بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين امين. نقل الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في كتابه بلوغ المرام في كتاب الصيام وعن انس ابن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تسحروا فان في السحور بركة متفق عليه عن سلمان ابن عامر الضبي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا افطر احدكم فليفطر على تمر فان لم يجد فليفطر على ماء فانه طهور. رواه الخمسة وصححه ابن خزيمة وابن وابن حبان والحاكم. بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى وعن انس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال تسحروا فان في السحور بركة. قوله وتسحروا هذا امر بالاكل في السحر وهو آآ وهو اخر الليل ما قبل طلوع الفجر. وهذا الخطاب في قوله تسحروا خاص بالصائمين. فان في السحور بركة. السحور والسحور. والقاعدة في هذا ان ما كان على وزن فعول. فان كان بالفتح فهو للالة. وان كان بالظم فهو للفعل فتقول السحور بالفتح للطعام الذي يؤكل. وتقول السحور بالظم للفعل يقول الوضوء للماء الذي يتوضأ به. والوضوء للفعل. وهكذا في الوجور ونحوه. يقول تسحروا شرعه الله تعالى فانه لحكمة علمها من علمها وجهلها من جهلها وليس جهلنا بشيء من حكم ما شرع الله دليل على انه لا حكمة فيها. بل هو دليل على نقص علمنا وقصور فهمنا فان في السحور بركة. والبركة كثرة الخير وهو الخير الدائم ففي هذا الحديث دليل على فوائد منها اولا مشروعية السحور. وهو الاكل في اخر الليل. وقد علم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بقوله فان في السحور بركة. وهذه البركة بركة دينية وبركة دنيوية اما البركة الدينية فمنها اولا امتثال امر النبي صلى الله عليه وسلم. وثانيا التأسي به عليه الصلاة والسلام ولا ريب ان امتثال امره والتأسي به من اعظم الخير ومن اعظم البركات وثالثا من بركة السحور ان فيه مخالفة لاهل الكتاب. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ما بين صيامنا وصيام اهل الكتاب اكلة السحر. ومنها ايضا ان فيه عونا على طاعة الله عز وجل وكل ما اعان على طاعة الله فانه خير. ومن بركته ايضا انه عبادة يتقرب بها الانسان الى الله تعالى. ومن بركة السحور ايضا ان الانسان يقوم في اخر الليل في ذكر الله تعالى استغفروا والمستغفرين بالاسحار ويصلي الفجر جماعة. ومن بركة السحور ايضا ان اعداد المصلين تزداد في رمضان وهذا تزداد في صلاة الفجر في رمضان وهذا من بركة السحور. اما الفائدة الدنيوية والبركة الدنيوية. فمنها اولا ان الانسان يتنعم ويتمتع بما احل الله له من الطيبات. من الطعام والشراب ومنها ايضا انه يحفظ قوة بدنه ونشاطه ومن بركته ايضا انه يستغني عن انه يستغني بهذا الاكل عن الطعام والشراب طيلة يومه وفي هذا الحديث ايضا دليل على اثبات البركة في المخلوقات. والبركة في المخلوقات او التبرك بالمخلوقات لا يخلو من بل طلب البركة لا يخلو من حالين. الحال الاولى ان يكون طلب البركة بامر شرعي معلوم كالقرآن الكريم فان القرآن الكريم مبارك في اثره وفي تأثيره وفي اثاره والثاني ان يكون طلب البركة بامر حسي معلوم كالعلم. فان الانسان يتبرك بعلمه وبدعوته الى الخير. ولهذا قال اسيد ابن حضير رضي الله عنه ما هذه باول بركتكم يا ال ابي بكر؟ اما الحديث الثاني وهو حديث سلمان ابن عامر ابن ظبي رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا افطر احدكم اي اذا اراد ان ان يفطر فعبر بالفعل عن ارادته لقرب وقوعه. اذا افطر احدكم فليفطر على تمر. والتمر هنا شامل للرطب واليابس. لانه اذا قيل تمر فيدخل في ذلك الرطب واليابس. واما اذا قورن بينهما ثقيلة تمر ورطب فالرطب للرطب. والتمر للجاف اليابس. اذا افطر احدكم فليفطر على تمر فان لم يجد فعلى ماء فانه طهور. وقوله فان لم يجد يعني لم يجد يعني لم يجد التمر او ثمنه. فليفطر على ماء وعلل ذلك عليه الصلاة والسلام بانه بقوله طهور اي مطهر للمعدة. وقد ثبت ان النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث انس كان يفطر على رطبات فان لم يجد رطبات افطر على تمرات فان لم يجد حسا حسوا مما وعلى هذا فيكون الترتيب بالنسبة للفطر ان يفطر على رطب فان لم يجد الرطب على تمر فان لم يجد التمر فعلى ماء. ففي هذا الحديث دليل على مشروعية الفطر. وفيه ايضا دليل على وفيه ايضا دليل على عدم مشروعية الوصال. لان الفطر ينافيه. وفيه ايضا دليل على مراعاة الترتيب المذكور وهو ان يفطر على رطب فان لم يجد فعلى تمر فان لم يجد فعلى ماء لان الماء مطهر للمعدة والحكمة من كون النبي صلى الله عليه وسلم يرشد امته الى الفطر بالرقب وبالتمر لان البدن ينتفع بها سريعا فالبدن ينتفع بالتمر وبالرطب خصوصا سريعا ولا يثقل ايضا على المعدة فلكون البدن ينتفع بهذا الطعام اعني بالتبن سريعا. ويعود اليه النشاط والقوة. وايضا يسد يحتاج اليه من الجوع فلا يقبل على الاكل بعد ذلك بنهم وشغف. فلهذا ارشد النبي عليه الصلاة والسلام الى الفطر على هذا. وفي الحديث السابق ايضا في قوله عليه الصلاة والسلام تسحروا فان في السحور بركة. دليل على ان السحور لا يتعين بطعام معين. بل يأكل الانسان ما اشتهاه مما احل الله له. ومما اباح الله له. وفي هذا الحديث ايضا دليل على حكمة النبي صلى الله عليه وسلم في تعليل الاحكام الشرعية. فانه قال فان لم يجد فعلا ماء فانه طهور. وفي الحديث السابق قال فان في السحور بركة. وتعليل الاحكام الشرعية فيه قائد متعددة منها اولا بيان سمو هذه الشريعة وان احكامها معللة. فكل ما ومن فوائد تعديل الاحكام زيادة طمأنينة المكلف. لان المكلف اذا عرف العلة وفهم العلة صار ادعى الى طمأنينة قلبه. ومنها ايضا التنشيط على الامتثال. لان معرفة الحكمة والعلة سبب في نشاط الانسان وفي اقباله على العمل الذي طلب منه. ومن فوائد تعليل الاحكام الشرعية ايضا ظهور مقتضى اسم الحكيم لله عز وجل. وانه سبحانه وتعالى حكيم في خلقه. وحكيم في ان ربك حكيم عليم. ومنها ايضا ان الحكم يوجد عند وجود حكمته وعلته. وينتفي عند انتفائها. وهذا ما يعرف عند علماء اصول الفقه بقولهم ان الحكم يدور مع علته وجودا وعدما فاذا وجد الحكم فاذا وجدت العلة وجد الحكم واذا انتفت العلة انتفى الحكم. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد