السادسة كان المرافقون لسماحته يضيقون ذرعا من كثرة الاتين. ومن ضيق المكان ومن خشية الحرج. فكانوا يعانون من ذلك معاناة شديدة ده اذ يريدون التوفيق بين رغبة الشيخ ومنهجه في استقبال الناس وعدم رده احدا منهم وبين القيام بحق الوافدين اليه مع ضيق المكان وكثرة العدد. فاذا قلنا لسماحته يا سماحة الشيخ كل يرغب في الحج معكم. سواء من داخل البلاد او خارجها وانتم تعلمون ان السيارات لا تكفي وان المكان المخصص لكم لا يكفي قال الله المستعان ما هي الا ساعات وينتهي كل شيء اصبروا واحتسبوا وابشروا بالاجر الجزيل. وما يدريكم لعلنا لا نحج بعد عامنا هذا ستتيسر الامور وينتهي كل شيء على ما يرام. السابعة كان سماحته يحرص كل الحرص على مراعاة مشاعر ضيوفه وكان كثير السؤال عنهم كثير التوصية بهم وكثيرا ما يقول للموظفين معه ارحموهم لو وجدوا غيركم ما اتوا اليكم الثامنة كان عدد الصحون التي تقدم فيها المائدة في العادة يتراوح ما بين اربعين الى خمسة واربعين. وقد تصل الى خمسين واذا وضعت المائدة تسابق الضيوف الى مائدته الخاصة مع انها لا تتميز عن غيرها الا انهم يحرصون على القرب من سماحته ويزدحمون حولها واذا قيل لهم ابتعدوا او منعوا من ذلك قالوا نحن نحب ان نأكل مع سماحة الشيخ. نحن نريد ان نراه ونسمع كلامه ونأنس بقربه ويقولون ارحمونا انتم ترونه دائما ونحن هذه فرصتنا اما سماحة الشيخ فيرحب بهم ولا يرضى بان يساء اليهم ولا يقوم حتى يسأل هل انتهوا خشية ان يعجلهم اذا قام مبكرا وكان دائما يسأل خاصته عسى ما نقص عليهم شيء عسى الذي وضع لهم كفاهم؟ كم عدد الصحون؟ فاذا قيل له كفاهم وزيادة تهلل وفرح وقال التمسوا بعض الفقراء واعطوهم بقية الطعام. ولم اسمع منه كلمة فيها شيء من الفضاضة او الغلظة بل يظهر للفقراء والمساكين الفرح مع ان بعضهم يزاحم الشيخ في مكانه وربما اخذوا اللحم او الفاكهة من بين يديه وهو لا يتكلم كلمة واحدة ولا يقوم من مكانه حتى يقال له انتهوا من الطعام. واذا قاموا من الطعام رفعوا ايديهم يدعون لسماحته ومما يقولونه نسأل الله ان يجعلك تأكله من ثمار الجنة غفر الله لك ولوالديك