هذه رسالة بعثها اخونا عبد الفتاح احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بعض الناس بهم مس من الجن ويذهبون الى المشايخ للمعالجة من هذا المس عن طريق قراءة العزائم وتحضير الجن ونفخ البخور وحفلات الزار النوبات مع الضرب بالدفوف والطبول وذبح الاغنام. ما هو حكم الاسلام في هذه الاعمال؟ وهل هناك مس من الجن للانس؟ وهل يفعل ذلك جن مؤمنون؟ مؤاخاة لبعض الناس؟ وهل يجوز حل السحر عن طريق دائمة وتحضير الجن وما هو العلاج للمس من الجن؟ ارشدونا بارك الله فيكم وجزاكم الف خير الكلام في هذا الموضوع يطول ولا يحتمله مثل هذا المقام والقول فيه بايجاز ان ما اشار اليه السائل ووصفه من فعل من يسميهم بالمشائخ امر منكر. هم وعمل باطل محرم وهو في الحقيقة من الاستمتاع الذي قال فيه اهل النار ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا اجلنا الذي اجلت لنا فلا يحل مثل هذا العمل لا يحل تحظر الجن لان هؤلاء لا يحظرون الا بنوع من الشرك لا يجتمعون عند شخص الا بالشرك بالله وهذه العزائم التي في هذا الباب ومن هذا المجال والبخور وذبح الاغنام كلها من الشرك لان الذبح هذا للجن والذبح لغير الله شرك اكبر مخرج من الملة الاسلامية والنبي يقول عليه الصلاة والسلام من اتى كاهنا فسأل فصدق بما يقول فقد كفر بما انزل على محمد اما كيف يعالج اما هل يصرع الناس ويحصل لهم صرع من الجن؟ فنعم وجد ذلك في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وبعده واما كيف يعالج فانفع العلاج كتاب الله جل وعلا والالتجاء اليه من اهل التقوى لانه لا يعالج بكتاب الله فاسق منحرف ولا ضال معطل شريعة الاسلام لا يضرب بالسيف الا من يتقن ضربه ويصدق في استعماله وانصح السائل ان يراجع زاد المعاد في هدي خير العباد صلى الله عليه وسلم لمؤلفه الامام العلامة ابن ابن القيم فهو كتاب نفيس فيه بيان للمعتقد وايظاح لهدي المصطفى وبيان شيء كثير من احكام دينه وموجز عن سيرته الكريمة وفيه شيء من بيان هديه في علاج المصروعين اما حل السحر بالسحر فلا يجوز عن طريق الجن واما استعمال العزائم فاختلف العلماء في جوازها اذا كانت من القرآن والسنة اي اذا كانت بالكتابة الواضحة اذا كانت تشرب ماء والاولى استعمال القراءة الشفوية بان يقرأ من علمت تقواه وعرف تورعه عن الحرام وانقياده للسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وعرف تجنبه المخالفات وتنحيه عن البدع والخرافات فليس كل من تزيى بزي الصلحاء وظهر بمظهر الاتقيا وابدى التنسك وهو يخالف سنة المصطفى ممن يستفاد منهم حقيقة فلابد من معرفة عقيدة الشخص الذي يذهب اليه ان وجود الصرع من المس بالجن هذا امر لا ينكره الا مكابر ويوجد في الزمن القديم والحديث من يصابون باذى وعند قراءة القراءة عليه ممن هو اهل ذلك يحصل خطاب من الماس على لسان الممسوس ويلتزم بالخروج وتركه ثم بعد فترة يعود الشخص المريض لا شيء فيه ولا ارتباك بل يعود الى طبيعته الاولى وهذا من الادلة المعاينة التي يعرفها من شاهدها ويعلمها من سمع عنها والنصيحة مني لكل مستمع ان يكثر من طاعة الله وان يتحرز بذكر الله في صباحه ومساءه لخروجه من منزله وعودته الي وعندما يأوي الى فراشه وعندما يستيقظ من فراشه يكثر من ذكر الله فان ذكر الله جل وعلا من اعظم يتدرع به عن هذه المصائب والمشاكل وارشد الى كتاب ثمين قه احاديث كثيرة الاستعاذة وغالبها صحيح او اكثرها وهو خطاب عدة الحصن الحصين وعليه شرح للشوكاني يسمى تحفة الذاكرين وهو كتاب لطيف لكن فيه احاديث كثيرة نافعة في هذا المقام واوسع منه كتاب الاذكار للامام النووي وغالب ما فيه اما صحيح او حسن على الاقل ويندر ان يكون فيه حديث باطل ارجو ان يوفق كل مسلم للالتجاء الى الله. يا الله. في دفع كل مكروه واجهه. والله المستعان