الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن سار على نهجه واقتفى اثره الى يوم الدين وبعد فلا زلنا في رسالة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لشيخ الاسلام ابي العباس احمد ابن عبد الحليم ابن عبد السلام ابن تيمية الحراني رحمه الله المتوفى سنة ثمان وعشرين وسبع مئة من الهجرة ونحن في المجلس السادس من مجالس قراءتنا لهذه الرسالة المباركة والاخيرة ان شاء الله مساء الاربعاء الثامن والعشرين من شهر ربيع الثاني عام اربعة واربعين واربع مئة والف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم كان قد ذكر رحمه الله ما يتعلق بالصوتين الاحمقين الفاجرين صوت عند الفرح وهو صوت اللاهين واللاعبين وصوت عند الحزن وهو صوت الهالعين والجازعين والاسلام امرنا عند الفرح ان نكبر ونهلل ونحمد الله عز وجل وامرنا عند الحزن ان نسترجع وان نحمد الله عز وجل ولكن الناس لا يضبطون شعورهم لا عند افراحهم ولا عند اتراحهم فيستطيع الشيطان ان يركبهم ركوبا حقيقيا فيلبسهم او ركوبا جزئيا فيتصرف باحوالهم فيصرخون عند الفرح اشرا وبطرا وعند الحزن جزعا وهلعا ووقفنا على قوله واما الصوت الذي يثير الغضب لله ونبدأ على بركة الله ونسأله جل وعلا ان يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح. نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين يا رب العالمين. قال شيخ اسامة رحمه الله تعالى في رسالته الامر بالمعروف والنهي عن المنكر واما الصوت الذي يثير غضبا لله كالاصوات التي تقال في الجهاد من اشعار المنشدة المنشدة. احسنت منشدة تلك لم تكن بالات وكذلك اصوات الشهرة في الفرح. فرخص منها فيما وردت به السنة من الضرب بالدف في الاعراس والافراح للنساء والصبيان لا شك ان الصوت الذي يكون من الشعراء والخطباء في الجهاد هذا ليس مذموم بل هو مطلوب وهكذا الاشعار المنشدة اما الالحان التي نسمعها اليوم بالالات المسموعة او الخفية التي يسمونها المنزوعة الموسيقى لكنها كانها موجودة هذه ما كانت معروفة وكذلك الصوت الذي يكون عند الفرح المباح كالدف للنساء بالاعراس والافراح والصبيان في الاعياد فهذا لا بأس به. نعم احسن الله قال رحمه الله تعالى وعامة الاشعار التي تنشد بالاصوات لتحريك النفوس هي من هذه الاقسام الاربعة. اشعار المحبة وهي النسيب واشعار الغضب والحمية وهي حماسة والهجاء واشعار المصائب كالمرافي واشعار النعم والفرح وهي المدائح. يعني الاشعار عند الناس اربعة اقسام الاشعار عند الشعراء والفصحاء والبلغاء اربعة اقسام اشعار المحبة اعطوها اسم النسيب اشعار الغضب والحمية سموها باشعار الحماسة او الحماسية ويدخل في هذا اشعار الهجاء واشعار المصايب والاحزان وسموها باشعار المراثي او المرثية واشعار النعم والفرح وسموها بالمدائح هذه الاشعار حسنها حسن وقبيحها قبيح نعم احسن قال رحمه الله تعالى والشعراء جرت عادتهم ان يمشوا مع الطبع كما قال الله تعالى الم ترى انهم في كل وادي يهيمون وانهم يقولون ما لا يفعلون ولهذا اخبر انهم يتبعهم الغاوون والغاوي هو الذي يتبع هواه بغير علم وهذا هو الغي وهو خلاف الرشد كما ان الضال هو الذي لا يعلم مصلحته وهو خلاف المهتدي. قال الله سبحانه وتعالى والنجم اذا هوى ما ضل صاحبكم وما ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم عليكم سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي الشعراء كما هو معلوم قديما وحديثا انما يتقلبون في اشعارهم بحسب الاحوال المحيطة بهم فيمدحون فلانا يسترزقون منه ويذمون فلانا لانهم لم يروا منه خيرا ويرثون فلانا رجاء عطف فلان ويمدحون فلان رجا عطف فلان ويظهرون الحب لفلان رجاء عطاء فلان وهذا حالهم الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم نعم قال رحمه الله تعالى في فلهذا تجدهم يمدحون جنس الشجاعة وجنس السماحة اذ كان عدم هذين مذموما على الاطلاق اما وجوه وجودهما ففيه تحصيل مقاصد النفوس على الاطلاق. لكن العاقبة في ذلك للمتقين. واما غير المتقين فلهم عاجلة لا عاقبة والعاقبة ان كانت في الاخرة فتكون في الدنيا ايضا كما قال تعالى لما ذكر قصة نوح ونجاته بالسفينة قيل يا نوح اهبطي سلام وبمنة وبركات عليك وعلى امم ممن معك. وامم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب اليم. قال قال تلك من انباء الغيب نوحيها اليك الى قوله فاصبر ان العاقبة للمتقين. وقال فمن اعتدى ان العاقبة وهو حسن المآل العاقبة حسن المآل وحسن المآل للمؤمنين في الدنيا وفي الاخرة لكن في الدنيا قد يشاركهم فيها غيرهم لكنها في الاخرة خالصة ولهذا قال ان العاقبة للمتقين اي على العموم في الدنيا مع مشاركة الغير وفي الاخرة قلوصا نعم احسن من قال رحمه الله تعالى وقال الله تعالى فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله واعلموا ان الله مع المتقين. والفرقان يحمد من ذلك ما حمده الله ورسوله فان الله تعالى هو الذي حمده زين وذمه شين دون غيره من الشعراء والخطباء وغيرهم. ولهذا لما قال القائل من بني تميم للنبي صلى الله عليه وسلم ان حمدي زين وذمي شين قال له ذاك الله والله سبحانه وتعالى هو الذي حمده زين ونافع ومجدي وشينه ظار ومخز اما حمد الناس وذم الناس فليس حمدهم بظار لك ما دمت على الحق فليس ذمهم بضار لك ما دمت على الحق ولا حمدهم بنافع لك ما دمت على الباطل فاجعل الميزان في الحمد وفي الذم موافقة الله عز وجل وموافقة امره ودينه موافقة رسوله صلى الله عليه وسلم فان حمدك الله فمهما يذمك الناس لا يضرك وان ذمك الله فمهما مدحك الناس فلا ينفعك فكم نرى اليوم من الوف مؤلفة ان لم نقل ملايين من يمدحون فلانا للهوه واخر للعبه واخر آآ بهرجته واخر لزخرفته ويذمون اهل العلم الذين هم عند الله اهل الحمد والتقى والصلاح والعقبى فعلى المسلم على وجه العموم وطالب العلم على وجه الخصوص ان يجعل نصب عينيه حمد الله تعالى وذمه والله لو زكاك الف عالم وانت عند الله شين لا ينفعك تزكية فلان وفلان ولو ذمك الف عالم وانت عند الله زين فلا يضرك كما لو حمدك ملايين البشر وانت عند الله شين فلا ينفعك زينهم نعم احسن الله اليك. قال رحمه الله تعالى والله سبحانه حمد الشجاعة والسماحة في سبيله. كما في الصحيح عن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه قال قيل يا رسول الله الرجل يقاد شجاعة ويقاتل حمية ويقاتل رياء. فاي ذلك في سبيل الله؟ فقال من قاتل لتكون كلمة الله وهي العليا فهو في سبيل الله. وقال سبحانه وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله وذلك ان هذا هو المقصود الذي خلق الله الخلق له. كما قال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. فكل ما كان لاجل الغاية التي خلق له الخلق كان محمودا عند الله وهو الذي يبقى لصاحبه وينفعه الله به. وهذه الاعمال هي الباقيات الصالحات كما ذكرنا في اه الدرس الماظي في هذه الرسالة ان الصفات الحميدة كالصدق والكرم والشجاعة والسماحة هذه الاشياء في نفسها صفات حميدة فما الفرق اذا بين اتصاف المؤمن بها وبين اتصاف الكافر بها الفرق ان المؤمن يصدق زيادة على طبعه لله يستخدم الشجاعة زيادة على طبعه لله يستخدم الكرم والسخاوة زيادة على طبعه لله اما ذاك فهو ربما يستخدم الصدق لكونه يرى الصدق زينب فهذا ينفعه في دنياه لكن لا ينفعه عند الله وهذه قضية مهمة مربط الفرس قطب الرحى اذا صح التعبير داير في الفرق بين الصفات الحميدة في المسلم صفات الحميدة في غير المسلم ان المسلم يتصف بها لله عز وجل لا لمجرد كونه حسنا والكافر والمنافق قد يتصف به لمجرد كونه محمودا. كون الصفة محمودة وهذا فرق عظيم ولهذا نجد في الجاهليين قبل الاسلام من لم يشرب الخمر ومن لا لم يعرف منه الكذب قط ومن كان يرى الزنا عظيمة وهو جاهلي مشرك ومن كان يرى الظعف والخور سفالة والشجاعة منقبة لكن لما تحولوا الى الاسلام استخدموا هذه الامور لله وفي الله فصارت فضائل فوق الفضائل وهذا من معاني قوله عليه الصلاة والسلام انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق هي موجودة واتمامها يكون بتوجيهها لاجل ان تفعل لله تعالى هذا من اوجه الاتمام. نعم احسن ما قال رحمه الله تعالى ولهذا كان الناس اربعة اصناف من يعمل لله بشجاعة وبسماحة فهؤلاء هم المؤمنون المستحقون للجنة. جعلني الله واياكم منهم ما الفرق بين الشجاعة والسماحة يقولون الشجاعة قوة قلبية والسماحة قوة مالية نفسية فبالاول الشجاعة اقدام وليس فيه احجار والثاني السماحة فيه انفاق وبذل ليس فيه امساك واقتار نعم احسن الله اليك قال رحمه الله تعالى ومن يعمل لغير الله بشجاعة وسماحة فهذا ينتفع بذلك في الدنيا وليس له في الاخرة من خلق. هذا اللي ذكرناه في الذين كانوا يتصفون بالصفات الحميدة من الكفار المشركين وغيرهم. نعم احسن الله قال رحمه الله تعالى ومن يعمل لله لكن بلا شجاعة ولا سماحة فهذا فيه من النفاق ونقص الايمان بقدر ذلك طيب قد يقول قائل اذا فقدت الشجاعة والسماحة فلماذا فيه نفاق لان من صفات اهل الايمان الشجاعة فوصل ايمانهم الى مرتبة يعلم ان ما اصابه لم يكن لي ما يخطئ وما اخطأه لم يكن ليصيبه ففارق المنافقين. المنافقين يقولون اه لو كانوا ها هنا ما ماتوا ولا قتلوا. شوفوا كيف يعترظون على القدر والسماحة كذلك البخل والايمان ها في القلب لا يجتمعان البخل والايمان فاذا كان بخيل معناه في شعبة من شعب النفاق. نعم. الرابع. احسن الله. قال رحمه الله تعالى ومن لا يعمل لله ولا فيه شجاعة ولا سماحة. هذا ليس له دنيا ولا اخرة. هذا سفلة الناس حتى عند اهل الكفر والشرك لا يبالون به. نعم احسن قال رحمه الله تعالى فهذه الاخلاق والافعال يحتاج اليها المؤمن عموما وخصوصا في اوقات المحن والفتن الشديدة. فانهم يحتاجون الى صلاح نفوسهم ودفع الذنوب عن نفوسهم عند المقتضى للفتنة عندهم. ويحتاجون ايضا الى امر غيرهم ونهيه بحسب قدرتهم نعم وكل من هذين الامرين فيه من الصعوبة ما فيه وان كان يسيرا على من يسره الله عليه وهذا لان الله امر المؤمنين بالايمان والعمل الصالح وامرهم بدعوة الناس وجهادهم على الايمان والعمل الصالح. كما قال الله تعالى ولينصرن الله من ينصره ان الرد الى الله يعني الى كتاب ورد الى الرسول الى سنته. بعد موته طيب ما المراد واولي الامر منكم هناك تفاسير سلفية ان المقصود الامراء هناك تفاسير سلفية ان المقصودة العلماء ان الله لقوي عزيز. الذين ان مكناهم في الارض اقاموا الصلاة واتوا الزكاة وامروا بالمعروف ونهوا عن المنكر. ولله عاقبة الامور وكما قال تعالى انا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة الدنيا ويوم ويوم يقوم الاشهاد. وكما قال كتب الله لاغلبن انا رسلي ان الله قوي عزيز. وكما قال وان جندنا لهم الغالبون فقال ومن يتولى الله ورسوله والذين امنوا فان حزب الله هم الغالبون ولما كان في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله من من الابتلاء والمحن ما يتعرض به المرء للفتنة صار في الناس ان يتعللوا بترك ما وجب علي من ذلك بانه يطلب السلامة من الفتنة. كما قال تعالى عن المنافقين ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني في الفتنة سقطوا الاية وقد ذكروا في التفسير انها نزلت في الجد في في الجد ابن قيس لما امره النبي صلى الله عليه وسلم لغزو الروم ابن قيس احد كبار المنافقين وقيل انه حسن اسلامه بعد ذلك وقيل بل مات على النفاق فالله اعلم نعم احسن الله اليك واظن ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له هل لك في نساء بني اصفر؟ فقال يا رسول الله اني رجل لا اصبر على النساء واني اخاف الفتنة بنساء بني الاصفر فاذن لي ولا تفتني نعم وهذا الجد هو الذي تخلف عن بيعة الرضوان تحت الشجرة واستتر بجمل احمر وجاء وجاء في الحديث ان كلهم مغفور له الا صاحبه طب الجمل الاحمر فانزل الله تعالى فيه ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ولا في الفتنة سقطوا. يقول انه طلب القعود ليسلم من فتنة النساء. فلا يفتتن ان فيحتاج الاحتراز من المحظور ومجاهدة نفسه عنه فيتعذب بذلك او يواقعه فيأثم فان من رأى الصور الجميلة واحب فان لم يتمكن منها اما لتحريم الشارع واما للعجز عنها تعذب قلبه. وان وان قدر عليها وفعل المحظور هلك وفي الحلال من ذلك من معالجة النساء ما فيه بلاء فهذا وجه قوله ولا تفتني. قال الله تعالى الا في الفتنة سقطوا. يقول ان نفس اعراضه عن الجهاد الواجب ونكوله عنه. وظعف وضعف ايمانه ومرض قلبه الذي زين له ترك الجهاد فتنة عظيمة قد سقط فيها فكيف يطلب التخلص التخلص من فتنة صغيرة لم تصبه بوقوعه في فتنة عظيمة قد اصابته. والله تعالى يقول وقاتلوا حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله فمن ترك القتال الذي امر الله به لئلا تكون فتنة فهو في الفتنة ساقط بما وقع فيه من ري بقلبه ومرض فؤاده وتركه ما امر الله به من الجهاد فتدبر هذا فان هذا مقام خطر. والناس فيه على قسمين. المقصود ان الانسان لابد ان يأمر بالمعروف وان ينهى عن المنكر بقدر وسعه وطاقته ولا يجوز له ان يترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لامر مظنون خشية الوقوع في الفتنة مثلا او ان يترك الاكبر لاجل الاصغر فهذا من صفات المنافقين انهم يتركون الاكبر الامر الاعظم لاجل امور صغيرة او دون الامر الاول فمثلا لو قال ان الله امر بالجهاد صار الجهاد فرض عين اذا عين النبي صلى الله عليه وسلم الناس وقال انفروا صار فرض عين كما في غزوة تبوك فلما خلف الجد ابن قيس ولم يذهب وقال اني اخشى على نفسي من فتنة بني الاصفر واذن لي دل على انه ترك الامر الواجب لامر مظنون متوهم ثم كان الواجب عليه وعلى كل احد انه يجابه ما اوجب الله عليه ويغض طرفه عن المحرمات. وهذه من علامات اهل الايمان من علامات اهل الايمان انهم يقدمون في الامور الصعبة والشديدة ويصبرون نعم والناس فيه على قسمين. نعم قال رحمه الله تعالى والناس والناس فيه على قسمين قسم يأمرون ينهون ويقاتلون طلبا لازالة الفتنة وزعموا ويكون فعلهم ذلك اعظم فتنة كالمقتتلين في الفتنة واقعت بين الامة مثل الخوارج واقوام تنكلوا ينقلون على الامر والنهي والقتال الذي يكون فيه به الدين كله والقتال الذي يكون به الدين كله لله وتكون الله هي العليا لئلا يفتنوا وهم قد سقطوا في الفتنة. يعني الناس في قولهم وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة صاروا في فهم هذه الاية على قسمين قسم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر حتى انهم ربما يصلون الى مرتبة يقتلون اهل الاسلام ويدعون اهل الاوثان زعما منهم انهم يريدون ازالة الفتنة وطبع الله على قلوبهم وغاب عن اذهانهم ان قتل المسلم اعظم من ازالة الفتنة الواقعة هذا حال الخوارج مثل المعاصرين اليوم اصحاب الثورات قتلوا الملايين بشعاراتهم البراقة ها نريد الخبز نريد الحرية لا الخبز ادركوا والحرية زادت طينا على بل هؤلاء يدعون انهم يريدون القتال لازالة الفتن لكنهم وقعوا في فتنة عظيمة وهي فتنة ها اراقة الدماء المعصومة وفي مقابل هؤلاء اناس نكلوا ونقصوا على اعقابهم وتركوا الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وقالوا حتى لا نقع نحن في الفتنة يعني فتنة عندهم موجودة لكن يقول حتى نحن لا نقع في الفتنة نترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر اولئك امروا ونهوا بالسيف وهؤلاء تركوا الامر والنهي حتى باللسان واهل السنة يأمرون وينهون بما يقدرون من دون قتل وقتال. نعم احسن قال رحمه الله تعالى وهذه الفتنة المذكورة في سورة براءة دخل فيها الفتان بالصور الجميلة فانها سبب نزول الاية وهذه حال المقصود في سورة براءة هو الذي ورد في قوله تعالى قال ائذن لي ولا تفتني يدخل فيه الفتنة بالصور نعم احسن قال رحمه الله تعالى وهذه حال كثير من المتدينة يتركون ما يجب عليه من امر ونهي وجهاد يكون به الدين لله وتكون به كلمة الله هي لان لا يفتنوا بجنس الشهوات وهم قد وقعوا في الفتنة التي هي اعظم مما زعموا انهم فروا منه واشبه ما يكون هذا لو تعين ان احد الناس من اهل السنة من العلماء يذهب الى بلاد الكفار يدعوهم الى الدين يرشدهم ويعلمهم فيتحجج احدهم بالفتنة فهذا لا يصلح اذا تعين لا سيما اذا امره ولي الامر يجب عليه ان يذهب ويدعو نعم احسن الله قال رحمه الله تعالى وانما الواجب عليهم وانما الواجب عليهم القيام بالواجب الامر والنهي وترك المحظور. والاستعانة بالله على الامرين ولو فرض ان ان فعل الواجب ترك المحظور وهما متلازمان. وانما تركوا ذلك لكون نفوسهم لا تطاوعهم الا على فعلهما جميعا او تركهما جميعا مثل كثير ممن يحب الرياسة او المال او شهوات الغيب فانه اذا فعل ما وجب عليه من امر ونهي وجهاد وامارة ونحو ذلك فلا بد ان يفعل معها شيئا من المحظورات فالواجب عليه ان ينظر اغلب الامرين. فان كان المأمور اعظم اجرا من ترك ذلك محظور لم لم يترك ذلك لما يخاف ان النبي ما هو دونه في المفسدة. وان كان ترك المحظور اعظم اجرا لم يفوت ذلك برجاء ثواب فعل واجب يكون دون ذلك فذلك يكون بما يجتمع له من امرين من الحسنات والسيئات. فهذا هذا وتفصيل ذلك يطول. يعني هذه قاعدة مطردة ان الانسان اذا كان في مكان لا يستطيع على فعل الامرين فعل الواجب وترك المحظور فهو اما ان يفعل الواجب ويرتكب المحظور واما ان لا يفعل الواجب ويبتعد عن المحظور هنا لابد من المقارنة ايهما اعظم فسادا ترك الواجب اعظم فساد ولا فعل محفور اعظم فساد فمثلا لو قال رجل ما نوليك على زكوات المسلمين تجمعها وتتصدق بها وانت تعلم ان هناك مسئولا فوقك ربما عنده شيء من الاختلاسات. انت لا تستطيع ان تنكر عليه لكن وجودك سيقلل هذه المفسدة اذا لابد ان تمسك مثل ما فعل يوسف عليه السلام قال اجعلني على خزائن الارض اني حفيظ عليم طيب يوسف عليه السلام على خزائن الارض في ملك من في ملكي ملك مصر هو مشرك وكافر هل يستطيع ان يأمر بكل المعروف؟ الجواب لا لكنه يستطيع ان يأمر بغالب المعروف فلما كان الغالب المعروف رضي بالتولي رضي بالتولي وهذه القضية مهمة جدا مثل ابرهة آآ لأ ما هو ابرهة النجاشي الذي اسلم وصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الجنازة غيابا لما اسلم هو ملك واسلم الان هو بين امرين اما ان يسلم فيخفي اسلامه ويبقى في ملكه فيقلل فيقلل وحشة الجند على المسلمين واما ان يعلن اسلامه فيقتلونه ويزدادون حنقة على المسلمين فماذا اختار احسنت اسلم وكتم اسلامه وابقى الجند هاديين واذهب من قلوبهم الحنقة على المسلمين هذه قضايا مهمة من لم يفهم هذا الفهم يورد الامة في هذه المهالك ملايين يقتلون ملايين يهجرون ملايين يفقرون وهم جالسين في قصورهم وفي قنواتهم يثيرون الناس نسأل الله السلامة والعافية نعم قال رحمه الله تعالى وكل بشر على وجه الارض فلابد له من امر ونهي. ولا بد ان يأمر وينهى حتى لو انه وحده لكان يأمر نفسه انهاها اما بمعروف واما بمنكر كما قال الله تعالى ان النفس لامارة بالسوء فان الامر هو طلب الفعل وارادته والنهي طلب الترك وارادته. ولابد لكل حي من ارادة وطلب في نفسه يقتضي بهما فعل نفسك ويقتضي بهما فعل غيره اذا امكن ذلك. فان الانسان حي يتحرك بارادته وبنو ادم لا يعيشون الا الا بعضهم مع بعض واذا اجتمع اثنان فصاعدا فلابد ان يكون بينهما ائتمار بامر وتناه عن امر. يعني الانسان من اعظم ما يفرحه ويؤنسه ان يكون معه احد في مفارحه وفي مفروحاته فان كان وحيدا لم يأنس ولو كان في اجمل بقعة على وجه الارض ولعل اقول لعل ما هو يقيني لعل هذا احد اسباب ان الله لما ذكر الخلود في الجنة ذكره بصيغة الجمع خالدين خالدين خالدين ولما ذكر الخلود في النار قال خالدا خالدا خالدا الا في موضع واحد جمعها فتأمل الفرق لو كنت في الجنة بمفردك ما تستأنس يحتاج الى من يؤانسك فالانسان يتحرك بارادته فاذا جعل حركته التي هي من طبعه تابعة لله عز وجل فكل حي مريد ويجعل ارادته لله فهو على خير فهو على خير يريد الخير فيطلبه ويفعله يريد الشر فيبتعد عنه وينهى عنه نعم قال رحمه الله تعالى ولهذا كان قول الجماعة في الصلاة اثنين كما قيل الاثنان فما فوقهما جماعة لكن لما كان ذلك اشتراكا في مجرد الصلاة حصل باثنين احدهما امام والاخر مأموم. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لمالك بن الحويرث وصاحبه رضي الله عنهما اذا حضرت الصلاة فاذن فاذنا واقيما ولامكما اكبركما وكانا متقاربين في القراءة. واما في الامور العادية ففي السنن انه صلى الله عليه وسلم قال لا يحل لثلاثة يكونون في سفر الا امروا عليهم احدهم واذا كان الامر والنهي من لوازم وجود بني ادم فمن لم يأمر بالمعروف الذي امر الله به ورسوله وانهى عن المنكر الذي ينهى الله عنه ورسوله ويؤمر ويؤمر بالمعروف الذي امر الله به ورسوله وينهى عن المنكر الذي نهى الله عنه ورسوله. والا فلابد من ان يأمر وينهى ويؤمر منها اما بما يضاد ذلك واما بما يشترك فيه الحق الذي انزله الله بالباطل الذي لم ينزله الله. واذا اتخذ ذلك دينا كان دينا مبتدعا ضالا باطلا ما يأمر الانسان به اما ان يكون خيرا خالصا وما ينهى عنه يكون شرا خالصا واما ان يكون فيه وجه من خير وجه من شر فلا بد حينئذ من الفصل والتفصيل في القضية نعم احسن الله قال رحمه الله تعالى وهذا وهذا كما ان كل بشر فانه حي متحرك بارادته. همام حارث فمن لم تكن نيته صالحة وعمله عمل صالحا لوجه الله والا كان عملا فاسدا او لغير وجه الله وهو الباطل كما قال تعالى ان سعيكم لشتى وهذه الاعمال كلها باطلة من جنس اعمال الكفار الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله اضل اعمالهم فقال تعالى والذين كفروا اعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى اذا جاءه لم يجده شيئا وجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب. وقال وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا. المقصود وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا. العمل الذي عملوه وفيه شرك العمل الذي عملوه فيه شركه نعم واما ما عملوه على وجه الخلوص لله عز وجل وهو كافر فان الله يثيبه على ذلك في الدنيا. ولا يظلم ربك احدا. نعم احسن قال رحمه الله تعالى وقد امر الله تعالى في كتابه بطاعته وطاعة رسوله وطاعة اولي الامر من من المؤمنين. كما قال تعالى يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولوا الامر منكم فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير واحسن تأويل لا اولو الامر واولو الامر اصحاب الامر وذووه. وهم الذين يأمرون الناس وينهونهم. وذلك يشترك فيه اهل اليد القدرة واهل العلم والكلام فلهذا فلهذا كان اولو الامر صنفين العلماء والامراء فاذا صلحوا صلح الناس واذا فسدوا الناس طبعا قوله تعالى في الاية فردوه الى الله والرسول آآ هذا واظح ولا تعارض بين هذه لان كلمة اولي الامر اسمه جنس يشمل كل من له امر وفي الدين الذي له الامر هو العالم وفي الدنيا الذي له الامر هو الحاكم اذا اقوال السلف متفقة في تفسير الاية وان المقصود باولي الامر اصحاب اليد والقدرة هم الامراء. والحكام واصحاب العلم والكلام وهم العلماء والنصحاء. نعم. احسن الله اليك. قال قال رحمه الله تعالى كما قال ابو بكر الصديق رضي الله عنه الاحمسية لما سألته ما بقاؤنا على هذا الامر الصالح؟ قال ما استقامت لكم ائمتكم ويدخل فيهم الملوك والمشايخ واهل الديوان وكل من كان متبوعا فانه من اولي الامر. وعلى كل واحد من هؤلاء ان يأمر بما امر الله به وينهى عما نهى الله عنه اهل الديوان المقصود بهم العمال والموظفون في الوزارات في عرفنا اليوم مثل رئاسة الوزراء والوزراء والوكلاء والمدراء ورؤساء المؤسسات التابعة للدولة ونحو ذلك نعم احسن من قال رحمه الله تعالى وعلى كل واحد ممن عليه طاعته اني اطيعه في طاعة الله ولا يطيعه في معصية الله. هذه مسألة ايضا مهمة هناك طاعة للخليفة هذا فوق امره فوق كل امر من اهل الدنيا وهناك من له طاعة فيما تحت يده يعني المدير المدرسة له طاعة في مدرستي بس ليس له طاعة في مدرسة اخرى وكيل الوزارة له طاعة في وزارته لكن ليس له طاعة في وزارة اخرى وزير له طاعة في وزارته رئيس الوزراء له الطاعة على الوزرا. والامير له الطاعة للكل نعم قال رحمه الله تعالى كما قال ابو بكر الصديق رضي الله عنه حين تولى امر المسلمين وخطابهم فقال في خطبته ايها الناس القوي فيكم القوي فيكم الضعيف عندي حتى اخذ منه الحق والضعيف يكفيكم القوي عندي حتى اخذ له الحق اطيعوني ما اطعت الله ورسوله. فاذا عصيت الله فلا طاعة لي عليكم. نعم انما الطاعة في المعروف انما الطاعة في المعروف ولا يطاع الحاكم في المنكر ولا يطاع العالم فيما لا يخالف الشرع فلا يجوز للعامي ان يقلد العالم في تحليل ما حرم الله او تحريم ما احل الله ولا يجوز للعامي ان يطيع الحاكم والامير في امر محرم شرعا نعم احسن الله اليك قال رحمه الله تعالى واذا كانت جميع الحسنات لابد فيها من شيئين ان يراد بها وجه الله وان تكون موافقة للشريعة. فهذا في الاقوال والافعال في الكلم الطيب والعمل الصالح. في الامور العلمية والامور العملية العبادية ولهذا ثبت في الصحيح عن عن النبي صلى الله عليه وسلم ان اول ثلاثة تسجر بهم ان رجل تعلم العلم وعلمه فقرأ القرآن واقرأه ليقول الناس هو عالم وقارئ ورجل قاتل وجاهد ليقول الناس وشجاعا وجريء ورجل تصدق واعطى ليقول الناس هو جواد وسخي فان هؤلاء الثلاثة الذين يريدون الرياء والسمعة هم بازاء الثلاثة الذين بعد النبيين من الصديقين والشهداء والصالحين. فان من تعلم العلم الذي بعث الله به رسله وعلمه لوجه الله كان صديقا. فمن قاتل لتكون كلمة الله هي العليا وقتل كان شهيدا. ومن تصدق يبتغي بذلك الله كان صالحا يعني الانسان لابد ان يدرك ان الحسنات من باب الحسنات باب فيه امران فرائض ومندوبات هذه لابد فيها من الاخلاص والمتابعة متى ما فقد الواجب او المندوب المستحب الاخلاص او المتابعة كان العمل مردودا اما المباحات الاصل فيها الاباحة ولا يتقرب الانسان الى الله بالمباحات لكن لا بأس ان يجعلها وسيلة للتقرب للمباحات فمثلا ينوي بنومه ان يستيقظ مبكرا لصلاة الفجر ينوي باكله ليتقوى على الصيام بسحور هذا لا بأس به نعم احسن قال رحمه الله تعالى ولهذا يسأل المفرط في ماله الرجعة وقت الموت. كما قال ابن عباس رضي الله عنهما من اعطي مالا فلم يحج منه ولم يزكي سأل الرجعة وقت الموت وقرأ قوله تعالى وانفقوا مما رزقناكم من قبل ان يأتي احدكم الموت فيقول ربي لولا اخرتني قريب فاصدق فاصدق واكن من الصالحين. ففي هذه الامور العلمية الكلامية يحتاج المخبر بها ان يكون ما يخبر به عن لله واليوم الاخر وما كان وما يكون حقا وصوابا. وما يأمر به وما وما ينهى عنه. كما جاءت به الرسل عن الله. فهذا هو الصواب الموافق للسنة والشريعة المتبع لكتاب الله وسنة ورسوله لكن عمل ذلك جهالة يستحق العقاب نعم لكن قد يغفر له لماذا؟ لوجود لوجود ما يسمى باسباب المغفرة واسباب المغفرة قرابة عشرة اسباب كما انه قد لا يعاقب مو لاسباب المغفرة لوجود الموانع صلى الله عليه كما ان العبادات التي يتعبد العباد بها اذا كانت اما شرعه الله وامر وامر الله به ورسوله كانت حقا صوابا. موافقا لما بعث الله به برسله وما لم يكن كذلك من قسمين كان من الباطل والبدع المضلة والجهل. وان كان يسميه من يسميه علوما ومعقولات وعبادات مجاهدات واذواقا ومقامات يعني المستحب او المندوب او الواجب والفرض متى ما فقد احد الشرطين فانه يكون مردودا ثم ماذا يكون اسمه فان فقد الاخلاص كان رياء او شركا وان فقد المتابعة كان بدعة وضلالة وان زعم صاحبه انه يفعل ذلك مجاهدة او ذوقا او مقاما نعم احسن الله اليك قال رحمه الله تعالى ويحتاج ايضا ان يؤمر بذلك لامر الله به. وينهى عنه لنهي الله عنه. ويخبر بما اخبر الله به لانه حق وايمان وهدى كما اخبرت به الرسل رسل كما تحتاج العبادة الى ان يقصد بها وجه الله. فاذا قيل ذلك لاتباع الهوى والحمية او لاظهار العلم والفضيلة او لطلب السمعة والرياء كان بمنزلة المقاتل مقاتل شجاعة وحمية ورياء ومن هنا يتبين لك ما وقع فيه كثير من اهل العلم والمقال واهل العبادة والحال واهل الحرب والقتال من لبس الحق من لبس من لبس الحق بالباطل في كثير من الاصول. فكثيرا ما يقول هؤلاء من اقوال ما هو خلاف الكتاب والسنة. او ما تضمنوا خلاف السنة ووفاقها كثيرا ما تعبدوا هؤلاء بعبادات لم يأمروا الله لم يأمروا الله بها بل قد نهى عنها او ما تضمن مشروعا ومحظورا. وكثيرا ما يقاتل هؤلاء قتالا مخالفا للقتال المأمور به. او متضمنا لمأمور به يعني كل الامور التي هي مندوبة ومستحبة قد يلبس على بعض اهل البدع ويلبسونها بالبدع والمحدثات ويفعلونها فلا تكن مقبولة عند الله عز وجل فكل امر تضمن خلاف السنة وفاقها ووفاقها فانه يكون مردودا. نعم احسن الله اليك قال رحمه الله تعالى ثم كل من الاقسام الثلاثة المأمور به والمحظور والمشتمل على امرين قد يكون لصاحبه نية حسنة وقد يكون متبعا هواه فقد يجتمع له هذا وهذا فهذه تسعة اقسام في هذه الامور وفي الاموال المنفقة وفي الاموال المنفقة عليها يعني تسعة اقسام كيف صارت؟ لاحظ الان عندك مأمور به وعندك محظور وعندك مشتمل على الامرين اي ثلاثة الثلاثة اذا ضربتها في ثلاث راح يصيرون تسعة كيف يكونوا ثلاثة في ثلاث هذه الثلاثة وقعت موافقة لله وللسنة هذا القسم الاول او لله لكن على خلاف السنة هذه البدعة لا لله ولا على وفاق السنة صارت محدثة فتضرب ثلاثة في ثلاث المجموع يصيرون تسعة. نعم النية الحسنة النية الحسنة والمتبعة اي هي الاخلاص. الاخلاص. الاخلاص والاتباع هذا اثنان. نعم الاخلاص والاتباع او على غير الاخلاص وعلى غير الاتباع لاحظ فعندك الامور ثلاث امر مأمور به لله وفق السنة لاحظ والمنهي لله وفق السنة. جمع الامرين. مأمور من هي؟ مأمور من وجه مني من وجه لله وفق السنة. هذي ثلاثة اقسام بعدين لله لكن ليس فيها السنة فصاروا ايظا ثلاثة بعدين لا لله ولا للرسول فصاروا ايضا ثلاث ما تصورت لا النية الصالحة في النفس انه ينوي الحسنة. ما لك ما لك علاقة بهذا انت الان انظر الشرع فيه مأمور فيه منهي فيه ما هو مأمور ومنهي. كم صاروا الان؟ ها هذه الثلاث اما ان تعملها لله خالصة. هذه نية صالحة. هذه النية الصالحة ووفق السنة هذا الاتباع فالثلاثة ثلاثة على هذه الاحوال مع هذا الحال اي ثلاث. نعم طيب بدون النية هذه ثلاث متبع للهوى لا نية ولا اتباع هذه ثلاث صار المجموع تسع نعم قال رحمه الله تعالى فهذه تسعة اقسام في هذه الامور وفي الاموال المنفقة عليها من الاموال السلطانية الفيء وغيره والاموال الموقوفة والاموال اوصى بها والاموال منذورة وانواع العطايا والصدقات والصلات وهذا كله من لبس الحق بالباطل وخالط عمل صالح واخر سيء والسيء من ذلك قد يكون صاحبه مخطئا او ناسيا مغفورا له كالمجتهد المخطئ الذي له اجر وخطأه مغفور له وقد يكون صغيرا مكفرا لاجتناب الكبائر وقد يكون مغفورا بتوبة او بحسنات تمحو سيئات او مكفرا من مصائب الدنيا ونحو ذلك الا ان تسمى المكفرة تسمى يعني قد يكون الانسان عمل عملا لا فيه اخلاص ولا فيه متابعة لوجود الموانع نعم احسن الله قال رحمه الله تعالى الا ان دين الله الذي انزل به كتبه وبعث به رسله ما تقدم من ارادة الله وحده بالعمل الصالح. وهذا هو الاسلام الذي لا يقبل الله به لا يقبل الله من احد غيره. قال تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين. وقال لشهد الله انه لا اله الا هو والملائكة اولو العلم قائما بالقسط. لا اله الا هو العزيز الحكيم. ان الدين عند الله الاسلام فالاسلام يجمع معنيين احدهما الاستسلام والانقياد فلا يكون متكبرا. والثاني الاخلاص من قوله تعالى ورجلا ورجلا سلم فلا يكون مشتركا وهو مسلما وهو ان يسلم العبد لله رب العالمين. كما قال تعالى ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفي نفسه ولقد اصطفينا ولقد اصطفيناه الدنيا وانه في الاخرة لمن الصالحين. اذ قال له ربه اسلم. قال اسلمت لرب العالمين. ووصى بها ابراهيم بنيه والعقوب يا بني ان الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن الا وانتم مسلمون وقال تعالى قل انني قل انني هداني ربي الى صراط مستقيم دينا قيما ملة ابراهيم حنيفا. وما كان من المشركين وان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له. وبذلك امرت وانا اول المسلمين. الاسلام عند الاطلاق يجمع المعنيين يجمل معنى يجمع معنى الانقياد وهو خلاف التكبر ويجمع معنى الاخلاص وهو خلاف الشرك اذا من هو المسلم هو الذي خلص من الكبر وخلص من الشرك. هذا هو المسلم وهذا المعنى في الاسلام هو الذي عليه الانبياء جميعا نعم احسن الله اليك قال رحمه الله تعالى والاسلام يستعمل لازما معد بحرف اللام مثل ما ذكر في هذه الايات مثل قوله تعالى قالت ربياني ظلمت نفسي وسلمت مع سليمان لله رب العالمين ومثل قوله تعالى وانيبوا الى ربكم اسلموا له من قبل ان يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون. مثل قوله افغير دين الله يبغون ولو اسلم من في السماوات ارضي طوعا وكرها واليه يرجعون. مثل قوله قل اندعوا من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا ونرد على اعقابنا بعد اذ هدانا الله كالذي استوته في الارض كالذي استهوته شياطين الارض حيران له اصحابه يدعونه يدعونه الى الهدى ائتنا. قل ان هدى الله والهدى وامرنا لنسلم الى رب العالمين اقيموا الصلاة واتقوه وهو الذي اليه تحشرون. طبعا الاسلام اذا جاء معدا باللام اذا جاء الاسلام معدا بالله اسلمت لله اسلم لله ما معنى اسلم لله؟ اسلمت لله. هذه التعدية تفيد الخلوص من الكبر والخلوص من الشرك نعم اه نكمل بعد الاذان نكمل نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى لو استعمل متعديا مقرونا بالاحسان كقوله تعالى فقالوا لن يدخل الجنة الا من كان هودا او نصارى تلك امانيهم قل هاتوا برهان منكم وانتم صادقين بلى من اسلم وجهه لله ومحسن فله اجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون. وقوله تعالى ومن احسن دينا ممن وجهه لله ومحسن واتبع ملة ابراهيم حنيفا. واتخذ الله ابراهيم خليلا. طيب اذا عدي الى بالله باللام ومعه الاحسان فماذا نستفيد شرط قبول العمل اسلم لله خالصا من الكبر متخلصا من الشرك. وهو محسن اي متبع وهو محسن اي متبع على اكمل وجه واتمه. ينظر ماذا فعل رسول الله؟ كيف فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيفعل كفعله سواء في الصلاة في الصوم في الزكاة في الحج في الاعتقاد في الاخلاق في العبادات في المعاملات الباب عنده سيئة. اذا اذا ذكر الاسلام احسان معن فالمقصود بالاسلام الخلاص من الشرك والكبر والمقصود بالاحسان الخلاص من البدعة فقط العمل وايقاعه على وجه السنة نعم قال رحمه الله تعالى فقد انكر الله ان يكون دين احسن من هذا الدين. هو الاسلام الوجه لله مع الاحسان واخبر انه كل كل من اسلم وجهه لله ومحسن فله اجر عند ربي ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون. اثبت هذه الكلمة الجامعة والقظية العامة ردا لما زعمه من زعمه انه لا يدخل الجنة الا متهود او متنصر وهذان الوصفان وهما اسلام وجه لله والاحسان هما الاصلان متقدمان هما كون القول والعمل خالص لله صوابا موثق السنة والشريعة وذلك ان اسلام الوجه لله هو يتضمن اخلاص القصد والنية لله كما قال بعضهم استغفر الله ذنبا لست محصيه رب العباد اليه الوجه والعلم فقد استعملوا هنا اربعة الفاظ اسلام الوجه واقامة الوجه كقوله تعالى وقيموا وجوهكم عند واقيموا وجوهكم عند كل مسجد قوله تعالى فاقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها. وتوجيه وتوجيه الوجه كقول الخليل وجهت وجهي للذي فطر السماوات والارض حنيفا وما من المشركين وكذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعاء الاستفتاح في صلاته وجهت وجهي للذي فطر السماوات والارض حنيفا وما انا من المشركين وكان يقول اذا اوى الى فراشه اللهم اسلمت نفسي اليك ووجهت وجهي اليك. رواه البراء بن عازب في الصحيح ايضا. فالوجه يتناول متوجه بكسر الجيم والمتوجه بفتح الجيم اليه. ويتناول التوجه بنفسه كما يقال اي وجه تريد اي اي جهة وناحية تقصد. لاحظ الان كلمة وجه لما تقول وجهت وجهي طيب لما تقول كلمة وجهت وجهي. ما معنى وجهت وجهي؟ ما معنى وجهي يمكن ان يكون المقصود وجهي المقصود به المتوجه اليه وهو الله اي اخلصت له ويمكن ان يكون وجهت وجهي المتوجه هو الفاعل. اي اخلصت نيتي ويمكن ان يكون المقصود بالوجه نفس العمل نفس العمل فانت تقول توجهت الى القبلة اي في صلاتي في عبادة ما هو انك اخلصت العمل للقبلة نعم احسن الله قال رحمه الله تعالى وذلك انه متلازمان فحيث توجه الانسان توجه وجهه ووجهه مستلزم وتوجهه. وهذا في بطنه وظاهره جميعا. اذا ذكر الوجه مرادا به الاخلاص اخلاص الفاعل واخلاص المصروف له العبادة وهو الله والاخلاص في العمل من اي باب من باب التلازم من باب التلازم فان من اخلص يتوجه بوجهه الى من اخلص له نعم قال رحمه الله تعالى فيه اربعة امور والباطن هو الاصل والظاهر والكمال والشعار فاذا توجه قلبه الى شيء تبعه وجهه الظاهر فاذا كان العبد قصده ومراده توجهه الى الله فهذا صلاح ارادته وقصده. فاذا كان مع ذلك محسنا فقد اجتمع له ان هنا عمله صالحا وان يكون لله تعالى كما قال تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا. يعني هناك اربعة امور لاحظ الان مخلص متبع هذا الاول الشخص الاول وهناك مخلص غير متبع هذا الثاني وهناك متبع غير مخلص هذا الثالث وهناك من ليس مخلصا ولا متبعا كالمشركين وهذا هو الرابع نعم قال رحمه الله تعالى وهو قول عمر رضي الله عنه واللهم اجعل عملي كله كله صالحا واجعله لوجهك خالصا ولا تجعل لاحد فيه شيئا. والعمل الطالح هو الاحسان وهو فعل الحسنات. وهو ما امر الله به. والذي امر الله به هو الذي شرعه الله. وهو الموافق لكتاب الله وسنة رسوله فقد اخبر الله تعالى انه من انه من اخلص قصده لله وكان محسنا في عمله فانه مستحق للثواب سالم من العقاب. هذه قضية لابد ان من المسلمات لا يمكن التقرب الى الله باختراعات العقول ولا بشعوريات النفس التقرب الى الله لا يكون الا بما امر الله به او امر به رسوله صلى الله عليه وسلم اذا اذا لم يكن عند الانسان هذه العقيدة وهذه القناعة ستجده كل يوم يتقلب في واد نتقرب الى الله بعقل وعقل وعقل ولا خلاص لاصحاب العقول والاخر يتقرب الى الله بذوق وشعور ووجد ولا خلاص من اصحاب الشعور لان الشعوريات والذوقيات مختلفة فهذا يتقرب الى الله بالطبل والاخر يتقرب الى الله بالمزمار واخر يتقرب الى الله بالطيران والاخر يتقرب الى الله بالظرب والاخر يتقرب الى الله باللطم واخر يتقرب الى الله ما لها نهاية ما هو الضابط التقرب الى الله؟ ما شرعه الله في كتابه وبينه رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته نعم احسن من قال رحمه الله تعالى ولهذا كان ائمة السلف رحمهم الله يجمعون هذين الاصلين كقول الفضيل بن عياض في قوله تعالى ليبلوكم ايكم احسن عملا قال اخلصه اخلصه واصوبه. فقيل له يا ابا علي ما اخلصه واصوبه؟ فقال ان العمل اذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل واذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل حتى يكون خالصا صوابا. والخالص ان يكون لله والصواب ان يكون على سنة وقد روى ابن شاهين واللالكائي عن سعيد بن جبير قال لا يقبل قول الا بعمل ولا يقبل قول وعمل الا بنية. ويقبل قول وعمل ونية الا بموافقة السنة. ابن شاهين رحمه الله له كتاب عظيم جدا في الفضائل لكنه لم يوجد كله وهو من اجمع الكتب في فضائل الاعمال وهو من المتقدمين من علماء المتقدمين نعم احسن قال رحمه الله تعالى وروياه عن الحسن البصري مثله ولفظ ما روي عن الحسن الا يصلح مكان لا يقبل؟ نعم. وهذا في رد على المرجئة الذين يجعلون مجرد القول كافيا فاخبر انه لابد من قول وعمل اذ الايمان قول وعمل لابد من هذين كما قد بسطناه في غير هذا الموضع بينا ان مجرد تصديق القلب ونطق اللسان مع البغض لله وشرائعه والاستكبار على الله وشرائعه لا يكون ايمانا باتفاق المؤمنين حتى يقترن بالتصديق عمل صالح. واصل العمل عمل القلب وهو الحب والتعظيم المنافي الى البغض والاستكبار ثم قالوا لا يقبل قول وعمل الا بنية. وهذا ظاهر فان القول والعمل اذا لم يكن خالصا لله لم يقبله الله تعالى. ثم قالوا لا يقبل قوله وعمل ونية الا بموافقة السنة وهي وهي الشريعة وهي ما امر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم. لان القول والعمل والنية الذي لا يكون مسنونا مشروعا قد امر الله به يكون بدعة. وكل بدعة ضلالة ليس مما يحبه الله فلا يقبله الله. ولا يصلح لمثل اعمال المشركين واهل الكتاب ولفظ السنة في كلام السلف يتناول السنة في العبادات وفي الاعتقادات. وان كان كثير ممن صنف في السنة يقصدون الكلام في الاعتقادات وهذا كقول ابن مسعود وابي ابن كعب وابي الدرداء رضي الله عنهم اقتصاد بسنة خير من اجتهاد في بدعة وامثال ذلك. والله واعلم والحمد لله وحده وصلى الله على محمد واله وصحبه وسلم تسليما. يعني الشيخ رحمه الله بين ان كلمة السنة في عرف السلف قد يطلق ويراد بها الاتباع وقد يطلق ويراد بها الاعتقاد فمثلا الاعتقادات البدعية يسمونها اهواء الاعتقاد الموافق للكتاب والسنة يسمونه السنة وهذا معروف لذلك الف جمع من اهل العلم في الاعتقاد تحت هذا العنوان. السنة للخلان السلة لعبدالله بن الامام احمد اصول السنة للامام احمد السنة لله لكائي شرح اصول اعتقاد اهل السنة للامام المزني واضح ايش يقصدون؟ الاعتقاد اذا كلمة السنة له عرف عند السلف. المقصود بالسنة يعني الاتباع في العبادات. المقصود بالسنة يعني موافقة الاعتقاد الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم خلاصة هذه الرسالة ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر عبادة ولابد فيها من الاتباع والاخلاص لله عز وجل يكون بعلم وبصيرة حتى لا يكون ما يصلحه حتى لا يكون ما يفسده الامر بالمعروف والنهي عن المنكر اكثر مما يصلحه انه الامر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب لابد ان يقوم به بعض الامة من الواجبات الكفائية والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ان شاء الله الاربعاء القادم مع رسالة جديدة من رسائل شيخ الاسلام ابن عباس ابن تيمية رحمه الله واسكنه الفردوس الاعلى ورزقنا الله واياكم العلم النافع والعمل الصالح ومن المناسب ان ندعو بما كان يدعو به عمر رضي الله تعالى عنه نقول اللهم اجعل اعمالنا كلها صالحة واجعله لوجهك خالصا ولا تجعل لاحد به شيئا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك