اخونا يشكو من بعض الامراض ومن بعض الغلق والشكوك وايضا ينتابه بعض الوساوس له اذكار يقول انني اداوم على قراءتها. ومن بينها امنت بالله ورسوله. ثم انه قول اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله لكنه لا زال يعاني من تلك الافكار ومن تلك الشكوك والوساوس والغلق. ويرجو التوجيه والنصح لو تكرمتم ما اكثر متاعب هذه الحياة فهي كما قال القائل جبرت على خدر وانت تريدها صفوة الى اخره. مم. هي في الحقيقة مجبورة هذه الدنيا على النكد والكادر والنكد وكدر اتى للابوين عليهما السلام امام البشرية واستمر ذلك في ذريتهما وسيستمر الى قيام الساعة ولكن كلما عظم الايمان وقوي جانبه خفت تلك المتاعب واستهان المرء بها اذا وجدت لعلمه انه لا يأتي شيء الا بقضاء الله وقدره وانه لحكمة يريدها جل وعلا وقد يكون ذلك لمصلحة المصاب بها دون ان يعلم هو ان ذلك مصلحة لكننا نؤمر بالاخذ بالاسباب وقد قال المصطفى عليه الصلاة والسلام تداووا عباد الله ولا تتداووا بحرام فنصيحتي لهذا السائل او عارض المشكلة ان يكثر من الذكر. يا الله وان لا ينام الا على ذكر لا سيما قراءة الفاتحة وسورتي الاخلاص والمعوذتين واية الكرسي الله لا اله الا هو الحي القيوم واواخر سورة البقرة اذا اجتهد على ذلك والتزمه كل ليلة ثم يستمر في ذكره عند النوم ويقول سبحان الله والحمد لله والله اكبر ثلاثا وثلاثين مرة هذه الجملة فتبلغ تسعا وتسعين كلمة يضيف اليها لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير تكمل له المئة وهي الوصية التي اوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم ابنته فاطمة وزوجها علي رضي الله عنهما فالمحافظة على هذه الاذكار بصفة مستمرة من اعظم ما يستفاد به لدفع المكاره وابعاد الوساوس وطرد الشيطان الرجيم وقد ثبت في الصحيح من حديث ابي هريرة رضي الله عنه حين استعمله النبي صلى الله عليه وسلم على حفظ الصدقة واتاه الذي يحثو من الصدقة فامسكه في الليلة الاولى فقال له ارسلني اني فقير وذو عيال فارسله فلما اصبح وجاء الى النبي عليه الصلاة والسلام قال ما فعل اسيرك يا ابا هريرة البارحة قال زعم انه فقير ذو عيال وانه لن يعود قال ما ابن موسى كذبك وسيعود يقول فعلمت انه سيعود لقول رسول الله فترصدت فلما جعل يحثو من الصدقة امسكته قلت لارفعنك الى رسول الله فقال ارسلني اني فقير ذو عيال ولن اعود واسترحم فارسله رحمة به فلما اقبل على الرسول صلى الله عليه وسلم ابتسم وقال ما فعل اسيرك البارحة يا ابا هريرة قلت له كذا وكذا فقال النبي عليه الصلاة والسلام اما انه كذبك وسيعود او قال على انه سيعود يقول فعلمت انه سيعود لقول رسول الله فلما صار في الليل وجعل يحثو امسكته قلت لارفعنك الى رسول الله فقال ارسلني قلت هذه ثالث مرة تزعم انك لا تعود وتعود قال دعني اعلمك كلمات ينفعك الله بهن ولحرص ابي هريرة على العلم والمعرفة قال ما هي؟ قال اذا اويت الى فراشك تقرأ اية الكرسي الله لا اله الا هو كل ليلة فانه لا يزال عليك لا يقربك شيطان ولا يزال عليك من الله حافظا حتى تصبح فاطلقه فلما اصبح وجاء الى النبي قال النبي صلى الله عليه وسلم ما فعل اسيرك؟ فقص عليه القصة فقال النبي عليه الصلاة والسلام اما انه قد صدقك وهو كذوب. اتعلم من تخاطب يا ابا هريرة منذ ثلاث قال لا. قال ذاك شيطان والشاهد من هذا الحديث ان اية الكرسي اذا قرأها الانسان مؤمنا بها واثقا بالوعد الذي وعد النبي عليها انه يدرك ذلك ان شاء الله لا محالة الا ينام الا على ورد يقرأه في ليله فانصحك يا اخي بالاكثار من ذلك واقتناء الكتب التي فيها شيء من الاذكار التي مر ذكرها في هذه الحلقة. نعم. لتقرأ ما تحتاج اليه منها والله اعلم