او ان من اتبعني معطوف على آآ واو الجماعة في ادعو انتبه الان اذا قلت ان من اتبعني معطوف على واو الجماعة فادعو معناه ان من دعا الى سبيلي فهو من اتباعه واذا قلنا انه معطوف على الظمير المنفصل انا فمعناه ان اتباعي يدعون الى الله على بصيرة فمن دعا الى الله الى غير بصيرة ليس من اتباعه ولذلك المصنف رجح الامرين يعني ابن الهادي عن عمر عن محمود ابن لبيد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان اخوف ما اخاف عليكم الشرك الاصغر قالوا وما الشرك الاصغر يا رسول الله؟ قال في الاية قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني في كلمة ومن اتبعني الواو حرف عطف هل ومن اتبعني الان هذه معطوفة على ظمير الفصل انا هذه الدورة المباركة التأصيلية الثالثة وهو المجلس السادس من مجالس قراءتنا لكتاب تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد العلامة الشيخ سليمان ابن عبد الله ابن الامام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ومن تبعه وعلى من تبعه باحسان الى يوم الدين وبعد فهذا هو المجلس السادس من مجالس وكنا قد وقفنا على قول المصنف باب الخوف من الشرك فنبدأ على بركة الله تعالى ونسأله جل وعلا البركة في الوقت والعمر وان يبارك لنا في علمنا وعملنا فنبدأ على بركة الله تعالى. نعم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا لمشايخه وللمسلمين والمسلمات يا رب العالمين. قال الشيخ العلامة سليمان ابن عبد الله ابن محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى. في كتاب تيسير العزيز باب الخوف من الشرك لما كان الشرك اعظم ذنب عصي الله به. ولهذا رتب عليه من عقوبات الدنيا والاخرة ما لم يرتبه على ذنب سواه من اباحة دماء اهله واموالهم وسبي نسائهم واولادهم وعدم مغفرته من بين الذنوب الا بالتوبة منه. نبه المصنف رحمه الله بهذه ترجمة على انه ينبغي للمؤمن ان يخاف منه ويحذره ويعرف اسبابه ومبادئه وانواعه لئلا يقع فيه. ولهذا قال حذيفة رضي الله عنه كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت اسأله عن الشر مخافة ان اقع فيه رواه البخاري وذلك ان من لم يعرف الا الخير قد يأتيه الشر ولا يعرف انه شر. فاما ان يقع فيه واما الا ينكره كما ينكره الذي عرفة ولهذا قال عمر ابن الخطاب رضي الله عنه انما تنقض عرى الاسلام عروة عروة اذا نشأ في الاسلام من لم يعرف الجاهلية قال شيخ الاسلام وهو كما قال عمر فان كمال الاسلام هو الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وتمام ذلك بالجهاد في سبيل الله. ومن نشأ في معروفي فلم يعرف غيره فقد لا يكون عنده من العلم بالمنكر وضرره ما عند من علمه. ولا يكون عنده من الجهاد لاهله ما عند بهم ولهذا يوجد الخبير بالشر. ولهذا يوجد الخبير بالشر واسبابه اذا كان اذا كان حسن القصد عنده من الاحتراز عنه والجهاد لهم ما ليس عند غيره. ولهذا كان الصحابة اعظم ايمانا وجهاد ممن بعدهم لكمال معرفتهم بالخير والشر وكمال محبتهم للخير وبغضهم للشر لما علموه من حسن حال الايمان والعمل الصالح وقبح حال الكفر والمعاصي المصنف رحمه الله اورد هذا الباب باب الخوف من الشرك بعد باب من حقق التوحيد دخل الجنة وجه المناسبة انه لا يمكن تحقيق التوحيد الا بمعرفة الشرك والحذر منه والتخوف منه فلا يمكن لعبد ان يحقق التوحيد ما لم يكن عالما بالشرك محذرا نفسه منه وغيره منه هذا من تمام تحقيق التوحيد هذا وجه آآ الايراد هذا الباب بعد الباب السابق وكلام الشارح رحمه الله واضح ان الانسان لا يتم له معرفة بالخير على وجه الكمال الا اذا عرف الشر على وجه النقصان وقول عمر انما تنقض عرى الاسلام عروة عروة اذا نشأ في الاسلام من لم يعرف الجاهل وهذا الكلام نوضحه بامرين احدهما النظر الى الجيل الثالث من اجيال النعمة التي يعيشون فيها فهم لا يعرفون قدر هذه النعمة كما يعرفه اباؤهم واجدادهم الاجداد عرفوا قدر النعمة لانها جاءتهم بعد الابتلاء الشديد والاباء رأوا شيئا مما رأوا الاجداد او حكي لهم وجاء الجيل الثالث فنسوا هذا المعنى فصار عندهم النعمة فصار عندهم النعمة امرا مألوفا لا يعرفون قدرها فربما سعوا بفقدانها وهم لا يشعرون كما قال الله عن قوم سبأ قالوا ربنا باعد بين اسفارنا ايش هذا النعمة اللي احنا فيها ما نريدها وسمعت بعض المعاصرين يقول ايش الامن اللي احنا فيه ما نبي الامن هذا هكذا يقول فهذا امر خطير ان الذي يكون في النعمة قد لا يعرف حقها وقدرها والامر الثاني ان تتأمل الى حال المشركين والكفار واهل الكتاب الذين يدخلون في الاسلام نتأمل في احوالهم تجد عندهم تعظيم للاسلام وعندهم احترام لشعائر الاسلام واستقامة ما ليس عند بعض المسلمين. ما السبب لانهم عرفوا الشر الذي كانوا عليه وذاقوا ويلاته وعاشوا في مرارة الشرك والبدع والكفر والفسوق والعصيان فلما رأوا الخير الذي فيه عرفوا قيمته ولذلك لا بد لمن اراد ان يحقق التوحيد ان يصبح عنده علم بالشرك وانواعه والحذر منه كما يحصل علم التوحيد عليه ان يحصل الشرك وان يعرف ما هو الشرك فيحذر منه اذا باب علمي يترتب عليه الباب العملي وهو الخوف من الشرك والتحذير منه. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقال المصنف رحمه الله وقول الله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك يشاء. قال قال الشيخ وقال ابن كثير اخبر تعالى انه لا يغفر ان يشرك به. اي لا يغفر لعبد لقيه وهو مشرك به ما دون ذلك اي من الذنوب لمن يشاء من عباده. قلت فتبين بهذا ان الشرك اعظم الذنوب بان الله تعالى اخبر انه لا يغفره. اي الا توبة منه وما عداه فهو داخل تحت مشيئة الله. ان شاء غفره بلا توبة وان شاء عذب به. وهذا يوجب للعبد شدة الخوف من هذا ذنب الذي هذا شأنه عند الله وانما كان كذلك لانه اقبح القبيح واظلم الظلم. اذ مضمونه تنقيص رب العالمين وصرف حقه لغيره وعدل غيره به كما قال تعالى ثم الذين كفروا بربهم يعدلون. ولانه مناقض للمقصود الخلق والامر مناف له من كل وجه وذلك غاية المعاندة لرب العالمين. والاستكبار عن طاعته والذل له والانقياد لاوامره الذي لا صلاح الم الا بذلك. فمتى خلا من فمتى خلا منه خرب وقامت القيامة كما قال صلى الله عليه وسلم. لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الارض الله الله رواه مسلم ولان الشرك تشبيه للمخلوق بالخالق تعالى وتقدس في خصائص الالهية من ملك الضر والنفع والعطاء والمنع الذي يوجب تعلق الدعاء والخوف والرجاء والتوكل وانواع العبادة كلها بالله وحده. فمن علق ذلك بمخلوق فقد شبهه بالخالق وجعل من لا يملك نفسه ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا فضلا عن غيره شبيها بمن له الخلق كله وله الملك كله وبيده الخير كله كله واليه يرجع الامر كله. فازمة الامور كلها بيده سبحانه. فازمت الامور فذمة الامور كلها بيده سبحانه ومرجعها اليه. فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن لا مانع لما اعطى ولا معطي لما منع الذي اذا فتح للناس رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا موصل له من بعده وهو العزيز الحكيم. فاقبح التشبيه تشبيه العاجز فقير بالذات بالقادر الغني بالذات. يعني المصنف اورد هذه الاية للدلالة على خطورة الشرك من اعظم الادلة على خطورة الشرك انه ذنب لا يغفر لمن مات عليه واي خطر اعظم من هذا ان يصبح العبد خالدا مخلدا في النار بسبب بسبب انه يزعم التقرب الى مخلوق وما ينفعك هذا المخلوق اذا اصبحت مخلدا في النار ماذا ينفعك وقد يقول قائل لماذا الشرك كان اقبح الذنوب؟ فالمصنف رحمه الله ذكر ثلاث علل عجيبة قال وانما كان كذلك اولا حط عليه رقم واحد لانه اقبح القبيح واظلم الظلم اقبح القبيح واظلم الظلم اذ مضمونه تنقيص رب العالمين وصرف خالص حقه لغيره وعدل غيره به حط بين قوسين حط بين قوسين فيه نفي توحيد الالوهية لماذا الشرك اقبح الذنوب؟ لانه يناقض توحيد الالوهية هذا واحد ثانيا حط على رقم اثنين ولانه مناقض للمقصود بالخلق والامر لماذا خلق الله المخلوقات وامر الاوامر ونهى النواهي الا لتوحيده فالشرك يناقض المقصود من وجود الخلق والمقصود من الامر والنهي فهنا فيه مناقضة لتوحيد الربوبية فيه مناقضة للقدر والشرع الوجه الثالث قال ولان الشرك تشبيه للمخلوق بالخالق تشبيه للمخلوق بالخالق بما هو من خصائص الالهية وتشبيه المخلوق بالخالق سواء كان في الالوهية او في الربوبية او في الاسماء والصفات من اقبح ما يكون كيف يسوي العاقل الغني بالذات مع العاجز الفقير المحتاج الى الغير. قال الله تعالى يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد ما دام الله هو الغني الحميد فمن سواه مفتقر فكيف يسوى المفتقر بمن له الغنى المطلق وهو الله سبحانه وتعالى اذا الشرك قبيح من الجهات الاربعة نظيف اليها اولا نلخص اولا من جهة انه مناقض لتوحيد الوهية ثانيا انه مناقض لتوحيد الربوبية ثالثا انه مناقض لتوحيد الاسماء والصفات رابعا انه مناقض للمقصود من الخلق والامر فهذه اربعة قبائح كلها تدل على قباحة الشرك وانه اعظم ذم اعظم ذنب ولهذا ايها الاخوة كما سيأتي مما يذكره المصنف او لعله لا يذكره لكن جاء في الحديث ان الله عز وجل يقول للعبد وهو في النار اي عبدي ارأيت لو كان لك الارض اكنت تفتدي به فيقول نعم فيقول الله قد طلبت عليك ما هو اهون منك لم يجمعوا بين الامرين الامر بالتوحيد وبيان فضائله واهميته والحذر من الشرك وطرقه ويفعل ذلك مع من؟ مع اصحابه مو مع الكفار ثم يأتي من يهون شأن التوحيد وشأن الشرك. نعم الا تعبدني الا اياه. فابيت الا الشرك. لا اله الا الله نسأل الله ان يميتنا واياكم على التوحيد نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ومن خصائص الالهية الكمال المطلق من جميع الوجوه. الذي لا نقص فيه بوجه من الوجوه وذلك يوجب ان تكون العبادة كلها له وحده والتعظيم والاجلال والخشية والدعاء والرجاء والانابة والتوكل والتوبة والاستعانة وغاية الحب مع غاية الذل. كل ذلك يجب عقلا وشرعا ان يكون لله وحده ويمتنع عقلا وشرعا وفطرة ان يكون لغيره. فمن فعل شيئا من ذلك لغيره فقد شبه ذلك الغيرة بمن لا شبيه له ولا مثل له ولا ند له وذلك اقبح التشبيه وابطله. فلهذه الامور وغيرها اخبر سبحانه انه لا يغفره مع انه كتب على نفسه الرحمة هذا معنى كلام ابن القيم وفي الاية رد على الخوارج المكفرين بالذنوب وعلى المعتزلة القائلين بان اصحاب الكبائر يدخلون النار ولابد ولا يخرجون منها وهم اصحاب المنزلة بين المنزلتين الخوارج يقولون ان الذنوب لا تغفر طبعا المقصود به عامة الخوارج وليس كل الخوارج طيب والاية؟ ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فدل على ان هناك عباد قد اذنبوا ولكن الله يغفر لهم والمعتزلة القائلين بان من دخل النار لا يخرج هذه الاية حجة عليهم. نعم ووجه ذلك ان الله تعالى جعل مغفرة ما دون الشرك معلقة بالمشيئة ولا يجوز ان يحمل هذا على التائب. فان التائب لا فرق في حقه بين الشرك كما قال تعالى في الاية الاخرى قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب وجميعا. فهنا عمم واطلق لان المراد به التائب وهناك خص وعلق لان المراد به من لم يتب. قاله شيخ الاسلام. يعني في فرق بين اية سورة النساء ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. وبين اية سورة الزمر قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا فاية الزمر المقصود بها التائب فمن تاب يغفر الله له ايا كان ذنبه واما اية النسا ان الله لا يغفر ان يشرك به فالمقصود به من مات على الشرك او على غيره فما حكمه فهنا بين الله الحكم ان المشرك لا يغفر. ومن عداه فهو تحت المشيئة نعم احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله وقال الخليل عليه السلام واجنبني وبنين في جواب ثاني بعد على المعتزلة المعتزلة يقولون ان من تاب يجب على الله ان يقبل توبته هم يقولون هذا يجيبون على الله بعقولهم القاصرة فنحن نرد عليهم لو قال نقول لهم لو كان يجب على الله ان يغفر للتائب وانتم تقولون اية النسا للتائبين فما فائدة تعلق تعليقي بالمشيئة قمتوا تجيبونه المشيئة ما هو معناها الايجاب والالزام فدل على بطلان قولهم نعم احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله وقال الخليل عليه السلام واجنبني وبني ان نعبد الاصنام قال شيخ الصنم ما كان منحوتا على صورة البشر والوثن ما كان منحوتا على غير ذلك ذكره الطبري عن مجاهد. والظاهر ان الصنم ما كان مصورا على اي صورة. والوثن بخلافه كالحجر بالبنية كالحجر والبنية وان كان الوزن قد يطلق على الصنم ذكر معناه غير واحد ويروى عن بعض السلف ما يدل عليه. يعني مثلا القبر اذا مع الله يسمى وثنا الشجر اذا عبد مع الله يسمى وثنا الصليب الذي يعبد مع الله يسمى وثنا اما ما كان على صورة معينة فهذا يسمى صنما نعم احسن الله اليكم وقوله واجنبني اي اجعلني وبني في جانب عن عبادة الاصنام وباعد بيني وبينها. قيل واراد بذلك بنيه وبناته من صلبه ولم يذكر البنات لدخولهم تبعا في البنين. وقد استجاب الله دعاءه وجعل بنيه انبياء وجنبهم عبادة الاصنام. وانما دعا ابراهيم عليه السلام بذلك لان كثيرا من الناس افتتنوا بها. كما قالن كثيرا من الناس. فخاف من ذلك ودعا الله ان يعافيه وبنيه من عبادتها. فاذا كان ابراهيم عليه السلام يسأل الله ان يجنبه ويجنب بنيه عبادة الاصنام. فما ظنك كما قال ابراهيم التيمي ومن يأمن من البلاء بعد إبراهيم رواه الجليل وابن ابي حاتم. وهذا يوجب للقلب الحي ان يخاف من الشرك لا كما يقول الجهال ان الشرك لا يقع في هذه الامة ولهذا امنوا الشرك فوقعوا فيه وهذا وجه مناسبة الاية للترجمة. والله هذه الاية التي الاية التي اوردها المصنف من قرأها بتأمل ازداد خوفه من الشرك ربما لا يدري وهو وقع في الشرك قولا او فعلا او قلبا وهذا امر خطير ايها الاخوة كلام ابراهيم عجيب يقول ابراهيم التيمي ومن يأمن من البلاء بعد إبراهيم عليه السلام ابراهيم الذي كسر الاصنام ابو الانبياء. يقول ربي اجنبني وبني اني اعبد الاصنا هذا امر عظيم يدل على وجوب الخوف من الشرك وبعض المنتسبين الى العلم يقولون الشرك نحن بعيدون عنه بعض الدعاة اليوم يقول الشرك ما في شرك اليوم اذا لم يكن الشرك موجودا فما الفرق اذا بين امة الاسلام امة التوحيد وغيرهم ما الفرق بين امة السنة وامة البدعة لا حول ولا قوة الا بالله ذكر الامام رحمه الله في احد رسائله ان الذي يهون من شأن التوحيد ويهون من شأن الشرك يقول ايش؟ التوحيد عرفناه والشرك لا يوجد هذا احد رجلين اما جاهل واما رجل عياذا بالله يعني يريد هدم الدين ولهذا رأينا بعض الناس الذين يهونون من شأن التوحيد ومن شأن الشرك رأيناهم وقعوا في الشرك سمعت باذني احدهم يقول التوحيد نتعلمه في عشر دقائق باذني سمعت احدهم يقول هذا الكلام ثم اذا به في بعض اشعاره يقع في الشرك الصريح يقع في الشرك الصريح يقول لو ان لي همة لو ان للدهر بعضها لامست له الافلاك في خفقان. اعوذ بالله اي شرك اعظم؟ هذا شرك في الربوبية وهو يدعو الى الله يقول دكتور ومتخصص ويزعم انه يدعو الى الله تهون من شأن التوحيد ومن شأن الشرك وبعد ذلك تقول انت مثل هذا الكلام يمدح نفسه يقول لو ان لي وان لي همة لو ان للدهر بعض الدهر زمان كله من ادم الى اخر الوقت لو ان للدهر باعظها لامست له الافلاك في خفقانه. شا الكذب هذا والفجور هذا هذا الشرك عجيب واذا قلت هذا شرك قال لا يا اخي انا ما اقصد انت ما تقصد؟ تعلم التوحيد حتى ما تتكلم بمثل هذه الالفاظ الذي فيها تعدي على ربوبية الله الافلاك كلها لا تصير الا بامر الله ما هو بامر مخلوق ولا جبريل ولا النبي صلى الله عليه وسلم ولا الانبياء ولا الصالحين فضلا عن انت وامثالك يا اخوان والله عظموا التوحيد في قلوبكم عظموا التوحيد في قلوبكم من عرف قدر التوحيد والله تثقل بطاقته كما مر معنا في الدرس السابق ولا يمكن هذا الا بتحقيقه نسأل الله جل وعلا ان يحقق لنا ولكم التوحيد. نعم احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله وفي الحديث اخوف ما اخاف عليكم الشرك الاصغر. فسأل عنه فقال الرياء. قال الشيخ هكذا اورد المصنف هذا حديث مختصرا غير معزول. وقد رواه الامام احمد والطبراني وابن ابي الدنيا والبيهقي في الزهد وهذا لفظ احمد قال حدثنا يونس. قال حدثنا ايث عن يزيد يقول الله يوم القيامة اذا جزى الناس باعمالهم اذهبوا الى الذين كنتم تراؤون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء قال المنذري ومحمود بن لبيد رأى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يصح له منه سماع فيما ارى. وذكر ابن ابي حاتم ان البخاري قال له صحبة. قال وقال ابي نعم لا تعرف له صحبة. فرجح ابن عبدالبر والحافظ ان له صحبة وقال جل جل روايته عن الصحابة. وقد رواه الطبراني باسناد جيد عن محمود بلبيد عن رافع ابن خديج وقيل ان حديث محمود هو الصواب دون ذكر رافع مات محمود سنة ست وتسعين وقيل سنة سبع وله تسع وتسعون قوله ان قوله اه وذكر ابن ابي حاتم ان البخاري قال له صحبة المقصود بابن ابي حاتم والامام عبدالرحمن ابن ابي حاتم صاحب كتاب الجرح والتعديل وقال ابي انا ما انتبه فسامحوني قال ابي يعني ابوه ابوه حاتم صاحب الامام احمد وشيخ البخاري لا تعرف له صحبة والصواب قول البخاري نعم احسن الله اليكم قوله ان اخوف ما اخاف عليكم من الشرك الاصغر هذا من رحمته صلى الله عليه وسلم لامته وشفقته عليهم. وتحذيره مما خافوا عليهم فانه ما من خير الا دلهم عليه وامرهم به. وما من شر الا واخبرهم به وحذرهم عنه. كما قال صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه ما بعث الله من نبي الا كان حقا عليه ان يدل امته على خير ما يعلمه لهم. وينهاهم عن شر ما يعلمه لهم. سيد الخلق صلى الله عليه وسلم احسن الله اليكم قال رحمه الله ولما كانت النفوس مجبولة على محبة الرياسة والمنزلة في قلوب الخلق الا من سلم الله كان هذا اخوف ما ما يخاف ما يخاف على الصالحين. لقوة الداعي الى ذلك والمعصوم من عصم الله. وهذا بخلاف الداعي الى الشرك الاكبر. فانه اما معدوم في قلوب المؤمنين الكاملين ولهذا يكون الالقاء في النار اسهل عندهم من الكفر. واما ضعيف هذا مع العافية. واما مع البلاء فيثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة. ويضل الله الظالمين. ويفعل الله ما يشاء فلذلك صار خوفه صلى الله عليه وسلم على اصحابه من الرياء اشد لقوة الداعي وكثرته دون الشرك الاكبر لما تقدم مع انه اخبر انه لابد من وقوع عبادة الاوثان في امته. فدل ذلك على انه ينبغي للانسان ان يخاف على نفسه الشرك الاكبر اذا كان الاصغر مخوفا مخوفا الناس. اذا كان الاصغر مخوفا على الصالحين من الصحابة مع كمال ايمانهم فينبغي للانسان ان يخاف الاكبر لنقصان ايمانه ومعرفته بالله فهذا وجه المصنف له هنا مع ان الترجمة تشمل النوعين قال المصنف هو فيه ان الرياء من الشرك وانه من الاصغر وانه اخوف ما يخاف على الصالحين وفيه قرب الجنة والنار والجمع بين قربهما في حديث واحد على واحد متقارب في الصورة. قال المصنف رحمه الله وعن ابن مسعود رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من مات وهو يدعو ندا دخل النار رواه البخاري. قال الشيخ قال ابن القيم الند الند اي الشبه. يقال فلان ند فلان ونديده. اي مثله وشبهه انتهى. وهذا كما قال تعالى اصل الند اصل الند هو المساوي المكافي من الجنس ولا يكون احدا ندا لاحد الا اذا كان من جنسه. فمثلا لا يقول الانسان انا ند للحمار ما يقول الانسان انا ند للجماد لابد ان تكون الندية من الجنس فلما كان الله هو الواحد هو الواحد الخالق وحده فلا خالق سواه فلا يكون له ند من جنسه واما جعلنا نحن الانداد له فهذا زعم زعم باطل لانه لا ند لا لا ثاني له من جنسه. ما دام لا ثاني له من جنسه فكيف يكون له ند نعم وهذا كما قال تعالى فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون وقال تعالى ليضل عن سبيله قل تمتع بكفرك قليلا انك من اصحاب النار. اي من مات وهو يدعو لله ندا اي يجعلوا لله ندا فيما يختص به تعالى ويستحقه من الربوبية والالهية دخل النار. انه مشرك فان الله تعالى هو المستحق للعبادة لذاته انه المألوف المعبود الذي تألهه القلوب وترغب اليه وتفزع اليه عند الشدائد وما سواه فهو مفتقر اليه مقهور بالعبودية له يجري عليه اقداره واحكامه طوعا وكرها فكيف يصلح ان يكون ند؟ قالت قال الله تعالى وجعلوا له من عباده جزءا ان الانسان لكفور مبين. وقال ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا الايتين وقال تعالى ان يكون له نديد من خلقه تعالى عن ذلك علوا كبيرا. ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله اذا لذهب كل اله بما خلق ولعلى بعضهم على بعض. سبحان الله عما يصفون. عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون. واعلم ان دعاء الند على قسمين اكبر واصغر. فالاكبر لا يغفره الله الا بالتوبة منه وهو الشرك الاكبر. واصغر كيسير الرياء وقول الرجل ما شاء الله وشئت ونحو ذلك. فقد ثبت ان النبي صلى الله عليه وسلم قال له رجل ما شاء الله وشئت قال اجعلتني لله ندا؟ بل ما شاء الله وحده. رواه احمد وابن ابي شيبة والبخاري في الادب المفرد والنسائي وابن وقد تقدم حكمه في باب فضل التوحيد. قال المصنف رحمه الله ولمسلم عن الاصغر الاصغر يغفر ببعض الاقوال التي ارشد الشارع مثل لو قال انسان لو قال انسان آآ اه اه اقسم بالله فكفارة يقول لا اله الا الله لو قال اقسم بالامانة فكفرته ان يقول لا اله الا الله فالانسان لو وجد التشاؤم فكفرته ان يقول اللهم لا طير الا طيرك ولا خير الا خيرك ولا اله غيرك اذا بعض انواع الشرك الاصغر جعل الشارع له كفارات وان لم تكن هناك كفارات لبعضها فالتوبة ماحية لها وايضا بعض الاعمال الصالحة تمحو تلك الذنوب التي هي من الشرك الاصغر. نعم احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله ولمسلم عن جابر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة ومن لقيه يشرك به شيئا دخل النار. قال الشيخ جابر هو ابن عبد الله ابن عمرو ابن حرام بمهملتين الانصاري ثم السلمي بفتحتين. صحابي جليل مكثر ابن صحابي له ولابيه مناقب مشهورة رضي الله عنهما. مات بالمدينة بعد السبعين وقد وقد كف بصره وله اربع وتسعون سنة. ينبغي التفريق بين السلم بني سلمة والسلم بني سلمة من سلم يقال لهم السلميون وبني سلمة يقال له السلمي نعم احسن الله اليكم قوله ومن لقي الله لا يشرك به شيئا قال القرطبي اي اي من لم يتخذ معه شريكا في الالهية ولا في الخلق ولا في العبادة ومن المعلوم ومن المعلوم من الشرع المجمع عليه عند اهل السنة ان من مات على فلابد له من دخول الجنة وان جرت عليه قبل ذلك انواع من العذاب والمحنة. وان من مات على الشرك لا يدخل الجنة ولا يناله ولا يناله من رحم من الله رحمة ويخلد في النار ابد الاباد من غير انقطاع عذاب ولا تصرم اماد ولا تصر مي اماد وهذا معلوم ضروري من دين مجمع عليه بين المسلمين. وقال النووي اما دخول مشرك النار فهو على عمومه فيدخلها ويخلد فيها. ولا فرق فيه بين الكتابي اليهودي والنصراني وبين عبدة الاوثان وسائر الكفرات من المرتدين والمعطلين ولا فرق عند اهل الحق بين الكافر عنادا وغيره ولا بين من خالف ملة الاسلام وبين من انتسب اليها ثم حكم بكفره بجحده وغير ذلك ثم حكم ثم ولا بين من خالف ملة الاسلام وبين من انتسب اليها ثم حكم بكفره. نعم. صلى الله يعني الحاكم ثم حكم بكفره بجحده وغير ذلك. من خالف ملة الاسلام وانتسب اليها او من انتسب اليها ثم حكم بكفره هنا حكم بكفره من قبل من هو مختص بالحكم مهو كل واحد يحكم على كيفه يقول فلان كافر فلان كافر لا هنا حكم حكم والحكم لا يكون لاي احد الان انت وجارك اختلفتوا مو كل واحد يحكم الحكم يكون للمختصين اما الحاكم او القاضي او المفتي والا لا صار كل واحد يكفر الثاني مثل ما هو حاصل من التكفيريين وغيرهم نعم احسن الله اليكم قال واما دخول من مات غير مشرك الجنة فهو مقطوع له به لكن ان لم يكن صاحب كبيرة مات مصرا عليها دخل الجنة او ولا وان كان صاحب كبيرة مات مصرا عليها فهو تحت المشيئة. فان عفي عنه دخل الجنة اولا والا عذب في النار ثم اخرج فيدخل ادخلوا الجنة. وقال غيره اقتصر على نفي الشرك لاستدعائه التوحيد بالاقتضاء. واستدعائه اثبات الرسالة باللزوم. اذ من كذب رسول الله قد كذب الله ومن كذب الله فهو مشرك وهو كقولك من توضأ صحت صلاته اي مع سائر الشروط فالمراد من مات حال كونه مؤمنا بجميع ما يجب الايمان به اجمالا في الاجمالي وتفصيلا في التفصيل. قلت قد تقدم بعض ما يتعلق بذلك في باب فضل التوحيد. قال المصنف وفيه تفسير لا اله الا الله كما ذكره البخاري في صحيحه يعني ان معنى لا اله الا الله ترك الشرك وافراد الله بالعبادة والبراءة ممن عبد سواه كما فبينه الحديث وفيه فضيلة من من سلم من من سلم من الشرك. فيه فضيلة من سلم من الشرك من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة وهذا كما بين المصنف على نوعين اناس يلقون الله تعالى وليس عندهم كباير فهؤلاء يدخلون الجنة ابتداء اناس يلقون الله عز وجل وليس عندهم شرك ولكن عندهم كبائر. فهؤلاء تحت المشيئة نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى باب الدعاء الى شهادة ان لا اله الا الله. لما بين المصنف رحمه الله الامر الذي خلقت له الخليقة وفضله وهو وفضله وهو التوحيد وذكر الخوف من ضده الذي هو الشرك وانه يوجب لصاحبه الخلود في النار نبه بهذه الترجمة على انه لا ينبغي لمن عرف ذلك ان يقتصر على كما يظن الجهال ويقولون اعمل بالحق واترك الناس وما يعنيك وما يعنيك من الناس. بل يدعو الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة التي هي احسن كما كان ذلك شأن المرسلين واتباعهم الى يوم الدين. وكما جرى للمصنف واشباهه من اهل العلم والدين والصبر واليقين. هذا وجه لطيف وهناك وجه اخر وهو ان الدعاء الى شهادة ان لا اله الا الله من اسباب تحقيق التوحيد الدعاء الى شهادة ان لا اله الا الله من اسباب تحقيق التوحيد. وساضرب لكم مثالا اول ضعيف نعم الجواب الثاني انه كان كان يذكر في كل مقام يذكر انه كان يذكر في كل مقام ما يناسبه في ذكر تارة الفرائض التي يقاتل عليها كالصلاة والزكاة معنى حسيا وليس معنويا لو تعلم انساننا الهندسة ثم ترك الهندسة فانه ينساه او ينسى وهكذا من علم التوحيد من علم التوحيد وعلم الشرك ثم اصبح لا يمارسه لا في نفسه ولا مع الغير سينسى ولذلك من تمام تحقيق التوحيد الدعوة اليه ولكن كل بحسب ما يعلم. نعم قال واذا اراد الدعوة الى ذلك فليبدأ بالدعوة الى التوحيد الذي هو معنى شهادة ان لا اله الا الله اذ لا تصح الاعمال الا به فهو اصلها الذي تبنى عليه ومتى لم يوجد لم ينفع العمل بل هو حابط اذ لا تصح العبادة مع الشرك. كما قال تعالى ما كان للمشركين ان يعمروا مساجد الله شاهدين على انفسهم بالكفر اولئك حبطت اعمالهم وفي النار هم خالدون. ولان معرفة معنى هذه الشهادة هو واول واجب على العباد فكان اول ما يبدأ به فكان اول ما يبدأ به في الدعوة. قال المصنف رحمه الله وقوله وقوله تعالى قل هذه في سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني الاية. هنا قوله اه وهو اول واجب على العباد فكان اول ما يبدأ به في الدعاء يعني قال ما قال باب الدعاء والدعوة قال باب الدعاء الى شهادة ان لا اي ان الواجب البداءة بالتوحيد ولذلك من يسمي نفسه داعية فعليه ان يرتكز في دعوته على التوحيد ونبذ الشرك واما الامر بالامور الثانية مثل الصدق والامانة والعفاف وغير ذلك من الامور هذه انما تكون عارضة وليست مقصودة لذاتها شرع الله تلك الاوامر الا ترسيخ التوحيد فكيف تصبح هذه الامور الغير مقصود لذاتها هي المقصودة عند الدعاة ويتركون التوحيد طيب انت تذهب الى الصين اذهب الى امريكا قل لهم يا جماعة الصدق زين والكذب شين ما يقولون لك لا انت غلطان يقولون لك صح كلامك ويوافقونك بتقول لهم والله يا جماعة ترى اللي يسرق هذا موب طيب ها؟ واللي يخون الامانة ما هو طيب يقول لك صح كلامه هذا ما هو دعوة للتوحيد هذا ولا تسمى دعوة الى الاسلام الدعوة الى الاسلام انك تدعو الى التوحيد واتباع النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ثم يأتي هذه الامور تبعا وترسيخا لمعاني التوحيد ولمعاني الاتباع. نعم قال الشيخ ولا ابن كثير يقول تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم امر له ان يخبر الناس ان هذه سبيله اي طريقته وسنته وهي الدعوة الى شهادة ان لا اله الا الله يدعو الى الله بها على بصيرة من ذلك ويقينا وبرهان هو وكل من اتبعه يدعو الى ما دعا اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم على بصيرة وبرهان عقلي شرعي. وقوله وسبحان الله اي وانزه الله واجل واعظم ان يكون له شريك ونديد تبارك وتعالى عن ذلك علوا كبيرا. قلت فتبين وجه المطابقة بين الاية والترجمة. قيل ويظهر ذلك اذا كان قوله ومن اتبعني عطفا على الضمير في ادعو الى الله فهو دليل على ان اتباعه هم الدعاة الى الله تعالى وان كان عطفا على الضمير المنفصل فهو صريح في ان اتباعه هم اهل البصيرة فيما جاء به دون من عداهم. والتحقيق ان العطف يتضمن المعنيين فاتباعوه هم اهل البصيرة الذين يدعون الى الله. يعني هذا تأويل جميل وهذا من بلاغة القرآن ان الواو هنا جاء في محل يقبل العطف على المعنيين وهذا لا يمكن وجوده في كلام الناس فالمعنى من اراد اتباع النبي صلى الله عليه وسلم فعليه بالدعوة الى سبيله من اراد اتباع النبي صلى الله عليه وسلم فعليه بالبصيرة في دعوته نعم احسن الله اليكم قال وفي الاية مسائل نبه عليها المصنف منها التنبيه على الاخلاص لان كثير ولو دعا الى الحق فهو يدعو الى نفسه ومنها ان البصيرة من الفوائض ووجه ذلك ان اتباعه صلى الله عليه وسلم واجب وليس اتباعه حقا الا اهل البصيرة. فمن لم يكن منهم فليس من اتباعه فتعين ان البصيرة من الفرائض ومن من دلائل حسن التوحيد انه تنزيه الله عز وجل عن المسبة. ومنها ان من قبح الشرك كونه ان من قبح الشرك كونه مسبة لله. ان من قبح الشرك كونه مسبة لله لان الشرك تنقيص لله عز وجل وهذا يكفيه قباحة نعم ومنها ابعاد المسلم عن المشركين لا يصير معهم ولو لم يشرك وكل هذه الثلاث بقوله وسبحان الله الاية. قال المصنف رحمه الله عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذا الى اليمن قال له انك تأتي قوما من اهل الكتاب. فليكن اول ما تدعوهم اليه شهادة ان لا اله الا الله وفي رواية الى ان يوحدوا الله. فانهم اطاعوك لذلك فاعلمهم ان الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة فانهم اطاعوك لذلك فاعلمهم ان الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من اغنيائهم فترد على فقرائهم فانهم اطاعوك لذلك فاياك وكرائم اموالهم واتق دعوة المظلوم فانه ليس بينها وبين الله حجاب اخرجه. قال الشيخ لما بعث معاذ الى اليمن قال الحافظ كان بعث معاذ الى اليمن سنة عشر قبل حج النبي صلى الله عليه وسلم كما ذكره المصنف يعني البخاري في اواخر المغازي وقيل كان ذلك في اخر سنة تسع عند منصرفه من تبوك رواه الواقدي باسناده الى كعب بن مالك واخرجه ابن سعد في الطبقات عنه ثم حكم ابن سعد انه كان في ربيع الاخر سنة عشر. وقيل بعثه عام الفتح واتفقوا على انه لم يزل على اليمن الى ان قدم في عهد ابي بكر ثم توجه الى الشام فمات بها واختلف واختلف هل كانوا واختلف هل كان معاذ واليا او قاضيا فجزم ابن عبد البر بالثاني والغساني بالاول. قلت الظاهر انه كان واليا قاضيا. قوله انك تأتي قوما من اهل كتاب قال القرطبي يعني به اليهود والنصارى لانهم كانوا في اليمن اكثر من مشركي العرب او اغلب. وانما نبهه على هذا ليتهيأ لمناظرتهم. ويعد الادلة لامتحانهم لانهم اهل علم سابق بخلاف المشركين وعبدة الاوثان. هنا قول المصنف قلت الظاهر انه كان واليا قاضيا فيه نظر لان الوالي على الشام اذا كان المقصود بالشام دمشق وما حولها فكان معاوية ابن ابي سفيان من اول الامر في زمن عمر وبقي كذلك هو الولي الامير الوحيد الذي بقي امير على الشام في طول زمن عمر وفي طول زمن عثمان واما اذا كان المقصود بالشام بعض اطرافه كحمص مثلا او بيت المقدس مثلا او الاردن مثلا فهذا كلام يستقيم ولكن المعروف ان آآ معاذ كان في حمص وكان قاضيا هذا هو المعروف الذي جزم بابن عبد البر هو الاقرب للصواب والله اعلم. نعم احسن الله اليكم قال الحافظ رحمه الله هو كالتوطئة بالوصية ليجمع همته عليها ثم ذكر معنى كلام القرطبي. قلت وفيه ان ان مخاطبة العالم ليست كمخاطبة الجاهل والتنبيه والتنبيه على انه ينبغي للانسان ان يكون على بصيرة في دينه. لئلا يبتلى بمن يورد عليه شبهة من علماء المشركين التنبيه على الاحتراز من الشبه والحرص على طلب العلم. قوله فليكن وفيه ايضا من التنبيه آآ ان الانسان ينبغي ان يفرق في دعوته بين العالم والجاهل فالعالم يحتاج الى ادلة غير ما يحتاج اليه الجاهل نعم قوله فليكن اول ما تدعوه اليه شهادة ان لا اله الا الله. يجوز رفع اول مع نصب شهادة وبالعكس قوله وفي رواية الى ان يوحد الله هذه الرواية في التوحيد من صحيح البخاري وفي بعض الروايات فادعهم الى شهادة ان لا اله الا الله واني رسول الله وفي بعض وان محمدا رسول الله واكثروا الروايات فيها ذكر الدعوة الى الشهادتين. واشار المصنف رحمه الله بايراد هذه الرواية الى التنبيه على معنى شهادة ان لا اله الا الله اذ معناها توحيد الله بالعبادة وترك عبادة ما سواه. فلذلك جاء الحديث مرة بلفظ شهادة ان لا اله الا الله ومرة الى ان الله ومرة فليكن اول ما تدعوهم اليه عبادة الله. فاذا عرفوا الله فاخبرهم ان الله قد فرض عليهم خمس صلوات. وذلك الله ما هو عرف الله معرفة الجهمية لعرفوا الله بالوحدانية بالالوهية بالعبادة نعم هم عارفين الله عز وجل لكن معرفة بالله معرفة شركية في العبادة نعم وذلك هو الكفر بالطاغوت والايمان بالله الذي قال الله فيه فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها. ومعنى الكفر بالطاغوت هو خلع الانداد والالهة التي تدعى من دون الله من القلب وترك الشرك بها رأسا وبعض وبعضه وعداوته. ومعنى الايمان بالله هو افراده بالعبادة التي تتضمن غاية الحب بغاية الذل والانقياد لامره. وهذا هو الايمان بالله. المستلزم للايمان بالرسل عليهم السلام المستلزم الاخلاص لعبادة الله تعالى وذلك هو توحيد الله تعالى ودينه الحق المستلزم للعلم النافع والعمل الصالح وهو حقيقة شهادة ان لا اله الا الله وحقيقة المعرفة بالله وحقيقة عبادته وحده لا شريك له. فلله ما افقه من روى هذا الحديث بهذا الالفاظ المختلفة لفظا المتفقة معنا. فعرفوا ان المراد من شهادة ان لا اله الا الله والاقرار بها علما ونطقا وعملا. خلافا لما يظنه الجهال ان المراد من هذه الكلمة هو مجرد النطق بها او الاقرار بوجود الله او ملكه لكل شيء من غير شريك. فان هذا القدر قد عرفه عباد الاوثان اقروا به فضلا عن اهل الكتاب ولو كان كذلك لم لم يحتاجوا الى الدعوة اليهم. وفيه دليل على ان التوحيد الذي هو اخلاص لعبادة الله وحده لا شريك له ترك عبادة ما سواه هو اول واجب. فلهذا كان اول ما دعت اليه الرسل عليهم السلام. كما قال تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون. وقال ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. قال شيخ الاسلام رحمه الله وقد علم بالاضطرار من دين الرسول صلى الله عليه وسلم واتفقت عليه الامة ان اصل الاسلام واول ما يؤمر به الخلق شهادة شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فبذلك يصير الكافر مسلما والعدو وليا والمباح دمه وماله معصوم الدم والمال ثم ان كان ذلك من قلبه فقد دخل في الايمان وان كان قال بلسانه دون قلبه فهو في ظاهر الاسلام دون باطن الايمان هنا في عبارة شيخ الاسلام وقد علم بالاضطرار من دين الرسول صلى الله عليه وسلم واتفقت عليه الامة ان اصل الاسلام واول ما يؤمر به الخلق شهادة او اول ما يؤمر به الخلق شهادتان يعني اما رفع الاول والنصب الثاني او العكس كما مر معنا المعنى لا يختلف نعم احسن الله اليكم وفيه البداءة في الدعوة والتعليم بالاهم فالاهم واستدل به من قال من العلماء انه لا يشترط في صحة الاسلام النطق بالتبري من كل دين يخالف دين الاسلام ان اعتقاد الشهادتين يستلزم ذلك وفي ذلك تفصيل. وفيه انه لا يهدم نعم يعني الانسان اذا جاءك انسان يريد ان يسلم يريد ان يدخل في الاسلام فلا يلزم انك تقول له قول اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وان يتبرأ من اليهودية التي كنت عليها او من النصرانية ما يلزم لان معنى لا اله الا الله هو في نفسه مستلزم لهذا المعنى ولكن كما قال المصنف في ذلك تفصيل وهو التفصيل هو ان الناطق اذا كان لا يفهم الاستلزام فينبغي نطقه بما يستلزم تستلزمه هذه ايه الشهادة؟ اذا كان لا يفهم هذا المعنى فينبغي نطقه او افهامه بما تستلزمه هذه الكلمة كلمة التوحيد نعم وفيه انه لا يختم باسلام الكافر الا بالنطق بالشهادتين. قال شيخ الاسلام فاما الشهادتان اذا لم يتكلم بهما مع القدرة فهو كافر باتفاق المسلمين هو كافر باطنا وظاهرا عند سلف الامة وائمتها وجماهير علمائها. قلت هذا والله اعلم في من لا يقر بهما او باحداهما. اما من اما من كفره مع الاقرار به بهما ففيه بحث. والظاهر ان اسلامه هو توبته عما كفر به. يعني الان هذه المسألة مهمة وهي متى يحكم للرجل الكافر بالاسلام جمهور العلماء يقولون اذا انه اذا قال اي شيء او فعل اي شيء يدل على الاسلام فانه يدخل في الاسلام. هذا ما في اشكال لكن لو امكنه النطق ولم ينطق فبالاجماع لا يدخل في الاسلام واضح؟ هذا معنى كلام شيخ الاسلام انه اذا امكنه النطق ولم ينطق تقول له قل لا اله الا الله قال لا ما اقول. هذا لا يدخل في الاسلام وان صلى وصام لكن لو كان كافرا فصلى فهذا يمكن ان يحكم عليه بالاسلام اذا اقر اذا سئل على قول بعض الفقهاء فيه خلاف بين الفقهاء في هذا وقوله هذا في من لا يقر بهما او باحداهما طيب اما من كان كفره مع الاقرار بهما انسان يقول اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله ثم يقول انا اجحد الصلاة الان هذا الرجل كيف يدخل في الاسلام جمهور العلماء قالوا انه يدخل في الاسلام باقرار ما جحد به كيف يعني يعني يأتي به الحاكم ويأمره بالاستتابة والتوبة فان رجعوا وقالوا اقروا بان الصلاة واجبة اكتفى. اكتفي بذلك ليش؟ لانه هو اصلا ما ينكر لا اله الا الله. محمد رسول الله. كفره كان من جهة الجحود ومن اهل العلم من قال لا لا بد ان يعيد كلمة التوحيد شهادة التوحيد والرسالة والاقرار بما جحد لان جحده لما هو من الدين هدم لمعنى الشهادتين وهذا كلام صحيح ولذلك لابد ان يقول اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله وان الصلاة واجبة لو قال انسان اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله ثم قال ان الرأسمالية هو الواجب اتباعه في الاقتصاد وان الدين الاسلامي ما له علاقة في الاقتصاد هذا كفر ما في اشكال فاذا اراد الحاكم ان يستتيبه يجب عليه ان يقول اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واني ابرأ الى الله من الرأسمالية هذا الامر مهم جدا نعم احسن الله اليكم قال وفيه ان الانسان قد يكون قارئا عالما وهو لا يعرف معنى لا اله الا الله او يعرفه ولا يعمل به. نبه عليه المصنف وقال بعضهم هذا الذي الذي امر به النبي صلى الله عليه وسلم ومعاذا هو الدعوة قبل القتال التي كان يوصي بها النبي صلى الله عليه وسلم امراءه. قلت فعلى هذا فيه استفاد الدعوة قبل القتال لمن بلغته اما من لم تبلغه فتجب دعوته. قوله فانهم اطالوا لا لا يظهر لي هذا لان معاذا انما ارسله النبي صلى الله عليه وسلم لليمن وكانت امرأة اليمن للمسلمين وكان فيه ناس من اهل الكتاب فارسل النبي صلى الله عليه وسلم معاذا داعية وقاضيا واميرا على بعض النواحي نعم واما الدعوة الى الاسلام قبل القتال هذا يأتي له حديث سهل ابن سعد الساعدي بعد هذا ان شاء الله. نعم قوله فانهم اطاعوك لذلك اي شهدوا وانقادوا لذلك. او الوقوف عليهم وان الله افترض عليهم خمس صلوات فيه ان الصلاة بعد التوحيد والاقرار بالرسالة اعظم الواجبات واوجبها. واستدل به على ان الكفار غيظة واستدل. واستدل به على من الكفار غير مخاطبين بالفروع. حيث دعاهم اولا الى التوحيد فقط ثم ثم دعوا الى العمل ورتب ذلك عليهم بالفاء. وايضا فان قوله فانهم اطاعوك لذلك فاخبرهم يفهم منه انهم لو لم يطيعوا لم يجب عليهم شيء. لم يجب عليهم شيء قال النووي وهذا الاستدلال ضعيف فان المراد اعلامهم بانهم مطالبون بالصلوات وغيرها في الدنيا. والمطالبة في الدنيا لا تكون الا بعد الاسلام ولا يزال من ذلك الا يكونوا مخاطبين بها ويزاد في عذابهم بسببها في الاخرة. قال ثم اعلم ان المختار ان الكفار مخاطبون بفروع الشريعة المأمور به والمنهي عنه. هذا المحققين والاكثرين. يعني لو فرضنا الان مثال مثال الان تعلمون الانسان اذا اراد ان يذهب الى احد البلدان يحتاج الى تأشيرة انت الان اذا اردت ان تذهب الى بريطانيا تحتاج الى تأشياء لو ان رجلا زور التأشيرة وذهب الى هناك هذا ذنب ولا ما هو ذنب ذنب وبعدين هناك ارتكب عدة ذنوب بحكم نظام الانجليز فلما يمسكون هذا الرجل هل يؤاخذونه بالذنب الاعظم الذي هو التزوير ولا كل الاشياء اللي عملها طيب هل يحق له ان يقول والله انا جيت بدون تأشيرة منكم انا ما لا يحق انكم ان تخاطبوني بهذه القوانين اللي وضعتوها ما يحق لي اني اعارظ بهذا لان هذه القوانين اللي وضعوها هم وضعوها لعامة الناس اذا الصحيح من اقوال اهل العلم ان الكفار مخاطبون اولا بالدعوة الى التوحيد لكن لو فرضنا انهم ما قبلوا هذا مو معناه انهم على كيفهم يسرحون ويمرحون ما يؤاخذون لا يؤاخذون ويعاقبون عليها يوم القيامة لكن لو ان احدهم كان صادقا وامينا وبرا بوالديه وعفيفا فان الله يجازيه على هذه المعاني التي هي من الاسلام في الدنيا حتى اذا جاء يوم القيامة ليس له حسنة نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله قلت ويدل عليه قوله تعالى قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين الايات. وفي دليل على ان الوتر ليس بفرض اذ لو كان لكان صلاة سادسة لا سيما وهذا في اخر الامر. قوله فانهم اطاعوك لذلك يأمنوا بان الله افترضها عليهم وفعلوها. قوله فاعلمهم ان الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من اغنيائهم فترد على فقرائهم. فيه دليل على ان الزكاة اوجب الاركان بعد الصلاة وانها تؤخذ من الاغنياء وتصرف الى الفقراء وانما خص النبي صلى الله عليه وسلم الفقراء بالذكر مع انها تدفع مع انها تدفع الى المجاهد والعامل ونحوهما وان كانوا اغنياء لان الفقراء والله اعلم هم اكثر ومن تدفع اليهم او ان حقهم اكد. وفيه ان الامام هو الذي يتولى قبض الزكاة وصرفها اما بنفسه او نائبه. فمن امتنع عن ادائها اليه اخذت منه قهرا. قيل وفيه دليل على انه يكفي اخراج الزكاة بصنف واحد كما هو مذهب مالك واحمد وعلى ما تقدم لا يكون فيه دليل وفيه انه لا يجوز دفعها الى غني ولا كافر وان الفقير لا زكاة عليه وان من ملك نصابا لا يعطى من الزكاة من حيث انه جعل المأخوذ منه غنيا وقابله وقابله بالفقيد. ومن ملك النصاب فالزكاة مأخوذة منه فهو غني. والغنى مانع من اعطاء الزكاة الا بالاستثني ان الزكاة واجبة في مال الصبي والمجنون كما هو قول الجمهور لعموم قوله من اغنيائهم. ولم يستثنى من الاغنياء الذين يعطون الزكاة الا اصناف اولهم العاملون عليها وثانيهم المؤلفة قلوبهم والثالث الى ان الصداقات للفقراء والمساكين قلوبهم وفي الرقاب الغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل. اذا اربعة اصناف من الاغنياء يعطون العاملين عليها والمؤلفة قلوبهم والمجاهد في سبيل الله. والخامس ابن السبيل ولو كان غنيا في داره نعم قوله فاياك وكرائم اموالهم هو بنصب كرائم على التحذير والكرائم جمع كريمة اي نفيسة. قال صاحب المطالع هي جامعة الكمال الممكن في حقها من لبن وجمال صورة او كثرة لحم وصوف ذكره النووي. وفيه انه يحرم على العامل اخذ كرائم المال في الزكاة. بل يأخذ الوسط. ويحرم على صاحب البالي اخراج شر المال بل بل يخرج الوسط. فان طابت نفسه باخراج الكريمة جاز. قوله واتق دعوة المظلوم اي احذر دعوة المظلوم واجعل بينك وبينها وقاية بفعل العدل وترك الظلم لئلا يدعو عليك المظلوم. وفيه تنبيه على ان المنع وفيه تنبيه على المنع من جميع انواع الظلم. والنكتة في ذكره عقب المنع من اخذ الجرائم اشارة الى ان اخذها ظلم وذكره الحافظ. قوله فانه اي الشأن ليس بينها وبين الله حجاب اي لا تحجب عن الله تعالى فترفع اليه فيقبله فيقبلها وان كان عاصيا كما في حديث ابي هريرة رضي الله عنه عند احمد مرفوعا دعوة المظلوم اجابة وان كان فاجرا ففجوره على نفسه واسناده حسن قاله الحافظ وقال صاحب كتاب المطالع لعل المقصود به المطالع على صحيح آآ الاثار وهو لابن قرقول المالكي نعم قال رحمه الله وقال ابو بكر بن الاعرابي هذا وان كان مطلقا فهو مقيد بالحديث الاخر ان الداعي على ثلاث مراتب اما ان يعجل له ما طلب واما ان يدخر له افضل منه واما ان يدفع عنه من السوء مثله وهذا كما قيد كما قيد مطلق كما قيد مطلق الناس وهذا كما قيد مطلق. نعم مطلق قوله مطلق قوله نعم صح وهذا كما قيد مطلق قوله صح مضاف مضاف اليه وهذا كما قيد مطلق قوله امن يجيب المضطر اذا دعاه بقوله تعالى فيكشف ما تدعون اليه ان شاء. وفي الحديث ايضا قبول الواحد العدل ووجوب العمل به. وان الامام يبعث العمال لجباية الزكاة وانه يعظ عماله وولاته. ويأمرهم بتقوى الله ويأمرهم بتقوى الله ويعلمهم ما يحتاجون اليه وينهاهم عن الظلم ويعرفهم قبيح عاقبته والتنبيه على التعليم بتدريج ذكره المصنف. واعلم انه لم في هذا الحديث ونحوه الصوم والحج مع ان مع ان بعث معاذ كان في اخر الامر كما تقدم. فاشكل ذلك على كثير من العلماء. قال شيخ الاسلام بعضا اجاب بعض الناس اجاب بعض الناس ان الرواة اختصر بعضهم الحديث وليس الامر كذلك فان هذا طعن في الرواة لانه لان هذا انما يقع في مثل واحد مثل حديث عبد القيس حيث ذكر بعضه حيث ذكر بعضهم الصيام وبعضهم لم يذكره. فاما الحديث ان المنفصلان فليس الامر فيهما كذلك. ولكن حينما امر النبي صلى الله عليه وسلم بجلده قال بعض الصحابة لعنه الله كم يؤتى به يجلد في الخمر ماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم النبي صلى الله عليه وسلم ولكن عن هذا جوابا احد احدهما ان ذلك بحسب نزول الفرائض. واول ما واول واول ما فرض الله الشهادتان ثم الصلاة فانه امر بالصلاة في اول اوقات الوحي لهذا لم يذكر لم يذكر وجوب الحج في عامة الاحاديث انما جاء في الاحاديث المتأخرة قلت وهذا من الاحاديث المتأخرة ولم يذكر فيها. اذا الجواب ويذكر تاركا الصلاة والصيام لمن لم يكن عليه زكاة ويذكر تارة الصلاة والزكاة والصيام فاما ان يكون قبل فرض الحج كما كما في حديث عبد القيس واما ان يكون المخاطب بذلك لا حج عليه. واما الصلاة والزكاة فلهما شأن ليس لسائر الفرائض. ولهذا ذكر الله تعالى في كتابه القتال عليهما لانهما ظاهرتان بخلاف الصوم فانه امر باطل وهو مما اؤتمن وهو مما ائتمن عليه الناس. فهو من جنس الوضوء والاغتسال من الجنابة ونحو ذلك ما يؤتمن عليه العبد فان الانسان يمكنه ان لا ينوي الصوم وان يأكل سرا كما يمكنه ان يكتم احد كما يمكنه ان يكتم حدثه وجنابته بخلاف الصلاة والزكاة وهو صلى الله عليه وسلم يذكر في في الاعلام الاعمال الظاهرة التي يقاتل الناس عليها ويصيرون مسلمين بفعلها فلهذا علق ذلك بالصلاة والزكاة دون الصيام. وان كان واجبا كما في اياتي براءة فان براءة نزلت بعد فرض الصيام باتفاق الناس وكذلك لما بعث معاذ بن جبل الى اليمن لم يذكر في حديث الصيام في حديثه الصيام لانه تبع وهو باطن ولا ولا ذكر الحج لان وجوب له خاص ليس بعام وهو لا يجب في العمر الا مرة واحدة انتهى ملخصا بمعناه. يعني الظاهر ان الجواب الثاني هو الاقرب الجواب الثاني هو الاقرب ويمكن ان يقال عنه جواب اخر وهو انه ارسله الى اهل الكتاب واهل الكتاب كانوا يصومون ولا ينكرونه وانما كانوا لا يعرفون الصلاة الشرعية التي انزلها الله على محمد صلى الله عليه وسلم والزكاة الشرعية ولذلك ترك ذكر آآ الصوم. واما الحج فلانها ليست على عامة الخلق نعم قوله اخرجاه اي اخرجه البخاري ومسلم في الصحيحين واخرجه ايضا احمد وابو داوود والترمذي والنسائي وابن ماجة قال المصنف رحمه الله ولهما عن سهل ابن سعد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر لاعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه فبات الناس فبات الناس يذوقون ليلتهم ايهم يعطاها فلما اصبحوه غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو ان يعطاها فقال اين علي ابن ابي طالب فقيل هو يشتكي عينيه قال فارسلوا فارسلوا اليه فاتى به فبصق بعينيه ودعا له فبرأ كأن لم يكن به وجع فاعطاه وقال انفض على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم الى الاسلام. واخبرهم بما يجب عليه من حق الله تعالى فيه. فوالله لان يهدي الله بك رجلا واحدا اذا خير لك من حمر النعم يذوقون ان يخوضون قال الشيخ وقال شيخ الاسلام هذا الحديث اصح ما روي لعلي رضي الله تعالى عنه الشين الشين معناه قال الشارح معناه قال الشارح نعم اسأل الله ان قال السارح قال شيخ الاسلام هذا الحديث اصح ما روي لعلي رضي الله تعالى عنه من الفضائل اخرجه في الصحيحين من غير وجه قوله عن سهل هو سهل ابن سعد ابن مالك ابن خالد الانصاري الخزرني الساعدي ابو العباس صحابي شهير وابوه صحابي ايضا مات سنة ثمان وثمانين وقد جاوز المئة. قوله قال يوم خيبر اي في غزوة خيبر في الصحيحين واللفظ لمسلم عن سلامة ابن الاكوع انه قال كان علي رضي الله تعالى عنه قد تخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم في خيبر وكان رمدا فقال انا اتخلف وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج علي رضي الله تعالى عنه فلحق بالنبي صلى الله عليه وسلم فلما كان مساء الليلة التي فتحها الله عز وجل في صباحها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو اعطينا الراية او ليأخذن بالراية غدا رجل يحبه الله ورسوله او قال يحب الله ورسوله يفتح الله عليه فنحن بعلي وما نرجوه فقالوا هذا علي فاعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم الراية ففتح الله عليه. وهذا يبين ان علي رضي الله عنه لم يشهد اول خيبر انه صلى الله عليه وسلم قال هذه المقالة مساء الليلة التي فتحها الله في صباحها. قوله لاعطين الراية قال الحافظ في رواية بريدة اني دافع الى رجل يحبه الله ورسوله والراية بمعنى اللواء وهو العلم الذي الذي يحمل في الحرب يعرف به موضع صاحب الجيش وقد يحمله امير الجيش وقد وقد يدفعه لمقدم العسكر. الراية او اللواء هو في عصرنا اليوم اللي يسمى العلم او البيرق العلم او البيرق نعم وقد صرح جماعة من اهل اللغة بترادفيهما لكن روى احمد والترمذي من حديث ابن عباس كانت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم سوداء ولوائه ابيض ومثله بريدة وعند ابن عدي عن ابي هريرة وزاد مكتوب فيه لا اله الا الله محمد رسول الله. وهو ظاهر في التغاير فلعل التفرقة بينهما عرفية قوله يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله فيه فضيلة عظيمة لعلي رضي الله عنه لان النبي صلى الله عليه وسلم شهد له بذلك ولكن ليس هذا من خصائصه. قال شيخ الاسلام ليس هذا الوصف مختصا بعين ولا بالائمة. بين الله ورسوله يحب كل مؤمن تقي يحب الله ورسوله. لا لكن هذا الحديث من احسن ما يحتج به على النواصب الذين يتبرأون منه ولا يتولونه. بل قد يكفرونه او يفسقونه كالخوارج. لكن هذا لكن هذا الاحتجاج لا يتم على قول الرافضة الذين يجعلون النصوص الدالة على فضائل الصحابة كانت قبل ردتهم فان الخوارج تقول في علي مثل ذلك لكن هذا باطل فان الله ورسوله لا لا يطلق مثل هذا المدح على من يعلم انه يموت كافرا. وفيه اثبات صفة المحبة لله وفيه اشارة الى ان عليا تام الاتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى احبه الله ولهذا كانت محبته علامة الايمان وبغضه علامة النفاق ذكره الحافظ بمعناه. هذه مسألة فائدة لطيفة ان الله ورسوله لا يطلق المدح على من يعلم انه يموت كافرا فلما مدح الله الصحابة ومن مدح الله الصحابة بالعموم مطلقا علمنا انه يعلم انهم يموتون على الخير والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين يتبعون باحسان رظي الله عنهم ورضوا عنه لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والانصار فهذا يجعلنا نستيقن ان الله اطلق المدح في حقهم لعلمه بحسن مآلهم وهكذا رسول الله صلى الله عليه وسلم اطلق المدح في حقهم فقال لا تسبوا اصحابي وقال خير القرون قرني فعلمنا انهم خير القرون على الاطلاق وان مآلهم الى خير ولا يمكن ان يرتدوا عياذا بالله كما تقوله الخوارج من جهة وبعض الرافظة من جهة اخرى واما هذا الحديث يحب الله ورسوله ويحب الله ورسوله فهو لا شك ان هذا الحديث من فضائل يا علي واما قول شيخ الاسلام ليس هذا الوصف مختصا بعلي ولا بالائمة هذا كلام صحيح لانه جاء احاديث اخرى ان الله عز وجل يحب المؤمنين يحب المتقين يحب التوابين وان النبي صلى الله عليه وسلم جاء عنه انه يحب عائشة ويحب الصديق هذا ليس خاصا بعيني لكن تعيينه دليل على فضله في هذه المسألة على من سواه ممن لم يعين نعم احسن الله اليكم قوله يفتح الله على يديه صريح في البشارة بحصول الفتح على يديه. فكان الامر كذلك فيه دليل على شهادة ان محمدا رسول الله. قوله فبات الناس فبات الناس يذوقون ليلتهم وبنصب ليلة بنصب ليلتهم على الظرفية ويدوقون على قال المصنف اي يخوضون. والمراد انهم باتوا تلك الليلة في خوض واختلاف فيمن اليه وفيه حرص الصحابة على الخير ومزيد اهتمامهم به. وذلك يدل على علو مراتبهم في العلم والايمان. قوله ايهم يعطاها هو برفع اي وعلى البناء قوله فلما اصبحوا غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو ان يعطاها. في رواية ابي هريرة عند مسلم ان عمر قال ما احببت الامارة الا يومئذ ان قلت ان كانت هذه الفضيلة لعلي رضي الله عنه ليست من خصائصه فلماذا تمنى بعض الصحابة ان يكون له ذلك؟ قيل الجواب كما قال شيخ الاسلام ان في ذلك شهادة النبي صلى الله عليه وسلم اليدين بايمانه باطن وظاهرا واثباتا لموالاته لله ورسوله ووجوب موالاة المؤمنين له واذا شهد النبي صلى الله عليه وسلم بمعين بشهادة او دعا له بدعاء احب كثير من الناس ان يكون له مثل تلك الشهادة. ومثل ذلك الدعاء. وان كان النبي صلى الله عليه وسلم يشهد بذلك لخلق كثير. ويدعو به لخلق كثير وكان تعيينه لذلك المعين من اعظم فضائله ومناقبه وهذا كالشهادة بالجنة لثابت ابن قيس وعبدالله ابن سلام وغيرهما وان كان قد شهد للجنة الاخرين والشهادة بمحبة الله ورسوله الذي ضربت الخمر قلت وفي هذه الجملة ايضا حرص الصحابة على الخير. يعني النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى الصحابة وهم يلعنون شارب الخمر شهد له بانه يحب الله ورسوله فهذا دليل على فضيلة فضيلتي نعم قوله فقال علي فقال اين علي بن ابي طالب؟ قال بعضهم كأنه صلى الله عليه وسلم استبعد غيبته عن حضرته في مثل ذلك الموطن. لا سيما وقد قال لاعطين الراية الى اخره وقد حضر الناس وكلهم وكلهم طمع بان يكون هو الذي يفوز بذلك الوعد. وفيه سؤال الامام عن رعيته وتفقده لاحوالهم وسؤاله لانهم في مجامع الخير قوله فقيل له هو يشتكي عينيه اي من الرمد. كما في صحيح مسلم عن سعد ابن ابي وقاص فقال ادعوا ادعوا لي عليا اوتي به ارمد فبصق في عينيه ودفع اليه الراية ففتح الله عليه. قوله قال فارسلوا فارسلوا اليه بهمزة قطع امر من الارسال امرهم بان يرسلوا اليه فيدعوه له ولمسلم من طريق ياس ابن سلمة عن ابيه انه قال فارسلني الى علي فجئت به اقوده فبسط في عينيه فبرأ. اذا من المرسل الان هو سهل ابن سعد فارسلني القائل هو سهل راوي الحديث نعم وفي وبعض العلماء يقول وبعض العلماء يقول فارسلوا اليه يعني الصحابة ارسلوا في طلبي لكن هذا غير محفوظ المحفوظ فارسلوا اليه امر النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة في طلبه نعم قوله فبصق بفتح الصاد اي تفل قوله فدعا له فبرأه بفتح الراء والهمزة بوزن ضرب ويجوز الكسر بوزن علم اي عوفي في الحال عافية كاملة كأن لم يكن به وجع من رمد. ولا ولا ضعف بصر اصلا. يعني يجوز في برأ الوجهين. برأ وبريئة اذا قلنا برأ فمن باب الاول باب فعل واذا قلنا برئ فمن الباب الثالث باب فعل نعم وعند الطبراني من حديث علي فما فما فما رمدت ولا ولا صدعت ولا صدعت. فما رمدت ولا صدعت منذ دافع الي النبي صلى الله عليه وسلم الراية. وفيه دليل على الشهادتين. قوله فاعطاه الراية قال المصنف فيه الايمان بالقدر لحصولها لمن لم يسعى ومنع عمن سعى وفيه التوكل على الله والاقبال بالقلب اليه وعدم الالتفات الى الاسباب وان فعلها لا ينافي التوكل. قوله وقال انفذ على رسلك اما انفذ فهو ضم الفاء اي امضي لوجهك ورسلك بكسر الراء وسكون السين اي على على رفقك ولينك من غير عجلة يقال لمن يعمل الشيء برفق وساحتهم ففناء ارضهم وهو ما حوى وهو ما حواليها. وفيه الادب عند القتال وترك الطيش والاصوات المزعجة التي لا حاجة اليها. وفيه امر عماله بالرفق واللين من غير ضعف ولا انتقاص عزيمة. كما يشير اليه قوله حتى تنزل بساحتهم. قوله ثم ادعوه من الاسلام اي قوله وترك الطيش والاصوات المزعجة التي لا حاجة اليها اشارة من الى نبذ عادات الجاهليين من الطبول والمزامير والدفوف عند القتال فاهل الاسلام عوضهم الله بالتكبير والتهليل والدعاء عند القتال نعم قوله ثم ادعوهم الى الاسلام اي الذي هو معنى شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. ومن هذا الوجه طابق الحديث الترجمة في حديث ابي هريرة عند مسلم فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن ابي طالب فاعطاه اياها وقال امشي ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك فسار علي شيئا ثم وقف يلتفت صرخ يا رسول الله على ماذا اقاتل الناس؟ قال قاتلهم حتى يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. فاذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم واموالهم الا وحسابهم على الله. وفيه ان الدعوة الى شهادة ان لا اله الا الله والمراد بها الدعوة الى الاخلاص بها وترك الشرك. والا فاليهود يقولونها ولم يفرق النبي صلى الله عليه وسلم في اليها بينه وبين من لا يقولها من مشركي العرب. فعلم ان المراد من هذه الكلمة هو اللفظ بها واعتقاد معناها والعمل به وذلك هو المعنى وذلك هو هو معنى قوله تعالى قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بينها وبينكم الا نعبد الا الله ولا نشرك به ولا يتخذ بعضنا بعضا اربابا من دون الله فان تولوا فقولوا اشهدوا بانا مسلمون قل انما امرت ان اعبد الله ولا اشرك به اليه ادعو واليه ما اب. وذلك هو معنى قوله ثم ادعوه الاسلام الذي هو الاستسلام لله تعالى والانقياد له بفعل التوحيد وترك الشرك. هنا اليهود الذين كانوا في خيبر ولا زال بعظ اليهود الى اليوم يقولون لا اله الا الله لكن هذه الكلمة لا تنفعه لماذا لا تنفعهم ليس الامر كما يظن البعظ لانهم ما امنوا بالرسول صلى الله عليه وسلم نعم هذا سبب من اسباب الكفر لكنها لم تكن نافعة لهم قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم والسبب في ذلك انهم لما قالوها ما طبقوا ولا اوقعوا العبادة على وفقها فهم عبدوا مع الله غير الله عبدوا عزير ومنهم من عبد الله على صورة التشبيه والتمثيل فما صار معنى لا اله الا الله محقق نعم مرونية مشروعية الدعوة بقبل القتال لكن ان كان ان كانوا قد بلغتهم الدعوة جاز قتالهم ابتداء لان النبي صلى الله عليه وسلم اغار على بني المصيغ وهو مغارون وتستحب دعوتهم من هذا الحديث وما في معناه وان كانوا لم تبلغهم وجبت دعوتهم. وقوله اخبرهم بما يجب عليه من حق الله تعالى فيه اي في الاسلام اي اذا اجابوا الى فاخبرهم بما يجب عليهم من حقوقه التي لابد من فعلها كالصلاة والزكاة وهذا كقوله في حديث ابي هريرة فاذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم واموالهم الا بحقها وقد فسره ابو بكر الصديق لعمر رضي الله عنهما لما قاتل اهل الردة الذين يشهدون ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فقال له عمر كيف نقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله فاذا قالوها فقد عصموا مني دماءهم واموالهم الا بحقها. قال ابو بكر فان الزكاة حق المال والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها الى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها وحاصله انهم اذا اجابوا الى الاسلام الذي هو التوحيد فاخبرهم بما يجب عليهم بعد ذلك من حق الله تعالى في الاسلام من الصلاة والزكاة والصيام والحج وغير ذلك من شرائع الاسلام الظاهرة حقوقه فان اجابوا الى ذلك فقد اجابوا الى الاسلام حقا. وان امتنعوا عن شيء من ذلك فالقتال باق بحاله اجماعا. فدل على النطق بكلمتي الشهادة دليل العصمة لا انه عصمة او يقال هو العصمة لكن بشرط العمل يدل على ذلك قوله تعالى يا ايها الذين امنوا اذا ضربتم في سبيل لله فتبينوا الاية. يعني الكلمتان متقاربتان النطق بكلمة الشهادة دليل العصمة لا انه عصمة او يقال ان الشهادة عصمة لكن بشرط العمل فالمؤدى واحد المؤدبة فلو قال الرجل اشهد ان لا اله الا الله ثم سجد للصنم ما انتفع بهذه الكلمة اذا كان لا اله الا الله عاصما له او دليلا على العصمة لكن لما وجد منه الفعل المخالف لا اله الا الله لم ينتفع بذلك نعم قال ولو كان النطق بالشهادتين عاصما لم يكن للتثبت معنى يدل على ذلك قوله تعالى فان تابوا اي عن الشرك وفعل التوحيد واقاموا الصلاة واتوا الزكاة فخلوا سبيلهم ودل على ان القتال يكون على هذه الامور. وفيه ان لله تعالى حقوقا في الاسلام من لم يأت بها لم يكن مسلما. كاخلاص العبادة له والكفر بما يعبد من دون وفيه بعث الامام الدعاة الى الله كما كان النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون يفعلون. وفيه تعليم الامام امراءه وعماله ما يحتاجون اليه. قوله فوالله لان يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم ان هي المصدرية واللام قبلها مفتوحة لانها لام القسم وان ومدخولها مسبوق بمصدر مرفوع على انه مبتدأ مبتدأ خبره خير ومدخولها مسبوق ونعم ومدخولها مسبوق بمصدره صحيح او لانه نعم والله لن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم طيب وين المصدر بمصدر مرفوع على انه مبتدأ خيرا ها نعم اذا يكون المعنى مسبوق او مسبوق بنفس المعنى. مسبوق يعني قبل الخير او مسبوق يعني تسبكها من الفعل. لان يهدي الله بك رجلا واحدا اية خير لك من حمر النعم. نعم احسن الله اليكم على انهم ابتدأوا مبتدأ خبره خير وحمر بضم المهملة وسكون الميم والنعم بفتح النون والعين المهملة اي خير لك من الابل الحمر وهي انفس اموال العرب يضربون بها المثل في نفاسة الشيء. قيل المراد خير من ان تكون لك فتصدق بها وقيل وتملكها قلت هذا هو الاظهر والاول لا دليل عليه اي انكم تحبون متاع الدنيا وهذا خير منه. قال النوي وتشبيه امور الاخرة بامور الدنيا انما هو للتقريب للافهام والا فذرة من الاخرة خير من الارض باسرها وامثالها معها. وفيه فضيلة الدعوة الى الله وفضيلة ما اهتدى على يديه رجل واحد الحليف على الفتيا والقضاء والخبر والحلف من غير استحلاف هذا الحديث يجعل الانسان يجتهد في الدعوة الى التوحيد ويبذل عمره في الدعوة الى التوحيد نسأل الله جل وعلا يثبتنا واياكم على التوحيد وان يجعلنا واياكم من الدعاة التوحيد من لبنات البناء في هذه الامة وان يعيذنا واياكم من معاول الهدم صلي اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين