فقال ابراهيم لاستغفرن لك. والحال اني لا املك لك من الله من شيء. لكني ادعو ربي عسى ان لا اكون بدعاء ربي شقيا. فليس لكم ان تقتدوا بابراهيم في هذه الحالة التي دعا بها للمشرك. فليس لكم ان تدعوا للمشركين وتقولوا المكتبة السمعية للعلامة المفسر الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله. يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم فلكم قراءة تفسير السعدي. بسم الله الرحمن الرحيم. يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم اولياء تلقون اليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق يخرجون ذكر كثير من المفسرين رحمهم الله ان سبب نزول هذه الايات الكريمات في قصة حاطب بن ابي بلتعة حين غزى النبي صلى الله عليه وسلم غزوة الفتح فكتب سئل قريش يخبرهم بمسير رسول الله صلى الله عليه وسلم اليهم. ليتخذ بذلك يدا عندهم. لا شكا ونفاقا وارسله مع امرأة فاخبر النبي صلى الله عليه وسلم بشأنه فارسل الى المرأة قبل وصولها واخذ منها الكتاب وعاتب فاعتذر رضي الله عنه بعذر قبله النبي صلى الله عليه وسلم. وهذه الايات فيها النهي الشديد عن موالاة الكفار من المشركين وغيرهم والقاء المودة اليهم. وان ذلك مناف للايمان. ومخالف لملة ابراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام ومناقض للعقل الذي يوجب الحذر كل الحذر من العدو. الذي لا يبقي من مجهوده في العداوة شيئا. وينتهز الفرصة في ايصال الضرر الى عدو فقال تعالى يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم اولياء تلقون اليهم يا ايها الذين امنوا اعملوا بمقتضى ايمانكم من ولاية من قام بالايمان ومعاداة من عاداه فانه عدو لله وعدو للمؤمنين. فلا تتخذوا عدو الله وعدوكم اولياء تلقون اليهم بالمودة اي تسارعون في مودتهم وفي السعي باسبابها. فان المودة اذا حصلت تبعتها النصرة موالاة. فخرج العبد من الايمان وصار من جملة اهل الكفران. وانفصل عن اهل الايمان. وهذا المتخذ للكافر وليا. عادم المروءة ايضا فانه كيف يوالي اعداء اعدائه الذي لا يريد له الا الشر. ويخالف ربه ووليه الذي يريد به الخير يأمره به ويحثه عليه. ومما يدعو المؤمن ايضا الى معاداة الكفار. انهم قد كفروا بما جاء المؤمنين من الحق. ولا اعظم من هذه للمخالفة والمشاقة فانهم قد كفروا باصل دينكم وزعموا انكم ضلال على غير هدى. والحال انهم كفروا بالحق الذي لا شك فيه ولا مرية ومن رد الحق فمحال ان يوجد له دليل او حجة تدل على صحة قوله. بل مجرد العلم بالحق يدل على بطلان قوله من رده وفساده يخرجون الرسول واياكم ان تؤمنوا بالله ربكم ان كنتم خرجتم جهادا ومن عداوتهم البليغة انهم يخرجون الرسول واياكم ايها المؤمنون منكم دياركم ويشردونكم من اوطانكم ولا ذنب لكم في ذلك عندهم الا انكم تؤمنون بالله ربكم الذي يتعين على الخلق كله القيام بعبوديته. لانه رباهم وانعم عليهم بالنعم الظاهرة والباطنة. وهو الله تعالى. فلما اعرضوا عن هذا الامر الذي هو اوجب الواجبات وقمتم به عادوكم واخرجوكم من اجله من دياركم. فاي دين واي مروءة وعقل يبقى مع العبد اذا والى الكفار الذين هذا وصفهم في كل زمان او مكان. ولا يمنعهم منه الا خوف او مانع قوي اي ان كان خروجكم مقصودكم به الجهاد في سبيل الله لاعلاء كلمة الله وابتغاء مرضات الله. فاعملوا بمقتضى هذا من موالاة اولياء الله ومعاداة اعدائه ان هذا هو الجهاد في سبيله. وهو من اعظم ما يتقرب به المتقربون الى ربهم. ويبتغون به رضاه المودة وانا اعلم بما اخفيتم وما اعلنتم. اي كيف تسرون المودة للكافرين وتخفونها؟ ما علمكم ان الله عالم بما تخفون وما تعلنون. فهو وان خفي على المؤمنين فلا يخفى على الله تعالى. وسيجازي العباد بما يعلمه منهم من الخير والشر. ومن يفعله من اي موالاة الكافرين بعدما حذركم الله منها فقد ضل سواء السبيل. لانه سلك مسلكا مخالفا للشرع وللعقل الانسانية. ثم بين تعالى شدة عداوتهم تهييجا للمؤمنين على عداوتهم والسنتهم وودوا لو ان يثقفوكم ان يجدوكم وتسنح لهم الفرصة في اذاكم يكون لكم اعداء ظاهرين ويبسط اليكم ايديهم بالقتل والضرب ونحو ذلك. والسنتهم بالسوء اي بالقول الذي يسوء من شتم وغيره. وود لو تكفرون فان هذا غاية ما يريدون منكم يوم القيامة يفصل بينكم ما الله بما تعملون بصير. فان احتجتم وقلتم نوالي الكفار لاجل القرابة والاموال. فلن تغني عنكم اموالكم ولا اولادكم من الله شيئا. والله بما فلذلك حذركم من موالاة الكافرين الذين تضركم موالاتهم والذين معه اذ قالوا لقومهم انا اذ قالوا لقومهم انا برءان تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة ابدا حتى تؤمنوا بالله وحده الا قول ابراهيم لابيه لاستقرار قد كان لكم يا معشر المؤمنين اسوة حسنة اي قدوة صالحة وائتمام ينفعكم في ابراهيم والذين معه من المؤمنين. لانكم قد امرتم ان تتبعوا ملة ابراهيم حنيفا. اذ قالوا لقومهم انا اي اذ تبرأ ابراهيم عليه السلام من معه من المؤمنين من قومهم المشركين ومما يعبدون من دون الله. ثم صرحوا بعداوتهم غاية التصريح. فقالوا بكم وبدا اي ظهر وبان بيننا وبينكم العداوة والبغضاء. اي البغض بالقلوب وزوال مودتها والعداوة بالابدان وليس لتلك العداوة والبغضاء وقت ولا حد. بل ذلك ابدا ما دمتم مستمرين على كفركم. حتى تؤمنوا الله وحده اي فاذا امنتم بالله وحده زالت العداوة والبغضاء وانقلبت مودة وولاية فلكم ايها المؤمنون اسوة حسنة في إبراهيم ومن معه في القيام بالايمان والتوحيد. والقيام بلوازم ذلك ومقتضياته. وفي كل شيء تعبدوا به لله وحده الا في خصلة واحدة. وهي قول ابراهيم لابيه ازر المشرك الكافر المعاند. حين دعاه الى الايمان والتوحيد ان في ذلك متبعون لملة ابراهيم. فان الله ذكر عذر ابراهيم في ذلك بقوله. وما كان استغفار ابراهيم لابيه الا عن موعده وعدها اياه. فلما تبين له انه عدو لله تبرأ منه. ان ابراهيم لاواه حليم. ولكم اسوة حسنة في ابراهيم ومن معه حين دعوا الله وتوكلوا عليه وانابوا اليه واعترفوا بالعجز والتقصير. فقالوا المصير. ربنا عليك توكلنا اي اعتمدنا عليك في جلب ما ينفعنا ودفع ما يضرنا ووثقنا بك يا ربنا في ذلك. واليك انبنا. اي رجعنا الى طاعتك ومرضاتك. وجميع ما يقرب اليك فنحن في ذلك ساعون وبفعل الخيرات مجتهدون. ونعلم انا اليك نصير فنستعد للقدوم عليك ونعمل ما يقربون زلفى اليك ، ربنا، لا تجعلنا فتنة للذين كفروا واغفر لنا ربنا انك انت العزيز الحكيم. ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا. اي لا تسلطهم علينا بذنوبنا فيفتنونا ويمنعونا مما يقدرون عليه من امور الايمان. ويفتنون ايضا بانفسهم فانهم اذا رأوا لهم من غلبة ظنوا انهم على الحق وان على الباطل. فازدادوا كفرا وطغيانا انت العزيز الحكيم. واغفر لنا ما اقترفنا من الذنوب والسيئات. وما قصرنا به من المأمورات انك انت العزيز القاهر لكل شيء. الحكيم الذي يضع الاشياء مواضعها. فبعزتك وحكمتك انصرنا على اعدائنا واغفر لنا ذنوبنا واصلح عيوبنا. ثم كرر الحث لهم على الاقتداء بهم. فقال حسنة لمن كان يرجو الله لمن كان يرجو الله واليوم الاخر لقد كان لكم فيهم اسوة حسنة وليس كل احد تسهل عليه هذه الاسوة. وانما تسهل على من كان يرجو الله واليوم الاخر. فان الايمان واحتساب الاجر والثواب يسهل على العبد كل عسير. ويقلل لديه كل كثير. ويوجب له الاكثار من الاقتداء بعباد الله الصالحين الانبياء والمرسلين فانه يرى نفسه مفتقرا ومضطرا الى ذلك غاية الاضطرار ومن يتولى عن طاعة الله والتأسي برسل الله فلن يضر الا نفسه ولا يضر الله شيئا فان الله هو الغني. الذي له الغنى التام المطلق من جميع الوجوه. فلا يحتاج الى احد من خلقه بوجه الحميد في ذاته واسمائه وصفاته وافعاله. فانه محمود على ذلك كله. عسى الله ان يجعل بينكم وبينكم ان الذين عاديتم منهم مودة. والله قدير والله غفور رحيم. ثم اخبر تعالى ان هذه العداوة التي امر الله بها المؤمنين للمشركين ووصفهم بالقيام بها انهم ما داموا على شركهم وكفرهم وانه من انتقلوا الى الامام فان الحكم يدور مع علته. فان المودة الايمانية ترجع. فلا تيأسوا ايها المؤمنون من رجوعهم الى الايمان اسأل الله ان يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة. سببها رجوعهم الى الايمان. والله قدير على كل شيء. ومن ذلك هداية القلوب وتقليبها من حال الى حال. والله غفور رحيم لا يتعاظمه ذنب ان يغفره. ولا يكبر عليه عيب ان يستره قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله. ان الله يغفر الذنوب جميعا. انه هو الغفور الرحيم. وفي هذه الاية اشارة وبشارة الى اسلام بعض المشركين. الذين كانوا اذ ذاك اعداء للمؤمنين. وقد وقع ذلك ولله الحمد المنة ولما نزلت هذه الايات الكريمات المهيجة على عداوة الكافرين وقعت من المؤمنين كل موقع. وقاموا بها اتم القيام وتأثموا من صلة بعض اقاربهم المشركين. وظنوا ان ذلك داخل فيما نهى الله عنه. فاخبرهم الله ان ذلك لا يدخل في المحرم فقال تبروهم تقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين. اي لا ينهاكم الله عن البر والصلة والمكافأة بالمعروف والقسط للمشركين من اقاربكم وغيرهم. حيث كانوا بحال لم ينتصبوا لقتالكم في الدين والاخراج من دياركم فليس عليكم جناح ان تصلوهم فان صلتهم في هذه الحالة لا محظور فيها ولا مفسدة. كما قال تعالى عن الابوين المشركين اذا كان ولدهما مسلما وان جاهداك على ان تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما. وصاحبهما في الدنيا معروفا قوله انما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين واخرجوكم من دياركم مظاهر على اخراجكم ان تولوهم. ومن يتولهم فاولئك هم الظالمون. انما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين. اي لاجل دينكم عداوة لدين الله ولمن قام به. واخرجوكم من دياركم وظاهروا. اي عاونوا غيرهم على اخراجكم نهاكم الله ان تولوهم بالمودة والنصرة بالقول والفعل. واما بركم واحسانكم الذي ليس بتول للمشركين فلم ينهكم الله عنه. بل ذلك داخل في عموم الامر بالاحسان الى الاقارب وغيرهم من الادميين وغيرهم ان يتولهم فاولئك هم الظالمون. وذلك الظلم يكون بحسب التولي. فان كان توليا تاما صار كفرا مخرجا عن دائرة الاسلام. وتحت ذلك من المراتب ما هو غليظ. وما هو دون ذلك اذا جاءكم المؤمنات مهاجرات تمتحنوهن. الله اعلم بايمانك يحلون لهن واتوهن ما انفقوا ولا جناح عليكم ان تنكحوهن اذا ولا تمسكوا بعصم الكوافير واسألوا ما انفقتم والله عليم حكيم. لما كان صلح الحديبية صالح النبي صلى الله عليه وسلم المشركين على ان من جاء منهم الى المسلمين مسلما انه يرد الى المشركين. وكان هذا لفظا عاما مطلقا يدخل في عمومه النساء والرجال. فاما الرجال فان الله لم ينهى رسوله عن ردهم الى المشركين وفاء بالشرط وتتميما للصلح الذي هو من اكبر المصالح وام النساء. فلما كان ردهن فيه مفاسد كثيرة امر الله المؤمنين اذا جاءهم المؤمنات مهاجرات وشكوا في صدق ايمانهن ان يمتحنوهن ويختبروهن. بما يظهر به صدقهن من ايمان مغلظة وغيرها. فانه يحتمل امل ان يكون ايمانها غير صادق بل رغبة في زوج او ولد او غير ذلك من المقاصد الدنيوية. فان كن بهذا الوصف تعين ردهن وفاء بالشر من غير حصول مفسدة. وان امتحنوهن فوجدن صادقات او علموا ذلك منهن من غير امتحان. فلا يرجعوهن الى الكفار لهن حل لهم ولا هم يحلون لهن. فهذه مفسدة كبيرة في ردهن. رعاها الشارع. وراعى ايضا الوفاء بالشر بان يعطوا الكفار ازواجهن ما انفقوا عليهن من المهر وتوابعه عوضا عنهن. ولا جناح حينئذ على المسلمين ان ينكحوهن ولو كان لهن ازواج في دار الشرك. ولكن بشرط ان يؤتوهن اجورهن من المهر والنفقة. وكما ان المسلمة لا تحل للكافر. فكذلك الكافرة لا تحل للمسلم ان يمسكها ما دامت على كفرها غير اهل الكتاب. ولهذا قال تعالى ولا تمسكوا حكم الله يحكم بينكم. ولا عصم الكوافر واذا نهى عن الامساك بعصمتها فالنهي عن ابتداء تزويجها اولى. واسألوا ما انفقتم ايها المؤمنون ترجع زوجاتكم مرتدات الى الكفار فاذا كان الكفار يأخذون من المسلمين نفقة من اسلمت من نسائهم استحق المسلمون ان يأخذوا مقابلة ما ذهب من نسائهم الى الكفار. وفي هذا دليل على ان خروج البضع من الزوج متقوم. فاذا افسد مفسد النكاح امرأة رجل برضاع او غيره كان عليه ضمان المهر. وقوله ذلكم حكم الله يحكم بينكم. ذلكم الحكم الذي ذكره الله وبينه لكم يحكم به بينكم. والله عليم حكيم. فيعلم تعالى ما يصلح لكم من الاحكام. ويشرع لكم ما تقتضيه الحكمة وقوله وان فاتكم شيء من ازواجكم الى الذين ذهبت ازواجهم مثل ما انفقوا واتقوا الله الذي انتم به مؤمنون وان فاتكم شيء من ازواجكم الى الكفار بان ذهبن مرتدات فعاقبتم فاتوا الذين ذهبت ازواجهم مثلما انفقوا كما تقدم ان الكفار اذا كانوا يأخذون بدل ما يفوت من ازواجهم الى المسلمين. فمن ذهبت زوجته من المسلمين الى الكفار وفاتت عليه لزم ان يعطيه المسلمون من الغنيمة بدل ما انفق. واتقوا الله الذي المؤمنون فايمانكم بالله يقتضي منكم ان تكونوا ملازمين للتقوى على الدوام اذا جاءك يبايعنك على الا يشركن بالله شيئا ولا يصرطن ولا تزنين ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن اولادهن ولا يأتين ببهتان يفترين ولا يأتين ببهتان يفترينه بين ايديهن وارجلهن ولا يعصينك فيما معروف ولا يعصينك في معروف فبايعهن واستغفر لهن اه ان الله غفور رحيم. هذه الشروط المذكورة في هذه الاية تسمى مبايعة النساء كن يبايعن على اقامة الواجبات المشتركة. التي تجب على الذكور والنساء في جميع الاوقات. واما الرجال فيتفاوت ما يلزمهم بحسب احوالهم ومراتبهم وما يتعين عليهم. فكان النبي صلى الله عليه وسلم يمتثل ما امره الله به. فكان اذا جاءته النساء بايعنا والتزمنا بهذه الشروط. بايعهن وجبر قلوبهن. واستغفر لهن الله فيما يحصل منهن من التقصير. وادخلهن في جملة المؤمنين بان لا يشركن بالله شيئا بان يفردن الله وحده بالعبادة. ولا يقتلن اولادهن كما يجري لنساء الجاهلية الجهلاء ولا يزنين كما كان ذلك موجودا كثيرا في البغايا وذوات الاخدان. ولا يأتين ببهتان يفترينه ولا يأتين ببهتان يفترينه بين ايديهن ارجلهن والبهتان الافتراء على الغير. اي لا يفترين بكل حالة سواء تعلقت بهن وازواجهن او سواء تعلق ذلك بغيره ولا يعصينك في معروف فبايعهن واستغفر لهن الله لا يعصينك في معروف. اي لا يعصينك في كل امر تأمرهن به. لان امرك لا يكون الا بمعروف. ومن ذلك طاعتهن لك في النهي عن النياحة وشق الثياب وخمش الوجوه والدعاء بدعاء الجاهلية. فبايعهن اذا التزمن بجميع ما ذكر. واستغفر لهن الله عن تقصيرهن وتطييبا لخواطرهن. ان الله غفور اي كثير للعاصين والاحسان الى المذنبين التائبين. رحيم وسعة رحمته كل شيء. وعم احسانه البرايا. يا ايها الذين امنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم. قد يأسوا من اي يا ايها المؤمنون ان كنتم مؤمنين بربكم ومتبعين لارضاه ومجانبين لسخطه. لا تتولوا قوما غضب الله عليهم. وانما غضب عليهم لكفرهم وهذا شامل لجميع اصناف الكفار. قد يأسوا من الاخرة اي قد حرموا من خير الاخرة. فليس لهم منها نصيب. فاحذروا ان تولوهم فتوافقونهم على شرهم وكفرهم فتحرموا خير الاخرة كما حرموا. وقوله كما يأس الكفار من اصحاب القبور حين افضوا الى الدار الاخرة ووقفوا على حقيقة الامر وعلموا علم اليقين انهم لا نصيب لهم منها. ويحتمل ان المعنى قد يأسوا من الاخرة. اي قد انكروها وكفروا بها فلا يستغرب حينئذ منهم الاقدام على مساخط الله وموجبات عذابه واياسهم من الاخرة. كما يئس الكفار المنكرون للبعث في الدنيا من رجوع اصحاب القبور الى الله تعالى