يسألون فهذا نفي لحكمة الله عز وجل. واحادي الملوك لا يفعل شيئا الا لحكمة. فكيف بالحكيم العليم العزيز جل في علاه والله سبحانه وتعالى حينما شرع شرع ما هو طيب الحمد لله رب العالمين وبارك وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد نبدأ حيث وقفنا وكنا قد وقفنا على القاعدة الثامنة والعشرين. القاعدة الثامنة والعشرون ليس في النصوص الشرعية مجاز بمعنى ما يصح نفيه. النصوص الشرعية هي حقائق انزلها الله تبارك وتعالى ليتحاكم العباد اليها. وهذه النصوص الشرعية محكمة المتقناة كما قال عز وجل كتاب احكمت اياته. وهي متشابهات يشبه بعضها بعضا لا تنافر فيه كما قال الله عز وجل كتابا متشابها مثانيا تخشاه منه جلود الذين يخشون ربهم. وهذه النصوص الشرعية منها ما هو محكم. بمعنى بين واحد جليل ومنها ما هو متشابه وهو القليل الذي لا يدركه الا العلماء. فالنصوص الشرعية ليس فيها ما يصح نفيه بمعنى ما اثبته الله يجب اثباته. وما نفاه الله يجب نفيه. لا يجوز لمسلم وان اراد ان يفسر او يوضح شيئا من كتابه او سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ان يأتي بكلام يعكس فيه او يضاد الله ورسوله. فمثلا في قوله تعالى جدارا يريد ان ينقظ فاقامه لو قال احد المفسرين جدارا يريد ان ينقض اي يقرب ان يسقط. فهذا تفسير مع قل ومعنى واضح جلي سواء سماه مجازا وتأويلا ام سماه حقيقة؟ لكن ان يأتي الانسان الى هذه الاية التي يقول الله فيها جداري يريد ان ينقضه. فيقول هو الجدار لا ينقض. عكس كلام الله عز وجل فهذا لا يصلح وهذا من ابطال كلام الله عز وجل. ومثال اخر اخر قوله تبارك وتعالى وما قدروا الله حق قدره والارظ جميعا قبظته يوم القيامة السماوات مطويات بيمينه. فلو جاء انسان وقال السماوات مطويات بيد الله فهذا تفسير بين واضح وهو فسروا معنى كلام الله عز وجل. لكن اذا جاء انسان وقال ليس هناك قبض ولا هناك بسط وان هذا كله تخييل فهذا عكس مراد الله عز وجل وهذا من افضل ما يكون. ونضرب له مثالا في السنة ونكتفي به يقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم احد جبل يحبنا ونحبه لو جاء انسان وقال احد جبل يحبنا يحبنا يعني يود او قال يحبنا اي بمعنى انه قريب منا. فهذه معاني قريبة لمعنى المحبة في النص النبوي وسواء سماه مجازا على قول من يثبت مجاز او سماه تأويلا على قول من يقوم بالتأويل فهو يبين النص النبوي. لكن لو انسان وقال في الحديث احد جبلا يحبنا. قال الجبل لا يحب لانه جمال. كيف يحب الجمال قلنا هذا لا يجوز في النصوص الشرعية سواء سماه مجازا او تأويلا. لانه ينفي مراد الله ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم. اذا كيف نعمل في النصوص التي ظاهرها التشابه نرجع الى اقوال السلف الصالح ونفسر القرآن بتلكم الاقوال المنقولة عنهم ولا ننفي ما اثبته الله ورسوله ولا نثبت ما الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. هذا معنى هذه القاعدة. وهذه القاعدة مبناه على التسليم من وجود المجاز. في اللغة وفي القرآن والا فالصحيح انه لا مجاز لا في اللغة ولا في نصوص الشرعية بل ان اول من قسم الكلام الى حقيقة ومجازهم المعتزل. ننتقل للقاعدة التاسعة والعشرين القاعدة التاسعة والعشرون الحسن والقبح عقلي وشرعي. هذه مسألة مهمة جدا وهي الحسن وهو ادراك معنى طيب الشيء وحسن مصالحه قبح معنى ادراك خباثة الشيء. ومفاسده. هل ادراك قبائح الاشياء محاسنها او خبائث الاشياء ومفاسدها. وآآ طيب الاشياء لحية هل هذا شرعي فقط؟ او عقلي فقط او شرعي وعقلي من اهل العلم مثل بعض الاشاعرة يقولون الحسن والقبح شرعي فقط. فبناء عليه لا يثبتون الحسنى والقبح الشرعي العقلي وعكسهم المعتزلة. يقولون الحسن والقبح عقلي. والشرع تبع. اما السنة والجماعة متبعين السلف الصالح يقولون ادراك الحسن في الاشياء ومعرفة القبائح والمفاسد في الاشياء عقلي وشرعي. فالله لم يحل الا الطيبات. ولم يحرم الا الخبائث. كما قال في وصف النبي صلى الله عليه وسلم يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث الشرع جاء بما هو حسن ومنع ما هو قبيح والعقل يدرك هذا ويدرك هذا الفرح. اي نعم هناك اشياء من الغيب. ربما لا يمكن للعقل ادراكها لكن كلامنا عن الحسن والقبح في الاشياء المشروعة شرعا المدركة عقلا فمثلا حينما ننظر الى الزكاة وهو متعلق بالمال ندرك حسنه شرعا لانه من شرع الحكيم جل وعلا. والحكيم لا يشرع الا لحكمة مصلحتي وحسني جالب او قبح دافعي اذا الحسن والقبح شرعي وعقلي. او عقلي وشرعي. فالانسان ولو لم يكن مسلما يدرك حسن الصدق ويعلم قباحة الكذب ويعرف طيب المطعم ويدرك خباثة بعض المطعومات عقلا وانما جاء الشرع ليؤكد ما في العقول والفطر. وهذه المسألة تعني ان الشرع كله مبني على حكمة الله عز وجل. وهو سبحانه لا يشرع الا ما فيه حكمة وهو الحكيم جل وعلا. اما القول بان الله يشرع لانه لا يسأل عما يفعل ما يؤدي الى تزكية النفوس. وجعل ذلك من وظائف الانبيا. يعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم ولما منع اشياء ولم يشرعها لم يشرعها لثقلها على النفس مخالفة اهل الفطر. ولهذا قالوا يضع عنهم والاغلال التي كانت عليهم. اذا الله جل الا شرع الصلاة لحكمة. والصوم لحكمة. هذه الحكمة قد تكون انية وقد تكون اجلة هذه الحكمة قد ندركها وقد لا ندركها هذه الحكم قد تكون راجعة الى كون الشيء في نفسه حسنا او لكونه يؤدي الى حسد راجع الى ابداننا وارواحنا او مآلاتنا فالله عز وجل حكيم لا يكون في ملكه الا ما فيه الحكمة حتى وجود ابليس فيه الحكمة ليميز الله الخبيث من الطيب. ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيرقمه في جهنم القاعدة الثلاثون الله تعالى يعامل خلقه بالفضل او العدل هذه القاعدة عظيمة. والمقصود منها ان الله جل وعلا في تعامله مع العباد. وجزائه للعباد. يجازيهم اما بفضله نسأل الله ان يجعلنا من اهل فظله. واما بعدله. فالله جل في علاه يعامل المحسنين والمؤمنين والمتقين ويعامل الصابرين. ويعامل المتطهرين بفضله سبحانه وتعالى وهذا الفضل يهبه لمن يشاء كما قال سبحانه ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء واما العدل فالعدل مبذول لكل احد ولو كان كافرا. ولو كان اللي كان ولو كان منافقا فالله سبحانه وتعالى نفى عن نفسه الجور والظلم ولا يظلم ربك احد. وما ربك بظلام للعبيد؟ ولهذا ينبغي على الانسان ان دائما انطراح بين يدي الله عز وجل. ويسأله سبحانه وتعالى فضله وجوده وكرمه واحسانه. وهو سبحانه وتعالى ذو الفضل العظيم. ذو الفضل الواسع ذو الفضل العميد. ذو الفضل الكبير. ولهذا ينبغي على الانسان ان يسأل الله من فضله في الاماكن الفاضلة كا المساجد او في الازمنة الفاضلة. كرمضان والحج او في الاحوال الفاضلة كحلق العلم والصلاة والدعاء. ولهذا شرع لنا النبي صلى الله عليه وسلم ان الانسان يسأل الله من فضله في مواضع متعددة فالله جل وعلا لا يظلم احد ولا يجوز سبحانه وتعالى او الحسنة بعشرة امثال. وجزاء سيئة سيئة مثلها ان جوزي عليه ولهذا قال سبحان من جاء بالحسنة فله عشر امثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الذين عملوا السيئات الا بما كانوا يحسبون. في الاية الاخرى فلا يجزى الا بفلانه اه هذا من فضل الله عز وجل. اذا الله تعالى يعامل خلقه بالفضل او العدل وهذه القاعدة تجعل الانسان يجتهد حتى يجعل نفسه مع اهل الفقر. والفضل الذي يناله العبد من الله ليس بناء على نسب. ولو كان الامر بناء على نسب لكان ابن ابن ادم وابن نوح وابو ابراهيم زوجة نوح ولوط وعم النبي صلى الله عليه وسلم ابو طالب اولى بهذا الفضل لو كان مرتبا على النسب. ولو كان الفضل مرتبا على والمنصب لكان صناديد قريش اولى بالنبوة ولذلك هم اعترظوا قالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم. فجاء الرد عليهم من الله اهم يقسمون رحمة ربك؟ نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا. ورفعنا بعضهم فوق بعض الدرجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا. ورحمة ربك خير مما يجمعون. اذا الله جل وعلا خلطة وبالفضل ومعاملته للخلق بالفضل مبني على اعمالهم الصالحة احسانه ايمانه باتباع ومعاملته جل وعلا للخلق بالعدل مبني على اعمالهم السيئة. كفرهم شركهم نفاقهم بدعه المعاصي. وامثلة هذه القاعدة كثيرة جدا في الكتاب والسنة. فالله تعالى عامل اهل الايمان بالفضل وعامل اهل الكفران بالعدل. والقرآن مليء بهذه الصور القاعدة الحادية والثلاثون الايمان له اصل وواجب وكمال ينبغي لطالب العلم وطالبة العلم ان يدرك ان الايمان له اصل واصل الايمان هو الذي به يدخل الانسان الى الاسلام فاصل الايمان يساوي الاسلام وبعد تحصيل اصل الايمان يجتهد المسلم حتى يحصل الايمان واجب وبعد ذلك يجتهد حتى يحصل الايمان الكامل. ولهذا لو نلاحظ في سورة الانفال قال الله عز وجل انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليه ما يات زادتهم ايمان وعلى ربهم يتوكلون. الذين يقيمون الصلاة ويؤتون زكاة ومما رزقناهم ينفقون اولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم فارتقوا وارتقوا وارتقوا حتى وصلوا الى ان قال الله عنهم اولئك هم المؤمنون حقا ولهذا كان من الناس من اسلم وادعى الايمان الواجب. فقالوا ما اخبرنا الله عن مقولهم قالت الاعراب امني. قل لم تؤمنوا. ولكن قولوا اسلمنا. ولما ولما بعد تحتاجون الى مجاهدة. ولما يدخل الايمان في قلوبهم. وان تطيعوا الله ورسوله لا يرد من اعمالكم شيئا. اذا الايمان له اصل يساوي الاسلام. الايمان الواجب هو الايمان الذي اهله يمدحون به مطلقا. الايمان الكامل اهله هم اهل الخيرات وهم السابقون وهم المتقون وهم المحسنون. لذلك قال الله عز وجل بعد ان ذكر اعمال اهل الايمان عملا عملا قال في حق اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في اخر سورة الانفال والذين امنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله هذولا هم هم المهاجرون والذين او ونصوا هذولا هم الانصار اول شيء ذكر المهاجرين ثم والذين امنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله. والذين اووا ونصرو خمسة اعمال ذكرها الله له ثلاثة اعمال للمهاجرين فاستحقوا التقديم وذكر عملين للانصار بعد ذلك ماذا قال عنهم بعد ذلك؟ قال اولئك هم المؤمنون حقا. اذا الايمان له اصل واصله الاقرار بالتوحيد. والاقرار باركان الاسلام والايمان. وله واجب الايمان الواجب هو فعل الواجبات وترك المحرمات. وله مرتبة عليا وهي الايمان الكامل بالكامل ان يفعل الانسان الواجبات ويترك المحرمات ويجتهد في الكمالات القاعدة الثانية والثلاثون كل ما جاء في الاخبار فهو الاخبار جمع خبر والمقصود بالاخبار هنا خبر الله وخبر ورسوله صلى الله عليه وسلم. قد قال الله تبارك وتعالى في القرآن ومن اصدق من الله حديث وقالوا من اصدق من الله؟ قيلا. وقال ابن مسعود اخبرنا الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم. الى يجب على المسلم ان يعتقد انه لا احد اصدق من ولا احد اصدق من رسوله صلى الله عليه وسلم من البشر. ولهذا قال تعالى والذي جاء بالصدق وهو محمد صلى الله عليه وسلم. وصدق به. اذا كل ما جاء في الاخبار فهو حق. اي فهو ثابت متقرر. سواء فهمناه او ما فهمنا سواء علمنا كيفيته مثل خبر النبي صلى الله عليه وسلم عن مجيء زمان يتطاول الناس في البنيان. الان هذا الشيء رأيناه بام اعيننا. او خبر غيبي لا يمكن للعقول ادراكه فهو حق. مثل خبر الله ورسوله يعني عذاب القبر ونعيم القبر. او اخبار ستقع في المستقبل. ولما يأتي بعد كله حق ثابت. ولا يجوز باي حال وهذا اقوله لابنائي الطلاب وبنات الطالبات لا يجوز باي حال ان يرد الانسان الخبر بمجرد عقله ما دام قد تأت لان العقول تنكر اليوم شيئا وتراه غدا حقا. وسنضرب لكن مثالا. لو ان ان احد الناس قبل مئة سنة اخبر انسانا وقال ان معي جهاز من الحديد اكلم انسانا في مكة سيقولون عنه مجنون. وعقول اهل ذاك الزمن لا يقبلون هذا الكلام. والان بعد مئة سنة هذا الخبر حق وثابت فاذا لا يجوز لاي انسان ان يرد خبر الله رسوله لمجرد ان عقله لم يدرك. كل ما جاء في الاخبار فهو حق. كما قال الله عز وجل انما كان قول المؤمنين اذا دعوا الى الله ورسوله ورسوله ان يقولوا سمعنا واطعنا كان النبي صلى الله عليه واله وسلم جالسا بين اصحابه. فقال لهم يوما بينما رجل راكب بقرة الرجل راكب بقرة الاصل ان الحرف وللحل وللنتاج وليس للركوب قال صلى الله عليه وسلم بينما رجل راكب بقرة التفت اليه وقالت يا هذا ما خلقت هذا الصحابة رضوان الله عليهم ما تنكأوا في تصديق الخمر. ولكنهم تعجبوا قالوا سبحان الله بقرة تتكلم. النبي صلى الله عليه وسلم قال امنت به انا وابو بكر وعمر. اذا الواجب على الانسان ان يثبت كل ما جاء في الاخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم من طريق الاخيار ما دام ثابتا عند اهل الاثار اما ما لم يثبت فهذا البحث في ثبوته اولا ثم في معناه ثانيا القاعدة الثالثة والثلاثون اهل السنة وسط في الفرع كوسطية الاسلام في الاديان وسطية الاسلام في الاديان ظاهرة من عدة جهات فمثلا هناك اديان اهتمت بالروح واهملت البدن بل واذلت البدن كالبوذية ماذا والهندوسي فانها اهتمت بترويض النفس وتحملها لالام البدن ومشاقها ووصلت اهتماما بليغا في الارواح والغت الاهتمام بالابدان وفي المقابل نجد اناس اهل ديانات مترفين يتمتعون في دنياهم بما يصلح ابدانهم. وارواحهم في عناية عن الصلاح الاسلام جاء وسطا بين الاهتمام الروحي المتشدد والغاء البدن وبين الاهتمام بالبدن على قدر معين بغير ما شرف ولا مخيلة. فالاسلام وسط في باب الاعتقاد في الله الاسلام وسط في الاديان. فهو بعيد عن تشبيه اليهود يشبهون الله بالانسان عياذا بالله وهو بعيد عن تشبيهات الوثنيين الذين يعبدون الاصنام والاوثان ويعتقدون انها الية مع الله واما الاسلام فجاءوا بالتوحيد الخالص. في العبادة وفي العلية قالوا ان الله ليس كمثله شيء قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد. وهم بعيدين كل اهل السنة هم بعيدون كل البعد. عن طريقة الضالين والطريقة المغضوب عليهم وبعيدين كل البعد عن طريقة الجافين وعن طريقة الغاليين اذن الاسلام وسط بين الاديان. وهذا ظاهر ولله الحمد والمنة واهل السنة وسط في فرق اذا كان الاسلام وسط في الديانات فان اهل السنة وسط في الفراق. كيف يكون اهل السنة وسطا في الفراق وسطية اهل السنة في الفرق من اي جهة اراد الانسان ان ينظر يجد وسطية اهل السنة والجماعة. مثلا في القرآن هناك اقوام قالوا القرآن ليس كلام الله بل هو مخلوق عياذا بالله مثل المعتزل. وهناك اقوام قالوا كل كلام في الوجود كلامه. عياذا بالله واهل السنة والجماعة يقولون القرآن كلام الله. صفة من صفات ربنا تبارك وتعالى لو نظرنا الى العقل هناك من مجد العقل كالمناطق والفلاسفة وهناك من الغى العقل وجعله تحت النعال كالمتصوفة الذين يفعلون اشياء مخالفة للعقوق قل فظلا عن المنقول. واهل السنة والجماعة لم يلغوا العقول ولم يقدموها عن المنكور اهل السنة وسط للفرق لو نظرنا في باب الاعتقاد هناك المعطلة وهناك المشبهة من يعطل الصفات ولا يثبت لله عز وجل صفات الكمال والجلال والبهاء. وهناك من يثبت هذه الصفات على وجه التمثيل والمشابهة. فاهل السنة عندهم اثبات بلا تعقيد وتنزيه عندهم اثبات بلا تمثيل وتنزيه بلا تعقيد اهل السنة وسط في الفرق كوسطية الاسلام في الاديان. مثلا هناك الرافضة وهناك ايضا الخوارج وهناك الشيعة وهناك الباطنية وهناك النواصب كل هؤلاء لهم مواقف معينة من اصحاب برسول الله صلى الله عليه وسلم. واما اهل السنة فهم موقفهم وسط. فلم يعتقدوا وفي احد من الصحابة العصمة ولم ولا يرون الجفاء في احد من الصحابة وال بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله تعالى عنه. اذا اهل السنة وسط في الفرق كوسطية الاسلام في الاديان ممتثلين قول الله متصفين بمراد الله وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على وقول النبي صلى الله عليه وسلم عليكم من الامر ما تطيقون. وقوله صلى الله عليه واله وسلم اياكم والغلو. فانما اهلك من كان قبلكم. الغلو في الدين وقوله صلى الله عليه وسلم هلك المتنطعون هلك المتنطعون قالها ثلاثا اذا اهل السنة وسط في الفرق كوسطية الاسلام في الاديان. علما وعملا وخلقا وموقفا غير ذلك. القاعدة الرابعة والثلاثون التشبه بالكفرة واهل البدع محرم لحماية الدين. التشبه بالكفرة واهل البدع على قسمين تشبه بالكفرة في اعمالهم الكفرية. فهذا يناقض التوحيد التشبه بالكفرة في اعمالهم الكفرية يناقض التوحيد. والتشبه والتشبه باهل البدع في اعمالهم البدعية مخالفة للسنة. والشريعة جاءت بمنع التشبه البدع مطلقا حماية للدين. لان الدين يحمله رجال يحمله اناس مؤمنون ومؤمنات. وهؤلاء المؤمنون والمؤمنات لا بد ان يتشبهوا بخيار من مضى وهم الصحابة رضوان الله عليهم حتى يبقوا على ما كانوا عليه يبقوا على ما كانوا عليه يتشبهون بهم علما وعملا وخلقا ولذلك لو نتعمد نجد ان النبي صلى الله عليه واله وسلم كثيرا ما يحذرنا من التشبه وباليهود والنصارى وبالمجوس. لماذا يحذرنا حتى تبقى الامة امة مميزة امة مميزة. لها عبادات لها اعتقاداتها. لها اخلاق لها شيمه لها مكارمه وسيدخل في هذا الدين اناس من الشرق والغرب. ولولا وجود هذا التمايز لاتى كل واحد بثقافاته واختفت الدين الاصيل كما هو واقع اليوم مع الاسف الشديد. والله سبحانه وتعالى ذكر لنا في القرآن في مواضع كثيرة صفات الكفرة وصفات المشركين وصفات المنافقين صفات المغضوب عليهم وصفات الظالين. والنبي صلى الله عليه وسلم ذكر لنا صفات اهل البدع ثم نبهنا على ان لا نتشبه به. والنبي صلى الله عليه وسلم وضع قاعدة عظيمة فقال من تشبه بقوم فهو منهم. من تشبه بقوم في شيء فهو منهم في هذا الشيء. فان تشبه بكفر فهو منهم. ومن تشبه بفسق فهو منهم في هذا الفسق. ومن تشبه بعادة فهو منهم في هذه العادة. ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى بعض الصحابة ارادوا ان ينحنوا له. وبعضهم اراد ان يسجد له. وبعضهم وقف على رأسه وهو جالس. فغضب النبي صلى الله عليه واله وسلم في هذه المواقف الثلاثة كلها وقال لقد كدتم تفعلون فعل فارس والروم لملوكهم اذا صلى الامام جالسا فصلوا جلوسا اجمعون. او كما قال صلى الله عليه وسلم اذا هذه القاعدة مدينتها كثيرة جدا لكن التشبه بالكفرة. واهل البدع محرم حماية الدين. اي تشبه محرم ما كان او ما هو خاص بهم. اما الامور العامة المشتركة التي يسميها الناس بالامور البشرية هذه لا يمكن التمايز فيها. احنا نتكلم وهم يتكلمون. لكن بالعربية وندع بطانة الاعاجم كما غضب عمر وحذر من الاعاجب احنا نلبس وهم يلبسون. هذا التشابه لا يمكن الانفكاك منه. لكن لا يجوز ان نلبس لباسهم الديني ولا لباسهم الوطني وانما نلبس لباس ديننا ولباس وطننا الاسلام هم يأكلون ونحن نأكل. هذا لا يمكن الزكاك منه. لكن اذا اكلوا في محرمات كالملاعق الفضية والذهبية وفي الاواني الفضية والذهبية لا يجوز لنا ان ناكل فيه. اذا تشبه بالكفرة واهل البدع لحماية الدين. القاعدة الخامسة والثلاثون تجري نصوص تجرى النصوص على الظاهر اللائق بها. هذه مسألة مهمة جدا. النصوص الشرعية التي لا نفهمها هل نؤولها؟ ونصرفها عن ظاهرها ام نجريها على ظاهرها واذا اجريناها على ظاهرها ما هو الظاهر الذي نجري النص عليه؟ هل هو الظاهر المتبادل لاذهاننا المتلوث باعرافنا او الظاهر اللائق بها الذي كان عليه السلف الصالح رظوان الله تعالى عليه. اذا النصوص الشرعية تجرى على الظاهر اللائق بها مثلا لما يقرأ الانسان الاية امنتم من في السماء ان يخسف بكم الارض. فيأتي انسان يقول انتم تقولون تجرى النصوص الشرعية على ظاهرها. قلنا نعم. ظاهرها اللائق بها. فليس معنى امنتم في السماء اي ان الله في داخل السماء تعالى الله عن ذلك. ولكن الظاهر في السماء يعني في العلو. لان السماء من معانيها في اللغة العلو اذا المقصود امنتم من في السماء من في العلو. هذا هو الظاهر اللائق بها الذي فهمه السلف وقوله عز وجل ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعه. يأتي انسان ويقول نحن ثلاثة فالله رابعنا اذا هو معنا في هذه الغرفة. نقول ليس هذا هو المراد بالظاهر. المراد بالظاهر بالنص هو ما فهمه السلف. وهو هو مع الثلاثة المتناجين بعلمه قدرته وسمعه كما قال عز وجل لموسى وهارون لما قال انا نخاف ان يفرط علينا وان يكره قال قال لا تخاف انني معكما اسمع وارى. فسر المعية اسمع وارى لو قال قائل الرحمن عراش استوى ما معنى استوى؟ نقول على الظاهر اللائق بها. وليس على ظاهر الذي يفهمه المتلوث فكره بالتشبيه ولا المتلوث فكره بالتعقيم. فليس المقصود يعني استواء كاستواء المخلوق تعالى الله عن ذلك. وليس المقصود بالاستواء استواء فيه بحاجة الى العرش تعالى الله عن ذلك. فهذه المعاني كلها منفية. تجرى النصوص الشرعية على الظاهر اللائق بها. وهو الذي يكون مرادا لله ورسوله وفهمه السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم. اذا النصوص التي لا نفهمها نجريها على ظاهرها. اي ظاهر ان لا بها. ما هو اللائق بها؟ ما فسره السلف الصالح رظوان الله تعالى عليهم. هذه النصوص ويفتحها وفروعها كثيرة القاعدة السادسة والثلاثون تقسيم الدين الى حقيقة وشريعة او ظاهر وباطن محدث هذه مسألة مهمة جدا لابد للانسان ان يعتقد ان تقسيم الدين الى حقيقة هذا تقسيم محدث. لم يكن عليه عهد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ولا عهد صحابته رضوان الله تعالى عليهم ولا عرف هذا في عهد التابعين رضوان آآ رحمهم الله وتعالى ولا في عهده تبعي التابعين. اذا لابد للانسان ان يدرك ان تقسيم ما الدين الى حقيقة شريعة او ظاهر وباطن هذا تقسيم وهذا التقسيم انما ورد تقسيم الدين لا حقيقة وشريعة من جهة متصوفة فزعموا ان الشريعة ما عليه عامة الناس. وان الحقيقة ما هم عليه وهم يقصدون ان حقيقة الشريعة تزكية النفوس فاذا وصل الانسان الى تزكية النفوس فلا صلاة ولا صوم ولا جماعة ولا جمعة عياذا بالله. ويؤولون على هذا قوله تعالى واعبد ربك حتى يأتيك اليقين. وغاب عنهم او تغابوا ان الاية واعبد ربك حتى يأتيك اليقين يعني الموت. كما جاء مرفوعا وموقوفا. وسيد الخلائق محمد صلى الله عليه وسلم عبد ربه حتى مات. وهؤلاء يقولون الدين له حقيقة ويقصدون ما كشف لهم من الغيب او من الحجاب او من اللوح المحفوظ افتراء وكذبا وشريعة وهو ما هو ظاهر من النصوص او تقسيم الدين الى ظاهر وباطن هذا ايضا محدث. تقسيم الدين لا ظاهر وباطن هذا تقسيم باطني يقولون ان الشريعة ظاهرها انتم تفهمونه. وباطنها يفهمها ائمتنا الصلاة معناها قصد المشايخ في الدعاء والصوم معناه كتمان الاسرار والزكاة معناه دفع الاموال للمشايخ. والحج معناه قصد القبور عياذا بالله. هذا التقسيم تقسيم الدين ظاهر وباطن هذا تقسيم محدث وما جاء في الحديث ان القرآن له وجوه ظاهر وباطن فهذا الحديث لو صح فالمراد هو المنطوق والمراد بالباطن مفهوم المخالفة. او المفهوم المسكوت وليس المقصود به الناس. كل واحد يأتي الى النص ويفهم من الاية شيئا لا يدل عليه النص لا طريقي المنطوق ولا بطريق المفهوم ولا بطريق الايماء ولا بطريق الاشارة يندرج تحت هذا ايضا تقسيم الدين الى ما يسمونه دب وقشور. حقيقة هذا التقسيم ليس له اصل. تقسيم الدين له وقشور اذا تحدثت معه مثلا عن المسواك وهي سنة ثابتة او عن قطع الاظافر وهي سنة ثابتة في كل اسبوع وواجب في كل اربعين يوم او تحدثت مع الناس عن ست عورات المؤمنات وعن ترك اللحية للمؤمنين. وان نبذل اسبال للمؤمنين وعن اهمية الاسبال للمؤمنات يقولون هذه من القشور. وش اللب عجل؟ اللب عندهم قلبك نظيف خلاص هذا اللب. حقيقة هذا التقسيم تقسيم ما امر الله به وما امر به رسوله صلى الله عليه وسلم فكله لب وليس في الدين قشر يرمى. واول من عرف واول من عرف عنه انه قسم الدين الى لب وقشور هو ابو حامد الغزالي رحمه الله وغفر له. وسار الناس عليه بعد ذلك على كل حال امثلة هذه القاعدة كثيرة جدا وانما هذه فقط لندرك خطورة هذه التقسيم الدين الى حقيقة وشريعة وظاهر وباطن او لب وقشور. قريب من هذا ايضا تقسيم بعضهم الى اصول وفروع ان كان المقصود بالاصول الاعتقاد والمقصود بالفروع الفروع المسائل العلمية المسائل العملية الصلاة والزكاة والصوم والحج فهذا امر يعني معناه صحيح. واما اذا كان المقصود بالاصول والفروع ان هناك اصول لابد منها وان هناك فروع يسع تركها في الصلاة والصوم والزكاة والحج هذه كلها اصول نعم هناك مندوبات ومستحبات اذا كان هذا هو المقصود بالفروع هذه مسألة اخرى. على كل حال تقسيم الدين الى اصول فروع اهون بكثير من التقسيمات السابقة. ومع ذلك فهو غير معروف عند السلف. ولا هو متداول في كلام الصحابة والتابعين وتبع التابعين. وانما عرف بعد مضي القرون الثلاثة الفاضلة هذه هي اهم القواعد التي تتعلق بالاعتقاد العام ولعلنا نقف على اه القواعد تتعلق بالربوبية ان شاء الله عز وجل نأتي عليها في الاحد القادم وصلى الله وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. الحمد لله رب العالمين