ضلال هؤلاء وجهل اتباعهم ما اشتدت به البلية وعظمت لاجله الرزية وخرب لاجله العالم وجحد ما جاءت به الرسل وكفر بالله وصفاته وافعاله. ولم يعلم هؤلاء ان الرجل يكون اماما في فن من فنون العلم. ويكون من اجهل القلق بالفن الاخر من الرياضيات والطب والحساب والهيئة والمنطق. وهي علوم متقاربة. فكيف بعلوم الرسل؟ اذا كان الرجل اماما في هذه العلوم ولم يعلم باي شيء جاءت الرسل ولا تحلى بعلوم الاسلام فهو كالعامي بالنسبة الى علومهم بل ابعد منه عشرة والف ايات الله التي دعا العباد الى النظر فيها دالة عليه باول النظر دلالة يشترك فيها كل سليم العقل والحاسة. واما ادلة هؤلاء الفلاسفة ونحوهم فخيالات وهمية وشبه عسرت المدرك بعيدة التحصيل متناقضة الاصول غير مؤدية الى معرفة الله ورسله والتصديق بها مستلزم للكفر بالله وجحد ما جاءت به رسله ولا يصدق بهذا الا من عرف ما عند هؤلاء وما عند هؤلاء ووازن بين الامرين احد عشر والف. اهل الهدى امنوا بقدر الله وشرعه. ولم يعارضوا بينهما بل كل منهما يصدق اخر فالامر تفصيل للقدر وكاشف له وحاكم عليه والقدر اصل للامر ومنفذ له وشاهد له ومصدق له. فلولا القدر لما وجد الامر ولا تحقق ولا قام على ساقه ولولا الامر لما تميز القدر ولتبينت مراتبه وتصاريفه فالقدر مظهر للامر امر تفصيل له. والله له الخلق والامر فلا يكون الا خالقا امرا. فامره تصريف لقدره. وقدره منفذ لامره. ومن ابصر هذا اه تبين له سر ارتباط الاسباب بمسبباتها. وان القدح فيها ابطال للامر وان كمال التوحيد اثباتها. اثنى عشر والف الحكمة من محبة الحكمة في محبة النبي صلى الله عليه وسلم للفأل وكراهته للطيرة مع انه قد يخطر لبعض الافهام ان مقاصده متقاربة لان الفأل يفتح باب السرور والاستبشار والنشاط عند سماعه الالفاظ الحسنة والاسماء المستحسنة ومشاهدة الكمال وهو داخل في احسان الظن بالله في تيسير الامور ففائدته عظيمة. واما الطيرة فبالعكس تفتح باب الحزن والكآبة وسوء الظن بالله والخوف من من غير الله اذا سمع او رأى ما يكره ففرق بين امر يفتح على العبد باب الخير والسرور وامر يفتح له باب الشر والغم. واما اخباره صلى الله عليه وسلم ان الشؤم قد يكون في ثلاث المرأة والفرس والدار فليس فيه اثبات الطيرة التي نفاها وانما غايته ان الله قد قد يخلق منها اعيانا مشؤومة على من قاربها وسكنها. واعينا مباركة لا يلحق من قاربها شؤم ولا شر. وهذا كما يعطي ولدا مباركا يريان الخير على وجهه ويعطي غيرهما ولدا مشؤوما نزلا يريان الشر على وجهه. وكذلك ما يعطاه العبد من ولاية او غيرها قد يكون فيها بركة او ضدها