المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الحديث الحادي والستون عن شداد ابن اوس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال ان الله كتب الاحسان على كل شيء فاذا قتلتم فاحسنوا القتلة واذا ذبحتم فاحسنوا الذبحة وليحد احدكم شفرته وليرح ذبيحته رواه مسلم قال الشيخ السعدي رحمه الله في شرحه الاحسان نوعان احسان في عبادة الخالق بان يعبد الله كأنه يراه فان لم يكن يراه فان الله يراه وهو الجد في القيام بحقوق الله على وجه النصح والتكميل لها واحسان في حقوق الخلق واصل الاحسان الواجب ان تقوم بحقوقهم الواجبة كالقيام ببر الوالدين وصلة الارحام والانصاف في جميع المعاملات باعطاء جميع ما عليك من الحقوق كما انك تأخذ ما لك وافيا قال تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والجار الجنب والصاحب بالجنب وبني السبيل وما ملكت ايمان فامر بالاحسان الى جميع هؤلاء ويدخل في ذلك الاحسان الى جميع نوع الانسان والاحسان الى البهائم حتى في الحالة التي تزهق فيها نفوسها ولهذا قال صلى الله عليه وعلى اله وسلم فاذا قتلتم فاحسنوا القتلة فمن استحق القتل لموجب قتل بضرب عنقه بالسيف من دون تعذير ولا تمثيل واذا ذبحتم فاحسنوا الذبحة اي هيئة الذبح وصفته ولهذا قال وليحد احدكم شفرته اي سكينة وليرح ذبيحته فاذا كان العبد مأمورا بالاحسان الى من استحق القتل من الآدمين وباحسان ذبحة ما يراد ذبحه من الحيوان فكيف بغير هذه الحالة واعلم ان الاحسان المأمور به نوعان احدهما واجب وهو الانصاف والقيام بما يجب عليك للخلق بحسب ما توجه عليك من الحقوق والثاني احسان مستحب وهو ما زاد على ذلك من بذل نفع بدني او مالي او عملي او توجيه لخير ديني او مصلحة دنيوية فكل معروف صدقة وكل ما ادخل السرور على الخلق صدقة واحسان وكل ما ازال عنهم ما يكرهون ودفع عنهم ما لا يرتضون من قليل او كثير فهو صدقة واحسان ولما ذكر النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم قصة البغي التي سقت الكلب الشديد العطش بخفيها من البئر وان الله شكر لها وغفر لها قالوا لرسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ان لنا في البهائم اجرا قال في كل كبد حرى اجر الاحسان هو بذل جميع المنافع من اي نوع كان لاي مخلوق يكون ولكنه يتفاوت بتفاوت المحسن اليهم وحقهم ومقامهم وبحسب الاحسان وعظم موقعه وعظيم نفعه وبحسب ايمان المحسن واخلاصه والسبب الداعي له الى ذلك ومن اجل انواع الاحسان الاحسان الى من اساء اليك بقول او فعل قال تعالى ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة انه ولي حميم وما يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم ومن كان الطريقته الاحسان احسن الله جزاءه هل جزاء الاحسان الا الاحسان للذين احسنوا الحسنى وزيادة للذين احسنوا في هذه الدنيا حسنة ان رحمة الله قريب من المحسنين اي المحسنين في عبادة الله المحسنين الى عباد الله والله تعالى يوجب على عباده العدل من الاحسان ويندبهم الى زيادة الفضل منه وقال تعالى في المعاملة ولا تنسوا الفضل بينكم اي اجعلوا للفضل والاحسان موضعا من معاملاتكم ولا تستقصوا في جميع الحقوق بل يسروا ولا تعسروا وتسامحوا في البيع والشراء والقضاء والاقتضاء ومن الزم نفسه هذا المعروف نال خيرا كثيرا واحسانا كبيرا والله اعلم