لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد لا يمكن طلب العلم الا في المساجد ولهذا لا نجد انه يبلغ العلم من هو ذاهب وماش او في بيته قاعد لا يمكن طلب العلم الا بالنفرة مع الرباط لا يمكن طلب العلم مع الاتصالات والترابط مع الخلق ولهذا قال عز وجل فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون واذا لم تكونوا انتم هذه الطائفة في هذا البلد فلا ادري من سيكونون ولذلك لا بد ان تثبت على طلب العلم فان من ثبت نبت كما قال ذلك غير واحد من السلف نسأل الله جل وعلا ان يأخذ بايدينا للعلم النافع والعمل الصالح اعظم ابواب العلم فهم مراد الله عز وجل وفهم مراد رسوله صلى الله عليه وسلم. هذا هو المجلس السادس من مجالس القراءة والتعليق على تيسير الكريم الرحمن للشيخ العلامة عبد الرحمن ابن ناصر السعدي رحمه الله تعالى وكنا لقد وقفنا على الاية السادسة والثلاثين بعد المئة من سورة النساء فنبدأ على بركة الله والقراءة مع الشيخ يوسف جاسم العينات الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولمشايخه وللمسلمين والمسلمات يا رب العالمين. قال الامام العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا الايات. يأمر تعالى عباده بعبادته لا شريك له وهو الدخول تحت رقية والانقياد لاوامره ونواهيه محبة وذلا. واخلاصا له في العبادات الظاهرة والباطنة وينهى عن الشرك به شيئا لا شركا اصغر ولا اكبر لا ملكا ولا نبيا ولا وليا ولا غيرهم من المخلوقين ان الذين لا يملكون لانفسهم نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا. بل الواجب المتعين اخلاص العبادة لمن له كمال المطلق من جميع الوجوه وله التدبير الكامل الذي لا يشركه. ولا يعينه عليه احد. في قوله شيئا شيئا نكرة على القاعدة اللي تعلمناها انك راجعت في سياق النفي او في سياق النهي لا تشركه تعم لا تشرك به شيئا اذا شيئا تعم نوع المشرك به. هذا من وجه ومن وجه اخر يمكن ان نجعله لا تشرك به شيئا تعم الانواع لا اكبر ولا اصغر وهذا من بديع تفاسير الشيخ ولم يلفت النظر اليه الا هو رحمه الله تعالى. نعم. قال ثم بعد ما امر بعبادته والقيام بحقه امر بالقيام بحقوق العباد الاقرب فالاقرب. فقال وبالوالدين احسانا اي احسنوا اليهم بالقول الكريم والخطاب اللطيف والفعل بطاعة امرهما واجتناب ناهيهما والانفاق عليهما واكرام من تأمن له تعلق بهما وصلة الرحم التي لا رحم لك الا بهما وللاحسان ظدان الاساءة وعدم الاحسان. وكلاهما منهي عنه وبذي القربى ايضا احسانا ويشمل ذلك جميع الاقارب قربوا او بعدوا بان يحسن اليهم بالقول والفعل وان لا يقطع برحمه بقوله او فعله. واليتامى اي الذين فقد اباؤهم وهم صغار فلهم حق على المسلمين سواء كانوا اقارب او غيرهم بكفالتهم وبرهم وجبر خواطرهم وتأديبهم وتربيتهم احسن تربية في مصالح دينهم ودنياهم والمساكين وهم الذين اسكنتهم الحاجة والفقر فلم فلم يحصلوا على كفايتهم ولا من يمونون فامر الله تعالى بالاحسان اليهم بسد بسد خلتهم وبدفع وبدفع والحض على ذلك والقيام بما يمكن منه. والجار ذي القربى اي الجار القريب الذي له حقان حق الجوار وحق القرابة فله على جاره حق واحسان راجع الى العرف وكذلك الجار وكذلك الجار للجنب اي الذي ليس له قرابة وكلما كان الجار اقرب بابا كان هكذا حق كان اكد حقا فينبغي للجاري ان يتعاهد جاره بالهدية والصدقة والدعوة واللطافة بالاقوال والافعال وعدم اذيته بقول او فعل الرفيق في السفر وقيل الزوجة وقيل الصاحب مطلقا. ولعله ولعله اولى فانه يشمل الصاحب في الحضر والسفر ويشمل الزوجة فعلى الصاحب لصاحبه حق زائد على مجرد اسلامه. من مساعدته على امور دينه ودنياه. والنصح له والوفاء معه في اليسر والعسر والمنشط وان يحب له ما يحب لنفسه ويكره له ما يكره لنفسه. وكلما زادت الصحبة تأكد الحق وزاد وابن السبيل وهو الغريب الذي احتاج في بلد غربته ولم يحتج فله حق على المسلمين لشدة حاجته وكونه في غير وطنه. بتبليغه الى مقصوده او بعض مقصوده وبإكرامه وتأنيسه وما ملكت ايمانكم اين الادميين والبهائم بالقيام بكفايتهم وعدم تحميلهم ما يشق عليهم واعانتهم على ما تحملوه وتأديبهم لما فيه مصلحتهم فمن قام بهذه المأمورات فهو الخاضع لربه المتواضع لعباد الله المنقاد لامر الله وشرعه. الذي يستحق الثواب الجزيل والثناء جميل ومن لم يقم بذلك فانه عبد معرض عن ربه غير منقاد لاوامره. ولا متواضع للخلق بل هو متكبر على عباد الله معجب بنفسه فخور بقوله ولهذا قال ان الله لا يحب من كان مختالا مختالا اي معجبا بنفسه متكبرا على الخلق يثني على نفسه ويمدحها على وجه الفقر والبطن على عباد الله. فهؤلاء ما بهم من الاختيار والفخر. فهؤلاء ما بهم من الاختيال والفخر يمنع من القيام بالحقوق ولهذا ذمهم بقوله الذين يبخلون ان يمنعون ما عليه من من الحقوق الواجبة ويأمرون الناس بالبخل باقوالهم افعالهم ويكتمون ما اتاهم الله من فضله اي من العلم الذي يهتدي به الضالون ويسترشد به الجاهلون فيكتمونه عنهم ويظهرون لهم من الباطل ما يحول بينهم وبين الحق فجمعوا بين البخل بالمال والبخل بالعلم وبين السعي في خسارة انفسهم وخسارة غيرهم. وهذه هي صفات الكافرين فلهذا قال تعالى واعتدنا للكافرين عذابا مهينا. اي كما تكبروا على عباد الله ومنعوا حقوقه وتسببوا وفي منع غيرهم من البخل وعدم الاهتداء اهانهم بالعذاب الاليم والخزي الدائم فعياذا بك اللهم من كل سوء. ثم اخبر عن النفقة الصادرة عن رياء وسمعة وعدم ايمان به فقال والذين ينفقون اموالهم رآء الناس اي اي ليروهم ويمدحوهم ويعظموهم ولا يؤمنون بالله واليوم ولا باليوم الاخر اي ليس انفاقهم صادر عن اخلاص وايمان رجاء ثوابه اي فهذا من خطوات الشيطان واعماله التي يدعو حزبه اليها ليكونوا من اصحاب السعير فلهذا قال ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا اي بئس المقارن والصاحب الذي يريد اهلاك من قارنه ويسعى فيه اشد السعي فكما ان من بطن بما اتاه الله وكتم من وكتم ما من به الله عليه عاص اثم مخالف لربه ذلك من انفق وتعبد لغير الله فانه اثم عاص لربه مستوجب للعقوبة. لان الله انما امر بطاعته وامتثال امره على وجه الاخلاص كما قال تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين. فهذا العمل المقبول الذي يستحق صاحبه المدح والثواب. فلهذا حث تعالى عليه بقوله وماذا عليهم لو امنوا بالله واليوم الاخر وانفقوا مما رزقهم الله وكان الله بهم عليما. اي اي شيء عليهم واي حرج ومشقة تلحقهم لو حصل منهم الايمان بالله الذي هو الاخلاص وانفقوا من اموالهم التي رزقهم الله وانعم بها عليهم. فجمعوا الاخلاص والانفاق ولما كان الاخلاص سرا بين العبد وبين ربه لا يطلع عليه الا الله. اخبر تعالى بعلمه بجميع الاحوال فقال بهم عليما الايمان بالله والايمان باليوم الاخر لا يترتب عليه اي مظرة لاي انسان ولا لاي مخلوق بل لا يترتب عليه الا فوائد ولهذا قال وماذا عليهم؟ لو امنوا بالله واليوم الاخر. بالعكس الكفر بالله واليوم الاخر مرتب عليه مفاسد عظيمة لو ان النصراني الذي يعبد الصليب عبد الله ولم يعبد الصليب لا يترتب عليه اي شيء لن يجد نصا يقول هو الصليب سيزعل سيغضب لن يجد. لن يجد نصا يقول عيسى سيغضب سيزه لن يجد. لذلك لا يترتب على عبادة الله الا محض الفوائد ولا يترتب على الشرك الا محض المضار. نعم. ثم قال تعالى عنك ما وفضله وتنزهه عما يضاد ذلك من الظلم القليل والكثير فقال ان الله لا يظلم مثقال ذرة اي ينقصها من حسنات عبده او يزيدها في سيئاته كما قال تعالى فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره وقال وان تكن حسنة يضاعفها اي الى عشرة امثالها الى اكثر من ذلك بحسب حالها ونفعها وحال صاحبها اخلاصا ومحبة وكمالا. ويؤتي من اجرا عظيما اي زيادة على ثواب العمل بنفسه من التوفيق لاعمال اخر واعطاء البر واعطاء البر الكثير والخير الغزير ثم قال تعالى فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا اي كيف تكون تلك الاحوال وكيف يكون ذلك الحكم العظيم الذي جمع جمع ان من حكم به كامل العلم العلم كامل العدل كامل الحكمة بشهادة ازكى الخلق وهم على اممهم مع اقرار المحكوم عليه فهذا والله الحكم الذي هو اعم الاحكام واعدلها واعظمها وهناك يبقى المحكوم عليهم مقرين له بكمال الفضل والعدل والحمد والثناء وهنالك يسعد اقوام بالفوز والفلاح والعز والنجاح ويشقى اقوام بالخزي والفضيحة والعذاب المهين ولهذا فقال يومئذ يود الذين كفروا وعصموا الرسول اي جمعوا بين الكفر بالله وبرسوله ومعصية الرسول لو تسوى بهم الارض اي تبتلعهم ويكونون ترابا وعدما كما قال تعالى ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا. ثم قال ولا يكتمون الله حديثا اي بل يقرون له بما عملوا وتشهد عليهم الزنتهم وايديهم وارجلهم بما كانوا يعملون. يومئذ يوفيهم الله دينهم جزاءهم الحق ويعلمون ان الله والحق المبين. فاما ما ورد من ان الكفار يكتمون كفرهم وجحودهم فان ذلك يكون في بعض مواضع القيامة. حين يظنون ان جحودهم ينفعهم من عذاب الله فاذا عرفوا الحقائق وشهدت عليهم جوارحهم حينئذ ينجلي الامر ولا يبقى للكتمان موضع ولا نفع ولا فائدة. ويمكن ان تحمل هذه الاية بمعنى ولا يكتب الله حديثا اي انهم لا يقدرون على كتمان الله حديثا. لا يكتمون الله حديثا لان لا يقدرون على ان يكتموا الله حديثا مهما اسروا ومهما فعلوا. نعم قال تعالى يا ايها الذين امنوا لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون. انها تعالى عباده المؤمنين ان يقربوا سكارى حتى يعلموا ما يقولون وهذا شامل لقربان مواضع الصلاة كالمسجد فانه لا يمكن السكران من دخوله وشامل للنفس الصلاة فانه لا يجوز صلاة ولا عبادة لاختلاط عقله وعدم علمه بما يقول. ولهذا حدد تعالى ذلك وغياه الى وجود العلم ما يكون السكران. وهذه الاية الكريمة منسوخة بتحريم الخمر مطلقا فان الخمر في اول الامر كان كان غير محرم. ثم ان الله تعالى عرض لعباده بتحريمه بقوله يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس واثمهما اكبر من نفعهما ثم انه تعالى نهاهم عن القبر عند حضور الصلاة كما فيها هذه الاية ثم انه تعالى حرمه على الاطلاق في جميع الاوقات في قوله يا ايها الذين امنوا انما الخمر والميسر والاصاب والازلام اجزم من عمل الشيطان فاجتنبوه. الاية ومع هذا فانه يشتد تحريمه وقت حضور الصلاة لظمونه هذه المفسدة العظيمة بعدم حصول مقصود الصلاة الذي هو روحها ولبها وهو الخشوع وحضور القلب. فان الخمر يسكر القلب ويصد عن ذكر الله وعن الصلاة. الصحيح ان هذه الاية الكريمة ليست منسوخة من حيث قربان الصلاة فان السكران ليس له ان يقرب الصلاة. وانما المقصود الشيخ رحمه الله ان فيها اشارة الى ذم السكر ثم جاء تحريمه بعد نعم قال ويؤخذ من المعنى منع الدخول في الصلاة في حال النعاس المفرط الذي لا يشعر صاحبه ما يقول ويفعل بل لعل فيه اشارة الى انه ينبغي لمن اراد الصلاة ان يقطع عنه كل يشغل فكره كمدافعة الاخبثين والتوكل لطعام ونحوه. كما ورد في ذلك الحديث الصحيح ثم قال ولا جنبا الا عابري سبيل اي لا تغم قناة حالة كون احدكم جنبا الا في هذه الحال وهو عابر السبيلين تمرون في المسجد ولا تمكثون فيه حتى تغتسلوا اي فاذا اغتسلتم فهو المنع من قربان الصلاة للجوب فيحل للجنب المرور في المسجد فقط. قال قوله ولا جنبا الا عابري السبيل. يعني المسافر. ولكن لا يجوز اتخاذ المسجد طرقات وممر السبيل ما يجوز هذا فرق بين الامرين جاز عابر السبيل ان يمكث في المسجد لانه ليس له مكان اخر ولو على جنابة. اما جعل طرقات يدخل من باب ويخرج من باب فهذا منهي عنه. نعم منكم من الغائط اولى مستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا. فاباح التيمم المريض مطلقا مع وجود الماء وعدمه والعلة المرض والذي مع استعمال الماء وكذلك السفر فانه مظنة مظنة فقد الماء. فاذا فقده المسافر ووجد ما يتعلق بحاجته من شرب ونحوه جاز له التيمم وكذلك اذا احدث الانسان ببول نوائط او ملامسة النساء فانه يباح له التيمم اذا لم يجد الماء اذا لم يجد الماء حضرا وسفرا كما يدل على ذلك عموم الاية ان الله تعالى اباح التيمم في حالتين حال عدم الماء وهذا مطلقا في الحضر والسفر وحال المشقة باستعماله بمرض ونحوه. واختلف المفسرون في معنى قوله او لامستم النساء. هل المراد بذلك الجماع فتكون الاية نصا في جواز التيمم الجنوب كما تكاثرت في ذلك الاحاديث الصحيحة. واما المراد بذلك مجرد اللمس باليد ويقيد ذلك بما اذا كان مظنة خروج المذي. وهو المس الذي من شهوة فتكون الاية دالة على ناقض الوضوء بذلك. واستدل الفقهاء بقوله فلم تجدوا ماء بوجود طلب الماء عند دخول الوقت. بوجوب طلب الماء الوقت قالوا لانه لا يقال لم يجد بمن لم يجد لمن لم يطلب بل لا يكون ذلك الا بعد الطلب واستدل بذلك ايضا على ان الماء المتغير بشيء من الطاهرات يجوز بل يتعين التطهر به لدخوله في قوله فلم تجده ماء وهذا ماء ونوزع في ذلك بانه ونزع في ذلك بانه ماء غير مطلق وفي وفي هذه الاية الكريمة مشروعية هذا الحكم العظيم الذي امتن به الله على هذه الامة وهو مشروعية التيمم وقد اجمع على ذلك العلماء ولله الحمد وان التيمم يكون بالصعيد الطيب وهو كل ما تصاعد على وجه الارض سواء كان له غبار ام لا ويحتمل ان يختص بذلك بذي الغبار لان الله قال تمسح بوجوهكم وايديكم منه وما لا اغبر له لا يمسح به وقوله فامسحوا بوجوهكم وايديكم منه هذا محل المسح بالتيمم الوجه وجميعه ويديني الى الكوع كما دلت على ذلك الاحاديث الصحيحة ويستحب ان يكون ذلك بضربة واحدة كما دل على ذلك حديث عمار وفيه ان وفيه ان ان تيمم الجنب كتيمم غيره بوجه ولده واليدين. فاذا تطهر من الحدث الاكبر والاصغر في التيمم سواء نعم قال رحمه الله فائدة اعلم ان قواعد الطب تدور على ثلاث قواعد حفظ الصحة عن المؤذيات والاستفراغ منها والحمية عنها وقد نبه تعالى عليها في كتاب العزيز اما حفظ فقد امر بالاكل والشرب وعدم الاسراف في ذلك. واباح للمسافر ومريض الفطرة حفظا لصحتهما باستعمال ما يصلح البدن على وجه العدل. وحماية وحماية للمريض عما يضره. واما واما استفراغ المؤذي فقد اباح تعالى المحرم المتأذي برأسه ان يحلقه لذات الابخرة المحتنقة فيه ففيه تنبيه على استفراغ ما هو اولى منها من البول والغائط والقيء والمني والدم وغير ذلك نبه على ذلك ابن القيم رحمه الله تعالى مما يدل على هذه الامور ثلاثة في حفظ الصحة حديث النبي صلى الله عليه وسلم ان كان الشفاء في شيء ففي ثلاثة شربة عسل وهذا في حمية آآ لان شربة العسل فيه ما يسميه ما نسميه نحن اليوم بالمضادات او قال شربة محجم وهذا فيه الاستفراغ من الامور المؤذية في البدن اخراج الدم الفاسد او كية بنار وهذا القطع عن المؤذيات. قطع البدن عن المؤذيات. فلاي حديث فيه اشارة الى ثلاث قواعد تدور عليها الطب كله. نعم. قال رحمه الله في الاية وجوب تعميم مسك الوجه واليدين وانه يجوز التيمم ولو لم يضيق الوقت وانه لا يخاطب بطلب الماء الا بعد وجود سبب الوجوب والله اعلم. ثم ختم الايات بقوله ان الله كان عفوا عفوا غفورا. اي كثير العفو من عباده المؤمنين بتيسير ما امرهم به وتسييره غاية التسجيل. ومن عفوه ومغفرته ان ان رحم هذه الامة بشرع طهارة التراب بدل الماء عند تعدل استعماله. ومن عفوه ومغفرته ان فتح للمذنبين باب التوبة والانابة ودعاهم اليه ووعده بمغفرة ذنوبه ومن عقله ومغفرته ان المؤمن لو اتاه بقراب الارض خطايا ثم لقيه لا يشرك به شيئا لاتاه بقرابها مغفرة اه قال تعالى الم تر للذين اوتوا نصيبا من الكتاب يشترون الضلالة ويريدون ان تضلوا السبيل الايات هذا لمن اوتوا نصيب الكتاب وفي ضمنه تحذير عباده عن الاغترار بهم والوقوع في اشراكهم فاخبر انهم في انفسهم يشترون الضلالة يحبونها محبة عظيمة ويؤثرون ايثار من يبذل المال الكثير في طلب ما يحبه فيؤثرون الضلال على الهدى والكفر على الايمان والشقاء على السعادة ومع هذا يريدون ان تضلوا السبيل فهم على اضلالكم واتي الحرص باذلون جهدهم في ذلك ولكن لما كان الله ولي عباده المؤمنين وناصرهم بين لهم ما اشتملوا عليه من الضلال والاضلال ولهذا قال وكفى بالله ان يتولى احوال عباده ويلطف بهم في جميع امورهم وييسر لهم ما به سعادتهم وفلاحهم كفى بالله نصيرا ينصرهم على اعدائهم ويبينوا لهم ما يحذرون منهم ويعينهم عليهم. فولايته تعالى فيها حصن الخير ونصره فيه زوال الشر ثم بين كيفية اظهارهم وعنادهم وايثارهم الباطل على الحق فقال من الذين هادوا اي اليهود وهم علماء الضلال منهم يحرفون الكلمة عن مواضعهم الايمان بتغيير اللفظ او المعنى او هما جميعا فمن تحريفهم تنزيل الصفات التي ذكرت في كتبهم التي لا تنطبق ولا تصدق الا على محمد صلى الله عليه وسلم على انه غير مراد غير ماض بها ولا مقصود بها بل اريد بها غيره وكتمانهم ذلك فهذا حالهم في العلم شر حال. ونبوا فيه الحقائق ونزلوا الحقائق على الباطل وجحدوا ذلك الحق واما حالهم في العمل والانقياد فانهم يقولون سمعنا وعصينا اي سمعنا قولك وعصينا امرك وهذا غاية الكفر والعناد والشرود عن الانقياد وكذلك صلى الله عليه وسلم باقبح خطاب وبعده عن الادب. فيقولون اسمع غير مسمع اي قصدهم اسمع منا غير مسمع ما تحب كالمسمع بل مسمع ما تكره وراعنا وقصد بذلك الرعونة بلعب القبيح ويظنون ان اللفظ لما كان محتملا لغير ما ارادوا من الامور بان انه يروج انه يروج على الله وعلى رسوله. فتوصلوا بذلك اللفظ الذي يلون به السنتهم من الطعن في الدين والعيب للرسول ويصرحون بذلك فيما بينهم ثوب فلهذا قال لينا بالسنتهم وطعنهم في الدين ثم ارشدهم الى ما هو خير لهم من ذلك فقال ولو انهم قالوا سمعنا واطعنا واسمع خيرا لهم واقوم وذلك لما تضمنه هذا الكلام من حسن الخطاب والعذاب اللائق في مخاطبة الرسول والدخول تحت طاعة الله ونقياد لامره وحسن التلطف في طلبهم العلم معي سؤالهم والاعتناء بامرهم فهذا هو الذي ميلهم سلوك ولكن لما كانت طبائعهم غير زكية؟ اعرضوا عن ذلك وطردوا الله بكفرهم وايادهم ولهذا قال ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون الا قليلا. قال تعالى يا ايها الذين اوتوا الكتاب امنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل ان نطمس وجوه الاية يموت على اهل الكتاب من يهود والنصارى يؤمنوا بالله بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم وما انزل الله عليه من العظيم المهيمن على غيره من الكتب السابقة التي صدقها فانها اقبلت به فلما وقع المخ فلما وقع المخبر به كان تصديرا لذلك الخبر بينهم ان لم يؤمنوا بهذا القرآن فانهم لم يؤمنوا بما في ايديهم من الكتب لان كتب الله يصدق بعضها بعضا. ويوافق بعضها بعضا الايمان ببعضها دون بعض دعوة باطلة لا يمكن تصديقها. لا يمكن صدقها وفي قوله امنوا بما نزلناهم مصدقا لما معكم حث لهم وانهم ينبغي ان يكونوا قبل غيرهم مبادرين اليه بسبب ما انعم الله عليهم به من العلم والكتاب الذي يودي وان يكون ما عليهم اعظم من غيرهم. ولهذا توعدهم على عدم الايمان فقال من قبل ان نطمس وجوها فيردها على جبارها. وهذا جزاء من جنس ما عملوا كما تركوا الحق واثروا الباطل وقلبوا الحقائق. فجعلوا الباطل حقا باطلا خذوا من جنس ذلك بطمس وجوههم كما طمسوا. كما طمسوا الحق وردها على ادبارها بان تجعل في اقفائهم. وهذا اشنع ما يكون او العنهم كما لعنا اصحاب السبت بان يطردهم بالرحمة ويعاقبهم بجعلهم قردة كما فعل باخوانهم الذين اعتدوا في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسين وكان امر الله مفعولا كقوله انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون. قال تعالى الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى اثما عظيما يخبر تعالى انه لا يغفر لمن اشرك به احدا من المخلوقين وما دون ذلك من الذنوب صغارها وكبارها وذلك عند مشيئته ومغفرة ذلك اذا اقتضت حكمته مغفرته فالذنوب التي دون الشرك قد جعل الله اسبابا كثيرة كالحسنات الماحية والمصائب المكفرة في الدنيا رحمته التي احق بها اهل الايمان والتوحيد. وهذا بخلاف الشرك بين المشرك قد سد على نفسه ابواب المغفرة واغلق دونه ابواب الرحمة. فلا تنفعه الطاعات من دون ولا تبيله المصائب شيئا وما لهم يوم القيامة من شافعين ولا صديق حميم. ولهذا قال تعالى ومن يشرك بالله فقد افترى اثما عظيما منتميرا واي ظلم اعظم ممن سوى المخلوق من تراب ناقص من جميع الوجوه الفقيرة بذاته من كل وجه. الذي لا يملك لنفسه فضلا عن من عبده نفعا ولا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا بالخالق لكل شيء. الكامل من جميع الوجوه الغني بذاته عن جميع مخلوقاته الذي بيده النفع والضر والعطاء والمنع. الذي ما من نعمة بالمخلوقين الا فمنه تعالى. فهل اعظم من هذا الظلم شيء ولهذا حتم على صاحبه بالخروج بالعذاب وحرمان الثواب ومن يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار. وهذه الاية الكريمة في حق غير التائب واما التائب فانه يغفر له الشرك وما دونه؟ كما قال تعالى قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا اي لمن تاب اليه واناب. هنا اورد هذه الاية ان الله لا يغفر ان يشرك به. في ضمن الحديث مع اهل الكتاب لبيان ان مدائحه وما يتمدحون به لا ينفع مع الشرك فان ما هم عليه من الشرك مفسد لكل ما يزعمون انه من مدائحهم مثل كونهم من اهل الكتاب او كونهم مزكون او كونهم آآ ورثة الانبياء او كونهم من ذرية آآ الانبياء هذا لا ينفع مع الشرك نعم ثم قال تعالى الم تر الى الذين يزكون انفسهم الايتين هذا تعجب من الله لعباده وتوبيخ الذين تذكروا انفسهم من اليهود والنصارى ومن نحى نحوهم من كل من زكى نفسه بامر ليس فيه. وذلك ان اليهود والنصارى يقولون نحن ابناء الله واحباؤه ويقولون من يدخل الجنة الا ما كان هودا او نصارى. وهذا مجرد طلبها نعيها وانما البرهان ما اخبر به في قوله في القرآن ما اخبر به في القرآن ما اخبر به في القرآن وفي قوله بلى من اسلم وجهه لله وهو محسن فله واجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون. فهؤلاء هم الذين زكاهم الله ولهذا قال هنا بل الله زكي من يشاء. اي بالايمان وعمل الصالح بالتخلي عن الاخلاق الفضيلة والتحلي بالصفات الجميلة واما هؤلاء فهم وان زكوا انفسهم بزعمهم انهم على شيء وان الثواب لهم وحدهم فانهم كذبة في ذلك ليس لهم من خصال والزكاة نصيب بسبب ظلمهم وكفرهم لا بظلم من الله لهم. ولهذا قال ولا يظلمون فتيلا. وهذا لتحقيق العموم لا يظلمون شيئا ولا مقدار الفتيل الذي في شق او الذي يقتل من وسخ اليد وغيرها. قال تعالى انظر كيف يفترون على الله الكذب. اي بتزكيتهم انفسهم لان هذا من اعظم على الله لان مضمون تزكية من انفسهم الاخبار بان الله جعل ما هم عليه حقا وما عليه المؤمنون والمسلمون باطلا وهذا اعظم الكذب وقلب الحقائق وهذا اعظم الكذب وقلب الحقائق بجعل الحق باطلا والباطل حقا ولهذا قال وكفى وكفى به اثما مبينا. اي ظاهرا بينا موجبا للعقوبة البليغة والعذاب الاليم قال تعالى الم تر للذين اوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبة والطاغوت الايات. وهذا من قبائح اليهود وحسدهم النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين ان الراديات وطبعهم الخبيثة حملهم على ترك الايمان بالله ورسوله والتعوض عنه بالايمان بالجبت والطاغوت وهو الايمان بكل عبادة لغير الله او بغير شرع الله فدخل في ذلك السحر والكائنات وعبادة غير غير الله وطاعة الشيطان. والطاغوت وكذلك حمله الكفر والحسد عن فضلوا طريقة الكافرين بالله عبدة الاصنام على طريق المؤمنين. فقال ويقولون للذين كفروا اي لاجلهم تملقا لهم وبغض للمؤمنين هؤلاء اهدى من الذين امنوا سبيلا اي طنيقا فما اسمجهم وشد عنادهم واقل عقولهم. كيف سلكوا هذا المسلك الوخيم والوادي هل ظنوا ان هذا يروج على احد من العقلاء او يدخل عقل احد من الجهلاء فهل يفضل دين قام على عبادة الاصنام والاوثان واستقام على تحريم الطيبات واباحة الخبائث واحلال الكثير من المحرمات واقامة الظلم بين الخلق وتسوية الخالق بالمخلوقين والكفر بالله ورسوله وكتبه على دين ومعنى عبادة الرحمن والاخلاص لله في السر والاعلان والكفر ما يعبد من دونه من الاوثان والانداد والكاذبين وعلى صلة الارحام والاحسان الى جميع الخلق حتى البهائم واقامة وقسط بين الناس وتحريم كل خبيث وظلم ومصدق في جميع ومصدق في جميع الاقوال في الجميع الاقوال والاعمال فهل هذا الا من الهديان وصاحب هذا القول اما من اجهل الناس وضعفهم عقله واما من اعظمه نادرا وتمرد ومراغبة للحق وهذا هو الواقع. ولهذا قال تعالى عنه الذين لعنهم الله اي طردهم من رحمته واحل عليهم نقمته. ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا ان يتولاه ويقول صالح ويحفظه من عن المكاره ام لهم نصيب من الملك كيف يفضلون من شاؤوا على من شاؤوا بمجرد هواءهم فيكونون شركاء لله المملكة فلو كانوا كذلك لانشحوا وبخلوا اشد البخل. ولهذا قال فاذا اي لو كان لهم نصيب من ملك لا يؤتون الناس نقيرا عيشيا ولا قليلا وهذا وصف له من شدة البخل على تقدير وجود ملكهم والمشارك لملك الله. واخرج هذا مخرج الاستفهام المتقرر انكاره عند كل احد. قال تعالى سلام اتاهم الله من فضله اي هل الحامل لهم على قولهم كونهم شركاء لله فيفضلون من شاؤوا ام الحمل لهم على ذلك لحسدوا الرسول وللمؤمنين على ما اتاهم وذلك ليس ببدع ولا غريب على فضل الله. فقد اتينا ال ابراهيم الكتاب والحكمة واتيناه ملكا عظيما. وذلك ما الله به على ذر ابراهيم وذريته منبوت الكتاب والملك الذي اعطاهم من اعطاهم لانبيائه كذا هود وسليمان. فان عامه لم يزل مستمرا على عباده المؤمنين فكيف بالنبوة والنصر والملك والملك لمحمد صلى الله عليه وسلم. افضل الخلق واجلهم واعظمهم معرفة بالله واخشاهم له. فمنهم من امن به محمد صلى الله عليه وسلم فنال بذلك السعادة الدنيا ويتولى الفلاح الاخروي ومنهم من صد عنه عنادا وبغي وحسدا فحصل لهم من شقاء الدنيا كما هو بعض اثار معاصيهم وكفى بجهنم سيرا. ولهذا قال ان الذين كفروا باياتنا سوف نصليهم نارا اي عظيمة الوقود شديدة الحرارة. كلما نضجت جلودهم اي احترقت بدلناهم جلودا غيرها يذوق العذاب اي ليبلغ العذاب منهم كل مبلغ وكما تكرر منهم الكفر وعناد وصار وصفا لهم وسجية كرر عليهم عذاب جزاء وفاقا. ولهذا قال ان الله كان عزيزا حكيما. اي له العزة العظيمة والحكمة في خلقه وامره وثوابه وعقابه. هذه الاية فيها دلالة على صدق ان القرآن من الله عز وجل. فمن اين علم النبي صلى الله عليه وسلم ان الاحساس موجود في الجلود الجلد اذا احترق لا يحس الانسان بعد ذلك بشيء. ولذلك قال كلما نظلت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها يذوق العذاب هذا كلام الله عز وجل نعم وقال تعالى والذين امنوا اي بالله وما اوجب الايمان الايمان به وعملوا الصالحات بالواجبات والمستحبات سندخلهم جنات تجري من تحت الانهار ازواج مطهرة اي من من الاخلاق الرضية والخلق الذمي مما يكون من نساء الدنيا من كل دنس وعيب وندخلهم ظلا ظليلا ثم قال تعالى ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها الايتين الامانات كل ما اؤتمن عليه الانسان وامر بالقيام به فامر الله عباده موفرة لا منقوصة ولا منفوصة ولا منطولا بها. ويدخل في ذلك امانات الولاية والاموال والمأمورات التي لا يطلع عليها الا الله. وقد ذكر الفقهاء ان على من اؤتمن امانة وجب عليه في حرز مثلها قالوا لانه لا يمكن اداؤها الا بحفظها فوجب ذلك وفي قوله الى الى اهلها دلالة على انها لا تدفع وتؤدى لغير المؤتمر ووكيله بمنزلته. فلو دفعها لغير ربها لم يكن مؤديا لها. واذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل وهذا يشمل الحكم بينهم في الدماء والاموال والاعراض القليل من ذلك والكثير على القريب والبعيد والبر والفاجر والولي والعدو والمراد بالعدل الذي امر الله بالحكم به وما شرعه الله على لسان رسوله من الحدود والاحكام. وهذا يستلزم معرفة العدل ليحكم به ما كانت هذه اوامر حسنة عادلة قال ان الله نعم ما يعظكم به ان الله كان سميعا بصيرا وهذا مدح من الله نوابيه على مصالح الدارين في مطاعة رسوله وذلك امتثال امرهما الواجب والمستحب والاجتناب نهيه ما وامر بطاعة اولي الامر. وهم الولاة على الناس بالاموال والحكام والمفتين فانه لا يستقيم للناس امر دينهم ودنياهم الا بطاعتهم والانقياد لهم. طاعة لله ورغوة فيما عنده ولكن بشرط ان لا يأمر بمعصية الله اذا ان امروا بذلك فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ولعل هذا هو السر في حذف الفعل عند الامر بطاعتهم وذكرهم مع طاعة الرسول فان غسلنا يأمر الا بطاعة الله ومن يطيعه فقد اطاع الله الامر بطاعتهم الا يكون معصية. ثم امر برد كل ما تنازع الناس فيه من اصول الدين من اصول الدين وفروعه الى الله والى الرسول اي الى كتاب الله وسنة رسوله فان فيهما الفصل الفصل في جميع المسائل الخلافية اما بصريحهما او عمومهما او ايماء او تنبيه او مفهوم او عموم معنى يقاس عليه ما اشبهه ما اشبهه لان كتاب الله وسنة رسوله عليهما بناء الدين ولا يستقيم الايمان الا بهما فالرجع اليهما شر في الايمان فلهذا قال ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر فدل ذلك على ان من لم يرد اليه من لم يرد اليهما من لم يرد من لم يرد اليه الصنف ان من من لم يرد اليهما مسائل النزاع فليس بمؤمن حقيقة بل مؤمن بالطاغوت كما ذكر في الاية بعدها. ذلك اي اي الرد الى الله ورسوله خيره واحسن تأويه فان حكم الله ورسوله احسن الاحكام واعدلها واصلحها للناس في امر دينهم ودنياهم وعاقبتهم ثم قال تعالى الم تر الى الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك الايات يعجل يعجل تعالى عباده من حالة المنافقين الذين يزعمون انهم مؤمنون ما جاء به الرسول وما قبله مع هذا يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت وهو كل من حكم بغير شرع الله فهو طاغوت والحال انهم قد امروا يكفروا به فكيف يجتمع هذا هذا هو الايمان فان الايمان يقضي قيادة لشرع الله وتحكيمه في كل ما امر من الامور فمن زعم انه اختار حكم الطاغوت على حكم الله فهو كاذب في ذلك وهذا من اضلال لهذا قال ويريد الشيطان ان يضلهم ضلالا بعيدا عن الحق. فكيف يكون حال هؤلاء الضالين اذا اصابتهم مصيبة ما قدمت ايديهم من المعاصي. ومنها تحكيم ثم جاءوك متعذرين لما صدر منهم ويقولون انا اردنا الا احسانا وتوفيقا اي ما قصدنا في ذلك الاحسان الى المتخاصمين والتوفيق وهم كذبة في ذلك فان الاحسان كل الاحسان تحكيم الله ورسوله ومن احسن من الله حكما لقومه يوقنون. ولهذا قال اولئك الذين حين يعلم الله ما في قلوبهم اي من النفاق من قصد السيء فاعرض عنهم اي لا تبالي بهم ولا تقابلهم على ما فعلوه واقترفوه وعظهم اي بين لهم حك حكم الله تعالى مع الترغيب في حكم الله تعالى مع حكم الله تعالى مع الترغيب في الانقياد لله وترهيب من تركه وقل لهم في انفسهم قولا بريرا انصحهم سرا بينك وبينهم فانه انجح من حصول المقصود وبالغ في زجرهم وقمعهم عما كانوا عليه. وفي هذا الدليل على ان من اقترف على ان المعاصي وان اعرض عنه فانه ينصح سرا ويبالغ في وعظه ما يظن حصوله حصول المقصود به. ثم قال تعالى وما ما ارسلنا من رسول الا يطاع باذن الله الايتين يخبر تعالى خبرا في ظل الامر والحسر على طاعة الرسول والانقياد له. وان الغاية من لسان الرسل ان يكونوا مطاعم انقادوا لهم انقاذوا لهم المرسل اليهم في جميع ما امروا به ونهوا عنه وان يكونوا معظمين معظمين تعظيم المطاعن المطيع موصي فيما يبلغونه عن الله وفيما يؤمرون به وينهون عنه لان الله امر بطاعته مطلقا فلولا انهم معصومون لا لا يشرعون ما هو خطأ لما امر لما لما امر بذلك مطلقا وقوله باذن الله اي الطاعة الطاعة من المطيع صادرة بقضاء الله وقدره ففيه اثبات القمر والقدر اختم على الاستعانة بالله وبيان انه لا يمكن الانسان ان لم يعنه الله ان يطيع الرسول. ثم اخبر عن كرمه العظيم وجوده ودعوته لمن اقتضى السيئات ان يعترفوا ويتوبوا ويستغفروا الله فقال ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاءوك اي معترفين بذنوبهم باخرين بها فاستغفروا الله واستغفر لهم يقولون وجدوا الله توابا رحيما اي لتاب عليهم بمغفرته ظلمهم ورحمهم بقبول التوبة والتوفيق لها والثواب عليها وهذا المجيء صلى الله عليه وسلم مختص بحياته ان السياق يدل على ذلك لكون الاستغفار من الرسول لا يكون الا في حياته. واما بعد موته فانه لا يطلب منه شيء بل ذلك ثم اقسم تعالى بنفسه الكريمة انهم لا يؤمنون حتى يحكموا رسوله فيما جرى بينهم اي في كل شيء يحصل فيه اختلاف بخلاف مسائل اجمعين فانها لا تكن الا مستندة للكتاب والسنة ثم لا يكفي هذا التحكيم حتى ينتهي الحرج من قولهما الضيق. وكونهم يحكمونه على وجه الاغماض ثم لا يكفي هذا التحكيم حتى يسلموا لحكمه تسليما بانشراح صدر وطمأنينة نفس وانقياد للظاهر والباطن. فالتحكيم في مقام الاسلام وانتفاء الحرج في مقام الايمان. والتسليم في مقام الاحسان فمن اسكن هذه المراتب وكملها فقد استكمل مراتب الدين كلها. فمن ترك هذا التحكيم مذكورا غير ملتزم له فهو كافر ومن تركه مع التزامه فله حكم امثاله من العاصين. ثم قال تعالى هذه المسألة مهمة. من ترك هذا التحكيم غير ملتزم له فهو كافر. ومن تركه مع التزامه فله حكم امثاله من العاصين يعني الانسان يقر بان شرع الله هو اللازم ثم حكم بغير الشرع لا يكفر. لان الزامه التزامه موجود العمل مفقود حكمه حكم العاصين. نعم ثم قال تعالى ولو انا كتبنا عليهم ان اقتلوا انفسكم او اخرجوا من دياركم ما فعلوه الا قليل منهم الايات. يخبر تعالى انه ولو كتب على عباده الاوامر شاقت على النفوس من قتل النفوس والخروج من الدينار لم يفعله الا القليل منهم والنادر فليحمدوا ربهم وليشكرهم على ما على تيسير ما امر ما امرهم به من الاوامر التي تسهل على كل احد ولا يشق فعلها. وفي هذا اشارة الى انه ينبغي ان يلحظ العبد ضد ما هو فيه من المكروهات عليه العبادات ويزداد حمدا وشكرا لربه. ثم اخبر انه نوفا وما يوعظون به اي ما وظف عليهم في كل وقت بحسبه فبذلوه ابذلوا هممهم ووفروا نفوسهم لقيامه وتكميله ولم تطمح نفوسهم لما لم يصلوا اليه ولم يكونوا بصنده وهذا هو الذي ينبغي للعبد ان ينظر الى الحالة التي القيام بها فيكملها ثم يتدرج شيئا فشيئا حتى يصل الى ما قدر له من العلم والعمل في امر الدين والدنيا وهذا بخلاف من طمحت نفسه الى امر لم يصل اليه ولم وما ارضى به بعد فانه لا يكاد يصل الى ذلك بسبب تفريق الهمة وحصون الكسل وعدم النشاط ثم رتب ما يحصل لهم من على فعل ما ما يوعبون به وهو اربعة امور احدهما الخيرية في قوله لكان خيرا له لكانوا من افعال الخير التي امروا بها ايها انتفى عنهم بذلك صفة ان نثبت شيء يستلزم النفي ضده. الثاني حصون التثبيت والثبات وزيادته فان الله يثبت الذين امنوا بسبب ما قاموا به من الايمان وفي الحياة الدنيا عند ورود الفتن في الاوامر والنوائب والمصائب فيحصل لهم ثبات يوفقون لفعل الاوامر وترك الزواج التي تقتضي التي تقتضي النص فعلها وعند حلول المصائب التي يكرمها العبد فيوفق للتثبيت بالتوفيق للصبر او للرضا او للشكر فينزل عليه فينزل عليه معونة من الله القيام بذلك. ويحصل لهم الثبات على الدين عند الموت وفي القبر. وايضا فان العبد القائم امر به لا يزال التمرن على الاوامر الشرعية على ما امر به لا يزال يتمرن على على الاوامر الشرعية حتى يألفها ويشتاق اليها والى امثالها فيكون ذلك معونة له على الثبات على الطاعات قوله واذا لا اتيناهم من لدنا اجرا عظيما اي في العاجل والاجل الذي يكون للروح والقلب والبدن ومن النعيم نقيم ما لا عظات ولا اذن سمعت ولا على قلب البشر. الرابع الهداية الى الصراط المستقيم وهذا عمر بعد الهداية الى الصراط المستقيم. من كونها متظمنة للعلم بالحق ومحبة وايثاره والعمل به توقف السعادة والفلاح الى ذلك فمن هدي الى صراط مستقيم فقد وفق لكل خير واندفع عنه كل شيء احسنت بارك الله فيك القراءة مع الشيخ عبد السلام في قوله تعالى لكان خيرا لهم نكرة وهي تعم والشيخ فسر الخيرية هنا بوصف وهذي احد انواع الخيرية والا فهي اعم لكان خيرا لهم في كونهم من اهلها لكان خيرا لهم في الحال لكان خيرا لهم في المآل. تشمل هذه المعاني كلها. نعم قال رحمه الله تعالى وقول الله تعالى ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين الاية اي كل من اطاع الله ورسوله على حسب حاله وقدر الواجب عليه من ذكر او انثى وصغير وكبير فاولئك مع الذين انعم الله عليهم النعمة العظيمة التي تقتضي كمالا والفلاح والسعادة من النبيين الذين فضلهم الله بوحيه واختصهم بتفضيله بارساله من الخلق ودعوته الى الله تعالى والصديقين هم الذين كملوا تصديقهم بما جاءت به الرسل فعملوا فعلموا الحق وصدقوه بيقينهم قولا وعملا وحالا ودعوة الى الله والشهداء الذين قاتلوا في سبيل الله لاعلاء كلمة الله فقتلوا الصالحين الذين صلح ظاهرهم باطنهم فصلحت اعمالهم فكل من اطاع الله تعالى كان مع هؤلاء وفي صحبتهم وحسن اولئك رفيقا بالاجتماع بهم في جنات النعيم بقربهم في جوار رب العالمين. ذلك فضل الله الذي نالوه من الله فهو الذي وفقهم لذلك واعانهم عليه واعطاهم من الثواب ما لا تبلغه اعمالهم وكفى بالله يعني من يعمل يعلم احوال عباده ومن يستحق منه الثواب الجزيل بما قام به من اعمال صالحة التي تواطأ عليها القلب والجوارح. قوله تعالى ايها الذين امنوا خذوا حذركم من في رتبات وانشروا جميع الايات. يأمر تعالى عباده المؤمنين باخذ حذرهم من اعدائهم الكافرين وهذا يشمل الاخذ بجميع الاسباب التي بها يستعان على قتال ويستدفع مكروه وقوتهم من استعمال الحصون والخنادق وتعلم الرمي والركوب وتعلم الصناعات التي تعين على ذلك. وما به يعرف مداخلهم والدهم ومكروه والنفير في سبيل الله ولهذا قال ففي رتبات للمتفرقين بان تنفر سرية او جيش ويقيم غيره. او انفروا جميعا وكل هذا تبع للمصلحة والنكاية والراحة للمسلمين في دينهم وهذه نظير اية قوله تعالى واعدوا لهم ما استطعتم من قوة. ثم اخبر عن ضعفاء متكاسلين عن الجهاد فقال وان منكم يا ايها المؤمنون لمن لا يبطئن يتثاقل عن الجهاد في سبيل الله ضعفا وخبرا وجبنا وهذا هو الصحيح قيل معناه ليبطئن غيره ويزهده في القتال وهؤلاء هم المنافقون ولكن الاول اولى لوجهين احدهما قوله منكم والثاني والخطاب للمؤمنين قوله في اخر الاية كأن لم تكن بينكم وبينه مودة فان الكفار من المشركين والمنافقين قد قطع الله بينهم وبين المؤمنين المودة وايضا فان هذا هو الواقع فان المؤمنين على قسمين صادقون في ايمانهم اوجب لهم ذلك مال التصديق والجهاد وضعفاء دخلوا في الاسلام فصار معهم ايمان من لا يقوى على الجهاد كما قال تعالى قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا الى اخر الايات ثم ذكر غاياتها يمكن آآ الذي يظهر والله اعلم ان لم وان منكم لمن ليبطئن ان تحمل على العموم فيشمل المنافقين المثبطين يشمل ظعفاء الايمان لان من وان من منكم لمن لا يبط يعني من من الفاظ العموم فيشمل الصنفين نعم ثم ذكر غايته هؤلاء المتثاقلين ونهاية مقاصدهم وان معظم قصدهم الدنيا وحطامها فقال فان اصابتكم مصيبتنا اي هزيمة وقتل وظهروا عليكم في بعض الاحوال لما لله تعالى في ذلك من الحكم. قال ذلك المتخلف قد انعم الله علي اذ لم اكن معهم شهيدا رأى من ضعف عقله ان التقاعد عن الجهاد الذي فيه تلك المعصية مصيبة عظيمة. التي فيه تلك المصيبة نعمة ولم يدري ان النعمة الحقيقية هي التوفيق لهذه الطاعات كبرت التي بها يقوى الايمان ويسلم بها العبد من العقوبة والخسران ويحصل فيها عظيم الثواب ورضا الكريم الوهاب واما القعود فانه وان فانه يعقبه تعب طويل والام عظيمة لا يفوته ما يحصل للمجاهدين. ثم قال ولن اصابكم فضل من الله اين صمغ غنيمة لا بينكم وبينه مودة يا ليتني كنت معهم فافوز فوزا عظيما يتمنى انه حاضر لينال من المغانم ليس له رغبة ولا قصد في غير ذلك كانه ليس يا معشر المؤمنين ولا بينكم وبينه المودة الايمانية الذي من مقتضاها التي الذي من مقتضاها ان المؤمنين مشتركون في جميع مصالحهم ودفع مضادهم يفرحون بحصولها ولو على يد غيره من اخوانه المؤمنين. ويألمون بفقدها ويسعون جميعا في كل امر يصلحون به دينهم ودنياهم فهذا الذي يتمنى الدنيا فقط ليست معه الروح الايمانية المذكورة ومن لطف الله بعباده الا يقطع عنهم رحمته ولا يغلق عنهم ابوابه بل من حصل على غير ما يليق امره ودعاه الى جبر نقصه لنفسه فلهذا امر هؤلاء بالاخلاص والخروج في سبيل الله فقال فليقاتل في سبيل الله الحياة الدنيا بالاخرة هذا احد الاقوال في هذه الاية وهو اصح وقيل ان معناه فليقاتل في سبيل الله المؤمنون والكامل الايمان الصادقون في ايمانهم الذين يشرون الحياة الدنيا بالاخرتين رغبة عنها بالاخرة رغبة فيه رغبة فيها فان هؤلاء هم الذين يوجه اليهم الخطاب لانهم الذين قد اعدوا انفسهم وطنوها على جهاد الاعداء لما معهم من الايمان التام المقتضي لذلك واما المنافق واما واما اولئك المتزاقلون فلا يعبأ بهم خرجوا او قعدوا فيكون هذا نذر قوله تعالى قل امنوا به او لا تؤمنوا الذين اوتوا العلم من قبل اذا يتلى عليهم يغفرون للاذقان سجدا الى اخر الايات. وقوله تعالى فان يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين الذي يظهر ان الاية عامة فليقاتل خطاب عام. لاهل الايمان الكمل ولاولئك المتثبطين من ظعاف الايمان. نعم وقيل ان معنى الاية فليقاتل المقاتل والمجاهد للكفار الذين ينشرون الحياة الدنيا بالاخرة فيكون على هذا الوجه الذين في محل نصب على المفعولية ومن يقاتل في سبيل الله بان يكون جهادا قد امر الله به ورسوله ويكون العبد مخلصا لله فيه قاصدا وجه الله. او يغلب فسوف نؤتيه اجرا عظيما فيمنه ودينه وغنيمة وثناء حسن وثواب المجاهدين في سبيل الله الذين اعد الله لهم في الجنة ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وما لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء الاية هذا حث من الله تعالى لعباده المؤمنين وتهييج لهم على القتال في سبيل ان ذلك قد تعين عليهم وتوجه لهم بتركه فقال وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والحال ان المستضعفين بالرجال والنساء والولدات الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا مع هذا فقدنا لهم واعظم الظلم من اعدائه فهم يدعون الله ان يخرجهم من هذه القرية الظالمين اهلها لانفسهم بالكفر والشرك وللمؤمنين بالاذى والصد عن سبيل الله ومنعهم من الدعوة لدينهم ويدعون الله ان يجعله وليا ونصيرا يستيقظ من هذه القرية الظالمة اهلها فصار جهادكم على هذا الوجه من باب القتال والذب عن عيلاتكم واولادكم ومحارمكم لان باب الجهاد الذي هو الطمع في الكفار فانه وان كان فيه فضل عظيم او يلام المتخلف عنه اعظم اللغة فالجهاد الذي فيه استيقاظ المستضعفين منكم اعظم اجرا هم اكبر فائدة واكبر فائدة بحيث يكون من باب دفع الاعداء ثم قال الذين امنوا يقاتلون في سبيل سبيل الله الاية هذا اخبار من الله بان المؤمنين يقاتلونه يقاتلون في سبيله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت الذي هو الشيطان في ظل ذلك عدة فوايد منها انه بحسب ايمان العبد يكون جهاده في سبيل الله واخلاصه ومتابعته فالجهاد في سبيل الله من اثار الايمان ومقتضياته ولوازمه كما ان القتال في سبيل ابن الطاغوت من شعب الكفر ومقتضياته. ومنها ان الذي يقاتل في سبيل الله ينبغي ويأله ويحسن منه الصبر والجلد ما لا يقوم به غيره. فاذا كان اولياء يقاتلونهم على باطل فاهل الحق ولا اولى بذلك. كما قال تعالى في هذا المعنى ان تكونوا تعلمون فانهم يعلمون كما تعلمون وترجون من الله ما لا يرجون الاية ومنها ان الذي يقاتل في سبيل الله معتمدا على ركن معتمدا على ركن وثيق وهو الحق والتوكل على الله فصاحب القوة والركن الوثيق يطلب منهم من الصبر والثوابت والثبات والنشاط. ما لا يطلب ممن يقاتل على عن الباطل الذي لا حقيقة له ولا عاقبة حميدة. فلهذا فقال تعالى فقاتلو اولياء الشيطان ان كيد الشيطان كان ضعيفا والكيد سلوك الطرق الخفية في الضرر العدو. فالشيطان وان بلغ مكروه مهما بلغ انه في غاية الضعف الذي لا يقوم لادنى شيء من الحق ولا لكيد الله لعباده المؤمنين قوله تعالى الم تر الى الذين قيل لهم كفوا ايديكم واقيموا الصلاة واتوا الزكاة ايتين قال كان المسلمون اذا كانوا بمكة مأمورين بالصلاة والزكاة هم الفقراء الى الزكاة المعروفة ذات النصب والشروط. فانها لم تفرض الا بالمدينة ولم يؤمر بجهاد الاعداء لعدة فوائد منها ان من حكمة الباري تعالى ان يشرع للعباد الشرع على وجه الله يشق عليهم ويبدأ بالهم فالاهم والاسهل فالاسهل. ومنها انه لو فرض عليهم القتال مع قلة عددهم وعددهم وكثرة اعدائهم لا ادى ذلك الى الى محلال الاسلام فروعي جانب المصلحة العظمى على ما دونها ولغير ذلك من الحكم. وكان بعض المؤمنين يودون ان لو فرض عليهم القتال في تلك الحال غير اللائقين فيها ذلك وانما لا يقضي فيها القيام بما امروا به في ذلك الوقت من التوحيد والصلاة والزكاة ونحو ذلك. كما قال تعالى ولو انه فعل ما يوعظون به لكان خيرا لهما وشد تثبيتا فلما هاجروا الى المدينة وقوي الاسلام كتب عليهم القتال في وقت مناسب لذلك فقال فريق من الذين يستعجلون القتال قبل ذلك خوفا من الناس وضعفا وخورا ربنا لما كتبت علينا القتال في هذا واعتراضهم على الله وكان الذي ينبغي لهم ضد هذه الحال التسليم لامر الله والصبر على اوامره فعكسوا والمطلوب منهم؟ فقالوا لولا اخرتنا الى اجل قريب اي هلا اخرت فظل القتال مدة متأخرة عن الوقت الحاضر وهذه الحال كثيرا ما تعرض لمن هو غير الزين واستعجل في الامور قبل وقتها فالغالب عليه انه لا يصبر عليها وقت حلولها ولا ينوء بحملها ولا ينوء بحملها بل يكون قليلا الصبر ثمان الله تعالى وعظهم عن هذه الحال التي فيها التخلف عن القتال فقال قل متاع الدنيا قليل والاخرة خير لمن اتقى الى التمتع بلذات الدنيا وراحتها قليل فتحمل في طاعة الله في المدة القصيرة مما يسهل على النفوس يخف عليها. لانها اذا علمت المشقة التي تنالها لا يطول سها هان عليها ذلك فكيف اذا وازنت بين الدنيا والاخرة وان الاخرة خير منها في ذاتها ولذاتها وزمانها فذاتها كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الثابت عنه ان موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها ولذاتها صافية عن المكدرات بل كل ما خطر بالمال او دار في الفكر من تصور لذة فلذة الجنة فوق ذلك ما قال تعالى فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين. وقال الله على نساء النبيين ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على بشر واما لذات الدنيا فانها مشوبة بانواع التنغيص الذي لو قوبلت بين لذاتها وما يغتر بها من انواع الالام والهموم والغموم لم يكن لذلك نسبة بوجه نسبة بوجه من الوجوه واما زمانها فان الدنيا منقضية وعمر الانسان بالنسبة للدنيا شيء يسير واما الاخرة واما الاخرة فانها دائمة النعيم واهلها فيها فاذا فكر العاقل في هاتين الدارين وتصور حقيقتهما حق تصور عرفة ما هو احق بالايثار والسعي له والاجتهاد بطلبه قال تعالى والاخرة خير لمن اتقى واتقى الشرك وسائر المحرمات. ولا تظلمون فتيلنا اي فسائركم للدار الاخرة ستجدونه كاملا موفرا قوس منه شيء ثم اخبر انه لا يغني حذر عن قدر وان القاعدة لا يدفع عنه قعوده شيئا فقال اينما تكونوا يدرككم الموت اي في اي زمان واي مكان ولو كنتم في مشاهدتين في قصور منيعة ومنازل رفيعة. وكل هذا حث على الجهاد في سبيل الله تارة بالترغيب في فضله وثوابه وتارة بالترهيب من عقوبة تركه وتارة باخبار انه لا القاعدين قعوده متارة بتسهيل الطريق في ذلك وقصرها. ثم قال وان تصبهم حسنة يقول هذه من عند الله الايتين الذين لا يعلمون المعجزين عما جاءت به رسل المعارضين لهم انهم اذا جاءته حسنة اي خصب اي خصب اي خصم وكثرة اموال وتوفر اولاد وصحة قالوا هذه من عند الله وانهم ان اصابتهم سيئة اي جدوى وفقر ومرظ وموت اولاد واحباب قالوا هذه من عندك. اي بسبب ما جئتنا به يا محمد تطير برسول الله صلى الله عليه وسلم كما تطير امثاله برسل الله كما اخبر الله عن قوم فرعون وقال قوم صالحين قالوا اطيرنا بك ومن معك وقال قوم ياسين الرسل منا تطيرنا بكم لان لم تنتهوا لنرجمنكم الاية فلما تشابهت قلوبهم بالكفر لتشابهت اقوالهم وافعالهم وهكذا كل من نسب حصول الشر او زوال الخير ما جاءت به الرسل او لبعضه فهو داخل فيها الذنب في هذا الذم الوخيم قال الله في جوابهم قل كل اي من الحسنة والسيئة والخير والشر من عند الله بقضائه وقدره وخلقه فما لهؤلاء القوم الصادقين الباطلة لا يكادون يفقهون حديثا اي لا يفهمون حديثا بالكلية ولا يقربون من فهمه او لا يفهمون منه الا فهما ضعيفا وعلى كل فهو ذم لهم توبيخ على عدم فهمهم وتوبيخ لهم على عدم فهمه موفق وفقههم عن الله وعن وعن رسوله وذلك بسبب كفرهم اعراضهم وفي ضمن ذلك مدح من يفهم عن الله وعن رسوله والحث على ذلك وعلى الاسباب المعينة على ذلك من الاقبال على كلامهم وسلوك طرق الموصلة اليه. فلو فقهوا عن الله لعلموا ان الخير والشر والحسنات والسيئات كلها بقضاء الله وقدره لا يخرج منها شيء عن ذلك وان الرسل عليهم الصلاة والسلام لا يكونون سببا لشر يحدث لهم ولا ما جاءوا به لانهم بعثوا بمصالح الدنيا والاخرة والدين يعني الذي يتكلم في القدر باللجلاج هو لا يفقه شيئا وانما يتكلم العلماء في القدر بفقه نزل من الله ورسوله. نعم ثم قال تعالى ما اصابك من حسنة في الدين والدنيا فمن الله هو الذي من بها ويسرها بتيسير اسبابها وما اصابك من سيئة في الدين فمن نفسك اي بذنوبك وكسبك وما يعفو الله عنه اكثر. فالله تعالى قد فتح لعباده ابواب احسانه وامرهم بالدخول لبره وفضله. واخبرهم ان المعاصي مانعة من فضله فاذا فعلها العبد فلا يلومن الا نفسه فانه المانع لنفسه عن اصول فضل الله وبره. ثم اخبر عن عمو رسالة محمد صلى الله عليه وسلم فقال ارسلناك للناس رسولا وكفى بالله اي شهيدا على انك رسول الله حقا بما يدك بنصر ومعجزات الباهرة والبراهين الساطعة فهي اكبر شهادة عن اطلاقهما قال تعالى قل اي شيء اكبر شهادة قل الله بيني وبينكم فاذا علموا فاذا علم ان الله تعالى كامل على العلم تام القدرة عظيم الحكمة وقد ايد الله رسوله بما ايده ونصره نصرا عظيما. تيقن بذلك كانه رسول الله والا فلو تقول عليه بعض الاقاويل لاخذ منه باليمين ثم لقطع منه الوتين. قوله تعالى من يطع الرسول فقد اطاع الله لا كل من اطاع رسول الله في اوامره ونواهيه فقد اطاع الله تعالى لكونه لا ينظر الا ولا يأمر ولا ينهى الا بامر الله وشرعه ووحيه وتزيينه. وفي هذا عصمة الرسول صلى الله عليه وسلم لان الله امر بطاعته مطلقا فلولا انه كان معصوما في كل ما يبلغ في كل ما يبلغ عن الله لم يأمر بطاعته مطلقا على ذلك وهذا من الحقول المشتركة فان الحقوق ثلاثة حق لله تعالى لا يكون لاحد من الخلق وهو عبادة الله والرغبة اليه والتوابع ذلك. وقسم مختص بالرسول والتعزير التوقير والنصرة هو قسم مشترك والايمان بالله ورسوله محبتهما وطاعتهما كما جمع الله بين هذه الحقوق في قوله تعالى لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروا وتوقروا وتسبحوه بكرة واصيلا الى فمن اطاع الرسول فقد اطاع الله وله من الثواب والخير ما رتب على طاعة الله ومن تولى عن طاعة الله ورسوله فانه لا يضر الا نفسه ولا يضر والله يا شيخ ما ارسلناك عليهم حفظا لتحفظ اعمالهم واحوالهم بل اصلناك مبلغا وبينا وناصحا. وقد اديت وظيفتك وجب اجرك على الله سواء ام لم يهتدوا كما قال تعالى فذكر ان مات مذكر لست عليه مصيطن الاية. ولابد ان تكون طاعة الله ورسوله ظاهرا وباطنا في الحضرة والمغيب فاما من يظهر في الحضرة الطاعة والالزام فاذا خلا بنفسه او بابناء جنسه ترك الطاعة واقبل على ضدها فان الطاعة التي اظهرها غير نافعة ولا مفيدة وقد اتباهى من قال الله فيهم ويقولون طاعة يظهرون يظهرون الطاعة اذا كانوا عندك فاذا برزوا من عندك اخرجوا وخلوا في حالة لا بيت طائفة منه غير الذي تقول اي بيتوا ودبروا اي بيتوا ودبروا غير طاعتك ولا ثم الا المعصية وفي قوله بيت طائفة منه غير الذي تقول على ان الامر الذي استقر عليه غير الطاعة لان التبييت تدبير الامر ليلا على ود يستقر عليه الرأي. ثم توعدهم على ما فعلوا فقال والله يكتب ما يبيتون يحفظوا عليهم وسيجازيهم عليه اتم الجزاء فيه وعيد له ثم امر رسولا بمقابلته بالاعراض وعدم التعنيف. فانهم لا يضرونه شيئا اذا توكل على الله واستعان به في دينه واقامة سعيه ولهذا قال توكل على الله وكفى بالله وكيلا قوله تعالى فلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلاف كثير يمر تعالى بتدبر الكتاب والتأمل في معانيه وتحديق الفكر فيه وفي مبادئه عواقبه ولوازم ذلك فان في تدبر كتاب الله مفتاحا للعلوم والمعارف. وبه يستنتج كل خير وتستخرج منه جميع العلوم فبه يزداد الايمان في قلب في القلب وترسخ شجرته فانه يعرف بالرب المعبود وما له من صفات كمال وما ينزه عنه من سمات النقص ويعرف الطريق الموصلة اليه وصفة اهلها وما لهم عند القدوم ويعرف العدو الذي هو العدو على الحقيقة والطريقة الموصلة الى العذاب وصفة اهلها. وما لهم عند وجود اسباب العقاب وكلما ازداد العبد تأملا فيه ازداد علما وعملا وبصيرا لذلك امر الله بذلك وحدث عليه واخبر انه المقصود بانزال القرآن كما قال تعالى كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب. وقال افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها؟ تدبر كتاب الله انه بذلك يصل العبد الى درجة اليقين والعلم بانه كلام الله لانه يصدق بعضه بعضا يوافق بعضه بعضا فترى الحكم والقصة فترى الحكم والقصة والاخبارات تعاد في القرآن في عدة مواضع كلها متصادقة لا ينقض بعضها بعضا فبذلك يعلم كمال القرآن وانه من عند من احاط علمه بجميع الامور. فلذلك قال تعالى ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلاف فلما كان من عند الله فلم يكن فيه اختلاف اصلا قوله تعالى واذا جاءهم امر من الامن والخوف يدعوا به الاية هذا تدين من الله لعباده عن فعله هذا غير اللائق وانه ينبغي لهم اذا جاء امر من الامور المهمة والمصالح ما يتعلق بالامن والسرور للمؤمنين او بالخوف الذي فيه مصيبة عليهم بان ان يتثبتوا ولا يستعجلوا باشاعة ذلك القول بل يردونه الى الله بل يردونه الى الرسول الى اولي الامر منهم اهل العلم والرأي والنصح والعقل ورزانة الذين يعرفون الامور ويعرفون المصالح وضدها فان رأوا في اذاعة مصلحة ونشاط ظلموني وسرور لهما تحررا من اعداء افعلوا ذلك. وان رأوا انه ليس في مصلحة او فيه مصلحة ولكن مضرته تزيد على مصلحته لم يذيعوه. ولهذا قال لعل وان علمه الذين يستنبطونه منهم ان يستخرجونه بفكرهم واراءهم السديدة وعلومهم الرشيدة. وفي هذا دليل لقاعدة ادبية وهي انه اذا حصل بحث في امر من الامور ينبغي ان يولى من هو اهلا لذلك ويجعل الى اهله ولا يتقدم بين ايديهم فانه اقرب الى الصواب واحرى للسلامة من وفيه النهي عن العجلة والتسرع لنشر الامور من حين سماعها والامر والامر بالتأمل قبل الكلام والنظر فيه هل هو مصلحة فيقدم فيقدم لسان ام لا فيحجم عنه في هذه الاية من الفوايز وجوب الرجوع الى العلماء المستنبطين. لا سيما في المسائل التي يترتب وعليها مصالح ومفاسد في الدنيا والدين. نعم ثم قال تعالى ولولا فضل الله عليكم ورحمته اي في توفيقكم وتأديبكم وتعليمكم ما لم تكونوا تعلمون لاتبعتم الشيطان الا قليلا لان اللسان بطمع ظالم جاهل فلا تأمره والا بالشر فاذا لجأ الى ربي واعتصم به. واجتهد في ذلك لطف لطف به ربه وفقه لكل خير وعسى وهو من الشيطان الرجيم في سبيل الله لا تكلف الا نفسك الاية هذه حالة وافضل احوال العبد ان يجتهد في نفسه على امتثال امر الله من الجهاد وغيره يحرض غيره عليه وقد يعدم في العبد الامراني او احدهما فلهذا قال الله لرسوله فقاتل في سبيل الله لا تكلف الا نفسك اي ليس عليك قدرة على غير نفسك فلن تكلف بفعل غيرك وحرض المؤمنين على القتال وهذا يشمل كل امر يحصل به نشاط المؤمنين وقوة قلوبهم. من تقويتهم والاخبار بضعف الاعداء وفشلهم وما اعد الله للمقاتلين من الثواب المتخلفين من عقاب هذا وامثاله كله يدخل في التحريض على القتال. عسى الله ان يكف بأس الذين كفروا بقتالكم في سبيل الله وتحريض بعضكم على بعض والله اشد بئسا قوة وعزة واشد تنكيرا بالمذنب في نفسه وتنكيرا لغيره فلو شاء تعالى انتصر من الكفار بقوته ولم يجعل لهم باقية ولكن من يبلو بعض عباده ببعضهم ان يقوم سوق الجهاد ويحصل الايمان النافع ايمان الاختيار لا ايمان واضطرار والقهر الذي لا يفيد شيئا قوله تعالى من يشفع شفاعة حسنة منها الاية المراد بالشفاعة من المعاونة على امر من الامور فمن شفع غيره وقام معه على امر من امور غيري ومنه شفاعة المظلومين لمن ظلمهم كان له نصيب من شفاعته بحسب سعيه وعمله ونفعه ولا ينقص من اجر الاصيلة والمباشر شيء ومن عاون غيره امر من الشر كان عليه كفل من الاثم حسب ما قام به وعاون عليه في هذا الحث العظيم على التعامل على البر والتقوى والزجر والزد العظيم على التعاون على الاثم والعدوان وقرر ذلك بقوله وكان الله على كل شيء مقيتا اي شاهدا حفيظا حسيبا على هذه الاعمال فيجازي كلا ما يستحقه. واذا حييتم بتحية فاهيوا احسن منها او يردها ان الله كان على كل شيء حسب التحيته هي اللفظ الصادر من احد المتلاقيين على وجه الاكرام والدعاء وما يغتر بذلك اللفظ من البشاتة ونحوها وعلى انواع تحية ما ورد من شرع من السلام ابتداء ورد الى انهم اذا حييوا باي تحية كانت كانت ان يردوها باحسن منها لفظا وبشهادة او مثلها في ذلك ذلك النهي عن عدم الرد بالكلية او ردها بدونها ويأخذ من اياته الكريمة حز على ابتداء السلام والتحية من وجهين احدهما ان الله امر بردها باحسن منها او مثلها ذلك يستجيب ان التحية مطلوبة شرعا. والثاني ما يستفاد من افعل التفضيل وهو الدال الدال على مشاركة التحية ذهاب الحسن كما هو الاصل في ذلك ويستثنى من عموم الايات الكريمة من حيا بحال غير مأمون بها كعلى مشتعل بقراءة واستماع خطبة او مصلي ونحو ذلك فانه لا اطلب اجابة تحياتي كذلك يستثنى بذلك من امر الشارع بهديه وعدم تحيته وهو العاصي غير التائب الذي يرتدع بالهجر فانه يهجر ولا يحيى ولا ترد تحيته وذلك لمعارضة المصلحة الكبرى ويدخل في رد التحية كل تحية اعتادها الناس وهي غير محظورة شرعا. فانه مأمور بردها واحسن منها ثم اوعد تعالى وتوعد على فعل الحسنات والسيئات بقول ان الله كان على كل شيء حسيبا فيحفظ على العباد اعمالهم حسنة وسيئة صغيرة وكبيرا ثم يجازيهم بما اقتضاه فضله وعدو وحكم وحكمه المحمود هذه فائدة لطيفة ويدخل في رد التحية كل تحية اعتادها الناس واحد بعد السلام قال كيف حالك؟ عساك طيب؟ ترد عليه الحمد لله انا بخير كيف انتم؟ كيف الاولاد فدائما يكون الرد بافضل نعم الله لا اله الا هو ليجمعنكم الى يوم القيامة لا ريب فيه ومن اصدق من الله حديثا يقول تعالى مفراد بالحدانية وانه لا معبود ولا مألوه الا هو لكماله في ذات اوصافه ولكونه منفرد بالخلق والتدبير والنعم الظاهرة والباطنة وذلك يستلزم امر العبادات والتقرب اليه بجميع انواع العبودية الى كونه مستحقة لذلك وحده والمجازي للعباد ما قاموا به من عبوديته او تركوه منها ولذلك اقسم على وقوع محل الجزاء هو يوم القيامة فقال اجمعنكما ولكم واخركم قال الواحد في يوم القيامة لا ريب فيه لا شك ولا شبهة بوجه من الوجوه بالدليل العقلي والدليل السمعي التي وقوع الثانية اولى منها بالامكان ومن حكمة التي يجزم بان الله لم يخلق خلقه عبثا يحيون وثم يموتون. واما الدليل السمعي فاخبر الصادقين بذلك بالاقسام عليه. ولهذا قال من اصدق من الله حدث كذلك امهر رسوله. كذلك ام الرسول وان يقسم عليه في غير موضع القرآن كقوله تعالى زعم الذين كفروا الا يبعثوا قل بلى وربي لا تبعثن ثم لا تنبهن مما عملتم ذلك على الله يسير. وفي قوله ومن اصدق من الله حديثا ومصدق من الله قيل اخبار بان حديثه واخباره واقواله في اعلى مراتب الصدق بل اعلاها وكل ما قيل في العقائد والعلوم من الاعمال ما يناقض ما اخبر الله به فهو باطل لمناقضته للخبر الصادق اليقين فلا يمكن ان يكون حقا قوله تعالى فما لكم في المنافقين فئتين والله ارقسهم بما كسبوا الايات المراد بالمنافقين المذكورين في هذه الايات المنافقون المظهرون اسلامهم ولم يهاجروا مع كفرهم وكان قد وقع بين الصحابة رضوان الله عليهم فيهم اشتباه فبعضهم تحرج عن قتالهم وقطع موالاتهم بسبب ما ظهروا من الايمان بعضهم علم احوالهم فحكم بالكفر اخبرهم الله تعالى انه لا ينبغي لكم ان تشتبه ان تشتبهوا فيهم ولا تشكوا بل امرهم بل امرهم واضح غير مشكل انهم منافقون قد تكرر الكفر ودوا مع ذلك كفركم وان تكونوا مثلهم. فاذا تحققتم ذلك منه فلا يتخذه منهم اولياء. وهذا يستلزم عدا محبتهم لان الولاية فرع المحبة ويستلزم ايضا بغضهم وعداوتهم لان النهي شيئا ضده وهذا الامر موقت بهجرته فاذا هاجروا جرى عليهم ما جرى للمسلمين كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يجري احكام الاسلام لكل ما كان معه وهاجر اليه وسواء كان مؤمنا حقيقة وظاهر الايمان وانهم ان لم يهاجروا وتولوا عنها فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم اي في اي وقت واي اللي ان كان وهذا من جملة الادلة التي دلت على نسخ القتال في الاشهر الحرم. كما هو قول جمهور العلماء والمنازعون يقولون هذه نصوص مطلقة محمولة على التقيد التحريم في الاشهر الحرم ثم ان الله استثنى من قتال هؤلاء المنافقين ثلاث فرق فرقتين امر بتركهم وحتم على ذلك احداهما من من يصل الى قوم بينهم وبين المسلمين عهدا وميثاق بترك القتال فينضم اليهم فيكون له حكمهم في حقن الدم والمال والفرقة الثانية قوم صدورهم ان يقاتلوكم وان يقاتلوا قومهم اي بقوا لا تسمحوا انفسهم بقتالكم ولا بقتال قومهم واحبوا ترك قتال الفريقين فهؤلاء ايضا امر بترك وذكر الحكمة بذلك بقوله ولو شاء الله لسلطهم عليكم لقاتلوكم فان الامور الممكنة ثلاثة اقسام اما ان يكونوا معكم ويقاتلوا اعدائكم وهذا تعذر من هؤلاء فدار الامر بين قتالكم مع قومهم وبين ترك قتال الفريقين وهو اهون الامرين عليكم. والله قادر على تسليطهم عليك. فقولوا العافية واحمدوا ربكم الذي ومعكم مع التمكن من ذلك فهؤلاء ان اعتزلوكم فلم يقاتلوكم والقوا اليكم السلام فما جعل الله لكم عليهم سبيلا. الفرقة الثالثة قوم يريدون مصلحة انفسهم بقطع النظر عن احترامكم وهم الذين قال الله فيهم ستجدون اخرين اي من هؤلاء المنافقين يريدون ان يأمنوكم خوفا منكم ويأمنوا قومه ويأمنوا قومه كلما ردوا الى الفتنة يرقصوا فيها اي لا يزالون مقيمين على كفرهم ونفاقهم. وكلما عرض لهم عالم من عوارض الفتن اعماهم ونكسهم على رؤوسهم زاد كفرهم ونفاقهم وهؤلاء في الصورة كالفرقة الثانية في الحقيقة مخالفة لها. فان الفرقة الثانية تركوا قتال المؤمنين احتراما لهم لا خوفا على انفسهم خوف الاحترام بل لو وجدوا فرصة في قتال المؤمنين فانهم سيقدمون لاتهازها فهؤلاء ان لم يتبين منهم ويتضح اتظاحا عظيما اعتزال المؤمنين وترك فانهم يقاتلون لهذا قال فان لم يعتزلوكم ويلقوا اليكم السلم اي المسالمة والموادعة ويكفوا ايديهم فخذوهم واقتلوهم حيث سقفتموهم واولئكم جعلنا لكم ولئن سلطان مبين اي حجة بينة واضحة لكونهم معتدين ظالمين لكم تاركين للمسالمة فلا يلوموا الا انفسهم قوله تعالى وما كان لمؤمن ان يقتل مؤمن الا خطأ الاية هذه الصيغة بالصيغ الامتناع يمتنع ويستحيل ان يصدر من مؤمن قتل مؤمن اي متعمدا وفي هذا الاخبار بشدة وانه مناف للايمان اشد منافاة وانما يصدر ذلك امام كافر او من فاسق قد نقص ايمانه نقصا عظيما يخشى عليه ما هو اكبر من ذلك فان الايمان الصحيح من بقتل اخيه الذي عقد الله بينه وبينه وبينه الاخوة الايمانية التي بمقتضاها التي من مقتضاها محبته وموالاة وازالة ما يعرض لاخيه واي اذى اشد من القتل وهذا يصدقه قول النبي صلى الله عليه وسلم لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض. فعلم ان القتل من الكفر عملي واكبر الكبائر واكبر الكبائر بعد الشرك بالله. ولما كان قوله وما كان الا خطأ لفظا عاما لجميع الاحوال وانه لا يصدر منه قتل اخيه على قتل الخطأ فقال الا خطأ فان المخطئ الذي لا يقصد قتل غير غير اثم ولا متجرأ على محارم الله ولكنه لما كان قد فعل فعلا شنيع وصورته كافية في قبحه وان لم يقصد امرة عالم الكفارة والدية فقال ومن قتلا سواء كان القاتل ذكرا او انثى او عبدا صغير وكبير او عاقل مجنون او مجنون او مسلما او كافرا كما يفيد لفظ من؟ هذا من اسرار الاتيان بما في هذا الموضع فان السياق الكلام انه يقول فان قتله ولكن هذا لفظ لا يشمل ما تشمله من وسواء كان المقتول ذكرا او انثى او صغيرا او كبيرا كما التنكير في سياق الشرط فان على القاتل تحرير رقبة مؤمنة كفارة لذلك وتكون في ماله ويشمل ذلك الصغير والكبير والذكر وتوصية والمعيبة في قول بعض العلماء ولكن الحكمة تقتضي ان لا يجزئ عتق المعين. ولكن الحكمة تقتضي ان لا يجزى عتق المعيب في الكفارة لان المقصود بالعتق نفع العتيق وملكه منافع نفسه فاذا كان يضيع بعتقه وبقاءه في الرق انفع له فانه لا يجزئ عتقه مع في قوله تحرير رقبة ما يدل على ذلك فان التهرير تخليص من استحقت منافعه لغيره ان تكون له فاذا لم يكن فيه منافع ولم يتصور وجود التحليل تأمل ذلك فانه واضح واما الدية فانها تجب على عاقلة القاتل بالخطأ وشبه العمد مسلمة مسلمة الى اهله جبرا لقلوبهم والمراد باهله هنا هم ورثته فان الورثة وسيرثون ما ترك الميت فالدية داخلة فيما ترك والدية تفاصيل كثيرة مذكورة في كتب الفقه وقوله الا ان يتصدق ويتصدق ورثة القتيل بالعفو فانها تسقط في ذلك حث لهم على العفو. لان الله سماها صدقة والصدقة مطلوبة في كل وقت وان كان المقتول من قوم عدو لكم اي من كفار محاربين وهو مؤمن رقبة مؤمنة اي وليس عليكم لاهله دية لعدم احترامهم في دمائهم واموالهم وان كان المقتول من قوم بينكم بينهم ميثاق فدية مسلمة الى اهله. فدية مسلمة الى اهله وتحرير رقبة مؤمنة وذلك لاحترام اهله. وذلك لاحترام اهل بما لهم من العهد والميثاق فمن لم يجد الرغبة ولا ثمن ابيه ان كان معسرا بذلك ليس عنده ما يفضل من مؤنته وحوائجه الاصلية بشيء يفي بالرقبة فصيام شهرين متتابعين لا يفتر بينهما من غير عذر فان افطر لعذر فان العذر لا يقطع تتابع كالمرض والحيض ونحوه وان كان لغير عذر انقطع التتابع. ووجب عليه استئناف صومي توبة من الله اي هذه الكفارة التي اوجبها الله على القاتل توبة من الله على عباده ورحمة بهم وتكفيرا لما عساه ان يحصل منهم وتكفيرا لما وان يحصل منهم من تقصير وعدم احترازه كما هو الواقع كثيرا لقاتل الخطأ. هذا من رحمة للسلام. انه حتى لو كان المقتول كافر فان قاتل ولو كان خطأ عليه ان يكفر عن هذا القتل الخطأ. وذلك بان يحري الرقبة فان كان من قوم عدو لكم يعني من كفار حربيين مع ذلك رتب عليه الكفارة. نعم وكان الله عليما حكيما كامل العلم كامل الحكمة لا يخفى عليه مثقال ذرة في الارض ولا في السماء ولا اصغر من ذلك والاكبر في اي وقت وكان واي محل كان ولا يخرج عن حكمته من مخلقة والشرع شيء بل بل كل ما خلقه وشرع فهو متضمن لغاية الحكمة ومن علمه وحكمته لو القاتل كفارة مناسبة لما صدر منه فانه تسبب لاعدام نفس محترمة اخرجها من وجود ابعد فلا سبيل ان يعتق رقبة ويخرجها من رق العبودية للخلق الى حرية التامة فان لم يجد هذه الرغبة صام شهرين متتابعين فاخرج نفسه من رق الشهوات واللذات الحسية القاطعة للعبد عن السعادة الى بدية الى التعبد لله تعالى بتركها تقربا الى الله ومدها ومدها تعالى بهذه ومدها ومدها تعالى بهذه المدة الكثيرة الشاقة بعددها وجوب فيها ولم يشرع الاطعام في هذه المواضع لعدم المناسبة بخلاف الظهار كما سيأتي ان شاء الله تعالى. ومن حكمته ان اوجب في القتل الدية ولو كان خطأ لتكون راجعة وكافة عن كثير من الاوقات باستعمال اسباب العاصمة عن ذلك. ومن حكمة ان اوجبت على العاقلة في قتل الخطأ باجماع العلماء لكون القات لم يذنب فيشق عليه ان يحمل هذه الدية الباهظة. فناسب ان يقوم بذلك من بينه وبينه معاونته ومناصرته على تحصيل المصالح وكشف المفاسد ولعل ذلك من اسماء منعهم لمن يعقلون عنه من القتل حذاء حذار تحميلهم ويخف عليهم بسبب توزيعه عليهم بقدر احوالهم وخففت ايضا بتأديبها عليه ثلاث سنين. ومن حكمته وعلمه ان جبر اهل القتيل عن مصيبتهم بالدية التي اوجبها على اولياء قاتل قوله تعالى ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاء جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما تقدم ان الله اخبر انه لا يصدر قتل المؤمن من المؤمنين وان القتل من الكفر بل هو ذكر هنا وعيد القاتل عبدا وعيدا ترجف له القلوب تصدع له الافئدة. وتنزعج منه العقول فلم يرد في انواع الكبائر اعظم من هذا الوعيد بل ولا الا وهو الاخبار الا وهو الاخبار بان جزاؤه جهنم ايها فهذا الذنب العظيم قد انتهض وحده ان يجازى ان يجازي صاحبه جهنم بما فيها من العذاب العظيم والخزي المهين وسخط الجبار وفوات الفوز والفلاح وحصول الخيبة والخسارة والعياذ بالله بكل سبب يبعد عن رحمته هذا الوعيد له حكم وهذا الوعيد له حكم نمساء وهذا الوعيد له حكم امثاله من نصوص الوعيد على بعض الكبائر والمعاصي بخلود في النار وحرمان الجنة اختلف الائمة رحمه الله في تأويلها مع اتفاقهم على بطلان قول الخوارج المعتزلة الذين يخلدون في النار ولو كانوا موحدين والصواب في تأويلها ما قاله الامام حق الشمس ابن القيم رحمه الله تعالى في المدارج فانه قال بعدما ذكرت ولاية الائمة في ذلك وانتقدها فقال وقالت فرقة ان هذه النصوص امثالها مما ذكر فيه المقتضى للعقوبة ولا يلزم الوجود مقتضي الحكم وجوده فان الحكم انما يتم فان الحكم انما يتم بوجود مقتضيه وانتفاء موانعه وغاية هذه النصوص الاعلام بانك هذا سبب للعقوبة مرتضى لها وقد قام الدليل على ذكر الموانع. فبعضها بالاجماع وبعضها بالنص فالتوبة مانع بالاجماع والتوحيد مانع بالنصوص المتواترة التي المد التي لا مدفع لها والحسنات العظيمة ماحية مانعة المصاب والمصائب الكبار مكفرة مانعة واقامة الحدود في الدنيا مانع بالنص ولا سبيل الى تعطيل هذه النصوص. فلابد من اعمال النصوص من الجانبين ومن هنا قامت الموازنة بين الحسنات والسيئات اعتبارا بمقتضى العقاب ومانعه واعمالا لارجحها قالوا وعلى هذا بناء مصالح الدارين ومفاسدهما. وعلى هذا بناء الاحكام الشرعية والاحكام القدرية وهو مقتضى الحكمة في الوجود وبه ارتباط الاسباب مسبباتها خلقا وامرا وقد جاء وقد جعل الله سبحانه لكل ضدا يدافعه ويقاومه ويكون الحكم منها فالقوة المقتضة للصحة والعافية وفساد الاخلاق وبغيها مانع من عمل الطبيعة وفعل القوة والحكم للغالب من هما وكذلك قوى الادوية والامراض والعبد يكون في مقتدر الصحة ومقتض ومقتض للعطب واحدهما يمنع كمال التأثير الاخر ويقام فاذا ترجح عليه وقهره كان التأثير له. ومن هنا يعلم انقسام الخلق الى ما يدخل الجنة ولا يدخل النار وعكسه. ومن يدخل النار ثم يخرج منها ويكون مكتوب فيها بحسن ما فيه من مقتضى المكث في السرعة الخروج وبطئه. ومن له بصيرة منورة يرى بها كلما اخبر الله به بكتابه من امر المعادي وتفاصيله حتى كأنه يشاهده رأي العين. ويعلم ان هذا مقتضي مقتضى الهيته سبحانه وربوبيته وعزته وحكمته وانه يستحيل عليه خلاف ذلك ونسبة ذلك اليه نسبة ما لا يليق به اليه. فيكون نسبة ذلك الى الى بصيرته كنسبة الشمس والنجوم الى بصره. وهذا يقين الايمان هو الذي يحرق السيئات كما تحرق النار الحطب وصاحب هذا المقام الايمان يستحيل السرار على السيئات. وان وقعت منه وكثرت فانما معه من نور الايمان يأمره بتجديد التوبة كل وقت من الرجوع الى الله تعالى في عدد انفاسه بالرجوع الى الله في عدد انفاسه وهذا من احب الخلق الى الله انتهى كلام وقدس الله روحه وجزاه عن الاسلام والمسلمين خيرا. احسن الله اليك. الكرام يا شيخ يوسف. يعني كلام العلامة ابن القيم في محله. الاية على لكن المانع لم يذكر هنا. هناك مانع وموانع مثل السارق. السارق تقطع يده. لكن هناك مانع ان الذي سرقه اقل من النصاب الشرعي اذا لا تقطع يده فاذا الاية على عمومها هنا هذي عبارة مشهورة في كثير من الكتب يقول انتهى كلامه قدس الله روحه في نظري القاصر انه ينبغي الدعاء للميت مطلقا حتى يشمل الدعاء روحه وبدنه. ولا يختص به الروح. فان الروح فقط هو قول كثير من المعتزلة وبعض الخوارج الذين ينفون ما يتعلق بالبدن من عذاب او نعيم في القبر ولذا هذه العبارة يعني اطلقها كثير من العلماء ولكن لولا ان يقول انتهى كلامه رحمه الله وغفر له ونحو ذلك نعم قال تعالى يا ايها الذين امنوا اذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا الاية يأمر تعالى عباده المؤمنين اذا خرجوا جهادا في سبيله وابتغاء مرضته ان يتبينوا ويتثبتوا في جميع امورهم المشتبهة قسمان واضحة وغير واضحة واضحة البيانات لا تحتاج الى تثبت وتبين لان ذلك تحصيل حاصل واما الامور المشكلة غير الواضحة فان الانسان يحتاج الى التثبت فيها والتبين ليعرف هل يقدم عليها ام لا؟ فان التثبت في هذه الامور يحصل فيه من الفوائد الكثيرة والكف للشرور والكف لشرور عظيمة ما به يعرف دين العبد وعقله ورزانته وبخلاف المستعجل الامور في بداوتها قبل ان يتبين له حكمها فان ذلك يؤدي الى ما لا ينبغي كما جرى لهواء الذين عاتبهم الله في الآية لما لم يتثبتوا في وقتلوا من سلم عليهم وكان معهم غنيمة لهم غنيمة احسن الله. وكان معه غنيمة له او مال غيره ظنا انه يستكفي بذلك قتلى قتلهم. وكان هذا في نفس امره فلهذا عاتبهم بقوله ولا تقولوا لمن القى اليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة اي فلا يحملنكم العرض الفاني القليل على ارتكاب ما لا ينبغي فيفوتكم من ما عند الله من الثواب الجزيل الباقي. فما عند الله خير وابقى واخي هذا اشارة الى ان العبد ينبغي له اذا رأى دواعي نفسه مائلة الى حالة له فيها هوى وهي مضرة له ان ان يذكرها ما اعد الله لمن نهى نفسه عن هواها وقدم مرضاة الله على رضا نفسه فان في ذلك ترغيبا لنفسه في امتثال امر الله وان شق ذلك عليها. ثم قال تعالى مذكرا لهم بحالهم قبل هدايته من الاسلام كذلك اي فكما هداكم بعد ضلالكم فكذلك يهدي غيركم وكما ان حصلت لكم شيئا فشيئا ومعاملته الاولى ودعائه له بالحكمة والموعظة الحسنة وانتفاعه ولهذا اعاد الامر بالتبيين فقال فتبينوا فاذا كان من خرج الجهاد في سبيل الله ومجاهدة اعداء الله واستعد بانواع الاستعداد لقاعده مأمورا بالتأمين لمن قاله السام وكانت القنينة قوية في انه انما سلم تعوذ من القتل وخوفا على فان ذلك يدل على الامر بالتبين والتثبت في كل الاحوال التي يقع فيها نوع اشتباه فيتثبت فيها العبد حتى يتضح له الامر ويبين غسل الوصل ويمين الرشد والصواب ان الله كان بما تعملون خبيرا فيجازي كلا ما عمله ونواه بحسب ما علمه من من احوال عباده لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير اولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله واموالهم انفسهم الايتين اي لا يستوي من جاهد من المؤمنين بنفسه وماله ومن لم يخرج للجهاد ولم يقاتل اعداء الله ففيه الحث عن خروج الجهاد والتغيب في ذلك والترهيب كاسر القعود عنه والقعود عنه من غير عذر. واما اهل الضرر كالمريض ونعوذ والذي لا يجد ما يتجهز ما يتجهز به فانهم ليسوا بمنزلة الطعام من غير عذر. فمن كان من اولي الضرر راضيا بقعوده لا ينوي الخروج في سبيل الله لولا وجود المانع ان يحدث نفسه بذلك فانه منزلة القاعدة لغير عذر. ومن كان عازما عن الخروج في سبيل الله لولا وجود المانع يتمنى ذلك ويحدث به نفسه فانه بمنزلة من خرج من جهاد لان النية الجزيرة اذا اقترن بها مقدومها من القول او الفعل ان ينزل صاحبها منزلة الفاعل. ثم صرح تعالى بتفضيل المجاهدين عن القاعدين الرفعة وهذا وهذا تفضيلا على وجه الاجمال. ثم صرح بذلك على وجه التفصيل ووعده بمغفرة الصدر من ربهم والرحمة التي تشتمل على حصون كل خير واندفاع كل شر والدرجات التي فصلها النبي فصلها النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين ان في الجنة مئة درجة ما بين كل درجة وكما بين السماء والارض اعدها الله للمجاهدين سبيله تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله باموالكم وانفسكم ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الانهار ساكنة طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم الى اخر السورة وتأمل حسن هذا الانتقال من حالة الى اعلى منها فانه نفى التسمية اولا بين المجاهد واليه ثم المجاهد على القاعد بدرجة ثم انتقل الى تفضيله بالمغفرة والرحمة والدرجات وهذا الانتقال من حالة الى اعلى منها عند التقديم او النزول من حالة الى ما دونها عند القدح والذم احسن واوقع في النفس وكذلك ما فضل الله تعالى شيء على شيء وكل منهما له فضل احترز بذكر الفضل الجامع للامرين الا يتوهم احد ضمن المفضل عليه كما قال هنا وكن له وعد الله حسنا وكما قال تعالى في الايات المذكورة في الصف في قوله وبشر المؤمنين وكما في قوله تعالى لا يستوي منكم من انفق من قبل الفتح وقاتل اي ممن لم يكن كذلك ثم قال وكلا وعد الله الحسنى وكما قال تعالى ففهمناها سليمان وكلا اتينا حكما وعلما فينبغي لمن بعث في اذا بين الاشخاص والطوائف والاعمال ان يتفطن لهذه النكتة وكذلك لو تكلم في دم الاشخاص والمقالات ذكر ما تستمع فيه عند تفضيل بعضها على بعض من لا يتوهم مع ان المفضل قد حصلناه الكمال كما اذا قيل النصارى خير من المجوس فليقل مع ذلك وكل منهما كافر. والقتل اشنع من الزنا وكل منهما معصية كبيرة حرمها الله ورسوله وزجر عنها كذلك لو قال ان الاشاعرة اقرب اهل البدع الى اهل السنة ينبغي عليه ان يقول وكلهم من اهل البدع ما يجوز ان يطلق القول هكذا فيظن الناس الفرق. نعم. يعني اسمه الكريمين الغفور الرحيم ختم هذه الاية بهما فقال وكان الله غفورا رحيما ثم قال تعالى هذا الوعيد لمن ترك الهجرة مع عورته عليها حتى مات فان الملائكة الذين يقبضون يقبضون روحه ويطبخونه بهذا التاريخ العظيم ويقولون لهم فيما كنتم على اي حال كتب وباي شيء تميزتم عن المشركين بل كثرتم سوادهم وربما ظهرتموهم على المؤمنين. وفاتكم الخير الكثير والجهاد مع رسوله والقوم وفاتكم الخير كثيرا وجاهدوا مع رسوله والكون مع المسلمين ومعاونة على اعدائهم. قالوا كنا مستضعفين في ارضهم ضعفاء مقهورين مظلومين ليس لنا قدرة على الهجرة الصادقين في ذلك ان الله وبخهم وتوعدهم ولا يكلف الله نفسا الا وسعها وسكن المستضعفين حقيقة اولي هذا قالت لهم الملائكة الم تكن ارض الله واسعة فتهاجموا فيها وهذا استفهام تقرير اي قد تقرر عند كل احد ان ارض الله واسعة فحيث ما كان العبد في محل لا يتمكن فيه من اظهار دينه فان له متسعا وفسحة من الارض يتمكن فيها من عبادة الله كما قال تعالى يا عبادي الذين امنوا ان نرضي واسعة فاياي فاعبدون قال الله عن هؤلاء الذين لا عذر لهم فاولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا. وهذا كما تقدمنا فيه ذكر بيان السبب الموجب فقد يترتب عليه مقتضاهم ومع مع اجتماع شروطه وانتباه موانعه. وقد يمنع من ذلك وقد يمنع من ذلك مانع. وفي الاية دليل على ان الهجرة من اكبر الواجبات وتركها من المحرمات من اكبر الكبائر وفي الاية ان كل من توفي فقد استكمل واستوفى ما قدر له من الرزق والاجل والعمل. وذلك مأخوذ من التوفي فان انه يدل على ذلك لانه لو بقي عليه شيء من ذلك لم يكن متوفيا وفيه الايمان بالملائكة ومدحهم لان الله ساق ذلك الخطاب لهم على وجه والاستحسان منه وموافقته لمحله. ففي الاية من الفوائد ان الله لم يكفر الذين ظاهروا مشركي على النبي صلى الله عليه وسلم لان مظاهراتهم لم تكن حبا لدين قريش وانما كانت عن استضعاف وهذا من اعظم الادلة على ان من وقف مع الكفار لا حبا في دينهم انه لا يكفر وان كانت هذه كبيرة من كبائر الذنوب. نعم. ثم استثنى على الحقيقة الذين لا قدرة لهم على الهجرة والجنود قال الله فيهم عسى الله ان يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا وعسى ونحوها واجب واجب وقوعها من الله بمقتضى كرمه واحسانه بعض الاعمال فائدة وهو انه قد لا يوفيه حق توفيته ويعمله على وجه اللائق الذي ينبغي بل يكون مقصرا فلا يستحق ذلك الثواب والله اعلم وفي الاية الكريمة على ان من عجز عن المأمور من واجب وغيره فانه معذور. كما قال تعالى في العزيز عن الجهاد ولا على المريض حرج وقال في عموم الاوامر فاتقوا الله ما استطعتم. وقال النبي صلى الله عليه وسلم اذا امرتكم بامر فاتوا منه وما استطعتم. ولكن لا يعذر الانسان الا اذا بذل جهده وانسدت عليه بواب الحيل لقوله لا يستطيعون حيله. وفي لا يكتمل على ان الدليل في الحج والعمرة ونحوهما مما يحتاجون الى سبيل من شروط الاستطاعة. قال تعالى ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الارض مراضا الاية فوعد الصادق في وعده ان من هاجر في سبيله ابتغاء مرضاته انه يجد مراغما في في الارض وسعة مشتمل على مصالح الدين والساعات على مصالح الدنيا وذلك ان كثيرا من الناس يتوهمون شتاتا بين بعد الالفة ومن بعد الغنى وذلا بعد العز وشدة بعد الرخاء والامر كذلك فان المؤمن ما دام بين اظهر المشركين فدينه في غاية النقص لا في العبادات القاصرة عليه كالصلاة ونحن ولا في العبادات المتعدية كالجهاد بالقول والفعل وتوابعنا لعدم تمكنه من ذلك وهو بصدد ان ان يفتنى عن دينه خصوصا ان كان مستضعفا فاذا هجر في سبيل الله تمكن من اقامة دين الله لاعداء الله ومراقبتهم. فان المؤامرة اسم جامع لكل ما يحصل به اغاظة لاعداء الله من قول وفعل. وكذلك يحصل له سعة برزقه قد وقع كما اخبر الله تعالى واعتبر لذلك واعتبر ذلك بالصحابة رضي الله عنهم واعتبر ذلك بالصحابة رضي الله عنهم فانهم لما هاجروا باسم الله وتركوا ديارهم واولادهم واموالهم لله كمل بذلك ايمانهم وحصل لهم من الايمان التام والجهاد العظيم والنصر لدين الله ما كانوا به ائمة لمن بعدهم. وكذلك حصل لهم مما كانوا به اغنى الناس وهكذا كل من فعل فعلهم حصل له ما حصل لهم الى يوم القيامة. ثم قال ومن يخرج من بيته مهاجرا الى الله ورسوله قاصدا ربه محبته لرسوله واصل لدين الله لا لغير ذلك من المقاصد. ثم يدركه الموت بقتل او غيره فقد وقع اجره على الله. اي فقد حصل اجر المهادي الذي ادرك مقصوده بضمان الله تعالى وذلك انه نوى وجسمه وحصل منه ابتداء وحصل منه ابتداء وشروع في العمل. فمن رحمة الله به ثانيا اعطاهم اجرهم كاملا ولم ولو لم يكملوا العمل وغفر لهم ما حصلوا في الهجرة وغيرها ولهذا ختم هذه الاية بهذين الاسمين الكريمين فقال وكان الله من الخطيئات خصوصا التائبين المنيبين الى ربهم رحيما بجميع الخلق رحمة اوجدتهم وعافتهم ورزقتهم من المال والبنين والبنين وغير ذلك رحيما بالمؤمنين حيث وفقهم للايمان وعلمهم للعلم ما يحصل به الايقان يكون غاية الارباح وسيرون من رحمته وكرمه ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر فنسأل الله ان لا ما خيره بشر ما عندنا. امين امين. ثم قال تعالى واذا ضربتم في الارض فليس عليكم جناح ان تقصروا من الصلاة ان خفتم ان يفتريكم الذين كفروا الايتين هاتان الايتان اصل في رخصة القصر وصلاة الخوف يقول تعالى واذا ضربتم في الارض اي في السفر وظاهر الاية انه ترقص في اي سفر كان ولو كان سفرا معصية كما هو مذهب ابي حنيفة رحمه الله وقال ففي ذلك الجمهور وهم الائمة الثلاث غيرهم فلم يجوز الترخيص في سبيل المعصية لتخصيص والمناسبة فان رخصة والعاصي الذي لا يناسب حاله حاله التخفيض الذي في في ذهن ان الذي يقول ان المسافر يقصر في اي صلاة ولو سفر المعصية هو الجمهور. والذين لا يجوزون ذلك هم الحنابلة ما ادري الان الشيخ آآ عكس الامر فواحد منكم يشوف لنا الامر ها يا شيخ ساير خلك حنبلي شوف لنا الموظوع هذا طيب بكرة ان شا الله. نعم وقوله فليس عليكم جناح ان تقنصوا من الصلاة الى حرج ولا اثم عليكم بذلك ولا ينافي ذلك كون القصر هو الافضل. لاننا في الحوض سنة لبعض الوهم الواقع في كثير من ولا ينافي الوجوه كما تقدم في ذي السورة البقرة في قوله ان الصفا والمروة وازالة الوهم في الموضع ظاهرة لان الصلاة قد تقرر عند المسلمين وجوبها على الصفة التامة ولا يزيل هذا عن النفوس اكثرهم الا بذكر ما ينافيه. ويدل على ان على الاتمام احدهما ملازمة النبي صلى الله عليه وسلم ان هذا من باب التوكل ومن باب التوسعة والترخيص والرحمة والعباد. والله تعالى يحب ان تؤتى رخصه كما يكره ان تؤتى معصيته. وقوله ان تقسموا من الصلاة ولم يقل ان تقصروا الصلاة فيه فائدتانئة احداهما انه لو قال ان تقوم الصلاة لكان القصر غير منضبط بحد من الحدود فربما ظن انه لو قصر معظم والصلاة واجعلها ركعة واحدة لا اجزاء بقوله من الصلاة ليدل ذلك على ان القطر محدود مضبوط مرجوع فيه الى ما تقرب من فعل النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه ان من ان من تفيد التبعيض ليعلم بذلك نقط ليعلم بذلك ان القصر لبعض الصلوات واخواتنا جميعها فان الفجر والمغرب لا يقصر وانما الذي يقسم الصلاة رباعية من اربع الى ركعتين. فاذا تقرر ان القصر في السهر رخصة فاعلم ان المفسرين قد اختلفوا في هذا القيد وهو قوله الذين كفروا الذي يدل ظاهره ان القسم لا يجوز الا بوجود الامرين كليهما السفر مع الخوف. ويرجع حاصل اختلافه الى انه هل المراد بقوله ان تقصموا قصر العددي فقط او قصر العددي والصفة فبالاشكال انما فالاشكال انما يكون على الوجه الاول وقد اشكل هذا على امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه حتى سأل عنه النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ما لنا نقص الصلاة وقد امنا؟ اي والله يقول ان خفتم ان يفتنكم الذين كفروا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته او كما قال فعلى هذا يكون هذا القيد اتى به نظرا اتى به نظر لغالب الحال التي كان النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه عليها فان غالب اسفاره اسفار جهاد وفيه فائدة اخرى وهي بيان الحكمة والمصلحة في مشروعية رخصة القصر فبين في هذه الاية ان تبين في هذه الاية انهى ما يتصور من مشقة المناسبة للرخصة وهي اجتماع السفر والخوف وما يستلزم ذلك الا يقصر مع الستر وحده الذي هو مظنة المشقة. واما على الوجه الثاني وهو ان المراد بالقصر هنا قصر العدد والصفة بين القيد على بابه فاذا وجد السفر فاذا وجد السفر والخوف جاز قصر العدد من قصر الصفة واذا ولد السفر وحده جاز قصر العدد فقط او الخوف وحده فجاز قصر الصفة. هذا قول يعني تلتئم به الاقوال. نعم ولذلك اتى بصفة صلاة الخوف بعدها بقوله اي صليت بهم صلاة تقيمها وتتم ما يجب فيها ويلزم ما ينبغي لك ولهم فعله. ثم فسر ذلك بقوله فلتكن طائفة منهم معك ايها طائفة قائمة بازاء العدو كما يدل على ذلك ما يأتي فاذا سجدوا اي الذين معك اي اكملوا صلاتهم وعبر عن الصلاة ليدل على فضل السجود وانه ركن من اركانها بل هو اعظم اركانها فليكونوا من ورائكم ولتأتي طائفة اخرى لم يصلوا وهم الطائفة الذين قاموا بازاء العدو فليصلوا مع كون اللذان على ان الامام وبعد انصراف الطائفة الاولى منتظرا للطائفة الثانية فاذا حضروا صلى بهم ما بقي من صلاته ثم جلس ينتظروهم حتى يكملوا صلاتهم ثم يسلموا بهم في صلاة القوم فانها صحت عن النبي صلى الله عليه وسلم بوجوه كثيرة كلها جائزة. وهذه الاية تدل على ان صلاة الجماعة فرض عين من وجهين احدهما ان الله اما امر بها في هذه الحالة الشديدة وقت اشتداد الخوف من الاعباء وحذر مهاجمتهم. فاذا اوجبها في هذه الحالة في حال الطمأنينة والامن من باب اولى واحرى والثاني ان المصلين صلاة الخوف يتركون فيها كثيرا من الشروط واللوازم ويعفى فيها عن كثير ما يفعل المبطنة في غيرها وما ذلك الا لتأكد وجوب الجماعة انها لا تعارض بين واجب ومستحب. فلولا وجوب الجماعة لم تترك هذه الامور اللازمة لاجلها. هذه الاية من من اصلح الادلة على وجوب الجماعة بل على فرض عينيتها كما قال الشيخ رحمه الله. نعم اولى والافضل ان يصلوا بامام واحد ثم ذلك الاقلال بشيء ولا لا يخل به لو صلوها بعدة ائمة. وذلك لاجل اجتماع كلمة المسلمين واتفاقهم وعدم تفرغ كلمتهم وليكون ذلك اوقع هيبة في قلوب اعدائهم. وامر تعالى باخذ السلاح والحذر في صلاة الخوف وهذا وان كان فيه حركة عن بعض احوال الصلاة فان فيه مصلحة راجحة وهو الجمع بين الصلاة والجهاد والحذر من من الاعداء الحرص وايات الحرص على لقاء المسلمين والميل عليهم امتعتيم ولهذا قال تعالى ود الذين كفروا لو تغفلون عن اسلحتكم وامتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة. ثم ان الله عذر من له عذر مرض او مطر ان يضع سلاحه ولكن مع اخذ الحذر فقال ولا جناح عليكم ان كان بكم اذى من مطر او كنتم مرضى ان تضعوا اسلحتكم وخذوا ان الله عبد للكافرين عذابا مهينا. ومن العذاب المهين ما امر الله به حزبه نوي وانصار دينه الموحدين قتلهم قتالهم حيثما ويأخذوهم ويحصنوهم ويقعدونهم كل مرصد. ويحذروا ويحذروهم في جميع الاحوال ولا يغفلوا عنهم خشية ان ينال الكفار بعض مطلوبهم فيهم فالله اعظم حمد وثناء على ما من به على المؤمنين وايدهم بمعونته وتعاليمه التي لو سلكوها وجه الكمال لم تهزم لم تهزم لهم راية ولم يظهر عليهم عدو في وقت من الاوقات. وقوله فاذا سجدوا فليكونوا ومن ورائكم يدل على ان هذه الطائفة تكمل جميع صلاتها قبل الذهاب الى موضع الحارسين. وان الرسول صلى الله عليه وسلم تضيرا للطائفة الاخرى قال السلام لانه اولا ذكر ان الطائفة تقوم معه فاخبر عن المصاحبة منه ثم اضاف الفعل بعد بعد اليهم دون الرسول فدل ذلك على ذكرناه وفي قوله فلتأتي طائفة اخرى لم يصلوا فليصلوا معك دليل على ان الطائفة الاولى قد صلوا قد صلوا وان جميع صلاة الطائف تكون مع الامام حقيقة في ركعتهم الاولى وحكما في ركعتهم الاخيرة فيستلزم ذلك انتظار الامام اياهم حتى يكونوا صلاتهم كما يسلم بهم وهذا ظاهر للمتأمل ثم قال تعالى فاذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم الاية اي فاذا فرغتم من صلاتكم صلاة الخوف وغيرها فاذكروا الله في جميع احوالكم وهيئاتكم ولكن خصت صلاتكم في ذلك الفوائد منها ان القلب صلاحه وفلاحه وسعادته بالإنابة الى الله تعالى في المحبة وامتناء القلب عن ذكره والثناء عليه. واعظم ما يحصل به هذا المقصود الصلاة التي حقيقتها انها صلة بين العبد وربه وبين ربه ومنا ان نفيه من حقائق الايمان ومعارف الايقان ما اوجب ان يفرضها الله لعبده كل يوم وليلة. ومن المعلوم ان صلاة الخوف لا تحسن في هذه المقاصد الحميدة بسبب اشتغال بل ولد من الخوف اذا امر بجبرها بالذكر بعدها. ومنها ان الخوف يوجب من من قلق القلب وخوفه ما هو مظنة لوعده واذا ضاعف القلب البدن عن مقاومة العدو وذكر الله والاكثار منه من اعظم مكونات القلب ومنها نذير الله تعالى مع الصبر والسماء سوء الفلاح والظهر والاعداء كما قال تعالى ايها الذين امنوا اذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون فامر بالاكثار منه في هذه الحال الى غير ذلك من الحكم وقوله فاذا اطمأننتم فاقيموا الصلاة اذا امنتم من الخوف واطمأنت قلوبكم وابدانكم فاتموا صلاتكم على الوجه الاكمل ظاهرا وباطنا واركانا وشروطنا وخشوع وسائر مكملاتها ان الصلاة كانت وجهلهم اخذوا وذلك النبي محمد صلى الله عليه وسلم بقوله صلوا كما رأيتموني على المؤمنين على ان الصلاة ميزان الايمان وعلى حسب وتكمل ويدل ذلك على من اكبر من كانوا ملتزمين احكام المسلمين كهل الدمة انهم لا يخاطبون بفروع الدين كالصلاة ولا يأمرون بها بل ولا تصح منهم ما داموا على ان كانوا يعاقبون عليها وعلى سائر الاحكام في الاخرة. قال ولا تينوا في ابتغاء القوم الاية اي لا تضعفوا ما تكتلموا في ابتغاء عدوكم من الكفار في جهادكم وقن على ذلك فان فان وهن القلب مستدع لوهن البدن وذلك يبعث عن مقاومة الاعداء يضعف عن مقاومة الاعداء بل كوم وقويان نشيطين في قتالهم ثم قوم القلوب والمؤمنين فذكر شيئين الاول وانما يصيبك من العلم والتامين والجوارح ونحو ذلك. للانسانية والشهامة الاسلامية ان تكونوا اضعف منهم وانتم وهم قد فيما يوجب ذلك لان العادة الجائزة انه انه لا يضعف الا من توانى عليه الالام. وانتصم عليه الاعداء وعلى الدوام الى من يدان مرة ويدان عليه اخرى. الامر الثاني انكم ترجون من الله ما يرجون فترجون الفوز بثوابه والنجاة من عقابه. واقامة سبع واتساع دائرة الاسلام وهداية وقم اعداء الدين فهذه المصدق زيادة زيادة القوة زيادة القوة وتضاعف النشاط وشجاعة لان من يقاتل ويصبر على نيل عزه الدنيوي انا له ليس كبني يقاتل نيل السعادة الدنيوية والاخروية والفوز برضوان الله وجنته فسبحان من فاوت تبين العباد وفرغهم بينهم وفرق بينهم بعلمه وحكمته ولهذا قال وكان الله عليما حكيما كامل العلم كامل الحكمة احسنت بارك الله فيك قراءة مع الشيخ عبد السلام قول الله تعالى انا انزلنا اليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما اراك الله ولا تكن للخائنين خصيما يخبر تعالى انه انزل على عبده ورسوله الكتاب الحق اي محفوظ في انزاله من الشياطين ان يتطرق اليه منهم باطل بل نزله بالحق مشتملا ايضا على الحق باخباره صدق فاخبروه صدق واوامره ونواهيه عدل وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا واخبر انه انزله ليحكم بين الناس وفي الاخرى وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم تبيين جميع الدين واصوله وفروعه ويحتمل وان الايتين كلاهما معناهما واحد فيكون الحكم بين الناس هنا يشمل الحكم بينهم في الدماء والاعراض والاموال العقائد وفي جميع مسائل الاحكام. وقوله بما اراك الله الا بهواك بل بما علمك الله والهمك كقوله تعالى ما ينطق عنها وان هو الا وحي يوحى وفي هذا دليل على عصمته صلى الله عليه وسلم فيما يبلغ عن الله من جميع الاحكام وغيرها. وانه يشترط بالحق في الحكم العلم والعدل لقوله تعالى بما اراك الله ولم يقل بما رأيت ورتب ايضا الحكم بين الناس على معرفة الكتاب ولما امر الله بالحكم بين الناس المتضمنة للعدل والقسط نهاه عن الجور والظلم الذي هو ضد العدل فقال ولا تكن للخائنين خصم الا تخاصم على من عرفت خيانته من مدع ما سأله ومنكر حقا عليه سواء علم ذلك او ظنه. الدينية والحقوق ويدل مفهوم الاية على جواز الدخول في نيابة الخصومة لمنه ظلم. واستغفر الله مما صدر منك ان صدر ان الله كان غفورا رحيما يغفر الذنب العظيم لمن استغفره وتاب اليه واناب ويوفقه للعمل الصالح بعد ذلك المدمن ثوابه وزوال عقابه لا تجادل عن الذين يختارون انفسهم اختيار وخيرات من الجناية والظلم والاثم وهذا يشمل النهي عن المجادلة عن من اذنب وتوجه عليه عقوبة من حد او تعزيلا انه لا يجادل عنهم بدفع ما صدر منه من الخيانة او بدفع ما ترتب على ذلك من العقوبات الشرعية فان الله لا يحبه وكان خوانا فيما يكثير الخيانة والاثم واذا انتبه الحب اصيبت يرده وهو البغض وهذا كالتعليل النهي المتقدم ثم ذكر عن هؤلاء الخانئين انهم يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم دون ما لا يرضى من القول وهذا من ضعف الايمان ونقصان اليقين ان تكون مخافة الخلق عندهم اعظم من مخابة الله فيعرسون بالطرق المباحة والمحرمة على عدم الفضيحة عند الناس وهم مع ذلك قد بارزوا الله بالعظائم ولم يبالوا بنظره والاطلاع عليهم وهو معهم بالعلم في جميع احواله خصوصا في حال تبيتهم ما لا يرضيه من القول من تبرئة الجاني ورمي البريء بالجناية والسعي في ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم ليفعل ما ما بيتوه. فقد جمعوا بين عدة جنايات ولم راقبوا رب الارض والسماوات المطلعة على سرائرهم وضمائرهم توعدهم تعالى فقال قد احاط بذلك مع هذا لم يعادلهم بالعقوبة بل استأنى بهم وعرض عليهم التوبة وحذرهم من الاصرار على ذنبهم بموجب العقوبة البليغة. ها انتم ها انتم هؤلاء في الحياة الدنيا الاية اي هب اي هب تبكم جادلت احسن الله اليك اي هبكم جادلتم عنهم في هذه الحياة الدنيا ودفع عنهم جدال جدالكم بعض ما يحذرون من العار والفضيحة عند الخلق فماذا يغني عنهم وينفعهم من يجادل الله من يجادل الله عنهم يوم القيامة حين تتوجه عليهم الحجة وتشهد عليهم السنة وايديهم وارجلهم بما كانوا يعملون يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق يعلمون ان الله هو الحق المبين. فمن يجادل عنهم من يعلم السر واخفى ومن اقام عليه من الشهود ما لا يمكن معه الانكار. وفي هذه الاية الى المقابلة بينما يتوهم من صالح الدنيا المترتبة على ترك اوامر الله وفعل ملاهي وبينما يفوت من ثواب الاخرة ويحصل من عقوباتها فيقول من فيقول من امرته نفسه بترك امر الله ها انت تركت امره كسلا وتفريطا فما النفع الذي انتفعت به وبالاخرة على هذا الترك من الشقاء والحرمان والخيبة والخسران. وكذلك اذا دعته نفسه الى ما تستهين من الشهوات المحرمة قال تبكي فعلت ما اشتهيت فان لذته تنقضي ويعقبها منه من الغموض الحسرات غفوات الثواب وحصون العقوق وحصون العقاب ما بعضه يكفي العاقل في الاحجام عنه. وهذا من اعظم ما ينفع العبد تدبره وهو خاصة العقل الحقيقي بخلاف من يدعي العقل بخلاف من يدعي العقل وليس كذلك فانه بجهله وظلمه يؤثر اللذة الحاضرة والراحة الراهنة ولو ترتب عليها ما ترتب والله المستعان ثم قال تعالى ومن يعمل سوءا ويظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما تجرأ على المعاصي واقتحم على اليتيم ثم استغفر الله استغفارا تاما يستلزم القول وندم عليهم الاقلاب والعزم على الا يعود فهذا قد وعده من لا يخلف الميعاد بالمغفرة والرحمة فيغفر له ما صدر منه من الذنب ويزيل عنه ما ترتب عليه من نقص والعيب يعيد اليه ما تقدم من الاعمال الصالحة ويوفقه فيما يستقبله من عمره ولا يجعل ذنبه حائلا عن توفيقه. لانه قد غفره واذا غفره غفر ما يترتب عليه واعلم ان عمل السوء عند الاطلاق يشمل سائر مع الصغيرة والكبيرة. وسمي سوءا لكونه يسوء عمله بعقوبته ولكونه في نفسه سيئا غير حسن وكذلك ظلم النفس عند الاطلاق. وكذلك ظلم النفس عند الاطلاق يشمل ظلمها بالشرك فما دونه ولكن عند اقتران احد الامام الاخر قد يفسر كل واحد من هما بما يناسبه ويفسر عمل السوء هنا بالظلم الذي يسوء الناس. وهو ظلم في دمائهم واعراضهم ويفسر ظلم النفس بالظلم والمعاصي التي بين الله وبين عبده يضر النفس ظلما لان نفس العبد ليست ملكا له. ليست ملكا له يتصرف فيها بما يشاء وانما هي ملك الله تعالى قد جعلت قد جعلها امانة عند العبد وامره ان يقيمها على طريق العدل بالزامها للصراط المستقيم علما وعملا فيسعى في تعليمها ما امر به ويسعى في العمل ما يحب ويسعى في العمل بما ايجب فسعيه في غيرها. الطريق ظلم لنفسه وخيانة عدول بها عن العدل الذي يضده الجور والظلم. ثم قال تعالى ومن يكسب اثما فانما يكسبه على نفسه ويشمل كل ما يؤثم وهذا يشمل كل ما يؤسف من صغير وكبير. فمن كسب سيئة فان عقوبتها الدنيوية والاخروية قيلت تعداه اذا تتعداها الى غيره كما قال تعالى ولا تزر وازرة وزر اخرى. لكن اذا ظهرت السيئات فلم تنكر عمت عقوبتها وشمل اثمها لا تخرج ايضا عن حكم هذه الايات الكريمة لان من ترك الانكار الواجب فقد كسب سيئة وفي هذا بيان وعدل الله وحكمته انه لا يعاقب احدا بذنب احد ولا احدا اكثر من العقوبة الناشئة عن ذنبه. ولهذا قال وكان الله عليما حكيما. له العلم الحكامل والحكمة التامة من علمه وحكمته انه يعلم الذنب فصدر منه والسبب الداعي الى فعله والعقوبة المترتبة على فعله ويعلم حالة المذن بانه ان صدر منه الذنب بغلبة دواعي نفسه الامارة بالسوء ما ان مع انابته الى ربه في كثير من اوقاته انه سيغفر له ويوفقه للتوبة. وان صدر منه بتجرؤه على محارم الله اي استخفافا من الله ربه وتهاونا بعقابه فان هذا بعيد من المغفرة بعيد من التوفيق للتوبة ثم قال ومن يكسب اسما اي ذنبا كبيرا او اثما ما دون ذلك ثم يرمي به ان يتهم بذنبه بريئا من ذلك الذنب وان كان مذنبا فقد احتمل بهتانا اسما مبينا. اي فقد حمل فوق ظهره بهتانا بهتانا للبريء واسما ظاهرا بينا. وهذا يدل على ان ذلك من كبائر الذنوب وموبقاتها فانه قد جمع عدة مفاسد كسب السيئة والخطيئة ثم رمي من لم يفعلها بفعلها ثم الكذبة الشنيعة بتبرئة نفسه واتهام ثم ما يترتب على ذلك من العقوبة الدنيوية تندفع عمن وجبت عليه وتقام على من لا يستحقها ثم ما يترتب على ذلك ايضا من كلام الناس في البريئة الى غير ذلك الفاسدين التي نسأل الله العافية منها ومن كل شر. ثم نعم ثم ذكر منته على رسوله بحفظه وعصمته ممن اراد ان يضله فقال ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منه ما يضلك وذلك ان هذه الايات الكريمات قد ذكر المفسرون النساء ونزولها ان اهل بيت سرقوا في المدينة فلما اطلع على سرقتهم خافوا الفظيحة واخذوا سرقتهم فرموها ببيت هو ببيت من هو بريء من ذلك واستعان السارق بقومه ان يأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلب منه ان يبرئ صاحبهم على رؤوس الناس وقالوا انه لم يسرق انما الذي سرق منه وجدت السرقة ببيته وهو بريء فهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يبرئ صاحبه فانزل الله هذه الاية تذكرة وتبين لتلك الواقعة وتحليلا صلى الله عليه وسلم للمخاصمة عن الخائنين فان المخاصمة للمبطل من الضلال فان الضلال نوعان ضلال في العلم وهو الجهل بالحق وضلال في العمل وهو العمل بغير ما يجب فحفظ الله تعالى رسوله عن هذا النوع من الضلالات كما حفظه عن الضلال في الاعمال واخبر ان كيدهم ومكرهم يعود على انفسهم كحالة كل ما كحالة كل ماكر فقال وما يضلون الا انفسهم لكون ذلك المكر وذلك التحين لم يحصل لهم فيه مقصودهم ولم يحصل لهم الخيبة والحرمان والاثم والخسران هذا نعمة كبيرة على رسوله صلى الله عليه وسلم. يتضمن النعمة بالعمل وهو التوفيق لفعل ما يجب العصمة له عن كل محرم ثم ذكر نعمته عليه بالعلم فقال وانزل الله عليك الكتاب والحكمة ينزل عليك هذا القرآن العظيم وهو الذكر الحكيم الذي فيه اتباع كل شيء وعلم الاولين والاخرين والحكمة اما السنة التي قد قال فيها بعض السلف ان السنة تنزل عليه الذي قال قد قال فيه بعض السلف ان السنة تنزل عليه كما ينزل القرآن واما معرفة الشريعة الزائدة على معرفة احكامها وتزليل اشياء منازلها وترتيب كل شيء بحسبه وعلمك ما لم تكن تعلم وهذا يشمل جميع ما علمه الله تعالى فانه صلى الله عليه وسلم كما وصفه الله قبل النبوة قل لي ما كنت تهدي لمن الكتاب والايمان ووجدك ضالا فهدى ثم لم يزل الوحي ثم لم يزل يوحي الله اليه ويعلمه ويكلم ويكمله حتى ارتقى من العلم يتعذر وصوله على الاولين والاخرين. فكان اعلم الخلق على الاطلاق واجمعهم من صفات الكمال واكملهم فيها. ولهذا قال وكان فضل الله عليك. عظيم فضيلة قال الرسول صلى الله وفضله على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم اعظم من فضله على كل الخلق وادناس الفضل الذي قد فضله الله به لا يمكن استقصاؤه ولا تيسروا احصاؤه قوله تعالى لا خير في كثير من نجواهم الاية الى لا خير في كثير مما يتناجى به الناس ويتخاطبون واذا لم يكن فيه خير فما لا فائدة فيه كفضل الكلام المباح ومما شر ومضرته الكلام المحرم بجميع انواعه. ثم استثنى تعالى فقال الا من امر بصدقة مما نوع من نفع كان بل لعله يدخل فيه العبادات القاصرة في التسبيح والتهليل ونحوي كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ان كل بكل تسبيحة صدقة وكل بكل تكبيرة صدقة وكل تهليلة صدقة وامر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة ثم في بضع احدكم صدقة من الحديث او معروف او هو الاحسان والطاعة وكل ما عرف في الشرع والعقل حسنه واذا اطلق الامر بالمعروف من غير ان يقرأ بالنهي عن المنكر دخل فيه النهي عن المنكر وذلك لان المنهيات من المعروف وذلك لان ترك المنهيات من المعروف وايضا لا يتم فعل الخير الا بتلك الشر واما عند الاقتران فيفسر ومعروف مثل المأمور والمنكر بترك المنهي او اصلاح بين الناس والاصلاح لا يكون الا بين متنازعين متخاصمين والنزاع والخصام والتغاضب يوجب من الشر والفرقة ما ذلك حتى الشارع والاصلاح بين الناس في الدماء والاموال والاعراض. بل وفي الاديان كما قال تعالى واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وقالوا من طائفتان اقتتلوا فاصلحوا بينهما. فان مرت احداهما على الاخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفي الى امر الله الاية وقال تعالى والصلح خير والسعي بالاصلاح بين الناس افضل من القانت بالصلاة والصيام الصدقة والمصلح لابد له ان يصلح والمصلح لابد ان يصلح الله سعيه وعمله كما ان السعي في الافساد لا يصلح الله عمله ولا يتم له مقصود كما قال تعالى ان الله لا يصلح عمل المفسدين فهذه الاشياء حيثما فعل فعلت فهي خير كما دل على ذلك الاستثناء ولكن قاموا بحسب النية والاخلاص. ولهذا قال ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف يؤتيه نؤتيه اجرا عظيما. فلهذا ينبغي للعبد ان يقصد وجه الله فلو يخلصا العمل لله في كل وقت وفي كل جزء من اجزاء الخير ليحصل له بذلك الاجر العظيم وان يتعود الاخلاص فيكون من المخلصين وليتم له الاجر تم مقصوده ام لا؟ لان النية حصلت واقترب بها ما يمكن من العمل قوله تعالى ومن يشاق الرسول من بعد ما تبين له الهدى واتبع غير سبيل المؤمنين الايتين يؤمن الرسول او يعانده فيما جاء به من بعد ما تبين له الهدى بالدلال القرآنية والبراهين النبوية تبع سمير المؤمنين وسبيل وطريقهم في عقائدهم واعمالهم نولي ما تولى يتركه وما اختاره لنفسه ونخذله فلا نوفقه لخير كونه يراه الحق وعلمه وتركه جزاؤه من الله اعداء ما يبقيه في ضلاله حياء ويزداد ضلاله ضلال. ويزداد ضلاله الى ضلاله. ويزداد ضلالا الى ضلاله كما قال تعالى فلما وزاغ الله قلوبهم وقال تعالى ونقلب افئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة. ويدل مفهومها على ان من لم يشاق الرسول ويتبع غير سبيل المؤمنين كان قصد وجه الله واتباع رسوله والزم جماعة المسلمين ثم صدر منه الذنوب او او الهم بها ما هو من مقتضيات النفوس غلبات الطباع فان الله لا يوليه نفسه وشيطانه بل يتداركه بلطفه ويمن عليه بحفظه ويعصمه من السوء. كما قال تعالى عن عليه السلام كذلك نصرف عنه السوء والفحشاء انه من عبادنا المخلصين بسبب اخلاصه صرفنا عنه السوء وكذلك كل مخلص كما يدل عليه عموما ومخالفة راتب لا يحصيها الا الله بحسب حالة وصغرا وكبرا. فمنه ما يخلد في النار ويجب جميع الصلدان ومنه ما هو دون ذلك فلعل لا التفصيلي لهذا المطلق هو ان الشرك لا يغفره الله تعالى لتضمنه القدح في رب العالمين وفي وحدانيته وتسوية المخلوق الذي لا يملك نفسه ضرا ولا نفعا مما هو مالك والضر الذي ما من ما من نعمة الا منه ولا يدفع النقم الا هو الذي له كمال المطلق من جميع الوجوه والغنى التام بجميع وجوه الاعتبارات فمن اعظم فمن اعظم الظلم واعبد الضلال عدم اخلاص عبادته لمن هذا شأنه وعظمته وصرف شيء منها للمخلوق الذي ليس له من صفات الكمال شيء ولا له من صفات شيء بل ليس له الا العدم وعدم الوجود وعدم الكمال وعدم الغنى والفقر من جميع الوجوه واما من دون واما ما دون الشرك من الذنوب والمعاصي فهو تحت ان شاء الله غفره برحمته وحكمته وان شاء عذب عليه وعاقب بعدله وحكمته وقد استدل بهذه الاية الكريمة على ان اجماع هذه الامة حجة وانها معصومة من الخطأ ولذلك ان الله توعد من قال فسميع المؤمنين بالخذلان والنار الى سبيل المؤمنين مخرج مضاف يشمل السائر ما المؤمنون عليه بالعقائد والاعمال؟ فاذا اتفقوا على ايجاب شيء واستحبابه وتحريمه وكراهته واباحته فهذا سبيل فمن خالفهم في شيء من ذلك بعد انعقاد الاجماع عليه فقد اتبع غير سبيلهم واول من استدل بهذه الاية على وجوب اتباع الصحابة هو الامام الشافعي رحمه الله. ومن تقرأ الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين. ففي الاية التنصيص على وجوب اتباع سبيل المؤمنين النظر بفهومهم. نعم قال ويدل على ذلك قوله تعالى كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وجلاء الدلالة منها ان الله تعالى اخبر المؤمنين من هذه الامة لا يأمرون الا بالمعروف فيتفقوا على ايجابي شيء او استحبابه فهما امروا فهو مما امروا به فيتعينوا بنص الاية ان يكونوا معروفا ولا شيء بعد المعروف غير المنكر وكذلك يتفقوا على النهي عن شيء ومما نهى عنه فلا يكون الا منكرا. ومثل ذلك قوله تعالى وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء للناس واخبر تعالى ان هذه الامة جعلها الله وسطنا اعدنا خيارا لا يكون شهداء الناس في كل شيء واذا شهدوا على حكمهم بان الله امر بي ونهى عنه واباحه. فان شهادتهم معصومة لكونهم عالمين بما شهدوا به عادلين في فلو كان الامر بخلاف ذلك لم يكون عادلين في شهادتهم ولا عالمين بها. ومثل ذلك قوله تعالى فان تنازعتم في شيء فلي فردوه الى الله والرسول فمنها انما الم يتنازعوا فيه بل اتفقوا عليه انهم غير مأمورين برده الى الكتاب والسنة. وذلك لا يكون الا موافقا للكتاب والسنة لا يكون مخالفا فهذه الادلة ونحن تفيد بان اجماع هذه الامة حجة قاطعة. ولهذا بين الله قبح ضلال المشركين بقوله ان ان يدعون من دونه الا اناثا الايات اي ما يدعون ما يدعو هؤلاء المشركين من دون الله الا اناثا واثنان واصناف مسميات باسمائه العزى ومن اتى ونحوهما ومن المعلوم ان اسم دال على المسمى فاذا كانت اسماهما اسماء وان تتناقصت دل ذلك على نقص المسميات بتلك الاسماء وفقدها وفقدها لصفات الكمال كما اخبر الله تعالى بغير مضيع من كتابه انها لا تخلق ولا ترزق ولا تدفع نعيم عابدها بل ولا عن نفسها نفعا ولا ضرا ولا تنصر انفسها ممن يريدها بسوء وليس لها اسماع ولا ابصار ولا افئدة فكيف يعبد من هذا وصفه الاخلاص لمن له الاسماء الحسنى. ويترك الاخلاص لمن له الاسماء الحسنى والصفات العليا والحمد والكمال والمد والجلال والعز والجمال والرحمة والبر والاحسان التدبير والحكمة العظيمة في الامر والتقدير. هل هذا الا من اقبح القبيح الدال على نقص صاحبه وبلوغه من الخسة والدناة ادنى ما يتصور متصور او يصفه واصف ومع هذا فعبادتهم انما صورتها انما صورتها فقط لهذه الاوساع الناقصة بالحقيقة ما عبدوا غير الشيطان الذي هو عدوكم الذي يريد اهلاكه ويسعى في ذلك بكل ما يقدر عليه الذي هو في غاية البعد من من الله لعنه الله وابعده من رحمته فكما ابعده الله من رحمته يسعى في بلاد العباد عن رحمة الله انما يدعو حزبه ليكونوا من اصحاب السعير. ولهذا اخبر الله عن سعيه في تزيين الشر له الفساد وانه قال لربه مقسما لاتخذن من عبادك نصيبا مفروضا مقدرا علم اللعين انه لا يقدر على اغواء جميع عباد الله عباد الله المخلصين وليس له عليهم سلطان وانما سلطانه على من تولاه اثر طاعته وعلى طاعة مولاه. واقسم في موضع اخر ليغوينهم اجمعين الا عبادك من هم المخلصين فهذا الذي ظنه الخبيث وجزى به اخبر الله تعالى بوقوعه بقوله ولقد صدق ولقد صدق عليه ابليس ظنه فاتبعوه الا من المؤمنين وهذا النصيب المفهوم المفروظ الذي اقسم لله انهم يتخذهم ذكر ما يريد بهم وما يقصده لهم بقوله ولاضلنهم علينا الصراط المستقيم ضلال الم في علم وضلالا في العمل اي مع الاضلال لامنينهم ان ينالوا مناله المهتدون وهذا هو الغرور بعينه فلم يقتصر على مجرد رضي الله عنهم حتى زين لهم ما هم فيه من الضلال. وهذا زيادة شر الى شرهم حيث عملوا اعمال اهل النار موجبة العقوبة وحسبوا انها موجبة للجنة وعتاب واعتبر واعتبر واعتبر ذلك باليهود احسن الله اليك. واعتبر ذلك باليهود والنصارى ونحويهم فانه كما حكى الله عنهم وقالوا لا يدخل الجنة الا من كان هودا ونصارى تلكمانيون وكذلك زيناها لكل امة عملهم. وقوله تعالى قل هل ننبئكم بالاخسرين اعمال الذين ضل سعي في الحياة دنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنع الاية وقال تعالى الموافقين انهم يقولون يوم القيامة المؤمنين الم نكن معكم؟ قالوا بلى ولكنكم فتنتم انفسكم وتربصتم وارتبتم الاماني حتى جاء امر الله وغركم بالله وقوله ولامرنهم فليبتكن هذا الانعام اي بتقطيع اذانها وذلك البحيرة والسائبة فنبه ببعض ذلك على جميعه وهذا نوع من الاضلال يقتضي بتحريم ما احل الله تحليل ما حرم الله ويلتحق بذلك من الاعتقادات الفاسدة والاحكام الجائرة ما هو من ما هو من اكبر الاضلال ولامرنهم فليغيرن خلق الله وهذا يتناول تغيير الخلقة الظاهرة والشر والنمص والتفلج يحصي ونحو ذلك ما واهم به الشيطان. فغيروا خلقة الرحمن وذلك يتضمن التسخط من خلقته والقدح في حكمة واعتقاد ان ما يصنعون بايديهم احسن من خلق خلقة الرحمن وعدم الرضا بتقديره وتدبيره وتناوله ايضا تغيير الخلقة الباطنة فان الله تعالى خلق عباده حنفاء مفتونين على قبول الحق وايثاره فجاءت الشياطين عن هذا عن هذا الخلق الجميل وزينت لهم الشر والشرك والكفر والفسوق والعصيان. فان كل مولود يولد على الفطرة ولكن ابواب ويهودانها وينصرانها يمجسانه ونحو ذلك مما يغيرون به. ما فطر امي ونحو ذلك مما يغيرون بهما فطر الله عليه عباده من توحيده وحبه ومعرفته وافترسهم الشيطان في هذا الموضع افتراس السبع والذئاب للغنم المنفردة لولا لطف الله وكرمه بعباده مخلصين يعني هذا واظح اليوم ترون الثلج في الاسنان منهي عنه. كم من ناس اليوم في اسنانهم ما لا يعلم به الا الله عز وجل بل دخلوا في تغيير خلق الله في انوفهم وفي خدودهم وفي عيونهم شيء عجب وكان الامر لا يوجد فيه ملك. الملك الملك لله عز وجل. تتصرفون في ملك الله باذن من سبحان الله نعم قالوا لا لطف الله وكرمه بعباده المخلصين لجرى عليهم ما جرى على هؤلاء المفتونين وهذا الذي جرى عليهم من توليهم عن ربهم وفاضلهم وتوليهم لعدوهم اريد لهم الشر من كل وجه فخسروا الدنيا والاخرة. ورجعوا بالخيبة ورجعوا بالخيبة والصفقة الخاسرة ولهذا قال ومن يتخذ الشيطان ولي من دون الله فقد خسر خسران واي خسائر ابين واعظم ممن خسرت دينه ودنياه معاصيه وخطاياه فحصله الشقاء الابدي اثر الله ربح كل الربح وافلح كل الفلاح وفاز بسعادة الدارين واصبح قرير العين فلا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت اللهم تولنا فيمن توليته وعافنا فيمن عافيت. امين امين. ثم قال يعدهما يعد الشيطان من يسعى في اضلالهم والوعد ايش؟ والوعد يشمل حتى الوعيد كما قال تعالى الشيطان يعدكم الفقر فانه يعدهم اذا انفقوا في سبيل الله افتقروا ويخوفهم اذا جاهدوا بالقتل وغيره كما قال تعالى انما ذلكم الشيطان خوف اولياءه الاية ويخوفهم عند ايثار مرضات الله بكل ما يمكن ولا ما لا يمكن مما يدخله يدخله في عقولهم حتى يكسره في الخير وكذلك يمنيهم الامان الباطلة التي هي عند التحقيق السراب السراب الذي لا حقيقة له ولهذا قال وما يعدم الشيطان الا غرورا. اولئك مأواهم جهنم واي من قاد للشيطان واعرض عن ربه وصار اتباع ابليس وحزبه مستقرهم النار ولا يجدون عنها محصا مخلصا وملجأ بل هم خالدون فيها ابد الاباد ولما بين الاشقياء يا اولياء الشيطان ذكر مآل السعداء اولياءه اوليائه فقال والذين امنوا وعملوا الصالحات سيدخلهم جنات تجريم تحت الانهار الاية اي امنوا الملائكة وكتبه ورسله واليوم الاخر وقدره خيره وشره على وجهه الذي امروا به علما وتصديقا واقراءا. وعملوا الصالحات الناشئة من واجب ومستحب الذي على على اللسان والذي على بقية الجوارح كل كل له من الثواب المرتب على ذلك بحسب حال المقام وتكميله الايمان والعمل الصالح ويفوته ما رتب على ذا احسن الله اليك. ويفوت ما رتب على ذلك بحسب ما خل به من الايمان والعمل وذلك بحسب ما علم من حكمة الله ورحمته وكذلك ذلك وعده الصادق الذي يعرف من تتبع كتاب الله وسنة رسوله ولهذا ذكر الثواب المرتب على ذلك بقوله سيدخل الجنة تجري لتحت الانهار فيهم فيها ما لا عين والفواكه والنعم السابغة وتزاول اخواني وتذكرهم ما كان منهم في رياض جنان واعلى من ذلك كله واجل رضوان الله عليهم وتمتع للروح بالغرب والعيون برؤيتهم ونسمع بخطابه الذي ينسي كل نعيم وسرور. ولولا الثبات من الله لهم لطاروا وماتوا من الفرح والحبور فلله ما احلى ذلك النعيم وما اعلى ما اناله الرب الكريم. وما حصل لهم من كل خير وبهجة لا يصفها الواصفون تمام ذلك وكماله الخلود الدائم في تلك المنازل العاليات ولهذا قال خالدين فيها ابدا وعد الله حقا ومن اصدق من الله قيلا فصدق الله العظيم الذي بلغ قوله وحديث الصدق على ما يكون لهذا لما كان كلامه صدقا وخبره صدقا كان ما يدل عليه مطابقة وتضمنا وملامزة وملازمة كل ذلك مراد من وكذلك كلام رسوله صلى الله عليه وسلم لكونه لا يخبر الا بامره ولا ينطق الا عن وحيه. قوله تعالى ليس بمبنيكم ولا اماني اهل كتاب الايتين اليس الامر والنجاة والتزكية بامانيكم ولا اماني للكتاب الاماني احاديث نفس المجردة عن العمل المقترن بها دعوة مجردة لو عرضت بمثلها لكانت من جنسها وهذا عام في كل امر فكيف بامر الايمان والسعادة بديه فان امان اهل الكتاب قد اخبر الله بها انهم قالوا لن يدخل الجنة الا من كان هودا وصارت تلك مني وغيره ممن لم ممن ممن ليس ينتسب الكتاب ولا لرسول من باب اولى واحرى وكذلك اثر الله في ذلك من ينتسب اسلامه كما فان مجرد الانتساب لاي دين كان يفيد شيئا ان لم يأت الانسان برهان على صح الدعوة فالاعمال تصدق الدعوة او تكذبها ولهذا قال تعالى من يعمل سوءا يجزى به وهذا شامل لجميع العاملين لان السوء شمل اي ذنب كان من صغائر الذنوب وكبائرها لكل الجزاء قليل او كثير دنيوي او اخروي. والناس في هذا المقام درجات لا يعلمها الا الله فمستقل ومستكرا ومن كان عمله كله سواء. فمن كان عمله كله سواء وذلك لا يكون الا كافرا فاذا مات من دون توبة فجوز هي بالخلود في العذاب الاليم. ومن كان عمله صالحا وهو مستقيم في غالب احواله وانما يصدر منه احيانا بعض الذنوب الصغار فما يصيب من الهم والغم ولذا بعض الالام في بدنه وقلبه او حبيبه وماله ونحو ذلك فانها مكفرات للذنوب وهي مما يجزي به على وهي ما يجزى به على عمله قيضها الله لطفا بعبادك وبين هذين الحالين مراتب كثيرة وهذا الجزاء على العمل السوء العامي مخصوص في غير التائبين فان التائب من الذنب كمن لا ذنب له كما دلت على ذلك النصوص. وقوله ولا يجز له من دون الله وليا ولا نصيرا لازالة بعض ما لعله لازالة بعض ما لعله يتوهم ان من استحق المجازات على عمله قد يكون له ولي او ناصر شافع يدفع عنه ما استحقه فاخبر تعالى بانتباه ذلك ليس له ولي يحصل له المطلوب ولا نصير يدفع عنه المرهوب الا ربه ومليكه ومن يعمل من الصالحات دخل في ذلك سائر الاعمال القلبية والبدنية ودخل ايضا كل عامل من اس او دين ناصر او ولهذا قال من ذكر وهذا شرط لجميع الاعمال لا تكون صالحة ولا تقبل ولا يترتب عليها الثواب لا يندفع بها العقاب الا بالايمان في الاعمال وبدون الايمان شجرة قطع اصلها وكبناء بني على موج الماء فالايمان هو الاصل والاساس والقاعدة التي يبنى عليه كل شيء وهذا القيد ينبغي التفطن له في كل عمل فانه مقيد به فاولئك الذين جمعوا بين الايمان والعمل الصالح. يدخلون الجنة المشتملة على ما تشتهي الانفس والتلذ الاعين. ولا يظلمون الى قليلا ولا كثيرا مما عملوه من الخير بل يجدونه كاملا موفرا مضاعفا اضعافا كثيرة. ومن احسنوا دينا ممن اسلم وجهه لله ومحسن ابراهيم حنيفا واتخذ الله ابراهيم خياء لا احد احسن من دين من جمع بين الاخلاص المعبود والاسلام لوجه الله الدال على استسلام القلب وتوجهه وانابة واخلاص وتوجه الوجه وسائر الاعضاء لله وهو مع هذا الاخلاص والاسلام محسن. اي متبع لشريعة الله تعالى للشريعة الله التي ارسل بها رسوله وانزل كتبه وجعلها طريق لخواص الخلق واتباعهم. واتبع ملة ابراهيم دينه وشرعه حنيفا التوحيد وعن التوجه وخلق الاقبال على الخالق واتخذ الله ابراهيم خليلا. والخلة اعلى انواع المحبة وهذه المرتبة حصلت للخليلين محمد وابراهيم عليهما والسلام واما المحبة من الله فينعمه المؤمنين. وانما اتخذ الله ابراهيم خليلا لانه وفى بما امر به وقام ابتلي به فجعل الله امام الناس اتخذه خليلا ونوه بذكره في العالمين ولله ما في السماوات وما في الارض وكان الله بكل شيء محيطا وهذه الاية الكريمة فيها بيان احاطة الله تعالى بجميع الاشياء فاخبر انه له ما في السماوات وما في الارض اي الجميع ملكه وعبيده فهو مملوكون وهو المالك المتفرد بتدبيره وقد حاط علمه بجميع المعلومات وبصره بجميع المبصرات وسمعه بجميع المسموعات ونفي ونفذت مشيئته وقدرته بجميع الموجودات ووسعت رحمته اهل الارض والسماوات وقهر بعزه وقهره كل مخلوق ودانت له جميع غدا بعد صلاة العصر مباشرة. هنا في السماوات والارض وايضا سبحانه وتعالى