المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله القاعدة التاسعة والخمسون. ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم. ما اعظم هذه القاعدة؟ والاصل العظيم الذي نص عليه نصا صريحا وعمم ذلك ولم يقيده بحالة من الاحوال وكل حال هي اقوم في العقائد والاخلاق والاعمال والسياسات الكبار والصغار والصناعات والاعمال الدينية والدنيوية فان القرآن يهدي اليها ويرشد اليها ويأمر بها ويحث عليها. ومعنى اقوم اي اكمل واصلح واعظم واعظم قياما واصلاحا فاما العقائد فان عقائد القرآن هي العقائد النافعة التي فيها اصلاح القلوب وغذاؤها. وكمالها فانها تملأ القلوب محبة لله وتعظيما له وانابة وهذا المعنى هو الذي اوجد الله الخلق لاجله. واما اخلاقه التي يدعو اليها. فانه يدعو الى التحلي بكل خلق جميل من الصبر والحلم والعفو وحسن الخلق والاداب وجميع مكارم الاخلاق ويحث عليها بكل طريق وينشد اليها بكل وسيلة. واما الاعمال الدينية التي يهدي اليها فهي احسن احسن الاعمال التي فيها القيام بحقوق الله وحقوق عبادي على اكمل الحالات واجلها واسفلها واوصلها الى المقاصد. واما سياسات الدينية والدنيوية فهو يرشد الى سلوك الطريق النافعة في تحصيل المصالح الكلية وفي دفع المنافع ويأمر بالتشاور على ما لم تتضح مصلحته والعمل بما تقتضيه المصلحة في كل وقت بما يناسب ذلك الوقت والحال حتى في سياسة العبد مع اولاده واهله وخادمه واصحابه ومعامليه فلا يمكن انه وجد ويوجد حالة يتفق العقلاء انها اقوم من غيرها واصلح. الا والقرآن يرشد اليها نصا او ظاهرا او دخولا تحت قاعدة من قواعده الكلية. وتفصيل هذه القاعدة لا يمكن استيفاءه. وبالجملة فالتفاصيل الواردة في القرآن وفي السنة من الاوامر والنواهي والاخبارات كلها تفصيل لهذا الاصل المحيط وبهذا وغيره يتبين لك انه لا يمكن ان يرد علم صحيح او معنى نافع او طريق او ان يرد علم صحيح او معنى نافع او طريق او طريق صلاح ينافي القرآن الله تعالى ولي الاحسان