الحمد لله رب البريات والصلاة والسلام على سيد السادات نبينا محمد واله وصحبه اهل الطاعات وبعد فحيا الله المستمعين والمستمعات ايها الاخوة والاخوات ان كثيرا ما نهتم ببناء البيوتات ونحرص جدا على ذلك ببذل الغاليات وهذه دعوة صادقة ونداء من محب لكم بان نفكر بان نبني لانفسنا بيتا او بيوتا في الجنات ما السبيل الى حصول هذه البيوتات في جنة رب البريات نأخذ معكم السبب السادسة من اسباب تحصيل بيوتات في الجنات الا وهو المحافظة على السنن الراتبات عن النعمان بن سالم عن عمرو بن اوس عن عنبسة بن ابي سفيان عن امي حبيبة رملة بنت ابي سفيان رضي الله تعالى عنها. زوج النبي صلى الله عليه واله وسلم انها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من عبد مسلم يصلي لله كل يوم اثنتي عشرة ركعة تطوعا غير فريضة الا بنى الله له بيتا في الجنة قالت ام حبيبة رضي الله عنها فما تركتهن منذ سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وقال عن بسة رحمه الله فما تركتهن منذ سمعتهن من امي حبيبة رضي الله عنها وقال عمرو رحمه الله ما تركتهن منذ سمعتهن من عنبستة رحمه الله. وقال النعمان ابن سالم ما تركتهن منذ سمعتهن من عمرو بن اوس رحمه الله هذا الحديث الذي رواه الامام مسلم وغيره قد بوب العلامة النووي رحمه الله عليه فقال باب فضل السنن الراتبة قبل الفرائض وبعدهن وبيان عددهن هذا الحديث مستمعي الاكارم والمستمعات الكريمات فيه دلالة واضحة على ان من حافظ على ثنتي عشرة ركعة تطوعا غير فريضة ان الله سبحانه وتعالى يبني له بيتا في الجنة ما اسهل هذا السبب وما ايسر هذه الوسيلة فلا يمكن لاحد ان يقول ليس عندي مال ولا قدرة وان هذه التطوعات يسيرة على من يسر الله تبارك وتعالى عليه فينبغي ان نشحذ الهمم وان نفكر بشدة لمم كيف اننا نبني بيوتات في الجنات وفي هذا الحديث قول ام حبيبة عن النبي صلى الله عليه وسلم من صلى ثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة بني له بهن بيت في الجنة وفي رواية ما من عبد مسلم يصلي لله تعالى في كل يوم اثنتي عشرة ركعة تطوعا غير فريضة الا بنى الله له بيتا في الجنة وفي حديث ابن عمر قبل الظهر سجد سجدتين. وكذا بعدها وبعد المغرب والعشاء والجمعة وفي صحيح الامام البخاري قبل الصبح ركعتين وهذه اثنتا عشرة وفي حديث امنا عائشة رضي الله تعالى عنها اربعا قبل الظهر وركعتين بعدها وبعد المغرب وبعد العشاء واذا طلع الفجر صلى ركعتين وهذه اثنتا عشرة ايضا وليس للعصر ذكر في الصحيحين وجاء في سنن ابي داود باسناد صحيح عن علي رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي قبل العصر ركعتين وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال رحم الله امرء صلى قبل العصر اربعا رواه ابو داوود والترمذي وقال حديث حسن وجاء في اربع بعد الظهر حديث صحيح عن ام حبيبة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حافظ على اربع ركعات قبل الظهر واربع بعدها حرمه الله على النار. رواه ابو داوود والترمذي وقال حديث حسن صحيح وفي صحيح الامام البخاري عن عبدالله بن مغفل رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال صلوا قبل المغرب صلوا قبل المغرب صلوا قبل المغرب. قال في الثالثة لمن شاء وفي الصحيحين عن عبد الله بن مغفل ايضا عن النبي صلى الله عليه وسلم بين كل اذانين صلاة والمراد بين الاذان والاقامة فهذه جملة من الاحاديث الصحيحة في السنن الراتبة مع الفرائض قال العلامة النووي رحمه الله قال اصحابنا وجمهور العلماء بهذه الاحاديث كلها واستحبوا جميع هذه النوافل المذكورة في الاحاديث السابقة ولا خلاف في شيء منها عند اصحابنا الا في الركعتين قبل المغرب ففيهما وجهان لاصحابنا اشهرهما لا يستحب والصحيح عند المحققين استحبابهما بحديثي ابن مغفل وبحديث ابتدارهما السواري بها. وهو في الصحيحين قال اصحابنا وغيرهم واختلاف الاحاديث في اعدادها محمول على توسعة الامر فيها. وان لها اقل واكمل. فيحصل اصل السنة بالاقل. ولكن الاختيار فعل الاكثر الاكمل وهذا كما في اختلاف احاديث الضحى وكما في احاديث الوتر فجاءت فيها كلها اعدادها بالاقل والاكثر. وما بينهما. ليدل على اقل المجزئ في تحصيل اصل السنة وعلى الاكمل والاوسط والله اعلم قلت هذه الروايات التي دلت على تعدد الرواتب انما هو حتى اذا فات الانسان شيئا من ذلك لا يترك ثنتي عشرة ركعة فيصليهما متى ما تيسر فان فاته اربع قبل الظهر فليصلي ركعتين قبل العصر او يصلي بعد العشاء اكثر من ذلك حتى يدرك اجر ثنتي عشرة ركعة فيبني الله سبحانه وتعالى له بيتا في الجنة وقوله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث تطوعا غير فريضة هو من باب التوكيد ورفع احتمال ارادة الفرض اي ان ثنتي عشرة ركعة نفلا هي التي بها تحصل بناء البيت في الجنة. ففيه استحباب استعمال وكاين اذا احتيج اليه. وفي جامع الامام الترمذي بسنده عن امنا عائشة رضي الله تعالى عنها التصريح بهذه الركعات جدا فقالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ثابر على ثنتي عشرة ركعة من السنة وقوله صلى الله عليه وسلم ثابر يدل على ان هذا الثواب انما يحصل لمن صبر نفسه فينبغي على الانسان ان يثابر قال من ثابر على ثنتي عشرة ركعة من السنة بنى الله له بيتا في الجنة ثم جاء تفصيل هذه الركعتي الثنتي عشر فقال اربع ركعات قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء وركعتين قبل الفجر قال الترمذي رحمه الله وفي الباب عن امي حبيبة وابي هريرة وابي موسى وابن عمر نعم قال ابن الاثير في النهاية في غريب الحديث في قوله صلى الله عليه وسلم من ثابر على ثنتي عشرة ركعة من السنة بنى الله له بيتا في الجنة. قال مثابرة الحرص على الفعل والقول وملازمتهما وقوله صلى الله عليه وسلم اربعا قبل الظهر فيه دلالة على ان السنة قبل الظهر اربع ركعات وروى البخاري في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يدع اربعا قبل الظهر وركعتين قبل الغداة وفي حديث ابي هريرة وحديث ابن عمر رضي الله عنهما اللذين اشار اليهما الترمذي دلالة على ان السنة قبل الظهر اتان الداودي وقع في حديث ابن عمر ان قبل الظهر ركعتين. وفي حديث عائشة اربعا وهو محمول على ان كل واحد منهما وصف ما رأى قال العلامة الحافظ ابن حجر رحمه الله الاولى ان يحمل على حالين فكان تارة يصلي اثنتين وتارة يصلي اربعا وقيل هو محمول على انه كان يقتصر في المسجد على ركعتين وفي بيته يصلي اربعا. قلت وهذا اكد وهذا اجمع للقولين. وذلك لان الركعتين في البيت عن اربع في المسجد قال الحافظ ابن حجر رحمه الله ويحتمل ان يكون يصلي اذا كان في بيته ركعتين ثم يخرج الى المسجد فصلى ركعتين فرأى ابن عمر ما في المسجد دون ما في بيته. واطلعت عائشة رضي الله تعالى عنها على الامرين. ويقوي الاول ما رواه الامام احمد وابو داود في حديث عائشة كان يصلي في بيته قبل الظهر اربعا ثم يخرج قال الامام ابو جعفر الطبري الاربع كانت في كثير من احواله والركعتان في قليلها قوله صلى الله عليه وسلم من صلى في اليوم والليلة وفي رواية في كل يوم وليلة اثنتي عشرة ركعة وفي رواية مسلم تجد بدل ركعة ذكر اليوم والليلة لان السنن الرواتب فيهما كما بينه خبر الامام مسلم. وذلك كان معلوما عندهم والمراد الحث على المداومة فمن صلى لله جل وعلا اثنتي عشرة ركعة او ثنتي عشرة سجدة فالمراد بالركعة والسجدة الركعة والسجدة الكاملة وقوله صلى الله عليه وسلم صلى في اليوم والليلة اما ان يكون الواو هنا بمعنى الجمع صلى في اليوم مع الليل اثنتي عشرة ركعة كما بينته حديث ام حبيبة وحديث عائشة رضي الله عنها او ان الواو للعطف اي سواء صلى ثنتي عشرة ركعة في اليوم فان الله يبني له بيتا في الجنة ويكون ذلك بركعتين قبل الفجر واربع قبلها وركعتين بعد الظهر فهذه ثمان ركعات وركعتين قبل العصر فهذه عشر ركعات وركعتين قبل المغرب فهذه ثنتي عشرة ركعة او صلى من الليلة ثنتي عشرة ركعة بركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء وزاد الى ذلك الوتر. فذلك يكون ايضا من باب التوسعة على هذه الامة المرحومة مستمعي الاكارم والمستمعات الكريمات فلنشمر عن ساعد الجد ولنحافظ على هذه الرواتب التي جاءت بها الشريعة السمحاء حتى يسهل لنا الطرق المؤدية الى الجنات ويبني الله جل وعلا لنا بهذه الركعات المعدودات البيوتات المختلفات المتنوعات فان الله سبحانه وتعالى فضله واسع وهو سبحانه وتعالى كريم جواد من اقبل اليه اقبل عليه وهو سبحانه وتعالى يجازي بالحسنات حسنات وبالسيئات مغفرات اللهم انا نسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك ونسألك اللهم ان تعيننا على ذكرك وعلى شكرك وعلى حسن عبادتك. اللهم اجعلنا ممن بنيت لهم البيوتات في الجنات وجعلت ذلك لهم على وجه الخصوص يا رب البريات وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. والحمد لله رب العالمين