الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فهذا هو الدرس الخامس والسادس والسابع من دروس آآ من الدروس المهمة لعامة الامة. الدرس الخامس ذكر الشيخ فيه الاحسان. الاحسان ايها الاخوة لغة معناه الظبط والاتقان. واحسن فلان الى فلان الى آآ اتى اليه بالاكرام. واحسن فلان في عمله اذا واتقنه. فهذا معنى الاحسان من حيث اللغة هو الاكرام والظبط والاتقان. معانيه اللغوية دائرة على هذا المحور. واما الاحسان في الشرع فهو المرتبة الثالثة من مراتب الدين. ذلك لان الانسان اذا دخل في الاسلام فانه يكون في اول العلية ثم يزداد ايمانا وعلما وتقى فيرتقي الى مرتبة الايمان كما قال عز وجل قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا. اذا هناك اسلام ثم الايمان الايمان الاسلام والايمان وبعده الاحسان. وهنا يأتي سؤال الفرق بين هذه المراتب الثلاث. الاسلام هو ان الانسان يتشهد شهادة الرسالة شهادة التوحيد والرسالة ويؤمن باركان الاسلام الخمس ثم بعد ذلك يأتي بالاوامر ويبذل جهده في ذلك والنوايا يتركها ولكن ربما يقع منه ظلم في نفسه وفي حق الاخرين. اذا هذا مسلما فذلك اذا حصل منه تقصير في الواجبات ولم يتب منها او حصل منه تقصير وفي فعل المحرمات ولم يتب منها فيكون مسلما ظالما لنفسه وهو الذي يسميه بعظ العلماء بالفاسق الملي. اما اهل الايمان وهي المرتبة العالية فوق الاسلام. فهم الذين اه عندهم شهادة الرسالة والتوحيد واعمال الاسلام والايمان ويبذلون قصارى جهدهم في الا يقع منهم ترك للواجبات ولا فعل للمحرمات. اذا يحرصون كل الحرص على فعل الواجبات ويحرصون كل الحرص على ترك المحرمات. واذا ما وقع منهم محرم يتوبون مباشرة ولا يصرون. واذا حصل منهم تقصير في الواجبات يتوبون مباشرة ولا يصرون. كما قال عز وجل ان الذين امنوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون. هؤلاء الذين يفعلون الواجبات ويحرصون عليها كل الحرص ويتركون المحرمات ويجتنبونها كل الاجتناب آآ من اعظم علاماتهم التوبة والاستغفار في آآ ما يحسون فيه من التقصير ولكنهم لم يتطلعوا الى المرتبة العالية التي فوقهم وهي مرتبة الاحسان. من هم اهل الاحسان؟ اهل احسان هم الذين عندهم شهادة التوحيد والرسالة واعمال الاسلام وحرص عظيم على واجبات وحرص عظيم على ترك المحرمات وزيادة انهم يحرصون كل الحرص على ثلاثة امور علاوة على ما مضى. الاول انهم يحرصون على المندوبات. مع حرصهم على عدم فوت الواجبات. والثاني انهم يحرصون على ترك المكروهات مع شدة حرصهم على البعد عن المحرمات. والثالث انهم اهل زهد وتعامل مع الله جل في في علاه اذا الناس في دين الله عز وجل على ثلاث مراتب. منهم من هم في مرتبة الاسلام وهذا عامة الناس ومنهم من هم في مرتبة اهل الايمان ومنهم من هم في مرتبة الاحسان وهو ملق الله وقد اه جاء هذا التقسيم في كتاب الله عز وجل قال سبحانه ثم في سورة يفاطر ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا. فمنهم ظالم لنفسه وهم اهل الاسلام الذين ظلموا انفسهم بارتكاب بعض المحرمات وعدم التوبة منها ارتكاب بعض آآ واجتناب وترك بعض الواجبات وعدم التوبة منها. ومنهم مقتصد فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد. والمقتصد هو الذي يحرص على الواجبات ويترك المحرمات. ومنهم سابق بالخير وهؤلاء هم اهل الاحسان. الذين يسبقون الناس في الواجبات ويبتعدون ويسبقون الناس في البعد عن المحرمات ويسبقون الناس في فعل المندوبات ويسبقون الناس في ترك المنكرات ويسبقون الناس في الاخلاص والصدق والمحبة اه ويسبقون الناس في التعامل مع الله جل وعلا جاء ايضا ذكر هذه المراتب الثلاثة في القرآن الكريم اولئك هم المؤمنون حقا. وهذا مرتبة المؤمنين. وآآ اه ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون. اتقوا هم المؤمنون. والذين هم محسنون المرتبة العالية وفمنهم ظالم لنفسه ومنهم آآ واخرون خلطوا عملا صالحا واخر سيئا هؤلاء هم اهل الاسلام وقد جاء ذكر هذه المراتب الثلاثة في حديث جبريل لما قال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم ما الاسلام ففسر له اعمال اهل الاسلام بالشهادتين والصلاة والصوم والزكاة والحج لمن استطاع اليه سبيلا ولما سأله ما الايمان؟ فسر النبي صلى الله عليه وسلم له الايمان بالاعمال القلبية المتعلقة بالاعتقاد والاقرار والاذعان والخبر ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره. ثم سأله ما الاحسان هذه المرتبة الثالثة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم الاحسان ان تعبد الله كأنك ترى. فان لم تكن تراه فانه يراك. ولهذا قال الشيخ ركن الاحسان. اذا الاحسان له ركن واحد وهو ان تعبد الله كأنك كتراه الانسان الذي يعلم ان الملك ينظر اليه فانه يتقن عمله بل لو كان احد مديره فوقه يتقن عمله على اكمل وجه. فمن اعظم علامات المحسنين انهم وصلوا الى مرتبة انهم يرون كانهم يرون الله عز وجل. وهو ينظر اليهم ويبصرهم ويعلم احوالهم ويخبرهم ويسمع مقالهم ويثيبهم او يعاقبهم. ولهذا فهم يتقنون الاعمال ان تعبد الله كأنك تراه. فهو عندما يقف في الصلاة يستحضر ان الله فوقه وانه يسمع ويبصر ويقدر عليه. فيستحي من الالتفات يمنة ويسرى ومن الاسراع في الصلاة ويستحي من ذنوبه فتجده يتوب مباشرة بين يدي ربه سبحانه وتعالى. فان لم تكن تراه هذا هو الحال انا لا نرى الله في الدنيا. كما قال صلى الله عليه وسلم واعلموا انكم لن تروا ربكم حتى تموتوا. فالله لا يرى في الدنيا كما قال لموسى لن تراني. ولكن انظر الى الجبل فان قر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا. فلما افاق قال سبحانك تبت وانا اول المؤمنين. فان لم تكن ترى فنحن لا نرى الله عز وجل. فانه يراك. فهي قد يقول كان الله لا يرى فكيف نعبد كاننا نراه؟ نعبده كاننا نراه ان نزيد في ايماننا. ونستحي احضر نظر الله الينا ونستحضر عظمة علمي وجلالي وكبريائي فهو ذو الجلال والاكرام. وهو اكرم الاكرمين وارحم الراحمين. هنا انبه ان الاحسان مع الله في العبادة ان تعبده كانك تراه. فان لم تكن تراه فانه يراه. والاحسان مع الله في باب الاعتقاد هو ان لا ترى تسكينة ولا تحريكة الا من الله فيحصل لك الرضا والشكر بقضاء الله وقدره. والاحسان في باب الاعمال مع الناس هو اتقان العمل كما تحب ان يتقن عملك. والاحسان في التعامل مع دنيا الزهد في هذه الدنيا. كما قال صلى الله عليه وسلم وزد في الدنيا يحبك الله. وزد فيما عند يحبك الناس. هذا ما يتعلق بالاحسان اسأل الله ان يجعلنا واياكم من المحسنين في اعمالنا والباطنة. اما الدرس الخاء السادس فقد ذكر الشيخ رحمه الله شروط الصلاة ترى شروط الصلاة. الشروط جمع شرط. وهو ما لا اه اه يصح العبادة الا بوجوده والشرط سابق على الشيء. فمثلا الوضوء شرط في صحة الصلاة. ولابد من الوضوء قبل الصلاة اما الاركان فهي في داخل الصلاة. والشرط سابق على الشيء ولابد من الاستمرار فيه وشروط الصلاة جمع لانها اكثر من اثنين. شروط الصلاة الصلاة هنا الالف واللام فيه للعهد اي الصلاة المعهودة الشرعية. سواء كان فرضا او كان نفلا سواء كانت الصلاة ليلية او نهارية. الزوجية او فردية. قال رحمه الله شروط بالصلاة وهي تسعة. طبعا شروط الصلاة علمها العلماء الفقهاء بالصبر والنظر في جمع النصوص الواردة في الصلاة. فلما صبروا هذه النصوص وجمعوها وجدوا انها تسعة من حيث التفصيل وستة من حيث الاجمال. اول هذه الشروط الاسلام فلا تصح الصلاة من غير المسلم. فلو صلى المنافق فان صلاته مردودة. كما قال تعالى وما منعوا من تقبل منهم اخواتهم الا وما منعهم ان تقبل منهم صدقاتهم الا انهم كفروا بالله وبرسوله. اذا لابد لمن اراد ان تكون صلاته مقبولة عند الله ان يخلص اسلامه لله عز وجل. ومن هنا ندرك ايضا ان صلوات باطلة صلوات المشركين باطلة. لان الله يقول ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل من ما الذي لن يقبل من عباداته طاعاته اعماله ومنها الصلاة. الشرط الثاني العقل وآآ العقل شرط تكليفي فان قال قائل اليس غير المسلمين مخاطبون بالصلاة؟ نقول نعم هم مخاطبون واذا لم يفعلوها فهم اثمون على شركهم وعلى تركهم للصلاة. ولا تصح منه الا بالاسلام. والعقل شرط التكليف. فان الله لم يكلف المجانين. وذلك لان الشريعة تخاطب العقلاء الذين عندهم ادراك والمقصود بالعقل هنا عقل الادراك ان يدرك ويفهم الامر والنهي يفهم معنى الصلاة. وليس معناه ان يكون ذكيا فيكفي فيه ان يفهم الامر والعقل من علامات البلوغ. وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال رفع القلم عن ثلاث وعن المجنون حتى يفيق. وكذلك التمييز الشرط الثالث التمييز معنى التمييز هو ان يميز بين الخير والشر. يميز بين الربح والخسارة. وهذا شرط متعلق بالعمر وبعض العلماء يعبر عنه بالبلوغ. وانما ذكر الشيخ التمييز لان المميز مأمور لان المميز مأمور بالصلاة. فمن بلغ عشر سنوات فانه يؤمر بالصلاة على للحجم كما قال صلى الله عليه وسلم مروا اولادكم بالصلاة وهم ابناء سبع واضربوهم عليها وهم ابتاء عشرين فاذا كان الولد يفرق بين الربع دينار ونصف دينار فانا نأمره بالصلاة واذا بلغ العاشرة فانه يجب عليه ان يصلي. يأثم اذا بلغ ولم يصلي. قال الله عز وجل ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين. طيب هل نأمر الاطفال الذين اعمارهم سنة وثلاث ولا يفرقون بين الدينار والنصف. هل نأمرهم بالصلاة؟ الجواب لا نأمرهم بالصلاة ولكن لا نمنعهم اذا صفوا بجوارهم. واما شرط القبول فهو التمييز. فاذا كان الطفل مميزا فصلى فان صلاته تكتب له في حسناته ولو لم يبلغ وفي حسنات والديه. الشرط الرابع رفع الحدث فلا تصح الصلاة ممن ليس على وضوء ولا ممن على جنابة. فلابد ان يرفع الذي يريد الصلاة ان يرفع الحدثين الاكبر والاصغر. لقوله جل وعلا ولا جنبا الا عابري سبيل لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا الا عابري سبيل. فالجنب لا يقرب الصلاة وهكذا من احدث لا يقبل الله صلاته لقوله صلى الله عليه وسلم ان الله لا يقبل صلاة احدكم اذا حتى يتوضأ. ولقوله جل وعلا يا ايها الذين امنوا اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم. فلا بد من رفع الحدث ورفع الحدث انما يكون اذا كان اكبر بالاغتسال. واذا كان اصغر اصغر فبالوضوء وهنا انبه ان من عليه جنابة فانه اذا اغتسل يرتفع الحدث الاصغر. سواء نواه ام لم ينوي وسواء توظأ او لم يتوظأ والافظل ان يتوضأ مع اغتساله اتباعا لسنة النبي الكريم صلى الله عليه عليه وسلم. الشرط الخامس من شروط الصلاة ازالة النجاسة. وازالة متعلقة بثلاثة اشياء. ازالة النجاسة من البدن اولا فلا يجوز للانسان يصلي وعلى فخذه في بول او على يده نجاسة. والثاني ازالة النجاسة من الثوب الذي يصلي فيه. فلا يصح الانسان يصلي في الثوب النجس. الرابع الثالث ازالة النجاسة من مكان الصلاة. فلا يصح ان يصلي على سجادة نجسة او على ارض نجسة. والاصل في الثياب وفي التراب الاصل في الابدان الطهارة حتى نتيقن وجود النجاسة. فلا يجوز للانسان ان يقول انا لا اصلي ها هنا في هذا المكان لانه يمكن ان يكون قد بال احد ولا يرى اثر البول لان الاصل في الاماكن الطهارة والاصل في الثياب الطهارة. والاصل في الابدان الطهارة قال الله عز وجل يا بني ادم خذوا زينتكم عند كل مسجد. واتفق المفسر المقصود ستر العورة على سبيل الوجوب والزيادة على ذلك على سبيل التزين. وعورة الرجل في الصلاة من السرة الى ركبة وان يضع على عاتقيه شيء من ثيابه. والمرأة كلها عورة في الصلاة الا وجهها وكفيها. واما خارج الصلاة فكلها عورة لحديث الترمذي ان المرأة عورة اذا خرجت استشرفها الشيطان الشرط السادس من شروط الصلاة ستر العورة. والمقصود بالعورة هنا العورة المغلظة بالنسبة للرجل من السرة للركبة هذا لابد من ستره في الصلاة. والصحيح من اقوال اهل العلم ان المنكبين على سبيل الوجوب لا على سبيل الشرطية. الحديث نهى النبي صلى الله عليه وسلم ان يصلي الرجل وليس على عاتقه من ثيابه شيء. والمرأة يجب عليها ان تستر كل بدنها في الصلاة الا وجهها وكفيها. اذا لابد للمرأة ان تستر قدميها. وهذا قول جماهير العلماء رحمهم الله تعالى لما روى ابو داوود من حديث اسماء ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان المرأة اذا بلغت فلا يجوز ان يظهر منها الا هذا وهذا وشال كفي وجه يعني في الصلاة. آآ من شروط الصلاة وهو الشرط السابع دخول الوقت اذا يشترط لصحة الصلاة دخول الوقت هذا بالنسبة للفرظ فلا يجوز ان نؤدي العشاء قبل دخول الوقت. ولا ان نؤدي الفجر قبل بزوغ الفجر. وبالنسبة للنفل فلا بد ان لا هنا في الاوقات المنهية عنها الا ذوات الاسباب. فلا تصح صلاة قبل وقتها الا العصر مع الظهر جمع تقديم للمسافر او المريض والعشاء مع المغرب جمع تقديم او جمع تأخير للمسافر والمريض والشرط الثامن استقبال القبلة. استقبال القبلة شرط في الفرض والنفل بالنسبة للمقيم هو استقبال القبلة شرط في الفرظ للمسافر دون النفل. فيجوز للمسافر ان النفل حيثما كانت وجهة سيارته او طائراته. اما الفرض فلا يجوز ان يصلي الا مستقبلا القبلة الا اذا خاف الوقت خاف فوات الوقت في الطائرة فيصلي حيثما كانت وجهته. اذا استقبال القبلة شرط لقوله جل وعلا ومن حيث خرجت فولي وجهك شطر المسجد الحرام. ولقوله حيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره كان المسلمون يصلون الى بيت المقدس ثم حولت القبلة في السنة الثانية الى اه مكة شرفها الله عز وجل وصانه. الشرط التاسع والاخير من شروط الصلاة النية فلا تصح الصلاة الا بنية. لقول النبي صلى الله عليه وسلم من حيث العموم انما الاعمال بالنيات انما الاعمال بالنيات. فلو ان انسانا قام الى الصلاة ونيته تمارين رياضية فهذه لا تقبل. ولو ان الانسان كعى وسجد ويريد الرياظة فليست هذه الصلاة لابد من النية والمقصود بالنية هنا ثلاثة امور الاول الاخلاص اصل الله عز وجل. والثاني نية الفرظ. الذي دخل وقته هل هو الظهر او العصر؟ هل هذه الصلاة صلاة المغرب او العشاء؟ الثالث نية النوع هل هذه الصلاة فرض او نفل؟ اذا ينوي بصلاته النوع صلاة فرض او نفل ثم ان كان فرضا اي الصلوات هي هذا كله في القلب. لان النية محلها القلب لقوله صلى الله عليه وسلم وانما الاعمال بالنيات. وفي رواية العمل بالنية. اي النية الموجودة في القلب قال تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين. ثم ننتقل الى الدرس اه او لعلها نكتفي بهذا القدر ان شاء الله اليوم. ولعلنا في لقاء اخر نتحدث في الدرس السابع عن اركان الصلاة وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين