كيف يكون السفيه الذي لا يغتسل لا يتوضأ لا يصلي لا يحضر جمعة ولا جماعة ولي من اولياء الله كيف ذلك هذا والله العجب اذكر ان والدي رحمه الله جاءه رجل الله فوق العرش وهو يعلم ما انتم عليه. هذا مثل ولله المثل الاعلى تأملوا معي الى الى السماء السماء فوق الارض وهو امامنا وهو محيط بنا فالله جل وعلا العلي الاعلى العالم بالله عز وجل يعلم انه سبحانه وتعالى موصوف بكل كمال منزه عن كل نقص وخيال وانه جل وعلا له العظمة والكبرياء لا يعلم ذلك الا العلماء كما قال الله الحمد لله رب العالمين احمده سبحانه واسأله جل وعلا العلم النافع والعمل الصالح نسأله تبارك وتعالى ان يرزقنا المعرفة به وان يرزقنا واياكم العلم باسمائه وصفاته وان يرزقنا اتباع نبيه محمد صلى الله عليه وسلم فهو سبحانه ولي كل نعمة وهو القادر على اجابة الدعوة واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله ارشد الناس الى ربهم وعرفهم به تبارك وتعالى وذكر لهم اسماؤه وصفاته وافعاله جل وعلا ونعمه والاءه واياته وصلوات ربي وسلامه عليه وعلى من سار على نهجه واختفى اثره الى يوم الدين وبعد فقد ذكر شيخ الاسلام رحمه الله تعالى النقولات العلمية من اهل العلم سواء من كان من السلف وسار على طريقتهم من الائمة او من عرف بنوع مخالفة لهم لكنهم كانوا في هذا الباب على موافقة وذلك حتى يبين رحمه الله ان مسألة اثبات الصفات هي مسألة اجماعية كلية مطردة عند المتبعين للسلف وهو ان الله تبارك وتعالى له الاسماء الحسنى والصفات العليا تثبت له هذه الاسماء والصفات على الوجه اللائق به تبارك وتعالى والقاعدة في هذا الباب كلا وجزءا هو اثبات ما اثبته الله لنفسه او اثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم ونفي ما نفاه الله عن نفسه او نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم لا يتجاوز القرآن والحديث وقد سمعنا كلام العلماء في ذلك ولا زال الكلام مستمرا في ذكر اقوال هؤلاء العلماء نبدأ بذكر ما ذكر رحمه الله من اقوال بعظ الناس الذين خالفوا عقيدة السلف مع بيان وجه المخالفة فنسأل الله تعالى ان يبارك لنا في وقتنا وان يرزقنا علما نافعا وان يمكنا من فهم ومراده تبارك وتعالى فنبدأ على بركة الله. نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله واصحابه اجمعين. ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين ووالديهم. قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى واعلم اني ذكرت اعتقاد اهل السنة على ظاهر ما ورد عن الصحابة والتابعين مجملا من غير استقصاء اذ قد اذ تقدم القول عن مشايخنا المعروفين من اهل الامامة والديانة الا انني احببت ان اذكر عقود اصحابنا المتصوفة فيما احدثه طائفة انتسبوا اليهم مما قد تخلصوا من القول مما نزه الله المذهب واهله من ذلك. المقصود انه سيذكر اقوال بعض المنتسبين الى التصوف وانهم على خلاف اتباعهم المتأخرين في باب الاعتقاد في رب العالمين تبارك وتعالى والتصوف كلمة مجملة هذه الكلمة تطلق ويراد بها اهل الزهد والزهادة واهل التعبد والعبادة واهل الورع وتطلق هذه الكلمة على الطرقية الذين لهم اوراد معينة بدعية ينتسبون اليها كما هو حال كثير من المتأخرين فالاول اعني الزهد والزهادة والورع والتقى والعبادة والعلم فهذه طريقة السلف واما مجرد الانتساب الى الطريقة واستحداث وابتداع اشياء معينة فليست هذه من طريقة الزهاد العباد الاوائل وان انتسب هؤلاء اليهم ومما يؤكد لنا عدم صحة انتساب هؤلاء المتأخرين لاولئكم الائمة المتقدمين البون الشاسع بين اعتقاد هؤلاء واعتقاد اولئك الائمة كما سيتبين لنا من قراءتنا لهذه العبارات والكلمات التي نقلها شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله. نعم الى ان قال وقرأت لمحمد بن جرير الطبري في كتاب سماه التبصير كتب بذلك الى اهل طبرستان في اختلاف في اختلاف عندهم وسألوه ان يصنف لهم ما يعتقده ويذهب اليه. وذكر في كتابه اختلاف افى القائلين برؤية الله تعالى فذكر عن طائفة اثبات الرؤية في الدنيا والاخرة ونسب هذه المقالة الى الصوفية قاطبة لم يخصها طائفة دودنا طائفة. فتبين ان ذلك ان ذلك على جهالة منه باقوال المحصلين منهم. وكان ممن نسب اليه ذلك قال نسب اليه ذلك القول بعد ان ادعى على الطائفة ابن اخت عبدالواحد ابن زيد والله اعلم بمحله عند الحاصلين فكيف ابن اخته على كل حال بالنسبة لابن اختي عبدالواحد ابن زيد او ابن زياد هذا الرجل اصلا هو عبد الواحد ابن زياد نفسه ليس له منزلة وامامة عند اهل الزهادة والعبادة فكيف بابن اخته نعم وليس اذا احدث الزائغ في نحلته قولا نسب الى الجملة. كذلك في الفقهاء والمحدثين. ليس من احدث قولا في الفقه او لبس فيها حديثا ينسب ذلك الى جملة الفقهاء والمحدثين واعلم ان الفاظ الصوفية وعلومهم تختلف فيطلقون الفاظهم على موضوعات لهم ومرموزات واشارات تجري فيما بينهم فمن لم داخلهم على التحقيق ونازل ما هم عليه رجع عنهم خاسئا وهو حسير ثم ان هناك اصطلاحات اصطلح عليها اهل التصوف طلح عليها للتصوف فينبغي ان تدرك اصطلاحاتهم على مراداتهم وينظر اليها من ناحية الموافقة والمخالفة الشرعية على مرادهم لا مجردا الى اللفظ الموافق للغة لان الالفاظ العرفية اعتباراتها معتبرة ومراد اصحابها هي التي ينبغي ان يحاكم اليها فلو ان الناس مثلا اليوم اصطلح الناس اليوم ان يسموا هذا الجهاز بالكمبيوتر فينبغي ان لا يرجع ما معنى الكمبيوتر في اللغة وانما يرجع ما معنى الكمبيوتر عند اهل العرف فكذلك الصوفية عندهم اصطلاحات اصطلحوا عليها مثل الاصطلاب مثل الفناء مثل الكشف والذوق والوجد فهذه اصطلاحات اصطلحوا عليها ينبغي الرجوع فيها الى هؤلاء انفسهم لا الى غيرهم نعم واما قوله فمن لم يداخلهم على التحقيق ونازل ما هم عليه رجع عنهم خاشيا وهو حسير فهذا نوع يعني تفخيم لاصطلاحاتهم وليس المرموزات والاشارات التي تجري بينهم بذاك المعنى الذي له اعتبار في الشرع. نعم ثم ذكر اطلاقهم لفظ الرؤية بالتقييد فقال كثير ما يقولون رأيت الله وذكر عن جعفر بن محمد قوله لما سئل هل رأيت الله حين عبدته قال رأيت الله ثم عبدته. فقال السائل كيف رأيته فقال لم تره العيون بتحديد العيان ولكن رأته القلوب بتحقيق الايقان. يعني ان الذي يقول رأيت الله من هؤلاء وانما انما مقصودهم الرؤية القلبية الرؤية القلبية وهي رؤية المعرفة فان الانسان في محكم البيان انما يخشى الله من عباده العلماء. نعم ثم قال يرى في الاخرة كما اخبر في كتابه وذكره رسوله صلى الله عليه وسلم. فهذا قولنا وقول ائمتنا دون الجهال من اهل بالغباوة فينا هذا فيه دليل واشارة الى ان الغباوة موجودة في المنتسبين الى المتصوفة حتى في تلكم الازمنة في القرون الرابعة والخامسة فضلا عن القرون المتأخرة الغابرة نعم وان مما نعتقد ان الله حرم على المؤمنين دماءهم واموالهم واعراضهم وذكر ذلك في حجة الوداع فمن زعم انه يبلغ مع الله درجة يبيح الحق له ما حظر على المؤمنين الا المضطر على حال يلزمه احياء النفس وان بلغ العبد ما بلغ من من العلم والعبادة فذلك كفر بالله. والقائل بذلك قائل بالالحاد وهم المنسلخون من الديانة. هذه العبارة فيها اشارة الى ان بعض المنتسبين الى التصوف في تلكم الازمنة في القرن الرابع والخامس كانوا يصرحون كما يصرح المتأخرون اليوم بان الانسان اذا وصل الى الحقيقة ارتفعت عنه الشريعة عياذا بالله نعم وان مما نعتقده ترك اطلاق العشق على الله وبين ان ذلك لا يجوز الاشتقاق ولعدم ورود الشرع به. وان ابين ان ذلك ايجوز الاشتقاق؟ وبين ان ذلك لا يجوز نعم لاشتقاقه. نعم. نعم. لا يجوز لاشتقاقه ولعدم ورود الشرع منه. ان لفظ او كلمة العشق لا تطلق على الله عز وجل لماذا لا تطلق؟ لان العشق مشتق من عاشق ومعشوق. من عاشق ومعشوق وهذه الكلمة تطلق في ملذات الجنس فلا يجوز اطلاقها في حق الباري تبارك وتعالى وانما يقال حب وخلة ومودة كما جاء في كتاب الله عز وجل نعم وقال ادنى ما فيه انه بدعة وضلالة وفيما نص الله من ذكر المحبة كفاية. المحبة والمودة وهذه الاشياء القرب والمعية هذه الاشياء التي تنبئ على اعظم من كلمة العشق وفوق كلمة العشق ولا مقارنة بين هذه المصطلحات الشرعية وبين هذا المصطلح اللغوي المعروف الذي يطلق على ما يتعلق بشهوة الفرج نعم وان مما نعتقده ان الله لا يحل في المرئيات وانه المنفرد بكمال اسمائه وصفاته بائن من خلقه مستو على عرشه يعني قوله ان الله لا يحل في المرئيات رد على الحلولية المنتسبين الى ائمة التصوف فهذا امام من ائمتهم يرد عليهم دل على ان الحلولية والاتحادية واصحاب وحدة الوجود لا امام لهم حتى من انفسهم فما قال بقولهم احد ممن سلف لا من المتبعين للسلف ولا ممن انتسبوا الى التصوف او نسبوا الى التصوف. نعم وان القرآن كلامه غير مخلوق حيثما تولي وحفظ ودرس. ونعتقد ان الله تعالى اتخذ ابراهيم خليلا واتخذ نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم خليلا وحبيبا. والخلة لهما منه على خلاف ما قاله المعتزلة. ان الخلة الفقر والحاجة. ما جاء في بعض الاحاديث ان ابراهيم خليل الله وان محمدا حبيب الله فهذا لا يثبت الثابت في الصحيحين ان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم خليل الله كما ان ابراهيم خليل الله فان قال قائل فما الفرق بين منزلة ابراهيم ومنزلة محمد صلى الله عليه وسلم ومعلوم ان المشبه به اعلى من المشبه فيقال ان ابراهيم خص بالخلة وان موسى خص بالكلمة وبالكلام ومحمد صلى الله عليه وسلم جمع الله له بين الخلة والتكليم. فهذه منزلة عالية لم يبلغ اليها ابراهيم عليه السلام لانه اتصف بالخلة وحدها ولا موسى عليه السلام لانه اتصف بالكلمة وحدها وبالتكليم وحده. نعم الى ان قال والخلة والمحبة صفتان لله هو موصوف بهما. ولا تدخل اوصافه تحت التكييف والتشبيه. وصفات الخلق من المحبة والخلة جائز عليهم الكيف واما صفات صفات الله تعالى فمعلومة في العلم وموجودة في التعريف قد انتفى عنهما التشبيه فالايمان واجب وحسم الكيفية عن ذلك ساقط ومما نعتقده ان الله اباح المكاسب والتجارات والصناعات وانما حرم الله الغش والظلم وان من قال بتحريم المكاسب فهو ضال مضل مبتدع اذ ليس الفساد والظلم والغش من التجارات والصناعات في شيء وانما حرم الله ورسوله الفساد لا الكسب والتجارة فان ذلك على اصل الكتاب والسنة جائز الى يوم القيامة. هذه الجملة رد على المتصوف الذين يقولون بوجوب التواكل وترك التكسب ويسمون هذا توكلا وهذا ليس توكل هاي دروشة بل الواجب على الانسان ان يطلب الرزق من طريق حلال واما هؤلاء فيقولون ان التكسب وان طلب الارزاق في هذه الازمنة امر غير ممكن فيجب ترك ذلك فهذه ظلالة وبدعة كذلك هذه المسألة فيها رد على الخوارج فان بعض الخوارج ايضا حرموا المكاسب والتجارات والصناعات بحجة ان ذلك جرى في دولة الظلم بقولهم وما جرى في دولة الظلم موظوع هكذا قالوا نعم وان مما نعتقده ان الله لا يأمر باكل الحلال ثم يعدمهم الموصول الوصول اليه من جميع الجهات. لان ما طالبهم به موجود الى يوم القيامة. والمعتقد ان الارض تخلو من الحلال والناس يتقلبون في الحرام فهو متبع ضال الا انه يقل في موضع ويكثر في موضع لا انه مفقود من الارض. هذه مسألة مرت معنا وهي مسألة الرزق الرزق من الله فالرزق الحلال موجود ولذلك الله طلب منا ان نطلب الرزق منه ولو كان الرزق الحلال غير موجود وطلب منا ان نطلبه لكان ذلك محالا. والله لا يكلف العباد بالمحال نعم ومما نعتقده انا اذا رأينا من ظاهره جميل لا نتهمه في مكسبه وماله وطعامه. جائز ان يؤكل طعامه المعاملة في تجارته فليس علينا الكشف عن ما له. فان سأل سائل على سبيل الاحتياط جاز الا من داخل الظلمة ومن لا ينزع عن الظلم واخذ الاموال بالباطل ومعه غير ذلك فالسؤال والتوقي كما سأل الصديق غلاما فان كان معه من المال سوى ذلك مما هو خارج عن تلك الاموال فاختلطا فلا يطلق عليه اسم الحلال ولا الحرام الا انه مشتبه. فمن سأل استبرأ لدينه كما فعل الصديق واجاز ابن مسعود وسلمان قالا كل منه عليه التبعة. على كل حال بالنسبة لمسألة المكسب والمعاملة مع الناس الناس ثلاثة اصناف صنف منهم يعرف الناس ان اكله حلال وانه لا يأكل الا طيبا هذا التعامل معه متعين وصنف يعرفه الناس ان اكله من الظلم ومن الربا ومن الغش والخديعة وبيع المحرمات كالمسكر والمخدرات. فهذا التعامل معه او اكله حرام قطعا والصنف الثالث هو من اشتبه حاله ففي هذه الحالة لك السؤال والتوقي وتركه اولى نعم والناس طبقات والدين الحنيفية السمحة وان مما نعتقده ان العبد ما دام احكام الدار جارية عليه فلا يسقط عنه الخوف والرجاء. فكل من ادعى الامن فهو جاهل بالله وبما اخبر به عن نفسه فلا يأمن مكر الله الا قوم خاسرون. وقد افردت كشف عوار كل من قال بذلك. يعني ان العبد ما دام احكام الدار جارية عليه يعني ما دام انه في الدنيا حي فانه لا يسقط عنه التكليف لا يسقط عنه الخوف والرجاء هذا فيه رد على بعض علماء المتصوف العراقيين الذين يقولون اننا من اهل البصرة وغيرهم في تلكم الازمنة ممن ينسب اليهم كرابعة انها كانت تقول لا اعبده خوفا من ناره ولا طمعا في جنته فهذا رد عليهم بل الواجب على الانسان ان يعبد الله تبارك وتعالى خوفا ورجاء وان لا يأمن من مكر الله من ذكر الله عن خيرة خلقه وهم انبياؤه ورسله قال عنهم يدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين. نعم ونعتقد ان العبودية لا تسقط عن العبد ما عقل وعلم وماله وما عليه فيبقى على احكام القوة والاستطاعة. اذ لم يسقط ذلك يسقط ذلك عن الانبياء والصديقين والشهداء والصالحين. ومن زعم انه قد خرج من رق العبودية الى فضاء الحرية باسقاط العبودية والخروج على احكام الاحدية الى الى. والخروج الى احكام الاحادية المبدئية الاخرية فهو كافر لا محالة. الا من اعتراه علة او رأفة فصار معتوها او مجنونا او مبرسا من وقد اختلط في عقله او لحقه غشية ارتفع عنه احكام العقل وذهب عنه التمييز والمعرفة. فذلك خارج عن الملة مفارق للشريعة. هذا كأن الامام رحمه الله يرد على على ابن عربي وامثاله مع انه متقدم على ابن عربي لكنه استشعر بثاقب نظره وعلمه ان هناك من سيقول مثل هذه الاخبار عياذا بالله تعالى سبحان الله سبحان الله سبحان الله كيف يكون المجنون وليا من اولياء الله وولاية الله وولاية الله بفتح الواو لا تدرك الا بالتقى والعبادة حتى جاء هؤلاء الدراويش وظنوا للناس ان ولاية الله تدرك بالدروشة بالجنون والسفه رأيت رجلا في احد بلاد باكستان في بيشاوة اكرمكم الله ربما منذ عشرين سنة لم يغتسل وكاشف العورة والناس يأتون اليه ويتمسحون به ويقولون ولي من اولياء الله فقال فلان سيأتي غدا الى قريتنا وهو ولي من اولياء الله قال له والدي رحمه الله ما علامة ولايته؟ قال من علامة ولايته انه ينقلب الى حية قاله الوالد رحمه الله قال هذا ما هو ولي هذا ابليس ابليس اللي يتحول لو كان رجلا صالحا لما تحول الى حية وعقرب. هذه تقتل في الحل والحرم هذا من الابالسة لكن الناس اين عقولهم اين عقولهم يظنون المجنون انه وصل يظنون المجنون وصل لا احد يصل الى الله عز وجل الا بالتقى والصلاح والعبادة. نعم ومن زعم الاشراف على الخلق حتى يعلم مقاماتهم ومقدارهم عند الله بغير الوحي المنزل من قول الرسول صلى الله عليه وسلم فهو خارج عن الملة ومن ادعى انه يعرف ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد باء بغضب من الله. ومن ادعى انه يعرف مآل الخلق ومنقلبهم وانهم على ماذا يموتون ويختم لهم بغير بغير الوحي من قول الله وقول رسوله صلى الله عليه وسلم فقد بغضب من الله. نسأل الله السلامة والعافية ربما يدعي انسان بعض الامور بالفراسة هذا شيء لا ينكر يقال فلان ارجو له ان يسرب يقول فلان اخشى عليه من الخاتمة السيئة هذا ما في اشكال هذا من باب الفراسة دراسة المؤمن ولكن الاشكال ان يقول الرجل اني كشف لي الغيث فرأيت ما في اللوح فعلمت ان فلانا وفلان وفلان في النار عياذا بالله نعم والفراسة حق على اصول ذكرناها وليس ذلك مما سميناه في شيء. ومن زعم ان صفاته قائمة بصفاته ويشير في ذلك الى غير الايدي والعصمة والتوفيق والهداية. واشار الى صفاته عز وجل القديمة فهو حلولي. قائل اللاهوت الايد معناها القوة ومن زعم ان صفاته قائمة بصفاته ويشير في ذلك الى غير الاي والعصمة والتوفيق والهداية واشار الى صفاته عز وجل القديمة فهو حلو يعني الذي يقول ان صفاتي قائمة بصفات الله وهو لا يقصد المعنى الشرعي وهو الذي جاء في الحديث حتى يكون سمعه الذي يسمع به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وهذا هو هذه مسألة فيها تفصيل كبير ان كان له حال مع نفسه وليس عليه واجبات اخرى فلا شك انه يخير بين الصبر وبين التكسب لكن اذا وصل به الحال ان يسأل الناس يجب عليه التكسب ان الله يعطيه القوة في قدر على امتناعه عن المحرمات يعطيه القوة فيقدر على فعل العبادات يعطيه العصمة يعطيه التوفيق يعطيه الهداية هذا معنى الحديث فمن قال ان صفاته قائمة بصفات الله على غير هذا المعنى فهو حلولي هذا لا بد ان ندرك لذلك الحلولية استدلوا بحديث بزعمهم حديث كنت سمعه الذي يسمع به. نعم فهو حلولي قائل باللاهوتية والالتحام وذلك كفر لا محالة ونعتقد ان الارواح اللاهوتية حقيقتها عقيدة يهودية نصرانية وهو انهم كانوا يعتقدون ان الرجل اذا صفا عن الاكدار البشرية حل فيه صفات اللاهوتية فلذلك يقولون فلان ناسوتي حل فيه اللاهوت مثل ما يقولون عن عزير وعن عيسى جعل الله عن ذلك علوا كبيرا وهذا فرق بين الحلولية والاتحادية من اليهود والنصارى وبين الحلولية والاتحادية والوحدة الوجود المنتسبين للاسلام فاولئكم قالوا بحلول خاص واتحاد خاص واما هؤلاء عياذا بالله قالوا بالحلول المطلق والاتحاد المطلق وبعض سمى هذا الحلول والاتحاد شركا وقال بوحدة الوجود عياذا بالله نعم ونعتقد ان الارواح كلها مخلوقة. ومن قال انها غير مخلوقة فقضاها قول النصارى مسطورية في المسيح وذلك كفر بالله العظيم الديانات كلها على ان الارواح مخلوقة الا ما جاء عن اسطوريا انهم قالوا ان روح عيسى ليست مخلوقة نعم ومن قال ان شيئا من صفات الله عز وجل حال في العبد وقال بالتبعيض على الله فقد كفر والقرآن كلام الله ليس بمخلوق ولا حال بمخلوق وانه كيف ما تلي وقرأ وحفظ فهو صفة الله عز وجل وليس الدرس من المدروس ولا التلاوة من المتلو لانه عز وجل بجميع اسمائه وصفاته غير مخلوق ومن قال بغير ذلك فهو كافر لا شك ان ليس الدرس من المدروس ولا التلاوة من المتلو لان الدرس هو فعل العبد والمدروس كلام الرب او كلام النبي صلى الله عليه وسلم والتلاوة فعل العبد والمتلوه كلام الله عز وجل كقول نعيم ابن حماد الخزاعي شيخ البخاري من شبه الله بخلقه فقد كفر ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر وليس ما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيها نعم ونعتقد ان القراءة الملحنة بدعة وضلالة. ما علامة القراءة الملحنة فسرها العلماء بتفسيرين تفسير ان جاء عن الامام احمد ان يقرأها بلحون الاعاجم وعلامة لحون الاعاجم انهم يولدون بعد الحروف مد ليس فيه مد كقول الرجل محمد ويوجدون بعد الميم واوا وبعد الحاء الفا فهذه من اللحون الواردة في النهي عنها عن الاعاجم والتفسير الاخر ان المقصود بالقراءة للملحنة وانها بدعة وضلالة هي القراءة التي تكون على الحان الغناء على الحان الغناء واوزانها وهي التي يسميها بعض المتأخرين يسمونها مقامات او يسمونها بالحان خفية نغمات سرية ما ادري كيف الله المستعان الصحابة احب الناس اليهم من بلا شك صح لماذا لم يقولوا فلان كان اشبه الناس قراءة برسول الله لماذا لم يقولوا فلان من الصحابة كان يقلد رسول الله قال الله عز وجل لانهم لا يرون التقليد في الاصوات نعم داخل اه بين العلامة العلامة الاخرى يقسمونها بيصير في تسارع بالنغم فلذلك يعني فرقوا قالوا انه الحان في الغناء به تسارع اذا طبقناه على القرآن فيختل المعنى ويختل القراءة. حتى لو ما اختلت. احنا ما نجيز حتى لو ما لم تختل المعاني لا نجيز قراءة القرآن بالحان الغنى لابد من الاختلال. اذا اختل هذا صار بدعة وضلالة لاختلالها. نعم. لكن تشبيه القرآن بلحون الغناء هذا ما يجوز ذكر لي بعض من اثق به انه وقف على مقطوعة لرجل يتغنى بسورة من القرآن. هذا كفر بتصليح الفقهاء هذا كفر نعم احسن الله اليكم وان الظابط الظابط في القراءة الاتباع. ان تقرأ كما علمك علماء التجويد نعم وان القصائد بدعة ومجراها على قسمين فالحسن من ذلك من ذكر الاء الله ونعمائه واظهار نعت الصالحين وصفة المتقين ذلك جائز وتركه والاشتغال بذكر الله والقرآن والعلم اولى به. المقصود بالقصائد يعني هذه الاناشيد اللي نسميها حنا الاناشيد هم كانوا يسمونها قصايد القصائد بدعة ومجراها على قسمين لماذا القصائد بدعة؟ لان هذه الاناشيد ما كانت موجودة. كان الذي موجود في زمن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين ان احدهم ينشد نشيدا اما القصائد فهي التي تأتي على التراتيب والترانيم والتي سماها الشافعي بالتغبير فهذه قال عنها الامام عبدالله بن خفيف رحمه الله هذا العالم الذي هو من ائمة الزهد والورع قال ومجراها على قسمين فالحسن من ذلك من ذكر الاء الله ونعمائه واظهار نعت الصالح فذلك جائز وتركه والاشتغال بذكر الله والقرآن والعلم اولى به. حتى الجائز منه القرآن اولى ونحن نرى اليوم المبتلين بالقصائد لا يسمعون القرآن بل حالهم كله في الاناشيد نعم نعم الشعر حسن وحسن وقبيحه قبيح. اما القصائد فهي التي تأتي على صور معينة ها مثل اهات وتأوهات وتوجعات نعم وما جرى على وصف المرئيات ونعت المخلوقات فاستماع ذلك على الله كفر واستماع الغناء والرباعيات على الله كفر الرباعيات مثل الرباعيات الخيام وغير هذه اجعلوها من اوراد الصوفية نسأل الله السلامة والعافية والمصيبة لماذا قال الكفر؟ هذا سؤال مهم لماذا ما قال بدعة محرم؟ لانه يقولون ان الله يسمع قصائدنا. ويستمع الى قصائدنا فاجتماع فاجتماع الغناء على الله كفر هذا مثل الذي يغني قلنا له ليش تغني؟ قال الله يحب اغنيتي اعوذ بالله هذا كفر نعم ايه لا الرباعيات الشعر ما فيها شي لكن اذا جاء انسان وقال الرباعيات الخيام قلنا ليش تقعد تقرا قال انت ما تدري هذي الرباعيات قال عنها الشيخ الفلاني انك اذا قلتها الله اليك اي نعم نعم هم والرقص بالايطاع ونعت الرقاصين على احكام الدين فسق وعلى احكام التواجد والنغام والنغام يعني نغم نعم على وعلى احكام التواجد والنغام لهو ولعب. تعرفون النغمة ها النغمة لا لا غلط كده نغم نغمة تعرفون النغمة نغمة كلمة فارسية هو النغم نعم وحرام على كل من سمع القصائد والرباعيات الملحنة الجاري بين اهل الاطباع على احكام الذكر الا لمن تقدم له العلم باحكام التوحيد معرفة اسمائه وصفاته وما يضاف الى الله تعالى من ذلك مما لا يليق به عز وجل مما هو منزه عنه. فيكون استماعه كما قال الذين يستمعون القول فيتبعون احسن وكل من جهل ذلك وقصد استماعه على الله على غير تفصيله فهو كفر لا محالة. فكل من جمع القول واصغى بالاضاءة الى الله وغير جائز فهي غير جائزا الا لمن عرف ما وصفت من ذكر الله ونعمائه وما هو موصوف به عز وجل ما ليس للمخلوق فيه نعد ولا وسط بل ترك ذلك اولى واحوط والاصل في ذلك انها بدعة. والفتنة بها غير مأمونة الى ان قال واتخاذ المجالس على الاستماع والغناء والرقص بالرباعيات بدعة وذلك مما انكره المطلبي ومالك والثوري ويزيد ابن هارون واحمد بن حنبل واسحاق والاقتداء بهم اولى من الاقتداء بمن لا يعرفون في الدين ولا لهم قدم عند المخلصين. المقصود بالمطلبية ابو عبد الله محمد ابن ادريس الشافعي المطلبي الامام المعروف واليه كان ابن خفيف ينتسب رحمه الله تعالى واما الامام مالك فهو ابو عبد الله مالك ابن انس والثوري هو سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري ويزيد ابن هارون الواسطي شيخ بغداد وعالمها بل وعلموا العراق حتى كان المأمون المأموم على يعني على خليفة المسلمين كان يهابه ويخاف حتى يقولون ما اظهر القول بخلق القرآن الا بعد موته يزيد ابن هارون نعم وبلغني انه قيل لبشر ابن الحارث ان اصحابك قد احدثوا شيئا يقال له القصائد. قال مثل ايش؟ قال مثل قوله اصبري يا نفس حتى تسكني دار الجليل فقال حسن واين يكون هؤلاء الذين يستمعون ذلك؟ قال قلت ببغداد فقال كذبوا والذي لا اله غيره لا يسكن بغداد من يسمع ذلك سبحان الله العظيم. هذا بشر الحافي المعروف ها بشر الحافي المعروف يقول هذا الكلام يقول كيف رجل يظهر هذا الشيء ويقول هذا الكلام يسكن بغداد هذا في زمانه اصبري يا نفس حتى تسكني دار الجليل. لا اله الا الله نعم قال ابو عبدالله ومما نقول وهو قول ائمتنا ان الفقير اذا احتاج وصبر لم يتكلف الى وقت يفتح الله له كان اعلى. فمن عجز عن الصبر كان السؤال اولى به على قوله صلى الله عليه وسلم لان يأخذ احدكم حبل الحديث. على كل حال هذه مسألة خلافية الفقير الفقير المعدوم يستطيع ان يصبر على جوعه هل له ان يصبر ام نأمره بوجوب التكسب او كان عليه واجبات يجب عليه ان يتكسل فرق بين الامرين نعم. ونقول ان ترك المكاسب غير جائز الا بشرائط مرسومة من من التعفف والاستغناء عما في الناس ومن جعل السؤال حرفة وهو صحيح فهو مذموم في الحقيقة خارج ونقول ان المستمع الى الغناء خارج عن طريقتنا يعني خارج يعني عن طريقتنا ما هو خارج يعني خارج نعم ونقول ان المستمع الى الغناء والملاهي فان ذلك كما قال عليه السلام الغناء ينبت النفاق في القلب. هذا قول ابن مسعود نعم وان لم يكفر فهو فسق لا محالة والذين اختاروا قول ائمتنا ترك المراء في الدين والكلام في الايمان مخلوق او غير مخلوق ومن زعم ان الرسول صلى الله عليه وسلم واسط يؤدي وان المرسل اليهم افضل فهو كافر بالله. ومن قال باسقاط الوثائق على الجملة فهو فقد كفر. انتهى. ما يمكن اسقاط الوسائل لان العلم بالله عز وجل لا يمكن الا من طريق الرسل ومن قال انا اخذ علمي عن الحي الذي لا يموت واسقط الواسطة فقد كفر. هذا مراده رحمه الله مراده من اسقط من قال باسقاط الوسائط على الجملة يعني مطلقا يكفر كمن يثبت الوسائط جملة مطلقا ايضا يكفر نقول لا واسطة الا في التبليغ فمن انكر الواسطة مطلقا وقال اخذ علمي عن الله مباشرة يكفر ومن قال لا يمكن الوصول الى الله الا بالواسطة فقال اعبد غير الله ليوصلني الى الله ايضا يكفر والقول الوسط قول اهل السنة والجماعة ان العبادة تؤدى الى الله مباشرة وان البلاغ والتبليغ لا لا يكون الا من طريق الرسل. نعم ومن متأخريهم انتهى كلام ابو عبد الله اه كلام العالم الكبير ابي عبدالله محمد بن خفيف رحمه الله نعم ومن متأخريهم الامام ابو محمد عبدالقادر بن ابي صالح الجيلي قال في كتاب الغنة. يقال له الجيلي ويقال له الجيلاني المعنى واحد وهو نسبة الى منطقة جيلان جيلان اه لا ادري هل هي جولان او لا؟ لا ليست اه او منطقة اخرى المهم يقال جيلاني وجيلي نعم مثل عثماني ومثل عتمي نعم قال في كتاب الاغنية اما معرفة الصانع بالايات والدلالات على وجه الاختصار فهو ان يعرف ويتيقن ان الله واحد احد. الى ان قال وهو بجهة العلو على العرش محتو على الملك محيط علمه بالاشياء اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه. يدبر الامر من السماء الى الارض ثم يعرج اليه في يوم كان مقداره الف سنة مما تعدون. ولا يجوز وصفه بانه في كل مكان بل يقال انه في السماء على العرش كما قال الرحمن على العرش استوى وذكر ايات واحاديث الى ان قال وينبغي اطلاق صفة الاستواء من غير تأويل وانه استواء الذات على العرش. قال وكونه على العرش في كل كتاب انزل على كل نبي ارسل بلا كيف وذكر كلاما طويلا لا يحتمله هذا الموضع وذكر في سائر الصفات نحو هذا ولو ذكرتم الغنية مطبوع كتاب الغنية مطبوع لكن لا ادري هل هو كامل او ناقص؟ نعم ولو ذكرتها قال العلماء في ذلك لطال الكتاب جدا. وقال ابو عمر ابن عبدالبر روينا عن ما لك بن انس بن سفيان الثوري وسفيان بن عيينة والاوزاعي معمر بن راشد في احاديث الصفات انهم كلهم قالوا امروها كما جاءت. قال ابو عمر ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من نقل من نقل الصفات الثقات. او جاء عن رضي الله عنهم فهو علم يدان به. وما حدث بعدهم ولم يكن له اصل فيما جاء عنهم فهو بدعة وضلالة فهو علم يدان به يعني تتدين به تتقرب به الى الله نعم وقال في شرح الموطأ لما تكلم على حديث النزول قال هذا حديث ثابت من جهة النقل. صحيح الاسناد لا يختلف اهل الحديث في صحته وهو منقول من طرق سوى هذه من اخبار العدول عن النبي صلى الله عليه وسلم. وفيه دليل على ان الله في السماء على العرش من فوق سبع سماوات كما قالت الجماعة وهو من حجتهم على المعتزلة في قولهم ان الله في كل مكان. نعم قال والدليل على صحة قول اهل الحق قول الله وذكر بعض الايات الى ان قال وهذا اشهر واعرف عند العامة والخاصة من ان ان يحتاج الى اكثر من حكايته. لانه اضطرار لم يوقفهم عليه احد ولا انكره عليهم مسلم وقال ابو عمر ابن عبدالبر ايضا اجمع علماء الصحابة والتابعين الذين حمل عنهم التأويل قالوا في تأويل قوله ما يكون من نجوى ثلاثة الا لهو رابعهم هو على العرش وعلمه في كل مكان وما خالفهم في ذلك من يحتج بقوله. اذا من خالفهم في ذلك؟ من لا يحتج بقول كالجهمية واضرابهم نعم وقال ابو عمر ايضا اهل السنة مجمعون على الاقرار بالصفات الواردة كلها في القرآن والسنة والايمان بها وحملها على الحقيقة لا على لا الا انهم لا يكيفون شيئا من ذلك ولا يحدون فيه صفة محصورة ونشخ في كتاب آآ اثبات الحد لله تعالى احد العلماء المعاصرين ما مقصوده به على كل حال كلمة الحد هذه الكلمة من الكلمات المجملة التي جاءت بالفاظ بعض السلف اثباتا وفي الفاظ بعظ السلف نفي فكيف يفهم يفهم على ان من نفى اراد معنى ومن اثبت اراد معنى فقيل لابن المبارك الله فوق عرشه بحد؟ قال نعم بحد فلا يمكن ان ننكر ما ورد عن السلف وهو جاء عن بعض السلف نفيهم للحد فما جاء من النفي فالمقصود ولا يحدون فيه حدا اي لا يكيفوه وما جاء فيه باثبات الحد في العلو معناه ان انه جل وعلا في العلو بحد اي بعلو حقيقي نعم وليس المقصود تكييف. نعم. احسن الله اليكم لا من من وما خالفهم في ذلك من يحتج بقوله يعني اللي يحتج ما نجد احد يحتج بقوله خالف هؤلاء ما نجد احد اذا من الذين خالفهم؟ من لا يحتج بقوله نعم واما اهل البدع الجهمية والمعتزلة كلها والخوارج فكلهم ينكرها ولا يحمل شيئا منها على الحقيقة ويزعم ان من اقر بها مشبه وهم عند من اقر بها نافون للمعبود والحق فيما قاله القائلون بما نطق به كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهم ائمة الجماعة هذا كلام امام اهل المغرب بلا منازعة. ابو عمر ابن عبدالبر رحمه الله نعم وفي عصره الحافظ ابو بكر البيهقي مع توليه للمتكلمين من اصحاب ابي الحسن الاشعري وذبه عنهم. قال في كتاب الاسماء والصفات باب ما جاء في اثبات اليدين صفتين لا من حيث الجارحة لورود خبر الصادق به قال الله تعالى يا ابليس ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي وقال بل يداه مبسوطتان. ابو بكر البيهقي رحمه الله هو كما قال شيخ الاسلام له نصرة لاصحاب ابي الحسن لا سيما شيخه ابن فورك وهو في الجملة على طريقة ابي الحسن الاشعري في طوره الثاني وله ميول حديثية عظيمة لكن مع ذلك له عبارات ليست موافقة للسنة لتأثره ببعض مشايخه هنا قوله باب ما جاء في اثبات اليدين صفتين لا من حيث الجارحة. نفهم ونحسن الظن به ان مراده لا من حيث الجارحة اي لا من حيث تكييف اليدين كصفاتنا لان المعتزلة يسمون اليدين جوارح وهم يقصدون ايدي المخلوقين. فهذا البيهقي رحمه الله اراد ان يرد عليهم فقال لا من حيث الجارح فنسقط كلامه على كلامهم. والا فان الكلمة هذه لم تثبت لا نفيا ولا اثباتا. لذلك القاعدة فيما لم تثبت من الكلمات التفصيل. ان يريد به معنى الحق وان يريد به معنى الباطل رد ولا ونحن لا نشك ان البيهقي رحمه الله انما يريد بهذه العبارة الرد على المعتزلة. الذين زعموا ان اثبات اليدين لازمه الجوارح وهو عين قول الاشاعر المتأخرين قالوا اثبات اليدين يلزم منه اثبات الجارح نعم وذكر الاحاديث الصحاح في هذا الباب مثل قوله في غير حديث في حديث الشفاعة يا ادم وانت ابو البشر خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه ومثل قوله في الحديث المتفق عليه انت موسى اصطفاك الله بكلامه وخط لك الالواح بيده. وفي لفظ وكتب لك التوراة بيده. ومثل ما في ما في صحيح مسلم وغرس كرامة اوليائه في جنة عدن بيده. ومثل قوله صلى الله عليه وسلم تكون الارض يوم القيامة خبزة واحدة يتكفاها الجبار بيده. كما يتكفى احدكم خبزته في السفر نزلا لاهل الجنة وذكر احاديث مثل قوله بيدي بيدي الامر والخير بيديك ووالذي نفس محمد بيده وان الله يبسط يده بالليل يتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل. وقوله المقسطون عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن وكله يدي يمين وقوله يطوي يطوي الله السماوات يوم القيامة ثم يأخذهن بيده اليمنى ثم يقول انا الملك اين الجبارون اين المتكبرون ثم يطوي الاراضين بشماله ثم يقول انا الملك اين الجبارون اين المتكبرون؟ وقوله يمين الله ملأى لا يغيظها نفقة سحاء الليل والنهار. ارأيتم ما انفقوا منذ خلق السماوات والارض فانه لم يغض ما في يمينه وعرشه على الماء وبيده الاخرى القبض يخفض ويرفع. وكل هذه الاحاديث في الصحيح. وذكر ايضا قوله ان الله لما خلق ادم قال له ويده ويده مقبوضتان. اختر ايهما شئت. قال اخترت يمين ربي وكلتا يدي ربي يمين مباركا. وحديث ان الله لما خلق ادم مسح ظهره الى احاديث اخرى ذكرها من هذا النوع. ثم قال البيهقي واما المتقدمون من هذه الامة فانهم لم يفسر ما كتبنا من الايات والاخبار في هذا الباب. وكذلك قال في الاستواء على العرش وسائر الصفات الخبرية. مع انه يحكي قول بعض متأخرين قوله ان السلف لم يفسروا يعني لم يفسروا بتفسيرات المعجهمية لم يفسروا بتفسيرات الجهمية والا مو معناه انهم ما فهموا المعنى لو قال لو كان مراد البيهقي انهم ما فهموا المعنى هل يقول ما فسروا ولا يقول ها ما يمكن يقول ما فسر وانما كان ينبغي ان يقول ما تكلموا بل قالوا لا نفهم معنى لكن لما قال اما المتقدمون من هذه الامة فانهم لم يفسروا علمنا انها تفسر لكن ليس كتفسيرات الجهمية نعم وقال القاضي ابو يعلى القاضي ابو يعلى رحمه الله يعني كان متأثرا ببعض المتكلمين ولكنه في كتاب ابطال التأويلات يعني زاد حتى مر بطور ثالث وهو الزيادة في الاثبات نعم وقال القاضي ابو يعلى في كتاب ابطال التأويل اي ابطال التأويل لا يجوز رد هذه الاخبار ولا التشاغل بتأويلها والواجب حملها على ظاهرها وانها صفات الله لا تشبه بسائر الموصوفين بها من الخلق. ولا نعتقد التشبه فيها لكن على ما روي عن الامام احمد وسائل الائمة. وذكر بعض كلام الزهري ومكحول ومالك والثوري والاوزاعي والليث وحماد بن زيد بن حماد بن سلمة وابن عيينة. والفضيلة ابن عياض ووكيع وعبدالرحمن ابن مهدي واسود ابن سالم واسحاق ابن راهوي. وابي عبيد ومحمد ابن جرير الطبري وغيرهم في هذا الباب وفي حكاية الفاظهم طول. على كل حال هو احسن في الجمع لكنه اساء في جمع كل ما هب ودب حتى وضع الموضوعات والمكذوبات في كتابه هذا حتى اصبح بعض الناس يصدون عن الحق بسبب بعض الاحاديث المرويات الموضوعة والمكذوبة في كتابه هذا نعم الى ان قال ويدل على ابطال التأويل ان الصحابة ومن بعدهم من التابعين حملوها على ظاهرها ولم يتعرضوا لتأويلها ولا صرفها عن ظاهرها. فلو كانت تأويل سائغا لكانوا اليه اسبق لما فيه من ازالة التشبيه ورفع الشبهة. وقال ابو الحسن علي بن اسماعيل الاشعري المتكلم صاحب الطريقة المنسوبة اليه في الكلام في كتابه الذي صنفه في اختلاف المصلين ومقالات الاسلاميين. وهو مطبوع طبعه محققة. نعم وذكر فرق الروافض والخوارج والمرجئة والمعتزلة وغيرهم. الا ثم قال مقالة اهل السنة واصحاب الحديث جملة قول اصحاب الحديث واهل السنة الاقرار بالله وملائكته وكتبه ورسله وبما جاء عن الله وما رواه الثقات عن رسول صلى الله عليه وسلم لا يردون شيئا من ذلك وان الله واحد احد فرد صمد لا اله غيره لم يتخذ صاحبة ولا ولدا وان محمدا عبده ورسوله وان الجنة حق وان النار حق وان الساعة اتية لا ريب فيها. وان الله يبعث من في القبور وان الله على عرشه كما فقال تعالى الرحمن على العرش استوى وان له يدين بلا كيف كما قال تعالى خلقت بيدي وكما قال تعالى بل يداه مبسوطتان وان له عينين بلا كيف كما قال تعالى تجري باعيننا وان له وجها كما قال تعالى ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام. ابو الحسن رحمه الله بكتاب اختلاف المصلين ومقالات الاسلاميين يذكر عقيدة اهل السنة والجماعة وهذا دليل على انه رحمه الله رجع الى عقيدته وان كان في بعض كلام المؤاخذات ذلك لانه رحمه الله عاش دهرا على طريقة المعتزلة ثم زمنا يسيرا على طريقة الكلابية وكتاب مقالات الاسلاميين طبع بتحقيق احد المستشرقين وهولموت ريتر وفيه تعليقات سيئة وانا لا انصح بهذا التحقيق ارجو ان تأخذوا تحقيقا اخر غير تحقيق هذا المستشرق نعم قال رحمه الله وان اسماء الله تعالى لا يقال انها غير الله كما قالت المعتزلة والخوارج. واقروا ان الله واقروا ان لله كما قال تعالى انزله بعلمه. وكما قال تعالى وما تحمل من انثى ولا تضع الا بعلمه. واثبتوا السمع والبصر ولم ينفوا ذلك عن الله كما نفته المعتزلة واثبتوا لله القوة كما قال تعالى اولم يروا ان الله الذي خلقهم هو اشد منهم قوة. وذكر مذهبهم في القدر الى ان قال ويقولون القرآن كلام الله غير مخلوق. والكلام في اللفظ والوقف من قال باللفظ وبالوقف فهو مبتدع عندهم لا يقال اللفظ بالقرآن مخلوق ولا يقال غير مخلوق. نعم يعني لا اللفظية باي طريقة ساروا فهم مذمومون. فمن قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهل ومن قال لفظ بالقرآن غير مخلوق فهو مبتدأ هكذا نقل عن الامام احمد لان الكلام في هذه المسألة محدث فاللفظ مصدر يطلق ويراد به فعل العبد ويطلق ويراد به الملفوظ والملفوظ كلام الله عز وجل فلا يجوز اطلاق هذا القول كذلك الوقف بدعة والمقصود بالوقف ان يقول الانسان القرآن كلام الله ويسكت لا يسعك السكوت بل يجب ان تعتقد ان القرآن كلام الله غير مخلوق وان القرآن من كلام الله وكلام الله صفة من صفاته تبارك وتعالى. اما مسألة ان اهل السنة والجماعة يقولون اسماء الله تعالى لا يقال انها غير الله. كما قالت المعتزلة والخوارج الناس في هذه المسألة انقسموا الى ثلاث طوائف اه طائفتان بدعيتان واهل السنة والجماعة وسط بين غيايتين وظلامتين فالخوارج والمعتزلة قالوا اسماء الله غير الله وبعكسهم هناك جماعة ومنه وينسب هذا الى الاشعرية انهم يقولون اسماء الله اسماء الله هو الله وهذا غلط ايضا الصواب ما جاء في القرآن والسنة ان اسماء الله لله ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وقال صلى الله عليه وسلم ان لله تسعة وتسعين اسما وقال جل وعلا ولله المثل الاعلى فلم يقل وانا المثل الاعلى ولم يقل وغيره هو المثل الاعلى وانما قال ولله المثل الاعلى والصفات العليا لله والاسماء الحسنى لله لا يقال ان الاسماء والصفات هو الله ولا يقال له اسماء وصفات غير الله. الله تبارك وتعالى ازلي باسمائه وصفاته تبارك وتعالى الله جل وعلا له وله صفات نعم ويقرون ان الله يرى بالابصار يوم القيامة كما يرى القمر ليلة البدر يراه المؤمنون لا يراه الكافرون. لانهم عن الله محجوبون قال عز وجل كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون. رزقني الله واياكم والدينا ومشايخنا وتلامذتنا رؤية الباري تبارك وتعالى في غير ظراء مظرة ولا فتنة مظلة نعم. وذكر قولهم في الاسلام والايمان والحوض والشفاعة واشياء الى ان قال ويقرون بان الايمان قول وعمل يزيد وينقص ولا يقولون مخلوق ولا يشهدون على احد من اهل الكبائر بالنار الى ان قال وينكرون الجدل والمراء في الدين والخصومة فيه. والمناظرة فيما يتناظر فيه يا اهل الجدل ويتنازعون فيه من دينهم ويسلمون للروايات الصحيحة ولما جاء بها الاثار ولما جاءت بها الاثار التي جاءت بها الثقات عدلا عن عدل حتى ينتهي ذلك الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. لا يقولون كيف ولا لم؟ لان ذلك بدعة. هؤلاء ينتسبون الى الحسن الاشعري رحمه الله وهو بريء منهم ابو الحسن الاشعري يرى ان ما جاءت به الاثار ورواه الثقات عدلا عن عدل يحتج به ولا شاعر المتأخرين يقولون ان احاديث الاحاد لا يحتج بها في باب الاعتقاد نعم الى ان قال ويقرون ان الله يجيء يوم القيامة كما قال تعالى وجاء ربك والملك صفا صفا. وان الله يقرب من خلقه كيف يشاء كما قال ونحن اقرب اليه من حبل الوريد الى ان قال ويرون مجانبة كل داع الى بدعة. والتشاغل بقراءة القرآن وكتابة الاثار قال قائل ان القمر اقرب الينا من الشمس هل معناها حلول القمر في الارض الله لا يفهمون هذا من قرب مخلوق فكيف يفهمون الحلول من قرب الخالق للمخلوق هذا والله العجب هذا يدل ان القلوب والعقول اذا دخلتها البدعة قالت لا تفهم والله لا تفهم هذا كلام عربي فصيح ونحن اقرب اليه من حبل الوريد ما هو معناه ان الله جل وعلا حل في المخلوق هذا قرب خاص اذا قلنا ان الاية من ايات الصفات مع ان شيخ الاسلام رحمه الله ذكر في عدة مواضع من كتبه ان الاية ليست من ايات الصفات وان المقصود بالقرب هنا نحن بضمير الجمع قرب الملائكة ولكن الاول هو الاشهر نعم الى ان قال ويرون مجانبة كل داع الى بدعة والتشاغل بقراءة القرآن وكتابة الاثار والنظر في الفقه مع الاستكانة والتواضع وحسن الخلق مع بذل المعروف وكف الاذى وترك الغيبة والنميمة والسعاية وتفقد المآكل والمشارب. قال فهذه جملة ما يأمرون به ويستسلمون اليه ويرونه وبكل ما ذكرنا من قولهم نقول واليه نذهب وما توفيقنا الا بالله وهو المستعان. ماذا قال في اخر عقيدة السلفية التي نقلها في كتابه الذي يتحدث عن الفرق قال وبكل ما ذكرنا من قولهم اي من قول اهل السنة. نقول واليه نذهب ها هذا دليل انه رحمه الله رجع الى عقيدة السلف نعم وقال الاشعري ايضا في اختلاف اهل القبلة في العرش قال اهل السنة واصحاب الحديد ليس بجسم ولا يشبه الاشياء وانه استوى على العرش كما قال تعالى الرحمن على العرش استوى ولا نتقدم بين يدي الله ورسوله في القول بل نقول استوى بلا كيف وان له وجها كما قال تعالى ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام وان له يدين كما قال تعالى خلقتك خلقت بيديك وان له عينين كما قال تجري باعيننا وانه يجيء يوم القيامة هو وملائكته كما قال تعالى وجاء ربك كون الملك صفا صفا وانه ينزل الى السماء الدنيا كما جاء في الحديث ولم يقولوا شيئا الا ما وجدوه في الكتاب وجاءت به الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت المعتزلة ان الله استوى على العرش بمعنى استولى وذكر مقالات اخرى. اذا لما نسمع الاشعري يقول ان الله استوى على العرش يعني استولى نسميه معتزلة جهل لان من علامات الجهم والمعتزلة انكارهم العلو نعم وقال ايضا ابو الحسن الاشعري في كتابه الذي سماه الابانة في اصول الديانة وقد ذكر اصحابه انه اخر كتاب صنفه عليه يعتمدون في الذب عنه عند من يطعن عليه فقال اذا الابانة بشهادة اصحاب ابي الحسن الاشعري ها من اواخر ما الفه فمعنى هذا ان اي انسان يأتي ويحتج بكتاب اخر لابي الحسن فهو يحتج بكتاب متقدم. والواجب ان يحتج بالكتاب المتأمل اخر نعم فقال فصل في ابادة قول اهل الحق والسنة فان قال قائل قد انكرتم قول المعتزلة والقدرية والجهمية والحرورية والرافضة والمرجئة فعرفونا قولكم الذي به تقولون وديانتكم التي بها تدينون. قيل له قولنا الذي نقول به وديانتنا التي ندين بها. التمسك بكلام ربنا وسنة نبينا وما روي عن الصحابة والتابعين وائمة الحديث. ونحن بذلك معتصمون وبما كان يقول ابو عبد احمد بن حنبلة نظر الله وجهه ورفع درجته واجزل مثوبته قائلون ولما خالف قوله مخالفون لانه الامام الفاضل والرئيس الكامل الذي ابانا الله به الحق ودفع به الضلالة واوضح به المنهاج وقمع به بدع المبتدعين وزيغز زائرين وشك الشاكين فرحمة الله عليه من امام مقدم وجليل معظم وكبير مفهم وجملة قولنا انا نقر بالله وملائكته وكتبه ورسله وبما جاءوا به من عند الله وبما رواه الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نرد من ذلك شيئا وان الله واحد لا اله الا هو. فرد صمد لم يتخذ صاحبة ولا ولدا وان محمدا عبده ورسوله ارسله بالهدى ودين الحق وان الجنة حق والنار حق وان الساعة اتية. لا ريب فيها وان الله يبعث من في القبور وان الله مستو على عرشه كما قال تعالى الرحمن على العرش استوى وان له وجها كما قال تعالى ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام. وان له يدين بلا كيف كما قال تعالى خلقت بيدي كما قال تعالى بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء وان له عينين بلا كيف. كما قال تجري باعيننا. هذه عقيدة اجماعية نقلها الامام ابو الحسن الاشعري رحمه الله ان الله عز وجل له يدان وله عينان فاين الاشاعرة من هذا؟ ها اذا انكروا هذا الكتاب يلزمهم ان ينكروا ترجمة الامام بالحسن لان كل من ترجم يبي الحسن ذكر هذا الكتاب له من المتقدمين. نعم وان من زعم ان اسماء الله غيره كان ضالا وذكر نحوا مما ذكر في الفرق الى ان قال ونقول ان الاسلام اوسع من الايمان وليس فكل اسلاما ايمانا وندين بان الله يقلب القلوب بين اصبعين من اصابع الله عز وجل. وانه عز وجل يضع السماوات على اسبوع والاراضين على اصبع كما جاءت الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلا اه قلوب العباد بين اصبعيه ولا يلزم من ذلك المخالطة ابدا الله يقول عن السحاب والسحاب المسخر بين السماء والارض الان البينية ثابتة ولا غير ثابتة هل لزم من هذه البينية الممازجة السحابة موجودة لا هي ممازجة بالارض ولا هي ممازجة بالسماء نعم الى ان قال والايمان قول وعمل يزيد وينقص ونسلم الروايات الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم التي رواها الثقات عدلا عن عدل حتى ينتهي الى رسول الله صلى الله عليه وسلم الى ان قال ونصدق بجميع الروايات التي يثبتها اهل النقل من النزول الى السماء الدنيا وان الرب عز يقول هل من سائل؟ هل من مستغفر؟ وسائر ما نقلوه واثبتوه خلافا لما قال اهل الزيغ والتضليل ونعول فيما اختلفنا فيه على كتاب ربنا وسنة نبينا واجماع المسلمين وما كان في معناه. ولا نبتدع في دين الله ما لم يأذن لنا به ولا نقول على الله ما لا نعلم ونقول ان الله يجيء يوم القيامة كما قال تعالى وجاء ربك والملك صفا صفا. وان الله يقرب من عباده كيف يشاء كيف شاء كما قال تعالى ونحن اقرب اليه من حبل الوريد. وكما قال ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين او ادب الى ان قال وسنحتج لما ذكرناه من قولنا وما بقي مما لم نذكره بابا ثم تكلما على ان الله يرى واستدل على ذلك ثم تكلم على ان القرآن غير مخلوق واستدل على ذلك ثم تكلم على من وقف في القرآن وقال لا اقول انه مخلوق ولا غير مخلوق. ورد عليه ثم قال باب في ذكر الاستواء على العرش فقال ان قال قائل ما تقولون في الاستواء؟ قيل له ان الله مستو على عرشه كما قال بل الرحمن على العرش استوى وقد قال الله اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه. وقال بل رفعه الله اليه وقال يدبر الامر من السماء الى الارض ثم يعرج الي. وقال تعالى حكاية عن فرعون يا هامان ابن لي صرحا لعلي ابلغ الاسباب اسباب السماوات هاتف اطلع الى اله موسى واني لاظنه كاذبا. كذب موسى في قوله ان الله فوق السماوات وقال اامنتم من في السماء ان يقصف بكم الارض فالسموات فوقها العرش فلما كان العرش فوق السماوات قال اأمنتم من في السماء لانه مستو على العرش الذي فوق السماوات فكل ما علا فهو سماء. فالعرش اعلى السماوات وليس اذا قال اامنتم من في السماء يعني جميع السماء وانما اراد العرش الذي هو اعلى السماوات الا ترى ان الله عز وجل ذكر السماوات فقال وجعل القمر فيهن نورا فلم يرد ان القمر يملؤهن وانه فيهن جميعا. مراده ان الالف في كلمة السماء ان هذه الالف للعهد امنتم من في السماء اما ان يقال المقصود في السماء اي سماء العرش او يكون المقصود في السماء بمعنى العلو امن تما في العلو نعم ورأينا المسلمين جميعا يرفعون ايديهم اذا دعوا نحو السماء لان الله على العرش الذي فوق السماوات فلولا ان الله على العرش لم يرفعوا ايديهم نحو العرش كما لا يحطونها اذا دعوا الى الارض ثم قال فصل وقت قال قائلون من المعتزلة والجهمية والحرورية. ان معنى قوله تعالى الرحمن على العرش استوى انه استولى وقهر جاب التأويلات الثلاث للجهمية دوا يعني استولى وملك وقهر جابها كلها هذه من التفسيرات الجهمية نعم وان الله عز وجل في كل مكان وجحدوا ان يكون الله على عرشه كما قال اهل الحق وذهبوا في الاستواء الى القدرة. فلو كان كما ذكروه كان لا فرق بين العرش والارض السابعة. لان الله قادر على كل شيء. والارض فالله قادر عليها وعلى الحشوش. وعلى كل ما في السماء ما في العالم فلو كان مستويا على العرش بمعنى الاستيلاء وهو عز وجل مستول على الاشياء كلها لكان مستويا على العرش على الارض وعلى السماء وعلى الحشوش والاقذار. لانه قادر على الاشياء مستول عليها. واذا كان قادرا على الاشياء كلها لم يجز عند احد من المسلمين ان يقول ان الله مستو على الحشوش والاخلية لم يجز ان يكون الاستواء على العرش بمعنى الاستيلاء الذي هو عام في الاشياء كلها. ووجب ان يكون معنى الاستواء يخص العرش دون الاشياء كلها. وذكر دلالات من القرآن والاجماع والعقل. مراده ما ذكره الداني رحمه الله في ردي على بشر ان الاستواء فعل خاص واما تفسير الاستواء بالاستيلاء يجعله عاما. وهذا ليس المراد. المراد الخصوص وليس المراد العموم. نعم ثم قال باب الكلام في الوجه والعينين والبصر واليدين. وذكر الايات في ذلك ورد على المتأولين بكلام طويل لا يتسع هذا الموضع لحكاية مثل قوله فان سئلنا اتقولون لله يدان قيل نقول ذلك وقد دل عليه قوله تعالى يد الله فوق ايديهم وقوله تعالى لما خلقت بيدي وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان الله مسح ظهر ادم بيده فاستخرج منه ذريته. وقد جاء في الخبر المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الله خلق ادم بيده وخلق جنة عدن بيده وكتب التوراة بيده وغرس وغرس شجرة بيده وليس يجوز في لسان العرب ولا في عادة اهل الخطاب ان يقول ان يقول القائل علمت كذا بيده عملت كذا بيده ويريد به النعمة واذا كان الله انما خاطب العرب بلغتها وما يجري مفهوما من كلامها ومعقولا في خطابها وكان لا يجوز في خطاب اهل اللسان ان يقول القائل فعلت بيدي ويعني به النعمة بطل ان يكون معنى قوله تعالى بيديه النعمة وذكر كلاما طويلا في تقرير هذا ونحوه وقال القاضي ابو بكر محمد بن الطيب الباقلاني المتكلم وهو افضل المتكلمين المنتسبين الى الاشعري ليس فيهم مثله لا قبله الا بعده قال في كتاب الابانة تصنيفه هل الباقلاني رحمه الله هو على طريقة الاشعري في طوره الثاني بطوره الكلابي وعامة الاشاعرين يجلون الباقلان نعم فان قال فما الدليل على ان لله وجها ويدا؟ قيل له قوله تعالى ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام وقوله تعالى ما منعك ان تسجد لما اقطم يديه فاثبت لنفسه وجها ويدا. فان قال فما انكرتم ان يكون وجهه ويده جارحة اذ كنتم لا تعقلون وجها ويدا الا جارحة قلنا لا يجب هذا كما لا يجب اذا لم نعقل حيا عالما قادرا الا جسما ان نقضي نحن وانتم بذلك على الله سبحانه هذه شبهة المعتزلة انهم يقولون اذا قلنا يد لا نعقل الا يدا مشاهدة فرد عليهم الباقلاني اذا هو يثبت اليد لله عز على خلاف الاشاعرة المتأخرين ويقول لهم لا يلزم انا اذا اثبتنا لله اليد ان نثبت اليد على المشاهدات. كما نثبت ان له العلم والقدرة والحياء وليس علمه كعلم المخلوق ولا حياته كحياتهم. ولا قدرته كقدرتهم. نعم وكما لا يجب في كل شيء كان قائما بذاته ان يكون جوهرا لانا لا نجد قائما بنفسه في شاهدنا الا كذلك وكذلك الجواب لهم ان قالوا فيجب ان يكون علمه وحياته وكلامه وسمعه وبصره وسائر صفاته عرضا واعتلوا بالوجود قال فان قال تقولون انه في كل مكان. قيل له ما عاذ الله بل هو مستو على العرش كما اخبر في كتابه. فقال الرحمن على العرش استوى وقال وتعالى اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه. قال اأمنتم من في السماء ان يخسف بكم الارض فاذا هي تمور. قال ولو كان في كل مكان كان لكان في بطن الانسان وفمه والحشوش والمواضع التي يرغب عن ذكرها. ولوجب ان يزيد بزيادة الامكنة اذا خلق منها ما لم يكن وينقص بنقصانها اذا بطل منها ما كان ولصح ان يرغب اليه الى نحو الارض والى خلفنا والى يميننا الى شمالنا وهذا قد اجمع المسلمون على خلافه وتخطئة قائله وقال ايضا في هذا الكتاب صفاته صفات ذاته التي لم يزل ولا يزال موصوفا بها وهي الحياة والعلم والقدرة والسمع البصر والكلام والارادة والبقاء والوجه والعينان واليدان والغضب والرضا. وقال في كتاب التمهيد كلاما اكثر من هذا وكلامه كلام غيره من المتكلمين في هذا الباب مثل هذا كثير لمن يطلبه. وان كنا مستغنيين بالكتاب والسنة واثار السلف عن كل وملاك الامر ان يهب الله للعبد حكمة وايمانا. بحيث يكون له عقل ودين حتى يفهم ويدين ثم نور كتاب والسنة يغنيه عن كل شيء ولكن كثير من الناس قد صار منتسبا الى بعض طوائف المتكلمين ومحسنا للظن بهم دون غيرهم ومتوهما انهم حققوا في هذا الباب ما لم يحققه غيرهم. فلو اوتي بكل اية ما تبعها حتى يؤتى بشيء من كلامهم نسأل الله جل وعلا ان يرزقنا واياكم العقل والدين والفهم ونور الكتاب والسنة نقف على هذا نكمل بعد الصلاة ان شاء الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه وبعد قد ذكر شيخ الاسلام رحمه الله ان من رزقه الله حكمة وايمانا فان الله عز وجل اذا رزق العبد الحكمة والايمان ونور الله سبحانه وتعالى بصيرته بالكتاب والسنة اهتدى اما من ابتعد عن الكتاب والسنة فان عقله لا ينفع وفي الكتاب والسنة غنية عن كلام الناس وانما ذكر شيخ الاسلام ما ذكر من كلام الناس لا سيما الائمة المعروفين من اهل السنة وغير اهل السنة حتى يقر الكلام في القلب ويصبح له قرار لان الانسان ربما يفهم الشيء ولا يستقر في قلبه حتى يرى المقتدين الذين يكونون المقتدين الذين يكونون قبله والمقتدى بهم فيسير على دربهم فنكمل ما قد ذكره رحمه الله. نعم بسم الله الرحمن الرحيم. قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى. ثم هم مع هذا مخالفون لاسلافهم غير متبعين لهم فلو انهم اخذوا بالهدى الذي يجدونه في كلام اسلافهم لروجي لهم مع الصدق في طلب الحق ان يزدادوا هدى. ومن كان لا يقبل الحق الا من طائفة معينة ثم لا يستمسك بما جاءت به من الحق ففيه شبه من اليهود الذين قال الله فيهم. واذا قيل لهم امنوا بما انزل الله قالوا نؤمن بما انزل بما انزل علينا ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقا لما معهم. قل فلما تقتلون انبياء الله من قبل ان كنتم مؤمنين. يعني من لا يقبل الحق الا من طائفة معينة ثم لا يستمسك بما جاءت به من الحق فشبه اليهود من وجهين. الوجه الاول انهم قالوا لا نقبل الحق الا من طائفتنا والوجه الثاني انهم لا يأخذون بالحق الذي جاءت به طائفتهم الا ما وافق اهواءهم فجمعوا بين شيئين شينين نعم فان اليهود قالوا لا نؤمن الا بما انزل الله علينا. قال الله لهم فلما قتلتم الانبياء من قبل ان كنتم مؤمنين بما انزل عليكم يقول سبحانه لا ما جاءتكم به انبيائكم تتبعون ولا لما جاءتكم به سائر الانبياء تتبعون. ولكن انما تتبعون اهواءكم فهذا حال من لم يتبع الحق لا من طائفته ولا من غيرهم مع كونه يتعصب لطائفة دون طائفة بلا برهان من الله ولا بيان. يعني مجرد الانتساب باي شيء يتعصب للانتساب نعم. وكذلك قال ابو المعالي الجويني في كتاب الرسالة النظامية اختلفت ابو المعاني الجويني هو من اشهر العلماء الملقب بامام الحرمين هو من اشهر العلماء المتكلمين. ممن قرب مذهب الاشاعرة الى مذهب الجهمية ومع ذلك رحمه الله في هذه الرسالة النظامية يفهم من كلامه الرجوع الى الطريقة السلفية فنسمع الى كلامه نعم قال اختلفت مسالك العلماء في هذه الظواهر فرأى بعضهم تأويلها والتزم ذلك في اي الكتاب وما يصح من السنن وذهب ائمة السلف الى الانكفاف عن التأويل واجراء الظواهر على مواردها وتفويض معانيها الى الرب المقصود اجراء الظواهري على مواردها اي على ما ورد مرادا بها المعنى وتفويض معانيها الى الرب ان كان مقصوده تفويض معانيها الى الرب يعني المعنى المطلق فهذا ليس بصحيح هذا خطأ على مذهب السلف واذا كان مقصوده تفويض معانيه اي معاني الكيف فهذا صحيح نعم قال والذي نرتضيه رأيا وندين الله به عقدا اتباع سلف الامة والدليل السمعي القاطع في ذلك ان اجماع الامة حجة متبعة وهو مستند معظم الشريعة وقد درج صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ترك التعرض لمعانيها ودرك ما فيها. ترك التعرض لمعانيها يعني على الكيف لمعانيه على الكيف لا المعنى المطلق نعم وهم صفوة الاسلام والمستقلون باعباء الشريعة وكانوا لا يألون جهدا في ضبط قواعد الملة والتواصي بحفظها وتعليم الناس ما يحتاجون اليه منها فلو كان تأويل هذه الظواهر مسوغا او محتوما لاوشك ان يكون اهتمامهم بها فوق اهتمامهم بفروع الشريعة واذا انصرم عصرهم وعصر التابعين على الاضراب عن التأويل كانت كان ذلك هو الوجه المتبع. فحق على ذي الدين ان يعتقد تنزيه الله عن صفات المحدثين. ولا يخوض في تأويل المشكلات ويجل معناه الى الرب. فليجري اية والمجيء وقوله لما خلقت بيدي ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام وقوله تجري باعيننا وما صح من اخبار الرسول صلى الله عليه وسلم كخبر النزول وغيره على ما ذكرنا. هذا يؤكد انه لم يرد من كلمة تفويض المعنى لان المعنى مفهوم كل عربي يدرك ما معنى اليد المضاف الى الله؟ ما معنى الوجه؟ المضاف الى الله؟ ما معنى العين المضاف الى الله؟ ما معنى النزول الذي هو فعل الرب تبارك وتعالى لوجه المصلي انه مستقر في الحائط الذي يصلي اليه وان الله معناه ظاهره ان الله معنا نعم. وان الله معنا ظاهره انه الى جانبنا ونحو ذلك فلا شك ان هذا غير مراد. ومن قال ان مذهب السلف ان هذا وانما المقصود كيفية المعنى. نعم قلت وليعلم السائل ان الغرض من هذا الجواب ذكر الفاظ بعض الائمة الذين نقلوا مذهب السلف في هذا الباب. وليس كل من ذكرنا شيئا من قوله من المتكلمين وغيرهم يقول بجميع ما نقوله في هذا وغيره. ولكن الحق يقبل من كل من تكلم به كان معاذ بن جبل يقول في كلامه المشهور عنه الذي رواه ابو داوود في سننه. يقبل الحق من كل من جاء به وان كان كافرا او قال فاجرا واحذروا زيغة الحكيم. قالوا كيف نعلم ان الكافر يقول الحق؟ قال ان على الحق نورا. او كلاما هذا اه فاما تقرير ذلك بالدليل واماطة ما يعرض من الشبه وتحقيق الامر على وجه يخلص الى القلب ما يبرد به من يقيني ويقف على مواقف اراء العباد في هذه المهامه فما تتسع له هذه الفتوى وقد كتبت شيئا من ذلك قبل هذا وخاطبت ببعض ذلك بعض من يجالسنا وربما اكتب ان شاء الله في ذلك ما يحصل المقصود به وجماع الامر في ذلك ان الكتاب والسنة يحصل منهما كمال الهدى والنور لمن تدبر كتاب الله وسنة نبيه وقصد اتباع الحق طبعا تخريف الكلم عن مواضعه والالحاد في اسماء الله واياته ولا يحسب والحاسب ان شيئا من ذلك يناقض بعضه بعضا البتة. مثل ان يقول القائل ما في الكتاب والسنة من ان ان الله فوق العرش يخالف في الظاهر قوله تعالى وهو معكم اينما كنتم وقوله وقوله تعالى اذا قام احدكم الى الصلاة فان الله قبل وجهه ونحو هذا فان هذا غلط. نعم يجب على الانسان يعتقد انه لا يمكن هناك تعارض بين القرآن والقرآن ولا بين السنة والسنة ولا بين القرآن والسنة لان هذا التعارض معناه التضاد وهذا غير موجود في كتاب الله عز وجل نعم وذلك ان الله معنا حقيقة قوله صلى الله عليه وسلم قوله صلى الله عليه وسلم نعم وقوله صلى نعم وذلك ان الله معنا حقيقة وهو فوق العرش حقيقة كما جمع الله بينهما في قوله تعالى هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الارض ما وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها. وهو معكم اينما كنتم والله بما تعملون بصير. فاخبر انه فوق العرش يعلم كل شيء وهو معنا اينما كنا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الاوعان وهو في العلو وهو سبحانه محيط بالمخلوقات فلابد الانسان ان يدرك انه ليس هناك تناف بين العلو وبين المعية فالعلو ثابت على الحقيقة والمعية على الحقيقة ومقتضى العلو غير مقتضى المعية مقتضى العلو العظمة والجلال التمايز عن المخلوقات ومقتضى المعية العامة الاحاطة والعلم والقدرة والخاصة زيادة على ذلك النصرة والتأييد. نعم وذلك ان كلمة مع في اللغة اذا اطلقت فليس في ظاهرها في اللغة الا المقارنة المطلقة من غير وجوب مماسة او محاذاة عن يمين وشمال فاذا قيدت بمعنى من المعاني دلت على المقارنة في ذلك المعنى. يعني المقصود ان كلمة مع لا تفيد الا مطلق المقارنة فكيف نفهم نوع المقارنة لا يفهم نوع المقارنة من كلمة ماع وانما يفهم نوع المقارنة مما قارن الكلمة من السياق او السباق او اللحاق نعم فانه يقال ما زلنا نسير والقمر معنا او النجم معنا ويقال هذا المتاع معي لمجامعته لك وان كان فوق رأسك فالله مع خلقه حقيقة وهو فوق عرشه حقيقة ثم هذه المعية تختلف احكامها بحسب الموارد. فلما قال يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم اينما كنتم دل ظاهر الخطاب على ان حكم هذه المعية ومقتضاها انه مطلع عليكم شهيد عليكم ومهيمن معالم بكم وهذا معنى قول السلف انه معهم بعلمه وهذا ظاهر الخطاب وحقيقته. اذا مقتضى المعية مختلف عن مقتضى العلو مقتضى المعية الاطلاع والشهادة والهيمنة والعلم نعم وكذلك في قوله ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم الى قوله هو هو معهم اينما كانوا ولما قال النبي صلى الله عليه وسلم لصاحبه في الغار لا تحزن ان الله معنا. كان هذا ايضا حقا على ظاهره ودلت الحال على ان ما المعية هنا مع الاطلاع النصر والتأييد. هذا يعني ان المعية العامة غير المعية الخاصة المعية العامة الاحاطة والعلم والقدرة والهيمنة والعظمة واما المعية الخاصة فاضافة الى المعاني العامة تزداد معنى النصر والتأييد نعم. وكذلك قوله ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون. وكذلك قوله لموسى وهارون انني معكما اسمع وارى. هنا المعية على ظاهرها وحكمها في هذا الموطن النصر والتأييد وقد يدخل على صبي من يخيفه فيبكي فيشرف عليه فيشرف عليه ابوه من فوق السقف ويقول لا تخف انا معك او انا حاضر ونحوها ونحو ذلك ينبه على المعية الموجبة بحكم الحال دفع المكروه ففرق بين معنى المعية وبين مقتضاها وربما صار مقتضاها من معناها فتختلف باختلاف المواضع فلفظ المعية قد استعمل في الكتاب والسنة في مواضع يقتضي في كل موضع امورا لا يقتضيها في الموضع الاخر فاما ان تختلف دلالتها بحسب المواضع او تدل على قدر مشترك بين جميع مواردها. وان امتاز كل موضع بخاصية فعل التقدير ليس مقتضاها ان تكون ذات الرب مختلطة بالخلق حتى يقال قد صرفت عن ظاهرها. بل ان السلف لا يصرفون شيئا عن ظاهرها بل انهم لا يأولون اية ولا حديثا يقولون بما جاء في الكتاب والسنة على ظاهر ما ورد لكن المقصود بالظاهر الظاهر اللائق كما سيأتي ان شاء الله في التعليق على التدبرية نعم ونظيرها من بعض الوجوه الربوبية والعبودية فانها وان اشتركت في اصل الربوبية والتعبيد فلما قال برب العالمين رب موسى وهارون كانت ربوبية موسى وهارون لها اختصاص زائد على الربوبية العامة للخلق. فان من اعطاه الله من الكمال اكثر مما ما اعطى غيره فقد ربه ورباه وربوبيته وتربيته اكمل من غيره. لا شك ان ربوبية الله للعالمين ربوبية عامة وربوبيته جل وعلا لبعض خلقه فيها زيادة معنى هذه لابد ان نعرفها هذاك مثل المعية تماما المعية العامة مقتضاها مختلفة عن المعية الخاصة نعم وكذلك قوله عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا وسبحان الذي اسرى بعبده ليلا فان العبد تارة يعنى به المعبد فيعم الخلق كما في قوله ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا يعنى به العباد فيخص ثم يختلفون يعنى به العباد اه نعم وتارة يعني به العباد فيخص سوف يخص ثم يختلفون فمن كان اعبد علما وحالا كانت عبوديته اكمل. فكانت الاضافة في حقه اكمل مع انها الحديث حق على ظاهره وهو سبحانه فوق العرش وهو قبل وجه المصلي. بل هذا الوصف يثبت للمخلوقات. فان الانسان لو انه او يناجي السماء ويناجي الشمس والقمر لكانت السماء والشمس والقمر فوقه. وكانت ايضا قبل وجهه حقيقة في جميع المواضع ومثل هذه الالفاظ يسميها بعض الناس مشككة لتشكيك المستمع فيها هل هي من قبل من هل هي من قبل الاسماء المتواطئة او من قبل المشتركة في اللفظ فقط. والمحققون يعلمون انها ليست خارجة عن جنس المواطأة. اذ واضع اللغة انما وضع وبايزاء القدر المشترك وان كانت نوعا مختصا من المتواطئة فلا بأس بتخصيصها بلفظ. قد سبق ان ذكرنا انواع الالفاظ فالالفاظ اما ان تكون متباينة في السماء والارض او تكون مترادفة مثل آآ اسماء الله عز وجل في دلالته على ذات الله مترادفة ومثل ما يقال محمد واحمد والحاشر والعاقب هذه اسماء هي بهدرته على النبي صلى الله عليه وسلم مترادفة والقرآن والكتاب والتبيان في اسمائه اهل القرآن في دلالته على القرآن المترادفة فهذا نوع من الانواع الاسماء في اللغة العربية والنوع الثالث المشتركة اللفظ المشترك هو اللفظ الذي له لفظ واحد ويختلف باختلاف العبارات فتقول عين الماء غير عيني عين المسألة اصلها وتقول قتلنا عينا يعني جاسوسا الكلمة واحدة عين وعين وعين لكن اختلفت المعنى بحسب السياق واللحاق فهذا لفظ مشترك. الرابع المتواطئ وهو اللفظ الذي معناه عند الاطلاق لا يختلف مثل النور والظلمة لكن اذا اضيف فالمعنى المطلق موجود وبعد الاظافة يزداد مع او على المعنى المطلق خصائص المضاف اليه فانت تقول النور النور معروف عكس الظلمة فاذا قيل لك نور الشمعة فلا زال المعنى المطلق موجود واكتسب خصائص الشمعة لانها اظيفت اليه تقول نور النجم نور الشمس نور وجهك نور القرآن نور البصيرة نور الملك نور الله فالمعنى المطلق موجود ولكن عند الاظافة تكتسب خصائص المضاف اليه. نعم احتمال النقيض وتردد المؤمن في ذلك هو بحسب ما يؤتاه من العلم والايمان. ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور جعل جعل الله لي ولكم نورا نعم ومن علم ان المعية تضاف الى كل نوع من انواع المخلوقات كاضافة الربوبية مثلا وان الاستواء على الشيء ليس الا ليس الا للعرش وان الله يوصف بالعلو والفوقية الحقيقية ولا يوصف ولا يوصف بالسفول ولا بالتحتية قط لا حقيقة ولا مجازا من علم ان القرآن على ما هو عليه من غير تحريف. لان بعض اهل البدع يقول في تناقض لازم نأول نقول هذا التناقض في بوخوخكم بعقولكم وليس في واقع الامر. نعم ثم من توهم ان كون الله في السماء بمعنى ان السماء تحيط به وتحويه فهو كاذب. ان نقله عن غيره وضال ان اعتقده في ربه وما كان احدا يفهمه من اللفظ ولا رأينا احدا نقله عن احد. ولو سئل سائر المسلمين هل تفهمون من قوله من قول الله تعالى ورسوله ان الله في السماء ان السماء تحويه لبادر كل احد منهم الى ان يقول هذا شيء لعله لم يخطر ببالنا ولا ببال احد ولو كان طفلا الاطفال لما تقول لهم وهم على فطرتي اين الله يقولون في السماء؟ لا يخطر ببالهم ان السماء تحيط به ابدا والله الذي لا اله الا هو ان هذا لا يخطر ببالي لا يفهمون من كلمة الكلمة الفطرية الموجودة في قلوبهم الله في السماء الا انه في العلو جل وعلا نعم واذا كان الامر هكذا فمن التكلف ان ان يجعل ظاهر اللفظ شيئا محالا لا يفهمه الناس منه ثم يريد ان يتأوله بل عند المسلمين ان الله في السماء وهو على العرش واحد. نعم المعنى واحد عند المسلمين الله في السماء مثل الله على العرش لا اختلاف عندهم. لان الذي قال امنتم من في السماء هو الله والذي قال الرحمن على العرش استوى هو الله. اذا المعنى واحد نعم اذ السماء انما يراد به العلو فالمعنى ان الله في العلو لا في السفل. وقد علم المسلمون ان كرسيه سبحانه وسع السماوات والارض وان الكرسي في العرش كحلقة ملقاة بارض فلا فلاة وان العرش خلق من مخلوقات الله لا نسبة له الى قدرة الله فكيف يتوهم او يتوهم بعد هذا ان خلقا يحصره ويحويه وقد قال سبحانه ولاصلبنكم في جذوع النخل وقال قال تعالى فسيروا في الارض بمعنى علا ونحو ذلك. وهو كلام عربي حقيقة لا مجازا وهذا يعلمه من عرف حقائق معاني الحروف انها متواطئة في الغالب لا مشتركة. لا مشتركة. لا مشتركة. احسن الله اليك وكذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم اذا قام احدكم الى الصلاة فان الله قبل وجهه فلا يبص قبل وجهه وقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم المثل بذلك ولله المثل الاعلى ولكن المقصود بالتمثيل بيان جواز هذا وامكانه لا تشبيه بها الخالق بالمخلوق. هذه قاعدة مهمة ان النبي صلى الله عليه وسلم لما ضرب المثل انما كان مقصوده ومراده صلى الله عليه وسلم بيان جواز ووقوع هذا الامر. لا تشبيه الخالق بالمخلوق جعل الله عن ما يظنه الظانون والنبي صلى الله عليه وسلم فوق وهم المتوهمين من ان يشبه ربه او ان يقصد التشبيه حاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك نعم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما منكم من احد الا سيرى ربه مخليا به فقال له ابو رزين العقيلي كيف يا رسول الله وهو واحد ونحن جميعا؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم سانبئك مثل ذلك في الاء الله هذا القمر كلكم يراه مخليا به وهو اية من ايات الله فالله اكبر. او كما قال النبي صلى الله عليه وسلم الله اكبر. وقال انكم سترون ربكم كما ترون الشمس والقمر. فشبه الرؤية بالرؤيا وان لم يكن المرئي مشابها للمرئي. فالمؤمنون رأوا ربهم يوم القيامة وناجوه كل يراه فوقه قبل وجهه كما يرى الشمس والقمر ولا منافاة اصلا ومن كان له نصيب من المعرفة بالله والرسوخ في العلم بالله يكون اقراره بالكتاب والسنة على ما هما عليه اوكد واعلم ان من المتأخرين من يقول مذهب السلف اقرارها على ما جاءت به. مع اعتقاد ان ظاهرها غير مراد. وهذا لفظ مجمل فان قوله ظاهرها غير مراد يحتمل انه اراد بالظاهر نعوت المخلوقين وصفات المحدثين. مثل ان يراد بكون الله قبل غير مراد فقد اصاب في المعنى لكن اخطأ في اطلاق القول بان هذا هو ظاهر الايات والاحاديث. فان هذا المحال ليس هو الاظهر على ما قد بيناه في غير هذا الموضع. بل لا يمكن ان تكون اية او حديث يدل على معنى محال ابدا باي حق فمن ظن من اية انها تدل على معنى محال او من ظن من حديث انه يدل على معنى محال فهذا ما قدر كلام الله ولا كلام رسوله صلى الله عليه وسلم نعم بل الواجب ان الانسان يتهم عقله يتهم ذهنه ويقول انت اللي ما فهمت انت الذي عقلك قصر نعم اللهم الا ان يكون هذا المعنى الممتنع صار يظهر لبعض الناس فيكون القائل لذلك مصيبا بهذا الاعتبار معذورا في هذا الاطلاق فان الظهور والبطون قد يختلف باختلاف احوال الناس وهو من الامور النسبية وكان احسن وكان احسن من هذا الاطلاق ان يبين لمن اعتقد ان هذا هو الظاهر ان هذا ليس هو الظاهر حتى يكون اعطى كلام الله وكلام رسوله حقه لفظا ومعنى وان كان الناقل عن السلف اراد بقوله الظاهر غير مراد عندهم ان المعاني التي ظهرت من هذه الايات والاحاديث مما يليق بجلال الله وعظمته لا يختص بصفة المخلوقين بل هي واجبة لله او جائزة عليه جوازا ذهنيا او جوازا خارجيا غير مراد فقد اخطأ فيما نقله عن السلف او تعمد الكذب. فما يمكن احد قط ان ينقل عن واحد من السلف ما يدل لا نصا ولا ظاهرا انهم كانوا يعتقدون ان الله ليس فوق العرش. ولا ان الله ليس له سمع وبصر ويد حقيقة. وقد رأيت هذا معنى ينتحده بعض من يحكيه عن السلف ويقول ان طريقة اهل التأويل هي في الحقيقة طريقة السلف. بمعنى ان الفريقين اتفقوا على ان هذه الايات والاحاديث لم تدل على صفات الله سبحانه. ولكن السلف امسكوا عن تأويلها والمتأخرون رأوا المصلحة ويلها لمسيس الحاجة الى ذلك. ويقول الفرق ان هؤلاء يعينون المراد بالتأويل واولئك لا يعينون لجواز ان يراد غيره وهذا القول على الاطلاق كذب صريح على السلف. اما في كثير من الصفات فقطعا مثل ان الله فوق العرش فان من تأمل كلام السلف المنقولة عنهم الذي لم يحكى هنا عشره علم بالاضطرار ان القوم كانوا مصرحين بان الله فوق العرش حقير وانهم ما اعتقدوا خلاف هذا قط وكثير منهم قد صرح في كثير من الصفات بمثل ذلك والله يعلم اني بعد البحث التام ومطالعة ما امكن من كلام السلف ما رأيت كلام احد منهم يدل لا نصا ولا ظاهرا ولا بالقراءة على نفي الصفات الخبرية في نفس الامر. بل الذي رأيته ان كثيرا من كلامهم يدل اما نصا واما ظاهرا على تقرير هذه الصفات ولا انقل عن كل واحد منهم اثبات كل صفة بل الذي رأيته انهم يثبتون جنسها في الجملة وما رأيت احدا منهم نفاها وانما ينفون التشبيه وينكرون على المشبهة الذين يشبهون الله بخلقه مع انكارهم على من نفى الصفات وكانوا اذا رأوا الرجل قد اغرق فيه او قد اغرق في نفي التشبيه من غير اثبات الصفات قالوا جهميا معطل وهذا كثير جدا في كلامهم فان الجهمية والمعتزلة الى اليوم يسمون من اثبت شيئا من الصفات مشبها كذبا منهم وافتراء حتى فان منهم من غلا ورم الانبياء صلوات الله وسلامه عليهم بذلك. حتى قال ثمامة ابن اشرس من رؤوس الجهمية ثلاثة من انبياء مشبهة. موسى حيث قال ان هي الا فتنتك. وعيسى حيث قال تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك. ومحمد حيث قال ينزل ربنا تعالى الله عن ذلك كيف يكون رسله الذين اصطفاهم واختارهم مشبها هذا دليل على ظلالة هؤلاء القوم. نعم وحتى ان جل المعتزلة تدخل عامة الائمة مثل ما لك واصحابه والثوري واصحابه والاوزاعي واصحابه والشافعي واصحابه واحمد واصحابه واسحاق ابن راهويت وابي عبيد وغيرهم في قسم المشبهة. اذا ادخلوا عامة الائمة في قسم المشبهة من بقي لنا لنقتدي بهم هذا وحده كاف في سقوط القوم عن الاعين فضلا عن العلم نعم وقد صنف ابو اسحاق ابو اسحاق ابراهيم ابن عثمان ابن ابن درباس الشافعي جزءا اسماه تنزيه الشريعة عن الالقاب الشنيعة وذكر في كلام السلف وغيرهم من معاني هذه الالقاب وذكر ان اهل البدع كل صنف منهم يرقب اهل السنة بلقب افتراه. يزعم وانه صحيح على رأيه الفاسد كما ان المشركين كانوا يلقبون النبي صلى الله عليه وسلم بالقاب افتروها. هذا الكتاب طبع اخيرا نعم تنزيه الشريعة عن الالقاب الشنيعة ما في بأس. نعم نعم فالروافض تسميهم نواصب والقدرية يسمونهم مجبرة والمرجئة يسمونهم شكاكا والجهمية تسميهم مشبها واهل الكلام يسمونهم حشوية ونواة بتغثاء وغثرا الى امثال ذلك كما كانت قريش تسمي النبي صلى الله عليه وسلم تارة مجنونا وتارة شاعرا وتارة كاهنا وتارة مفتريا قالوا هذا علامة الارث الصحيح والمتابعة التامة فانه سموا شيخ الاسلام سموه متشدد ما عرفوا لفظة يجيبونها له الا كلمة متشدد الله المستعان. نعم فان السنة هي ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتقادا واقتصادا وقولا وعملا فكما ان المنحرفين عنه يسمونه باسماء مذمومة انه مكذوبة وان اعتقدوا صدقها بناء على عقيدتهم الفاسدة فكذلك التابعون له على بصيرة. الذين هم اولى الناس به في والممات باطلة باطنا وظاهرا اما الذين وافقوه ببواطنهم وعجزوا عن اقامة الظواهري والذين وافقوه بظواهرهم وعجزوا عن تحقيق البواطن او الذين وافقوه ظاهرا وباطنا بحسب الامكان لابد للمنحرفين عن سنته ان يعتقدوا فيها نقصا. يذمونهم به ويسمونهم باسماء مكذوبة. وان اعتقدوا صدقها كقول من لم يبغض ابا بكر وعمر فقد ابغض عليا لانه لا ولاية لعلي الا بالبراءة منهما. ثم يجعل من احب ابا بكر وعمر ناصبيا بناء على هذه الملازمة الباطلة التي اعتقدوها صحيحة او عاندوا فيها وهو الغالب وكقول القدري من اعتقد ان الله اراد الكائنات وخلق افعال العباد فقد سلب العباد القدرة والاختيار وجعلهم مجبورين كالجمال التي لا ارادة لها ولا قدرة وكقول الجهمي من قال ان الله فوق العرش فقد زعم انه محصور وانه جسم مركب وانه مشابه لخلقه وكقول الجهمية والمعتزلة من قال ان ان لله علما وقدرة فقد زعم انه جسم مركب وهو مشبه بان هذه الصفات اعراض والعرض لا يقوم الا بجوهر متحيز. وكل متحيز فجسم مركب او جوهر فرد. ومن قال ذلك فهو مشبه لان الاجسام ومتماثلة. ومن حكى عن الناس المقالات وسماهم بهذه الاسماء المكذوبة بناء على عقيدتهم التي هم مخالفون لها مخالفون له فيها فهو فهو وربه. الله يحاسبه. نعم. فهو وربه والله من ورائه بالمرصاد ولا يحيق المكر السيء الا باهله. وجماع يقول فلان يسميه كذا وكذا خليه يسمي يأتي يوم الحساب الله جل وعلا يحاسب الخلائق الناس يقولون ما يقولون فيك انت ستدفن بمفردك وهو سيدفن وعند الله تجتمع الخصوم ما تخاف قال ليهم يقولوا الذي يريدون. نعم وجماع الامر ان الاقسام الممكنة في ايات الصفات واحاديثها ستة اقسام كل قسم عليه طائفة من اهل القبلة. قسمان يقولان تجرى على ظواهر وقسمان يقولان هي على خلاف ظاهرها وقسمان يسكتون. فاما الاولان فقسمان احدهما من يجريها على ظاهرها فيجعل ظاهرها من جنس صفات المخلوقين فهؤلاء فهؤلاء مشبهة ومذهبهم باطل انكره السلف واليه توجه الرد بالحق والثاني من يجريها على ظاهرها اللائق بجلال الله كما يجري ظاهر اسم ظاهر اسم العليم والقدير والرب والاله والموجود والذات ونحو ذلك على ظاهرها اللائق بجلال الله فان ظواهر هذه الصفات في حق المخلوقين اما جوهر محدث واما عرض قائم فالعلم والقدرة والكلام والمشيئة والرحمة والرضا والغضب ونحو ذلك في حق العبد اعراض. والوجه واليد والعين في حقه اجسام فاذا كان الله موصوفا عند عامة اهل الاثبات بان له علما وقدرة وكلاما ومشيئة وان لم يكن ذلك عرضا يجوز عليه ما يجوز على صفات المخلوقين جاز ان يكون وجه الله ويداه ليست اجساما يجوز عليها ما يجوز على صفات المخلوقين. هذا الذي قاله شيخ الاسلام رحمه الله كلام دقيق كلام عميق يدل ان الاشاعرة الذين نفوا بعض الصفات واثبتوا بعضها في تناقض نعم وهذا هو المذهب الذي حكاه خطابي وغيره من السلف وعليه يدل كلام جمهورهم. وكلام الباقين لا يخالفه. وهو امر واضح فان كذاب فكما ان ذات الله ثابتة حقيقة من غير ان تكون من جنس المخلوقات فصفاته ثابتة حقيقة من غير ان تكون من انس صفات المخلوقات. الجملة السابقة تؤكد لنا ايش القاعدة اللي مرت من كلام الخطابي القول في الصفات كالقول بالذات والجملة اللي قبلها من كلام شيخ الاسلام تؤكد لنا قاعدة ستأتي في التدميرية القول في بعض الصفات كالقول في البعض الاخر نعم فمن قال لا اعقل علما ويدا الا من جنس العلم واليد المعهودية المعهودين قيل له فكيف تعقل ذات من غير جنس لذوات المخلوقين ومن المعلوم ان صفات كل موصوف تناسب ذاته وتلائم حقيقته. فمن لم يفهم من صفات الرب الذي ليس كمثله شيء الا ما يناسب مخلوق فقد ضل في عقله ودينه وما احسن ما قال بعضهم اذا قال لك الجهمي كيف استوى وكيف ينزل الى السماء الدنيا وكيف يداه ونحو ذلك؟ فقل له كيف هو في نفسه فاذا قال لك لا يعلم ما هو الا هو وكنه الباري غير معلوم للبشر فقل له فالعلم بكيفية الصفة فمستلزم للعلم بكيفية الموصوف. فكيف يمكن ان تعلم بكيفية صفة الموصوف ولم تعلم كيفيته. وانما تعلم الذات والصفات من حيث الجملة على الوجه الذي ينبغي له بل هذه المخلوقات في الجنة قد ثبت عن ابن عباس انه قال ليس في الجنة مما ما في الدنيا الا الاسماء. كم طول وعرض وعمق الروح شوفوا هذي هذي مخلوق من مخلوقات الله في اجسامنا ونحن لا نعلم كيفيتها لا طولا لا عرضا لا عمقا لماذا ها لماذا لا نعلم لاننا لم نعلم ماهيته هي مخلوقة لكن ما هي ماهيته هواء ها نور ما نعرف فلما جهلنا ذلك لم نستطع ان نعرف كيفية صفاته مع اننا نعلم ان للروح صفات ولكن لا نعلم كيف فكيف بالخالق جل في علاه. نعم وقد اخبر الله انه لا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين. واخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان في الجنة ما لعين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر ولا خطر على قلب بشر. فاذا كان نعيم الجنة وهو خلق من مخلوقات الله كذلك فما الظن بالخالق سبحانه وتعالى؟ وهذه الروح التي في بني ادم قد علم العاقل اضطراب الناس فيها. وامساك النصوص عن بيان كيفيتها افلا يعتبر العاقل بها عن الكلام في كيفية الله تعالى مع انا نقطع بان الروح في البدن وانها تخرج من وتعرج الى السماء وانها تسل منه وقت النزع كما نطقت بذلك النصوص الصحيحة. لا نغالي في تجريدها غلو المتفلسفة ومن وافقهم حيث نفوا عنها الصعود والنزول والاتصال بالبدن والانفصال عنه. وتخبطوا فيها حيث رأوها من غير جنس البدن وصفاته فعدم مماثلتها للبدن لا ينفي ان تكون الصفات ثابتة لها بحسبها. الا ان يفسروا كلامهم بما يوافق النصوص فيكون قد اخطأوا في اللفظ وان لهم بذلك. لما خاضوا في الروح بعقولهم اختلفت مقالاتهم. حتى حكى ابن القيم انها وصلت الى الاف الاقوال لانها تخرصات بحسب العقول. نعم واما القسمان اللذان ينفيان ظاهرها اعني الذين يقولون ليس لها في الباطن مدلول هو صفة الله تعالى قط. وان الله لا صفة له ثبوتية بل صفاته اما سلبية واما اضافية واما مركبة منهما. او يثبتون بعض الصفات السبعة او الثمانية او الخمس عشرة او يثبتون الاحوال دون الصفات كما عرف من مذهب المتكلمين فهؤلاء قسمان. قسم يتأولونها ويعينون المراد مثل قولهم استوى بمعنى استولى. او بمعنى علو المكانة والقدر او بمعنى ظهور نوره للعرش او بمعنى انتهاء الخلق اليه الى غير ذلك من معاني المتكلفين وقسم يقولون الله اعلم بما اراد بها لكنا نعلم انه لم يرد اثبات صفة خارجة عما علمنا. هذا القسم هم المفوضة نعم واما القسمان الواقفان فقسم يقولون يجوز ان يكون المراد ظاهرها الاليق بجلال الله. ويجوز ان لا يكون المراد صفة لله ونحو ذلك وهذه طريقة كثير من الفقهاء وغيرهم. يعني انهم مضطربون تارتنا يميلون الى النفي والتارتان يميلون الى الاثبات. نعم وقوم يمسكون عن هذا كله ولا يزيدون على تلاوة القرآن وقراءة الحديث معرضين بقلوبهم والسنتهم عن هذه التقديرات. ليش يقولون ما نتكلم في هذا طيب ما دام ما تتكلم ما عندك علم فلماذا تدعي العلم؟ لماذا تقول ان لي قولا نعم فهذه الاقسام الستة لا يمكن لا يمكن لا يمكن الرجل ان يخرج عن قسم منها والصواب في كثير من ايات الصفات واحاديثها القطع بالطريقة الثابتة كالايات والاحاديث الدالة على ان الله سبحانه فوق عرشه. وتعلم طريقة الصواب في هذا وامثاله بدلالة الكتاب والسنة والاجماع على ذلك. دلالة لا تحتمل النقيض في بعضها قد يغلب على الظن ذلك مع ومن اشتبه عليه ذلك او غيره فليدعو بما رواه مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها. قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا قام ومن الليل يصلي يقول اللهم رب جبرائيل وميكائيل واسرافيل فاطر السماوات والارض عالم الغيب والشهادة انت تحكم بين عبادك بك فيما كانوا فيه يختلفون. اهدني لما اختلف فيه من الحق باذنك. انك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم. وفي رواية لابي داوود كان يكبر في صلاته ثم يقول ذلك. اللهم رب جبرائيل وميكائيل واسرافيل فاطر السماوات والارض عالم الغيب والشهادة انت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون. اهدنا لما اختلف فيه من الحق باذنك انك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم نعم فاذا افتقر العبد الى الله ودعاه وادمن النظر في كلام الله وكلام رسوله وكلام الصحابة والتابعين وائمة المسلمين انفتح له طريق والهدى ثم ان كان قد خبر نهايات اقدام المتفلسفة والمتكلمين في هذا الباب وعرف غالب ما يزعمونه برهانا وهو شبهة رأى ان غالب ما يعتمدونه يؤول الى دعوة الى دعوة لا حقيقة لها او شبهة مركبة من قياس فاسد او قضية كلية نية لا تصلح الا جزئية او دعوة اجماع لا حقيقة له. او التمسك في المذهب والدليل بالالفاظ المشتركة. تأملوا معي اسباب الظلال نسأل الله السلامة والعافية. يسمونها براهين وهي شبه غالب ما يعتمدون اليه يؤول الى ماذا اكتب رقمها دعوة لا حقيقة له. هذه واحد شبهة مركبة من قياس فاسد هذا رقم اثنين قضية كلية لا تصلح الا جزئيا هذي رقم ثلاثة او دعوة اجماع لا حقيقة له. هذي رقم اربعة او التمسك في المذهب والدليل بالالفاظ المشتركة هذه خمسة ثلاثة منها بسبب الفساد المنطقي واثنان منها الاخيران بسبب عدم العلم بالموروث السلفي واضح يعني الاثنان الاخير ان بسبب عدم علمهم بالموروث عن السلف. نعم ثمان ذلك اذا ركب بالفاظ كثيرة طويلة غريبة عن من لم يعرف اصطلاحهم اوهمت الغر ما يوهمه السراب للعطشان. ازداد ايمانا وعلما بما جاء به الكتاب والسنة. فان فان الضد حسن الضد وكل من كان بالباطل اعلم كان للحق اشد تعظيما وبقدره اعرف فاما المتوسط من المتكلمين فيخاف عليه ما لا يخاف على من لم يدخل فيه. وعلى من قد انهاه نهايته. فان من لم يدخل فيه هو في عافية ومن انهاه قد عرف الغاية فما بقي يخاف من شيء اخر فاذا ظهر له الحق وهو عطشان اليه قبله. واما المتوسط فمتوهم بما تلقاه من المقالات المأخوذة تقليدا لمعظم لمعظمه وتهويلا. وقد قال الناس اكثر ما يفسد الدنيا نصفه متكلم ونصف متفقه ونصف متطبب ونصف نحوي هذا يفسد الاديان وهذا يفسد البلدان وهذا يفسد الابدان وهذه يفسد اللسان. نصف نحوي بفتح الحق يعني كل واحد يفسد شيء نسأل الله ان يصلح بنا وبكم ونعوذ بالله ان نكون ممن يفسدون ومن علم ان المتكلمين من المتفلسفة وغيرهم هم في الغالب في قول مختلف يؤفق عنه من افك يعلم الذكي منهم العاقل انه ليست هو فيما يقوله على بصيرة وان حجته ليست بينة وانما هي كما قيل فيها تهافت كالزجاج تخالها حقا وكل كاسر مكسور. هذا البيت لابي الخطاب نعم ويعزف علماء ابي سليمان الخطابي. نعم ويعلم العليم انهم من وجه مستحقون ما قاله الشافعي رضي الله عنه حيث قال حكمي في اهل الكلام ان يضربوا بالجريد والنعال ويطاف بهم في القبائل والعشائر. ويقال هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة واقبل على الكلام ومن وجه اخر اذا نظرت اليهم بعين القدر والحيرة مستولية عليهم والشيطان مستحوذ عليهم رحمتهم ورافقت عليهم والله والله تشفق عليه اذا رأيتم كيف متبهرجين ها بالمنطق والفلسفة والله تشفق عليه كيف يتجرأ على كلام الله ورسوله؟ واذا جاء عند المنطق ولسان الفلسفة يعني يتذلل تشفق عليه. نعم اوتوا ذكاء وما اوتوا ذكاء. واعطوا فهوما وما اعطوا علوما واعطوا سمعا وابصارا وافئدة فما اغنى عنهم سمعهم ولا ابصارهم ولا افئدتهم من شيء اذ كانوا يجحدون بايات الله وحاط بهم ما كانوا به يستهزئون ومن كان عليما بهذه الامور تبين له بذلك حزق السلف وعلمهم وخبرتهم حيث حذروا عن الكلام ونهوا عنه وذموا اهله وعابوهم. وعلم ان من ابتغى الهدى في غير الكتاب والسنة لم يزدد الا بعدا فنسأل الله العظيم ان يهدينا الصراط المستقيم صراط الذين انعم عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين امين. امين. نسأل الله العظيم ان يهدينا الصراط المستقيم صراط الذين انعم عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين وان يحشرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته والسلف الصالحين والى الملتقى ان شاء الله في الشهر الثالث آآ من الشهور الافرنجية للتعليق على التدميرية في هذا المسجد المبارك ان شاء الله وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد