يعني يطمع في هذه الدنيا الفانية يستخدم به الفقراء اذا رأى فقير يتعلم عنده القرآن وليس عنده مال يستخدمه في قضاء حوائج نفسه ويتيه به على الاغنياء وهنا اذكر قصة عجيبة الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فبحمد الله وتوفيقه كنا قد وصلنا الى الباب الخامس من الابواب الموجودة في كتاب اخلاق حملة القرآن الامام العلامة ابو الحسين الاجري رحمه الله محمد ابن الحسين قال رحمه الله باب اخلاقي من قرأ القرآن لا يريد به الله عز وجل. في الباب السابق ذكر اخلاق حملة ذكر لاقى حملة القرآن في هذا الباب يذكر اخلاق من يقرأ القرآن وهو مراء او منافق عياذا بالله تعالى طيب ما المقصود من وضع هذا الباب المقصود الحذر من هذه الصفات اولا وثانيا الا نقرأ القرآن على من لا يريد به وجه الله عز وجل وان نحذر ممن يقرأ القرآن يريد به الدنيا وان نحذر ممن يقرأ القرآن يريد به الجاه او يريد به المنصب هذا هو المقصود الاساس من وضع هذا الباب حتى نحذر من هذه الصفات الدنية التي كونوا لمن يقرأ القرآن لا يريد بذلك وجه الله تبارك وتعالى قال الامام محمد بن الحسين رحمه الله تعالى فاما من قرأ القرآن للدنيا او لابناء الدنيا اه كلمة للدنيا عامة تشمل سواء كانت هذه القراءة لمال الدنيا او لجاه الدنيا او في الدنيا تشمل جميع الامور المتعلقة بالدنيا فاما من قرأ القرآن للدنيا او لابناء الدنيا يعني الاغنياء والملوك والامراء فان من اخلاقه ان يكون حافظا لحروف القرآن مضيعا لحدوده لماذا من يقرأ القرآن يكون حافظا لحروف القرآن مضيعا لحدوده يكون حافظا لحروف القرآن لانه يريد الجاه والمنصب والمال بذلك والحظوة ومضيعا لحدوده لانه لا يهمه العمل المهم عنده السمعة وثناء الناس عليه. قال متعظما في نفسه متكبرا على غيره نسأل الله السلامة والعافية هذه اخلاق سيئة حافظا للحروف مضيع للحدود وهي المعاني المترتبة على هذه الاوامر والنواهي ومتعظما في نفسه يعني يرى نفسه فوق الناس يرى كبرا عياذا بالله تبارك وتعالى متعظما في نفسه يرى فخامة نفسه وانه هو هو لانه ضبط الحروف وحفظ آآ القراءات ثم بعد ذلك لا يهمه العمل. متكبرا على غيره كأنه يقول من مثلي قد اتخذ القرآن بضاعة يتأكل به الاغنياء ويستقظي به الحوائج نسأل الله السلامة والعافية يعني اذا جاءه رجل غني يقرئه القرآن ويعلمه اذا جاءه رجل فقير لا يعلمه ويستقضي به الحوائج يجعل العلم بضاعة عند فلان وفلان لكي تقضى حوائجه. يقول يا فلان انا عندي علم في كذا وكذا ها واذا انت يسرت لي هذا الامر انا اعلمك كذا وكذا يتعجلون ولا يتأجلونه يتعجلون ولا يتأجلون يطلبون به عاجلة الدنيا ولا يطلبون به الاخرة المقصود بالقدح هو اطراف السهم في اخر السهم حتى يمشي السهم سيده لا يتعوج جملة ولا قال يعظم ابناء الدنيا ويحقر الفقراء ان علم الغني رفق به طمعا في دنياه. وان علم الفقير زجره وعنفه. لانه لا دنيا له قال رحمه الله يطمع فيها يستخدم به الفقراء ويتيه به على الاغنياء يقال ان ابن المبارك رحمه الله الامام المروزي امام خراسان احد كبار تلامذة الامام ابي حنيفة واحد كبار شيوخ الامام احمد كان رحمه الله اذا آآ اه باع واشترى كان اذا ذهب الى السوق يريد ان يشتري يتلثم فيقول له الناس لم تفعل هذا؟ فيقول اخشى ان يبيع لي فيرخص لي في الثمن لاجل انه يعلم اني فلان ابن فلان تأملوا يا رعاكم الله الى ورع هؤلاء العلماء قال ويتيه به على الاغنياء يأتيه بمعنى انه يكبر القضية بالقرآن على الاغنياء ويتفاخر عندهم ان عنده وعنده وعنده ان كان حسن الصوت احب ان ان يقرأ للملوك ويصلي بهم طمعا في دنياهم وان شاء له الفقراء الصلاة بهم ثقل ذلك عليه لقلة الدنيا في ايديهم نسأل الله السلامة والعافية انما طلبه الدنيا حيث كانت ربظ عندها ربظ بمعنى انه تربع عند هذا المكان وجلس انما طلبه الدنيا حيث كانت ربظ عندها يفخر على الناس بالقرآن. ويحتج على من دونه في الحفظ بفظل ما معه من القرآن وزيادة المعرفة بالغرائب من القرآن التي لو عقل لعلم انه يجب عليه الا يقرأ بها نجد ان الذين عندهم القراءة للدنيا نجد انهم يقرأون قراءات لا وجه لها يقرأون اجراءات لا وجه لها. لماذا يقرأون قراءة لا وجه؟ لان المقصود لفت الانتباه كيف يلفتون الانتباه اذا قرأوا بسنة متبعة؟ الناس يحبون الشيء الجديد فنجد ان احدهم يقرأ مثلا نسأل الله السلامة والعافية القارعة ما القارعة وما ادراك ما القارعة الان وما ادراك ما القارعة هذا آآ استفهام. يجعل المستفهم منه مبتدأ خبرا لما سيأتي وهذه ابتلا الله قراءة محدثة فيقول وما ادراك ما القارعة؟ القارعة يوم يكون الناس كالفراش المبثوث فالناس يقولون اوه جاب لنا معنى جديد وهذا معنى خطير ينبغي علينا ان ندرك ان من علامات من يقرأ القرآن لغير الله انه يقرأ قراءات الغرائب ويأتي بالغرائب في القرآن لماذا يأتي بالغرائب في القرآن؟ حتى يتبع ويكثر اه اتباعه قال لو عقل لعلم انه يجب عليه ان لا يقرأ بها فتراه تائها متكبرا كثير الكلام بغير تمييز يعيب كل من لم يحفظ كحفظه ومن علم انه يحفظ كحفظه طلب عيبه. دايم يحب يصغر الناس ويكبر نفسه قال متكبرا في جلسته الجلسة بكسر الجيم الهيئة او في جلسته يعني في صفة جلوسه متعاظما في تعليمه لغيره. ليس للخشوع في قلبه موضع ولذلك نجد ان الذين يقرأون للدنيا يقرأون اهم شيء عندهم طلب الناس اهم شي عندهم طلب الناس ولهذا سمعت باذنه قارئا يقرأ غفر الله عز وجل له وتجاوز عنه. قارئ يقرأ يقرأ بقراءة المهم ان الناس وراءه يطربون. ليس مقصوده ايصال المعنى فيقرأ مثلا ساصلي وما ادراك ما والناس يقولون الله اين المعنى يعني المقصود الطرب فقط هذا امر خطير جدا لذلك لما نسمع المنشاوي وهو يقرأ يدخل الخشوع بقراءته للقلب ساصليه سقر وما ادراك ما سقر لا تبقي ولا تذر فرق عظيم بين من يقرأ ليطرب الناس وبين من يقرأ بين من يقرأ ليدخل الخشوع في قلب الناس فرق عظيم بين من يقرأ ويريد من قراءته ان يفهم الناس المراد وبين من يقرأ ويريد ان الناس اه يطربون وهذه والله الطامة لانه اذا كان همنا طرب الناس ضيعنا معاني القرآن في انفسنا وضيعنا معاني القرآن من الناس ولهذا اذا كان العبد او كنت انت يا امة الله مستمعة للقرآن لا تكوني امة وعبدا للصوت تأملوا لا تتأملوا لا تترنموا مع الاصوات. فتميلون مع الاصوات. وانما ترنموا وتأملوا في المعاني الترنم والتأمل في المعاني هو المقصود انسان ينبغي عليه ان يتأمل حينما يقرأ ينظر كيف يوصل المعنى الى قلوب الناس تأمل في قراءته كيف ينطق الحرف والكلمة نطقا آآ يوصل مع نطقه المعنى الى من خلفه او الى من يستمع اليه يا ليتها كانت القاضية ما اغنى عني ماليا ما هو يقرأ عني مالي الثاني هذا ترنم بالصوت ترنم الصوت يضيع المعنى وهذا التنبيه الذي نبه عليه الامام الاجري تنبيه عظيم قال رحمه الله تعالى مبينا اخلاق من يقرأ القرآن لغير الله قال كثير الظحك والخوض فيما لا يعنيه يشتغل عمن يأخذ عليه بحديث من جالسه هو الى استماع حديث جليسه اصغى منه الى اجتماع من يجب عليه ان يجتمعوا له معنى هذا الكلام انه اذا اجتمع مع العلماء يحب ان يكون الكلام كلامه ولا يحب ان الناس يسمعون الى غيره قال اه يروى انه لم يجتمع حافظا فهو الى كلام الناس اشهى منه الى كلام الرب عز وجل. نسأل الله والعافية يعني من لا يحب ان يسمع كلام الله عز وجل الا منه هذا بخيل لو كان الانسان يريد من وراء قراءته وجه الله لكان الامر عنده سيان يقرأ فلان او فلان قال رحمه الله تعالى قال فهو الى كلام الناس اشهى منه الى كلام الرب عز وجل. لا يخشع عند استماع القرآن ولا يبكي ولا يحزن ولهذا كان ينبغي للانسان اذا قرأ القرآن ان يقرأه بحزن يقرأه بحزن اقرؤه بتأمل وبتفكر قال ولا يبكي ولا يحزن ولا يأخذ نفسه بالفكر فيما يتلى عليه وقد ندب الى ذلك راغب في الدنيا وما قرب منها لها يغضب وما قرب منها لها يغضب ويرضى اذا غضبه ليس لله ولا لاوامر الله ولا لنواهي الله غضبه ورضاه مبني على الدنيا ان قص رجل في حقه قال اهل القرآن لا يقصر في حقوقهم. واهل القرآن تقضى حوائجهم. يستقضي من الناس حق نفسه ولا يستقظي من نفسه حق الله عليها الواجب على من قرأ القرآن لله ان يكون متواضعا كما مر معنا واذا قصر الناس معه الا يقصر معه بل يزيد اليهم احسانا كما كان خلق النبي الكريم صلى الله عليه وسلم اما من يقرأ للقرآن لغير الله فهو يغضب على غيره ويزعم انه لله ولا يغضب على نفسه لله لا يبالي من اين اكتسب من حرام او من حلال قال قد عظمت الدنيا في قلبه الله المستعان. نسأل الله باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يجعل الدنيا في ايدينا وان لا يجعل الدنيا في قلوبنا وان يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا وجلاء همومنا وذهاب احزاننا من قرأ القرآن للدنيا ان فاته شيء نسأل الله السلامة والعافية يقوم الدنيا ولا يقعدها. عظمت الدنيا في قلبه ان فاته شيء لا يحل له اخذه حزن على فوت لا يتأدب بادب القرآن ولا يزجر نفسه لا يزر نفسه بالزهد ولا بالورع الذي جاء في القرآن ولا يزجر نفسه عند الوعد والوعيد لاه غافل لاه في الدنيا غافل عن الاخرة لا هن غافل عما يتلو او يتلى عليه همته حفظ الحروف ان اخطأ في حرف ساءه ذلك لئلا ينقص جاهه عند المخلوقين فتنقص رتبته عنده فتراه محزونا مهموما بذلك وما قد ضيعه فيما بينه وبين الله مما امر به في القرآن او نهي عنه غير مكترث به في كثير من اموره اخلاق الجهال الذين لا يعلمون لا يأخذ نفسه بالعمل بما اوجب عليه القرآن اذا سمع الله عز وجل قال وما اتاكم الرسول فخذوه وما عنه بنته فكان الواجب عليه ان يلزم نفسه طلب العلم لمعرفة ما نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم فينتهي عنه اذا من اخلاق من يقرأ القرآن لغير الله قليل النظر في العلم الذي هو واجب عليه. فيما بينه وبين الله عز وجل كثير النظر في العلم الذي يتزين به عند اهل الدنيا. ليكرموه بذلك قليل المعرفة بالحلال والحرام الذي ندب الله اليه ثم رسوله صلى الله عليه وسلم يأخذ الحلال بعلم ويترك الحرام بعلم لذلك نجد ان الذين يقرأون القرآن للدنيا جهال لا يعلمون من العقيدة شيء بل ربما يقرأون القرآن يخالفون في قراءتهم للقرآن الاعتقاد الصحيح فيقرؤون القرآن على القبور ويقرؤون القرآن عند الموتى. ويقرؤون القرآن في الموالد ويقرأون القرآن في المآتي وكأن القرآن انزل لاجل التآكل به عند القبور وعند الاحزان وعند الموتى وعند الاضرحة نسأل الله السلامة والعافية قال رحمه الله تعالى مبينا اخلاق الذين يقرأون لا لله قال لا يرغب في معرفة علم النعم ولا في علم شكر المنعم تلاوته للقرآن تدله على كره في نفسه وتزين عند السامعين منه ليس له خشوع في ظهر على جوارحه اذا درس القرآن او درسه على غيره همته متى يقطع. ليس همته متى يفهم هذه من صفات البراء لا يتفكر عند التلاوة بظروب امثال القرآن يعني لا ينظر ما المراد من هذا المثل؟ ولهذا كان بعض السلف اذا قرأ المثل في القرآن ولم يفهمه بكى فقيل له ما يبكيك رحمك الله فيقول ان الله يقول وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون وانا لا اعقلهم وانا لا اعقلها فاخشى ان اكون من الجاهلين ولهذا ينبغي للانسان ان يتفكر عند التلاوة بظروب امثال القرآن قال في اخلاق من قرأ القرآن لغير الله ولا يقف عند الوعد والوعيد. يأخذ نفسه برضا المخلوقين ولا يبالي بسخط رب العالمين يحب ان يعرف يحب ان يعرف بكثرة الدرس ويظهر ختمه للقرآن ويظهر ختمه للقرآن ليحظى عندهم قد فتنه حسن ثلائل الجهلة من جهله يفرح بمدح الباطل واعماله اعمال اهل الجهل. نسأل الله السلامة والعافية قال يتبع هواه فيما تحب نفسه غير متصفح لما زجره القرآن عنه ان كان مما يقرئ غضب على من قرأ على غيره. نعم يعني اذا جاء شخص يقرأ عليه ثم ذهب يقرأ على غيره يغضب عليه ان كان ممن يقرئ غضب على من قرأ على غيره ان ذكر عنده رجل من اهل القرآن بالصلاح كره ذلك وان ذكر عنده بمكروه سره ذلك لماذا يفعل هذا كله ليصرف وجوه الناس الى نفسه يسخر بمن دونه يهمز بمن فوقه يسخر بمن دونه للكبر الموجود في نفسه. ويهمز بمن فوقه ليصرف الناس عنه الى نفسه يتتبع عيوب اهل القرآن ليضع منهم ويرفع من نفسه يتمنى ان يخطئ غيره ويكون هو المصيب يعني اذا جاء في مسجد وصلى يتمنى لو ان الامام يخطئ ليفتح عليه عياذا بالله تعالى. واذا جاء الى مجلس فيه تصحيح تلاوة او شخص يقرأ يتمنى لو يخطئ حتى يبين له خطأه في الرأي او في اللام او في التفخيم او في ترقيق او في المد قال رحمه الله ومن كانت هذه صفته فقد تعرض لسخط مولاه الكريم. نسأل الله السلامة والعافية واعظم من ذلك ان ان اظهر على نفسه شعار الصالحين بتلاوة القرآن وقد ظيع في الباطن ما يجب لله وركب ما نهاه عنه مولاه. الله المستعان يخشى الانسان ان يكون فيه بعض هذه الصفات لكن الدواء هو التوبة والاستغفار والرجوع للغفار آآ عدم ترك هذه المساوئ ومعالجتها قبل ان تزل القدم وقبل ان لا تكون حينما ندم قال رحمه الله كل ذلك يحب الرياسة والميل للدنيا قد فتنه العجب بحفظ القرآن والاشارة اليه بالاصابع فلان وفلان ان مرض احد من اهل الدنيا او ملوكها فسأله ان يختم عليه سارع اليه وسر بذلك وان مرض الفقير المستور فسأله ان يختم عليه ثقل ذلك عليه يعني اذا مرض انسان من اهل الجاه وقالوا له تعال اقرا عليه يروح يقرا عليه اذا مرض الفقير هو يحتاج الى من يقرأ عليه يقول له تعال فلان يقرأ اقرأ عليه قال ما عنده فلوس ما نقرأ عليه. نسأل الله السلامة والعافية قال فسأله ان يختم عليه ثقل ذلك عليه يحفظ القرآن ويتلوه بلسانه فقد ظيع الكثير من احكامه اخلاقه واخلاق الجهال ان اكل فبغير علم لان يمكن يأكل بدون ان يبسمل يأكل واكل الجهال لا يعرف كيف يجلس ولا كيف يأكل وان شرب فبغير علم يشرب بالشمال ويتنفس في الاناء ما عنده علم وان لبس فبغير علم ما يعرف كيف يلبس وكيف السنة في اللبس لا في نعاله ولا في ثوبه وان جامع اهله فبغير علم وان نام فبغير علم وان صحب اقواما او زارهم او سلم عليهم او استأذن عليهم فجميع ذلك يجري بغير علم من كتاب او سنة لانه ما تعب نفسه في التعلم فقط اجهد نفسه في تعلم حروف القرآن واستغنى بذلك قال وغيره ممن يحفظ جزء من القرآن مطالب لنفسه بما اوجب الله عليه من علم اداء فرائضه واجتناب محارمه وان كان لا يؤبه له ولا يشار اليه بالاصابع قال محمد بن الحسين ابو الحسين الاجري رحمه الله فمن كانت هذه اخلاقه صار فتنة لكل مفتون كيف يصير فتنة لكل مفتوء؟ لان الناس ينظرون اليه انه من اهل القرآن ثم هو يسمع الغنى هو من اهل القرآن ثم عياذا بالله يشرب الخمر من اهل القرآن ثم عياذا بالله لا يصلي الفجر من اهل القرآن ويتآكل بالقرآن فالناس يقولون لو كان هذا القرآن حق لما فعل فلان هكذا فيكون فتنة للمفتونين عياذا بالله قال فمن كانت هذه اخلاقه صار فتنة لكل مفتون. لانه اذا عمل بالاخلاق التي لا تحسن لمثله اقتدى به الجهال فاذا عيب على الجاهل قال فلان الحامل لكتاب الله فعل هذا فنحن اولى ان نفعله ومن كانت هذه حاله فقد تعرض لعظيم وثبتت عليه الحجة ولا عذر له الا ان يتوب قال رحمه الله وانما حذاني على ما بينت من قبيح هذه الاخلاق نصيحة مني لاهل القرآن معنى قوله حداني بالعامية عندنا يعني اللي حدني شو اللي حدك على كذا وكذا؟ يعني كأنه تفكر ان سائلا يسأل ما الذي جعلك او حدك ان تذكر هذه القبائح لمن لم يكن متخلقا باخلاق القرآن وان كان قارئا لها قال وانما حذاني على ما بينت من قبيح هذه الاخلاق نصيحة مني لاهل القرآن. ليتخلقوا بالاخلاق الشريفة ويتخلف عن الاخلاق الدنية والله يوفقنا واياهم للرشاد. امين ثم قال رحمه الله واعلموا رحمكم الله اني قد رويت فيما ذكرت اخبارا تدل على ما كرهته لاهل القرآن فانا اذكر منها ما حضرني ليكون الناظر من كتابنا ينصح نفسه عند تلاوته للقرآن ويلزم نفسه الواجب والله الموفق. اذا الان سيذكر الادلة على هذا الكلام الذي اورده من كلام الله عز وجل او كلام رسوله او كلام او كلام التابعين ممن سبقه من اهل العلم الراسخين فنقرأ ما اورده من هذه الادلة نسأل الله ان يجعل قلوبنا واعية واذاننا صاغية وعقولنا مدركة وجوارحنا عاملة فنبدأ على بركة قال رحمه الله تعالى حدثنا ابو بكر جعفر بن محمد الفريابي قال اخبرنا ابراهيم بن علاء الزبيدي قال اخبرنا بقية ابن الوليد عن شعبة عن سعيد عن ابي نظرة عن ابي فراس عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه قال لقد اتى علينا حين حين لقد اتى علينا حين يعني زمان لقد اتى علينا حين وما نرى ان احدا يتعلم القرآن يريد به الا الله يعني هذا كان في اول الاسلام قال فلما كان ها هنا باخرة خشيت ان رجالا يتعلمونه يريدون به الناس وما عندهم الله اكبر عمر الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم لو كان احد في هذه الامة محدث لو كان في احد في هذه الامة نبي لكان ان عمر وهو المحدث في هذه الامة الام ملهم ينظر بهذا الكلام بالهام الله له يقول فلما كان ها هنا باخرة يعني في اخر عهده خشيت ان رجالا يتعلمون يريدون به الناس وما عندهم قال رحمه الله فاريدوا الله بقرائتكم فاريدوا الله بقراءتكم. اي اطلبوا وجه الله بقرائتكم. اي اطلبوا الاخلاص بقرائتكم فاريدوا الله بقرائتكم واعمالكم وانا كنا نعرفكم اذ فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم واذ ينزل الوحي واذ ينبئنا الله من اخباركم لذلك كان اهل النفاق مستخفي ايمان مستخفين لانهم يخشون من نزول الوحي او اعلام الله نبيا او مجيئه جبريل بالخبر الى النبي صلى الله عليه وسلم قال فاما اليوم فقد مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم وانقطع الوحي وانما اعرفكم بما اقول من اعلن خيرا احببناه عليه وظننا به خيرا ومن اظهر شيئا بغضناه عليه وظننا به شرا. سرائركم فيما بينكم وبين الله عز وجل والشاهد من هذا الاثر ان عمر رضي الله عنه بنظره الثاقب تبين ان هناك اناس يقرأون القرآن يريدون به الناس وما عند الناس قال رحمه الله تعالى حدثنا ابو بكر محمد ابن يحيى ابن سليمان المروزي قال حدثنا عبيد الله ابن محمد العيشي قال حدثنا حماد ابن سلمة قال اخبرنا الجريري عن ابي نظرة ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال يا ايها الناس وذكر نحوا من حديث الفريابي يعني مثل ما سبق. قال محمد بن حسين فاذا كان عمر بن الخطاب قد خاف على قوم قرأوا القرآن في ذلك الوقت ميلهم الى الدنيا فما ظنك بهم اليوم يعني هذا كلام عجيب اذا كان عمر في زمن وفور الصحابة والتابعين وهم متعلمون على الصحابة خاف من هذا الشيء فكيف ظننا اليوم اذا كان ابو الحسين يقول فما ظنك بهم اليوم؟ فنحن نقول فما ظن الناس اليوم قال وقد اخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم انه يكون اقوام يقرأون القرآن يقيمونه كما تقيمون القدح ضعف الناس يساوون القداح في السهم حتى اه تكون اه هدف السهم حتى يكون هدف مستقيمة يعني ابو الحسين ذكر هذا مسندا عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم ذكر اسناده قال حدثنا ابو محمد الحسن ابن علوية القطان قال اخبرنا خلف بن هشام البزار قال اخبرنا خالد ابن عبد الله الواسطي عن حميد الاعرج عن محمد ابن المنكدر عن جابر ابن عبد الله رضي الله تعالى عنهما قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نقرأ القرآن وفينا الاعجمي والاعرابي قال فاجتمع فقال اقرأوا فكل حسن سيأتي قوم يقيمونه كما يقيمون القدح يتعجلونه ولا يتأجلونه. الله اكبر هذا شيء عجيب سبحان الله العظيم يتعجلون اي يتعجلون الاجر به في الدنيا يتعجلون الاجر به في الدنيا. ولا يتأجلون اي لا يطلبون الاجر الاخروي نسأل الله السلامة والعافية ثم قال رحمه الله حدثنا ابو محمد يحيى ابن محمد ابن صاعد قال حدثنا الحسين قال اخبرني الحسين ابن الحسن المروزي قال اخبرنا بالمبارك وقد قال اخبرنا موسى ابن عبيدة الربدي عن عبد الله ابن عبيدة وهو اخوه عن سهل ابن سعد الساعدي رضي الله عنه قال بين نحن نخترع اذ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بين يعني في آآ مكان ما في مكان ما فيما بيننا. نحن نقترب يعني يقرأ بعضنا على بعض. اذ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الحمد لله كتاب الله واحد وفيكم الاخيار وفيكم الاحمر والاسود. اقرأوا القرآن اقرأوا قبل ان ياتي اقوام يقرؤونه يقيمون حروفه كما يقام السهم. المقصود بالسهم هنا العموم وهناك مر ذكر وهو اخر السهم قال ويقرأونه يقيمون حروفه كما يقام السهم. لا يجاوز تراقيهم. يتعجلون اجره ولا تأجلونه قال رحمه الله تعالى وحدثنا ابو محمد ايضا قال اخبرنا الحسين ابن الحسن قال اخبرنا ابن المبارك قال اخبرنا موسى ابن عبيدة عن محمد ابن ابراهيم ابن الحارث عن ابن عن العباس ابن عبد المطلب رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يظهر هذا الدين حتى يجاوز البحار يظهر هذا الدين حتى يجاوز البحار. وهذا حصل ولله الحمد الدين وصل الى قرطبة والى المغرب جاوز البحر الاحمر وجاوز بحر العرب قال وحتى يخاض بالخيل في سبيل الله. وهذا حصل وصلت الخيول في سبيل الله الى الصين والى اقاصي اه اسيا الوسطى قال ثم يأتي قوم يقرأون القرآن فاذا قرأوه قالوا قد قرأنا القرآن فمن اقرأ منا فمن اعلم منا ثم التفت الى اصحابه فقال هل ترون في اولئك من خير؟ قالوا لا لماذا قال لا لان الذي يعني يتعالى على الناس بعلمه ها ويفتخر هذا لا خير فيه. الواجب على الانسان ان يحمله علمه على التواضع وان يحمله حفظه للقرآن وتعليمه للقرآن على التواضع ولا يدعي انه اقرأ الناس واعلم الناس قال هل قال هل ترون في اولئك من خير؟ قالوا لا. قال فاولئك منكم واولئك من هذه الامة واولئك هم وقود النار اولئك منكم يعني من المسلمين. اولئك من هذه الامة من امة محمد صلى الله عليه وسلم. واولئك هم وقود النار لريائهم وكبرهم وافتخارهم عياذا بالله تبارك وتعالى قال رحمه الله وحدثني ابو بكر عبد الله ابن محمد ابن عبد الحميد الواسطي قال اخبرنا زهير بن محمد قال اخبرنا عبيد الله بن محمد قال اخبرنا ابن نمير عن موسى ابن عبيدة ال محمد ابن إبراهيم عن ابن الهادي عن العباس ابن عبد المطلب رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الحديث مثله. قال وحدثنا ابن عبد الحميد ايضا قال اخبرنا زهير ابن محمد قال اخبرنا ابو نعيم قال اخبرنا اسماعيل ابن ابراهيم ابن قال سمعت ابي يذكر عن مجاهد عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال كنا صدر هذه الامة. وكان الرجل من خيار اصحاب لله صلى الله عليه وسلم ما معه الا السورة ما معه الا السورة من القرآن او شبه ذلك وكان القرآن كن ثقيلا عليهم ورزقوا العمل به وان اخر هذه الامة يخفف عليهم القرآن حتى يقرأه الصبي والاعجمي فلا يعملون به اذا معنى هذا الحديث نسأل الله السلامة والعافية ان اول هذه الامة كانت امة امية فكانوا يحفظون القرآن يعملون به فرزقوا حفظه والعمل به. واخر هذه الامة تتعلم القراءة والكتابة الصبي والاعجمي والمرأة والرجل يقرأون ويكتبون ويستطيعون قراءة القرآن ولكن مع ذلك لا يعملون به نسأل الله السلامة والعافية وجاء في اه مجمع الزواج عن ابن عمر قال لقد عشت برهة من دهري. وان احدنا يؤتى الايمان قبل القرآن وتنزل السورة على محمد صلى الله عليه وسلم في تعلم حلالها وحرامها وما ينبغي ان يقف عنده منها كما انتم القرآن ثم لقد رأيت رجالا يؤتى احدهم القرآن قبل الايمان فيقرأ ما بين فاتحة الكتاب الى خاتمته ويدري ما امره ما امره ولا زاجره وما ينبغي ان يقف عنده منه وينثره نثر الدقل رواه في الاوسط قال الامام الاجري رحمه الله وحدثنا ابن عبد الحميد قال اخبرنا زهير بن محمد قال اخبرنا سعيد بن سليمان قال اخبرنا خلف في الواسطي عن عطاء بن السائب قال كان ابو عبدالرحمن يقرؤنا فقال يوما قال عبد الله ابن مسعود قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ليقرأن هذا القرآن قوم يشربونه كما يشرب كما يشرب الماء يقرأونه فلا يجاوز تراقيهم. هذا حديث عجيب وهو مروي عن ابي عبدالرحمن السلمي الذي قرأ القرآن آآ على عبد الله بن مسعود وابي ابن كعب وعثمان ابن عفان وعلي ابن ابي طالب هذا التابعي الجليل الذي جلس ثلاثين سنة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرئ الناس القرآن يروي هذا الحديث عن عبد الله ابن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وفيه ليقرأن هذا القرآن قوم يشربونه كما يشرب الماء يقرأونه فلا يجاوز تراقيهم. وهذا الحديث وان كان في اسناده مقال لكن ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم كما في مسند الامام احمد وغيره انه قال صلى الله عليه وسلم يقرأن القرآن ناس من امتي يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية ولا ويزداد عجبنا اذا علمنا ان عبدالرحمن بن ملجم الذي قتل علي بن ابي طالب من الخوارج وهو يقول فزت ورب الكعبة مع انه يقتل آآ رابع الخلفاء الراشدين واحد العشرة المبشرين بالجنة آآ زوج فاطمة وابن عم رسول الله وابو السبطين الحسن والحسين ومع ذلك يزعم انه فاز بقتله هذا الرجل رجل كان من قراء الناس ومع ذلك لم يوفقه الله جل وعلا للعمل بالقرآن وكان عمله في القرآن اقامة حروفه. ولهذا قال صلى الله عليه وسلم ليقرأن القرآن ناس من امتي يمرقون من الاسلام هم حفاظ القرآن ويقرأون القرآن ويخرجون من الاسلام. كما يمرق السهم من من الرمية نسأل الله السلامة والعافية وهذا الوصف وان كان للخوارج لكن في اشارة واضحة بينة الى ان الخوارج يقرأون القرآن ولكن قراءتهم للقرآن ليست قراءة عملية وانما هي وحرفية ولذلك لا يرجعون الى فهو السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم. قال الامام الاجري رحمه الله تعالى اذن ابو محمد يحيى ابن محمد ابن صاعد قال حدثنا الحسين ابن الحسن المروزي قال اخبرنا ابن المبارك قال معمر عن يحيى بن المختار عن الحسن قال ان هذا القرآن قد قرأه عبيد وصبيان لا علم لهم بتأويله والمقصود بالعبيد والصبيان اشارة صريحة الى ان اه في اخر الزمان سيكون هناك اناس يقرأون القرآن كلهم اه تنتفي عنهم صفة الامية تنتفي عنهم صفة الامية. وهذا فيه اشارة الى ان الواجب على الانسان ان لا يكتفي بمجرد انتفاء الامية وان الواجب عليه ان يقرأ القرآن ويتعلم القراءة الصحيحة مع العمل هذا هو الواجب. قال صلى الله عليه وسلم آآ عفوا قال ان يحيى ابن المختار عن الحسن وهو ابن ابي الحسن البصري قال ان هذا القرآن قد قرأه عبيد وصبيان لا علم له هم بتأويله ولم يتأولوا الامر من اوله لم يتأولوا الامر من اوله يعني انهم لم يبدأوا تدبر القرآن من اول الامر وانما انشغلوا بالقراءات وانشغلوا بحفظ وبفهم الحروف وبحفظ الحروف عن المعاني. قال ولم يتولوا الامر من اوله. قال الله عز وجل كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وما تدبر اياته وما تدبر اياته الا اتباعه هذا الكلام الحسن قال وما تدبر اياته الا اتباعه والله يعلم اما والله ما هو بحفظ حروفه واظاعة حدوده حتى ان احدهم لا يقول قد قرأت القرآن كله فما اسقط منه حرفا وقد والله اسقطه كله. يعني انه لم يعمل به. قال ما ترى القرآن له من خلق ولا عمل حتى ان احدهم ليقول اني لاقرأ السورة في نفس واحد والله ما هؤلاء بالقراء ولا الحكماء ولا الورع متى كانت القراء تقول مثل هذا لا اكثر الله في الناس مثل هؤلاء ونحن عشنا في هذا الزمن حتى سمعنا آآ صوت قارئ يقرأ الفاتحة بنفس واحد مع الفاتحة مع وللبقرة والناس الله الله يمدحون هذا الصنيع ولا يعلمون انهم مخالف لهدي رسول الله صلى الله عليه واله وسلم آآ قال رحمه الله تعالى حدثنا ابو محمد قال اخبرنا الحسين قال قال لنا عبدالله بن المبارك قال اخبرنا عبد الملك بن ابي سليمان عن عطاء وقيس بن سعد عن مجاهد وهو ابن جبر المكي تلميذ ابن عباس عن مجاهد في قول الله عز وجل يتلونه حق تلاوته قال يعملون به حق عمله قال حدثنا ابو الفضل العباس ابن يوسف الشكلي قال اخبرنا حدثنا العلاء بن سالم قال حدثنا شعيب بن حرب قال حدثنا ما لك بن مغول عن المسيب بن رافع قال قال عبدالله بن مسعود رضي الله تعالى عنه ينبغي لحامل القرآن ان يعرف بليله اذا الناس نائمون ونهاره اذا الناس مفطرون وبورعه اذا الناس يخلطون يعني في المآكل والمشارب وبتواضعه وبتواضعه اذا الناس يختلون وبحزنه اذا الناس يفرحون. وببكائه اذا الناس يضحكون وبصمته اذا الناس يخوضون. قد مر معنا هذا الاثر. قال الامام ابو الحسين محمد ابن الحسين الاجوري رحمه الله. هذه الاخبار كلها تدل على ما تقدم ذكرنا له من ان اهل القرآن ينبغي ان تكون اخلاقهم مباينة لاخلاق من سواهم ممن لم يعلم كعلمهم اذا نزلت بهم الشدائد لجأوا الى الله فيها ولم يلجأوا فيه الى مخلوق وكان الله اسبق الى قلوبهم قد تأدبوا بادب القرآن والسنة فهم اعلام يهتدى بهم لانهم خاصة الله واهله اولئك حزب الله الا ان حزب الله هم المفلحون قال رحمه الله تعالى حدثنا ابو الفضل جعفر ابن محمد الصندلي قال حدثنا آآ الفضل ابن زياد قال حدثنا عبد الصمد ابن يزيد قال سمعت الفضيل ابن عياض يقول ينبغي لحامل القرآن ان لا يكون له حاجة الى احد من الخلق الى الخليفة فمن دونه. يعني حامل القرآن يستغني بالقرآن عن كل شيء. يستغني بالقرآن عن كل احد قال وان تكون حوائج الخلق اليه الناس يأتون اليه يقولون يا شيخنا اطلب من الله لنا كذا وكذا. وليس هو يذهب الى الناس قال سمعت الفضيل يقول وهو فضيل ابن عياض الزاهد العابد سيد من سادات تابع التابعين. قال سمعت الفضيل يقول حامل القرآن حامل راية الاسلام لا ينبغي له ان يلغو مع من يلغو ولا يسهو مع من يسهو ولا يلهو. قال وسمعت الفضيل يقول انما انزل القرآن ليعمل به فاتخذ الناس قراءته عملا. اي ليحلوا حلاله ويحرموا حرامه ويقفوا عند متشابهة. قال رحمه الله وحدثنا جعفر بن محمد الصندلي قال سمعت ابا الحسن محمد بن محمد بن ابي الورد يقول كتب حذيفة المرعشي الى يوسف بن اسباط بلغني انك بعت دينك بحبتين ووقفت على صاحب لبن فقلت بكم هذا؟ فقال هو لك بسدس فقلت لا بثمن. فقال هو لك وكان يعرفك اكشف عن رأسك قناع الغافلين. وانتبه من رقدة الموت واعلم انه من قرأ القرآن ثم اثر لم امن ان يكون بايات الله من المستهزئين تأملنا يرعاكن الله كيف ان هذا الرجل وهو يوسف ابن اسباط كتب آآ حذيفة المرعشي اليه ينصحه في ان لا يشتري بحفظه القرآن شيئا وهذا يدلنا على الورع قال رحمه الله تعالى اخبرنا ابو محمد عبد الله بن صالح البخاري قال اخبرنا مخلد بن حسن بن ابي زميد قال اخبرنا ابو قال كان ميمون ابن مهران يقول لو صلح اهل القرآن صلح الناس. وهذا والله كلام عظيم. لو صلح اهل القرآن صلح الناس لان الناس تبع العلماء والقراء قال ابو الحسين رحمه الله اخبرنا ابو محمد عبد الله ابن صالح البخاري قال اخبرنا عبدة بن عبد الرحيم المروزي قال اخبرنا عبد الله ابن يزيد قال اخبرنا حي ويعني ابن شريف قال حدثني بشير ابن ابي عمرو الخولاني ان الوليد ابن قيس حدثه انه سمع ابا سعيد الخدري رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يكون خلف بعد سنين اضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا ثم ما يكون خلف يقرأون القرآن لا يعدو تراقيهم ويقرأ القرآن ثلاثة مؤمن ومنافق وفاجر فقال بشير فقلت للوليد ما هؤلاء الثلاث؟ فقال المنافق كافر به والفاجر يتآكل به والمؤمن مؤمن به نسأل الله ان يجعلنا من المؤمنين به قال رحمه الله حدثنا ابو بكر بن ابي داود قال حدثنا اسحاق بن ابراهيم بن زيد قال سعد بن الصلت قال حدثني الاعمش عن خيثمة عن الحسين قال مررت انا وعمران ابن حصين رضي الله تعالى عنه على رجل يقرأ سورة يوسف فقال عمران رضي الله عنه يستمع لقراءته فلما ما فرغ سأل فاسترجع يعني القارئ لما فرغ من قراءة سورة يوسف مد يده وصار يسأل الناس يقول اعطوني لاني انا قرأت لكم سورة يوسف قال فلما فرغ سأل فاسترجع يعني عمران ابن حصين وقال انطلق فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من قرأ القرآن فليسأل الله به فانه سيأتي قوم يقرأون القرآن يسألون به الناس. وانا ازعم ان ما يفعله بعض الناس اليوم انه يضع كشك لجمع الصدقات في السوق ثم يشغل القرآن ويطلب من الناس صدقات ان هذا مثل هذه الصورة التي نهى عنها عمران ابن حصين رضي الله تعالى عنه. قال الامام ابو الحسين رحمه الله وحدثنا ابو بكر بن عبدالحميد قال حدثنا يعقوب ابراهيم الدورقي قال اخبرنا يزيد ابن هارون قال اخبرنا شريك ابن عبد الله عن منصور عن خيتمة عن الحسن قال كنت امشي مع طالب الحسين احدنا اخذ بيد صاحبه فمررنا بسائل يقرأ القرآن فاحتبس عمران يستمع القرآن فلما فرغ سأل فقال عمران انطلق بنا اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اقرأوا القرآن واسألوا الله به فان بعدكم قوما يقرؤون القرآن يسألون الناس به قال رحمه الله حدثنا ابو عبد الله محمد ابن احمد السوانيطي قال حدثنا مقدام ابن داوود المصري قال حدثنا اسد بن موسى وهو اسد اسد ابن موسى ابن الفرات قال حدثنا عبد الله ابن وهب عن الماضي ابن محمد عن ابان عن انس ابن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بحملة القرآن يوم القيامة فيقول الله عز وجل انتم وعاة كلامي وعاء يعني اه الظروف انتم دعاة كلامي اه اه اخذكم بما اخذ به الانبياء الا الوحي يعني الفرق بينكم وبين الانبياء ان الانبياء يوحى اليهم وانتم لا يوحى اليكم لكنكم في درجتهم يعني اذا عملتم به والفرق بينكم وبينهم هو الوحي الذي كان ينزل وهو النبوة وهذا فيه دلالة على شرف من يحمل القرآن ويعمل به. قال الامام محمد بن حسين رحمه الله في هذا بلاغ لمن تدبره واتقى الله واجل القرآن واجل القرآن يعني عظم القرآن واجل القرآن وصانه وباع ما يفنى بما يبقى والله الموفق ثم قال رحمه الله تعالى باب اخلاق المقرئ اذا جلس ان شاء الله جل وعلا نؤجله الى المحاضرة القادمة وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والحمد لله رب العالمين سبحانك اللهم وبحمدك نشهد ان لا اله الا انت استغفرك ونتوب اليك