اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على حبيبه الذي اصطفى. وعلى جميع رسل الله اجمعين ايها الاخوة المشاهدون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ومرحبا بكم الى حلقة جديدة في برنامجكم شبهات حول القرآن. قلنا بان القاعدة القرآنية واضحة افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا. الكتاب الذي يتناقض ليس من عند الله عز وجل لان الله لا يقدم معلومة ثم ينقضها بمعلومة اخرى. فماذا عن التناقضات التي زعمها الزاعمون قالوا القرآن تناقض. اين يا هداكم الله؟ قالوا حين قال لا اقسم بهذا البلد. فهو ينفي انه اقسم بمكة المكرمة لكنه يقول وهذا البلد الامين وهذا اقسام بمكة فقالوا هذا تناقض مرة ان يقول لا اقسم بمكة ومرة يقسم بمكة. اقول يا هداكم الله لقد ظننتم ان لا في قوله لا اقسم هي لا النافية. وهذا ليس بصحيح. لو كانت هذه لا لا النافية فكلامكم صحيح بان هناك لكن هذه اللا ليست لا النافية النافية التي تعني نفي القسم. بل هي لا التي ما بناء الصلة. واحيانا يسميها بعض النحويين لا الزائدة. ومقصودهم بالزائدة انه لا محل لها من الاعراب. فهي فائدة من الناحية النحوية لكنها غير زائدة من الناحية البلاغية لانها تفيد معنى التأكيد. فلا اقسم بهذا البلد يعني اقسم وتؤكد على القسم بهذا البلد. كيف هذا؟ كيف لا اقسم معناها اقسم وبالتأكيد؟ هذه طريقة العرب في التعبير كما سترون. حتى في ايامنا هذه واحد يقول لاخر لا اوصيك بفلان هل مقصود انه يعني انا لا اوصيك به ام المقصود انه يؤكد على انه يوصي بفلان؟ فكانه يقول لا احتاج ان اوصيك بفلان. حتى الان هذا سائغ في لغتنا. لا اوصيك يعني انا اوصيك به وهذا مثله في القرآن ومثله في لغة العرب العرب كانوا يستخدمون هذه اللا وتسمى لا الصلة. هذه المسألة طرحها رجل على ابي العباس ابن سريج رحمة الله عليه. فسأله عن هذه الاية وعن تلك الاية وكيف الجمع بينهما؟ فقال اي الامرين احب اليك؟ اجيبك ثم اقطعك؟ يعني اقطع حجتك ام اقطعك ثم اجيبك؟ فقال الرجل اقطعني ثم اجبني. فقال له اعلم ان هذا القرآن انا نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بحضرة رجال وبين ظهراني قوم كانوا احرص الخلق على ان يجدوا فيه مخزن مغمزا وعليه مطعنا. فلو كان عندهم مناقضة لتعلقوا به واسرعوا بالرد عليه لكن القوم علموا وجهلت فلم ينكروا ما انكرت. فهذا قطعه. كيف كفار قريش وهم احرص الناس على اكتشاف اي خطأ في القرآن مر عليهم هذا الامر ولم يلحظوه. لا ريب انهم رأوه لكن لم يروا فيه ما يستنكرونه كما يستنكره اعاجم العرب اليوم. العرب تستخدم لا هذه لا الصلة ولا محل لها في النفي ابدا. وهذا مشهور عند العرب في ابيات كثيرة نأخذ بعضها. يقول النابغة فلا وحق الذي مسحت كعبته لا وحق الذي مسحت كعبته وما اريق على الانصاب من جسدي. ما لا هو حقي معناه هو حقي. لا يعني انه ينفي القسم انما يعني تأكيد القسم. يعني فهو حقي الذي مسحته ايضا الشاعر يقول تذكرت ليلى فاعترتني صبابة وكاد صميم القلب لا يتصدعوا والمقصود كاد صميم القلب ان يتصدع لكنه استخدم لا هذه لا ليست لا النافية انما هي لا الصلة ومثله قول طرفة فلا وابيك فلا وابيك ابنة العامري لا يدعي القوم اني افر فلا وابيك. ايش المقصود؟ يعني فابيك وابيك. ولا هنا لا تفيد النفي. وهذا الحقيقة له له امثال في القرآن فهذه ليست لا النافية انما هي لا صلة التي تريد التأكيد. فاذا جاءت قضية يريد القرآن ان يؤكد عليها استخدم معها لا مثلا يقول الله عز وجل فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم. ماذا لا تعني يعني فوربك فهذه لا لا تنفي القسم انما هي لتأكيده. ومثله قول الله عز وجل فلا اقسم النجوم ثم يقول وانه لقسم لو تعلمون عظيم انه لقرآن كريم. ومثله قول الله عز وجل لا اقسم بيوم القيامة ولا اقسم بالنفس اللوامة ففي كل هذا اللهنا ليست للنفي انما هي للصلة ايضا مثله قول الله عز وجل حين يقول فاثابكم غما بغم لكي لا تحزنوا على ما والمعنى لكي تحزنوا على ما فاتكم. ومثله قول الله عز وجل ما منعك اذ رأيتهم ضلوا الا تتبعني والمقصود ما ما منعك اذ رأيتهم ضلوا ان تتبعني ولا هنا للتأكيد وليست للنفي. ومثله قول الله عز وجل ما منعك الا تسجد. يعني ما منعك ان تسجد. ما منعك الا تسجد اذ امرتك هكذا العرب تستخدم هذه اللام. فجهلها من جهلها من اعاجم العرب. فظن بان القرآن يتناقض مرة بمكة ومرة يقول لا اقسم بمكة بل المقصود ان القرآن اقسم بمكة واكده بقوله لا ااقسم بهذا البلد؟ اذا تبين هذا تبين لنا بان القرآن لم يتناقض في هذه المسألة بل كان بعضه يصدق بعضا ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا فاصل ثم اعود اليكم باذن الله تبارك